دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 8 ذو القعدة 1441هـ/28-06-2020م, 10:36 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

علوم الآية :

الوقف :
الوقف في قوله ( جميعا ) :
وقف كاف ، ذكره الأشموني .

القراءات :

القراءة في قوله : ( فانفروا ) :
القراءة الأول : قراءة الكسر ،بكسر الفاء ، وهي قراءة الجمهور .
وهذه القراءة بمعنى نفر ، ينفر ، نفرت الدابة نفورا ، وهو النهوض للقتال .
وهذه القراءة لغة ذكرها الأخفش وابن عطية .
وهي بمعنى النفير من قولهم : نفر الرجل ينفر بكسر الفاء نفيرا، ذكر ذلك ابن عطية .

القراءة الثانية : قراءة الضم ، بضم الفاء ،وهي قراءة الأعمش ومجاهد .
وهذه القراءة بمعنى الفزع ، ومنه قوله تعالى : (وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ).

القراءة الثالثة :قراءة بترقيق الراء ، وهي قراءة الأزرق وورش .
توجيه القراءة : أنه نقل عن الداني هذا الوجه من القراءة لأنه له ثلاث أوجه في التفخيم والترقيق .

القراءة في قوله : ( ثبات ) :
القرءاة الأولى : بكسر التاء، وهو جمع ثبة، وهي قراءة الجماعة .
القراءة الثانية : بفتح التاء ، ذكره الرضي أنه شاذ ولم أجد من قرأه .
وهذه القراءة مبني على توهم أن تاء الجمع عوضا عن اللام .
و هي من الشواذ كما ذكر ذلك الرضي ، و ضعفه الرضي من خلال كلامه .
ومن جهة اللغة فلا يصلح ، فقال الفراء : وربما عربوا التاء منها بالنصب والخفض، وهي تاء جماع، ينبغي أن تكون خفضًا في النصب والخفض، فيتوهمون أنها هاء.

النسخ :
النسخ في الآية :
القول الأول :أنها منسوخة بقوله تعالى : ( وماكان المؤمنون لينفروا كافة ..) ، وهو قول ابن عباس .
وقول ابن عباس أخرجه ابن المنذر في تفسيره و الطبراني في مسند الشاميين والبيهقي في سننه و ابن الجوزي في نواسخ القرآن عن عطاء عن ابن عباس.
وضعف ابن الجوزي هذا القول فقال :
وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ فِيهَا مَغْمَزٌ ، وَهَذَا الْمَذْهَبُ لا يُعْمَلُ عَلَيْهِ. وَأَحْوَالُ الْمُجَاهِدِينَ تَخْتَلِفُ، وَالأَمْرُ فِي ذَلِكَ عَلَى حَسَبِ مَا يراه الإمام

القول الثاني : أنها محكمة ، وهو قول منسوب إلى عطاء ذكره عطية الأجهوري ، ولم أجده ،وذكره مكي والقرطبي .

الراجح :

أنها محكمة ، كما ذكر ذلك مكي بن أبي طالب وغيرهم ، لـأن رواية النسخ ضعيفة فالأصل أنها محكمة ويعمل بها ، ولأن الجهاد له أحوال يكون فرض عين وأحوال فرض كفاية


المسائل التفسيرية :

مناسبة الآية :
الانتقال من طاعة الله ورسوله إلى ذكر التكاليف الأشد ، ذكره ابن عاشور .

مقصد الاية :
-التحريض على الجهاد ، ذكره ابن عاشور .
-التأهب والاستعداد للعدو ، ذكر ذلك ابن كثير .
-الأخذ بالأسباب المعينة في مواجهة العدو ، وهذا خلاصة ماذكره السعدي .

المخاطب في الآية :
المؤمنين ، وهو قول ابن كثير وابن عطية والزجاج .

معنى الحذر :
الحَذَر مصدرُ قولِكَ: حَذِرْتُ أحْذَرُ حَذَراً فأنا حاذِرٌ وحَذِر، وهو التحرز والاستعداد ، وهذا حاصل ما ذكره الخليل أحمد و الزجاج وغيرهم .


المراد بالحذر :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : أخذ السلاح ،ذكره ابن عطية .
وتوجيه هذا القول لغة أيضا ، فالسلاح يسمى الحذر ، وقد ذكر ذلك الراغب الأصفهاني و الرزاي وغيرهم ..
وقد ذكر الماوردي سبب آخر لتسمية السلاح بالحذر وهو لأنه به يكون الاتقاء .

القول الثاني : أخذ الحذر من العدو ، ذكره ابن كثير .
وهذا القول مبني على لازم الحذر .

الراجح : أن القولان صحيحان ، وأن أخذ الحذر من العدو يستلزم الاستعداد للعدو وأخذ السلاح ونحوه ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .
ولكن ضعف ابن عاشور القول بأن الحذر هو مجاز عن السلاح لأن الله تعالى يقول في موضع آخر ، ( وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ) .

المراد بقوله ( خذوا حذركم ) :
الحزم والاستعداد وأخذ السلاح واعداد العدة ، وهذا حاصل ما قاله مقاتل بن حيان وذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج .
وتوجيه هذا القول :هذا القول مبني على لازم الحذر وهو أخذ السلاح وإعداد العدة .
وقول مقاتل بن حيان أخرجه ابن أبي حاتم عن عن بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان .
وبكير بن معروف قال عنه البخاري لا بأس به .

دلالة الفاء في قوله ( فانفروا ) :
لها معنيان :
الأول : للتفريع ، بمعنى : أَيْ فُرِّعَ فَلْيُقاتِلْ عَلَى خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا، ذكره ابن عاشور
الثاني : فصيحة ،بمعنى : أَفْصَحَتْ عَمَّا دَلَّ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ:
خُذُوا حِذْرَكُمْ وَقَوْلِهِ: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ،ذكره ابن عاشور .

معنى : ( فانفروا ) :
بمعنى اخرجوا ، ذكر ذلك ابن عطية .
وهذا القول توجيهه من معناه اللغوي ، فقال الجوهري في الصحاح : نَفَرَتِ الدابَّةُ تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نِفاراً ونُفوراً، يقال: في الدابَّة نفار.

معنى ( ثبات ) :
معناه باللغة : جمع ثبة ، وهي العصبة ، والجماعات المتفرقة ، كنا ذكر ذلك الخليل أحمد والزجاج وغيرهم .
قال الجوهري : والثُبَةُ: الجماعةُ: وأصلها ثُبَيٌ، والجمع ثُباتٍ وثُبونَ وثِبونَ وأثابيُّ .
واختلفوا في أصل ثبة إلى أقوال :
القول الأول : أن أصلها ثبوة ، وزنها فعلة بفتح العين، وذكروا أنه فوق العشرة من الرجال ،وهو قول نافع الأزرق ، وذكره ابن فارس أيضا .
وقول نافع الأزرق عزاه السيوطي إلى الطستي عن ابن عباس عنه .

القول الثاني :أن أصلها ثبية، حذفت لامها بعد أن تحركت وانقلبت ألفا حذفا غير مقبس، ولذلك جمعت ثبون.
وهذا القول على أن الساقط لام الفعل ،فَهُوَ مِنْ ثَبَّيْتُ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ فِي حياتِه، وتأَوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ.

القول الثالث: أصلها ثوبة وتصغيرها ثوبية، وهي من ثاب يثوب،ويقال ثبة الحوض وهي وسطه الذي يثوب الماء إليه، فالمحذوف منها العين ، ذكر ذلك الخليل أحمد و الزجاج وغيرهم .

القول الرابع :أنه اسم فرد وليس جمع ،وأصل ثبة ثبوة ،تحركت بالواو وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا ، وهذا قول ذكره ابن عطية .
الراجح : أنه لا يقال إلا للجمع ولا يقال للمفرد ، كما ذكر ذلك ابن منظور.

معنى (أو) في قوله ( أو انفروا ) :
حرف عطف للتخيير ،ذلك ذلك أبو حيان و الواحدي وغيرهم .

المراد بقوله : ( جميعا) :
أي كلهم ، وهو الجيش الكثيف مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حاصل ما قاله ابن عباس و السدي والضحاك .
وقول ابن عباس أخرجه الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ.
وقول السدي أخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طرق عن أحمد بن المفضل عن أسباط عن السدي .
وأحمد بن المفضل قال عنه ابن حجر أنه صدوق شيعي لكنه في حفظه شيء .
وقول الضحاك أخرجه ابن المنذر في تفسيره عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك .
والضحاك قال عنه القطان أنه ضعيف ، وقال عنه أبو زرعةأنه ليس بالقوي .

دلالة التخيير في قوله ( انفروا ثبات أو انفروا جميعا ) :
يدل على أن الجهاد ليس فرض على الأعيان، ذكر ذلك الواحدي .

مسألة عقدية :

معنى الإيمان :
معناه لغة : الإيمان لغة: مصدر آمن يؤمن إيماناً فهو مؤمن ، ذكره الأزهري .
والإيمان في اللغة التصديق وهو ضد التكذيب ، ذكره ابن منظور .
معناه اصطلاحا :
الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان. يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية ،ذكره ابن تيمية وغيره .

مسألة فقهية :

حكم الجهاد :
قولان :
الأول : فرض كفاية ، وهوقول الشافعية والحنفية وغيرهم .
الثاني : فرض عين ، وهو قول ابن المسيب ، ذكره الشوكاني في نيل الأوطار .

الراجح : أنه فرض كفاية ولكن يكون فرض عين في ثلاثة مواضع : عند هجوم العدو ، والتقاء الصفين ، وعند استنفار العدو ، ذكره الشيخ ابن باز رحمه الله
ودليله قوله تعالى (إذا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا.)
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير الأنفال/16


==========

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)}

علوم الآية:

الوقف :
الوقف في قوله ( ليبطئن ) :
وقف تام ، ذكره الأشموني .

الوقف في قوله ( شهيدا ) :
وقف كاف ، ذكره الأشموني .

القراءات :

القرءاة في قوله ( ليبطئن ) :
القرءاة الأولى :بتشديد الطاء ،وفتح الباء ، وهي قراءة الجمهور .
ومعنى (لَيُبَطِّئَنَّ) ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد وبطأ. بمعنى: أبطأ

القراءة الثانية :بتخفيف الطاء ، وهي قراءة مجاهد والنخعي والكلبي ويزيد والشموني.
يقال: بطأ على فلان وأبطأ علىّ وبطؤ
نحو: ثقل، ويقال: ما بطأ بك، فيعدى بالباء، ويجوز أن يكون منقولا من بطؤ، نحو؟ ثقل من ثقل، فيراد ليبطئن غيره وليثبطنه عن الغزو، وذكر ذلك الزمخشري .

القراءة الثالثة :بضم الهمزة ، ذكره أبو حيان .
قال عبد اللطيف خطيب أنها قراءة شاذة .

القرءاة الرابعة : بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف والوصل، وهي قراءة أبو جعفر .

القرءاة الخامسة : بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف، وهي قراءة حمزة .

القرءاة السادسة : باسكان الباء ، وهي قراءة مجاهد .

المسائل التفسيرية :

المخاطب في الآية :
جماعة المؤمنين ، ذكره ابن عطية .

معنى الواو في قوله ( وإن منكم ) :
الواو حرف عطف والاستئناف ، ذكره إبراهيم خليل.

معنى من في قوله ( منكم ) :
من للتبعيض أو للبيان ، ذكر ذلك إبراهيم خليل .

مرجع الضمير الكاف في قوله ( منكم ) :
المؤمنين ، وهو حاصل ما ذكره ابن عطية .

المراد بقوله (وإن منكم لمن ليبطئن ) :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : المنافقين ،وهو قول مجاهد وابن جريج .
وهذا القول يكون إِضافتهم إِلى المؤمنين بقوله «منكم» لموضع نطقهم بالإِسلام.
وذكر ابن عادل أنه جعل المُنافقين من المُؤمنين من حَيْثُ الجِنْسِ والنَّسَبِ والاخْتِلاَطِ، أو من حيث الظَّاهِر؛ لتشبههم بالمُؤمنين، أو من حَيث زعمهم ودَعْواهُم.
وقول مجاهد أخرجه الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره من طرق عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ.
وقول ابن جريج أخرجه الطبري في تفسيره عن الحجاج عن ابن جريج .
وابن جريج قال عنه الذهبي ثقة لكنه يدلس .
القول الثاني : ضعفة المؤمنين ، وهذا قول ذكره ابن الجوزي ،ونسب القول إلى الماوردي ولم أجده .
وهذا القول باعتبار الإضافة حقيقية .

الراجح :
القولان محتملان ، وتشملها الآية ، فالقول الأول لأن المنافقين عرفوا بالتثبيط والتأخر وخوفهم الشديد ، فهنا إن كان الفعل متعديا ولازما ، كما قال تعالى عنهم ( يحسبهم كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم ) ( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ، وهم يعتبرون في الظاهر من عداد المسلمين ، وأما القول الثاني فلأن ضعيف الإيمان أيضا قد يتخلف عن الجهاد ضعفا منه ، فقد قال تعالى في موضع آخر : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ )
وبهذا يكون الفعل لازما هنا .

السبب في التعبير ب ( منكم ) :
لأن المنافقين في عداد المؤمنين ، ذكره ابن عطية .

معنى اللام في قوله ( لمن ) :
لام الابتداء ، وتفيد التأكيد ، وهذا حاصل ماذكره ابن عطية والنيسابوري .

معنى من في قوله ( لمن ) :
بمعنى الذي أو بمعنى نكرة موصوفة ذكر ذلك العبكري والسمين الحلبي .

معنى يبطئن :
لغة : البُطْءُ: نقيض السرعة. تقول منه: بطُؤَ مجيئك، وأبطأت فأنت بطئ ، ذكر ذلك الجوهري وقال ابن منظور : وأَبْطأَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: تَأَخَّرَ. وبَطَّأَ عَلَيْهِ بالأَمْرِ وأَبْطَأَ بِهِ، كِلاهما: أَخَّرَهُ


معنى اللام في قوله ( ليبطئن) :
اختلفوا في نوع اللام على قولين :
الأول : لام توكيد ، وذكر ذلك الأخفش
وهذا القول ضعفه السمين الحلبي .

الثاني : لام قسم ، وذكر ذلك الأخفش والزجاج
والمعنى : وإنّ منكم أيّها القوم لمن واللّه ليبطّئنّ .

المراد بالإبطاء في قوله ( ليبطئن ) :
التخلف عن الجهاد والغزو ، وهذا حاصل ما ذكره قتادة ومقاتل بن حيان .
وقول قتادة أخرجه الطبري في تفسيره عن سعيدٌ، عن قتادة.
وقول مقاتل بن حيان أخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان .
توجيه هذا القول :
على معناه اللغوي من التباطؤ وهو التأخر ، وذكر ذلك الجوهري وابن منظور وغيرهم .

ويختلف معناه الذي يراد به إن كان لازما أومتعديا :
الأول : إن كان لازما ، فيكون أبطأ بطأ بمعنى بطؤ .
فعلى هذا المعنى يكون يتثاقل ويثبط عن الخروج للجهاد .
الثاني :إن كان متعديا ،فيكون متعديا بالهمزة أو التضعيف بمعنى بطؤ .
ويكون بمعنى أنه يثبط غيره .

معنى الفاء في قوله ( فإن) :
الفاء استئنافية ، ذكره النحاس .

معنى ( إن ) في قوله ( فإن أصابتكم ) :
إن شرطية ، ذكره النحاس .

معنى أصابتكم :
أصاب أي أخذ ، ذكر ذلك الجوهري .

مرجع الضمير الكاف في قوله ( أصابتكم ) :
المؤمنين في الحرب ، وهو حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .

معنى المصيبة :
اسم لما أصاب الإنسان من شر ، ذكره ابن عاشور .

المراد بالمصيبة :
القتل والشهادة وغلبة العدو ، وهو حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .
توجيه هذا القول : هو اعتقاد المنافقين أن القتل في الجهاد مصيبة .

متعلق قوله ( أنعم الله عليه ) :
السلامة ، ذكره ابن عاشور .

مرجع الضمير الهاء في قوله ( معهم ) :
مع المؤمنين في القتال ، وهو حاصل ما ذكره ابن كثير .

معنى شهيدا :
اختلفوا في معناه على قولين :
القول الأول : المشاهدة والحضور ، ذكره ابن عطية وابن كثير .
وهذا القول من معناه اللغوي الشهيد من المشاهدة

القول الثاني : الشهيد الذي قتل في سبيل الله ، ذكره ابن عطية وابن كثير
وهذا القول من المعنى الشرعي للشهيد .

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : عنْ أبي هُرَيْرةَ، ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه متفقٌ عليهِ.
الراجح :أن القولان صحيحان وتحتمله اللغة والسياق ، فالمنافق يتمنى أن لا يكون حاضرا في المعارك ويتمنى أن لا يكون شهيدا في سبيل الله .

فقد قال الله تعالى عن المنافقين : {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون* لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }.

غاية المنافق في تخلفه عن القتال مع المسلمين :
التشكيك ، وتربص الدوائر بالمؤمنين ،ذكره ابن عطية .


مسألة لغوية :
نوع إذ في قوله ( إذ لم أكن معهم ) :
ظرف لأنعم ، ذكره العبكري .


تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

علوم الآية :

الوقف :
الوقف في قوله ( معهم) :
معهم (كاف) لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف أي فأنا أفوز، ذكره الأشموني .


الوقف في قوله : عظيما :
(تام) للأمر بعده ، ذكره الأشموني .

القراءات :
القراءة في قوله : ( ليقولن )

القراءة الأولى : بفتح اللام ، وهي قراءة الجمهور .
وهذه القراءة على جعل الفعل للمفرد، وهو المبطئ.
القرءاة الثانية : بضم اللام ، وهي قراءة الحسن ، وهي شاذة
بضم اللام إعادة للضمير إلى معنى (من)، لأن قوله (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) في معنى الجماعة.
وهذه القراءة لا تؤثر في المعنى .

القراءة في قوله : ( تكن)
القراءة الأولى : بالتاء ،على التأنيث ،وهذه قراءة ابْن كثير وَحَفْص والمفضل عَن عَاصِم وغيرهم ، وهي قراءة ذكره البغدادي وابن مهران والجرجاني ومكي وأبو عمرو الداني .
وهذه القراءة مبني على أن التأنيث لأن مودة مؤنثة .

القراءة الثانية : بالياء ،على التذكير ، وهي قراءة نافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة والكسائي وغيرهم وذكره البغدادي ومكي .
وهذه القراءة مبنية على أن الياء للتذكير ( المجازي )؛ لأنه فصل بين الفعل والفاعل ،وقيل لأن المودة بمعنى الود ، وقد حسنه ابن عطية .

القراءة في قوله ( فأفوز) :
القرءاة الأولى : بفتح الزاي ، وهي قراءة الجمهور .
وهذه القراءة كان فيه النصب على الجواب ؛ والمعنى إن أكن معهم أفز . والنصب فيه بإضمار " أن " لأنه محمول على تأويل المصدر ؛ التقدير يا ليتني كان لي حضور ففوز ، ذكره الفراء والقرطبي .

القراءة الثانية : بضم الزاي ،وهي قراءة الحسن ويزيد النحوي .
برفع الزاي عطفًا على (كنت)، أو على الاستئناف، أي: فأنا أفوز .
وهذه القراءة " فأفوز " بالرفع على أنه تمنى الفوز ، فكأنه قال : يا ليتني أفوز فوزا عظيما، ذكر ذلك القرطبي .

المسائل التفسيرية :

فيمن نزلت الآية :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : نزلت في عبد الله بن أبي رأس ، وهذا قول مقاتل بن حيان
وقول مقاتل بن حيان أخرجه ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان.

القول الثاني :نزلت في المنافقين ، وهو قول مجاهد .
وقول مجاهد أخرجه الطبري في تفسيره وابن المنذر في تفسيره وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد .

الراجح :
أنها تشملهما لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فلا يخص عبد الله بن أبي رأس فقط ولكن أيضا المنافقين .

المراد بالفضل :
النصر والظفر والغنيمة ، ذكره ابن عطية وابن كثير .

متعلق الجار والمجرور في قوله ( فضل من الله ) :
متعلق بقوله بأصابكم أو بمحذوف وقع صفة لفضل أي كائنٍ من الله تعالى، ذكر أبو السعود .

دلالة نسبة الفضل إلى الله دون المصيبة :
نسبة إصابةِ الفضلِ إلى جناب الله تعالى دون إصابةِ المصيبةِ من العادات الشريفةِ التنزيليةِ ، ذكر ذلك أبو السعود .

معنى اللام في قوله ( ليقولن ) :
لام موطئة للقسم لغرض التنبيه والانكار ، ذكر ذلك ابن عاشور .

نوع جملة كأن ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) :
اختلفوا فيه على قولين :

القول الأول :اعتراضية ،ذكره الراغب الأصفهاني وغيره
وهذا القول ضعفه الراغب لأنه مستقبح في العربية .

القول الثاني : حالية ،ذكره الراغب الأصفهاني ، وهو اختيار أبو البقاء .

دلالة زيادة هذه الجملة في قوله ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) :

دليل على زيادة في قبح فعلهم ،ذكره أبو حيان والسمين الحبي وغيرهم .


معنى ( كأن ) :
متضمنة معنى التشبيه ، ذكره ابن عطية .
وذكر السمين الحلبي أنه لغرض التعجب .

معنى لم في قوله ( لم تكن ) :
حرف نفي وجزم، ذكره عبد الرحيم صافي .

مرجع الضمير الكاف في قوله ( بينكم ) :
المؤمنين ، وذلك حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .

مرجع الضمير الهاء في قوله : ( بينه ) :
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكر ذلك الراغب و السمين الحلبي وغيرهم.

معنى المودة :
المودة في اللغة : وهي المحبة كما ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب وغيره .

المراد بالمودة :
اختلفوا في المراد منه على أقوال :
الأول : المعاقدة على الدين والإيمان ، وهو حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .

فيكون المعنى : ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن يا ليتني كنت معهم فان أصابتكم مصيبة.
توجيه هذا القول : على التكاليف التي صارت عليهم بالدخول في الإسلام ، وعاقدوا المسلمين عليها .
وأيضا باعتبار أن الجملة اعتراضية .

الثاني : المعاقدة على الجهاد ، ذكره ابن عطية وغيره.
ويكون المعنى : يكون المعنى: ليقولن يا ليتني كنت معهم، كأن لم يكن بينكم وبينه مودّة.
وهذا القول توجيهه على اعتبار الهاء في قوله ( معهم ) يعود على الغزو مع المؤمنين .

الثالث : المعرفة ، ذكره الخازن .
وهذا القول توجيهه على المعرفة الحقيقة والصحبة ، ومن لازم المعنى اللغوي أيضا فلازم المودة المعرفة والصحبة .

الراجح : أنه يشمل تلك الأقوال ، لأنه يمكننا الجمع بين تلك الأقوال ولا تعارض بينهم ، و فالمنافق عندما دخل الإسلام بأداء أركانها وواجباتها كمسلم ، ولكنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر .


الغرض من وصف المنافقين في قوله ( مودة ) :
لغرض التهكم، ذكر ذلك الزمخشري .


الغرض من الياء في قوله ( ياليتني ) :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول :الياء للتنبيه ،ذكره ابن عاشور .
القول الثاني : للنداء . ذكره أبو حيان .
وعلى هذا القول يكون المنادى محذوف ، و تَقْدِيرُهُ: يَا قَوْمُ لَيْتَنِي
وهذا القول لم يذكر أبو حيان قائله ولم أجد قائله .

الراجح :
والراجح هو القول الأول لأنه ليس في الكلام منادى محذوف ، وذكر ذلك أبو حيان .

معنى ( ليت ) :
للتمني لغرض اظهار الحسد والندم ، وهو حاصل ما ذكره الراغب الأصفهاني وابن عطية وغيرهم .

القائل في قوله ( ياليتني ) :
المنافق الحاسد ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير وغيرهم .


مرجع الضمير الهاء في قوله (معهم ) :
مع المؤمنين ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير .

دلالة أسلوب الغيبة في قوله ( ياليتني كنت معهم ) :
دلالة على إخفاء ضعف عقيدتهم ، والندم على مافت ، ذكره رجاء المبلغ .

معنى الفاء في قوله ( فأفوز ) :
الفاء هنا عاطفة ولكنها سببية ، وهذا حاصل ما ذكره الدعاس وأبو الفتح .

معنى الفوز في قوله ( فأفوز) :
الفوز في اللغة : النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ، فازَ به فَوْزاً ومَفازاً ومَفازَةَ ، ذكر ذلك ابن منظور .

المراد بالفوز في قوله ( فأفوز ) :
الحصول على السهم ، ذكره ابن كثير .

معنى عظيما :
وافرا ، قاله ابن حيان .
وقول ابن حيان أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن إسحاق عن ابن حيان .

غاية المنافق في قتاله مع المؤمنين :
أن يضربوا له بسهم ، وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية و ابن كثير .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir