62- الاستطاعة
وأما قوله «الاستطاعة» على كذا وجه: فالاستطاعة مشتقة من الطاعة، يقال: أطاع وأعطى، فأعطى أي أعطى الشيء، أطاع أي أعطى نفسه، وهو أن يبذلها لربه، فالعبد أعطى ربه قلبه؛ ثم أعطى في وقت الفعل نفسه، فتلك طاعة، فالاستطاعة: على قالب
[تحصيل نظائر القرآن: 138]
«الاستفعال» كقوله «استعطى» و «استطاع»، ومن ها هنا جاء قوله تعالى:
{ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}.
أي تستطع فأدغمت التاء، أي لم تعط عليه صبرا، ومن ها هنا قالوا في تأويل قوله تعالى:
{هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}.
فنفروا من هذه القراءة بالياء، حتى قالت السيدة عائشة- رضي الله عنها- «كان الحواريون أعلم بالله من أن يقولوا: (هل يستطيع ربك) بالياء، وإنما قالوا: (هل تستطيع ربك) بالتاء»، أي هل تستطيعه ما نسألك.
1- وجود الزاد والراحلة: وإنما صار قوله تعالى:
{من استطاع إليه سبيلا}.
(قال المفسرون): من وجد الزاد والراحلة، فصير الاستطاعة: وجود الزاد والراحلة، لأنه قد أعطى فاستطاع، وفي مكان آخر يقول تعالى:
[تحصيل نظائر القرآن: 139]
{لو استطعنا لخرجنا معكم}.
قال أبو عبد الله «أي لو وجدنا...» فهذا مثل الأول.
2- القدرة: وإنما صار في مكان آخر في قوله تعالى.
{فإن استعطت أن تبتغي نفقا....}.
أي: إن قدرت، فهذا راجع إلى ما قلنا، لأنه إن أعطى القدرة قدر.