دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 04:00 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 36: قصيدة عوف بن الأحوص: ومستَنبِحٍ يَخْشى القواءَ ودونَهُ = مِنَ اللَّيلِ بَابَا ظلْمةٍ وستُورُها

قال عوف أيضاً:

ومُسْتَنْبِحٍ يَخْشَى القَوَاءَ ودُونَهُ = مِنَ اللَّيْلِ بَابَا ظُلْمَةٍ وسُتُورُها
رَفَعْتُ لَهُ نارِي فَلَمَّا اهْتَدَى بِهَا = زَجَرْتُ كِلاَبِي أَنْ يَهِرَّ عَقُورُها
فَلاَ تَسْئَلِينِي واسْئَلِي عن خَلِيقَتِي = إِذَا رَدَّ عَافِى القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُها
وكانوا قُعُوداً حَوْلهَا يَرْقُبُونَها = وكانَتْ فَتَاةُ الحَيِّ مِمَّنْ يُنِيرُها
تَرَيْ أَنَّ قِدْرِي لا تَزَالُ كأَنَّهَا = لِذِى الفَرْوَةِ المَقْرُورِ أُمٌّ يَزُورُها
مُبَرَّزَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دُونَهَا = إِذَا أُخْمِدَ النِّيرَانُ لاَحَ بَشِيرُها
إِذَا الشَّوْلُ رَاحتْ ثمَّ لَمْ تَفْدِ لَحْمَهَا = بأَلْبَانِهَا ذَاقَ السِّنَانَ عَقِيرُها
وإِنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قَدْ بَدَا = ثَرَاها مِن المَوْلَى فلا أَسْتَثِيرُها
مَخَافَةَ أَنْ تَجْنِي علَيَّ، وإِنَّمَا = يَهيجُ كَبِيرَاتِ الأُمورِ صَغيرُها
تَسُوقُ صُرَيْمٌ شَاءَها مِن جُلاَجِلٍ = إِليَّ وَدُونِي ذَاتُ كَهْفٍ وقُورُها
إِذَا قِيلَتِ العَوْرَاءُ وَلَّيْتُ سَمْعَهَا = سِوَايَ ولم أَسْئَلْ بهَا: ما دُبِيرُها
فَمَاذَا نَقِمْتُمُ مِن بَنِينَ وَسَادَةٍ = بَرِيءٍ لكم مِنْ كُلّ غِمْرٍ صُدُورُها
هُمُ رَفَعُوكمْ لِلسَّماءِ فَكِدْتُمُ = تَنَاولُونَهَا لَوْ أَنَّ حَيًّا يَطُورُها
مُلُوكٌ عَلي أَنَّ التَّحِيَّةَ سُوقَةٌ = أَلاَيَاهُمُ يُوفَى بِهَا ونُذُورُها
فإِلاَّ يَكُنْ مِنِّي ابْنُ زَحْر ورَهْطُهُ = فَمِنِّي رِياحٌ عُرْفُهَا ونَكِيرُها
وكَعْبٌ فإِنِّي لاَبْنُهَا وحَليفُهَا = وناصِرُها حيثُ استَمَرَّ مَريرُها
لَعَمْري لقد أَشْرَفْتُ يومَ عُنَيْزَةٍ = على رَغْبَةٍ لو شَدَّ نَفْساً ضَمِيرُها
ولكنَّ هُلْكَ الأَمْرِ أَنْ لا تُمرَّهُ = ولا خَيْرَ في ذِي مِرَّة لا يُغِيرُها


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

36


وقال عوف أيضاً


1: ومُسْتَنْبِحٍ يَخْشَى القَوَاءَ ودُونَهُ = مِنَ اللَّيْلِ بَابَا ظُلْمَةٍ وسُتُورُها
2: رَفَعْتُ لَهُ نارِي فَلَمَّا اهْتَدَى بِهَا = زَجَرْتُ كِلاَبِي أَنْ يَهِرَّ عَقُورُها
3: فَلاَ تَسْئَلِينِي واسْئَلِي عن خَلِيقَتِي = إِذَا رَدَّ عَافِي القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُها
4: وكانوا قُعُوداً حَوْلهَا يَرْقُبُونَها = وكانَتْ فَتَاةُ الحَيِّ مِمَّنْ يُنِيرُها
5: تَرَيْ أَنَّ قِدْرِي لا تَزَالُ كأَنَّهَا = لِذِيى الفَرْوَةِ المَقْرُورِ أُمٌّ يَزُورُها
6: مُبَرَّزَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دُونَهَا = إِذَا أُخْمِدَ النِّيرَانُ لاَحَ بَشِيرُها
7: إِذَا الشَّوْلُ رَاحتْ ثمَّ لَمْ تَفْدِ لَحْمَهَا = بأَلْبَانِهَا ذَاقَ السِّنَانَ عَقِيرُها
8: وإِنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قَدْ بَدَا = ثَرَاها مِن المَوْلَى فلا أَسْتَثِيرُها
9: مَخَافَةَ أَنْ تَجْنِي علَيَّ، وإِنَّمَا = يَهيجُ كَبِيرَاتِ الأُمورِ صَغيرُها
10: تَسُوقُ صُرَيْمٌ شَاءَها مِن جُلاَجِلٍ = إِليَّ وَدُونِي ذَاتُ كَهْفٍ وقُورُها
11: إِذَا قِيلَتِ العَوْرَاءُ وَلَّيْتُ سَمْعَهَا = سِوَايَ ولم أَسْئَلْ بهَا: ما دُبِيرُها
12: فَمَاذَا نَقِمْتُمُ مِن بَنِينَ وَسَادَةٍ = بَرِيءٍ لكم مِنْ كُلّ غِمْرٍ صُدُورُها
13: هُمُ رَفَعُوكمْ لِلسَّماءِ فَكِدْتُمُ = تَنَاولُونَهَا لَوْ أَنَّ حَيًّا يَطُورُها
14: مُلُوكٌ عَلي أَنَّ التَّحِيَّةَ سُوقَةٌ = أَلاَيَاهُمُ يُوفَى بِهَا ونُذُورُها
15: فإِلاَّ يَكُنْ مِنِّي ابْنُ زَحْر ورَهْطُهُ = فَمِنِّي رِياحٌ عُرْفُهَا ونَكِيرُها
16: وكَعْبٌ فإِنِّي لاَبْنُهَا وحَليفُهَا = وناصِرُها حيثُ استَمَرَّ مَريرُها
17: لَعَمْري لقد أَشْرَفْتُ يومَ عُنَيْزَةٍ = على رَغْبَةٍ لو شَدَّ نَفْساً ضَمِيرُها
18: ولكنَّ هُلْكَ الأَمْرِ أَنْ لا تُمرَّهُ = ولا خَيْرَ في ذِي مِرَّة لا يُغِيرُها


ترجمته: مضت في القصيدة قبلها.
جو القصيدة: رسم عوف صورة للمستنبح يأوي إلى نار القرى في الليل. وفخر بكرمه حين الجدب والأزمة، ونعت القدر والإبل التي تنحر. ونوه بتسامحه مع الصديق ووأوده العداوة وضرب لذلك مثلا بقبيلة صريم التي حاولت استثارته. وأنه يغضي عن العوراء يسمعها. ثم تهكم بابن زحر وفخر بقبيله وأحلافه. ثم أشار إلى مضاء عزمه، وإلى أن عاقبة التواني ضياع الأمور.
تخريجها: منتهى الطلب 1: 293-294 عدا البيت 9 والأبيات 1، 2، 11 وبيت زائد في المرزباني 275-276 وقد اضطربت نسبه بعض أبياتها في المراجع شديدا: فالأبيات 1، 2، 8، 9، 11، 17، 18 في الأغاني 11: 91 ضمن قصيدة لشبيب بن البرصاء، وفيها أيضا البيت الزائد الذي نسبه المرزباني لعوف. والبيتان 1، 22 في الحماسة 2: 286 منسوبين لأخيه شريح بن الأحوص. والأبيات 3- 6، 8 في قصيدة لأعشى قيس في ديوانه 32. والأبيات 1-3، 5-7 في الحيوان 5: 45 منسوبة لعبيد بن الأبرص ولكن هذا خطأ في النسخة، صوابه ما في نسخة أخرى مخطوطة أنها لعوف، وأيضا فليست في ديوان عبيد. والبيت 3 في اللسان 19: 309 منسوبا لمضرس بن ربعي الأسدي، وهو في الأساس 2: 87 منسوبا للكميت. والأبيات 8، 9، 17 في الحماسة 413-414 منسوبة لشبيب بن البرصاء كرواية الأغاني. وكذلك نسب البيتان 8، 9 لشبيب في حماسة البحتري 137. والبيت 11 فيها 171 منسوبا لمضرس الأسدي مع بيتين آخرين. والبيت 11 نفسه في المرزباني 390 منسوبا لمضرس مع أنه نسبه قبل ذلك 275-276 لعوف. والبيت 8 في اللسان 18: 120 غير منسوب وانظر الشرح 374-353.
(1) المستنبح: الذي يضل الطريق فينبح، لتجيبه الكلاب، فيستدل على الحي فيقصده. القواء: الخالي من الأرض، أي يخشى أن يهلك فيه.
(3) عافي القدر: قال الأصمعي: كانوا في الجدب إذا استعار أحدهم قدرا رد فيها شيئا من طبيخ. فالعافي: ما يبقونه فيها «من» فاعل (رد).
(4) يرقبونها: من شدة الجهد، ينتظرون نضجها. ينيرها: يضيئها، يريد أن الفتاة المصونة تعالج معهم القدر من الجهد، ولا تستحي.
(5) ذو الفروة: السائل المستجدي، وفروته: جعبته التي يضع فيها ما يعطى. المقرور: الذي اشتد به البرد.
(6) مبرزة: يعني النار. بشيرها: ضوؤها، يبشر الناظر إليه ويستدل به على الخير.
(7) الشول: الإبل التي شولت ألبانها، أي ارتفعت. راحت: رجعت من المرعى. يقول: إذا راحت ولم يكن بها لبن عقرتها.
(8) ثراها: أثرها، كقرلهم: أرى ثرى الغضب في وجه فلان، والثرى الندى، كما ترى ندى ماء البئر قبل استخراجه. المولى: ابن العم ههنا.
(9) هذا البيت عن أحمد بن عبيد.
(10) صريم: قبيلة. الشاء: جمع شاة. جلاجل وذات كهف: موضعان. القور: جمع قارة، وهو المرتفع في صلابة. قال أحمد بن عبيد: يقول: تحملني بالهجاء علي أن أهجوها وأذكرها، وأصف أنهم أصحاب شاء، ليسوا بأصحاب خيل ولا إبل، فكأنهم ساقوا ذلك إلي لأذكره منهم، على بعد ما بيني وبينهم.
(11) العوراء: الكلمة القبيحة، وأصل العور الفساد في كل شيء. دبيرها: عاقبتها وما يراد منها.
(12) الغمر: الحقد والعداوة.
(13) يطورها: يقربها أو يحوم حولها.
(14) الألايا: جمع ألية، وهي اليمين. يقول: هم ملوك ومعاملتهم للناس معاملة السوقة، لأنهم لا يتكبرون عليهم، فالناس يحيونهم بتحية السوقة، وكل من دون الملك عند العرب سوقة من جميع الناس.
(15) أراد رياح بن الأشل الغنوي. العرف: المعروف. النكير: ما تنكره. يريد: رياح منى في الرضا والغضب.
(16) كعب: هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة. حيث استمر مريرها: حيث جد أمرها، أخذه من المريرة، وهي الحبل إذا فتل أراد أنه ناصر لها في شدة أمرها.
(17) يوم عنيزة: من أيام العرب. لو شد نفسا ضميرها: أي لو اشتد العزم. يقول: كنت عزمت علي أن أغير عليهم وأمكنتني الفرصة. ثم فترت، كأنه يلوم نفسه أن لا أغار عليهم فغنم وأصاب الرغبة.
(18) أن لا تمره: أن لا تحكمه، وأصل الإمرار إحكام الفتل. المرة، بكسر الميم: طاقة الحبل. يغيرها: من الإغارة، وهي شدة الفتل. قال أبو عكرمة: التضيع من التواني، أي من ركب شيئا فلا يضعفن فيه.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 08:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال عوف أيضًا

1: ومستنبح يخشى القواء ودونه.......من الليل بابا ظلمة وستورها
(القواء): الخالي من الأرض أي يخشى الهلاك من الأرض القواء، قال الأصمعي: (الإقواء) ذهاب الزاد وهو مشتق من هذه الأرض وهي القي وهو من قول الله تعالى: {ومتاعًا للمقوين} وهم الذين ذهبت أزوادهم.
وقوله: (بابا ظلمة وستورها) أي بابان من الظلمة باب بعد باب فظع ذلك بذكر الستور، قال أحمد: (بابا ظلمة) يعني ظلمة أول الليل وظلمة آخره والستور: يعني الظلمة التي بين أول الليل وآخره وهي بين البابين يقال هذه أرض قواء وأرض قي إذا كانت قفارًا ليس بها أحد، و(المستنبح): الذي يضل الطريق فينبح لتجيبه الكلاب فيستدل بنباحها على الحي فيقصدهم ومثله:
ومستنبح قال الصدى مثل قوله.......رفعت له نارًا لها حطب جزل
وإنما قال الصدى مثل قوله يعني أنه أجابه بمثل ما قال لخلاء الأرض والصدى يجيب الداعي لخلاء الأرض وبين الجبال وعلى شاطئ الأنهار وفي البيت الخالي ومنه قول الآخر:
كأني إذا دعوت بني تميم.......دعوت بدعوتي لهم الجبالا
يريد سرعة إجابتهم كإجابة الصدى.
2: رفعت له ناري فلما اهتدى بها.......زجرت كلابي أن يهر عقورها
قال الأصمعي: لم يجد في وصف كلابه لأنه لو كان الضيفان يكثرون إتيانه أنست بهم كلابه وأنشد بيت أبي هرمة:
وإذا تنور طارق مستنبح.......نبحت فدلته علي كلابي
فعوين يستعجلنه ولقينه.......يضربنه بشراشر الأذناب
عرفان أني سوف أضرب عبطة.......دم بكرة معصوبة أو ناب
يقال شرشر الكلب إذا ضرب بذنبه وحركه للأنس وشرشر الطائر ورفرف إذا أراد أن يرتفع فحرك جناحيه وضرب بهما.
3: فلا تسأليني واسألي عن خليقتي.......إذا رد عافي القدر من يستعيرها
قال الأصمعي: كانوا في الجدب إذا استعار أحدهم قدرًا رد فيها شيئًا من طبيخ وقوله (عافي القدر) يقول لم يجهد أهلها وما أعطوه عفوًا وقال آخر: يعفيك عافيه وعند النحر، غيره: (عافي القدر) من يأتيها لينال مما فيها، يقال عفوت الرجل واعتفيته وعروته واعتريته.
قال الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر}، فيقال: القانع السائل والمعتر المعترض للنائل من غير أن يسأل، يقول: كثر عافي القدر على أهلها فشغلت بهم فرد مستعيرها، فكأن العافي إذا شغلها عن مستعيرها هو رد مستعيرها، فعافي في موضع رفع ومن في موضع نصب وقول آخر وهو أن يرد المستعير في القدر شيئًا مما طبخ، فيكون عافي القدر حينئذٍ في موضع نصب وسكن الياء كما تسكن في الرفع والخفض فهؤلاء لا يحركونها، النصب فيها عندهم كالرفع والخفض، قال شاعرهم:
يا عمرو أحسن نواك الله بالرشد.......واقرأ سلامًا على الأنكاد والثمد
وابكن عيشًا تولى بعد جدته.......طابت أصائله في ذلك البلد
وقول الآخر: لتغنن عي ذا إنائك أجمعا، وجعلت من هي الفاعلة.
4: وكانوا قعودًا حولها يرقبونها.......وكانت فتاة الحي ممن ينيرها
(يرقبونها) من شدة الجهد والقوم ينتظرون نضجها وقوله و(كانت فتاة الحي) يقول تخرج الفتاة التي كانت مصونة حتى تعالج معهم القدر من الجهد ولا تستحي ومثله قول الآخر:
إذا الحسناء لم ترخص يديها.......ولم يقصر لها بصر بستر
وقوله ولم يقصر أي: لم يحبس أي لم يسترها أحد، وأصل القصر الحبس ومنه سمي القصر قصرًا لأنه يحبس من فيه ومنه قول الله تعالى: {حور مقصورات في الخيام} ومنه قول الشاعر:
أحب من النسوان كل قصيرة.......لها نسب في الصالحين قصير
يقول إذا قالت أنا بنت فلان عرف أبوها على قصر منها في نسبها ومنه قول الآخر:
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد.......قصار الخطى شر النساء البحاتر
(البهاتر: الأصل، قال أحمد: بهاتر وبحاتر بالهاء والحاء) ومثل قوله: وكانت فتاة الحي ممن ينيرها، قول غوية بن سلمي:
وإذا العذارى بالدخان تقنعت.......واستعجلت نصب القدور فملت
ملت: طرحت في النار فكببت من فرط الجوع وشدة الجهد، ينيرها: يضيؤها أي ممن يوقد وشبيه بهذا قول أوس:
وكانت الكاعب المخبأة الـ.......ـحسناء في زاد أهلها سبعا
5: تري أن قدري لا تزال كأنها.......لذي الفروة المقرور أم يزورها
روى أحمد: (لذي القر والمقرور) أم يزورها، و(القر) والقرة البرد بعينه هما الاسم ويوم قر وليلة قرة نعت والمقرور الذي قد اشتد به البرد، يقال قر الرجل فهو مقرور ومن الحر قد حر فهو محرور.
6: مبرزة لا يجعل الستر دونها.......إذا أخمد النيران لاح بشيرها
غيره: (بشير النار) ضوءها وذلك أنه يبشر الناظر إليه ويستدل به على الخير لأنه لا يظهر ناره في ذلك الوقت إلا الكريم ومن يريد الإفضال على الناس.
وغيره (يخمد ناره) لئلا يراها ضيف فيأتيها، ومثله: رفعت له ناري مبرزة، يقول أظهرتها لأطعم منها.
7: إذا الشول راحت ثم لم تفد لحمها.......بألبانها ذاق السنان عقيرها
(الشول): الإبل التي شولت ألبانها أي ارتفعت وقوله (راحت) أي راحت من المرعى، يقول إذا راحت ولم يكن بها لبن عقرتها، ونحو منه قول الحارث بن حلزة:
لوجدتنا للضيف خير عمارة.......إن لم يكن لبن فعطف المدمج
يقول إذا نزل بنا ضيف فلم يكن فيها لبن نحرنا له وقوله فعطف المدمج أي ضربنا بالقداح لننحر له، غيره: (الشول): جمع شائلة على غير القياس وكان القياس أن يكون شائل لأنه لا حظ للذكر في هذا والشول اللاتي رفعن أذنابهن وأنشد:
كأن في أذنابهن الشول.......من عبس الصيف قرون الأيل
ومثل قوله إذا الشول راحت قول الآخر:
إذا لم تذد ألبانها عن لحومها.......قريناهم منها بأسيافنا دما
و(العقير) ههنا الحائل التي لم تحمل مثل العقيم وهي أسمن من غيرها، يقال عقرت وعقرت فهي عاقر ومن العقم قد عقمت قال أبو دهبل:
عقم النساء فلن يلدن شبيهه.......إن النساء بمثله عقم
8: وإني لتراك الضغينة قد بدا.......ثراها من المولى فلا أستثيرها
الأصل قد أرى ثراها من إلخ، وروى أحمد ههنا بيتًا:
9: مخافة أن تجني علي وإنما.......يهيج كبيرات الأمور صغيرها
هذا مثل قوله:
لا تحقرن من الأمور صغيرها.......إن الصغار غدًا تكون كبارا
(الضغينة): الحقد والعداوة يقال قد ضغن عليه يضغن ضغنًا وقوله (قد أرى ثراها) هذا مثل، أي أرى ندى أولها والثرى الندى كما ترى ندى ماء البئر قبل أن تنبطها. يقول فإذا تبينت من ابن عمي شرًا لم أبحث عنه ولكن أتغافل كما قال سالم بن وابصة الأسدي:
داويت قلبًا قديمًا غمره قرحًا.......منه وقلمت أظفارًا بلا جلم
والمولى ابن العم.
10: تسوق صريم شاءها من جلاجل.......إلي ودوني ذات كهف وقورها
(ذات كهف) موضع، و(القور): جمع قارة وهو المرتفع في صلابة و(صريم) قبيلة، غيره: (صريم) هو الصحيح، قال أحمد: قوله (تسوق صريم شاءها) يقول تحملني بالهجاء على أن أهجوها وأذكرها وأصف أنهم أصحاب شاء ليسوا بأصحاب خيل ولا إبل فكأنهم ساقوا ذلك إلي لأذكره منهم على بعد ما بيني وبينهم.
11: إذا قيلت العوراء وليت سمعها.......سواي ولم أسأل بها ما دبيرها
(العوراء): الكلمة القبيحة وأصل العور الفساد في كل شيء ومنه قول العرب فلان أعور معور فالأعور الفاسد والمعور الذي يأتي من قبله الفساد ويكون المعور الذي يكون من معه على فساد كما قالوا: خبيث مخبث فالخبيث في نفسه والمخبث أن يكون أهله ومن معه خبثاء وقوله (وليت سمعها سواي) أي لم استمع لها، و(دبيرها) متعقبها وما يراد منها، وأنشد غير أبي عكرمة: وما الكلم العوران لي بقبول. (ينبغي بقتول بالتاء) وأنشدني في العور وهو الفساد: وعور الرحمن من ولى العور، وجاء في الحديث: ((شر الرأي الدبري))، وقريب منه قول القطامي:
وخير الأمر ما استقبلت منه.......وليس بأن تتبعه إتباعًا
12: فماذا نقمتم من بنين وسادة.......بريء لكم من كل غمر صدورها
(الغمر): الحقد والعدواة، ويروى: من كل ضب صدورها والضب والغمر سواء، يقال نقم ينقم وهي اللغة العالية، قال الله تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا} وقال عز ذكره: {هل تنقمون منا} ونقم ينقم لغة.
13: هم رفعوكم للسماء فكدتم.......تنالونها لو أن حيًا يطورها
قوله (رفعوكم) أي رفعوا من أقداركم بجميل فعالهم فارتفعتم بذلك، وقوله (يطورها) مأخوذ من الطوار وهو ما حول الدار، ومنه قولهم لا تطورننا أي لا تقرب فناءنا، ومنه قولهم عدا فلان طوره أي تجاوز ما يجب له، والمعنى لو نالها أحد بشرف لنلتموها.
14: ملوك على أن التحية سوقة.......ألاياهم يوفى بها ونذورها
ويروى: كراسيهم يسعى بها وصقورها، يقول هم ملوك ومعاملتهم الناس معاملة السوقة لأنهم لا يتكبرون عليهم، فالناس يحيونهم بتحية السوقة، و(الألايا) جمع ألية وهي اليمين يقال ألية وألوة وإلوة وألوة، وقوله (يوفى بها ونذورها) يقول إذا حلفوا على شيء أو نذروا نذرًا وفوا به، ويقال إذا حلفوا على غيرهم أو نذروا أوفي لهم لعزهم وبرت أيمانهم، وروى أحمد بن عبيد: (ملوك على أن النحيتة سوقة)، والنحيتة: النجر والخليقة يقول هم سوقة وفعلهم فعل الملوك وأنكر التحية وقال الأصل سوقة وأفعالهم أفعال الملوك، يوفون بالنذر ولا يرد عليهم ما حلفوا عليه ونذروه وكل من دون الملك عند العرب سوقة من جميع الناس.
15: فإلا يكن مني ابن زحر ورهطه.......فمني رياح عرفها ونكيرها
أراد رياح بن الأشل الغنوي لأنه هو الذي ولده. يقول إن لم يكن مني ابن زحر أي إن لم يكن بيني وبينه نسب فمتى بنو رياح و(عرفها) معروفها و(نكيرها) ما تنكره، يريد رياح مني في وقت الرضا والغضب.
16: وكعب فإني لابنها وحليفها.......وناصرها حيث استمر مريرها
قال الأصمعي: إنما ذكر رياحًا وكعبًا يتهكم بابن زحر أي: يسخر منه لأنه دون هؤلاء القوم في الشرف، وقوله (حيث استمر مريرها) أي: حيث جد أمرها، أخذه من المريرة وهي الحبل إذا فتل سميت مريرة بالفتل وهو الإمرار من قول العجاج:
أمره يسرًا فإن أعيا اليسر.......والتاث إلا مرة الشزر شزر
وجمع (المريرة) مرائر ومنه قول الآخر:
إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا.......بني عامر فاستظهروا بالمرائر
وقوله: (وناصرها حيث استمر مريرها)، أراد أنه ناصر لها في شدة أمرها يعني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
17: لعمري لقد أشرفت يوم عنيزة.......على رغبة لو شد نفسًا ضميرها
18: ولكن هلك الأمر أن لا تمره.......ولا خير في ذي مرة لا يغيرها
أي: (لو اشتد العزم)، قال أحمد: يقول كنت عزمت على أن أغير عليهم وأمكنتني الفرصة ثم فترت كأنه يلوم نفسه ألا أغار عليهم فغنم وأصاب الرغبة، أبو عكرمة: التضييع من التواني أي من ركب شيئًا فلا يضعفن فيه، والإغارة شدة الفتل.
[شرح المفضليات: 347-353]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
36, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir