(قولُه: عَلَى ما أرادَ أن يُورِدَه) أي: مما يَتعلَّقُ بأحكامِ الميراثِ فلا يُنافِي أن الباقيَ من جملةِ المنظومةِ .
(قولُه: كما ابْتَدَأَها بذلك) أي: بالمذكورِ مِن الحمْدِ والصلاةِ والسلامِ والدعاءِ .
(قولُه: رجاءَ إلخ) أي: فِعْلُ ذلك لرجاءِ إلخ فعامِلُه محذوفٌ,وليس العاملُ خَتَمَ وابتدأَ؛ لئَلَّا يَلْزَمُ اجتماعُ عاملين على معمولٍ واحدٍ وقولُه: قَبولُ ما بينَهما, أي: لأن اللهَ أكرَمُ مِن أن يَقَبْلَهما ويَدعَ ما بينَهما .
(قولُه: فقالَ) عطْفٌ على خَتَمَ .
(قولُه: على التمامِ) أي: لأجْلِه, فعلى تعليليَّةٌ,وقولُه: أي تمامُ الكتابِ, يُشيرُ إلى أن ((أل)) عِوَضٌ عن المضافِ إليه, وهو مَذهَبُ الكوفيِّين, ولو قالَ, أي:للكتابِ لأشارَ إلى مَذهَبِ الكوفيِّين, وقولُه:على إكمالِه فيه إشارَةٌ إلى أن التمامَ بمعنى الإتمامِ, وهو الإكمالُ ليكونَ الحمْدُ على الفعْلِ, ولو أبْقَيْناه على ظاهِرِه لكان الحمْدُ على الأثَرِ, والحمْدُ عَلَى نفْسِ الفعْلِ أكمَلُ من الحمْدِ على الأَثَرِ .
(قولُه: حَمْدًا كثيرًا) أي:كما وقولُه: تَمَّ أي: كَيْفًا فتغايَرَا,فالكثرةُ تَرْجِعُ للعددِ,والتمامُ يَرجِعُ للقَدَرِ .
(قولُه: في الدوامِ) أي:معه,ففي بمعنى ((مع)) ثم الدوامُ إما عُرْفِيٌّ حُكْمِيٌّ, أو باعتبارِ الثوابِ, أو باعتبارِ المحموديَّةِ من أوصافِه تعالى, وإلا فنفسُ الحمْدِ فعْلُ الشخصِ, وهو لازِمٌ له .
(قولُه: هو الشكْرُ في اللغةِ) أي: وهو فعْلٌ يُنْبِئُ عن تعظيمِ المنعِمِ بسببِ كونِه منْعِمًا على الشاكِرِ أو غيرِه .
(قولُه: وشُكْرُ المنعِمِ واجبٌ) الوجوبُ على ظاهِرِه إن كان المرادُ بالشكْرِ اعتقادَ أن اللهَ هو المنعِمُ بحيث لو سُئِلَ لاعتَرَفَ بذلك وأذْعَنَ له, وليس على ظاهِرِه إن فُسِّرَ بالثناءِ باللسان أو بِعَمَلِ الجوارحِ, ويكونُ المرادُ أنه كالواجبِ في الثوابِ, فيُثابُ عليه ثوابَ الواجبِ, وقولُه: بالشرْعِ,أي: لا بالعقْلِ خِلافًا للمعتزِلةِ, فمَن لم تَبْلُغْه دعوةٌ لم يَجِبْ عليه شكْرٌ .
(قولُه: وأسألُه العفْوَ إلخ) لما كان قد يُتَوَهَّمُ من قولِه حمدًا كثيرًا تَمَّ في الدوامِ أنه قامَ بحقِّ النعمةِ دَفَعَه بقولِه: وأسألُه العَفْوَ إلخ .
(قولُه: صَفْحًا وكَرَمًا) أي: لصَفْحِه عنِّي وكَرَمِه عليَّ .
(قولُه: أي التَّوَانِي في الأمورِ) أي: المطلوبةِ شرْعًا .
(قولُه: وخيرَإلخ) أي:وأَسْألُه خيرَ إلخ, وقولُه: نَأْمُلُ بفتْحِ النونِ وضَمِّ الميمِ, وقولُه: في المصيرِ. مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ, أي: حالَ كونِه واقعًا في المصيرِ, وليس مُتعلِّقًا بنأْمُلُ؛ لأن الأمَلَ حاصلٌ في الدنيا والمأمولَ يَقَعُ في الآخرَةِ, وقولُه: أي المرجِعُ تفسيرٌ للمصيرِ,فأشارَ به إلى أنه وقْتُ الصيرورةِ, أي: الرجوعِ إلى اللهِ تعالى .
(قولُه: إلى اللهِ) أي:إلى جزائِه؛لأنه تعالى يَستحيلُ عليه المكانُ, وقولُه: إليه, أي:إلى جزائِه لما عَلِمْتَ, وقولُه:مرجعُكم, أي: رجوعُكم .
(قولُه: وغَفْرَ إلخ) أي:وأسألُه غَفْرَ إلخ وقولُه: أي سَتْرَ فسَّرَ الغَفْرَ بالسَّتْرِ,والأَوْلَى تفسيرُه بالْمَحْوِ من الصَّحيفةِ,فقد وَقَعَ خلافٌ في تفسيرِ المغفرةِ فقيل: سَتْرُ الذنبِ عن أعْيُنِ الملائكةِ مع بقائِه في الصحيفةِ, وقيلَ: مَحْوُه من الصحيفةِ بالكلِّيَّةِ .
(قولُه: وهو الجُرْمُ) بضمِّ الجيمِ وسكونِ الراءِ, أي: ما فيه عِقابٌ .
(قولُه:وسَتْرَ) أي: تغطيةَ أي: بحيث لا يَظهرُ ذلك للناسِ؛ لئَلَّا تَحْصُلَ فضيحةٌ, وقولُه:ما شَانَ, أي: مما فيه لَوْمٌ فقط, فيكونُمغايِرًا لما قَبْلَه, أو مما فيه لومٌ أو عقابٌ, فيكونُ أعَمَّ مما قَبْلَه .
(قولُه: وأفْضَلُ الصلاةِ والتسليمِ على النبيِّ) أي: أعلاها وأكملُها كائنٌ على النبيِّ .
(قولُه: المصْطَفَى) فيه إشارَةٌ إلى حديثِ:((إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ, وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ, وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ,وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ,فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ مِنْ خِيَارٍ)). وكان مُقتضَى صدْرِ الحديثِ أن يُزادَ في عَجُزِه من خيارٍ, لكنَّ العرَبَ لا تُكَرِّرُ شيئًا زيادةً على الثلاثِ, وإن اقتضاها المقامُ .
(قولُه: ليَدْعُوَهم) عِلَّةٌ لاختيارِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخلْقِ, أي: حكْمةٌ له؛ لأن أفعالَ اللهِ لا تُعَلَّلُ, وقولُه:إلى دينِ الإسلامِ, أي: دينٍ هو الإسلامُ .
(قولُه: والمصطَفَى من الصَّفْوَة) فأصلُه مَصْفُوٌّ أُبْدِلَتْ واوُه ألِفًا لتَحَرُّكِها وانفتاحِ ما قَبْلَها, وأُبْدِلَت تاءُ الافتعالِ طاءً, وقولُه: وهي الخُلُوصُ, أي: من الكَدَرِ,وقولُه: فأُبْدِلَتْ إلخ لم يَتَقَدَّمْ ما يَتَفَرَّعُ عليه ذلك, ولو قالَ: وأصْلُه مُصْتَفَوٌ كما قُلْنَا لَظَهَرَ التفريعُ .
(قولُه: الكريمُ) فقد بَلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكرَمِ ما لم يَصِلْ إليه أحَدٌ غيرُه, فكان يُعْطِي عطاءَ مَن لا يَخْشَى الفقْرَ, وما سألَه أحدٌ شيئًا, وقالَ: لا.قطُّ فإن كان عندَه شيءٌ أعطاه, وإلا وَعَدَه بميسورٍ من القولِ ويَفِي بوعدِه, كما هو معلومٌ من سِيَرِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آلِه وصَحْبِه .
(قولُه: ويَجُوزُ كسْرُها) فقوْلُ الناسِ: عبدُ الكِريمِ بكسْرِ الكافِ ليس لَحْنًا؛ لأن الكسْرَ لغةٌ في الكَريمِ, ومِثلُه كلُّ ما كان على وَزْنِ فَعيلٍ كشريفٍ وكَبيرٍ, وهو نَقيضُ اللئيمِ, وقولُه: الجَوَادُ, أي: كثيرُ الجُودِ, وقولُه:أو الجامعُ لأنواعِ الخيرِ والشرَفِ والفضائلِ وقولُه: أو الصَّفوحُ عن الزَّلَّاتِ أو لحكايةِ الْخِلافِ .
(قولُه: محمَّدٌ) بدَلٌ, أو عَطْفُ بيانٍ, أو خَبَرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ, أو مفعولٌ لمحذوفٍ, وإن كان لا يُساعِدُه الرسمُ إلا على طريقةِ من يَرْسِمُ المنصوبَ بصورةِ المرفوعِ والمجرورِ .
(قولُه: خيرُ الأنامِ) أي: أفْضَلُهم فهو صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أفْضَلُ الخلْقِ على الإطلاقِ, كما قالَ صاحبُ الجوهرةِ .
وأفْضَلُ الخلْقِ على الإطلاقِ = نبِيُّنَا فَمِلْ عن الشِّقاقِ
وأل في الأنامِ للاستغراقِ, ولا يَلْزَمُ نقْصٌ من حيث تَضَمُّنُ ذلك لتفضيلِه على الناقِصِ وتفضيلِ الكاملِ على الناقصِ نقْصٌ؛ لأن مَحَلَّ ذلك إذا فَضَلَ الكاملُ على الناقصِ بخصوصِه كقولِهم: السلطانُ أفْضَلُ من الزبَّالِ بخلافِ ما إذا كان على جهةِ العمومِ فلا دَاعِيَ لِجَعْلِها للعهْدِ, والمعهودُ مَن له دخْلٌ في التفضيلِ, وهم الإنسُ والجِنُّ والملائكةُ .
(قولُه:الذي لا نَبِيَّ بعدَه) أي: تُبْتَدَأُ نبوَّتُه فلا يَرِدُ عيسى عليه الصلاةُ والسلامُ؛ لأنه وإن كان يَنْزِلُ آخِرَ الزمانِ لكن يَحْكُمُ بشريعةِ سيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بشريعتِه هو, ونبوَّتُه موجودةٌ من قَبْلُ, وليست مُبتدأَةً إذ ذاك .
(قولُه: في أسماءِ النبيِّ) أي: في مَبْحَثِ أسماءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(قولُه: العَقِبُ إلخ) مقولُ القولِ .
(قولُه: وآلِه) أي: وعلى آلِه, وقولُه: الغُرِّ جمْعُ أغَرَّ وُصِفُوا بذلك لاشتهارِهم كالكوكبِ الأغَرِّ .
(قولُه: المناقِبِ) أي: المفاخِرِ وقولُه: الفاخِرةِ صفةٌ كاشفةٌ .
(قولُه: جمْعُ مَنْقَبَةٍ) هي المعجزةُ وقولُه: وهي ضِدُّ الْمَثْلَبَةِ أي: العيبِ وقولُه: وهي, أي: المثالِبُ .
(قولُه: من الخيرِ) مصْدَرُ خارَ فخَيْرٌ الوصفُ مأخوذٌ من خَيْرٍ المصدَرِ فلم يَتَّحِدْ على التخفيفِ المأخوذُ والمأخوذُ منه .
(قولُه: والجمْعُ سادةٌ) من جملةِ المقولِ فليس مُكَرَّرًا مع قولِ الشارحِ, جمْعُ سيِّدٍ .
(قولُه: وهو الكاملُ في الشرفِ) لعلَّ هذا التفسيرَ بحسَبِ المرادِ بقرينةِ المقامِ فلا يُنافِي قولَه من قولِهم مَجْدُ الرجلِ إلخ من حيث إنه يَقْتَضِي أن الماجِدَ هو المتَّصِفُ بأصلِ الشرَفِ .
(قولُه: بكَرَمِ الأفعالِ) أي:بالأفعالِ الكريمةِ فهو من إضافةِ الصفةِ للموصوفِ .
(قولُه: جَمْعُ بَرٍّ) بفتْحِ الباءِ, أي: مُحْسِنٍ .
(قولُه: يُقالُ إلخ) غرَضُه به بيانُ أن يُقالَ بَرٌّ وبَارٌّ, وقولُه: بَرَرْتُ فلانًا, أي: صَنَعْتُ معه بِرًّا أي معروفًا وإحسانًا .
(قولُه: وقالَ ابنُ الأثيرِ إلخ) غرَضُه الاستدلالُ على أن أَبرارَ جَمْعُ بَرٍّ .
(قولُه:بالأولياءِ) جَمْعُ وليٍّ, وقولُه: والزُّهَّادِ جمْعُ زاهدٍ وقولُه والعبَّادِ جمعُ عابِدٍ .
(قولُه: وهذا) أي:ما ذَكَرْنَاه من الجملةِ الأخيرةِ .