دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 08:46 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 54: قصيدة المرقش الأكبر:هل بالديارِ أَن تجِيبَ صممْ = لو كان رسم نَاطقاً كلّمْ

وقال المرقش الأكبر:

هلْ بالدِّيارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ = لو كانَ رَسْمٌ نَاطِقاً كلَّمْ
الدَّارٌ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا = رَقَّشَ في ظَهْرِ الأّدِيمِ قَلَمْ
دِيارُ أَسْمَاءَ التي تَبَلَتْ = قَلْبِي، فَعَيْنِي ماؤُها يَسْجُمْ
أَضْحَتْ خَلاَءً نَبْتُها ثَئِدٌ = نوَّرَ فيهَا زَهْوُهُ فَاعْتَمّْ
بَلْ هَلْ شَجتْكَ الظُّعْنُ باكِرَةً = كأَنَّهنَّ النَّخْلُ مِنْ مَلْهَمْ
النَّشْرُ: مِسْكٌ والوُجُوهُ دَنَا = نِيرُ وأَطْرَافُ البَنَانِ عَنَمْ
لم يُشْجِ قَلْبِي مِلْحوَادِثِ إِلاَّ = صَاحِبِي المَتْرُوكُ في تَغْلَمْ
ثَعْلَبُ ضَرّابُ القَوَانِسِ بالـ = سَّيْفِ وهَادِي القَوْم إِذْ أَظْلَمْ
فاذْهَبْ فِدىً لَكَ ابْنُ عمِّكَ لاَ = يَخْلُدُ إِلاَّ شَابَةٌ وأَدَمُ
لو كانَ حيٌّ ناجِياً لَنَجَا = من يَوْمِهِ المُزَلَّمُ الأَعْصَمْ
في باذِخاتٍ مِنْ عَمَايَةَ أَوْ = يَرْفَعُهُ دُونَ السَّماءِ خِيَمْ
مِنْ دُونهِ بَيْضُ الأَنُوقِ وقَوْ = قَهُ طوِيلُ المَنكِبَيْنِ أَشَمْ
يرقاهُ حَيْثُ شاءَ مِنْهُ وإ = مَّا تُنْسِهِ مَنِيَّةٌ يَهْرِمْ
فَغَالَهُ رَيُْ الحوَادِثِ حَـ = تَّى زَلَّ عن أَرْيادِهِ فَحُطِمْ
ليْسَ عَلَي طولِ الْحَيَاةِ نَدَمْ = ومِنْ وَرَاءِ المَرْءِ ما يَعْلَمْ
يَهْلِكُ وَالِدٌ ويَخْلُفُ مَوْ = لُودٌ وكُلُّ ذي أَبٍ يَيْتَمْ
والوَالِداتُ يَسْتَفِدْنَ غِنيٍ = ثُمَّ عَلَي المِقْدارِ مَنْ يَعْقَمْ
ما ذَنْبُنا في أَنْ غَزَا مَلِكٌ = من آلِ جَفْنَةَ حازِمٌ مُرْغِمْ
مُقَابَلٌ بَيْن العَوَاتِكِ والـ = غُلَّفِ لا نِكْسٌ وَلا تَوْءَمْ
حارَبَ واسْتَعْوَى قَرَاضِبَةً = لَيْسَ لَهُمْ مِمَّا يُحازُ نَعَمْ
بِيضٌ مَصَالِيتٌ وُجُوهُهُمُ = لَيْسَتْ مِيَاهُ بحَارِهِمْ بِعُمُمْ
فانْقَضَّ مثْلَ الصَّقْرِ يَقْدُمُهُ = جَيْشٌ كَغُلاَّنِ الشُّرَيْفِ لِهَمْ
إِنْ يَغْضَبُوا يَغْضَبْ لِذَاكَ كما = يَنْسَلُّ مِن خِرْشَائِهِ الأَرْقَمْ
فنحنُ أَخْوَالُكَ عَمْرَكَ والْـ = خَالُ لهُ مَعَاظِمٌ وحُرَمْ
لَسْنا كأَقْوَامٍ مَطاعِمُهُمْ = كَسْبُ الخَنَا ونَهْكَةُ المُحْرَمْ
إِنْ يُخْصِبُوا يَعْيَوْا بخَصْبهُمْ = أَو يُجْدِبُوا فهُمْ بهِ أَلأَمْ
عامَ تَرَى الطَّيْرَ دَوَاخِلَ في = بيُوتِ قومٍ معَهُمْ تَرْنَمّْ
ويَخْرُجُ الدُّخَانُ من خَلَلِ ال = سِّتْرِ كَلوْنِ الكَوْدَنِ الأَصْحَمْ
حَتَّي إِذَا ما الأَرضُ زَيَّنَها الـ = نَّبْتُ وجُنَّ رَوْضُها وأَكَمّْ
ذَاقُوا ندَامةً فلو أَكَلُوا الـ = خُطْبانَ لم يُوجَدْ لهُ عَلْقَمْ
لكِنَّنَا قومٌ أَهابَ بنَا = في قَوْمِنَا عَفَافَةٌ وكَرَمْ
أَمْوَالُنا نَقِي النُّفُوسَ بها = من كُلِّ ما يُدْنَي إِليهِ الذَّمّْ
لاَ يُبْعِدِ اللهُ التلَبُّبَ والـ = غَارَاتِ إِذْ قال الْخَمِيسُ نَعَمْ
والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْن إِذَا = ولَّى العَشِيُّ وقَدْ تنادَى العَمّْ
يَأتِي الشَّبابُ الأَقْوَرِينَ ولاَ = تَغْبِطْ أَخاكَ أَنْ يُقالَ حَكَمْ


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 01:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

54


وقال مرقش الأكبر أيضا


1: هل بالديار أن تجيب صمم = لو كان رسم ناطقا كلم
2: الدار قفر والرسوم كما = رقش في ظهر الأديم قلم
3: ديار أسماء التي تبلت = قلبي، فعيني ماؤها يسجم
4: أضحت خلاء نبتها ثئد = نور فيها زهوه فاعتم
5: بل هل شجتك الظعن باكرة = كأنهن النخل من ملهم
6: النشر، مسك والوجوه دنا = نير وأطراف البنان عنم
7: لم يشج قلبي ملحوادث إلا = صاحبي المتروك في تغلم
8: ثعلب ضراب القوانس بالـ = سيف وهادي القوم إذ أظلم
9: فاذهب فدى لك ابن عمك لا = يخلد إلا شابة وأدم
10: لو كان حي ناجيا لنجا = من يومه المزلم الأعصم
11: في باذخات من عماية أو = يرفعه دون السماء خيم
12: من دونه بيض الأنوق وقو = قه طويل المنكبين أشم
13: يرقاه حيث شاء منه وإ = ما تنسه منية يهرم
14: فغاله ريب الحوادث حـ = تى زل عن أرياده فحطم
15: ليس على طول الحياة ندم = ومن وراء المرء ما يعلم
16: يهلك والد ويخلف مو = لود وكل ذي أب ييتم
17: والوالدت يستفدن غنى = ثم على المقدار من يعقم
18: ما ذنبنا في أن غزا ملك = من آل جفنة حازم مرغم
19: مقابل بين العواتك والـ = غلف لا نكس ولا توءم
20: حارب واستعوى قراضبة = ليس لهم مما يحاز نعم
21: بيض مصاليت وجوههم = ليست مياه بحارهم بعمم
22: فانقض مثل الصقر يقدمه = جيش كغلان الشريف لهم
23: إن يغضبوا يغضب لذاك كما = ينسل من خرشائه الأرقم
24: فنحن أخوالك عمرك والـ = ـخال له معاظم وحرم
25: لسنا كأقوام مطاعمهم = كسب الخنا ونهكة المحرم
26: إن يخصبوا يعيوا بخصبهم = أو يجدبوا فهم به ألأم
27: عام ترى الطير دواخل في = بيوت قوم معهم ترتم
28: ويخرج الدخان من خلل الـ = ستر كلون الكودن الأصحم
29: حتى إذا ما الأرض زينها الـ = نبت وجن روضها وأكم
30: ذاقوا ندامة فلو أكلوا الـ = خطبان لم يوجد له علقم
31: لكننا قوم أهاب بنا = في قومنا عفافة وكرم
32: أموالنا نقي النفوس بها = من كل ما يدنى إليه الذم
33: لا يبعد الله التلبب والـ = غارات إذ قال الخميس نعم
34: والعدو بين المجلسين إذا = ولى العشي وقد تنادى العم
35: يأتي الشباب الأقورين ولا = تغبط أخاك أن يقال حكم


جو القصيدة: مرثية رثى بها ابن عمه ثعلبة بن عوف بن مالك بن ضبيعة، وقتله بنو تغلب، قتله مهلهل في حربهم تلك، في ناحية "التغلمين"، وكان معه مرقش فأفلت، ثم إنه بعد طلب بدم ثعلبة، فقتل رجلا من تغلب يقال له عمرو بن عوف. وانظر المفضلية 58. وهي من نادر الشعر الذي بدئ فيه الرثاء بالغزل، وتجد صميم الرثاء في الأبيات 7-17 أما أول القصيدة ففيه وقوفه على دار صاحبته وقد أقفرت، ووصف الظعائن من الحسان. وبعد أن ساق الرثاء أشار إلى ملك من آل جفنة، وتنصل من تبعة فتكه ببعض قبائل العرب. ولكنه مع ذلك مدحه ونعت جيشه، ثم صرح بأن قومه خؤولة هذا الملك، وإن كان لم يصرح باسمه وفخر بعد ذلك بقومه، وربأ بهم أن يكونوا كأقوام آخرين هجاهم هجاء بارعا. ثم تمدح بكرم قومه وشجاعتهم. ثم ختمها ببيت بديع في الشباب وركوبهم الصعاب.
تخريجها: منتهى الطلب 1: 309-311. والبيتان الأولان في سمط اللآلي 873-874. والأبيات 1، 2، 6، 15، 16، 33، 34 في شواهد المغني 300. والبيتان 1، 35 في الشعراء 12، 35. والبيت 2 في الجمهرة 2: 346 والشعراء 103 والأمالي 2: 246 والخزانة 3: 515 وشعراء الجاهلية 282. والبيت 5 صفة جزيرة العرب 162 والأغاني 5: 180. والبيتان 6، 15 في الشعراء 13، 105. والأبيات 6، 2، 25 في الأغاني 5: 179. والبيت 9 في اللسان (أرم). والأبيات 15، 6، 2 في المرزباني 201. والبيت 15 في اللسان 20: 269. والبيت 23 في الحيوان 4: 247، 340. والبيت 35 في النقائض 65 والشعراء 104. وانظر الشرح 484-493. وانظر أيضا مقدمة شرحنا هذا ص 16 س 4.
(2) رقش: زين وحسن، أو كتب. يعني آثار الرياح في الديار. الأديم: الجلد.
(3) أصل التبل: الذحل والعداوة. تبلت قلبه: أصابته بتبل، كناية عن إخضاعها إياه. يسجم: يقطر.
(4) الثأد، بفتحتين: الندى، والثئد: الذي أصابه الندى. زهوه: لونه من أحمر وأبيض وأصفر. اعتم: كثر واستد خصاصه.
(5) الشجا: الحزن وشجاه: حزنه. الظعن، بضم الظاء وسكون العين: النساء بهوادجهن. ملهم: أرض باليمامة كثيرة النخل. وانظر الأصمعية 65: 9.
(6) النشر: الريح، يقول: ريحهن كالمسك. دنانير، ممنوع من الصرف، ويقرؤه كثير من الناس هنا مصروفا، وهو خطأ رواية. العنم: شجر أحمر، شبه حمرة أطراف الأصابع به.
(7) لم يشج: لم يحزن. ملحوداث: من الحوادث، وانظر ما مضى في 29: 6. تغلم: موضع.
(8) ثعلب: بدل من "صاحبي" في البيت قبله. وهو اسم رجل بعينه، وهو ابن عمه ثعلبة بن عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وكان يلقب "الخشام". القوانس: أعلى البيض، أو أوساط الرؤوس.
(9) شابة وأدم: جبلان، ويروى "وأرم" يقول: لا يبقى إلا الجبال، كل يموت.
(10) المزلم: الوعل اللطيف الخلق المجتمع. الأعصم: الذي في يديه بياض.
(11) الباذخات: الجبال الطوال. عماية وخيم: جبلان.
(12) الأنوق: الرخم، وهو لا يبيض إلا في أبعد ما يقدر عليه من الأمكنة. يريد: من دون هذا الوعل بيض الأنوق. أي أن الرخمة تقصر عن بلوغ أقصى هذا الجبل. طويل المنكبين: يريد جبلا. الأشم: المشرف.
(13) تنسه: تؤخره. وأصلها "تنسئه".
(14) غاله: اغتاله. الأرياد: جمع ريد، وهو الشمراخ الأعلى من الجبل. حطم، بالبناء للمجهول من "حطمه" أي: كسره. وتقرأ "حطم" من باب "فرح" أي تكسر. وهذا الوزن ثابت في الرواية ولم نجده إلا في المعيار.
(15) أراد: ليس على فوت طول الحياة ندم. وراء ههنا: بمعنى أمام. ما يعلم، عاقبة عمله، أو الهرم والكبر والضعف وكثرة العلل.
(17) غنى: يعني بكثرة الولد. على المقدار: أي بقدر الله وحكمه.
(18) مرغم: يرغم عدوه.
(19) مقابل، بفتح الباء: كريم الأبوين. العواتك: جمع عاتكة، وهي المحمرة من الطيب، والمراد بالعواتك عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان وبنت أخيها عاتكة بنت مرة بن هلال وبنت أخيها عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، وهن من سليم من الأزد. الغلف: يريد غلفاء وسلمى: عمي امرئ القيس، وفي المعاجم أن غلفاء لقب سلمى وما هنا أوثق. النكس: الضعيف. والتوءم يكون ضعيفا يقارن آخر في بطن أمه فيخرج ضاويا.
(20) استعوى: استدعى واستنصر. القراضبة: الفقراء، واحدهم قرضاب وقرضوب. النعم: الإبل.
(21) المصاليت: جمع مصلات، وهو الماضي في الأمور المنجرد فيها. وجاء هذا الوصف فصلا بين الصفة ومعمولها، أراد: بيض وجوههم. العمم، بضمتين: الكثيرة، واحدها عميم.
(22) الغلان: جمع غال، بتشديد اللام، وهي أودية فيها شجر. الشريف، بالتصغير: مكان بنجد. اللهم، بكسر اللام وفتح الهاء وتشديد الميم: الذي يلتهم كل ما مر به لكثرته وعزته.
(23) يغضب: يعني الملك الممدوح. الخرشاء: جلد الحية. الأرقم: الحية.
(24) عمرك: يحلف بعمره، وهو مفتوح الراء.
(25) الخنا: الفساد. نهكة المحرم: انتهاك الحرم. يقول: لا نهجو الناس ليعطونا.
(26) يريد: أن الخصب يطغيهم والجدب يكشف عن لؤمهم.
(27) ترتم: من الارتمام، وهو الأكل. وإنما تدخل الطير البيوت لتأكل في وقت الجدب.
(28) الكودن: البرذون البطيء السير. الأصحم: الأسود ليس بشديد السواد فيه صفرة. أراد أنهم يسترون النار.
(29) جن النبت: علا وطال والتف. أكم: صار في أكمامه.
(30) الخطبان بضم فسكون: الحنظل. العلقم: المر. يقول: في صدورهم من العداوة ما لو أكلوا معه الحنظل ما وجدوا له مرارة.
(33) لا يبعد الله: أي لا كان آخر عهدي به. التلبب: ليس السلاح كله. الخميس: الجيش. النعم: الإبل. أي إذا قال الجيش هذا نعم فأغيروا عليه.
(34) العدو بين المجلسين: عند مجيء الأضياف، فالشباب يعدون بين المجالس لإنزالهم، ينزلون الضيف ويصلحون من شأنه. ولى العشي: لأن الضيف لا يجيء إلا في ذلك الوقت. العم: الجماعة من الناس الكثيرة. تنادوا: تجالسوا في النادي وهو المجلس.
(35) أراد بالأقورين الدواهي. أن يقال حكم: وذلك أنه لا يتحاكم إليه إلا بعد الكبر، وذلك بالقرب من الموت، فما يقربه من الموت فلا يغبط به.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال أبو عكرمة:

وقال مرقش الأكبر أيضًا

واسمه عوف بن سعد ويقال ربيعة بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، كذا قال أبو عكرمة، وقال قبل هذا الموضع: هو عمرو بن سعد، وهو عم الأصغر والأصغر عم طرفة بن العبد. قال: واسم الأصغر عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة والأكبر صاحب أسماء والأصغر صاحب فاطمة.
يرثي ابن عمه ثعلبة بن عوف بن مالك بن ضبيعة وقتله بنو تغلب قتله مهلهل في حربهم تلك في ناحية التغلمين وكان معه مرقش فأفلت ثم إنه بعد طلب بدم ثعلبة فقتل رجلاً من تغلب يقال له عمرو بن عوف فقال:
أبأت بثعلبة بن الخشام.......عمرو بن عوف فزاح الوهل
دمًا بدم وتعفى الكلوم.......ولا ينفع الأولين المهل

1: هل بالديار أن تجيب صمم.......لو كان رسم ناطقًا كلم
كذا أنشده أبو عكرمة ناطقًا بالنصب، أبو جعفر قال: أنشده أبو عمرو الشيباني رفعًا، قال: وروى الأصمعي: لو أن حيًا من بها كلم.
2: ألدار قفر والرسوم كما.......رقش في ظهر الأديم قلم
رقش: زين وحسن يعني آثار الرياح في الديار.
3: ديار أسماء التي تبلت.......قلبي فعيني ماؤها يسجم
4: أضحت خلاءً نبتها ثئد.......نور فيها زهوه فاعتم
(الثئد): الندي يقال ثئد يثأد ثأدًا إذا ندي و(الثأد) الندى، قال النابغة:
ردت عليه أقاصيه ولبده.......ضرب الوليدة بالمسحاة في الثأد
و(زهوه) لونه من أحمر وأصفر وأبيض، و(أعتم) كثر واستد خصاصه، هذا قول أبي عكرمة، أبو عمرو روى: زهره واعتم ويروى: زاهر واعتم.
5: بل هل شجتك الظعن باكرةً.......كأنهن النخل من ملهم
ويروى: (كأنها النخيل وملهم): موضع و(الشجا): الحزن يقال: شجاه إذا حزنه يشجوه شجوًا، وإذا غص بالشيء قيل شجي يشجى شجىً مقصور، و(الظعن): النساء بهوادجهن، و(ملهم) أرض من أرض اليمامة ويقال البحرين كثيرة النخل
6: ألنشر مسك والوجوه دنا.......نير وأطراف البنان عنم
(النشر): الريح يقول ريحهن كالمسك كقول الآخر:
وكأنما ريح القرنفل نشرها.......أو حنوة وخطت خزامى حومل
وكقول الآخر:
ألم تر أني كلما جئت طارقًا.......وجدت بها طيبًا وإن لم تطيب
و(العنم): شجر أحمر شبه حمرة الحناء به وروى أبو جعفر، و(أطراف) الأكف عنم، وقال: هي رواية أبي عمرو، وقال: (العنم) شيء أحمر ينبت في شجر السمر وليس منها، ويقال: العنم شيء ينبت بالحجاز يلتوي على الشجر وهو أخضر تغشاه حمرة كأنه أطراف الأصابع.
7: لم يشج قلبي ملحوادث إن.......لا صاحبي المتروك في تغلم
أبو عكرمة (تغلم) موضع، غيره: لم يشجيني لم يحزني، و(تغلم) اسم أرض وقال الأصمعي: سمعت شيخًا من بكر بن وائل ينشد: لم يشجني من الحوادث.
8: ثعلب ضراب القوانس بالـ.......ـسيف وهادي القوم إذ أظلم
(ثعلب) اسم رجل ولم يرد ثعلبة، و(القوانس): أوساط الرؤوس الواحد قونس وهو من الفرس عظيم تحت الناصية في وسط الرأس قال الشاعر:
إضرب عنك الهموم طارقها.......ضربك بالسوط قونس الفرس
ويروى (ثغلب ضراب القوانس). يرده على قوله في البيت الذي قبله إلا صاحبي والقونس أيضًا الحديدة الطويلة في وسط البيضة، فإذا لم تكن فيها تلك الحديدة فالبيضة ترك، قال لبيد:
فخمةً ذفراء ترتى بالعرى.......قردمانيًا وتركًا كالبصل
غيره: (ثعلب) يريد ثعلبة بن عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وكان يلقب الخشام والقونس الناتئ في أعلى البيض بيض الحديد والقونس من الرأس ما بين الأذنين.
9: فاذهب فدىً لك ابن عمك لا.......يخلد إلا شابة وأدم
قال أبو عكرمة: (أدم) جبل، يقول لا يبقى إلا الجبال كل نفسٍ تموت، وروى أبو جعفر وأرم، وأنكر الدال وعرف وأدم غيره أيضًا ويروى: لا * يخلد إلا شابة وإرم، وقال هما جبلان ويقال هما هضبتان.
10: لو كان حيٌ ناجيًا لنجا.......من يومه المزلم الأعصم
(المزلم): الوعل، و(الأعصم) الذي في يديه بياض، ومن هذا قيل فرس أعصم إذا كان في يديه بياض والاسم العصمة و(المزلم): اللطيف الخلق المجتمع من الوعول.
غيره: (المزلم) الوغل وإنما سمي مزلمًا لضمره وخفته، و(الأعصم) الذي في وظيفيه خطوط حمر وهي العصمة.
11: في باذخات من عماية أو.......يرفعه دون السماء خيم
(الباذخات): الجبال الطوال، وأصل البذخ التكبر والاستطالة وعماية جبل وخيم جبل.
12: من دونه بيض الأنوق وفو.......قه طويل المنكبين أشم
يريد (من دون) هذا الوعل بيض الأنوق. و(الأنوق) الرخمة، والرخم لا تبيض إلا في أبعد ما تقدر عليه من الأمكنة، فيريد أن الرخمة تقصر عن بلوغ أقصى هذا الجبل لطوله. و(طويل المنكبين) يريد جبلاً. و(الأشم): المشرف، ومن هذا قيل للرجل أشم إذا ارتفعت أرنبته وأشرفت. غيره: قال أبو عمرو ولا تبيض الرخمة إلا في مكانٍ لا يراه أحد، قال: و(الأنوق) طائر غير الرخمة.
13: يرقاه حيث شاء منه وإمـ.......ـا تنسه منية يهرم
روى أبو عمرو: يرتاد (منه حيث شاء)، كذا قال أبو جعفر وقال: (تنسئه) تؤخره قال: ومن هذا سميت النسيئة نسيئة.
14: فغاله ريب الحوادث حـ.......ـتى زل عن أرياده فحطم
(غاله): اغتاله و(الأرياد): جمع ريد وهي حيود في الجبل أي نتوء فيه، و(حطم): تكسر من قولك حطمت الشيء وفلان في ماله حطمة إذا كان يقل ماله ويفرقه.
قال أبو جعفر روى أبو عمرو فحطم. و(غاله): أهلكه ويقال في الحوض غوائل أي خروق تهلك ماءه وتذهب به وأرياده حروفه الواحد ريد، قال تأبط شرًا:
لا شيء أسرع مني ليس ذا عذرٍ.......وذا جناح بجنب الريد خفاق
وسمعت أبا عكرمة في غير هذا الموضع يقول: الريد الشمراخ الأعلى من الجبل.
15: ليس على طول الحياة ندم.......ومن وراء المرء ما يعلم
قال الأصمعي: أراد ليس على فوت طول الحياة ندم. وقوله: (ومن وراء المرء ما يعلم)، يقول من عمل شيئًا وجده ووراء ههنا أمام وهو من الأضداد، قال الله جل ذكره: {ومن ورائه عذاب غليظ} أي: من أمامه وقال الشاعر:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي.......وقومي تميم والفلاة ورائيا
أي: أمامي، قال أبو عبيدة ومنه قول الله عز ذكره: {وكان ورائهم ملك}، أي: أمامهم، هذا قول أبي عكرمة، وقال غيره: (ومن وراء المرء ما يعلم)، أي الهرم والكبر والضعف وكثرة العلل.
16: يهلك والد ويخلف مو.......لود وكل أبٍ ييتم
رواها أبو جعفر وكل ذي أب ييتم ويروى ويولد مولود.
17: والوالدات يستفدن غنىً.......ثم على المقدار من يعقم
روى أبو جعفر عثاءً وروي من يعقم ويروى غناءً وقوله (يعقم) يقال عقمت المرأة إذا لم تحمل.
قال الأصمعي وأبو عبيدة: عقمت بالضم لا غير فهي معقومة وعقيم.
18: ما ذنبنا في أن غزا ملك.......من آل جفنة حازم مرغم
(مرغم): يرغم عدوه، وروى أبو جعفر مغرم، قال: ومن روى مرغم فقد صحف، يقول أبو عمرو: مغضب يرغم عدوه.
19: مقابل بين العواتك وال.......غلف لا نكس ولا توءم
(النكس): الضعيف وجمع (النكس) أنكاس وأصل ذلك في السهم يفسد فيقلب فيجعل النصل في موضع الفوق ويجعل الفوق في موضع النصل. و(التوءم) يكون ضعيفًا يقارن آخر في بطن أمه فيخرج ضاويًا. يقال توءم للواحد وتوءمان للاثنين وتؤام للجمع وتوءمون وأنشد الأصمعي:
تقول لي ودمعها تؤام.......كالدر إذ أسلمه النظام.......على الذين احتملوا السلام
غيره: لم يزاحمه أحد في الرحم فيكون ضئيلاً ومقابل كريم الأبوين والمذرع الكريم الأم اللئيم الأب والهجين الذي أمه أمة وأبوه عربي، و(الغلف) يريد غلفاء وسلمة عمي امرئ القيس والنكس اللئيم.
ورواية أبي عمرو و(الغلف) ورواية الأصمعي العلف. قال أبو جعفر: من روى الغلف أراد ولد غلفاء معديكرب ومن رواه العلف أراد ولد علاف من قضاعة.
20: حارب واستعوى قراضبةً.......ليس لهم مما يحاز نعم
(استعوى): استدعى و(القراضبة): الذين لا مال لهم الواحد قرضوب. هذا قول أبي عكرمة، وقال غيره: (استعوى) استنصر و(قراضبة) فقراء والواحد قرضاب ويقال القرضاب اللص.
21: بيض مصاليت وجوههم.......ليست مياه بحارهم بعمم
(المصاليت): المنصلتون أي المتجردون في أمورهم، يقال: انصلت في أمره إذا جد فيه وشمر له، و(العمم): الكثيرة واحدها عميم ويروى بغمم الواحدة غمة وهو من الكثرة هذا قول أبي عكرمة ورواها أبو جعفر بغمم أي ليست غائرة هي ظاهرة، يقال: ماء غميم إذا لم يكن ظاهرًا، ومن رواه بالعين فقد هجاهم ويقال: رجل صلت الجبين بارز عنه الشعر والانصلات الانجراد في السير.
22: فانقض مثل الصقر يقدمه.......جيش كغلان الشريف لهم
(اللهم): الكثير و(الغلان): جمع غالٍ وهي أودية فيها شجر و(اللهم) عند الأصمعي الذي يلتهم كل ما مر به لكثرته وعزته، ويروى: الشريف بهم، و(الغلان) شجر ملتف ينغل الماء في أصوله والواحد غال، و(الشريف) مكان. وبهم شجعان الواحد بهمة، قال: والشريف عن يسار وادٍ بنجدٍ يقال له التسرير وعن يمينه الشرف، قال أبو عمرو: (الغلان): أودية فيها طلح.
23: إن يغضبوا يغضب لذاك كما.......ينسل من خرشائه الأرقم
(الخرشاء): جلد الحية و(الأرقم) الحية. قال أبو جعفر: يغضب يعني الرئيس الممدوح، غيره: قشر كل شيء خرشاؤه، قال: وكل منفتخ أجوف فيه خروق فهو خرشاء.
24: فنحن أخوالك عمرك والـ.......ـخال له معاظم وحرم
(عمرك) يحلف بعمره وهو مفتوح الراء بلا لام، فإذا دخلته اللام ضمت راؤه يقال عمرك ولعمرك.
25: لسنا كأقوامٍ مطاعمهم.......كسب الخنا ونهكة المحرم
(الخنا): الفساد، يقول لا نهجو الناس ليعطونا وروى الأصمعي أكل الخبيث.
26: إن يخصبوا يعيوا بخصبهم.......أو يجدبوا فهم به ألأم
به أراد فيه وروى الأصمعي فهم بذاك أذم.
27: عام ترى الطير دواخل في.......بيوت قومٍ معهم ترتم
(ترتم): تأكل. يقول في الجدب تدخل الطير إلى بيوت القوم. قوله (ترتم) إرتمامها طلبها الشيء تأكله من شدة السنة.
28: ويخرج الدخان من خلل الـ.......ـستر كلون الكودن الأصحم
(الكودن): البرذون البطيء السير، و(الصحمة): حمرة إلى بياض، من خلل الستر أي من فرجه و(الأصحم) الأسود ليس بشديد السواد فيه صفرة.
29: حتى إذا ما الأرض زينها الـ.......ـنبت وجن روضها وأكم
(الروض): جمع روضة والروضة لا يكون فيها شجر، (وجن) علا وطال، قال ابن أحمر:
بوادٍ من قسا ذفر الخزامى.......تداعى الجربياء به الحنينا
تفقأ فوقه القلع السواري.......وجن الخازباز به جنونا
قال الأصمعي: الخازباز: ذباب (وأكم): صار في أكمة والأكمة والأكمام واحد أي صار فيها تكنه وتستره، ويروى: وأعتم روضها وأكم، (وجن) التف.
30: ذاقوا ندامةً فلو أكلوا الـ.......ـخطبان لم يوجد له علقم
(الخطبان): الحنظل لأن فيه بياضًا وسوادًا وصفرةً. غيره: (الخطبان) الحنظل الذي قد صار فيه خطب صفرة وخضرة و(العلقم) شجر الحنظل. يقول في صدورهم من العداوة ما لو أكلوا معه الحنظل ما وجدوا له مرارة وكل مر فهو علقم.
31: لكننا قوم أهاب بنا.......في قومنا عفافة وكرم
قوله: (أهاب) أي: دعا وصوت.
32: أموالنا نقي النفوس بها.......من كل ما يدنى إليه الذم
كذا رواه أبو عكرمة، وروى أبو جعفر يدني إليها إلى النفوس أي: من الأخلاق التي معها الذم.
33: لا يبعد الله التلبب والـ.......ـغارات إذ قال الخميس نعم
(الخميس): الجيش و(النعم): الإبل أي إذا قال الجيش هذا نعم فأغيروا عليه، و(التلبب): التردي بالسيوف، لا يبعد الله أي لا كان آخر عهدي وقال غيره: (التلبب): لبس السلاح كله.
34: والعدو بين المجلسين إذا.......ولى العشي وتنادى العم
قوله (والعدو بين المجلسين) وذلك وقت مجيء الأضياف، فالشباب يعدون بين المجالس لإنزالهم.
ينزلون الضيف ويصلحون من شأنه، و(العم): الجماعة من الناس وإنما قال ولى العشي لأن الضيف لا يجيء إلا في ذلك الوقت كقول عبد الله بن عنمة:
نقسم مالنا فينا وندعو.......أبا الصهباء إذ جنح الأصيل
أي: يدعونه في ذلك الوقت للنحر للضيفان، هذا قول أبي عكرمة، وقال غيره: إذا نزل بهم الأضياف عدوًا وخفوا لهم، ويقال أيضًا في الاستباق على الخيل، ويروى: إذا فاء العشي، أي فاء الظل إذا رجع بعد الزوال. وتنادى من النادي وهو المجلس والعم الجماعة من الناس الكثيرة.
35: يأتي الشباب الأقورين ولا.......تغبط أخاك أن يقال حكم
أراد (بالأقورين) الدواهي، قال الشاعر:
ومن يطع النساء يلاق منها.......إذا أغمزن فيه الأقورينا
أغمزن فيه: استضعفنه، وقوله (أن يقال حكم) وذلك أنه لا يتحاكم إليه إلا بعد الكبر وذلك بالقرب من الموت، فما يقربه إلى الموت فلا يغبط به كقول الشاعر:
لا تغبط المرء أن يقال له.......أمسى فلان لعمره حكما
إن سره طول عمره فلقد.......أضحى على الوجه طول ما سلما
[شرح المفضليات: 484-493]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
54, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir