دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م, 06:20 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي صفحة الطالبة امل يوسف "لدراسة التفسير"

صفحة الطالبة امل يوسف لدراسة التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 11:50 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين
اولا:استخلاص المسائل من التفاسير الثلاثة :بن كثير(ك) والسعدىٍٍ(س)والاشقر(ش)
*معنى الحمد لله---ك-س-ش
*الفرق بين الحمد والشكر---ك -ش
*ذكر اقوال السلف فى معنى الحمد-ك
*فضائل الحمد الله-ك
*معنى(ال)فى الحمد-ك
*معنى الرب-ك-س-ش
*معنى الربوبية واقسامها-س
*معنى العالمين-ك-س-ش
*دلالة قول رب العالمين-س
*معنى الرب فى اللغة ك
*معنى العالمين -ك-س-ش
تصنيف المسائل:
المسائل التفسيرية:
معنى الحمد لله
اقوال السلف فى معنى الحمد
فضائل الحمد
معنى الحمد لله رب العالمين
دلالة قول رب العالمين

مسائل لغوية:
معنى (ال)فى الحمد لله
معنى العالمين
الفرق بين الحمد والشكر

مسائل القراءات

مسائل فى العقيدة
معنى الربوبية واقسامها
معنى الرب

اولا مسائل القراءات:
القراء السبعة على ضم الدال من قوله الحمد لله وهو مبتدأ وخبر
روى عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج الحمد بفتح الدال منصوب على اضمار فعل
قرأبن ابى عبلة الحمد لله بضم الدال واللام اتباعا للاول الثانى---شاذ
عن الحسن وزيد بن على :الحمد لله بكسر الدال اتباعا للاول الثانى

ثانيا المسائل التفسيرية:
اقوال السلف فى معنى الحمد لله
قال بن جرير:ثناء اثنى به على نفسه وفى ضمنه امر عباده ان يثنوا عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله
عن بن عباس قال قال عمر قد علمنا سبحان الله ولا اله الا الله فما الحمد لله؟ فقال كلمة رضيها الله لنفسه
وروى ان عمر قال لعلى واصحابه عنده:لا اله الا الله وسبحان الله والله اكبر قد عرفناها فما الحمد لله؟ قال على كلمة احبها الله لنفسه ورضيها لنفسه واحب ان تقال
قال بن عباس الحمد لله كلمة الشكر واذا قال العبد الحمد لله الحمد لله قال شكرنى عبدى
وعنه قال الحمد لله هو الشكر لله والاستخذاء له والاقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك
وقال كعب الاحبار الحمد لله ثناء الله
وقال الضحاك الحمد لله رداء الرحمن



معنى الحمد لله
الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال ونعوت الجلال وكمال افعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه---
هو الثناء باللسان على الجميل الاختيارى
خلاصة معنى الحمد لله:
كلمة احبها الله ورضيها لنفسه واحب ان تقال وهى:ثناء على الله بنعوت الجلال وصفات الكمال وكمال افعاله الدائرة بين الفضل والعدل والاقرار له بنعمته وهدايته وابتدائه وغير ذلك

فضائل الحمد لله
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله
عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انعم الله على عب نعمة فقال الحمد لله الا كان الذى اعطى افضل مما اخذ
عن انس عن النبى قال:لو ان الدنيا بحذافيرها فى يد رجل من امتى ثم قال الحمد لله لكان الحمد افضل من ذلك--اى لكان الهامه الحمد لله اكبر نعمة عليه من الدنيا لان ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدنيا لا يبقى قال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا
وعن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم ان عبدا من عبا د الله قال يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الى السماء فقلا يارب ان عبا قد قال مقالة لا ندرى كيف نكتبها قال الله وهو اعلم بما قال عبده ماذا قال عبدى؟ قالا يارب انه قد قال يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله لهما اكتباها كما قال عبدى حتى يلقانى فاجزيه بها
وقد حكى القرطبى الخلاف ايهما افضل الحمد لله او لا اله الا الله :قالت طائفة الحمد لله افضل لاشتمالها على التوحيد والحمد وقالت طائفة لا اله الا الله افضل لانها الفيصل بين الكفر والايمان وعليها يقاتل الناس حتى يقولوها وقد ثبت فى الحديث افضل ما قلت انا والنبيين قبلى لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله له الحمد وهو على كل شىء قدير
وقد تقدم عن جابر مرفوعا افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله

المسائل اللغوية
الفرق بين الحمد والشكر
والتحقيق ان بينهما عموما وخصوصا فالحمد اعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لانه يكون على الصفات المتعدية واللازمة تقول حمدته لفروسيته وحمدته لكرمه وهو اخص لانه لا يكون الا بالقول
والشكر اعم من حيث ما يقعان عليه لانه يكون بالقول والفعل والنية وهو اخص لانه لا يكون الا على الصفات المتعدية لا يقال شكرته لفروسيته وتقول شكرته على كرمه واحسانه الى
وقيل الحمد نقيض الذم تقول حمدت الرجل احمده حمدا ومحمدة فهو حميد ومحمود والتحميد ابلغ من الحمد والحمد اعم من الشكر
والشكر هو الثناء على المحسن بما اولاه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام افصح واما المدح فهو اعم من الحمد لانه يكون للحى وللميت وللجماد ايضا كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك ويكون قبل الاحسان وبعده وعلى الصفات اللازمة والمتعدية ايضا
والحمد يكون باللسان فقط اما الشكر فيكون باللسان والقلب والاعضاء ولا يكون الشكر الا مقابل نعمة واما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو فى غير مقابلة نعمة والله تعالى له الحمد والشكر

معنى الرب
يطلق فى اللغة على السيد وعلى المتصرف للاصلاح
ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالاضافة تقول رب الدار ورب كذا واما الرب فلا يقال الا لله وقد قيل انه الاسم الاعظم

معنى العالمين
جمع عالم والعالم جمع لا واحد له من لفظه وقال الفراء وابو عبيدة العالم عبارة عما يعقل وهم الانس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم وعن زيد بن اسلم العالم كل ماله روح ترفرف
وقال الزجاجالعالم كل ما خلق الله فى الدنيا والاخرة
والعالم مشتق من العلامة لانه علم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته

المسائل العقدية
معنى الربوبية
الرب هو المربى لجميع العالمين بخلقه اياهم واعهداده لهم الالات وانعامه عليهم بالنعم العظيمة التى لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء فما بهم من نعمة فمنه تعالى
وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة
فالعامة:هى خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لم فيه مصالحهم التى فيها بقاؤهم فى الدنيا
والخاصة تربيته لاوليائه فيربيهم باليمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه
وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر

بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى الرحمن الرحيم
مسائل فى الاية:
معنى الرحمن الرحيم وهل هما مشتقان---ك-س ش
ما الفرق بين الرحمن والرحيم---ك
ما وجه الجمع بين الرحمن والرحيم----ك
من اسمائه سبحانه ما يتسمى به غيره ومنها ما لا يتسمى به الا هو---ك
انكار العرب لاسم الرحمن --ك
اولا معنى الرحمن الرحيم:اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ورحمن اشد مبالغة من رحيم وحكى بن جرير الاتفاق
والدليل على اشتقاقهما كما قال القرطبى ما خرجه الترمذى وصححه عن عبد الرحمن بن عوف انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
وهما اسمان دالان على انه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التى وسعت كل شىء وعمت كل حى وكتبها للمتقين من المتبعين لانبيائه ورسله فهلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها

الفرق بين الرحمن والرحيم
قال ابو على الفارسى الرحمن اسم عامن فى جميع انواع الرحمة يختص به الله تعالى والرحيم انما هو من جهة المؤمنين(وكان بالمؤمنين رحيما)
وقال بن عباس هما اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر اى اكثر رحمة
قال بن جرير سمعت العرزمى يقول الرحمن الرحيم قال الرحمن لجميع الخلق الرحيم :قال بالمؤمنين قالوا ولهذا قال الرحمن على العرش استوى ذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته
وقال وكان بالمؤمنين رحيما فدل على ان الرحمن اشد مبالغة من الرحيم لعموم الرحمة فى الدارين والرحيم خاص بالمؤمنين
وقد زعم بعضهم ان الرحيم اشد مبالغة من الرحمن لانه اكد به والتأكيد لا يكون الا اقوى من المؤكد
والجواب ان هذا ليس من باب التوكيد وانما من باب النعت
لكن جاء فى الدعاء المأثور رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما

وجه الجمع بين الرحمن والرحيم
عن عطاء:لما تسمى غيره تعالى بالرحمن جىء بلفظ الرحيم ليقطع التوهم بذلك فانه لا يوصف بالرحمن الرحيم الا الله تعالى
وقيل ان من اسمائه ما يتسمى به غيره ومنها ما لايتسمى بها غيره مثل الله والرحمن والخالق ولهذا بدا باسم الله ووصفه بالرحمن لانه اخص واعرف من الرحيم لان التسمية اولا تكون باشرف الاسماء لهذا ابتدأ بالاخص فالاخص


ومن اسمائه تعالى مايسمى به غيره مثل الرحيم والسميع والبصير مع ملاحظة ان اسماء الله على ما يليق بكماله وجلاله وعظمته سبحانه فله الكمال المطلق واما المخلوق وان تسمى بهذه الاسماء فعلى ما يليق به من النقص وما يناسب حاله
كما فى قوله تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج فجعلناه سميعا بصيرا
وكما فى قوله وكان بالمؤمنين رحيما
ومن اسمائه ما لايسمى به غيره وعن الحسن قال الرحمن اسم ممنوع وعن الحسن قال الرحمن اسم لا يستطيع الناس ان ينتحلوه تسمى به تبارك وتعالى
ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به فلا يقال الا مسيلمة الكذاب

واما انكار العرب لاسم الرحمن
لجهلهم بالله وبما وجب له
وقد زعم بعضهم ان العرب لا تعرف الرحمن حتى رد الله عليهم ذلك بقوله قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى
وذلك انهم لما سمعوا الرسول يصلى عند الكعبة ويقول يالله يارحمن قالوا انظروا لهذا الصابىء يدعوا الهين فنزلت الاية
ولهذا قال كفار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا نعرف الرحمن ولا الرحيم وفى بعض الروايات لا نعرف الا رحمن اليمامة

والظاهر ان انكارهم هذا انما هو جحود وعناد وتعنت فى كفرهم فانه وجد فى اشعارهم فى الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن

من القواعد المتفق عليها عند سلف الامة الايمان باسماء الله وصفاته واحكام تلك الصفات فمثلا الرحمن الرحيم اى ذو الرحمة التى اتصف بها المتعلقة بالمرحوم فالنعم كلها من اثار رحمته

مالك يوم الدين
مسائل فى الاية الكريمة:
القراءات
معنى مالك
معنى الدين
ما وجه اضافة الملك ليوم الدين
الفرق بين الملك والمالك

مسائئل القراءات
فى قوله مالك

مسائل تفسيرية
معنى مالك
معنى الدين
ما وجه اضافة مالك ليوم الدين
مسائل لغوية
الفرق بين المالك والملك وايهما ابلغ؟

اولا القراءات:
قرىء ملك ومالك وكلاهما صحيح متواتر فى السبع
وقيل مليك ايضا
واشبع نافع كسرة الكاف فقرأ مالكى
المسائل التفسرية:
معنى مالك: هو من اتصف بصفة الملك التى من اثارها انه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بمماليكه بجميع انواع التصرفات
معنى الدين: الحساب والجزاء اى يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدينهم باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر الا من عفا عنه
والدين الجزاء والحساب كما قال تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق
وفى الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
وكما قال عمر حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا وتزينوا للعرض الاكبر على من لا تخفى عليه اعمالكم

واضيف اسم المالك ليوم الدين خاصة لعدة امور:
ان تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه ما عداه لانه قد تم الاخبار بانه رب العالمين وذلك عام فى الدنيا والاخرة:اى المالك السيد المتصرف بالاصلاح لجميع العالمين
وانما اضيف ليوم الدين لانه لا يدعى احد هنالك شيئا ولا يتكلم احد الا باذنه
وقال الضحاك عن بن عباس يوم لا يملك احد فى ذلك اليوم معه حكما كملكهم فى الدنيا
ولانه يظهر فى ذلك اليوم تمام ملكه وعدله وحكمته وانقطاع املاك الخلائق حتى انه يستوى فى ذلك اليوم الملوك والرعايا والاحرار والعبيد كلهم مذعنون لعظمته خاضعون لعزته خائفون من عقابه منتظرون مجازاته فلذلك خصه بالذكر

مسائل لغوية
الفرق بين المالك والملك
ملك أخوذة من الملك كما قال تعالى لمن الملك اليوم
والمالك هو من اتصف بصفة الملك التى من اثارها انه يامر وينهى ويعاقب ويثيب ويتصرف بمماليكه بجميع انواع التصرفات
وقيل ملك اعم وابلغ من مالك لان امر الملك نافذ على المالك فى ملكه حتى لا يتصرف الا عن تدبير الملك
وقيل مالك ابلغ لانه يكون مالكا للناس وغيرهم
والحق ان الفرق بين الوصفين بالنسبة للرب ان:الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 06:32 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاسبوع الثانى
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاسبوع الثانى
من الاية1-5
المسائل فى الايات:
.المقصود بالاستفهام
.المقصود بالنبأ العظيم لغة وشرعا
.الاقوال فى قوله تعالى يختلفون
.سبب نزول الايات
معنى كلا وفائدة التكرار
.معنى كلا سيعلمون

1- المقصود بالاستفهام:يقول تعالى منكرا على المشركين فى تساؤلهم عن يوم القيامة انكارا لوقوعها
2- المقصود بالنبأ العظيم:
لغة هو الخبر الهائل المفظع الباهر العظيم
شرعا:قيل هو يوم القيامة
وقيل هو القرءان العظيم لانه ينبىء عن التوحيد وتصديق الرسول ووقوع البعث والنشور
وهو النبأالذى لا يقبل الشك ولا يدخله الريب ولكن المكذبون بايات الله لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم
3- الاقوال فى قوله تعالى يختلفون:
على قولين:
اى الناس فيه على قولين مؤمن به وكافر يوم القيامة
وقيل اختلفوا فى القرءان فجعله بعضهم سحرا وبعضهم شعرا وبعضهم كهانة وبعضهم قال اساطير الاولين
وقد طال نزاعهم فيه وانتشر على وجه التكذيب والاستبعاد

- سبب نزول الايات:
لما بعث الله رسوله واخبرهم بالتوحيد والبعث بعد الموت وتلا عليهم القرءان جعلوا يتساءلون بينهم يقولون ماذا حصل لمحمد وما الذى اتى به فانزل الله الاية

معنى كلا:
كلا :ردع لهم وزجر وتوعدا لمنكرى القيامة
والمعنى سيعلمون عاقبة تكذيبهم اذا نزل بهم العذاب ويقال لهم هذه النار التى كنتم بها تكذبون
فائدة تكرار كلا:
دلالة على التهديد الشديد والوعيد الاكيد

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1435هـ/13-09-2014م, 11:54 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الانفطار --الدرس الاول من اية 1-8
قوله تعالى ..اذا السماء انفطرت


المسائل التى وردت فى الاية.
1-معنى انفطرت—ك-س-ش
2-سبب انفطارها –ك
اقزال المفسرين فى المسائل التفسيرية.
معنى انفطرت.

قال بن كثير اى انشقت كما قال السماء منفطر به وكذا قال الاشقر
قال السعدى. اذا انشقت السماء وانفطرت
سبب انفطارها
قال الاشقر انشقاقها لنزول الملائكة منها

قوله تعالى واذا الكواكب انتثرت
المسائل
1-معنى انتثرت ك-س –ش
اقوال المفسرين فى معنى انتثرت

قال بن كثير تساقطت
وقال الاشقر تساقطت متفرقة
وقال السعدى.انتثرت نجومها وزال جمالها
وملخص اقوالهم ان انتثرت اى تساقطت وانتثرت متفرقة وزال جمالها

قوله تعالى واذا البحار فجرت
اقوال المفسرين من الصحابة والتابعين فى معنى فجرت
وقت حصول هذه الاهوال

ذكر بن كثير عن بن عباس قال فجر الله بعضها فى بعض
قال الحسن فجر الله بعضها فى بعض فذهب ماؤها
قال قتادة اختلط مالحها بعذبها
وقال الكلبى ملئت
وقال الاشقر فجر بعضها فى بعض فصارت بحرا واحدا واختلط العذب منها بالمالح
وهذه الاشياء بين يدى الساعة كما تقدم فى السورة التى قبل هذه

واذا القبور بعثرت
المسائل
معنى بعثرت

قال بن كثير قال بن عباس اى بحثت
وقال السدى تبعثر اى تحرك فيخرج من فيها
قال الاشقر قلب ترابها واخرج الموتى الذين هم فيها
وقال السعدى بعثرت بان اخرج ما فيها من الاموات وحشروا للموقف بين يدى الله للجزاء على الاعمال
خلاصة اقوالهم فى معنى بعثرت اى حركت وقلب ترابها وبحثت فاخرج الموتى الين هم فيها وحشروا للموقف بين يدى الله للجزاء على الاعمال

قوله تعالى علمت نفس ما قدمت واخرت
المسائل
المقصود بقوله قدمت الاعمال واخرت الجزاء ش
مقصد الاية س
جواب القسم ك
متى تعلم النفس ما قدمت واخرت ش
اقوال المفسرين

قال بن كثير اذا كان هذا كان هذا ---يشير الى جواب القسم
قال الاشقر علمت عند نشر الصحف ما قدمت من عمل خير او شر وما اخرت من حسنة او سىئة
قال السعدى فحينئذ ينكشف الغطاء ويزول ما كان خفيا وتعلم كل نفس ما معها من الارباح والخسران هنالك يعض الظالم على يديه اذا راى اعماله باطلة وميزانه خف والمظالم قد تداعت اليه والسيئات قد حضرت لديه وايقن بالشقاء الابدى والعذاب السرمدى ويفوز المتقون المقدمون لصالح الاعمال بالفوز العظيم والنعيم المقيم
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
المسائل
مانوع الاستفهام وحقيقته
وما الغرض منه
ما الذى غر الانسان بربه
ما السر فى الاتيان باسم الله الكريم دون سائر اسمائه خاصة
ما ورد فى سبب نزول الاية
اقوال المفسرين فى الاية

قال بن كثير
. هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس
من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه
وقال السعدى يقول تعالى معاتبا للانسان المقصر فى حق ربه المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
قال الاشقر فى معنى الاستفهام
أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ
بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّة

المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟
ما جاء من اقوال السلف فى سبب غررور الانسان بربه الكريم
سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله
. وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة
. وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،
وحكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم



قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
المسائل
علاقة هذه الاية بالتى قبلها-ك
معنى خلقك
معنى سواك
معنى عدلك
قال بن كثير فى مناسبة هذه الاية للتى قبلها
توبيخ للانسان على سوء مقابلته احسان ربه س

(وقوله: {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: ما غرّك بالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}.
معنى خلقك
قال الإمام أحمد
عن بسر بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)
قال الاشقر خلقك منْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
معنى سواك
قال بن كثير جعلك سويا
وقال الاشقر فسواك رجلا تسمع وتبصر وتعقل
وقال السعدى فى احسن تقويم
وخلاصة قولهم فى معنى سويا اى جعلك سويا فى احسن تقويم تسمع وتبصر وتعقل
معنى عدلك
قال بن كثير مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال
وقال السعدى وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ،
وقال الاشقر جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا
وخلاصة اقوالهم فى معنى عدلك اى جعلك معتدل القامة منتصبا مستقيما وجعل اعضاءك متعادلة لا تفاوت فيها فى احسن الاشكال واجمل الهيئات
. فهلْ يليقُ بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟ إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ
قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك
المسائل فى الاية
حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ما يشبه الانسان
ما معنى الاية

في الصّحيحين عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ
قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزير
قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خال
وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك
ومعنى هذا القول عند هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة).

{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}قال الاشقر أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ
وقال السعدى فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو نحوهمَا من الحيواناتِ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 ذو الحجة 1435هـ/2-10-2014م, 09:26 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين
اولا:استخلاص المسائل من التفاسير الثلاثة :بن كثير(ك) والسعدىٍٍ(س)والاشقر(ش)
*معنى الحمد لله---ك-س-ش
*الفرق بين الحمد والشكر---ك -ش
*ذكر اقوال السلف فى معنى الحمد-ك
*فضائل الحمد الله-ك
*معنى(ال)فى الحمد-ك
*معنى الرب-ك-س-ش
*معنى الربوبية واقسامها-س
*معنى العالمين-ك-س-ش
*دلالة قول رب العالمين-س
*معنى الرب فى اللغة ك
*معنى العالمين -ك-س-ش
تصنيف المسائل:
المسائل التفسيرية:
معنى الحمد لله
اقوال السلف فى معنى الحمد
فضائل الحمد
معنى الحمد لله رب العالمين
دلالة قول رب العالمين

مسائل لغوية:
معنى (ال)فى الحمد لله
معنى العالمين
الفرق بين الحمد والشكر

مسائل القراءات

مسائل فى العقيدة
معنى الربوبية واقسامها
معنى الرب

اولا مسائل القراءات:
القراء السبعة على ضم الدال من قوله الحمد لله وهو مبتدأ وخبر
روى عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج الحمد بفتح الدال منصوب على اضمار فعل
قرأبن ابى عبلة الحمد لله بضم الدال واللام اتباعا للاول الثانى---شاذ
عن الحسن وزيد بن على :الحمد لله بكسر الدال اتباعا للاول الثانى

ثانيا المسائل التفسيرية:
اقوال السلف فى معنى الحمد لله
قال بن جرير:ثناء اثنى به على نفسه وفى ضمنه امر عباده ان يثنوا عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله
عن بن عباس قال قال عمر قد علمنا سبحان الله ولا اله الا الله فما الحمد لله؟ فقال كلمة رضيها الله لنفسه
وروى ان عمر قال لعلى واصحابه عنده:لا اله الا الله وسبحان الله والله اكبر قد عرفناها فما الحمد لله؟ قال على كلمة احبها الله لنفسه ورضيها لنفسه واحب ان تقال
قال بن عباس الحمد لله كلمة الشكر واذا قال العبد الحمد لله الحمد لله قال شكرنى عبدى
وعنه قال الحمد لله هو الشكر لله والاستخذاء له والاقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك
وقال كعب الاحبار الحمد لله ثناء الله
وقال الضحاك الحمد لله رداء الرحمن " هذه الأقوال بمعنى واحد ، فتكون الطريقة في التلخيص ذكر أحد هذه الأقوال ، حتى لا يطول تلخيصكِ "



معنى الحمد لله
الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال ونعوت الجلال وكمال افعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه---
هو الثناء باللسان على الجميل الاختيارى
خلاصة معنى الحمد لله:
كلمة احبها الله ورضيها لنفسه واحب ان تقال وهى:ثناء على الله بنعوت الجلال وصفات الكمال وكمال افعاله الدائرة بين الفضل والعدل والاقرار له بنعمته وهدايته وابتدائه وغير ذلك " كان يكفي هذه العبارة "

فضائل الحمد لله
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله
عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انعم الله على عب نعمة فقال الحمد لله الا كان الذى اعطى افضل مما اخذ
عن انس عن النبى قال:لو ان الدنيا بحذافيرها فى يد رجل من امتى ثم قال الحمد لله لكان الحمد افضل من ذلك--اى لكان الهامه الحمد لله اكبر نعمة عليه من الدنيا لان ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدنيا لا يبقى قال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا
وعن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم ان عبدا من عبا د الله قال يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الى السماء فقلا يارب ان عبا قد قال مقالة لا ندرى كيف نكتبها قال الله وهو اعلم بما قال عبده ماذا قال عبدى؟ قالا يارب انه قد قال يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله لهما اكتباها كما قال عبدى حتى يلقانى فاجزيه بها
وقد حكى القرطبى الخلاف ايهما افضل الحمد لله او لا اله الا الله :قالت طائفة الحمد لله افضل لاشتمالها على التوحيد والحمد وقالت طائفة لا اله الا الله افضل لانها الفيصل بين الكفر والايمان وعليها يقاتل الناس حتى يقولوها وقد ثبت فى الحديث افضل ما قلت انا والنبيين قبلى لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله له الحمد وهو على كل شىء قدير
وقد تقدم عن جابر مرفوعا افضل الذكر لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله

المسائل اللغوية
الفرق بين الحمد والشكر
والتحقيق ان بينهما عموما وخصوصا فالحمد اعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لانه يكون على الصفات المتعدية واللازمة تقول حمدته لفروسيته وحمدته لكرمه وهو اخص لانه لا يكون الا بالقول
والشكر اعم من حيث ما يقعان عليه لانه يكون بالقول والفعل والنية وهو اخص لانه لا يكون الا على الصفات المتعدية لا يقال شكرته لفروسيته وتقول شكرته على كرمه واحسانه الى
وقيل الحمد نقيض الذم تقول حمدت الرجل احمده حمدا ومحمدة فهو حميد ومحمود والتحميد ابلغ من الحمد والحمد اعم من الشكر
والشكر هو الثناء على المحسن بما اولاه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام افصح واما المدح فهو اعم من الحمد لانه يكون للحى وللميت وللجماد ايضا كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك ويكون قبل الاحسان وبعده وعلى الصفات اللازمة والمتعدية ايضا
والحمد يكون باللسان فقط اما الشكر فيكون باللسان والقلب والاعضاء ولا يكون الشكر الا مقابل نعمة واما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو فى غير مقابلة نعمة والله تعالى له الحمد والشكر
" ألا ترين أنه كان بالإمكان اختصار هذه الفقرة في جملة أقصر بأسلوبك "

معنى الرب
يطلق فى اللغة على السيد وعلى المتصرف للاصلاح
ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالاضافة تقول رب الدار ورب كذا واما الرب فلا يقال الا لله وقد قيل انه الاسم الاعظم

معنى العالمين
جمع عالم والعالم جمع لا واحد له من لفظه وقال الفراء وابو عبيدة العالم عبارة عما يعقل وهم الانس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم وعن زيد بن اسلم العالم كل ماله روح ترفرف
وقال الزجاجالعالم كل ما خلق الله فى الدنيا والاخرة
والعالم مشتق من العلامة لانه علم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته

المسائل العقدية
معنى الربوبية
الرب هو المربى لجميع العالمين بخلقه اياهم واعهداده لهم الالات وانعامه عليهم بالنعم العظيمة التى لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء فما بهم من نعمة فمنه تعالى
وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة
فالعامة:هى خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لم فيه مصالحهم التى فيها بقاؤهم فى الدنيا
والخاصة تربيته لاوليائه فيربيهم باليمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه
وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر

بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى الرحمن الرحيم
مسائل فى الاية:
معنى الرحمن الرحيم وهل هما مشتقان---ك-س ش
ما الفرق بين الرحمن والرحيم---ك
ما وجه الجمع بين الرحمن والرحيم----ك
من اسمائه سبحانه ما يتسمى به غيره ومنها ما لا يتسمى به الا هو---ك
انكار العرب لاسم الرحمن --ك
اولا معنى الرحمن الرحيم:اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ورحمن اشد مبالغة من رحيم وحكى بن جرير الاتفاق
والدليل على اشتقاقهما كما قال القرطبى ما خرجه الترمذى وصححه عن عبد الرحمن بن عوف انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
وهما اسمان دالان على انه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التى وسعت كل شىء وعمت كل حى وكتبها للمتقين من المتبعين لانبيائه ورسله فهلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها

الفرق بين الرحمن والرحيم
قال ابو على الفارسى الرحمن اسم عامن فى جميع انواع الرحمة يختص به الله تعالى والرحيم انما هو من جهة المؤمنين(وكان بالمؤمنين رحيما)
وقال بن عباس هما اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر اى اكثر رحمة
قال بن جرير سمعت العرزمى يقول الرحمن الرحيم قال الرحمن لجميع الخلق الرحيم :قال بالمؤمنين قالوا ولهذا قال الرحمن على العرش استوى ذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته
وقال وكان بالمؤمنين رحيما فدل على ان الرحمن اشد مبالغة من الرحيم لعموم الرحمة فى الدارين والرحيم خاص بالمؤمنين
وقد زعم بعضهم ان الرحيم اشد مبالغة من الرحمن لانه اكد به والتأكيد لا يكون الا اقوى من المؤكد
والجواب ان هذا ليس من باب التوكيد وانما من باب النعت
لكن جاء فى الدعاء المأثور رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما

وجه الجمع بين الرحمن والرحيم
عن عطاء:لما تسمى غيره تعالى بالرحمن جىء بلفظ الرحيم ليقطع التوهم بذلك فانه لا يوصف بالرحمن الرحيم الا الله تعالى
وقيل ان من اسمائه ما يتسمى به غيره ومنها ما لايتسمى بها غيره مثل الله والرحمن والخالق ولهذا بدا باسم الله ووصفه بالرحمن لانه اخص واعرف من الرحيم لان التسمية اولا تكون باشرف الاسماء لهذا ابتدأ بالاخص فالاخص


ومن اسمائه تعالى مايسمى به غيره مثل الرحيم والسميع والبصير مع ملاحظة ان اسماء الله على ما يليق بكماله وجلاله وعظمته سبحانه فله الكمال المطلق واما المخلوق وان تسمى بهذه الاسماء فعلى ما يليق به من النقص وما يناسب حاله
كما فى قوله تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج فجعلناه سميعا بصيرا
وكما فى قوله وكان بالمؤمنين رحيما
ومن اسمائه ما لايسمى به غيره وعن الحسن قال الرحمن اسم ممنوع وعن الحسن قال الرحمن اسم لا يستطيع الناس ان ينتحلوه تسمى به تبارك وتعالى
ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به فلا يقال الا مسيلمة الكذاب

واما انكار العرب لاسم الرحمن
لجهلهم بالله وبما وجب له
وقد زعم بعضهم ان العرب لا تعرف الرحمن حتى رد الله عليهم ذلك بقوله قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى
وذلك انهم لما سمعوا الرسول يصلى عند الكعبة ويقول يالله يارحمن قالوا انظروا لهذا الصابىء يدعوا الهين فنزلت الاية
ولهذا قال كفار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا نعرف الرحمن ولا الرحيم وفى بعض الروايات لا نعرف الا رحمن اليمامة

والظاهر ان انكارهم هذا انما هو جحود وعناد وتعنت فى كفرهم فانه وجد فى اشعارهم فى الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن

من القواعد المتفق عليها عند سلف الامة الايمان باسماء الله وصفاته واحكام تلك الصفات فمثلا الرحمن الرحيم اى ذو الرحمة التى اتصف بها المتعلقة بالمرحوم فالنعم كلها من اثار رحمته

مالك يوم الدين
مسائل فى الاية الكريمة:
القراءات
معنى مالك
معنى الدين
ما وجه اضافة الملك ليوم الدين
الفرق بين الملك والمالك

مسائئل القراءات
فى قوله مالك

مسائل تفسيرية
معنى مالك
معنى الدين
ما وجه اضافة مالك ليوم الدين
مسائل لغوية
الفرق بين المالك والملك وايهما ابلغ؟

اولا القراءات:
قرىء ملك ومالك وكلاهما صحيح متواتر فى السبع
وقيل مليك ايضا
واشبع نافع كسرة الكاف فقرأ مالكى
المسائل التفسرية:
معنى مالك: هو من اتصف بصفة الملك التى من اثارها انه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بمماليكه بجميع انواع التصرفات
معنى الدين: الحساب والجزاء اى يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدينهم باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر الا من عفا عنه
والدين الجزاء والحساب كما قال تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق
وفى الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
وكما قال عمر حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا وتزينوا للعرض الاكبر على من لا تخفى عليه اعمالكم

واضيف اسم المالك ليوم الدين خاصة لعدة امور:
ان تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه ما عداه لانه قد تم الاخبار بانه رب العالمين وذلك عام فى الدنيا والاخرة:اى المالك السيد المتصرف بالاصلاح لجميع العالمين
وانما اضيف ليوم الدين لانه لا يدعى احد هنالك شيئا ولا يتكلم احد الا باذنه
وقال الضحاك عن بن عباس يوم لا يملك احد فى ذلك اليوم معه حكما كملكهم فى الدنيا
ولانه يظهر فى ذلك اليوم تمام ملكه وعدله وحكمته وانقطاع املاك الخلائق حتى انه يستوى فى ذلك اليوم الملوك والرعايا والاحرار والعبيد كلهم مذعنون لعظمته خاضعون لعزته خائفون من عقابه منتظرون مجازاته فلذلك خصه بالذكر

مسائل لغوية
الفرق بين المالك والملك
ملك أخوذة من الملك كما قال تعالى لمن الملك اليوم
والمالك هو من اتصف بصفة الملك التى من اثارها انه يامر وينهى ويعاقب ويثيب ويتصرف بمماليكه بجميع انواع التصرفات
وقيل ملك اعم وابلغ من مالك لان امر الملك نافذ على المالك فى ملكه حتى لا يتصرف الا عن تدبير الملك
وقيل مالك ابلغ لانه يكون مالكا للناس وغيرهم
والحق ان الفرق بين الوصفين بالنسبة للرب ان:الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله

أحسنتِ جدًا أختي بارك اللهُ فيكِ
وبقي عليكِ عدة ملحوظات تجعل تلخيصكِ أفضل :

- حاولي اختصار الأقوال الواردة في المسألة بأسلوبك لئلا يطول تلخيصكِ ، إذا تعددت الأقوال بنفس المعنى فيكفيكِ ذكر عبارة واحدة منها.
- في التلخيص بعض الأخطاء الإملائية ربما وردت بسبب سرعة الكتابة ، فحاولي تجنبها في التلخيصات القادمة إن شاء الله
مع التأكيد على خطأ مشهور ؛ أن المصادر السداسية والخماسية همزتها همزة وصل مثل : الاستعاذة ، الالتجاء
والمصادر الرباعية المهموزة همزتها همزة قطع مثل : الإسلام
- التنسيق وتنظيم التلخيص
مهم جدًا ويساعد على استذكار التلخيص وسهولة المراجعة .




تقييم التلخيص :

الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 30 /30
الترتيب ( ترتيب المسائل على أنواع العلوم ثم ترتيبها تحت كل علم ترتيبًا موضوعيًا ): 20 /20
التحرير العلمي : 20 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ) : 13 / 15
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12 / 15

= 95 %

درجة المشاركة : 4 / 4
فأرجو اعتماد هذه النقاط في التلخيصات القادمة إن شاء الله
وإن كان لديكِ أي استفسار فلا تترددي في طرحه فالهدف هو التدرب على التلخيص الجيد حتى يعتمده الطالب في دراسته كلها
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 محرم 1436هـ/27-10-2014م, 12:14 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الدرس الرابع من دروس التفسير
تلخيص سورة الضحى من الاية 6-11
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
المسائل التفسيرية فى الاية:
-المراد بالاستفهام فى قوله تعالى الم يجدك؟
-ما معنى يتيما؟
-معنى آوى وكيف آواه الله تعالى؟
-مقصد الاية

1-المراد بالاستفهام:
قال بن كثير (ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى}
قال السعدى(ثمَّ امتنَّ عليهِ بمَا يعلمُهُ منْ أحوالِهِ فقالَ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}
2-ما معنى يتيما:
قال بن كثير وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين
أي: وجدكَ لا أمَّ لكَ ولا أبَ، بلْ قدْ ماتَ أبوهُ وأمهُ وهوَ لا يُدبِّرُ نفسهُ، .قال السعدى
3-معنى آوى وكيف آواه الله؟

كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به ذكره بن كثير
قال السعدى:فآواهُ اللهُ، وكفلهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ، ثمَّ لما ماتَ جدُّهُ كفّلهُ اللهُ عمَّهُ أبا طالبٍ، حتى أيدهُ اللهُ بنصرهِ وبالمؤمنينَ).
قال الاشقر :فجعل لك مأوى تأوى اليه
ومقصد الاية ان الله تعالى يمتن على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بما اولاه من النعم

)تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)
المسائل التفسيرية فى الاية؟
-أقوال المفسرين فى المراد بقوله ضالا وما هو مقصد الاية
-معنى هدى

1-اقوال المفسرين فى معنى ضالا
قال بن كثير: قوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
منهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ).
ذكرهما بن كثير
وقال السعدى:وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ
قال الاشقر:وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ
2-معنى هدى
قال السعدى:فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ).
ومقصد الاية الامتنا على الرسول صلى الله عليه وسلم بأظم النعم على الاطلاق وهى نعمة الهداية والايمان والرسالة

]تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
المسائل التفسيرية
-ما معنى عائلا
ما المراد بالغنى وكيف اغناه الله تعالى
علاقة الاية بما بعدها


1-معنى عائلا
قال بن كثيروقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ
وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ ذكره بن كثير
قال السعدى{وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً
قال الاشقر:وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ
2-معنى اغنى وكيف اغناه
قال بن كثيرفأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
في الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)
قال السعدى فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا
قال الاشقر:فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ)
علاقة الاية8 بما بعدها
قال السعدى:فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ).

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
المسائل التفسيرية:
-دلالة الفاء فى قوله تعالى فاما
-لماذا خص اليتيم بالوصية فى هذه الاية؟
ما المراد بالقهر فى الاية؟
كيف كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم باليتامى
1-دلالة الفاء:

وهى ما ذكره السعدى فى الاية السابقة حيث ان هذه الفاء تسمى فاء التفريع فيتفرع مماسبق من الايات اى فاذا عرفت نعم الله عليك وجب عليك شكرها وذلك بان تفعل هذه الامور التى منها عدم قهر اليتيم
2-لماذا خص اليتيم بالوصية؟
قال بن كثير:فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم
قال الاشقر:وَاذْكُرْ يُتْمَكَ
3-ما المراد بالقهر؟
لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم).
قال السعدى:فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ).
قال الاشقر:فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.).
كيف كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم باليتامى
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10
المسائل التفسيرية
-ما المراد بالسائل واقوال المفسرين
ولماذا خص السائل بالوصية؟
معنى تنهر
وعلاقة الاية بما سبق من السياق

1-المراد بالسائل
قال السعدى
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ).
قال بن كثيرفلا تنهر السائل في العلم المسترشد
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ)
قال ابن إسحاق الضعفاء من عباد الله
لماذا خص السائل بالوصية؟
قال بن كثير:وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد
قال الاشقرلا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً)
3-معنى تنهر
قال السعدى وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله

فسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11
المسائل التفسيرية
-المراد بالنعمة فى الاية
-هل يخصص النعمة بالذكر؟
ما المراد بالتحديث وما فائدة التحدث بالنعم؟
ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
1-المراد بالنعمة

قال بن كثيروأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله
قال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن
وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). [زبدة التفسير: 596]
قال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها
قال السعدى{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ .
2-المراد بالتحدث بالنعمة؟
قال بن كثير:فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
قال الاشقر:مَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ
وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)
ن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)
عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)).
عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها
قال السعدى:{فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
3- هل يخص النعمة بالذكر؟
وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، ذكره السعدى
4-فائدة التحدث بالنعم
فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ
5-ماذا فعل رسول الله
فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 محرم 1436هـ/27-10-2014م, 04:42 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص سورة العصر
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

تفسير قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ (1)
المسائل التفسيرية:
-ما المقصود بالعصر
-ولماذا اقسم الله تعالى به

1-المقصود بالعصر
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ.
قال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ. والمشهور الأوّل)
قال السعدى:أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُأمحلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ،
الَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالْعَصْرِ} أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالعَصْرِ، وَهُوَ الدَّهْرُ
قَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ)

2-لماذا اقسم الله تعالى بالعصر
قال الاشقرلِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى التَّقْدِيرِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
المسائل التفسيرية:
-ما المراد بالانسان هل كل الناس ام صنف معين؟
-ما المقصود الخسارة لغة وشرعا
وما انواع الخسران
-ما هو معنى الاية
1-المراد بالانسان:

قال الاشقر والسعدى :كل انسان
وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}). [زبدة التفسير: 601]
2-معنى الخسارة فى اللغة
قال السعدى:والخاسر ضد الرابح
قال بن كثير :لفى خسر اى فى خسارة وهلاك
قال الاشقر:الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ
ومعنى الخسر فى الشرع:
أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ
3- انواع الخسران:
قال السعدى والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ:
-قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ).
(وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3

المسائل التفسيرية:
-اوصاف الذين استثناهم الله تعالى من جنس الانسان الخاسر
-ما معنى الايمان والعمل الصالح ولماذا قرن بينهما؟
-ما معنى تواصوا؟ وما هو الحق المقصود فى الاية؟
-انواع الصبر
-لماذا نص على التواصى بالصبر بعد النص اولا على التواصى بالحق
-فائدة الامور الاربعة
1- اوصاف الذين استثناهم الله تعالى من جنس الانسان الخاسر:

قال السعدى :عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:
-الإيمانُ .
-والعملُ الصالحُ، .
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ،
-والتواصي بالصبرِ،
2-معنى الايمان والعمل الصالح
قال بن كثير
{الّذين آمنوا} بقلوبهم {وعملوا الصّالحات} بجوارحهم
بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ قال السعدى الايمان
واما العمل الصالح :وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِو
وسبب اقتران الايمان والعمل الصالح:
قال الاشقرأَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ والعملِ الصالحِ، فَإِنَّهُمْ فِي رِبْحٍ، لا فِي خُسْرٍ؛لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لِلآخِرَةِ وَلَمْ تَشْغَلْهُمْ أَعْمَالُ الدُّنْيَا عَنْهَا، وَهُمْ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.
3- معنى التواصى:
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً
قال السعدىأي: يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ
معنى التواصى بالحق:
قال بن كثير :وتواصوا بالحقّ}، وهو أداء الطاعات وترك المحرّمات
قال السعدى:والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ،
وقال الاشقر:وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ
4- انواع الصبر:
قال السعدى على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ
قال بن كثير:وتواصوا بالصّبر} على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر
5-لماذا نص على التواصى بالصبر بعد التواصى بالحق:
قال الاشقرنصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ)
-5-فائدة الامور الاربعة
فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ).
ذكره السعدى

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 صفر 1436هـ/23-11-2014م, 10:49 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاسبوع الثانى
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الاسبوع الثانى
من الاية1-5
المسائل فى الايات:
.المقصود بالاستفهام
.المقصود بالنبأ العظيم لغة وشرعا
.الاقوال فى قوله تعالى يختلفون
.سبب نزول الايات
معنى كلا وفائدة التكرار
.معنى كلا سيعلمون

استخراج جيد للمسائل ، وإن فاتكِ
بعضها ، إلا أنها مرحلة جيدة ، يرجى مع التدريب والمتابعة يتطور المستوى ويتحسن .

1- المقصود بالاستفهام:يقول تعالى منكرا على المشركين فى تساؤلهم عن يوم القيامة انكارا لوقوعها ، هنا مسألتان : نوع الخطاب في الآية : والثانية : الغرض من الاستفهام
2- المقصود بالنبأ العظيم: تقسيم جيد مجتهد فيه (لغة وشرعا) ، ومن الممكن تقسيمه إلى [1- معنى النبأ العظيم . 2- أقوال المفسرين في المقصود بالنبأ في الآية : ].
لغة هو الخبر الهائل المفظع الباهر العظيم ،
شرعا:قيل هو يوم القيامة
وقيل هو القرءان العظيم لانه ينبىء عن التوحيد وتصديق الرسول ووقوع البعث والنشور
وهو النبأالذى لا يقبل الشك ولا يدخله الريب ولكن المكذبون بايات الله لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم
3- الاقوال فى قوله تعالى يختلفون:
على قولين: وللأشقر إشارة إلى قول ثالث :
اى الناس فيه على قولين مؤمن به وكافر يوم القيامة
وقيل اختلفوا فى القرءان فجعله بعضهم سحرا وبعضهم شعرا وبعضهم كهانة وبعضهم قال اساطير الاولين
وقد طال نزاعهم فيه وانتشر على وجه التكذيب والاستبعاد

- سبب نزول الايات: صياغة جيدة ، وإن كان (مناسبة نزول الآيات أولى) .
لما بعث الله رسوله واخبرهم بالتوحيد والبعث بعد الموت وتلا عليهم القرءان جعلوا يتساءلون بينهم يقولون ماذا حصل لمحمد وما الذى اتى به فانزل الله الاية

معنى كلا: أحسنتِ
كلا :ردع لهم وزجر وتوعدا لمنكرى القيامة
والمعنى سيعلمون عاقبة تكذيبهم اذا نزل بهم العذاب ويقال لهم هذه النار التى كنتم بها تكذبون
فائدة تكرار كلا: بارك الله فيكِ .
دلالة على التهديد الشديد والوعيد الاكيد
أحسنتِ ، أحسن الله إليك ، وبارك في وقتك وجهدك ، فقد حاولت استخلاص المسائل ، والتعبير عنها بأسلوب جيد ، ولعلَّ بعد الاطلاع على المسائل الواردة في تفسير هذه الآيات ، كما في الاقتباس أدناه ، يحصل المقصود باستخلاص المسائل واستخراجها .
أولى خطوات التلخيص الجيد استخراج المسائل ، فلا تدخري وسعا في تحصيل ذلك والتدرب عليه .
ثم جمع ما تشابه من أقوال المفسرين تحت كل مسألة إما بالتوفيق من ألفاظهم ، وإما بأسلوبك الخاص .
ومن مسائل هذه الآيات :


[quote]
اقتباس:
مناسبة نزول الآيات [ش]
لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}).

المسائل التفسيرية
- الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم يتساءلون} [ك]
- مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون} [ك-س-ش]
- معنى النبأ العظيم [ك-س-ش]
- المقصود بالنبأ العظيم [ك-س-ش]
ورد في المقصود بالنبأ العظيم قولان:-
الأول: أنه القرآن، ذكره ابن كثير عن مجاهد، واختاره الأشقر.
الثاني: أنه البعث بعد الموت، ذكره ابن كثير عن قتادة وابن زيد ورجحه، وذكره السعدي.
- مرجع الضمير في قوله: {الذي هم فيه مختلفون} [ك-س-ش]
- ماهية الاختلاف الوارد في الآية [ك-ش]
- معنى {كلا} [ك-ش]
- المفعول في قوله تعالى: {كلا سيعلمون} [س-ش]
- فائدة التكرار لقوله تعالى: {كلا سيعلمون} [ش]

المسائل العقدية:
1- تحقق وقوع يوم القيامة .
تؤكد الآيات حصول يوم القيامة بما يلي:
1- إنكار الله سبحانه على المكذبين بوقوع القيامة بأسلوب الاستفهام الذي يفيد التفخيم والتعظيم لشأنها
2- تسميته بالنبأ العظيم
3- التهديد والوعيد الشديد لمن كذب به
تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13 / 15
= 80 %

درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 صفر 1436هـ/24-11-2014م, 01:34 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الانفطار --الدرس الاول من اية 1-8
قوله تعالى ..اذا السماء انفطرت

المسائل التى وردت فى الاية.
1-معنى انفطرت—ك-س-ش لو عبرنا عنها بـ معنى الانفطار لكان التعبير أقضل .
2-سبب انفطارها –ك أحسنتِ .
اقزال المفسرين فى المسائل التفسيرية.
معنى انفطرت.

قال بن كثير اى انشقت كما قال السماء منفطر به وكذا قال الاشقر والسعدي أيضا .
قال السعدى. اذا انشقت السماء وانفطرت
سبب انفطارها أحسنتِ
قال الاشقر انشقاقها لنزول الملائكة منها

قوله تعالى واذا الكواكب انتثرت
المسائل
1-معنى انتثرت ك-س –ش
اقوال المفسرين فى معنى انتثرت

قال بن كثير تساقطت
وقال الاشقر تساقطت متفرقة
وقال السعدى.انتثرت نجومها وزال جمالها
وملخص اقوالهم ان انتثرت اى تساقطت وانتثرت متفرقة وزال جمالها

قوله تعالى واذا البحار فجرت
اقوال المفسرين من الصحابة والتابعين فى معنى فجرت
وقت حصول هذه الاهوال

ذكر بن كثير عن بن عباس قال فجر الله بعضها فى بعض
قال الحسن فجر الله بعضها فى بعض فذهب ماؤها
قال قتادة اختلط مالحها بعذبها
وقال الكلبى ملئت
وقال الاشقر فجر بعضها فى بعض فصارت بحرا واحدا واختلط العذب منها بالمالح
وهذه الاشياء بين يدى الساعة كما تقدم فى السورة التى قبل هذه

واذا القبور بعثرت
المسائل
معنى بعثرت
- أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت) :
قال بن كثير قال بن عباس اى بحثت
وقال السدى تبعثر اى تحرك فيخرج من فيها
قال الاشقر قلب ترابها واخرج الموتى الذين هم فيها
وقال السعدى بعثرت بان اخرج ما فيها من الاموات وحشروا للموقف بين يدى الله للجزاء على الاعمال
خلاصة اقوالهم فى معنى بعثرت اى حركت وقلب ترابها وبحثت فاخرج الموتى الين هم فيها وحشروا للموقف بين يدى الله للجزاء على الاعمال

قوله تعالى علمت نفس ما قدمت واخرت - بيان أن جواب الشرط هو قوله تعالى {علمت نفس ما قدمت وأخرت} .
المسائل
المقصود بقوله قدمت الاعمال واخرت الجزاء ش
مقصد الاية س
جواب القسم ك
متى تعلم النفس ما قدمت واخرت ش
اقوال المفسرين

قال بن كثير اذا كان هذا كان هذا ---يشير الى جواب القسم ؟
قال الاشقر علمت عند نشر الصحف ما قدمت من عمل خير او شر وما اخرت من حسنة او سىئة
قال السعدى فحينئذ ينكشف الغطاء ويزول ما كان خفيا وتعلم كل نفس ما معها من الارباح والخسران هنالك يعض الظالم على يديه اذا راى اعماله باطلة وميزانه خف والمظالم قد تداعت اليه والسيئات قد حضرت لديه وايقن بالشقاء الابدى والعذاب السرمدى ويفوز المتقون المقدمون لصالح الاعمال بالفوز العظيم والنعيم المقيم
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
المسائل
مانوع الاستفهام وحقيقته
وما الغرض منه
ما الذى غر الانسان بربه
ما السر فى الاتيان باسم الله الكريم دون سائر اسمائه خاصة
ما ورد فى سبب نزول الاية
اقوال المفسرين فى الاية
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ .
قال بن كثير
. هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس
من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه
وقال السعدى يقول تعالى معاتبا للانسان المقصر فى حق ربه المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
قال الاشقر فى معنى الاستفهام
أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ
بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّة

المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟
ما جاء من اقوال السلف فى سبب غررور الانسان بربه الكريم
سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله
. وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان.
وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة
. وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،
وحكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم



قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
المسائل
علاقة هذه الاية بالتى قبلها-ك
معنى خلقك معنى الخلق
معنى سواك معنى التسوية
معنى عدلك معنى التعديل
قال بن كثير فى مناسبة هذه الاية للتى قبلها
توبيخ للانسان على سوء مقابلته احسان ربه س

(وقوله: {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: ما غرّك بالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}.
معنى خلقك
قال الإمام أحمد
عن بسر بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)
قال الاشقر خلقك منْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
معنى سواك
قال بن كثير جعلك سويا
وقال الاشقر فسواك رجلا تسمع وتبصر وتعقل
وقال السعدى فى احسن تقويم
وخلاصة قولهم فى معنى سويا اى جعلك سويا فى احسن تقويم تسمع وتبصر وتعقل
معنى عدلك
قال بن كثير مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال
وقال السعدى وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ،
وقال الاشقر جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا
وخلاصة اقوالهم فى معنى عدلك اى جعلك معتدل القامة منتصبا مستقيما وجعل اعضاءك متعادلة لا تفاوت فيها فى احسن الاشكال واجمل الهيئات
. فهلْ يليقُ بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟ إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ
قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك
المسائل فى الاية
حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ما يشبه الانسان
ما معنى الاية

في الصّحيحين عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ
قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزير
قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خال
وقال قتادة: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك
ومعنى هذا القول عند هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات المنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ حسن المنظر والهيئة).

{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}قال الاشقر أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ
وقال السعدى فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو نحوهمَا من الحيواناتِ
أحسنت ، بارك الله فيكِ ،ونفع بكِ ، يرجى مزيد من الإحسان والتميز ، فعند صياغة المسائل التي للمفسرين فيها أقوال عدة ، يرجى أن تكون كالتالي :
- أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :
القول الأول : ...... وقال به .... .
القول الثاني : ..... وقال به ..... .
كما يرجى عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .



تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 27 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 18 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 14 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13 / 15
= 90 %
درجة الملخص = 4/4
جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 صفر 1436هـ/24-11-2014م, 11:25 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الدرس الرابع من دروس التفسير
تلخيص سورة الضحى من الاية 6-11
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
المسائل التفسيرية فى الاية:
-المراد بالاستفهام فى قوله تعالى الم يجدك؟
- بيان المخاطب في الآية :
-ما معنى يتيما؟
-معنى آوى وكيف آواه الله تعالى؟ كيفية إيواء الله لنبيه :
-مقصد الاية

1-المراد بالاستفهام:
قال بن كثير (ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى}
قال السعدى(ثمَّ امتنَّ عليهِ بمَا يعلمُهُ منْ أحوالِهِ فقالَ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى} يعدد الله تعالى نعمه على رسوله ممتنا عليه بما يعلمه من أحواله ذكره ابن كثير والسعدي .
2-ما معنى يتيما:
قال بن كثير وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين
أي: وجدكَ لا أمَّ لكَ ولا أبَ، بلْ قدْ ماتَ أبوهُ وأمهُ وهوَ لا يُدبِّرُ نفسهُ، .قال السعدى
3-معنى آوى وكيف آواه الله؟

كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به ذكره بن كثير
قال السعدى:فآواهُ اللهُ، وكفلهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ، ثمَّ لما ماتَ جدُّهُ كفّلهُ اللهُ عمَّهُ أبا طالبٍ، حتى أيدهُ اللهُ بنصرهِ وبالمؤمنينَ). الأقوال المتشابهة تدمج في قول واحد بتوفيق من ألفاظ المفسرين أو بصياغة من عندك .
قال الاشقر :فجعل لك مأوى تأوى اليه
ومقصد الاية ان الله تعالى يمتن على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بما اولاه من النعم يرجى الاهتمام بكتابة الهمزات [الآية ، أن ، أولاه]

)تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)
المسائل التفسيرية فى الاية؟
-أقوال المفسرين فى المراد بقوله ضالا وما هو مقصد الاية
-معنى هدى
لو صيغت المسائل بغير ألفاظ الآية كانت الصياغة أفضل ، لضمان فهم المقصود وللتدرب على الصياغة بأسلوبك الخاص .

1-اقوال المفسرين فى معنى ضالا
قال بن كثير: قوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
منهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ).
ذكرهما بن كثير
وقال السعدى:وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ
قال الاشقر:وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ
يفضّل عند ذكر الأقوال التفسيرية في مسألة ما : أن تحرر تحريرا علميا ، كأن يقال :
اختلف المفسرون في المراد بالضلال في الآية على أقوال :
القول الأول : ...... وقال به ....
القزل الثاني : ...... وقال به .... .
وهكذا ، ثم ذكر الراجح إن تيسر وبيان سبب الترجيح ، ونسبة كل قول إلى قائله باسمه لا برمزه .

2-معنى هدى
قال السعدى:فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ).
ومقصد الاية الامتنا على الرسول صلى الله عليه وسلم بأظم النعم على الاطلاق وهى نعمة الهداية والايمان والرسالة

]تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
المسائل التفسيرية
-ما معنى عائلا
ما المراد بالغنى وكيف اغناه الله تعالى
علاقة الاية بما بعدها


1-معنى عائلا
قال بن كثيروقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ
وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ ذكره بن كثير
قال السعدى{وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً
قال الاشقر:وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ
2-معنى اغنى وكيف اغناه أقوال المفسرين في المراد بإغناء الله نبيه صلى الله عليه وسلم :
قال بن كثيرفأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
في الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)
قال السعدى فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا
قال الاشقر:فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ)
علاقة الاية8 بما بعدها
قال السعدى:فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ).

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
المسائل التفسيرية:
-دلالة الفاء فى قوله تعالى فاما
-لماذا خص اليتيم بالوصية فى هذه الاية؟
ما المراد بالقهر فى الاية؟ صياغة جيدة ، أحسنتِ .
كيف كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم باليتامى
1-دلالة الفاء:

وهى ما ذكره السعدى فى الاية السابقة حيث ان هذه الفاء تسمى فاء التفريع فيتفرع مماسبق من الايات اى فاذا عرفت نعم الله عليك وجب عليك شكرها وذلك بان تفعل هذه الامور التى منها عدم قهر اليتيم
2-لماذا خص اليتيم بالوصية؟
قال بن كثير:فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم
قال الاشقر:وَاذْكُرْ يُتْمَكَ
3-ما المراد بالقهر؟
لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم).
قال السعدى:فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ).
قال الاشقر:فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.).
كيف كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم باليتامى
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10
المسائل التفسيرية
-ما المراد بالسائل واقوال المفسرين
ولماذا خص السائل بالوصية؟
معنى تنهر
وعلاقة الاية بما سبق من السياق

1-المراد بالسائل
قال السعدى
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ).
قال بن كثيرفلا تنهر السائل في العلم المسترشد
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ)
قال ابن إسحاق الضعفاء من عباد الله
لماذا خص السائل بالوصية؟
قال بن كثير:وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد
قال الاشقرلا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً)
3-معنى تنهر
قال السعدى وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله

فسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11
المسائل التفسيرية
-المراد بالنعمة فى الاية
-هل يخصص النعمة بالذكر؟
ما المراد بالتحديث وما فائدة التحدث بالنعم؟
ضابط التحدث بالنعم الدنيوية :
ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

1-المراد بالنعمة

قال بن كثيروأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله
قال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن
وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). [زبدة التفسير: 596]
قال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها
قال السعدى{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ .
2-المراد بالتحدث بالنعمة؟
قال بن كثير:فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
قال الاشقر:مَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ
وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)
ن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)
عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)).
عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها
قال السعدى:{فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
3- هل يخص النعمة بالذكر؟
وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، ذكره السعدى
4-فائدة التحدث بالنعم
فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ
5-ماذا فعل رسول الله
فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم
أحسنت ، بارك الله فيكِ ،ونفع بكِ ، يرجى مزيد من الإحسان والتميز ، فعند صياغة المسائل التي للمفسرين فيها أقوال عدة ، يرجى أن تكون كالتالي :

اختلف المفسرون في المراد بالضلال في الآية على أقوال :
القول الأول : ...... وقال به ....
القزل الثاني : ...... وقال به .... .
وهكذا ، ثم ذكر الراجح إن تيسر وبيان سبب الترجيح ، ونسبة كل قول إلى قائله باسمه لا برمزه .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 95 %
درجة الملخص = 4/4
جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 صفر 1436هـ/24-11-2014م, 01:26 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص سورة العصر
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

تفسير قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ (1)
المسائل التفسيرية: [أحسنتِ ، استخراج جيد للمسائل ، بارك الله فيكِ]
-ما المقصود بالعصر
-ولماذا اقسم الله تعالى به

1-المقصود بالعصر
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ.
قال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ. والمشهور الأوّل)
قال السعدى:أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُأمحلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ،
الَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالْعَصْرِ} أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالعَصْرِ، وَهُوَ الدَّهْرُ
قَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ)

2-لماذا اقسم الله تعالى بالعصر
قال الاشقرلِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى التَّقْدِيرِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
المسائل التفسيرية: [استخراج جيد للمسائل ، بارك الله فيكِ]
-ما المراد بالانسان هل كل الناس ام صنف معين؟
-ما المقصود الخسارة لغة وشرعا
وما انواع الخسران
-ما هو معنى الاية
1-المراد بالانسان:

قال الاشقر والسعدى :كل انسان
وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}). [زبدة التفسير: 601]
2-معنى الخسارة فى اللغة
قال السعدى:والخاسر ضد الرابح
قال بن كثير :لفى خسر اى فى خسارة وهلاك
قال الاشقر:الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ
ومعنى الخسر فى الشرع:
أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ
3- انواع الخسران:
قال السعدى والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ:
-قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ).
(وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3

المسائل التفسيرية: [استخراج جيد للمسائل ، بارك الله فيكِ]
-اوصاف الذين استثناهم الله تعالى من جنس الانسان الخاسر
-ما معنى الايمان والعمل الصالح ولماذا قرن بينهما؟
-ما معنى تواصوا؟ وما هو الحق المقصود فى الاية؟
-انواع الصبر
-لماذا نص على التواصى بالصبر بعد النص اولا على التواصى بالحق
-فائدة الامور الاربعة
1- اوصاف الذين استثناهم الله تعالى من جنس الانسان الخاسر:

قال السعدى :عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:
-الإيمانُ .
-والعملُ الصالحُ، .
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ،
-والتواصي بالصبرِ،
2-معنى الايمان والعمل الصالح
قال بن كثير
{الّذين آمنوا} بقلوبهم {وعملوا الصّالحات} بجوارحهم
بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ قال السعدى الايمان
واما العمل الصالح :وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِو
وسبب اقتران الايمان والعمل الصالح:
قال الاشقرأَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ والعملِ الصالحِ، فَإِنَّهُمْ فِي رِبْحٍ، لا فِي خُسْرٍ؛لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لِلآخِرَةِ وَلَمْ تَشْغَلْهُمْ أَعْمَالُ الدُّنْيَا عَنْهَا، وَهُمْ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.
3- معنى التواصى:
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً
قال السعدىأي: يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ
معنى التواصى بالحق:
قال بن كثير :وتواصوا بالحقّ}، وهو أداء الطاعات وترك المحرّمات
قال السعدى:والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ،
وقال الاشقر:وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ
4- انواع الصبر:
قال السعدى على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ
قال بن كثير:وتواصوا بالصّبر} على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر
5-لماذا نص على التواصى بالصبر بعد التواصى بالحق:
قال الاشقرنصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ)
-5-فائدة الامور الاربعة
فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ).
ذكره السعدى
أحسنت ، بارك الله فيكِ ،ونفع بكِ ، يرجى مزيد من الإحسان والتميز ، فعند صياغة المسائل التي للمفسرين فيها أقوال عدة ، يرجى أن تكون كالتالي :

اختلف المفسرون في المراد بالعصر في الآية على أقوال :
القول الأول : ...... وقال به ....
القزل الثاني : ...... وقال به ....
القول الثالث : ..... وقال به ....
وهكذا ، ثم ذكر الراجح إن تيسر وبيان سبب الترجيح ، ونسبة كل قول إلى قائله باسمه لا برمزه .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 17 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 95 %
درجة الملخص = 4/4
جزاكِ الله خيرا ، وأدام النفع بك .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 ربيع الثاني 1436هـ/26-01-2015م, 09:55 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك
الآية الأولى:
تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
المسائل التفسيرية:
-مقصد الآية ك
-معنى تبارك ك-س
-المراد بقوله" بيده الملك" ك-س
-المقصود بالملك ش-س
-دلائل عظمته من الآية الكريمة س
-معنى اسم الله القدير ش-س
-مناسبة ختم الآية بقوله تعالى "وهو على كل شىء قدير" ك-س
-إنقسام الناس بحسب علمهم عن ملك الله تعالى ش
تلخيص المسائل التفسيرية:
مقصد الآية
تمجيد الله تعالى وتعظيمه من خلال بيان عظيم ملكه وسلطانه وقهره الدال عليها تمام قدرته---معنى ما ذكره بن كثير والسعدى
معنى تبارك
قال السعدى:أى تعالى وتعاظم وكثر خيره وعم إحسانه
قال الأشقر:أى كثر خير الله وعظم
ذكر بن كثير أنه تمجيد لله تعالى
حاصل اقوالهم :أن التبارك تمجيد لله وتعظيم له لعموم وكثرة بره وخيره وإحسانه
لمراد بقوله تعالى "بيده الملك"ا
قال بن كثير:أى هو المتصرف فى جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله
قال السعدى:الذى خلقه ويتصرف فيه بما يشاء من الاحكام القدرية والدينية التابعة لحكمته
خلاصة القولين:
المتصرف فى جميع مخلوقاته بما يشاء من الأحكام القدرية والدينية التابعة لحكمته وعدله لا يسأل عما يفعل ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه
المقصود بالملك
قال السعدى:ملك العالم العلوى والسفلى
قال الأشقر ملك السموات والأرض فى الدنيا والآخرة
حاصل القولين :أى له ملك العالم العلوى والسفلى فى الدنيا والآخرة
دلائل عظمة الرب تعالى من الآية الكريمة
قال السعدى ومن عظمته كمال قدرته التى يقدر بها على كل شىء وأوجد بها ما أوجد من المخلوقات العظيمة كالسموات والأرض

معنى اسم الله القدير
قال الأشقر:لا يُعْجِزُه شيءٌ, بل هو يَتصرَّفُ في مُلْكِه كيفَ يُريدُ، مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ
-مناسبة ختم الآية بقوله تعالى "وهو على كل شىء قدير
وذلك أن تمام الملك والسلطان لا يكون إلا بتمام القدرة وشمولها --معنى ما ذكره بن كثير ،
إنقسام الناس بحسب علمهم عن ملك الله تعالى
وهذا الأمْرُ يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ.
أمَّا في الآخِرَةِ فلا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ
ولذا قالَ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

المسائل التفسيرية:
-الموت أمر وجودى لأنه مخلوق ك
-المراد بقوله تعالى "الذى خلق الموت والحياة" ك-س-ش
-معنى الموت والحياة فى اللغة ش
-الحكمة من الخلق ك-س
-المقصود بقوله تعالى :"أحسن عملا" ك-س -ش
-معنى الإبتلاء ش
-المقصد الأصلى من الإبتلاء ش
-معنى الآية ك
-معنى الإسمين الكريمين لله تعالى العزيز الغفور ك-س-ش
-مناسبة ختم الآية بالإسمين
تلخيص المسائل:
الموت أمر وجودى لأنه مخلوق
-المراد بقوله تعالى "الذى خلق الموت والحياة"
ذكر بن كثير قولين:
الاول :أن الموت هو العدم والحياة هى النشأة الأولى
الدليل :قوله تعالى :كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
الثانى:أن الحياة هى النشأة الاولى والموت هو ما يكون بعد الحياة
الدليل قول قتادة الذى أرسله عن النبى صلى الله عليه وسلم:انه قال: إن الله أذل بنى آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء
قال الأشقر:الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له، والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به
قال السعدى :وخَلَقَ الموتَ والحياةَ؛ أي: قَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم
حاصل الأقوال يرجع إلى قولين:
الأول :أن الموت هو العدم قبل الحياة والحياة هى النشأة الأولى --ذكره بن كثير
الثانى:أن الموت هو نهاية الحياة فى الدنيا والحياة هى النشأة الأولى--ذكره بن كثير والسعدى وذكر نحوه الأشقر
والآية تحتمل المعنيين ولا تعارض بينهما

معنى الموت والحياة فى اللغة
الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له
والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه
الحكمة من الخلق
ليُكَلِّفَكم ثم يَخْتَبِرَكم فيُجَازِيَكم على ذلك -ذكره الأشقر
. فإنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبادَه، وأَخْرَجَهم لهذه الدارِ، وأَخْبَرَهم أنَّهم سيُنقَلُونَ منها، وأَمَرَهم ونَهَاهُم، وابْتَلاهُم بالشَّهَواتِ المعارِضَةِ لأَمْرِه:فمَنِ انقادَ لأمْرِ اللَّهِ وأَحْسَنَ العمَلَ، أَحْسَنَ اللَّهُ له الجزاءَ في الدارَيْنِ ومَن مالَ معَ شَهواتِ النفْسِ، ونَبَذَ أمْرَ اللَّهِ، فله شَرُّ الجزاءِ--ذكره السعدى
خلاصة القول:جَعَلَكم أُناسًا عُقلاءَ، ليُكَلِّفَكم ثم يَخْتَبِرَكم فيُجَازِيَكم على ذلك.
. معنى الإبتلاء
الإبتلاء الإختبارأى أن الله تعالى أختبر عباده بالأمر والنهى والشهوات المعارضة للامر ليختبر صدقهم وإيمانهم-حاصل ما ذكره السعدى والأشقر
المقصد الأصلى من الإبتلاء
ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ---ذكره الأشقر
المقصود بقوله تعالى :"أحسن عملا
القول الاول :خير عملا -قاله محمد بن عجلان ونقله بن كثير عنه
القول الثانى:أى أخلصه وأصوبه --ذكره السعدى
القول الثالث:اى كمال إحسان المحسنين --ذكره الاشقر
خلاصة الأقوال الثلاثة:
أحسن عملا: خير الأعمال وأكملها إحسانا ما كان خالصا وصوابا
معنى الآية
. أنّه أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟قاله بن كثير
معنى الإسمين الكريمين لله تعالى العزيز الغفور
: العزيز:هو العزيز العظيم المنيع الجناب،ذكره بن كثير
`` الذي له العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ--ذكره السعدى
الغالبُ الذي لا يُغالَبُ --قاله الاشقر
خلاصة الأقوال:العزيز هو الذى له العزة كلها عزة القهر التى قهر بها جميع المخلوقات
وعزة الغلبة فهو الغالب الذى لا يغلبه أحد
وعزة الإمتناع فهو سبحانه وتعالى العظيم المنيع الجناب
معنى الغفور
غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره--قاله بن كثير
:غفورللمُسِيئِينَ والْمُقَصِّرِينَ والْمُذْنِبينَ، خُصوصاً إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ ذُنوبَهم ولو بَلَغَتْ عَنانَ السماءِ، ويَسْتُرُ عُيُوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا --ذكره السعدى
الغفور :أى لمن تاب وأناب --ذكره الاشقر
حاصل الأقوال:الغفور أى الذى يغفر الذنوب ولو بلغت عنان السماء ويستر العيوب ولو كانت ملء الأرض ويتوب على المذنبين والمسيئين خاصة إذا تابوا وأنابوا)

-مناسبة ختم الآية بالإسمين
لما تقدم فى الآية ذكر الحكمة من الخلق وأن العباد يكلفون علم انه سيقع منهم الطاعة والمعصية والله تعالى بعزته يعاقب العاصى لكنه مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب لأنه عزيز لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة--خلاصة ما فهمت مما ذكره بن كثير
أى إنه وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
المسائل التفسيرية
معنى قوله تعالى"الذى خلق سبع سموات طباقا" ك-س-ش
مقصد الآية ك
-ما المقصود بخلق الرحمن
-ما معنى التفاوت ك-س-ش
-معنى فطور ك
-دلالة قوله تعالى "من فطور" ش
-ما الحكمة من الامر فى قوله تعالى "فارجع البصر هل ترى من فطور" س
-ما دلالة قوله تعالى "ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت" س-ش
-ما دلالة قوله تعالى "من فطور" س
تلخيص أقوال المفسرين فى المسائل:
معنى قوله تعالى"الذى خلق سبع سموات طباقا" ك-س-ش
قال بن كثير:
أي: طبقةً بعد طبقةٍ
قال السعدى
أي: كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً،:
قال الأشقر أيْ: بعضَها فوقَ بعضٍ
هل هن متواصلات أو متفاصلات: قولان:
الأول علويات بعضهم على بعض
الثانى :متفاصلات بينهن خلاء وهو الراجح كما دل عليه حديث الإسراء ذكره بن كثير
مقصد الآية
الدلالة على عظيم قدرة الله تعالى وحكمته الباهرة التى تتجلى فى خلق هذه السموات فى غاية الحسن والإتقان
المقصود بخلق الرحمن
يقصد به جميع مخلوقاته وتدخل السموات فى ذلك دخولا أوليا
معنى تفاوت
أى ليس فيه خلل ولا نقص ولا عيب ولاتنافر أو إختلاف--قاله بن كثير والسعدى
لاتناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ولا تَخَالُفٍ --قاله الأشقر
ولا تعارض بين الأقوال
دلالة قوله تعالى "ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت"
دل على كمال حسنها وانتفاء النقص عنها من كل وجه وأنها مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ---ذكره السعدى
معنى فطور
أى شقوق --ذكره بن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم
أى من وهى ---ذكره بن كثير عن بن عباس
أى من خروق--ذكره بن كثير عن السدى
أى خللا ---ذكره بن كثير عن قتادة
أي: نقْصٍ واختلالٍ--ذكره السعدى
--ذكره الأشقر مِن تَشَقُّقٍ أو تَصَدُّعٍ
دلالة قوله تعالى "من فطور"
دل على انها مستوية مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا اختلاف ألبتة
ما الحكمة فى الأمر فى قوله تعالى "فارجع البصر هل ترى من فطور"
للتامل فى السماء على اتساعها وعظمتها فيحصل العظة والإعتبار
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ
المسائل التفسيرية
-ما وجه الحكمةفى الأمر بتكرار النظر إلى السماء س
-ما المراد بقوله تعالى" ثم ارجع البصر كرتين" س
-ما معنى خاسئا ك-س-ش
ما معنى حسير ك-س-ش
-معنى الآية ك
تلخيص المسائل التفسيرية
-ما وجه الحكمةفى الأمر بتكرار النظر إلى السماء
ولَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها--ذكره السعدى
لأنه أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ--قاله الأشقر
وخلاصة القولين أن تكرار النظر يدل على كمالها وفيه قطع المعذرة وإقامة الحجة على المعاند.
المراد بقوله تعالى "ثم ارجع البصر كرتين"
قال بن كثير:كرتين أى مرتين
أيْ: مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ--قاله الأشقر
قال السعدى :المراد كثرة التكرار
خلاصة الأقوال قولين:
إما أن المقصود بالكرتين مرتين وهذا ما ذكره بن كثير
أو أن المقصود بالكرتين كثرة التكرار كما ذكره السعدى والأشقر
معنى خاسئا
ذَليلاً صَاغراً عن أنْ يَرى شيئاً مِن العَيْبِ في خَلْقِ السماءِ--قاله الأشقر
معنى حسير
أي: كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر--ذكره بن كثير
قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء--ذكره بن كثير
عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ--ذكره السعدى
أيْ: كَليلٌ مُنقَطِعٌ--قاله الأشقر
وخلاصة الأقوال أن معنى حسير:
كليل عاجز عن أن يرى خللا أو فطورا
معنى الآية
إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك، أي: لرجع إليك البصرعاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ، فيكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
المسائل التفسيرية:
-ما معنى زينا
-ما المقصود بالسماء الدنيا
-ما المراد بالمصابيح
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "وجعلناها"
-معنى رجوما للشياطين
-ما المقصود بالشياطين
وجه الدلالة من قوله تعالى "وجعلناها رجوما للشياطين
-مناسبة الآية لما قبلها
-المحل الذى تكون فيه المصابيح
معنى قوله تعالى "وأعتدنا لهم عذاب السعير"
-مسألة عقدية
النار معدة ومخلوقة قبل يوم القيامة
فائدة استطرادية:
-خلق الله تعالى النجوم لثلاث
تلخيص اقوال المفسرين:
ما معنى زينا
أى جملنا--ذكره السعدى
فَصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ--ذكره الأشقر
وحاصل المعنى اى جملنا السماء الدنيا فصارت فى أحسن خلق واكمل صورة
-ما المقصود بالسماء الدنيا
التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم--ذكره السعدى
-ما المراد بالمصابيح
وهى الكواكب من السيارات والثوابت --ذكره بن كثير
وهي النجومُ، على اختلافِها في النورِ والضياءِ--ذكره السعدى
وهى الكواكب--ذكره الأشقر
وحاصل الأقوال أن المصابيح إما أنها الكواكب أو النجوم
-ما وجه تسمية النجوم بالمصابيح
سُمِّيَتِ الكواكبُ مَصابيحَ لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ--ذكره الأشقر.
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "وجعلناها"
يعود الضميرعلى جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها --ذكره بن كثير
الدليل على هذا القول كما في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}ا
القول الثانى:قال اى المصابيح ثم فسرها بقوله فهذه الشهب التى ترمى من النجوم--ذكره السعدى
القول الثالث:المراد المصابيح جعلها الله رجوما يرجم بها الشياطين--ذكره الأشقر
خلاصة أقوالهم أن الضمير يرجع إلى المصابيح ويكون المراد الشهب التى ترمى منها أو من دونها
معنى قوله تعالى" رجوما للشياطين"
أى جعل الله تعالى هذه المصابيح والمراد الشهب التى ترمى منها أو من دونها على الشياطين فتحرقهم لئلا يسترقون السمع--بنحو ما ذكره الأشقر
وجه الدلالة من قوله تعالى "وجعلناها رجوما للشياطين"
دل على أن الله جعل هذه النجومَ حِراسةً للسماءِ عن تَلَقُّفِ الشياطينِ أخبارَ الأرضِ.
فهذهِ الشُّهُبُ التي تُرْمَى مِن النجومِ أَعَدَّهَا اللَّهُ في الدنيا للشياطينِ وهذا عذابهم فى الدنيا.
-ما المقصود بالشياطين
الذينَ يُريدونَ اسْتِرَاقَ خَبَرِ السماءِ--ذكره السعدى
-مناسبة الآية لما قبلها
ولمّا نفى عنها أى السموات في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها فقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح--ذكره بن كثير
-المحل الذى تكون فيه المصابيح
إما أن النجوم وضعت زينة فى السماء الدنيا فقط دون بقية السموات كما هو ظاهر الآية الكريمة
أو أن يكونَ كثيرٌ مِن النجومِ فوقَ السماواتِ السبْعِ؛ فإنَّ السماواتِ شَفَّافَةٌ، وبذلك تَحْصُلُ الزينةُ للسماءِ الدنيا، وإنْ لم تَكُنِ الكواكبُ فيها---ذكره السعدى
معنى قوله تعالى "وأعتدنا لهم عذاب السعير"
وأعتدنا لهم عذاب السّعير في الأخرى--ذكره بن كثير
أي: وأَعْدَدْنا للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النارِ--ذكره الاشقر
وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ}في الآخِرَةِ {عَذَابَ السَّعِيرِ}؛ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه--ذكره السعدى
.
-مسألة عقدية
النار معدة ومخلوقة قبل يوم القيامة
فائدة استطرادية:
-خلق الله تعالى النجوم لثلاث
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 ربيع الثاني 1436هـ/7-02-2015م, 04:30 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أعتذر يا أمل من تأخر تصحيحك لأنه على ما يبدو حصل خطأ ما في إدراج رابطك في صفحة التصحيحات الخاصة بي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك
الآية الأولى:
تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
المسائل التفسيرية:
-مقصد الآية ك أخري دائما مسألة مقصد الآية في آخر مسائلها لأن المقصد نتيجة فهم مسائل الآية
-معنى تبارك ك-س
-المراد بقوله" بيده الملك" ك-س
-المقصود بالملك ش-س
-دلائل عظمته من الآية الكريمة س
-معنى اسم الله القدير ش-س
-مناسبة ختم الآية بقوله تعالى "وهو على كل شىء قدير" ك-س
-إنقسام الناس بحسب علمهم عن ملك الله تعالى ش
ممتازة ما شاء الله

تلخيص المسائل التفسيرية:
مقصد الآية
تمجيد الله تعالى وتعظيمه من خلال بيان عظيم ملكه وسلطانه وقهره الدال عليها تمام قدرته---معنى ما ذكره بن كثير والسعدى
معنى تبارك
قال السعدى:أى تعالى وتعاظم وكثر خيره وعم إحسانه
قال الأشقر:أى كثر خير الله وعظم، وما الفرق بين كلام السعدي وكلام الأشقر حتى نعدهما قولين مختلفين؟؟
ذكر بن كثير أنه تمجيد لله تعالى نعم الأسلوب يراد به التمجيد، لكننا نتكلم عن معنى الفعل.
حاصل اقوالهم :أن التبارك تمجيد لله وتعظيم له لعموم وكثرة بره وخيره وإحسانه
بالنسبة للجمع بين الأقوال أو الترجيح إنما يكون للأقوال المختلفة، حينئذ نضع جميع الأقوال، أما حال الاتفاق كما هو في مسألتنا فنضع قولا واحدا جامعا مع إسناده.
لمراد بقوله تعالى "بيده الملك"ا
قال بن كثير:أى هو المتصرف فى جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله
قال السعدى:الذى خلقه ويتصرف فيه بما يشاء من الاحكام القدرية والدينية التابعة لحكمته
خلاصة القولين:
المتصرف فى جميع مخلوقاته بما يشاء من الأحكام القدرية والدينية التابعة لحكمته وعدله لا يسأل عما يفعل ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه
نفس الملحوظة السابقة، نعدد الأقوال عندما تكون مختلفة فقط، لكن هنا الأقوال متفقة فنضع قولا واحدا مباشرة مجموعا منها.

المقصود بالملك
قال السعدى:ملك العالم العلوى والسفلى
قال الأشقر ملك السموات والأرض فى الدنيا والآخرة
حاصل القولين :أى له ملك العالم العلوى والسفلى فى الدنيا والآخرة
هذه المسألة يجب أن تسبق المسألة التي قبلها.

دلائل عظمة الرب تعالى من الآية الكريمة
قال السعدى ومن عظمته كمال قدرته التى يقدر بها على كل شىء وأوجد بها ما أوجد من المخلوقات العظيمة كالسموات والأرض

معنى اسم الله القدير
قال الأشقر:الذي لا يُعْجِزُه شيءٌ, بل هو يَتصرَّفُ في مُلْكِه كيفَ يُريدُ، مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ

-مناسبة ختم الآية بقوله تعالى "وهو على كل شىء قدير
وذلك أن تمام الملك والسلطان لا يكون إلا بتمام القدرة وشمولها --معنى ما ذكره بن كثير ،

إنقسام الناس بحسب علمهم عن ملك الله تعالى
وهذا الأمْرُ يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ.
أمَّا في الآخِرَةِ فلا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ
ولذا قالَ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

المسائل التفسيرية:
-الموت أمر وجودى لأنه مخلوق ك
-المراد بقوله تعالى "الذى خلق الموت والحياة" ك-س-ش
-معنى الموت والحياة فى اللغة ش
-الحكمة من الخلق ك-س
-المقصود بقوله تعالى :"أحسن عملا" ك-س -ش
-معنى الإبتلاء ش أيضا هذه المسألة سابقة للتي قبلها
-المقصد الأصلى من الإبتلاء ش
-معنى الآية ك
-معنى الإسمين الكريمين لله تعالى العزيز الغفور ك-س-ش
-مناسبة ختم الآية بالإسمين

تلخيص المسائل:
الموت أمر وجودى لأنه مخلوق لقوله تعالى: {الذي خلق الموت...}

-المراد بقوله تعالى "الذى خلق الموت والحياة"
ذكر بن كثير قولين:
الاول :أن الموت هو العدم والحياة هى النشأة الأولى
الدليل :قوله تعالى :كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
الثانى:أن الحياة هى النشأة الاولى والموت هو ما يكون بعد الحياة
الدليل قول قتادة الذى أرسله عن النبى صلى الله عليه وسلم:انه قال: إن الله أذل بنى آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء
قال الأشقر:الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له، والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به
قال السعدى :وخَلَقَ الموتَ والحياةَ؛ أي: قَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم
حاصل الأقوال يرجع إلى قولين:
الأول :أن الموت هو العدم قبل الحياة والحياة هى النشأة الأولى --ذكره بن كثير
الثانى:أن الموت هو نهاية الحياة فى الدنيا والحياة هى النشأة الأولى--ذكره بن كثير والسعدى وذكر نحوه الأشقر
والآية تحتمل المعنيين ولا تعارض بينهما
القولين الذين ذكرتيهما لابن كثير ليسا قولين على الحقيقة، والموت واحد في كلا الحالتين، وهو ما يعرف بأنه ضد الحياة، يستوي في ذلك ما كان قبل النشأة الأولى وما كان بعدها.
لكن مسألة خلق الموت والحياة فيها بالفعل قولين:
الأول ذكره ابن كثير في معنى الخلق أنه بمعنى الإيجاد، أي إيجاد الموت والحياة.
والثاني ذكره السعدي رحمه الله أن المراد بالخلق التقدير، أي أن الله قدر على عباده أن يحييهم ويميتهم، وهذا أحد معاني الخلق في اللغة.
معنى الموت والحياة فى اللغة
الموتُ انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له
والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه
الحكمة من الخلق
ليُكَلِّفَكم ثم يَخْتَبِرَكم فيُجَازِيَكم على ذلك -ذكره الأشقر
. فإنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبادَه، وأَخْرَجَهم لهذه الدارِ، وأَخْبَرَهم أنَّهم سيُنقَلُونَ منها، وأَمَرَهم ونَهَاهُم، وابْتَلاهُم بالشَّهَواتِ المعارِضَةِ لأَمْرِه:فمَنِ انقادَ لأمْرِ اللَّهِ وأَحْسَنَ العمَلَ، أَحْسَنَ اللَّهُ له الجزاءَ في الدارَيْنِ ومَن مالَ معَ شَهواتِ النفْسِ، ونَبَذَ أمْرَ اللَّهِ، فله شَرُّ الجزاءِ--ذكره السعدى
خلاصة القول:جَعَلَكم أُناسًا عُقلاءَ، ليُكَلِّفَكم ثم يَخْتَبِرَكم فيُجَازِيَكم على ذلك.
. معنى الإبتلاء
الإبتلاء الإختبارأى أن الله تعالى أختبر عباده بالأمر والنهى والشهوات المعارضة للامر ليختبر صدقهم وإيمانهم-حاصل ما ذكره السعدى والأشقر
المقصد الأصلى من الإبتلاء هذه المسألة تأتي بعد مسألة معنى قوله تعالى: {أحسن عملا}
ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ---ذكره الأشقر
المقصود بقوله تعالى :"أحسن عملا
القول الاول :خير عملا -قاله محمد بن عجلان ونقله بن كثير عنه
القول الثانى:أى أخلصه وأصوبه --ذكره السعدى
القول الثالث:اى كمال إحسان المحسنين --ذكره الاشقر
خلاصة الأقوال الثلاثة:
أحسن عملا: خير الأعمال وأكملها إحسانا ما كان خالصا لله وصوابا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
معنى الآية
. أنّه أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟قاله بن كثير
معنى الإسمين الكريمين لله تعالى العزيز الغفور
: العزيز:هو العزيز العظيم المنيع الجناب،ذكره بن كثير
`` الذي له العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ--ذكره السعدى
الغالبُ الذي لا يُغالَبُ --قاله الاشقر
خلاصة الأقوال:العزيز هو الذى له العزة كلها عزة القهر التى قهر بها جميع المخلوقات
وعزة الغلبة فهو الغالب الذى لا يغلبه أحد
وعزة الإمتناع فهو سبحانه وتعالى العظيم المنيع الجناب
معنى الغفور
غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره--قاله بن كثير
:غفورللمُسِيئِينَ والْمُقَصِّرِينَ والْمُذْنِبينَ، خُصوصاً إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ ذُنوبَهم ولو بَلَغَتْ عَنانَ السماءِ، ويَسْتُرُ عُيُوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا --ذكره السعدى
الغفور :أى لمن تاب وأناب --ذكره الاشقر
حاصل الأقوال:الغفور أى الذى يغفر الذنوب ولو بلغت عنان السماء ويستر العيوب ولو كانت ملء الأرض ويتوب على المذنبين والمسيئين خاصة إذا تابوا وأنابوا)
لكنك عبرت عن الغفور بنفس اللفظ فقلت الغفور الذي يغفر وهذا لا يصح، راجعي كلام ابن كثير رحمه الله تجديه ذكر معاني الصفح والتجاوز والرحمة بالمذنبين، فهذا تقريب لمعنى المغفرة.
-مناسبة ختم الآية بالإسمين
لما تقدم فى الآية ذكر الحكمة من الخلق وأن العباد يكلفون علم انه سيقع منهم الطاعة والمعصية والله تعالى بعزته يعاقب العاصى لكنه مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب لأنه عزيز لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة--خلاصة ما فهمت مما ذكره بن كثير
أى إنه وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
المسائل التفسيرية
معنى قوله تعالى"الذى خلق سبع سموات طباقا" ك-س-ش
مقصد الآية ك
-ما المقصود بخلق الرحمن
-ما معنى التفاوت ك-س-ش
-معنى فطور ك
-دلالة قوله تعالى "من فطور" ش
-ما الحكمة من الامر فى قوله تعالى "فارجع البصر هل ترى من فطور" س
-ما دلالة قوله تعالى "ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت" س-ش
-ما دلالة قوله تعالى "من فطور" س
تلخيص أقوال المفسرين فى المسائل:
معنى قوله تعالى"الذى خلق سبع سموات طباقا" ك-س-ش
قال بن كثير:
أي: طبقةً بعد طبقةٍ
قال السعدى
أي: كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً،:
قال الأشقر أيْ: بعضَها فوقَ بعضٍ
هل هن متواصلات أو متفاصلات: قولان:
الأول علويات بعضهم على بعض
الثانى :متفاصلات بينهن خلاء وهو الراجح كما دل عليه حديث الإسراء ذكره بن كثير
مقصد الآية
الدلالة على عظيم قدرة الله تعالى وحكمته الباهرة التى تتجلى فى خلق هذه السموات فى غاية الحسن والإتقان التعرف على الخالق بالتفكر في مخلوقاته وما فيها من الدلائل التي تدل على وحدانيته.
المقصود بخلق الرحمن
يقصد به جميع مخلوقاته وتدخل السموات فى ذلك دخولا أوليا
معنى تفاوت
أى ليس فيه خلل ولا نقص ولا عيب ولاتنافر أو إختلاف--قاله بن كثير والسعدى
لاتناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ولا تَخَالُفٍ --قاله الأشقر
ولا تعارض بين الأقوال
دلالة قوله تعالى "ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت"
دل على كمال حسنها وانتفاء النقص عنها من كل وجه وأنها مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ---ذكره السعدى
معنى فطور
أى شقوق --ذكره بن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم
أى من وهى ---ذكره بن كثير عن بن عباس
أى من خروق--ذكره بن كثير عن السدى
أى خللا ---ذكره بن كثير عن قتادة
أي: نقْصٍ واختلالٍ--ذكره السعدى
--ذكره الأشقر مِن تَشَقُّقٍ أو تَصَدُّعٍ
دلالة قوله تعالى "من فطور"
دل على انها مستوية مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا اختلاف ألبتة
ما الحكمة فى الأمر فى قوله تعالى "فارجع البصر هل ترى من فطور"
للتامل فى السماء على اتساعها وعظمتها فيحصل العظة والإعتبار
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ
المسائل التفسيرية
-ما وجه الحكمةفى الأمر بتكرار النظر إلى السماء س
-ما المراد بقوله تعالى" ثم ارجع البصر كرتين" س
-ما معنى خاسئا ك-س-ش
ما معنى حسير ك-س-ش
-معنى الآية ك
تلخيص المسائل التفسيرية
-ما وجه الحكمةفى الأمر بتكرار النظر إلى السماء
ولَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها--ذكره السعدى
لأنه أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ--قاله الأشقر
وخلاصة القولين أن تكرار النظر يدل على كمالها وفيه قطع المعذرة وإقامة الحجة على المعاند.
المراد بقوله تعالى "ثم ارجع البصر كرتين"
قال بن كثير:كرتين أى مرتين
أيْ: مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ--قاله الأشقر
قال السعدى :المراد كثرة التكرار
خلاصة الأقوال قولين:
إما أن المقصود بالكرتين مرتين وهذا ما ذكره بن كثير
أو أن المقصود بالكرتين كثرة التكرار كما ذكره السعدى والأشقر
معنى {كرتين} مرتين
والمراد منها كثرة التكرار لا العدد نفسه

معنى خاسئا
ذَليلاً صَاغراً عن أنْ يَرى شيئاً مِن العَيْبِ في خَلْقِ السماءِ--قاله الأشقر
معنى حسير
أي: كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر--ذكره بن كثير
قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء--ذكره بن كثير
عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ--ذكره السعدى
أيْ: كَليلٌ مُنقَطِعٌ--قاله الأشقر
وخلاصة الأقوال أن معنى حسير:
كليل عاجز عن أن يرى خللا أو فطورا
معنى الآية
إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك، أي: لرجع إليك البصرعاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، وإنْ كَثُرَتْ تلك الْمَرَّاتُ، فيكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
المسائل التفسيرية:
-ما معنى زينا
-ما المقصود بالسماء الدنيا
-ما المراد بالمصابيح
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "وجعلناها"
-معنى رجوما للشياطين
-ما المقصود بالشياطين
وجه الدلالة من قوله تعالى "وجعلناها رجوما للشياطين
-مناسبة الآية لما قبلها
-المحل الذى تكون فيه المصابيح
معنى قوله تعالى "وأعتدنا لهم عذاب السعير"
-مسألة عقدية
النار معدة ومخلوقة قبل يوم القيامة
فائدة استطرادية:
-خلق الله تعالى النجوم لثلاث
تلخيص اقوال المفسرين:
ما معنى زينا
أى جملنا--ذكره السعدى
فَصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ--ذكره الأشقر
وحاصل المعنى اى جملنا السماء الدنيا فصارت فى أحسن خلق واكمل صورة
-ما المقصود بالسماء الدنيا
التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم--ذكره السعدى
-ما المراد بالمصابيح
وهى الكواكب من السيارات والثوابت --ذكره بن كثير
وهي النجومُ، على اختلافِها في النورِ والضياءِ--ذكره السعدى
وهى الكواكب--ذكره الأشقر
وحاصل الأقوال أن المصابيح إما أنها الكواكب أو النجوم هما معا ويعبر عن النجوم بالكواكب أحيانا
-ما وجه تسمية النجوم بالمصابيح
سُمِّيَتِ الكواكبُ مَصابيحَ لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ--ذكره الأشقر.
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "وجعلناها"
يعود الضميرعلى جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها --ذكره بن كثير
الدليل على هذا القول كما في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}ا
القول الثانى:قال اى المصابيح ثم فسرها بقوله فهذه الشهب التى ترمى من النجوم--ذكره السعدى
القول الثالث:المراد المصابيح جعلها الله رجوما يرجم بها الشياطين--ذكره الأشقر
خلاصة أقوالهم أن الضمير يرجع إلى المصابيح ويكون المراد الشهب التى ترمى منها أو من دونها ابن كثير فصل في مرجع الضمير، وليس معنى ذلك أن السعدي والأشقر يريان أن الشياطين ترمى بالنجوم، فكما ذكرت لك أن وصف النجوم يطلق على أجرام كثيرة، ويستعمل لفظ الكواكب كذلك أحيانا.
معنى قوله تعالى" رجوما للشياطين"
أى جعل الله تعالى هذه المصابيح والمراد الشهب التى ترمى منها أو من دونها على الشياطين فتحرقهم لئلا يسترقون السمع--بنحو ما ذكره الأشقر
وجه الدلالة من قوله تعالى "وجعلناها رجوما للشياطين" نقول: دلالة الآية على فائدة النجوم في السماء.
دل على أن الله جعل هذه النجومَ حِراسةً للسماءِ عن تَلَقُّفِ الشياطينِ أخبارَ الأرضِ.
فهذهِ الشُّهُبُ التي تُرْمَى مِن النجومِ أَعَدَّهَا اللَّهُ في الدنيا للشياطينِ وهذا عذابهم فى الدنيا.
-ما المقصود بالشياطين
الذينَ يُريدونَ اسْتِرَاقَ خَبَرِ السماءِ--ذكره السعدى
-مناسبة الآية لما قبلها
ولمّا نفى عنها أى السموات في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها فقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح--ذكره بن كثير
-المحل الذى تكون فيه المصابيح
إما أن النجوم وضعت زينة فى السماء الدنيا فقط دون بقية السموات كما هو ظاهر الآية الكريمة
أو أن يكونَ كثيرٌ مِن النجومِ فوقَ السماواتِ السبْعِ؛ فإنَّ السماواتِ شَفَّافَةٌ، وبذلك تَحْصُلُ الزينةُ للسماءِ الدنيا، وإنْ لم تَكُنِ الكواكبُ فيها---ذكره السعدى
معنى قوله تعالى "وأعتدنا لهم عذاب السعير"
وأعتدنا لهم عذاب السّعير في الأخرى الآخرة --ذكره بن كثير
أي: وأَعْدَدْنا للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النارِ--ذكره الاشقر
وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ}في الآخِرَةِ {عَذَابَ السَّعِيرِ}؛ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه--ذكره السعدى
ليس هناك تعارض.
-مسألة عقدية
النار معدة ومخلوقة قبل يوم القيامة
فائدة استطرادية:
-خلق الله تعالى النجوم لثلاث
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به
بارك الله فيك يا أمل
وأعتذر من تأخر التصحيح، فقد حصل خطأ في إدراج روابط التطبيقات المقدمة.
الملاحظة الواحدة على الملخص هو ذكرك لأقوال عديدة هي في الأصل متفقة، وحتى لو جمعت بينها فالأيسر عليك كتابة قول واحد ابتداء.
هذه قائمة بمسائل الدرس ربما تفيدك في التعرف على بعض ما فاتك من مسائل:

فضل السورة
المسائل التفسيرية
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
معنى {تبارك} س ش
المراد بالاسم الموصول {الذي} ك س ش
المقصود بالملك ك س ش
معنى أن يكون الملك بيده سبحانه
مرجع الضمير {هو}
ما يفيده قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير}
انقسام الخلق في الإقرار بربوبية الله في الدنيا
إقرار جميع الخلق بربوبية الله وملكه في الآخرة

مقصد الآية

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
معنى {الموت}
معنى {الحياة}
دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي
معنى خلقه تعالى للموت والحياة
معنى {ليبلوكم}
معنى {أحسن عملا}
المطلوب في الأعمال إحسانها وليس كثرتها
المقصد من الابتلاء
دلالة الآية على البعث والجزاء
معنى {العزيز}
معنى {الغفور}
فائدة اقتران اسمه تعالى {العزيز} باسمه {الغفور}

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}
معنى {طباقا}
معنى {تفاوت}
معنى قوله {فارجع البصر}
معنى {فطور}
دلالة الآية على كمال صنع الله وإتقانه

{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
معنى {كرتين}
المقصود بقوله: {كرتين}
معنى {ينقلب}
معنى {خاسئا}
معنى {حسير}
ما يفيده الأمر
بتكرار النظر
● فائدة التفكر

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
مناسبة الآية لما قبلها
المقصود بالمصابيح
سبب تسمية النجوم والكواكب بالمصابيح
مرجع الضمير في قوله {وجعلناها}
● معنى الرجم
سبب رجم الشياطين بالشهب في الدنيا
فائدة خلق النجوم في السماء
معنى {أعتدنا}
مرجع الضمير في قوله {لهم}
● معنى {عذاب السعير}
سبب عذاب الشياطين في الآخرة

تقييم التلخيص :

أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 27 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 19 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
درجة الملخص = 4,9/5

بارك الله فيكِ ، ونفع بك .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19 ربيع الثاني 1436هـ/8-02-2015م, 01:23 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثانى من سورة الحاقة:
تلخيص درس سورة الحاقة من الآية 38-52
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
المسائل التفسيرية:
-معنى فلا أقسم
-من المخاطب
-المقسم به
-ما المقصود بقوله تعالى "ماتبصرون وما لاتبصرون"
تلخيص المسائل:
-معنى فلا أقسم
معناها أقسم وليس المقصود نفى القسم--ذكره بن كثير
-من المخاطب
الخطاب للخلق والمراد المكلفون --ذكره بن كثير
-المقسم به
بالأشياء كلها ما يرى منها وما لا يرى--ذكره الأشقر
-معنى الآية
يقسم تعالى لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم ويدخل فى ذلك نفسه المقدسة--ذكره بن كثير والسعدى
تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)
المسائل التفسيرية:
-جواب القسم
-مرجع الضمير فى قوله تعالى" إنه لقول"
-معنى" قول"
-المقصود بالرسول الكريم
-الحكمة من إضافة القول إلى الرسول
-فائدة استطرادية

تلخيص المسائل:
-جواب القسم
أن القرءان كلام الله ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
-مرجع الضميرفى قوله "إنه"
أى القرءان --حاصل ما ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
-معنى قول
أى تلاوة --ذكره الأشقر
-المقصود بالرسول الكريم
قولان:
القول الأول:جبريل عليه السلام فيكون المقصود به الرسول الملكى --ذكره الأشقر
القول الثانى هو النبى صلى الله عليه وسلم فيكون المقصود به الرسول البشرى--ذكره بن كثير والسعدى والأشقر على أحد قولييه
الراجح أنه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه قال بعده وما هو بقول شاعر
-معنى إضافة القول إلى الرسول
أضافه الله تعالى إليه على معنى التبليغ لأن الرسول من شأنه أنه يبلغ عن المرسل ما أستامنه عليه من وحيه وكلامه--ذكره بن كثير
-فائدة استطرادية
-هذه الآية و الآيات التى تليها كانت سببا فى وقوع الإسلام فى قلب عمر رضى الله عنه-- ك

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ

المسائل التفسيرية:
-معنى النفى
-القرآن ليس من أصناف الشعر
-الذى دفعهم لهذا الإفتراء
-معنى" قليلا ما تؤمنون"

تلخيص المسائل:
-معنى النفى
النفى فى قوله تعالى وما هو بقول شاعر للتنزيه والتبرئة فقد نزه الله تعالى رسوله عما رماه به أعداؤه من أنه شاعر --ذكره السعدى
-القرءان ليس من أصناف الشعر
فإذا نفى أن يكون الرسول شاعرا لزم من ذلك أن القرءان ليس بشعر وليس من أصنافه
-الذى دفعهم إلى هذا الإفتراء
عدم إيمانهم فلو آمنوا لعلموا ما يضرهم وما ينفعهم--ذكره السعدى
-معنى قوله تعالى "قليلا ما تؤمنون "
قولان:
الأول :تؤمنون إيمانا قليلا وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ--ذكره الأشقر
الثانى:المراد عدم الإيمان--ذكره السعدى
ولا تعارض والمقصود أن عدم إيمانهم كان سببا فى تكذيبهم
تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
المسائل التفسيرية:
-معنى النفى
-معنى كاهن
-القرءان ليس من جنس الكهانة
-الذى دفعهم لهذا الإفتراء
-معنى قوله تعالى "قليلا ما تذكرون"
-مقصد الآيتين

تلخيص المسائل:
-معنى النفى
نفى للتنزيه والتبرئة نزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه من أنه كاهن---ذكره السعدى
-معنى كاهن
أى ساحر--ذكره السعدى
-القرءان ليس من جنس الكهانة
فإن الكهانة أمر آخر لا جامع بينها وبينه--ذكره السعدى
-الذى دفعهم إلى هذا الإفتراء
عدم تذكرهم فلو تذكروا لعلموا ما يضرهم وما ينفعهم
-معنى "قليلا ما تذكرون "
قولان:
القول الأول :تذكرا قليلا تتذكرون--الأشقر
القول الثانى:عدم التذكر--السعدى
لاتعارض والمقصود أن عدم تذكرهم سببا فى تكذيبهم
-مقصد الآيتين
أن هؤلاء المكذبين الذين يرمون النبى صلى الله عليه وسلم بالشعر والكهانة لو آمَنُوا وتَذَكَّرُوا لعَلِموا ما يَنفَعُهم ويَضُرُّهم، ومِن ذلكَ أنْ يَنظُروا في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, لَرَأَوْا أمراً مِثلَ الشمْسِ، يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا
تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المسائل التفسيرية:
-وصف القرءان
-متعلق التنزيل
-دلالة اسم الرب فى قوله تعالى "رب العالمين"
-مقصد الآية
مسألة عقدية
-إثبات صفة العلو لله تعالى
تلخيص المسائل :
-وصف القرءان
أى ليس بقول البشر بل كلام الله تعالى الدال على عظمته--السعدى
-متعلق التنزيل
على لِسانِ النبى صلى الله عليه وسلم--الأشقر
-دلالة اسم الرب فى قوله تعالى"رب العالمين"
فيه دلالة على كمال تربية الله تعالى لعباده بما أنزل عليهم من هذا القرءان--ذكره السعدى
-مقصد الآية
أن القرءان لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه
فائدة:
ادعائهم أن القرءان سحر أو شعر ظن ما لا يليق بالله تعالى وبكلامه العظيم
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ
المسائل التفسيرية:
-مناسبة الآية لما قبلها
-مرجع الضمير الغائب فى قوله تعالى "تقول"
-معنى "تقول"
-ما المراد بقوله تعالى" تقول علينا بعض الأقاويل"

تلخيص المسائل:
-مناسبة الآية لما قبلها
أن هذا ظن منهم بما لا يليق بالله تعالى وحكمته فإنه لو تقول على الله بعض الأقاويل الآية--السعدى
-مرجع الضمير الغائب فى قوله تعالى ولو" تقول"
قولان:إما انه جبريل عليه السلام او انه محمد صلى الله عليه وسلم--ذكره الأشقر
والراجح أنه النبى صلى الله عليه وسلم لدلالة السياق
-معنى تقول
اختلق وافترى وتكلف كذبا --حاصل أقوال بن كثير والسعدى والاشقر
-المراد بقوله تعالى "ولو تقول علينا بعض الاقاويل"
أى لوقدرفزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك،أى فى الواقع--ذكره بن كثير

تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)
المسائل التفسيرية:
-جواب الشرط فى قوله تعالى "ولو تقول علينا "
-معنى أخذنا منه
-المراد باليمين

تلخيص المسائل :
-جواب الشرط فى قوله تعالى "ولو تقول علينا "
قوله تعالى :لأخذنا منه باليمين
معنى "أخذنا منه"
أى انتقمنا منه وأخذناه أخذ عزيز مقتدر--ذكره بن كثير والسعدى
-المراد باليمين
قولان:
الأول:يمين الرب التى هى صفة من صفاته سبحانه وتعالى
قاله بن كثير واستدل بقوله لأن اليمين أشد فى البطش
الثانى :يمين الرسول صلى الله عليه وسلم أى يده اليمنى --قاله الأشقر والقول الثانى لابن كثير
ولم يذكر بن كثير ترجيحا
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (
المسائل التفسيرية:
-معنى الوتين
-معنى الآية
-مقصد الآية

-فائدة
[/color]تلخيص المسائل:
معنى الوتين

عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات منه الإنسان --السعدى
-معنى الآية
تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه--الأشقر
-مقصد الآية
--حكمة الله تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ
فائدة:
إذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه
.تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
المسائل التفسيرية:
-تقدير المحذوف فى قوله تعالى "فما منكم من أحد"
-معنى حاجزين
-معنى الآية
-مقصد الآية

تلخيص المسائل:
تقدير المحذوف فى قوله تعالى "فما منكم من احد"
أى فما يقدر منكم أحد--بن كثير
-معنى حاجزين
اى يحجز بيننا وبينه او ينقذه منا--بن كثير
-معنى الآية
--السعدى والاشقر لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ فكيف يتكلف الكذب لأجلكم؟
-مقصد الآية
المقصود بيان أن النبى صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير فى قوله"وإنه"
-معنى تذكرة
-ثمرة التذكرة
-لم خص المتقين بالتذكرة

تلخيص المسائل:
-مرجع الضمير
هو القرءان --كلام بن كثير والسعدى والأشقر
معنى تذكرة
يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم يذكرهم العقائد الدينية والأخلاق المرضية والأحكام الشرعية
-ثمرة التذكرة
يعرفون مصالح دينهم ودنياهم ويعملون بما يعرفون فيكونون من العلماء الربانيين والعباد العارفين والأئمة المهديين--السعدى
لم خص المتقين بالتذكرة
لأنهم المنتفعون بها على الحقيقة كما قال تعالى:-
كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى}--الاشقر وبن كثير
-تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ
المسائل التفسيرية:
-دلالة قوله تعالى "لنعلم"
-معنى الآية
-مقصد الآية
تلخيص المسائل:
دلالة قوله "لنعلم"

أى علم يترتب عليه الجزاء--الاشقر
-معنى الآية
أى ومع هذا البيان والوضوح سيكون منكم من يكذب بالقرءان--بن كثير
-مقصد الآية
تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ--السعدى
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِين
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير :"إنه"
-معنى حسرة
-سبب الحسرة
-متعلق الحسرة
-متى تكون حسرتهم

[/color]تلخيص المسائل:
-مرجع الضمير:
قولان:الأول التكذيب
وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين--ذكره بن كثير عن بن جرير وحكاه عن قتادة بمثله
الثانى:القرءان والإيمان به حسرة فى نفس الأمر على الكافرين
--ذكره بن كثير واستدل بقوله تعالى :"كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به"
وهو قول السعدى والاشقر أيضا
الراجح أنه القرءان وإن كان لا تعارض بينهما لأن عدم الإيمان بالقرءان هو التكذيب والله اعلم
-معنى الحسرة
الندامة
-متعلق الحسرة
الحسرة على فوات الثواب وحصول العقاب وتقطع الأسباب--السعدى
-سبب الحسرة
ترك الإيمان بالقرءان والتكذيب به وعدم الإهتداء بهديه--السعدى
-وقت الحسرة
يوم القيامة عند معاينة العذاب ورؤية ما توعدهم به القرءان --السعدى
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)
المسائل التفسيرية:
--مرجع الضمير"وإنه"
-معنى اليقين
-مراتب اليقين
-معنى حق اليقين
-انطباق الوصف على القرءان

تلخيص المسائل:
مرجع الضمير

القرءان العظيم وصف بأنه حق اليقين لا شك فيه ولا ريب ولا مرية --بن كثير
معنى اليقين
العلم الثابت الذى لا يتزلزل ولا يزول وهو أعلى مراتب العلم
-مراتب اليقين ثلاثة:
عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ
عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ
حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ
معنى كون القرءان حق اليقين
لكَونِه مِن عندِ اللهِ، فلا يَحُومُ حولَه رِيبَةٌ ولا يَتطرَّقُ إليه شَكٌّ -الاشقر
-انطباق الوصف على القرءان
فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ--السعدى
تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
المسائل التفسيرية:
-معنى سبح
كيف يكون التسبيح
-دلالة اسم الله العظيم فى الآية

تلخيص المسائل:
-معنى سبح

نزهه عما لا يليق به
-كيف يكون التسبيح
بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه--السعدى
الذكر المعروف وهو قول سبحان الله --الاشقر
-دلالة اسم الله العظيم فى الآية
دل على عظمة القرءان فإن العظيم كلامه عظيم --بن كثير

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 05:11 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثانى من سورة الحاقة:
تلخيص درس سورة الحاقة من الآية 38-52
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
المسائل التفسيرية:
-معنى فلا أقسم
-من المخاطب
-المقسم به
-ما المقصود بقوله تعالى "ماتبصرون وما لاتبصرون"
تلخيص المسائل:
-معنى فلا أقسم
معناها أقسم وليس المقصود نفى القسم--ذكره بن كثير
-من المخاطب
الخطاب للخلق والمراد المكلفون --ذكره بن كثير
-المقسم به
بالأشياء كلها ما يرى منها وما لا يرى--ذكره الأشقر
-معنى الآية
يقسم تعالى لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم ويدخل فى ذلك نفسه المقدسة--ذكره بن كثير والسعدى
تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)
المسائل التفسيرية:
-جواب القسم
-مرجع الضمير فى قوله تعالى" إنه لقول"
-معنى" قول"
-المقصود بالرسول الكريم
-الحكمة من إضافة القول إلى الرسول معنى كون القرآن من قول الرسول
-فائدة استطرادية
نصي عليها
تلخيص المسائل:
-جواب القسم
أن القرءان كلام الله ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}
-مرجع الضميرفى قوله "إنه"
أى القرءان --حاصل ما ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
-معنى قول
أى تلاوة --ذكره الأشقر
-المقصود بالرسول الكريم
قولان:
القول الأول:جبريل عليه السلام فيكون المقصود به الرسول الملكى --ذكره الأشقر
القول الثانى هو النبى صلى الله عليه وسلم فيكون المقصود به الرسول البشرى--ذكره بن كثير والسعدى والأشقر على أحد قولييه
الراجح أنه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه قال بعده وما هو بقول شاعر
-معنى إضافة القول إلى الرسول
أضافه الله تعالى إليه على معنى التبليغ لأن الرسول من شأنه أنه يبلغ عن المرسل ما أستامنه عليه من وحيه وكلامه--ذكره بن كثير ولذلك قال الله بعدها: {تنزيل من رب العالمين}
-فائدة استطرادية
-هذه الآية و الآيات التى تليها كانت سببا فى وقوع الإسلام فى قلب عمر رضى الله عنه-- ك

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ

المسائل التفسيرية:
-معنى النفى
-القرآن ليس من أصناف الشعر
-الذى دفعهم لهذا الإفتراء الافتراء
-معنى" قليلا ما تؤمنون"

تلخيص المسائل:
-معنى النفى
النفى فى قوله تعالى وما هو بقول شاعر للتنزيه والتبرئة فقد نزه الله تعالى رسوله عما رماه به أعداؤه من أنه شاعر --ذكره السعدى
-القرءان ليس من أصناف الشعر
فإذا نفى أن يكون الرسول شاعرا لزم من ذلك أن القرءان ليس بشعر وليس من أصنافه يظهر ذلك لمن تدبره وتأمله
-الذى دفعهم إلى هذا الإفتراء
عدم إيمانهم فلو آمنوا لعلموا ما يضرهم وما ينفعهم--ذكره السعدى كيف؟ قد فصل السعدي في هذه المسألة تفصيلا وافيا لابد من ذكره.
-معنى قوله تعالى "قليلا ما تؤمنون "
قولان:
الأول :تؤمنون إيمانا قليلا وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ--ذكره الأشقر
الثانى:المراد عدم الإيمان--ذكره السعدى
ولا تعارض والمقصود أن عدم إيمانهم كان سببا فى تكذيبهم
تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
المسائل التفسيرية:
-معنى النفى
-معنى كاهن
-القرءان ليس من جنس الكهانة
-الذى دفعهم لهذا الإفتراء
-معنى قوله تعالى "قليلا ما تذكرون"
-مقصد الآيتين

تلخيص المسائل:
-معنى النفى
نفى للتنزيه والتبرئة نزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه من أنه كاهن---ذكره السعدى
-معنى كاهن
أى ساحر--ذكره السعدى
-القرءان ليس من جنس الكهانة
فإن الكهانة أمر آخر لا جامع بينها وبينه--ذكره السعدى
-الذى دفعهم إلى هذا الإفتراء
عدم تذكرهم فلو تذكروا لعلموا ما يضرهم وما ينفعهم
-معنى "قليلا ما تذكرون "
قولان:
القول الأول :تذكرا قليلا تتذكرون--الأشقر
القول الثانى:عدم التذكر--السعدى
لاتعارض والمقصود أن عدم تذكرهم سببا فى تكذيبهم
-مقصد الآيتين
أن هؤلاء المكذبين الذين يرمون النبى صلى الله عليه وسلم بالشعر والكهانة لو آمَنُوا وتَذَكَّرُوا لعَلِموا ما يَنفَعُهم ويَضُرُّهم، ومِن ذلكَ أنْ يَنظُروا في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, لَرَأَوْا أمراً مِثلَ الشمْسِ، يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا
أولا: نبتعد عن ذكر المقاصد ما لم ينص عليها المفسرون حتى لا نقع في التقول على الله بغير علم، ثانيا: ما ذكرتيه هو جواب المسألة التي حدثتك عن بيان السعدي لها وهي: كيف يكون الإيمان والتذكر سببا في التبصر بالحق، وقد ذكرت ما يتعلق بالتذكر وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حال يستحيل معها اتهامه بهذه الاتهامات الباطلة.
الأمر الثاني وهو الإيمان بالله ومعرفته فإنها تقتضي ألا يترك من يدعي الرسالة ويفتري عليه الكذب دون معاجلة بالعقوبة فهذا ظن لا يليق بالله لكن لا يفقه ذلك إلا المؤمنون.
تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المسائل التفسيرية:
-وصف القرءان
-متعلق التنزيل
-دلالة اسم الرب فى قوله تعالى "رب العالمين"
-مقصد الآية
مسألة عقدية
-إثبات صفة العلو لله تعالى
تلخيص المسائل :
-وصف القرءان نسأل أولا عن: المقصود بالتنزيل
أى ليس بقول البشر بل كلام الله تعالى الدال على عظمته--السعدى
-متعلق التنزيل اسم المسألة بعيد، نقول مثلا: على من نزل القرآن؟
على لِسانِ النبى صلى الله عليه وسلم--الأشقر
-دلالة اسم الرب فى قوله تعالى"رب العالمين"
فيه دلالة على كمال تربية الله تعالى لعباده بما أنزل عليهم من هذا القرءان--ذكره السعدى
-مقصد الآية أنت تخلطين بين المقصد ومعنى الآية فانتبهي، مقصد الآية هو ما أنزلت الآية لأجله، ومقصد هذه الآيات هو إثبات النبوة.
أن القرءان لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه
فائدة:
ادعائهم أن القرءان سحر أو شعر ظن ما لا يليق بالله تعالى وبكلامه العظيم أحسنت، وهو ما عناه السعدي رحمه الله أنهم لو آمنوا بالله لما فعلوا ما فعلوه.
ملاحظة: كان من المناسب ضم الآيات السابقة واستخلاص مسائلها مع بعضها نظرا لاتصالها.

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ
المسائل التفسيرية:
-مناسبة الآية لما قبلها
-مرجع الضمير الغائب فى قوله تعالى "تقول"
-معنى "تقول"
-ما المراد بقوله تعالى" تقول علينا بعض الأقاويل"

تلخيص المسائل:
-مناسبة الآية لما قبلها
أن هذا ظن منهم بما لا يليق بالله تعالى وحكمته فإنه لو تقول على الله بعض الأقاويل الآية--السعدى السياق ما زال في إثبات النبوة بكافة الأدلة العقلية التي تدعو المشركين إلى الإقرار بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به.
-مرجع الضمير الغائب فى قوله تعالى ولو" تقول"
قولان:إما انه جبريل عليه السلام او انه محمد صلى الله عليه وسلم--ذكره الأشقر
والراجح أنه النبى صلى الله عليه وسلم لدلالة السياق
-معنى تقول
اختلق وافترى وتكلف كذبا --حاصل أقوال بن كثير والسعدى والاشقر
-المراد بقوله تعالى "ولو تقول علينا بعض الاقاويل"
أى لوقدرفزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك،أى فى الواقع--ذكره بن كثير

تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)
المسائل التفسيرية:
-جواب الشرط فى قوله تعالى "ولو تقول علينا "
-معنى أخذنا منه
-المراد باليمين

تلخيص المسائل :
-جواب الشرط فى قوله تعالى "ولو تقول علينا "
قوله تعالى :لأخذنا منه باليمين
معنى "أخذنا منه باليمين"
أى انتقمنا منه وأخذناه أخذ عزيز مقتدر--ذكره بن كثير والسعدى
-المراد باليمين
قولان:
الأول:يمين الرب التى هى صفة من صفاته سبحانه وتعالى
قاله بن كثير واستدل بقوله لأن اليمين أشد فى البطش هذا جواب مسألة: الحكمة في تخصيص اليمين
الثانى :يمين الرسول صلى الله عليه وسلم أى يده اليمنى --قاله الأشقر والقول الثانى لابن كثير
ولم يذكر بن كثير ترجيحا
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (
المسائل التفسيرية:
-معنى الوتين
-معنى الآية
-مقصد الآية

-فائدة
[/color]تلخيص المسائل:
معنى الوتين

عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات منه الإنسان --السعدى
-معنى الآية
تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه--الأشقر
-مقصد الآية
--حكمة الله تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ
فائدة:
إذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه وهذا هو مقصد الآيات.
.تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
المسائل التفسيرية:
-تقدير المحذوف فى قوله تعالى "فما منكم من أحد"
-معنى حاجزين
-معنى الآية
-مقصد الآية

تلخيص المسائل:
تقدير المحذوف فى قوله تعالى "فما منكم من احد"
أى فما يقدر منكم أحد--بن كثير أين المحذوف هنا؟!
-معنى حاجزين
اى يحجز بيننا وبينه او ينقذه منا--بن كثير
-معنى الآية
--السعدى والاشقر لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ فكيف يتكلف الكذب لأجلكم؟ من يقرأ هذه العبارة لا يجدها مصوغة صياغة سليمة، فاعتني أكثر بطريقة إسناد الأقوال، ولا تجعلي الكلام مقطعا.
-مقصد الآية
المقصود بيان أن النبى صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير فى قوله"وإنه"
-معنى تذكرة
-ثمرة التذكرة
-لم خص المتقين بالتذكرة

تلخيص المسائل:
-مرجع الضمير
هو القرءان --كلام بن كثير والسعدى والأشقر
معنى كون القرآن تذكرة
يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم يذكرهم العقائد الدينية والأخلاق المرضية والأحكام الشرعية
-ثمرة التذكرة
يعرفون مصالح دينهم ودنياهم ويعملون بما يعرفون فيكونون من العلماء الربانيين والعباد العارفين والأئمة المهديين--السعدى
لم خص المتقين بالتذكرة
لأنهم المنتفعون بها على الحقيقة كما قال تعالى:-
كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى}--الاشقر وبن كثير
-تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ
المسائل التفسيرية:
-دلالة قوله تعالى "لنعلم"
-معنى الآية
-مقصد الآية
تلخيص المسائل:
دلالة قوله "لنعلم"

أى علم يترتب عليه الجزاء--الاشقر
متعلق التكذيب:
هو القرآن، أي مكذبون بالقرآن

-معنى الآية
أى ومع هذا البيان والوضوح سيكون منكم من يكذب بالقرءان--بن كثير
-مقصد الآية
تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ--السعدى
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِين
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير :"إنه"
-معنى حسرة
-سبب الحسرة
-متعلق الحسرة
-متى تكون حسرتهم

[/color]تلخيص المسائل:
-مرجع الضمير:
قولان:الأول التكذيب
وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين--ذكره بن كثير عن بن جرير وحكاه عن قتادة بمثله
الثانى:القرءان والإيمان به حسرة فى نفس الأمر على الكافرين
--ذكره بن كثير واستدل بقوله تعالى :"كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به"
وهو قول السعدى والاشقر أيضا
الراجح أنه القرءان وإن كان لا تعارض بينهما لأن عدم الإيمان بالقرءان هو التكذيب والله اعلم
-معنى الحسرة
الندامة
-متعلق الحسرة اسم المسألة: كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟
الحسرة على فوات الثواب وحصول العقاب وتقطع الأسباب--السعدى
-سبب الحسرة
ترك الإيمان بالقرءان والتكذيب به وعدم الإهتداء بهديه--السعدى
-وقت الحسرة
يوم القيامة عند معاينة العذاب ورؤية ما توعدهم به القرءان --السعدى
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)
المسائل التفسيرية:
--مرجع الضمير"وإنه"
-معنى اليقين
-مراتب اليقين
-معنى حق اليقين
-انطباق الوصف على القرءان

تلخيص المسائل:
مرجع الضمير

القرءان العظيم وصف بأنه حق اليقين لا شك فيه ولا ريب ولا مرية --بن كثير
معنى اليقين
العلم الثابت الذى لا يتزلزل ولا يزول وهو أعلى مراتب العلم
-مراتب اليقين ثلاثة:
عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ
عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ
حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ
معنى كون القرءان حق اليقين
لكَونِه مِن عندِ اللهِ، فلا يَحُومُ حولَه رِيبَةٌ ولا يَتطرَّقُ إليه شَكٌّ -الاشقر
-انطباق الوصف على القرءان
فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ--السعدى
تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
المسائل التفسيرية:
-معنى سبح
كيف يكون التسبيح
-دلالة اسم الله العظيم فى الآية

تلخيص المسائل:
-معنى سبح

نزهه عما لا يليق به
-كيف يكون التسبيح
بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه--السعدى
الذكر المعروف وهو قول سبحان الله --الاشقر
-دلالة اسم الله العظيم فى الآية
دل على عظمة القرءان فإن العظيم كلامه عظيم --بن كثير
أحسنت بارك الله فيك
تذكري موضوع المقاصد جيدا
تقييم التلخيص :

أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98%

احسنت، بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2 جمادى الأولى 1436هـ/20-02-2015م, 10:30 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الدرس الثالث :سورة الجن
من الآية 11-18
قوله تعالى :"وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طراق قددا"
المسائل التفسيرية:
-من المتكلم بالآية الكريمة ولمن وجهوا خطابهم
معنى "الصالحون"
-والمراد بقوله :ومنا دون ذلك"
-معنى طرائق
-معنى قددا
المراد بقوله:"طراق قددا"
تلخيص المسائل :
-من المتكلم بالآية الكريمة ولمن وجهوا خطابهم
المتكلم بالآية هم النفر من الجن الذين سمعوا القرءان خاطبوا قومهم من الجن يدعونهم إلى الإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم--ش
معنى "الصالحون
الموصوفون بالصلاح أى مؤمنون وذلك بعد الإستماع إلى القرءان--ذكره الأشقر"
-والمراد بقوله :ومنا دون ذلك"
أى فساق وفجار وكفار غير مؤمنين --ذكره السعدى والأشقر
-معنى طرائق
جمع طريقة والمقصود فرقا وأهواء وجماعات --ذكره الأشقر والسعدى
-معنى قددا
أى مختلفة متفرقة شتى--ذكره الأشقر والسعدى
المراد بقوله:"طراق قددا"
أى كنا فرقا متنوعة وأهواء متفرقة كل حزب بما لديهم فرحون --ذكره السعدى
قال سعيد :كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا--ذكره الأشقر

قوله تعالى :وأنا ظننا ألن نعجز الله فى الأرض ولن نعجزه هربا"
المسائل التفسيرية:
-معنى ظننا
-المراد بقوله تعالى :"لن نعجز الله"
-الحكمة فى تخصيص الأرض بالذكر
-المراد بقوله "ولن نعجزه هربا"
-ماذا أفاد العطف
-فائدة
تلخيص المسائل:
-معنى ظننا
أى علمنا وتبين لنا --ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
-المراد بقوله تعالى :"لن نعجز الله"
أى لن نفوته إن أراد بنا أمرا--ذكره الأشقر
-المراد بقوله "ولن نعجزه هربا"
أى لن نعجزه ونفوته ولو أمعنا فى الهرب منه
-ماذا أفاد العطف
بيان كمال قدرة الله تعالى وكمال عجز الجن وأن نواصيهم بيد الله تعالى فلا يعجزونه
فائدة
كمال قدرة الله وتمام نقص المخلوقين غنسهم وجنهم

قوله تعالى :وانا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا"
المسائل التفسيرية:
-المراد بالهدى
-معنى أمنا به
-أثر سماع القرءان على القلب
-معنى الفاء فى قوله" فمن يؤمن بربه"
-معنى الفاء فى قوله :"فلا يخاف"
-معنى بخسا ورهقا
-مفهوم الآية

تلخيص المسائل:
-المراد بالهدى
هو القرءان الكريم الهادى إلى الصراط المستقيم--ذكره السعدى
-معنى آمنا به
صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ،--ذكره الأشقر
-أثر سماع القرءان على القلب
لما سمع الجن القرءان وعرفوا هدايته وإرشاده أثر فى قلوبهم فآمنوا به
-الإيمان مفخرة لصاحبه
فالجن أعلنوا إيمانهم أمام قومهم وافتخروا بذلك فالإيمان شرف رفيع وصفة حسنة--ذكره السعدى
-معنى الفاء فى قوله" فمن يؤمن بربه"
لما ذكروا شرف الإيمان وحسنه رغبوا قومهم فى الإيمان فقالوا فمن يؤمن بربه -- الآية
-معنى الفاء فى قوله :"فلا يخاف"
أى من آمن بربه إيمان صادقا فسيترتب على ذلك انتفاء البخس والرهق
-معنى بخسا ورهقا
أى لا يخاف أن ينقص من حسناته (بخسا) ولا يحمل عليه غير سيئاته(رهقا)--ذكره بن كثير عن بن عباس وقتادة وغيرهما
-مفهوم الآية
أنه إذا كان الإيمان سبب لإنتفاء كل شر فإنه سبب داع لكل خير

قوله تعالى :وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا
المسائل التفسيرية:
-معنى القاسطون
-الفرق بين القاسط والمقسط
-معنى تحروا
-معنى رشدا
-المراد بقوله تعالى :"فمن أسلم فاولئك تحروا رشدا"

تلخيص المسائل:
-معنى القاسطون
الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم--ذكره بن كثير والسعدى
-الفرق بين القاسط والمقسط
القاسط الجائر عن الحق الناكب عنه
المقسط هو العادل
-معنى تحروا
أى قصدوا واجتهدوا فى البحث--ذكره الأشقر
-معنى رشدا
طريق الرشد أى الحق والصواب الموصل إلى الجنة ونعيمها --ذكره السعدى
-المراد بقوله تعالى :"فمن أسلم فاولئك تحروا رشدا"
أى من أسلم فقد طلب لنفسه النجاة من النار والوصول إلى الجنة

قوله تعالى :واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا
المسائل التفسيرية:
-معنى حطبا
-بيان عدل الله فيهم
تلخيص المسائل:
-معنى حطبا
أى وقودا تُوقَدُ بهم، كما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ --ذكره بن كثير والاشقر
-بيان عدل الله فيهم
أن ما أصابهم جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم ولهذا قال بعدها "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا"


قوله تعالى :وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا
المسائل التفسيرية
-ما جاء فى سبب نزول الآية
المتكلم بالآية الكريمة
مرجع الضمير فى قوله "استقاموا"
معنى الإستقامة
معنى "وان لو استقاموا على الطريقة"
-معنى غدقا
--المراد بقوله"ماء غدقا"
تلخيص المسائل:
-ما جاء فى سبب نزول الآية
قال مقاتل :فنزلت فى كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين -- ذكره بن كثير:
-المتكلم بالآية الكريمة
أمر الله تعالى النبى أن يقول وأوحى إلى أن الشأن--ذكره الأشقر
مرجع الضمير فى قوله "استقاموا"
أى الإنس أو الجن أو كلاهما -ذكره الأشقر
-معنى الإستقامة
:الطاعة--قاله بن عباس وذكره بن كثير
-معنى" استقاموا على الطريقة"
اختلف المفسرون فى معنى هذا على قولين:
أحدهما :أن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمروا عليها لأسقيناهم ماء غدقا
أي: كثيرًا. والمراد بذلك سعة الرّزق--ذكره بن كثير عن العوفى عن بن عباس
واستدل بقوله تعالى"ولأنهم اقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "
القول الثانى:أى لو استقاموا على طريقة الضلالة لأسقيناهم ماء غدقا أى لاوسعنا عليهم الرزق استدراجا --نقله بن كثير عن بن جرير وبن ابى حاتم وحكاه البغوى
واستدل بقوله تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"
والآية تحتمل كلا المعنيين ولكن القول الثانى يؤيده قوله: {لنفتنهم فيه
-معنى غدقا
أى هنيئا مريئا
--المراد بقوله"ماء غدقا"
أى كثيرا والمراد بذلك سعة الرزق

قوله تعالى "لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا"
المسائل التفسيرية
-معنى نفتنهم فيه
-المراد بالذكر
-كيف يكون الإعراض عن الذكر
-معنى يسلكه
-معنى صعدا

-تلخيص المسائل
-معنى نفتنهم فيه
على القول الأول يكون المعنى :أى لنختبرهم بما وسعنا عليهم من الدنيا لنعلم الصادق من الكاذب--ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
وعلى القول الثانى يكون الفتنة هى استدراجهم بالنعمة ليتمادوا فى ضلالهم فيعظم ذنبهم --ذكره بن كثير عن بن جرير وغيره
-المراد بالذكر
هو كتاب الله تعالى -ذكره السعدى
أو الموعظة --قاله الأشقر
ولا تعارض بين القولين
-كيف يكون الإعراض عن الذكر
بعدم الإتباع للكتاب والإنقياد له بل لها عنه وغفل--ذكره السعدى
-معنى يسلكه
أى يدخله--ذكره الأشقر
-معنى عذابا صعدا
أى شاقا أليما لا راحة معه--ذكره بن كثير عن بن عباس ومجاهد\ وعكرمة
وقيل جبل فى جهنم --ذكره بن كثير عن بن عباس وسعيد بن جبير
:والقول الاول هو الراجح والأشهر
وإن كان لا تعارض بين القولين


قوله تعالى "وأن المساجد لله فلاتدعوا مع الله أحدا"
المسائل التفسيرية:
-ما قيل فى سبب نزول الآية الكريمة
من المتكلم بالآية الكريمة
-المراد بالمساجد
نوع اللام فى قوله تعالى" وأن المساجد لله تعالى"
-معنى الآية
-معنى الدعاء فى قوله "فلا تدعوا"
-معنى الآية
-الدعاء عبادة


تلخيص المسائل
:ما قيل فى سبب نزول الآية الكريمة
قالَ سعيدٌ: قالتِ الْجِنُّ: كيف لنا أنْ نَأتيَ المساجِدَ ونَشهدَ معك الصلاةَ ونحن نَاؤُونَ عنك؟ فنَزلتْ
من المتكلم بالآية الكريمة
أى أوحى إلى "المقصود النبى صلى الله عليه وسلم" أن المساجد لله وليس من كلام الجن--ذكره الأشقر
-المراد بالمساجد
القول الأول :أماكن العبادة وهى المساجد كلها
القول الثانى :أعضاء السجود كما قال صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم
القول الثالث :الأرض كلها مسجد كما قال النبى صلى الله عليه وسلم جعلت لى الأرض مسجدا وطهورا
والراجح هو القول الاول لدلالة السياق عليه حيث قال بعدها فلا تدعوا مع الله أحدا

نوع اللام فى قوله تعالى "وأن المساجد لله تعالى"
لام الاختصاص أى أن المساجد لله تعالى ليست مختصة بالأصنام --ذكر ه الأشقر
معنى قوله "وأن المساجد لله"
أن المساجد التى هى أعظم محال العبادة مبنية على الإخلاص لله تعالى والخضوع لعظمته والإستكانة لعزته --ذكره السعدى
-معنى الدعاء فى قوله "فلا تدعوا"
الدعاء نوعان :
-دعاء عبادة كالصلاة والذكر
ودعاء مسألة وهى كطلب العون من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى --الأشقر
-معنى الآية الكريمة:
يقول تعالى آمرًا عباده أن يوحّدوه في مجال عبادته، ولا يدعى معه أحدٌ ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
-الدعاء عبادة

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 جمادى الأولى 1436هـ/27-02-2015م, 01:46 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)
المسائل التفسيرية :
-مناسبة الآية لما قبلها--ك-ش
-معنى الفاء فى قوله تعالى "فوقاهم الله"--ش
-معنى قوله تعالى "فوقاهم الله" --ك
-كيفية الوقاية --س
-معنى قوله"لقاهم"
-معنى نضرة---ش
-محل النضرة والسرور وفائدة الجمع بينهما --ك-س -ش


-مناسبة الآية لما قبلها--ك-ش
وهذا من باب التّجانس البليغ
أَعطاهُم بَدَلَ العُبوسِ في الكفارِ نَضرةً في الوُجوهِ وسُروراً في القلوبِ
-معنى الفاء فى قوله تعالى "فوقاهم الله"--ش
فاء التفريع أى لما خافوا من ذلك اليوم واطعموا لوجه الله دفع الله عنهم شر ذلك اليوم--
-معنى قوله تعالى "فوقاهم الله" --ك
أي: آمنهم ممّا خافوا منه
-كيفية الوقاية --س
لا يَحْزُنُهُمُ الفزَعُ الأَكْبَرُ، وتَتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}
-معنى قوله"لقاهم"
أي: أَكْرَمَهم وأَعْطَاهُم
-معنى نضرة---ش
البَياضُ والنقاءُ في وُجوهِهِم مِن أَثَرِ النِّعْمَةِ
-محل النضرة والسرور وفائدة الجمع بينهما --ك-س -ش
نَضْرَةً} في وُجوهِهم، {وَسُرُوراً} في قُلوبِهم--قاله الحسن البصريّ، وقتادة، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ
وذلك أنّ القلب إذا سرّ استنار الوجه، قال كعب بن مالكٍ في حديثه الطّويل: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا سرّ، استنار وجهه حتّى كأنّه قطعة قمر وقالت عائشة: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مسرورًا تبرق أسارير وجهه. ،
فجَمَعَ لهم بينَ نَعيمِ الظاهرِ والباطنِ

تفسير قوله تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12
-المسائل التفسيرية:
-معنى جزاهم--ك
معنى الباء فى قوله "بما صبروا--ك
-متعلق الصبر--ك-س
معنى جنة وحريرا--ك-س
الحكمة فى تخصيص الحرير بالذكر--س
تلخيص المسائل:
-معنى جزاهم--ك
أعطاهم ونوّلهم وبوّأهم
معنى الباء فى قوله "بما صبروا--ك
أي: بسبب صبرهم
-متعلق الصبر--ك-س
على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ، فلم يَتَسَخَّطُوه--ذكره السعدى
معنى جنة وحريرا--ك-س
جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّ مُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ، جنة :منزلًا رحبًا، وعيشًا رغدً
حريرا:اى لباسًا حسنًا كما قال تعالى :ولباسهم فيها حرير
الحكمة من تخصيص الحرير بالذكر
.ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13
المسائل التفسيرية:
-معنى الإتكاء--ك-س-ش
-معنى الأرائك-ك-س-ش
-مرجع الضمير فى قوله :فيها-س
-المقصود بقوله تعالى :"لا يرون فيها شمسا"
-والمقصود بقوله تعالى:"ولا زمهريرا"
تلخيص المسائل:
-معنى الإتكاء--ك-س-ش
التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِ والطُّمأنينةِ والراحةِ،
-معنى الأرائك-ك-س-ش
الأرائك هي السّرر تحت الحجال.
-مرجع الضمير فى قوله :فيها-س
أي: في الجنَّةِ
-المقصود بقوله تعالى :"لا يرون فيها شمسا"
لا يَرَوْنَ في الجنَّةِ حَرَّ الشمسِ
-والمقصود بقوله تعالى:"ولا زمهريرا"
ولا بردٌ مؤلمٌ
-معنى الآية
يخبر تعالى عن أهل الجنّة وما هم فيه من النّعيم المقيم، وما أسبغ عليهم من الفضل العميم وان جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ

تفسير قوله تعالى: (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا
المسائل التفسيرية:
-معنى قوله تعالى:"ودانية عليهم"--ك -س -ش
المقصود بالظلال--ك-س
-مرجع الضمير فى قوله "ظلالها:--
-معنى قوله :"وذللت"--ك-س-ش
-معنى"قطوفها"
-ماذا أفاد قوله تعالى تذليلا "بعد قوله وذللت"
-معنى الآية
تلخيص المسائل:
-معنى قوله تعالى:"ودانية عليهم"--ك -س -ش
أي: قريبةٌ إليهم
المقصود بالظلال--ك-س
أغصان الأشجار وما فيها من الثمار
-مرجع الضمير فى قوله "ظلالها:
--ظِلالَ الأشجارِ قَريبةٌ منهم مُظِلَّةٌ عليهم زِيادةً في نَعيمِهم
-معنى قوله :"وذللت"--ك-س-ش
اى :سُخِّرَتْ
-معنى"قطوفها"
أى :ثمارها
-ماذا أفاد قوله تعالى تذليلا "بعد قوله وذللت"}
أي: متى تعاطاه دنا القطف إليه وتدلّى من أعلى غصنه، كأنّه سامعٌ طائعٌ،
إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلّت له حتّى ينالها، وإن اضطجع تدلّت له حتّى ينالها، فذلك قوله: {تذليلا--قاله مجاهد
-معنى الآية--ش
المعنى أنَّ ظِلالَ الأشجارِ قَريبةٌ منهم مُظِلَّةٌ عليهم زِيادةً في نَعيمِهم، وإنْ كانَ لا شَمْسَ هنالِكَ، {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} سُخِّرَتْ ثِمَارُها لِمُتَنَاوِلِيها تَسخيراً، يَتناوَلُها القائمُ والقاعدُ والْمُضْطَجِعُ، لا يَرُدُّ أيْدِيَهُم عنها بُعْدٌ ولا شَوْكٌ

تفسير قوله تعالى: (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ
المسائل التفسيرية:-
من الذى يطوف
-معنى "يطوف"
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "عليهم"
-المقصود بالآنية والأكواب
تلخيص المسائل:
من الذى يطوف
الْخَدَمُ والوِلدانُ
-معنى "يطوف"
- أي: يَدورُ عليهم
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "عليهم"
على أهلِ الجنَّةِ
-المقصود بالآنية والأكواب
المقصود بالآنية أواني الطّعام، وأكواب الشّراب وهي الكيزان الّتي لا عرى لها ولا خراطيم.
تفسير قوله تعالى: (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا
المسائل التفسيرية:
-معنى قوله تعالى "قوارير من فضة"
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "قدروها"
-ما المراد بقوله تعالى "قدروها تقديرا
-مسألة لغوية
تلخيص المسائل:
-معنى قوله تعالى "قوارير من فضة"
: بياض الفضّة في صفاء الزّجاج، والقوارير لا تكون إلّا من زجاجٍ. فهذه الأكواب هي من فضّةٍ، وهي مع هذا شفّافةٌ يرى ما في باطنها من ظاهرها، وهذا ممّا لا نظير له في الدّنيا--قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، وغير واحدٍ
.
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "قدروها"
يحتمل ان يرجع الضمير إلى الولدان
ويحتمل ان يرجع الضمير إلى أهل الجنة
-ما المراد بقوله تعالى "قدروها تقديرا"
أي: قَدَّرُوا الأَوَانِيَ المذكورةَ على قَدْرِ رِيِّهم، لا تَزِيدُ ولا تَنْقُصُ؛ لأنَّها لو زَادَتْ نَقَصَتْ لذَّتُها، ولو نَقَصَتْ لم تَفِ برِيِّهِم.
ويَحْتَمِلُ أنَّ المرادَ: قَدَّرَها أهلُ الجَنَّةِ بنُفُوسِهم بِمِقدارٍ يُوافِقُ لَذَّتَهم، فأَتَتْهم على ما قَدَّرُوا في خَوَاطِرِهم--ذكره السعدى)
-متعلق الفعل قدروها
أي: على قدر ريّهم، لا تزيد عنه ولا تنقص، بل هي معدّة لذلك، مقدّرةٌ بحسب ريّ صاحبها. هذا معنى قول ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي صالحٍ، وقتادة، وابن أبزى، وعبد اللّه بن عبيد اللّه بن عميرٍ، وقتادة، والشّعبيّ، وابن زيدٍ. وقاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ.
وقيل على قدر أكف الخدام--قاله العوفى عن بن عباس والربيع بن انس والضحاك
وهذا لا ينافي القول الأوّل، فإنّها مقدّرةٌ في القدر والرّيّ
مسألة لغوية:
{قوارير قوارير من فضّةٍ} فالأوّل منصوبٌ بخبر "كان" أي: كانت قوارير. والثّاني منصوبٌ إمّا على البدليّة أو تمييزٌ؛ لأنّه بيّنه بقوله: {قوارير من فضّةٍ

تفسير قوله تعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير فى قوله"يسقون"
-مرجع الضمير فى قوله"فيها"
-المراد بقوله"كأسا"
-معنى "مزاجها"
-معنى زنجبيلا"
-شراب المقربين
تلخيص المسائل:

-مرجع الضمير فى قوله"يسقون"
يعني الأبرار أيضًا
-مرجع الضمير فى قوله"فيها"
في هذه الأكواب
-المراد بقوله"كأسا"
الكأسُ هو الإناءُ فيه الخمْرُ
-معنى "مزاجها"
أي: خَلْطُها
-معنى زنجبيلا"
شراب طيب الطعم والرائحة وهو حار
-العلة فى كون شرابهم ممزوجا
تارةً يمزج لهم الشّراب بالكافور وهو باردٌ، وتارةً بالزّنجبيل وهو حارٌّ، ليعتدل الأمر
-شراب المقربين
المقرّبون فإنّهم يشربون من كلٍّ منهما صرفًا، كما قاله قتادة وغير واحدٍ
تفسير قوله تعالى: (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
المسائل التفسيرية:
-متعلق قوله "عينا"
-مرجع الضمير فى قوله" فيها"
-معنى" سلسبيلا" فى اللغة
-الحكمة من تسمية العين "سلسبيلا"
تلخيص المسائل"

-متعلق قوله "عينا"
أي: الزّنجبيل عينٌ في الجنّة تسمّى سلسبيلًا--ذكره بن كثير
-مرجع الضمير فى قوله" فيها"
اسم عينٍ في الجنّة
-معنى" سلسبيلا" فى اللغة
اسمٌ لماءٍ في غايةِ السَّلاَسَةِ، حديدِ الْجِرْيَةِ، يَسُوغُ في حُلُوقِهم
-الحكمة من تسمية العين "سلسبيلا"
سُمِّيَتْ بذلك لسَلاَسَتِها ولَذَّتِها وحُسْنِها --ذكره السعدى


تفسير قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا
المسائل التفسيرية:
-بأى شىء يطوف عليهم الولدان
-مرجع الضمير فى قوله "عليهم"
-المراد بقوله "مخلدون"
-حال الولدان عند رؤيتهم
-ما الحكمة بتشبيه الولدان باللؤلؤ المنثور
-الفرق بين الولدان المخلدون والحور العين
-ميزة الولدان المخلدون عن خدم اهل الدنيا
تلخيص المسائل:

-لأى شىء يطوف عليهم الولدان
يطوفون للخدمة ولقضاء حوائج السادة من أهل الجنة
-مرجع الضمير فى قوله "عليهم"
أى أهل الجنة فى منازلهم
-المراد بقوله "مخلدون"
القول الاول:باقُونَ على ما هم عليه مِن الشبابِ والطَّرَاوَةِ والنَّضَارَةِ، لا يَهْرَمُونَ ولا يَتَغَيَّرُونَ، ولا يَموتونَ
القول الثانى:مخرّصون في آذانهم الأقرطة
ومآل القولين واحدا وذلك لأن الصغيرهو الذى يليق به ذلك دون الكبير.
-حال الولدان عند رؤيتهم
منتشرين في قضاء حوائج السّادة، على كثرتهم، وصباحة وجوههم، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليّهم، كاللؤلؤ المنثور"
-ما الحكمة بتشبيه الولدان باللؤلؤ المنثور
شبههم باللؤلؤ لِمَزِيدِ حُسْنِهم وصَفاءِ أَلْوَانِهم ونَضارَةِ وُجُوهِهم. وشَبَّهَهُم بالمنثورِ لأنهم سِراعٌ في الْخِدْمَةِ،
الفرق بين الولدان المخلدون والحور العين
شبه الحور العين باللؤلؤ المكنون لانهن لا يمتهن بالخدمة
ميزة الولدان المخلدون عن خدم اهل الدنيا
انهم يدْخُلُونَ على مَساكِنِهم آمِنينَ مِن تَبِعَتِهم، ويَأتُونَهم بما يَدْعُونَ وتَطْلُبُه نُفُوسُهم
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا
المسائل التفسيرية:
-من المخاطب
-معنى"ثم"
-المراد بقوله "ثم رأيت"
-ماذا افاد التنكير فى قوله"نعيما وملكا كبيرا"
-معنى الآية
تلخيص المسائل:
-من المخاطب
أي: وإذا رأيت يا محمّد صلى الله عليه وسلم
-معنى"ثم"
أي: هناكَ في الجنَّةِ
-المراد بقوله "ثم رأيت"
أيْ: وإذا رَمَيْتَ ببَصَرِك هناك في الْجَنَّةِ
-ماذا افاد التنكير فى قوله"نعيما وملكا كبيرا"
أى رأيت نعيما لا يوصف وملكا لا يقادر قدره
-المقصود بقوله تعالى :نعيما وملكا كبيرا
أي: مملكةً للّه هناك عظيمةً وسلطانًا باهرً
عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنةٍ ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه". فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنّة، فما ظنّك بما هو أعلى منزلةً، وأحظى عنده تعالى.
-معنى الآية
يخبر تعالى عن نعيم الجنة مِن القصورِ والمساكِنِ والغُرَفِ الْمُزَيَّنَةِ المُزَخْرَفَةِ، ما لا يُدْرِكُه الوصْفُ، ولَديهِ مِن البساتينِ الزاهرةِ، والثِّمَارِ الدانِيَةِ، والفواكهِ اللذيذةِ، والأنهارِ الجاريَةِ والرِّيَاضِ الْمُعْجِبَةِ، والطيورِ الْمُطْرِبَةِ الْمُشْجِيَةِ, ما يَأخُذُ القلوبَ ويُفْرِحُ النفوسَ.
وعندَه مِن الزوجاتِ اللاَّتِي هُنَّ في غايةِ الْحُسْنِ والإحسانِ، الجامعاتِ لجمالِ الظاهرِ والباطنِ، الْخَيِّرَاتِ الْحِسانِ، ما يَمْلَأُ القلبَ سُروراً ولذَّةً وحُبُوراً، وحولَه مِن الوِلدانِ الْمُخَلَّدِينَ والخدَمِ الْمُؤَبَّدِينَ ما به تَحْصُلُ الراحةُ والطُّمأنينةُ، وتَتِمُّ لَذَّةُ العَيْشِ وتَكْمُلُ الغِبْطَةُ.
ثم عِلاوةُ ذلكَ ومُعْظَمُهُ الفَوْزُ برُؤْيةِ الربِّ الرحيمِ، وسماعُ خِطابِه، ولَذَّةُ قُرْبِه، والابتهاجُ برِضَاهُ، والخلودُ الدائمُ، وتَزايُدُ ما هم فيه مِن النعيمِ كلَّ وقْتٍ وحينٍ.
فسُبحانَ الْمَلِكِ المالِكِ الحقِّ الْمُبينِ، الذي لا تَنْفَدُ خَزائنُه، ولا يَقِلُّ خيرُه، فكما لا نِهايةَ لأوصافِه فلا نِهايةَ لِبِرِّه وإحسانِه
تفسير قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا
المسائل التفسيرية:
-معنى عاليهم
-المقصود بالسندس والإستبرق
-مرجع الضمير فى قوله يحلون
-الحكمة من تخصيص الأساور من الفضة
-الحكمة من ذكر الشراب بعد ذكر الثياب والحلى

تلخيص المسائل
-معنى عاليهم
جَلَّلَتْهُم ثِيابُ السُّندُسِ والإستبرَقِ الأَخضرانِ
-المقصود بالسندس والإستبرق
لباس أهل الجنّة فيها أجل انواع الحرير، ومنه سندسٌ، وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها ممّا يلي أبدانهم، والإستبرق منه ما فيه بريقٌ ولمعانٌ، وهو ممّا يلي الظّاهر، كما هو المعهود في اللّباس--ذكره بن كثير
السُّنْدُسُ: ما غَلُظَ مِن الدِّيباجِ، والإِسْتَبْرَقُ: ما رَقَّ منه.--ذكره السعدى
القولان بينهما تضاد
-مرجع الضمير فى قوله يحلون
اهل الجنة ذكورهم وإناثهم
-الحكمة من تخصيص الأساور من الفضة
القول الاول:وهذه صفة الأبرار، وأمّا المقرّبون فكما قال: {يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا ولباسهم فيها حريرٌ--ذكره بن كثير
القول الثانى: قال السعدى وفي سُورةِ "فاطِرٍ": {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} يَلبَسُ كلُّ أحَدٍ منه ما تَمِيلُ إليه نفْسُه مِن ذلك}
-الحكمة من ذكر الشراب بعد ذكر الثياب والحلى
لمّا ذكر تعالى زينة الظّاهر بالحرير والحليّ قال بعده: {وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا
-طهورا لأى شىء
طهّر بواطنهم من الحسد والحقد والغلّ والأذى وسائر الأخلاق الرّديّة، كما روينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال: إذا انتهى أهل الجنّة إلى باب الجنّة وجدوا هنالك عينين فكأنّما ألهموا ذلك فشربوا من إحداهما [فأذهب اللّه] ما في بطونهم من أذًى، ثمّ اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النّعيم--ذكره بن كثير
وقيل :يُؤْتَوْنَ بالطعامِ، فإذا كان آخِرُه أُتُوا بالشرابِ الطَّهُورِ، فيَشربونَ, فتَضْمُرُ بُطُونُهم مِن ذلك، ويَفيضُ عَرَقٌ مِن أَبدانِهم مِثلُ رِيحِ الْمِسْكِ --ذكره الأشقر
والآية تجمع القولين فالشراب طهور لهم طهارة حسية ومعنوية.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا
المسائل التفسيرية

-مرجع اسم الإشارة فى قوله"هذا"
-دلالة هذا الخطاب لاهل الجنة
-متعلق الجزاء
-المراد بالسعى
-المقصود بقوله "وكان سعيكم مشكورا"
تلخيص المسائل
-مرجع اسم الإشارة فى قوله"هذا"
إنَّ هذا الذي ذُكِرَ مِن أنواعِ النِّعَمِ
-دلالة هذا الخطاب لاهل الجنة
يقال لهم ذلك تكريمًا لهم وإحسانًا إليهم كقوله: {كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية} [الحاقّة: 24] وكقوله: {ونودوا أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف: 43]
-متعلق الجزاء
على ما أَسْلَفْتُمُوه مِن الأعمالِ والمراد الثواب
-المراد بالسعى
أي: العمل القليلُ منه، يَجْعَلُ اللَّهُ لكم به مِن النعيمِ المُقيمِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه
-المقصود بقوله " مشكورا"
شُكْرُ اللهِ سُبحانَه لعَمَلِ عَبْدِه هو قَبولُه لطَاعتِه)

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2 جمادى الآخرة 1436هـ/22-03-2015م, 10:12 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص الدرس الثالث :سورة الجن
من الآية 11-18
قوله تعالى :"وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طراق قددا"
المسائل التفسيرية:
-من المتكلم بالآية الكريمة ولمن وجهوا خطابهم
معنى "الصالحون"
-والمراد بقوله :ومنا دون ذلك"
-معنى طرائق
-معنى قددا
المراد بقوله:"طراق قددا"
تلخيص المسائل :
-من المتكلم بالآية الكريمة ولمن وجهوا خطابهم
المتكلم بالآية هم النفر من الجن الذين سمعوا القرءان خاطبوا قومهم من الجن يدعونهم إلى الإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم--ش
معنى "الصالحون
الموصوفون بالصلاح أى مؤمنون وذلك بعد الإستماع إلى القرءان--ذكره الأشقر"
-والمراد بقوله :ومنا دون ذلك"
أى فساق وفجار وكفار غير مؤمنين --ذكره السعدى والأشقر
-معنى طرائق
جمع طريقة والمقصود فرقا وأهواء وجماعات --ذكره الأشقر والسعدى
-معنى قددا
أى مختلفة متفرقة شتى--ذكره الأشقر والسعدى
المراد بقوله:"طراق قددا"
أى كنا فرقا متنوعة وأهواء متفرقة كل حزب بما لديهم فرحون --ذكره السعدى
قال سعيد :كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا--ذكره الأشقر

قوله تعالى :وأنا ظننا ألن نعجز الله فى الأرض ولن نعجزه هربا"
المسائل التفسيرية:
-معنى ظننا
-المراد بقوله تعالى :"لن نعجز الله"
-الحكمة فى تخصيص الأرض بالذكر
-المراد بقوله "ولن نعجزه هربا"
-ماذا أفاد العطف
-فائدة
تلخيص المسائل:
-معنى ظننا
أى علمنا وتبين لنا --ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
-المراد بقوله تعالى :"لن نعجز الله"
أى لن نفوته إن أراد بنا أمرا--ذكره الأشقر
-المراد بقوله "ولن نعجزه هربا"
أى لن نعجزه ونفوته ولو أمعنا فى الهرب منه
-ماذا أفاد العطف
بيان كمال قدرة الله تعالى وكمال عجز الجن وأن نواصيهم بيد الله تعالى فلا يعجزونه
فائدة
كمال قدرة الله وتمام نقص المخلوقين غنسهم وجنهم

قوله تعالى :وانا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا"
المسائل التفسيرية:
-المراد بالهدى
-معنى أمنا به
-أثر سماع القرءان على القلب
-معنى الفاء فى قوله" فمن يؤمن بربه"
-معنى الفاء فى قوله :"فلا يخاف"
-معنى بخسا ورهقا
-مفهوم الآية

تلخيص المسائل:
-المراد بالهدى
هو القرءان الكريم الهادى إلى الصراط المستقيم--ذكره السعدى
-معنى آمنا به
صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ،--ذكره الأشقر
-أثر سماع القرءان على القلب السبب الداعي لإيمان الجن
لما سمع الجن القرءان وعرفوا هدايته وإرشاده أثر فى قلوبهم فآمنوا به
-الإيمان مفخرة لصاحبه سبب تكلم الجن بهذا الكلام
فالجن أعلنوا إيمانهم أمام قومهم وافتخروا بذلك فالإيمان شرف رفيع وصفة حسنة--ذكره السعدى
-معنى الفاء فى قوله" فمن يؤمن بربه"
لما ذكروا شرف الإيمان وحسنه رغبوا قومهم فى الإيمان فقالوا فمن يؤمن بربه -- الآية ما علاقة هذا الكلام بمعنى حرف الفاء؟
-معنى الفاء فى قوله :"فلا يخاف"
أى من آمن بربه إيمان صادقا فسيترتب على ذلك انتفاء البخس والرهق وهذا أيضا إنه معنى الآية كاملا وليس معنى الفاء
-معنى بخسا ورهقا هما مسألتان
أى لا يخاف أن ينقص من حسناته (بخسا) ولا يحمل عليه غير سيئاته(رهقا)--ذكره بن كثير عن بن عباس وقتادة وغيرهما
-مفهوم الآية
أنه إذا كان الإيمان سبب لإنتفاء كل شر فإنه سبب داع لكل خير
المسألة الرئيسة في الآية:
ما يفيده أسلوب الآية من الترغيب في الإيمان
وهو أن الجن ذكروا ثمراته وهي حصول كل خير وانتفاء كل شر.

قوله تعالى :وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا
المسائل التفسيرية:
-معنى القاسطون
-الفرق بين القاسط والمقسط
-معنى تحروا
-معنى رشدا
-المراد بقوله تعالى :"فمن أسلم فاولئك تحروا رشدا"

تلخيص المسائل:
-معنى القاسطون
الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم--ذكره بن كثير والسعدى
-الفرق بين القاسط والمقسط هذا استطراد وليس من مسائل التفسير.
القاسط الجائر عن الحق الناكب عنه
المقسط هو العادل
-معنى تحروا
أى قصدوا واجتهدوا فى البحث--ذكره الأشقر
-معنى رشدا
طريق الرشد أى الحق والصواب الموصل إلى الجنة ونعيمها --ذكره السعدى
-المراد بقوله تعالى :"فمن أسلم فاولئك تحروا رشدا"
أى من أسلم فقد طلب لنفسه النجاة من النار والوصول إلى الجنة

قوله تعالى :واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا
المسائل التفسيرية:
-معنى حطبا
-بيان عدل الله فيهم
تلخيص المسائل:
-معنى حطبا
أى وقودا تُوقَدُ بهم، كما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ --ذكره بن كثير والاشقر
-بيان عدل الله فيهم
أن ما أصابهم جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم ولهذا قال بعدها "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا"
- دلالة الآية على أن الجن مكلفون ومجزيون بأعمالهم كالإنس.

قوله تعالى :وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا
المسائل التفسيرية
-ما جاء فى سبب نزول الآية
المتكلم بالآية الكريمة
مرجع الضمير فى قوله "استقاموا"
معنى الإستقامة
معنى "وان لو استقاموا على الطريقة"
-معنى غدقا
--المراد بقوله"ماء غدقا"
تلخيص المسائل:
-ما جاء فى سبب نزول الآية
قال مقاتل :فنزلت فى كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين -- ذكره بن كثير:
-المتكلم بالآية الكريمة
أمر الله تعالى النبى أن يقول وأوحى إلى أن الشأن--ذكره الأشقر
مرجع الضمير فى قوله "استقاموا"
أى الإنس أو الجن أو كلاهما -ذكره الأشقر
-معنى الإستقامة
:الطاعة--قاله بن عباس وذكره بن كثير
-معنى" استقاموا على الطريقة"
اختلف المفسرون فى معنى هذا على قولين:
أحدهما :أن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمروا عليها لأسقيناهم ماء غدقا
أي: كثيرًا. والمراد بذلك سعة الرّزق--ذكره بن كثير عن العوفى عن بن عباس
واستدل بقوله تعالى"ولأنهم اقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "
القول الثانى:أى لو استقاموا على طريقة الضلالة لأسقيناهم ماء غدقا أى لاوسعنا عليهم الرزق استدراجا --نقله بن كثير عن بن جرير وبن ابى حاتم وحكاه البغوى
واستدل بقوله تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"
والآية تحتمل كلا المعنيين ولكن القول الثانى يؤيده قوله: {لنفتنهم فيه
-معنى غدقا
أى هنيئا مريئا
--المراد بقوله"ماء غدقا"
أى كثيرا والمراد بذلك سعة الرزق

قوله تعالى "لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا"
المسائل التفسيرية
-معنى نفتنهم فيه
-المراد بالذكر
-كيف يكون الإعراض عن الذكر
-معنى يسلكه
-معنى صعدا

-تلخيص المسائل
-معنى نفتنهم فيه
على القول الأول يكون المعنى :أى لنختبرهم بما وسعنا عليهم من الدنيا لنعلم الصادق من الكاذب--ذكره بن كثير والسعدى والأشقر
وعلى القول الثانى يكون الفتنة هى استدراجهم بالنعمة ليتمادوا فى ضلالهم فيعظم ذنبهم --ذكره بن كثير عن بن جرير وغيره كان الأولى أن تضم للمسألة السابقة.
-المراد بالذكر
هو كتاب الله تعالى -ذكره السعدى
أو الموعظة --قاله الأشقر
ولا تعارض بين القولين
-كيف يكون الإعراض عن الذكر
بعدم الإتباع للكتاب والإنقياد له بل لها عنه وغفل--ذكره السعدى
-معنى يسلكه
أى يدخله--ذكره الأشقر
-معنى عذابا صعدا
أى شاقا أليما لا راحة معه--ذكره بن كثير عن بن عباس ومجاهد\ وعكرمة
وقيل جبل فى جهنم --ذكره بن كثير عن بن عباس وسعيد بن جبير وقيل بئر فيها
:والقول الاول هو الراجح والأشهر
وإن كان لا تعارض بين القولين


قوله تعالى "وأن المساجد لله فلاتدعوا مع الله أحدا"
المسائل التفسيرية:
-ما قيل فى سبب نزول الآية الكريمة
من المتكلم بالآية الكريمة
-المراد بالمساجد
نوع اللام فى قوله تعالى" وأن المساجد لله تعالى"
-معنى الآية
-معنى الدعاء فى قوله "فلا تدعوا"
-معنى الآية
-الدعاء عبادة


تلخيص المسائل
:ما قيل فى سبب نزول الآية الكريمة
قالَ سعيدٌ: قالتِ الْجِنُّ: كيف لنا أنْ نَأتيَ المساجِدَ ونَشهدَ معك الصلاةَ ونحن نَاؤُونَ عنك؟ فنَزلتْ
وهناك سبب آخر وهو أن النصارى كانوا يشركون في كنائسهم .......
من المتكلم بالآية الكريمة
أى أوحى إلى "المقصود النبى صلى الله عليه وسلم" أن المساجد لله وليس من كلام الجن--ذكره الأشقر إذن المتكلم هو الله؟
-المراد بالمساجد
القول الأول :أماكن العبادة وهى المساجد كلها
القول الثانى :أعضاء السجود كما قال صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم
القول الثالث :الأرض كلها مسجد كما قال النبى صلى الله عليه وسلم جعلت لى الأرض مسجدا وطهورا
والراجح هو القول الاول لدلالة السياق عليه حيث قال بعدها فلا تدعوا مع الله أحدا

نوع اللام فى قوله تعالى "وأن المساجد لله تعالى"
لام الاختصاص أى أن المساجد لله تعالى ليست مختصة بالأصنام --ذكر ه الأشقر
معنى قوله "وأن المساجد لله"
أن المساجد التى هى أعظم محال العبادة مبنية على الإخلاص لله تعالى والخضوع لعظمته والإستكانة لعزته --ذكره السعدى
-معنى الدعاء فى قوله "فلا تدعوا"
الدعاء نوعان :
-دعاء عبادة كالصلاة والذكر
ودعاء مسألة وهى كطلب العون من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى --الأشقر
-معنى الآية الكريمة:
يقول تعالى آمرًا عباده أن يوحّدوه في مجال عبادته، ولا يدعى معه أحدٌ ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
-الدعاء عبادة
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 7 جمادى الآخرة 1436هـ/27-03-2015م, 10:33 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)
المسائل التفسيرية :
-مناسبة الآية لما قبلها--ك-ش
-معنى الفاء فى قوله تعالى "فوقاهم الله"--ش
-معنى قوله تعالى "فوقاهم الله" --ك
-كيفية الوقاية --س
-معنى قوله"لقاهم"
-معنى نضرة---ش
-محل النضرة والسرور وفائدة الجمع بينهما --ك-س -ش


-مناسبة الآية لما قبلها--ك-ش
وهذا من باب التّجانس البليغ
أَعطاهُم بَدَلَ العُبوسِ في الكفارِ نَضرةً في الوُجوهِ وسُروراً في القلوبِ وما هي الآية السابقة؟ وما وجه المناسبة؟ لابد من ذكر الآية أولا {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا} وننقل ما ورد في عبوس الكافر يومئذ، وذلك حتى يكون فهمنا للملخص تاما بإذن الله.
-معنى الفاء فى قوله تعالى "فوقاهم الله"--ش
فاء التفريع أى لما خافوا من ذلك اليوم واطعموا لوجه الله دفع الله عنهم شر ذلك اليوم--
-معنى قوله تعالى "فوقاهم الله" --ك
أي: آمنهم ممّا خافوا منه
-كيفية الوقاية --س
{{لا يَحْزُنُهُمُ الفزَعُ الأَكْبَرُ، وتَتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}}} الكلام كله قرآن وليس ما وضعتيه بين القوسين فقط.
-معنى قوله"لقاهم"
أي: أَكْرَمَهم وأَعْطَاهُم
-معنى نضرة---ش
البَياضُ والنقاءُ في وُجوهِهِم مِن أَثَرِ النِّعْمَةِ
-محل النضرة والسرور وفائدة الجمع بينهما --ك-س -ش
نَضْرَةً} في وُجوهِهم، {وَسُرُوراً} في قُلوبِهم--قاله الحسن البصريّ، وقتادة، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ
وذلك أنّ القلب إذا سرّ استنار الوجه، قال كعب بن مالكٍ في حديثه الطّويل: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا سرّ، استنار وجهه حتّى كأنّه قطعة قمر وقالت عائشة: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مسرورًا تبرق أسارير وجهه. ،
فجَمَعَ لهم بينَ نَعيمِ الظاهرِ والباطنِ
وهناك مسائل ظاهرة في الآية وتحتاج لعودة إلى الآيات السابقة وهي مهمة حتى يفهم الملخص من أوله جيدا:
- مرجع ضمير الغائب في قوله: {فوقاهم}
- المقصود باليوم
ومما ورد في تفسير هذا الدرس: السبب الذي وُقي به المؤمنون شر يوم القيامة، ألا وهو طاعة الله وخشيته وإطعام الطعام لوجهه ونحو ذلك مما ذكر في الآيات السابقة، ذكر ذلك الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12
-المسائل التفسيرية:
-معنى جزاهم--ك
معنى الباء فى قوله "بما صبروا--ك
-متعلق الصبر--ك-س
معنى جنة وحريرا--ك-س
الحكمة فى تخصيص الحرير بالذكر--س
تلخيص المسائل:
-معنى جزاهم--ك
أعطاهم ونوّلهم وبوّأهم
معنى الباء فى قوله "بما صبروا--ك
أي: بسبب صبرهم معناها السببية، و{بما صبروا} أي بسبب صبرهم.
-متعلق الصبر--ك-س
على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ، فلم يَتَسَخَّطُوه--ذكره السعدى
معنى جنة وحريرا--ك-س جزاء المؤمنين
جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّ مُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ، جنة :منزلًا رحبًا، وعيشًا رغدً
حريرا:اى لباسًا حسنًا كما قال تعالى :ولباسهم فيها حرير
الحكمة من تخصيص الحرير بالذكر
.ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13
المسائل التفسيرية:
-معنى الإتكاء--ك-س-ش
-معنى الأرائك-ك-س-ش
-مرجع الضمير فى قوله :فيها-س
-المقصود بقوله تعالى :"لا يرون فيها شمسا"
-والمقصود بقوله تعالى:"ولا زمهريرا"
تلخيص المسائل:
-معنى الإتكاء--ك-س-ش
التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِ والطُّمأنينةِ والراحةِ، من ذكر ذلك؟؟ وهناك أقوال أخرى واردة في معنى الاتكاء ذكرها ابن كثير تحسن الإشارة إليها ولو بدون ترجيح.
-معنى الأرائك-ك-س-ش
الأرائك هي السّرر تحت الحجال.
-مرجع الضمير فى قوله :فيها-س تقدم هذه المسألة على سابقتها
أي: في الجنَّةِ
-المقصود بقوله تعالى :"لا يرون فيها شمسا"
لا يَرَوْنَ في الجنَّةِ حَرَّ الشمسِ
-والمقصود بقوله تعالى:"ولا زمهريرا"
ولا بردٌ مؤلمٌ
-معنى الآية
يخبر تعالى عن أهل الجنّة وما هم فيه من النّعيم المقيم، وما أسبغ عليهم من الفضل العميم وان جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ
وعندنا مسألة: ما يفيده خلو الجنة من الشمس والزمهرير
يفيد كمال نعيمها وسلامتها من المنغصات.

تفسير قوله تعالى: (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا
المسائل التفسيرية:
-معنى قوله تعالى:"ودانية عليهم"--ك -س -ش
المقصود بالظلال--ك-س
-مرجع الضمير فى قوله "ظلالها:--
-معنى قوله :"وذللت"--ك-س-ش
-معنى"قطوفها"
-ماذا أفاد قوله تعالى تذليلا "بعد قوله وذللت"
-معنى الآية
تلخيص المسائل:
-معنى قوله تعالى:"ودانية عليهم"--ك -س -ش
أي: قريبةٌ إليهم
المقصود بالظلال--ك-س
أغصان الأشجار وما فيها من الثمار
-مرجع الضمير فى قوله "ظلالها:
--ظِلالَ الأشجارِ قَريبةٌ منهم مُظِلَّةٌ عليهم زِيادةً في نَعيمِهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
الظاهر أنه الجنة لأن الكلام قبل ذلك عن الجنة، والظلال مفهوم أنها أغصان الشجر.
-معنى قوله :"وذللت"--ك-س-ش
اى :سُخِّرَتْ
-معنى"قطوفها"
أى :ثمارها
-ماذا أفاد قوله تعالى تذليلا "بعد قوله وذللت"} أفاد التوكيد، لكن يمكنك التعبير عما أردتيه بقولنا: معنى تذليل ثمار الجنة.
أي: متى تعاطاه دنا القطف إليه وتدلّى من أعلى غصنه، كأنّه سامعٌ طائعٌ،
إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلّت له حتّى ينالها، وإن اضطجع تدلّت له حتّى ينالها، فذلك قوله: {تذليلا--قاله مجاهد
ما زال هناك بقية لأقوال السلف في معنى {وذللت قطوفها تذليلا} يجب ذكرها، لأن تفاسير السلف يجب العناية بها وعدم إغفالها ثم لك في النهاية الجمع بينها.
-معنى الآية--ش
المعنى أنَّ ظِلالَ الأشجارِ قَريبةٌ منهم مُظِلَّةٌ عليهم زِيادةً في نَعيمِهم، وإنْ كانَ لا شَمْسَ هنالِكَ، {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} سُخِّرَتْ ثِمَارُها لِمُتَنَاوِلِيها تَسخيراً، يَتناوَلُها القائمُ والقاعدُ والْمُضْطَجِعُ، لا يَرُدُّ أيْدِيَهُم عنها بُعْدٌ ولا شَوْكٌ

تفسير قوله تعالى: (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ
المسائل التفسيرية:-
من الذى يطوف
-معنى "يطوف"
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "عليهم"
-المقصود بالآنية والأكواب
تلخيص المسائل:
من الذى يطوف
الْخَدَمُ والوِلدانُ
-معنى "يطوف"
- أي: يَدورُ عليهم
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "عليهم"
على أهلِ الجنَّةِ
-المقصود بالآنية والأكواب
المقصود بالآنية أواني الطّعام، وأكواب الشّراب وهي الكيزان الّتي لا عرى لها ولا خراطيم.
لم تشيري لمعنى قوله تعالى: {كانت قواريرا}

تفسير قوله تعالى: (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا
المسائل التفسيرية:
-معنى قوله تعالى "قوارير من فضة"
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "قدروها"
-ما المراد بقوله تعالى "قدروها تقديرا
-مسألة لغوية
تلخيص المسائل:
-معنى قوله تعالى "قوارير من فضة"
: بياض الفضّة في صفاء الزّجاج، والقوارير لا تكون إلّا من زجاجٍ. فهذه الأكواب هي من فضّةٍ، وهي مع هذا شفّافةٌ يرى ما في باطنها من ظاهرها، وهذا ممّا لا نظير له في الدّنيا--قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، وغير واحدٍ
.
-مرجع الضمير فى قوله تعالى "قدروها" عندنا ضميران، واو الجماعة والهاء، فلابد من تحديد الضمير، وهما مسألتان.
يحتمل ان يرجع الضمير إلى الولدان
ويحتمل ان يرجع الضمير إلى أهل الجنة
-ما المراد بقوله تعالى "قدروها تقديرا"
أي: قَدَّرُوا الأَوَانِيَ المذكورةَ على قَدْرِ رِيِّهم، لا تَزِيدُ ولا تَنْقُصُ؛ لأنَّها لو زَادَتْ نَقَصَتْ لذَّتُها، ولو نَقَصَتْ لم تَفِ برِيِّهِم.
ويَحْتَمِلُ أنَّ المرادَ: قَدَّرَها أهلُ الجَنَّةِ بنُفُوسِهم بِمِقدارٍ يُوافِقُ لَذَّتَهم، فأَتَتْهم على ما قَدَّرُوا في خَوَاطِرِهم--ذكره السعدى)
-متعلق الفعل قدروها اسم المسألة ليس صحيحا، كما أن المسألة مطابقة للتي قبلها فتجمع الأقوال في المسألتين.
أي: على قدر ريّهم، لا تزيد عنه ولا تنقص، بل هي معدّة لذلك، مقدّرةٌ بحسب ريّ صاحبها. هذا معنى قول ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي صالحٍ، وقتادة، وابن أبزى، وعبد اللّه بن عبيد اللّه بن عميرٍ، وقتادة، والشّعبيّ، وابن زيدٍ. وقاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ.
وقيل على قدر أكف الخدام--قاله العوفى عن بن عباس والربيع بن انس والضحاك
وهذا لا ينافي القول الأوّل، فإنّها مقدّرةٌ في القدر والرّيّ
مسألة لغوية:
{قوارير قوارير من فضّةٍ} فالأوّل منصوبٌ بخبر "كان" أي: كانت قوارير. والثّاني منصوبٌ إمّا على البدليّة أو تمييزٌ؛ لأنّه بيّنه بقوله: {قوارير من فضّةٍ

تفسير قوله تعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا
المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير فى قوله"يسقون"
-مرجع الضمير فى قوله"فيها"
-المراد بقوله"كأسا"
-معنى "مزاجها"
-معنى زنجبيلا"
-شراب المقربين
تلخيص المسائل:

-مرجع الضمير فى قوله"يسقون"
يعني الأبرار أيضًا
-مرجع الضمير فى قوله"فيها"
في هذه الأكواب فيها أي في الجنة، إذا أردت أن تتأكدي من مرجع الضمير فضعيه مكان الضمير وانظري هل يستقيم الكلام؟
-المراد بقوله"كأسا"
الكأسُ هو الإناءُ فيه الخمْرُ
-معنى "مزاجها"
أي: خَلْطُها
-معنى زنجبيلا"
شراب طيب الطعم والرائحة وهو حار
-العلة فى كون شرابهم ممزوجا
تارةً يمزج لهم الشّراب بالكافور وهو باردٌ، وتارةً بالزّنجبيل وهو حارٌّ، ليعتدل الأمر
العلة ذكرها السعدي: ليطيب طعمه وريحه أي الخمر.
-شراب المقربين
المقرّبون فإنّهم يشربون من كلٍّ منهما صرفًا، كما قاله قتادة وغير واحدٍ هذا ليس من مسائل تفسير الآية، فيُكتفى بذكره في أقوال المفسرين دون إفراده بمسألة مخصوصة، أو يفصل آخر الملخص ضمن الاستطرادات.

تفسير قوله تعالى: (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
المسائل التفسيرية:
-متعلق قوله "عينا"
-مرجع الضمير فى قوله" فيها"
-معنى" سلسبيلا" فى اللغة
-الحكمة من تسمية العين "سلسبيلا"
تلخيص المسائل"

-متعلق قوله "عينا"
أي: الزّنجبيل عينٌ في الجنّة تسمّى سلسبيلًا--ذكره بن كثير
-مرجع الضمير فى قوله" فيها"
اسم عينٍ في الجنّة مرجع الضمير هو الجنة: عينا في الجنة تسمى سلسبيلا.
-معنى" سلسبيلا" فى اللغة
اسمٌ لماءٍ في غايةِ السَّلاَسَةِ، حديدِ الْجِرْيَةِ، يَسُوغُ في حُلُوقِهم
-الحكمة من تسمية العين "سلسبيلا"
سُمِّيَتْ بذلك لسَلاَسَتِها ولَذَّتِها وحُسْنِها --ذكره السعدى


تفسير قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا
المسائل التفسيرية:
-بأى شىء يطوف عليهم الولدان
-مرجع الضمير فى قوله "عليهم"
-المراد بقوله "مخلدون"
-حال الولدان عند رؤيتهم
-ما الحكمة بتشبيه الولدان باللؤلؤ المنثور
-الفرق بين الولدان المخلدون والحور العين
-ميزة الولدان المخلدون عن خدم اهل الدنيا
تلخيص المسائل:

-لأى شىء يطوف عليهم الولدان
يطوفون للخدمة ولقضاء حوائج السادة من أهل الجنة
-مرجع الضمير فى قوله "عليهم"
أى أهل الجنة فى منازلهم
-المراد بقوله "مخلدون"
القول الاول:باقُونَ على ما هم عليه مِن الشبابِ والطَّرَاوَةِ والنَّضَارَةِ، لا يَهْرَمُونَ ولا يَتَغَيَّرُونَ، ولا يَموتونَ
القول الثانى:مخرّصون في آذانهم الأقرطة
ومآل القولين واحدا وذلك لأن الصغيرهو الذى يليق به ذلك دون الكبير.
-حال الولدان عند رؤيتهم
منتشرين في قضاء حوائج السّادة، على كثرتهم، وصباحة وجوههم، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليّهم، كاللؤلؤ المنثور"
-ما الحكمة بتشبيه الولدان باللؤلؤ المنثور
شبههم باللؤلؤ لِمَزِيدِ حُسْنِهم وصَفاءِ أَلْوَانِهم ونَضارَةِ وُجُوهِهم. وشَبَّهَهُم بالمنثورِ لأنهم سِراعٌ في الْخِدْمَةِ،
الفرق بين الولدان المخلدون والحور العين أيضا استطراد وليس مسألة رئيسة
شبه الحور العين باللؤلؤ المكنون لانهن لا يمتهن بالخدمة
ميزة الولدان المخلدون عن خدم اهل الدنيا
انهم يدْخُلُونَ على مَساكِنِهم آمِنينَ مِن تَبِعَتِهم، ويَأتُونَهم بما يَدْعُونَ وتَطْلُبُه نُفُوسُهم وهذا هو تمام المنة على أهل الجنة.

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا
المسائل التفسيرية:
-من المخاطب
-معنى"ثم"
-المراد بقوله "ثم رأيت"
-ماذا افاد التنكير فى قوله"نعيما وملكا كبيرا"
-معنى الآية
تلخيص المسائل:
-من المخاطب
أي: وإذا رأيت يا محمّد صلى الله عليه وسلم
-معنى"ثم"
أي: هناكَ في الجنَّةِ
-المراد بقوله "ثم رأيت"
أيْ: وإذا رَمَيْتَ ببَصَرِك هناك في الْجَنَّةِ هذا في معنى الجملة ككل {وإذا رأيت ثم رأيت}
-ماذا افاد التنكير فى قوله"نعيما وملكا كبيرا"
أى رأيت نعيما لا يوصف وملكا لا يقادر قدره طيب ماذا أفاد التنكير؟ أفاد التعظيم.
-المقصود بقوله تعالى :نعيما وملكا كبيرا
أي: مملكةً للّه هناك عظيمةً وسلطانًا باهرً المسألة وجوابها مكررة حتى وإن اختلفت في بعض الألفاظ فهي مطابقة لما سبقتها.
عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنةٍ ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه". فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنّة، فما ظنّك بما هو أعلى منزلةً، وأحظى عنده تعالى.
-معنى الآية
يخبر تعالى عن نعيم الجنة مِن القصورِ والمساكِنِ والغُرَفِ الْمُزَيَّنَةِ المُزَخْرَفَةِ، ما لا يُدْرِكُه الوصْفُ، ولَديهِ مِن البساتينِ الزاهرةِ، والثِّمَارِ الدانِيَةِ، والفواكهِ اللذيذةِ، والأنهارِ الجاريَةِ والرِّيَاضِ الْمُعْجِبَةِ، والطيورِ الْمُطْرِبَةِ الْمُشْجِيَةِ, ما يَأخُذُ القلوبَ ويُفْرِحُ النفوسَ.
وعندَه مِن الزوجاتِ اللاَّتِي هُنَّ في غايةِ الْحُسْنِ والإحسانِ، الجامعاتِ لجمالِ الظاهرِ والباطنِ، الْخَيِّرَاتِ الْحِسانِ، ما يَمْلَأُ القلبَ سُروراً ولذَّةً وحُبُوراً، وحولَه مِن الوِلدانِ الْمُخَلَّدِينَ والخدَمِ الْمُؤَبَّدِينَ ما به تَحْصُلُ الراحةُ والطُّمأنينةُ، وتَتِمُّ لَذَّةُ العَيْشِ وتَكْمُلُ الغِبْطَةُ.
ثم عِلاوةُ ذلكَ ومُعْظَمُهُ الفَوْزُ برُؤْيةِ الربِّ الرحيمِ، وسماعُ خِطابِه، ولَذَّةُ قُرْبِه، والابتهاجُ برِضَاهُ، والخلودُ الدائمُ، وتَزايُدُ ما هم فيه مِن النعيمِ كلَّ وقْتٍ وحينٍ.
فسُبحانَ الْمَلِكِ المالِكِ الحقِّ الْمُبينِ، الذي لا تَنْفَدُ خَزائنُه، ولا يَقِلُّ خيرُه، فكما لا نِهايةَ لأوصافِه فلا نِهايةَ لِبِرِّه وإحسانِه

تفسير قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا
المسائل التفسيرية:
-معنى عاليهم
-المقصود بالسندس والإستبرق
-مرجع الضمير فى قوله يحلون
-الحكمة من تخصيص الأساور من الفضة
-الحكمة من ذكر الشراب بعد ذكر الثياب والحلى

تلخيص المسائل
-معنى عاليهم
جَلَّلَتْهُم ثِيابُ السُّندُسِ والإستبرَقِ الأَخضرانِ
-المقصود بالسندس والإستبرق
لباس أهل الجنّة فيها أجل انواع الحرير، ومنه سندسٌ، وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها ممّا يلي أبدانهم، والإستبرق منه ما فيه بريقٌ ولمعانٌ، وهو ممّا يلي الظّاهر، كما هو المعهود في اللّباس--ذكره بن كثير
السُّنْدُسُ: ما غَلُظَ مِن الدِّيباجِ، والإِسْتَبْرَقُ: ما رَقَّ منه.--ذكره السعدى
القولان بينهما تضاد نعم، والصحيح قول ابن كثير، والثاني سبق قلم من السعدي رحمهم الله جميعا.
-مرجع الضمير فى قوله يحلون
اهل الجنة ذكورهم وإناثهم
-الحكمة من تخصيص الأساور من الفضة
القول الاول:وهذه صفة الأبرار، وأمّا المقرّبون فكما قال: {يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا ولباسهم فيها حريرٌ--ذكره بن كثير
القول الثانى: قال السعدى وفي سُورةِ "فاطِرٍ": {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} يَلبَسُ كلُّ أحَدٍ منه ما تَمِيلُ إليه نفْسُه مِن ذلك}
ما بيان الحكمة في هذا الكلام؟

-الحكمة من ذكر الشراب بعد ذكر الثياب والحلى
لمّا ذكر تعالى زينة الظّاهر بالحرير والحليّ قال بعده: {وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا
-طهورا لأى شىء
طهّر بواطنهم من الحسد والحقد والغلّ والأذى وسائر الأخلاق الرّديّة، كما روينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال: إذا انتهى أهل الجنّة إلى باب الجنّة وجدوا هنالك عينين فكأنّما ألهموا ذلك فشربوا من إحداهما [فأذهب اللّه] ما في بطونهم من أذًى، ثمّ اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النّعيم--ذكره بن كثير
وقيل :يُؤْتَوْنَ بالطعامِ، فإذا كان آخِرُه أُتُوا بالشرابِ الطَّهُورِ، فيَشربونَ, فتَضْمُرُ بُطُونُهم مِن ذلك، ويَفيضُ عَرَقٌ مِن أَبدانِهم مِثلُ رِيحِ الْمِسْكِ --ذكره الأشقر
والآية تجمع القولين فالشراب طهور لهم طهارة حسية ومعنوية.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا
المسائل التفسيرية

-مرجع اسم الإشارة فى قوله"هذا"
-دلالة هذا الخطاب لاهل الجنة
-متعلق الجزاء
-المراد بالسعى
-المقصود بقوله "وكان سعيكم مشكورا"
تلخيص المسائل
-مرجع اسم الإشارة فى قوله"هذا"
إنَّ هذا الذي ذُكِرَ مِن أنواعِ النِّعَمِ
- المخاطب:
أهل الجنة

-دلالة هذا الخطاب لاهل الجنة
يقال لهم ذلك تكريمًا لهم وإحسانًا إليهم كقوله: {كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية} [الحاقّة: 24] وكقوله: {ونودوا أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف: 43]
-متعلق الجزاء سبب استحقاقهم لهذا الجزاء
على ما أَسْلَفْتُمُوه مِن الأعمالِ والمراد الثواب
-المراد بالسعى
أي: العمل القليلُ منه، يَجْعَلُ اللَّهُ لكم به مِن النعيمِ المُقيمِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه
-المقصود بقوله " مشكورا"
شُكْرُ اللهِ سُبحانَه لعَمَلِ عَبْدِه هو قَبولُه لطَاعتِه)
نسأل الله من فضله
بارك الله فيك وأحسن إليك
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92%

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 10:19 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص رسالة فى قوله تعالى "يايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون"
المسائل:
-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله
-سبب كمال الحياة
-أنواع الحياة
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
-تسمية الوحى روحا ونورا
-المراد بالنور فى الآية
معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
-فوائد من الآية

التلخيص:

-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله
الحياة الحقيقية الطيبة هى حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الاحياء على الحقيقة وإن ماتوا وغيرهم اموات وإن كانوا احياء الابدان
ومن لم تحصل له هذه الاستجابة فلاحياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات
-سبب كمال الحياة
أكمل الناس حياة اكملهم استجابة لدعوة الرسول فإن كل ما دعا غليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول
-أنواع الحياة
الانسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
حياة بدنه التى بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الضعف والالم بحسب ذلك--وهذه الحياة بسبب نفخة الملك الذى هو رسول الله
حياة قلبه وروحه التى بها يميز بين الحق والباطل والغى والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضده ويميز النافع من الضار فى العلوم والارادات والاعمال--وهذه الحياة بسبب نفخة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من الورح الذى القى اليه
قال تعالى "ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده "

-تسمية الوحى روحا ونورا
أخبر تعالى أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكى فمن اصابه نفخ الرسول الملكى ونفخ الرسول البشرى حصلت له الحياتان ومن حصلت له إحدى الحياتين فاتته الأخرى كمافى قوله تعالى"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها"
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
قال مجاهد:الحق
قال قتادة :القرءان فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة فى الدنيا والآخرة
قال السدى هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر
قال بن اسحق وعروة بن الزبير :يعنى للحرب التى أعزكم الله بها بعد الذل
قال بن قتيبة يعنى الشهادة
وقال بعض المفسرين يعنى الجنة فإنها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة
قال الواحدى :والأكثرون على أن المعنى هو الجهاد
وقال الفراء إذا دعاكم ألى إحياء أمركم بجهاد عدوكم
حجة هذا القول:
قال بن القيم:الجهاد من اعظم ما يحييهم به فى الدنيا والآخرة وفى البرزخ
تحقيق المسألة :
أن الآية تتناول هذا كله فإن الاسلام والإيمان والقرآن والجهاد يحيى القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة فى الجنة والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة فهو داع إلى الحياة فى الدنيا والآخرة

-المراد بالنور فى الآية
القول الاول:يمشى فى الناس بالنور وهم فى الظلمة
القول الثانى:أنه يمشى فيهم بنوره وهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور
القول الثالث:انه يمشى بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقى اهل الشرك والنفاق فى ظلمات شركهم ونفاقهم

معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
القول الأول وهو المشهور وهو قول بن عباس وجمهور المفسرين:انه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين اهل معصيته وبين طاعته
مناسبة القول الاول للسياق:
انكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطاتم عنها فلا تامنوا ان الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق
كما قال تعالى "ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة"
وقوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل"
القول الثانى:أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه --ذكره الواحدى عن قتادة
مناسبة هذا القول الثانى للسياق:لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل اضمر ذلك او اضمر خلافه
وهذا القول رجحه بن القيم
-فوائد من الآية
-فى الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح
-فى الآية جمع الله لهم بين الشرع والامر به :
الشرع وهو الاستجابة والقدر والايمان به كقوله تعالى "لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون غلا ان يشاء الله رب العالمين"

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م, 09:09 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص رسالة فى قوله تعالى "يايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون"
المسائل:
-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله
-سبب كمال الحياة
-أنواع الحياة
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
-تسمية الوحى روحا ونورا
-المراد بالنور فى الآية
معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
-فوائد من الآية

التلخيص:

-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله (مقصد الآية)
الحياة الحقيقية الطيبة هى حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الاحياء على الحقيقة وإن ماتوا وغيرهم اموات وإن كانوا احياء الابدان
ومن لم تحصل له هذه الاستجابة فلاحياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات
-سبب كمال الحياة
أكمل الناس حياة اكملهم استجابة لدعوة الرسول فإن كل ما دعا غليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول يضاف للمقصد، ونذكّر ثانية بعدم تشقيق المسألة الواحدة إلا إذا ظهرت أهمية الفصل.

-أنواع الحياة التي يحتاجها العبد.
الانسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
حياة بدنه التى بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الضعف والالم بحسب ذلك--وهذه الحياة بسبب نفخة الملك الذى هو رسول الله
حياة قلبه وروحه التى بها يميز بين الحق والباطل والغى والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضده ويميز النافع من الضار فى العلوم والارادات والاعمال--وهذه الحياة بسبب نفخة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من الورح الذى القى اليه
قال تعالى "ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده "

-تسمية الوحى روحا ونورا أين الرابط بين هذه المسألة وموضوع الآية؟ كما أن هذه المسألة متقدمّة على ترتيبها الصحيح فلم يحن وقتها بعد.
أخبر تعالى أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكى فمن اصابه نفخ الرسول الملكى ونفخ الرسول البشرى حصلت له الحياتان ومن حصلت له إحدى الحياتين فاتته الأخرى كمافى قوله تعالى"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها"
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
قال مجاهد:الحق
قال قتادة :القرءان فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة فى الدنيا والآخرة
قال السدى هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر
قال بن اسحق وعروة بن الزبير :يعنى للحرب التى أعزكم الله بها بعد الذل
قال بن قتيبة يعنى الشهادة
وقال بعض المفسرين يعنى الجنة فإنها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة
قال الواحدى :والأكثرون على أن المعنى هو الجهاد
وقال الفراء إذا دعاكم ألى إحياء أمركم بجهاد عدوكم
حجة هذا القول:
قال بن القيم:الجهاد من اعظم ما يحييهم به فى الدنيا والآخرة وفى البرزخ
تحقيق المسألة :
أن الآية تتناول هذا كله فإن الاسلام والإيمان والقرآن والجهاد يحيى القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة فى الجنة والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة فهو داع إلى الحياة فى الدنيا والآخرة

-المراد بالنور فى الآية أي آية؟ هل الآية موضوع التلخيص أم آية أخرى مفسّرة لها؟ أيضا تضم هذه المسألة للسابقة: تسمية الوحي بالروح والنور.
القول الاول:يمشى فى الناس بالنور وهم فى الظلمة
القول الثانى:أنه يمشى فيهم بنوره وهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور
القول الثالث:انه يمشى بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقى اهل الشرك والنفاق فى ظلمات شركهم ونفاقهم

معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
القول الأول وهو المشهور وهو قول بن عباس وجمهور المفسرين:انه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين اهل معصيته وبين طاعته
مناسبة القول الاول للسياق:
انكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطاتم عنها فلا تامنوا ان الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق
كما قال تعالى "ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة"
وقوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل"
القول الثانى:أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه --ذكره الواحدى عن قتادة
مناسبة هذا القول الثانى للسياق:لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل اضمر ذلك او اضمر خلافه
وهذا القول رجحه بن القيم
-فوائد من الآية
-فى الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح
-فى الآية جمع الله لهم بين الشرع والامر به :
الشرع وهو الاستجابة والقدر والايمان به كقوله تعالى "لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون غلا (إلا) ان يشاء الله رب العالمين"

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
هناك مسألة قد تخفى على الطلاب ضمّنت في الكلام عن الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله: {لما يحييكم}، وهي الحياة المرادة في الآية، وهي ليست حياة القلوب وحدها بل هي أتمّ وأشمل لحياة القلب والبدن معا، وإن كانت حياة القلوب هي الأصل.
فنذكرها للفائدة في نموذج الإجابة، وليتدرّب الطالب على تأمّل كلام المفسرين أكثر وأكثر.
مع بيان ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في (سرّ الآية) لأن هذه المسألة مما أشكلت على بعض الطلاب.
وتأملي المسألة الخاصة بالنور في كيفية صياغتها وربطها بموضوع الدرس.
وإليك نموذج الإجابة:


تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
معنى قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.
- والثانية: حياة قلبه وروحه
وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله
تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 25
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 7 رجب 1436هـ/25-04-2015م, 08:48 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
المسائل :
- دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق
-الأدلة على ذلك
-دلالة الآية على نفى الخشية عن غير العلماء
الأدلة على ذلك
- دلالة الآية على نفى العلم عن غير اهل الخشية
الادلة على ذلك
تحرير مسألة الجمع بين اثبات العلم ونفيه فى قوله تعالى "ولقدعلموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به انفسهم لو كانوا يعلمون"
تلخيص الدرس


تلخيص المسائل:

-دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق:
دلت الآية بمنطوقها على إثبات الخشية للعلماء
-الأدلة على ذلك
من جهة اللغة:
قوله"إنما":"إن" تفيد تأكد ثبوت المذكور بالاتفاق
"ما":فهى زائدة كافة تدخل على إن العاملة المختصة بالأسماء فتكفها عن العمل فتدخل على الاسماء والافعال --وهذا هو قول الجمهور وهو الصواب أنها تدل على الحصر وهو معلوم بالإضطرار من لغة العرب
وأن "إن"المكفوفة بما"استعملت فى الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه
-وقيل لا يمتنع أن تكون ما بمعنى الذى و"العلماء"خبر
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر
وردت أقوال اخرى فى معنى "ما" لكنها ضعيفة
--قيل هى اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن فى التفخيم والإبهام والجملة بعده مفسرة له:
-وقيل ما نافية:وهو قول طائفة من الأصوليين وأهل البيان وقالوا إن أفادت الإثبات فى المذكور و"ما"النفى فى ما عداه-
وهذا باطل بالاتفاق عند أهل المعرفة باللسان لأن "إن " تفيد توكيد الكلام اثباتا كان أو نفيا
وأن "ما" إذا دخلت على ليت -كأن - لعل --لا تعتبر نافية فكذلك دخولها على إن
- دلالة الآية على نفى الخشية عن غير العلماء:

وذلك لدخول ما الكافة على "إن" فأفادت الحصر وهو الصحيح
حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وقول اكثر الشافعية وطائفة من الحنفية وكثير من النحاة
ولكن اختلفوا فى دلالة إنما "على النفى هل بطريق المنطوق ام بطريق المفهوم؟
على قولين
-قالت طائفة كالشيخ موفق الدين وصاحب المنى واحد قولى القاضى :دلالتها على النفى بالمنطوق كالإستثناء سواء
وطائفة كالقاضى فى القول الآخر دلالتها على النفى بالمفهوم
وهؤلاء أصحاب القول بالمفهوم :ينفون إفادتها الحصر و حجتهم :أن ورودها لغير الحصر كثير جدا
كقوله تعالى :إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وقوله صلى الله عليه وسلم:إنما الربا فى النسيئة
وقوله تعالى :"إنما الله إله واحد"

والصواب: أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون
و معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةً لانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةً لانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه

و أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما الربا في النسيئة
قيل: إنّما الرّبا في النّسيئة ولا ربا إلا في النسيئة، فإنّ المستحقّ لاسم الرّبا في الحقيقة هو ربا النسيئة ولذلك نفى الأسماء بانتفاء بعض واجباتهافالربا المقصود بالقصد الأول هو ربا النسيئة،
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس".
وأمثال ذلك، فهذا كلّه نفيٌ لحقيقة الاسم من جهة المضيّ الذي يجب اعتباره،
وله: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم..} إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقًّا} ، وهؤلاء هم المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخلّ بشيءٍ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفى عنه بعض واجباتهما لقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " الحديث.
"فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} ، هي الكافة.

- دلالة الآية على نفى العلم عن غير اهل الخشية
فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، ومثل ذلك كقوله: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب"
فيقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإنّ اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر
الادلة على ذلك
{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه،
وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء
والجهة الثانية: أن المحصور مقتضٍ للمحصور فيه وليس شرطا له
والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.
وبذلك يتبين دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم وبذلك فسّرها السلف
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ
وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ
مما يبيّن أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وجوه
: إحداها: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً
.وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ ....... تدل على أنه واحد
الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك.
ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا
الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا،
فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم
الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
الخامس: أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل؛وأمّا العاقل فلا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح
الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه
الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل
فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك،
ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن وحاصل الأمر ما قاله قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم،
فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء ألبتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل كما قاله السلف ودلّ ، عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون
وقال تعالى "ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"
"وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا
وتحرير الأقوال فى المسألة:
-القول الاول
الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر،
والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل لان قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان
والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.
القول الثانى :إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
القول الثالث:إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا،
فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة
القول الرابع وهو الصحيح:
وقالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم، وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة
والمقصود هنا: أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته

خلاصة الرسالة
إذا تبين هذا؛ فقد علم أن العلم مستلزم للخشية من هذه الوجوه كلّها.
لكن على الوجه الأول يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، .
وعلى الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
وروى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ
وأما بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم، فإنّ العلم له موجب ومقتضى.
وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وبيّنا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه، ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا
}وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنّة..

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 9 شعبان 1436هـ/27-05-2015م, 06:10 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
المسائل :
- دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق
-الأدلة على ذلك
-دلالة الآية على نفى الخشية عن غير العلماء
الأدلة على ذلك
- دلالة الآية على نفى العلم عن غير اهل الخشية
الادلة على ذلك
تحرير مسألة الجمع بين اثبات العلم ونفيه فى قوله تعالى "ولقدعلموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به انفسهم لو كانوا يعلمون"
تلخيص الدرس


تلخيص المسائل:

-دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق:
دلت الآية بمنطوقها على إثبات الخشية للعلماء
-الأدلة على ذلك
من جهة اللغة:
قوله"إنما":"إن" تفيد تأكد ثبوت المذكور بالاتفاق
"ما":فهى زائدة كافة تدخل على إن العاملة المختصة بالأسماء فتكفها عن العمل فتدخل على الاسماء والافعال --وهذا هو قول الجمهور وهو الصواب أنها تدل على الحصر وهو معلوم بالإضطرار من لغة العرب
وأن "إن"المكفوفة بما"استعملت فى الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه
-وقيل لا يمتنع أن تكون ما بمعنى الذى و"العلماء"خبر
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر
وردت أقوال اخرى فى معنى "ما" لكنها ضعيفة
--قيل هى اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن فى التفخيم والإبهام والجملة بعده مفسرة له:
-وقيل ما نافية:وهو قول طائفة من الأصوليين وأهل البيان وقالوا إن أفادت الإثبات فى المذكور و"ما"النفى فى ما عداه-
وهذا باطل بالاتفاق عند أهل المعرفة باللسان لأن "إن " تفيد توكيد الكلام اثباتا كان أو نفيا
وأن "ما" إذا دخلت على ليت -كأن - لعل --لا تعتبر نافية فكذلك دخولها على إن
- دلالة الآية على نفى الخشية عن غير العلماء:

وذلك لدخول ما الكافة على "إن" فأفادت الحصر وهو الصحيح
حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وقول اكثر الشافعية وطائفة من الحنفية وكثير من النحاة
ولكن اختلفوا فى دلالة إنما "على النفى هل بطريق المنطوق ام بطريق المفهوم؟
على قولين
-قالت طائفة كالشيخ موفق الدين وصاحب المنى واحد قولى القاضى :دلالتها على النفى بالمنطوق كالإستثناء سواء
وطائفة كالقاضى فى القول الآخر دلالتها على النفى بالمفهوم
وهؤلاء أصحاب القول بالمفهوم :ينفون إفادتها الحصر و حجتهم :أن ورودها لغير الحصر كثير جدا
كقوله تعالى :إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وقوله صلى الله عليه وسلم:إنما الربا فى النسيئة
وقوله تعالى :"إنما الله إله واحد"

والصواب: أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون
و معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةً لانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةً لانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه

و أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما الربا في النسيئة
قيل: إنّما الرّبا في النّسيئة ولا ربا إلا في النسيئة، فإنّ المستحقّ لاسم الرّبا في الحقيقة هو ربا النسيئة ولذلك نفى الأسماء بانتفاء بعض واجباتهافالربا المقصود بالقصد الأول هو ربا النسيئة،
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس".
وأمثال ذلك، فهذا كلّه نفيٌ لحقيقة الاسم من جهة المضيّ الذي يجب اعتباره،
وله: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم..} إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقًّا} ، وهؤلاء هم المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخلّ بشيءٍ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفى عنه بعض واجباتهما لقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " الحديث.
"فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} ، هي الكافة.

- دلالة الآية على نفى العلم عن غير اهل الخشية
فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، ومثل ذلك كقوله: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب"
فيقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإنّ اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر
الادلة على ذلك
{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه،
وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء
والجهة الثانية: أن المحصور مقتضٍ للمحصور فيه وليس شرطا له
والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.
وبذلك يتبين دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم وبذلك فسّرها السلف
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ
وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ
مما يبيّن أنّ العلم يوجب الخشية وأنّ فقده يستلزم فقد الخشية وجوه
: إحداها: أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً
.وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ ....... تدل على أنه واحد
الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك.
ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا
الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا،
فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم
الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
الخامس: أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل؛وأمّا العاقل فلا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح
الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه
الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل
فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك،
ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن وحاصل الأمر ما قاله قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم،
فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء ألبتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل كما قاله السلف ودلّ ، عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون
وقال تعالى "ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"
"وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا
وتحرير الأقوال فى المسألة:
-القول الاول
الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر،
والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل لان قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان
والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.
القول الثانى :إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
القول الثالث:إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا،
فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة
القول الرابع وهو الصحيح:
وقالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم، وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة
والمقصود هنا: أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته

خلاصة الرسالة
إذا تبين هذا؛ فقد علم أن العلم مستلزم للخشية من هذه الوجوه كلّها.
لكن على الوجه الأول يستلزم الخشية العلم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف، .
وعلى الوجوه الأخر تكون الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
وروى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ
وأما بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم، فإنّ العلم له موجب ومقتضى.
وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وبيّنا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه، ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا
}وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنّة..
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وبقيت بعض المسائل المهمة التي ذكرها ابن رجب وهي تتصل اتصالا وثيقا بمقاصد الآية، يمكنك مطالعتها في هذا النموذج:


تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.


عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد
• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم
أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا


● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.
"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.
- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلوانيإلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- ومنه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.
فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً".
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وبأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 25/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 15/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة:
90/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12 شعبان 1436هـ/30-05-2015م, 04:10 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
قوله تعالى : {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة وجهه للدين حال كونه حنيفا اى مقبلا على ربه معرضا عما سواه
ومعنى إقامة الوجه للدين: (لم تذكري معنى إقامة الوجه للدين، بل انتقلت للكلام عن الحكمة من التعبير بالوجه) عبر بالوجه لأن إقامة الوجه تبعا لإقامة القلب للدين وإقامة الوجه والقلب للدين تفضى إلى سعى البدن فى مرضات الرب وإخلاص الدين له وحده لا شريك له
والوجه أشرف ما فى الإنسان وإلتفات الوجه لأمر يدل على اهتمامه به وإعراضه عن غيره وانشغاله عنه فمن أقام وجهه للدين فقد جعله إمامه فى كل شئونه الدينية والدنيوية يستقى منه ويسترشد به ومن كان هذا حاله كان كمن قال الله تعالى فيه "فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا "
حصل تداخل في التعبير عن المسألتين.
ومسألة معنى إقامة الوجه للدين بحاجة إلى فصل وبسط.
وأما الحنيفية فالمقصود الملة الحنيفية ملة التوحيد والإخلاص والميل عن الشرك والإقبال على التوحيد بقلبه وبدنه
ما دليلك على هذا الكلام؟ لابد من الاستشهاد من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم.
ثم بين سبحانه وتعالى أن هذا المأمور به يوافق ما فطر الله تعالى العباد عليه فإن الدين الحنيف يوافق الفطرة كما قال تعالى فى الحديث القدسى"إنى خلقت عبادى كلهم حنفاء ثم إن الشياطين اجتالتهم عن دينهم"
والفطرة كما ذكرها السعدى رحمه الله :ما وضعه الله فى قلوب الخلق كلهم من الميل إلى الحق وإيثاره ومحبته
وهى أيضا الاستعداد للتعاليم الإلهية والعمل المشروع

وهذه الفطرة هى الأصل فمن خرج عنها فلعارض عرض له فى فطرته فأفسدها عليه
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول: "فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله")
وقال القرطبى فى معنى الفطرة نقلا عن شيخه الذى لم يسميه:إن الله تعالى خلق قلوب بنى آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام وهو الدين الحق وقد دل على صحة هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء)) يعنى أن البهيمة تلد ولدها كامل الخلقة سليما من الآفات فلو ترك على أصل تلك الخلقة لبقى كاملا بريئا من العيوب لكن يتصرف فيه فيجدع أذنه ويوسم وجهه فتطرأعليه الآفات والنقائص فيخرج عن الأصل

ففى ضمنه الحث على الحفاظ على الفطرة وتغذيتها بما يوافقها من العلم الذى هو دين الإسلام الحنيف
وأما قوله تعالى "لا تبديل لخلق الله" فمعناه :
نهى فى صيغة الخبر أى لا أحد يبدل خلق الله فيجعل المخلوق على غير الوضع الذى وضعه الله
وقيل هو خبر على بابه ومعناه أن الله تعالى ساوى بين خلقه كلهم فى الفطرة لا يولد أحد إلا على الفطرة المستقيمة
والمراد بخلق الله:دين الله
والدين والفطرة هو الإسلام كما قال البخارى
وقوله تعالى "ذلك الدين القيم"أى التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم الموصل إلى الله وإلى كرامته
وقوله تعالى "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" أى اكثر الناس لا يعرفون هذا الدين القيم وإذا عرفوه لم يسلكوه
قال القرطبى أى لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقا معبودا وإلها قديما سبق قضاؤه ونفذ حكمه
وفى الآية حث على لزوم دين الإسلام والإقبال على الله بكليتنا والإخلاص له وحده لا شريك له فإن سلوك هذا الدين هو أقوم السبل وأهدى الطرق الذى من سلكه أفضى به إلى رضا الله وجنته
المصادر:
-بن كثير
-القرطبى
-السعدى
-التحرير والتنوير
-صحيح البخارى كتاب التفسير سورة الروم

اسلوب الرسالة:
التقرير العلمى

بارك الله فيك ونفع بك.
قد أحسنت في بعض المواضع، وفاتتك مواضع أخرى لو اعتنيت بها لأفادت الرسالة كثيرا.
فمن مظاهر الإحسان الاستشهاد بالأحاديث وأقوال أهل العلم في بعض المسائل، وسهولة ووضوح العبارة.
ومما يلاحظ على الرسالة ضعف في تحرير المسائل الأولى، وقلة الاستشهاد بالأحاديث والنقل عن أهل العلم، وعدم الاستشهاد بنظائر الآية وهي كثيرة في القرآن.
ويلاحظ على هذه الرسالة الاختصار كما لوحظ على الرسالة الأولى أيضا، فلو زادت مساحة الطرح لاستوفت الرسالة الكثير مما غاب عنها.
وكتابة الرسالة بالتقرير العلميّ لا يقصد به مجرد تفسير الآية، وفأرجو أن تراجعي جيدا هذه المحاضرة فيما يخص أسلوب التقرير العلميّ وغيره من الأساليب:
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...2#.VWmoLlIz0cA
واجتهدي في مراعاة خطوات كتابة الرسالة وتتدربي عليها جيدا لأنها كما تعلمين من الأهمية بمكان فهي الترجمة الواقعية لما درسناه في البرنامج إن شاء الله.
واعتنني أكثر بجودة عرض الرسالة ووضع علامات الترقيم ونحو ذلك.
وأنا أثق إن شاء الله فيك أنت بالذات يا أمل أنك لو تدربت على كتابة هذه الرسائل لاحقا وفي سعة من الوقت لخرجت بإذن الله بعدد من الرسائل النافعة، أعانك الله ونفع بعملك.

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 15
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 14
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /8
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 8
= 85 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م, 09:31 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة فى قوله تعالى "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
تضمنت هذه الآية الكريمة عدة مسائل:
مناسبة الآية
بعد بيان أدلة الوحدانية والقدرة الإلهية على كل شىء ومنه الحشر والبعث وبعد توطين عزيمة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعتزاز بدعوته وعدم الاهتمام بموقف المشركين منها وترك الإلتفات إليهم ؛أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بمتابعة دين الإسلام والثبات عليه والإخلاص فى العمل الذى اشتمل عليه
فقوله تعالى :"فأقم وجهك"الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه كما يؤذن به قوله بعده "منيبين إليه واتقوه"بصيغة الجمع
قال القرطبى :فدخل فى هذا الخطاب أمته باتفاق من أهل التأويل
والأمر فى قوله "فأقم"مستعمل فى طلب الدوام والمقصود لا تهتم بإعراضهم
ومعنى الإقامة كما قال بن عاشور :جعل الشىء قائما
وإقامة الوجه تقويمه وتعديله باتجاهه قبالة نظره غير ملتفت يمينا ولا شمالا وهو تمثيل لحالة الإقبال على الشىء والتمحض للشغل به بحال قصر النظر إلى صوب قبالته غير ملتفت يمنة ولا يسرة
قال القرطبى :وإقامة الوجه هو تقويم المقصد والقوة على الجد فى أعمال الدين
وهذا كقوله تعالى :"فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن"أى أعطيته لله وذلك معنى التمحيض لعبادة الله وألا يلتفت لمعبود غيره
وكقوله تعالى حكاية عن ابراهيم عليه السلام"إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا"
وقوله "وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين"

ونظير آية الروم آية يونس وقوله تعالى "وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"
ويلاحظ فى كل الآيات السابقة التى فيها الأمر بإقامة الوجه للدين أنها أتت فى سياق بيان بطلان الشرك بالأدلة والبراهين ثم أتى الأمر بالإخلاص والتوحيد من خلال التعبير بإقامة الوجه
وخص الوجه بالذكر لأنه جامع حواس الإنسان وأشرفه ولان إقبال الوجه تبع لإقبال القلب وعلى إقبالهما يترتب سعى البدن
ومعنى قوله "فأقم وجهك للدين" أى محض وجهك للدين ،ولا تجعل لغير الدين شريكا فى توجهك وأخلص اعمالك الظاهرة والباطنة واقم جميع شرائع الدين حنيفا
والمقصود بالدين :دينهم الذى هم عليه وهو الإسلام والإيمان والإحسان
وقوله "حنيفا"صيغة مبالغة فى الإتصاف بالحنف وهو الميل وغلب استعمال هذا الوصف فى الميل عن الباطل أى بالعدول عنه بالتوجه إلى الحق أى مستقيما عليه غير معوج
والمعنى أقم نفسك على دين الإسلام معتدلا مائلا عن جميع الأديان المحرفة المنسوخة باتباع الدين الحنيف
وأما قوله تعالى "فطرت الله التى فطر الناس عليها"
فطرت :على النصب قال الزجاج منصوب بمعنى اتبع فطرت الله لأن معنى فأقم وجهك للدين :اتبع الدين الحنيف واتبع فطرت الله
وقال الطبرى :فطرت الله مصدر أى فطر الله الناس ذلك فطرة
وعلى هذين القولين لايكون الوقف على قوله "حنيفا"وقفا تاما
وقال بن عاشور:فطرت الله"بدل اشتمال من "حنيفا" وفيه إفادة أن هذا الدين موصوف بوصفين :التبرؤ من الشرك"حنيفا"وموافقته الفطرة"فطرت الله" فيفيد أنه دين سمح سهل لا عنت فيه ونظيره قوله تعالى "ولم يجعل له عوجا قيما"
ومعنى إضافة الفطرة إلى الله تعالى لقوله بعدها "التى فطر الناس عليها " فهو الذى فطر الناس وحده لا شريك له
والمقصود ب"فطرت الله" هو الدين لأن التوحيد هو الفطرة والإشراك تبديل الفطرة
وسميت الفطرة دينا :لأن الناس يخلقون له قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
والفطرة فى اللغة:اسم هيئة من الفطر وهو الخلق مثل الخلقة كما بينه قوله تعالى "التى فطر الناس عليها" أى جبل الناس وخلقهم عليها أى متمكنين منها فحرف الإستعلاء إشارة لتمكن ملابسة الصفة بالموصوف تمكن يشبه تمكن المعتلى على شىء كما قال تعالى "أولئك على هدى من ربهم"
وأما حقيقة الفطرة: قال بن عطية :والذى يعتمد عليه فى تفسير هذه اللفظة أنها الخلقة والهيئة التى فى نفس الإنسان التى هى معدة ومهيئة لأن يميز بها مصنوعات الله ويستدل بها على ربه ويعرف شرائعه ويؤمن به
قال بن عاشور:والفطرة هى النظام الذى أوجده الله فى كل مخلوق،والفطرة التى تخص نوع الإنسان هى ما خلقه الله عليه جسدا وعقلا فمشى الإنسان برجليه فطرة جسدية ومحاولته ان يتناول الأشياء برجليه خلاف الفطرة الجسدية ،واستنتاج المسببات من أسبابها والنتائج من مقدماتها فطرة عقلية ومحاولة استنتاج أمر من غير سببه خلاف الفطرة العقلية
قال القرطبى :اختلف العلماء فى معنى الفطرة المذكورة فى الكتاب والسنة على أقوال منها:الإسلام وهو قول معروف عند عامة السلف من أهل التأويل واحتجوا بهذه الآية وبحديث أبى هريرة رضى الله عنه"كل مولود يولد على الفطرة"وعضدوا ذلك بحديث عياض بن حمار المجاشعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس يوما:"ألا احدثكم بما حدثنى الله فى كتابه ،إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين،وأعطاهم المال حلالا لا حرام فيه فجعلوا مما أعطاهم الله حلالا وحراما....الحديث
وإن الله تعالى خلق قلوب بنى آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات ، فمادامت باقية على ذلك القبول وتلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام وهو دين الحق
وقد دل على صحة هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث"يولد الولد على الفطرة ثم يكون أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء "يعنى أن البهيمة تلد ولدها كامل الخلقة سليما من الآفات فلو ترك على أصل الخلقة لبقى كاملا بريئا من العيوب لكن يتصرف فيه بجدع أذنه ويوسم وجهه فتطرأعليه الىفات والنقائص فيخرج عن الأصل وكذلك الإنسان فجعل النبى صلى الله عليه وسلم اليهودية والنصرانية مخالفة الفطرة ،أى فى تفاريعهما ؛قال بن عاشور وكون الإسلام هو الفطرة وملازمة أحكامه لمقتضيات الفطرة صفة اختص بها الإسلام من بين سائر الأديان فى تفاريعه أما فى أصوله فاشتركت فيها الأديان الإلهية.
وقال آخرون:الفطرة هى البداءة التى ابتدأهم الله عليها أى ما فطر الله عليه خلقه من انه ابتدأهم للحياة والموت والسعادة والشقاوة وإلى ما يصيرون عند البلوغ
قال البغوى:معنى حديث "كل مولود يولد على الفطرة أى على خلقته التى جبل عليها فى علم الله من السعادة والشقاوة فكل منهم صائر فى العاقبة إلى ما فطر عليه وعامل فى الدنيا بالعمل المشاكل لها
وقوله تعالى "لا تبديل لخلق الله" قيل هذا خبر بمعنى الطلب أى الزموا دين الله ولا تبدلوا التوحيد بالشرك
وقيل :هو خبر على بابه ومعناه أن الله تعالى ساوى بين خلقه كلهم فى الفطرة على الجبلة المستقيمة لا يولد أحد إلا على ذلك ولا تفاوت بين الناس فى ذلك
ولهذا فسر كثير من السلف قوله تعالى "لا تبديل لخلق الله"كابن عباس ومجاهد وبن جبير وعكرمة وقتادة وبن زيد وغيرهم أى لا تبديل لدين الله
وقال البخارى قوله "لا تبديل لخلق الله"لدين الله ،وخلق الأولين والدين والفطرة :الإسلام
وقيل :"لاتبديل لخلق الله "أى ما جبل عليه الإنسان من السعادة والشقاء لا يتبدل فلا يصير السعيد شقيا ولا الشقى سعيدا
وقيل "لا تبديل لخلق الله" لا تغيير لخلق الله من البهائم (الإخصاء) وهذا القول روى عن بن عباس أنه لما سأله رجل عن الإخصاء تلا هذه الآية
وقوله تعالى "ذلك الدين القيم"
اسم الإشارة "ذلك" يعود على إقامة الوجه للدين حنيفا والمعنى أن إقامتك وجهك للدين حنيفا غير مبدل ولا مغير هو الدين القيم أى المستقيم الذى لا عوج فيه عن الإستقامة من الحنيفية إلى اليهودية والنصرانية وغير ذلك من الضلالات والبدع المحدثة
وأما الحكمة من وصف الدين بالقيم:
فإن القيام حقيقته الإنتصاب ضد القعود والإضطجاع ويطلق مجازا على انتفاء الإعوجاج فإطلاق القيم على الدين تشبيه انتفاء الخطأ عنه بإستقامة العود
ويطلق القيم أيضا على الرعاية والمراقبة والكفالة بالشىء لأنها تستلزم القيام والتعهد قال تعالى "أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت" ويطلق القيم على المهيمن والحافظ فهذا الدين به قوام أمر الأمة
قال عمر بن الخطاب لمعاذ بن جبل رضى الله عنهما يا معاذ:ما قوام هذه الأمة؟قال: الإخلاص وهو الفطرة التى فطر الله الناس عليها والصلاة وهى الدين والطاعة وهى العصمة فقال عمر:صدقت
يريد معاذ بالإخلاص :التوحيد كقوله تعالى "مخلصين له الدين حنفاء"
وقوله "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" استدراك فكأن متوهم يقول :إذا كان هذا هو دين الفطرة وهو القيم ،فكيف أعرض كثير من الناس عنه بعد تبليغه فاستدرك ذلك بأنهم جهال لا علم عندهم فإن كان قد بلغهم فقد جهلوا معانيه لإعراضهم عن التأمل فالفعل لازم غير متطلب مفعولا
قال القرطبى :أى لا يتفكرون فيعلمون ان لهم خالقا معبودا وإلها قديما قد سبق قضاؤه ونفذ حكمه
والمراد بأكثر الناس :المشركون إذاعرضوا عن دعوة الإسلام وأهل الكتاب إذ ابوا اتباع الرسول ومفارقة أديانهم بعد إبطالها
فوائد من الآيات الكريمة:
1-الاسلام دين الفطرة والتوحيد فهو دين يلائم أصل الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها
2- أمر الله باتباع دين الفطرة النقية لأنه دين التوحيد والدين المستقيم الذى لا عوج فيه ولا انحراف وهو دين الإسلام وحذر من تبديله وتغييره فلا يصح تبديل دين الله ،كما حذر تعالى من الميل لأى دين آخر غير ملة الإسلام بقوله"حنيفا" ومعناه معتدلا مائلا عن جميع الاديان المحرفة المنسوخة
3-أن أكثر الناس لا يتفكرون فيعلمون أن لهم خالقا ومعبودا واحدا وأن الإسلام هو الدين المستقيم
المصادر:
-تفسير الطبرى ،بن كثير،البغوى،السعدى ،القرطبى ،بن عاشور ،وهبة الزحيلى
ما شاء الله، بارك الله فيك ونفع بك، ورسالة متميزة زادك الله من فضله.

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir