دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > اختصار علوم الحديث

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو القعدة 1429هـ/16-11-2008م, 08:25 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النوع الخامس عشر: في الاعتبارات والمتابعات والشواهد

النَّوْعُ الْخَامِسَ عَشَرَ

فِي الِاعْتِبَارَاتِ وَالْمُتَابَعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ

مِثَالُهُ:
أَنْ يَرْوِيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r حَدِيثًا, فَإِنْ رَوَاهُ غَيْرُ حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ أَوْ غَيْرُ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَوْ غَيْرُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r فَهَذِهِ مُتَابَعَاتٌ.
فَإِنَّ رُوِيَ مَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ سُمِّيَ شَاهِدًا لِمَعْنَاهُ.
وَإِنْ لَمْ يُرْوَ بِمَعْنَاهُ أَيْضًا حَدِيثٌ آخَرُ فَهُوَ فَرْدٌ مِنَ الْأَفْرَادِ.
وَيُغْتَفَرُ فِي بَابِ "الشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابَعَاتِ" مِنَ الرِّوَايَةِ عَنِ الضَّعِيفِ الْقَرِيبِ الضَّعْفِ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي الْأُصُولِ, كَمَا يَقَعُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِهَذَا يَقُولُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي بَعْضِ الضُّعَفَاءِ: "يَصْلُحُ لِلِاعْتِبَارِ", أَوْ "لَا يَصْلُحُ أَنْ يُعْتَبَرَ بِهِ". واللهُ أَعْلَمُ.


  #2  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 09:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الباعث الحثيث للشيخ: أحمد شاكر

النَّوْعُ الْخَامِسَ عَشَرَ

فِي الِاعْتِبَارَاتِ وَالْمُتَابَعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ[1]:

مِثَالُهُ:
أَنْ يَرْوِيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r حَدِيثًا, فَإِنْ رَوَاهُ غَيْرُ حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ أَوْ غَيْرُ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَوْ غَيْرُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r فَهَذِهِ مُتَابَعَاتٌ.
فَإِنَّ رُوِيَ مَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ سُمِّيَ شَاهِدًا لِمَعْنَاهُ.
وَإِنْ لَمْ يُرْوَ بِمَعْنَاهُ أَيْضًا حَدِيثٌ آخَرُ فَهُوَ فَرْدٌ مِنَ الْأَفْرَادِ[2].
وَيُغْتَفَرُ فِي بَابِ "الشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابَعَاتِ" مِنَ الرِّوَايَةِ عَنِ الضَّعِيفِ الْقَرِيبِ الضَّعْفِ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي الْأُصُولِ, كَمَا يَقَعُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَلِهَذَا يَقُولُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي بَعْضِ الضُّعَفَاءِ: "يَصْلُحُ لِلِاعْتِبَارِ", أَوْ "لَا يَصْلُحُ أَنْ يُعْتَبَرَ بِهِ". واللهُ أَعْلَمُ[3].


[1] قال ابن الصلاح: هذه أمور يتداولونها في نظرهم في حال الحديث: هل تفرد به رواية أو لا؟ وهل هو معروف أو لا؟

[2] وهو الفرد المطلق، وينقسم عند ذلك إلى مردود منكر، وإلى مقبول غير مردود كما سبق.

[3] لم يوضح المؤلف هذا الباب إيضاحًا كافيا. وقد بيناه في شرحنا على ألفية السيوطي في المصطلح، فقلنا:
نجد أهل الحديث يبحثون عما يرويه الراوي ليتعرفوا ما إذا كان قد انفرد به أو لا، وهذا البحث يسمى عندهم (الاعتبار) فإذا لم يجدوا ثقة رواه غيره كان الحديث (فردا مطلقا) أو (غريبا) كما مضى مثال ذلك: أن يروي حماد بن سلمة حدثنا عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر: هل رواه ثقة آخر عن أيوب؟
فإن وجد كان ذلك متابعة تامة، وإن لم يوجد فينظر: هل رواه ثقة آخر عن ابن سيرين غير أيوب؟ فإن وجد كان متابعة قاصرة، وإن لم يوجد فينظر: هل رواه ثقة آخر عن أبي هريرة غير ابن سيرين؟ فإن وجد كان متابعة قاصرة: وإن لم يوجد فينظر: هل رواه صحابي آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي هريرة؟ فإن وجد كان متابعة قاصرة أيضًا، وإن لم يوجد كان الحديث فردا غريبا. كحديث (أحبب حبيبك هونًا ما) فإنه رواه الترمذي من طريق حماد بن سلمة بالإسناد السابق، وقال: (غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه) قال السيوطي في التدريب: (أي من وجه يثبت) وإلا فقد (رواه الحسن بن دينار عن ابن سيرين، والحسن متروك الحديث لا يصلح للمتابعات).
وإذا وجدت الحديث غريبا بهذه المثابة، ثم وجدنا حديثا آخر بمعناه، كان الثاني شاهدًا للأول: قال الحافظ ابن حجر: قد يسمى الشاهد متابعة أيضًا، والأمر سهل. مثال ما اجتمع فيه المتابعة التامة والقاصرة وللشاهد: ما رواه الشافعي في الأم عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهر تسع وعشرون. فلا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين. فهذا الحديث بهذا اللفظ ظن قوم أن الشافعي تفرد به عن مالك فعدوه في غرابته، لأن أصحاب مالك رووه عنه بهذا الإسناد بلفظ: فإن غم عليكم فاقدروا له: لكن وجدنا للشافعي متابعا، وهو عبد الله بن مسلمة القعنبي، كذلك أخرجه البخاري عنه عن مالك، وهذه متابعة تامة، ووجدنا له متابعة قاصرة في صحيح ابن خزيمة. من رواية عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد عن جده عبد الله بن عمر، بلفظ: فأكملوا ثلاثين. وفي صحيح مسلم من رواية عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر بلفظ: فاقدروا ثلاثين. ووجدنا له شاهدا رواه النسائي من رواية محمد بن حنين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثل حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، بلفظ سواء. ورواه البخاري من رواية محمد بن زياد عن أبي هريرة بلفظ: (فإن أغمى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين).وذلك شاهد بالمعنى.
وظاهر صنيع ابن الصلاح والنووي يوهم أن الاعتبار قسيم للمتابعات والشواهد، وأنها أنواع ثلاثة. وقد تبين لك مما سبق أن الاعتبار ليس نوعا بعينه، وإنما هو هيئة التوصل للنوعين: المتابعات والشواهد. وسبر طرق الحديث لمعرفتهما فقط.



  #3  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 09:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: عبد الكريم الخضير (مفرغ)



القارئ:
النوع الخامس عشر: في الاعتبار والمتابعات والشواهد
مثاله: أن يروي حماد بن سلمة, عن أيوب, عن محمد بن سيرين, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا, فإن رواه غير حماد عن أيوب, أو غير أيوب عن محمد, أو غير محمد عن أبي هريرة, أو غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذه متابعات.
فإن روي معناه من طريق أخرى عن صحابي آخر, سمي شاهدا لمعناه, وإن لم يرو بمعناه أيضا حديث آخر فهو فرد من الأفراد.
ويغتفر في باب الشواهد والمتابعات من الرواية عن الضعيف القريب الضعف ما لا يغتفر في الأصول, كما يقع في الصحيحين وغيرهما مثل ذلك, ولهذا يقول الدارقطني في بعض الضعفاء: يصلح للاعتبار أو لا يصلح أن يعتبر به. والله أعلم.

الشيخ: هذه عبارات يستعملها أهل الحديث, الاعتبار والمتابعات والشواهد, وهذه الترجمة توهم بأن الاعتبار قسيم للمتابعة والشاهد, وليس الأمر كذلك, بل الاعتبار هيئة التوصل والكشف عن المتابعة والشاهد الاعتبار السبر والبحث عن المتابعات والشواهد, وعلى هذا فحق الترجمة أن يقال: معرفة الاعتبار للمتابعة والشاهد, ولذا يقول الحافظ العراقي رحمه الله:
الاعتبار سبرك الحديث هل شارك راو غيره فيما حمل

فالاعتبار هو هيئة التوصل إلى وجود المتابعات والشواهد والبحث, فإذا كان هذا هو الاعتبار فما المتابع والشاهد؟ الذي مشى عليه ابن الصلاح وتبعه الحافظ ابن كثير, وهو مختصر كلام ابن الصلاح, ونقله ابن حجر عن قوم كالبيهقي ونحوه, أن الشاهد ما جاء بمعناه, والمتابع ما جاء بلفظه, يعني: نبحث عن الحديث, فإذا وقفنا عن حديث آخر بغض النظر عن الصحابة هل اتحد واختلف؟ فإن كان باللفظ فالمتابع, وإن كان بالمعنى فالشاهد ، هذا ما مشى عليه المؤلف تبعا لابن الصلاح, وهو محكي عن البيهقي وغيره.
والمثال الذي ذكره هو مأخوذ من صحيح ابن حبان, مأخوذ من صحيح ابن حبان, في مقدمة الصحيح قال: "مثاله: أن يروي حماد بن سلمة, عن أيوب, عن محمد بن سيرين, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا, فإن رواه غير حماد عن أيوب ، أو غير أيوب عن محمد, أو غير محمد عن أبي هريرة, أو غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
فهنا لم يشترط فيه اتحاد الصحابي أو اختلافه ، نعم (مداخلة) كيف؟ هو موجود في الجزء الأول صفحة مائة وسبعة عشر ومائة ثمانية عشر, والذي يغلب على ظني أنه من طبعة الشيخ أحمد شاكر, ما هي من طبعة الغرنوط, ولذا قال: أو غير أبي هريرة, فإن روي معناه من طريق أخرى عن صحابي آخر سمي شاهدا لمعناه, فالفرق بين المتابع والشاهد أن يكون المتابع باللفظ والشاهد بالمعنى, هذا قول وهو قول من سمعنا من أهل العلم.
لكن القول الثاني وهو الذي اعتمده المتأخرون, وخرجوا الحديث على أساسه, أن المتابع ما جاء عن نفس الصحابي, ولو اختلف اللفظ, ولو جاء بالمعنى ، والشاهد ما جاء عن صحابي آخر, ولو اتحد اللفظ بغض النظر عن اللفظ, وهذا هو الذي (مشى) عليه المتأخرون, والأمر في هذا سهل؛ لأن الفائدة من الشواهد والمتابعات التقوية, وتحصل التقوية بالمتابع أو المشاهد, سواء اتحد الصحابي أو اختلف إذا عرفنا هذا.
فالمتابعات منها التام ومنها القاصر, ففي المثال الذي ذكره صاحب الكتاب إذا روى الخبر غير حماد بن سلمة, عن أيوب, عن محمد بن سيرين, عن أبي هريرة متابعة تامة, لكن إذا رواه شخص آخر عن آخر عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أو عن ثالث عن أبي هريرة, هذه متابعة قاصرة.
وعلى كل حال الفائدة من المتابعات والشواهد هي التقوية؛ تقوية الأخبار والشواهد هي التي يعتني بها الترمذي في كل باب من أبواب جامعه, ويقول فيه في الباب عن فلان وفلان وفلان, هذه شواهد للحديث الذي يذكره, وقد يصحح الخبر بمجموع هذه الشواهد, ومن هنا دخل عليه التساهل ، فمن نظر إلى حديث الباب بمفرده وقد قال عنه الإمام الترمذي: حسن صحيح, قالوا: متساهل, ومن نظر إلى مجموع الأحاديث في الباب بما في ذلك الشواهد التي أشار إليها قد تبلغ الصحة.
يقول: "ويغتفر في باب الشواهد والمتابعات من الرواية عن الضعيف القريب الضعف" القريب الضعف يعني: (اللي) ضعفه محتمل, يصلح للمتابعات, يصلح للاعتبار, يصلح للشواهد, يصلح لترقية, أما (اللي) ضعفه شديد, فوجوده مثل عدمه على ما تقدم.
"ويغتفر في باب الشواهد والمتابعات من الراوية عن الضعيف القريب الضعف ما لا يغتفر في الأصول" يعني: قد تروي عن ابن لهيعة وهو ضعيف عند أهل العلم, لكن ضعفه قريب, ضعفه قريب, فيصلح للمتابعات, يصلح للشواهد, لكن ما يصلح للأصول التي يعتمد عليها ونحوه من الرواة.
ولذا كثيرا ما يقول أهل العلم: فلان يعتبر به أو يصلح للاعتبار, وفلان لا يعتبر به أو لا يصلح أن يعتبر به ، يطلق أهل العلم هذه العبارة كثيرا؛ من أجل أن نستفيد من الراوي الذي يعتبر به, فإذا انضم إليه غيره ممن هو بدرجته تقوى الحديث, أما الذي لا يعتبر به ارم به ما يفيد.
يقول: "كما يقع في الصحيحين وغيرهما مثل ذلك" نعم يقع في رواة الصحيحين من مس بضرب من التجريح الخفيف في باب المتابعات والشواهد دون الأصول. نعم.


  #4  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 09:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: سعد الحميد (مفرغ)

القارئ: النوع الخامس عشر: في الاعتبار والمتابعات والشواهد
قال: مثاله أن يروي عن حماد بن سلمة,عن أيوب,عن محمد بن سيرين,عن أبي هريرة,عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً، فإن رواه غير حماد عن أيوب,أو غير أيوب عن محمد,أو غير محمد عن أبي هريرة,أو غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم,فهذه متابعات.
فإن روي معناه من طريق أخرى عن صحابي آخر يسمى شاهداً لمعناه,وإن لم يرو بمعناه أيضاً حديث آخر,فهو فرد من الأفراد.
ويغتفر في باب الشواهد والمتابعات من الرواية عن الضعيف القريب الضعف,ما لا يغتفر في الأصول,كما يقع في الصحيحين وغيرهما مثل ذلك.
ولهذا يقول الدارقطني في بعض الضعفاء: يصلح للاعتبار, أولا يصلح أن يعتبر به.والله أعلم.

الشيخ: هذا الكلام عن الاعتبار والمتابع والشاهد مبحث جديد,يختلف عن المباحث السابقة؛ لأنه لا علاقة له بالحكم على الحديث، أي: لا يعتبر هذا منبنياً عليه لا رد ولا قبول، ولكنه وصف لبعض الحالات التي يكون عليها الحديث.
وأذكر الأخ الذي ذكرني بأنني أخرت الكلام من مبحث الحديث المعنعن والمؤنأن عن الزيادات والاختلاف إلى مبحث الحديث الشاذ، أنني سأتكلم عن هذا إن شاء الله في مبحث زيادة الثقة,وهو آت عما قريب إن شاء الله تعالى,إن أمكننا أن نأخذه اليوم أو غداً الصباح إن شاء الله.
عندنا الآن هذه الإطلاقات الثلاثة: الاعتبار والمتابع والشاهد،,نبه الحافظ ابن حجر رحمه الله على أنه ليس هناك إلا إطلاقين,وهو المتابع والشاهد؛ لأن المتابع قسيم الشاهد,أي: هذا قسم وهذا قسم، إذا كان كل منهما قسما مستقلا عن الآخر قيل: هذا قسيم لهذا.
أما بالنسبة للاعتبار,فهو ليس قسيما لهما، ولكنه الهيئة التي يتوصل بها إلى معرفة المتابع والشاهد، أي: الطريقة التي يمكن من خلالها التوصل إلى المتابع والشاهد، والغرض من معرفة المتابع والشاهد أننا لو كان عندنا حديث فرد، أي: الإسناد الذي أمامنا,لم يرد إلا من ذلك الطريق,ولكننا حتى الآن ما قطعنا عليه بالتفرد,ولا قطعنا عليه بالغرابة,ولا قلنا: إن هذا الحديث من الأحاديث الغرائب,أو من الأحاديث المفاريد,أو من أحاديث الآحاد، ولم يرد إلا من هذا الطريق، أو إن فلانا تفرد به، حتى الآن ما قطعنا بشيء من ذلك,إلا بعد النظر والتتبع,فيبدأ طالب العلم ينظر في كتب الحديث؛ليرى هل جاء لهذا الحديث طريق أخرى عن صحابي آخر,وهل توبع ذلك الراوي الذي تفرد به؟ كأن يتفرد به مثلاً الأعمش، هل توبع عليه أو لا يروى إلا من طريقه؟.
كل هذه المسائل إذا بدأ طالب العلم في التفتيش عنها، يسمى ذلك القيام وتلك الحركة وذلك البحث منه يسمى اعتباراً.
فإذن الاعتبار هو الهيئة التي يتوصل بها إلى معرفة: هل ورد للحديث الفرد تابع أو شاهد أولا؟ هذا هو المقصود بالاعتبار.
مثل الحافظ ههنا لما قلت بهذا المثال: تقول: لو جاءنا حماد بن سلمة,فروى حديثاً عن أيوب السختياني,وأيوب يرويه عن محمد بن سيرين,ومحمد بن سيرين يرويه عن أبي هريرة، فنحن إذا ذهبنا لنفتش ووجدنا أن هناك من رواه غير حماد بن سلمة,كأن يرويه حماد بن زيد عن أيوب السختياني، عرفنا بأن هذا الحديث قد توبع عليه حماد بن سلمة,فلم ينفرد به حماد، فيقال لهذه المتابعة: متابعة تامة.
والمتابعة التامة: هي التي تحصل من أول السند للراوي الذي تفرد بذلك الحديث، إذا توبع قيل لتلك المتابعة: متابعة تامة.
ثم إذا نظرنا نظرة أخرى: هل هذا الحديث مما تفرد به أيوب السختياني عن محمد بن سيرين, أو أنه توبع عليه، فإن وجدنا مثلاً هشام بن حسان رواه عن محمد بن سيرين,عرفنا أن أيوب السختياني توبع على هذا الحديث، فهذه يقال لها: متابعة قاصرة؛لأنها لم تحصل من أول السند,ولكنها حصلت من أثناء السند، هذه يقال لها ماذا؟ متابعة قاصرة.
ثم إذا نظرنا نظرة أخرى: هل هذا الحديث مما تفرد به محمد بن سيرين,عن أبي هريرة,أو أنه توبع عليه؟
فإن وجدنا أبا سلمة بن عبد الرحمن مثلاً روى هذا الحديث عن أبي هريرة,قلنا: إن محمد بن سيرين توبع على هذا الحديث,وتسمى هذه المتابعة ماذا؟ تسمى متابعة قاصرة أيضاً من باب أولى؛ فهي أقصر من سابقتها,وسابقتها أتم منها,ولكنها قاصرة بالنسبة لما قبلها.
ثم نظرنا نظرة أخرى: هل روى هذا الحديث أحد غير أبي هريرة؟ فإن وجدناه رواه أحد غير أبي هريرة,كابن عمر مثلاً,قلنا عن حديث ابن عمر: إنه شاهد لحديث أبي هريرة؛ لأن الاختلاف إذا كان في الصحابي فإنه يكون شاهداً,أي: إذا كان المتابع صحابي آخر,فذلك يقال له: شاهد.
وأما إذا كانت المتابعة في الصحابي نفسه,كمتابعة أبي سلمة بن عبد الرحمن لمحمد بن سيرين,عن أبي هريرة,أو متابعة هشام بن حسان لأيوب السختياني,عن محمد بن سيرين، أو متابعة حماد بن سلمة عن أيوب السختياني، فهذه كلها يقال لها: متابعات ولا يقال لها: شواهد.
وهذا بناء على القول الأولى والأرجح إن شاء الله، وهذا هو الذي ينبغي أن يستعمل؛لأنه به أيضاً تحد هذه الأنواع,فيعرف ما هو الشاهد,وتعرف ما هي المتابعة.
وأنا أقول لكم هذا؛بناء على أنه ينبغي أن تضبط أنواع علوم الحديث بهذه الضوابط حتى يختلف كل نوع عن الآخر، أما التداخل فإنه يوقع في اللبس أحياناً، لكن مع هذا نقول: إن من سوى بين هذه الأنواع,أو نظر نظرة أخرى غير هذه النظرة, وهي التي سأشير إليها من العلماء؛فإن ذلك يعتبر سائغاً إن شاء الله,والخلاف كما قال ابن حجر في هذا: الخلاف سهل ويسير؛لأن هناك من العلماء من كان يطلق على الشاهد متابعاً,وعلى المتابع شاهداً,فالخطب يسير، ومنهم من نظر نظرة أخرى: نظر إلى اللفظ المروي فقال: إن كان اللفظ واحدا لا يختلف,فهذا نعتبره متابعاً,سواء كان من طريق الصحابي نفسه أو اختلف، وإن اختلف اللفظ فذلك شاهد,سواء كان من طريق الصحابي نفسه أو اختلف أيضاً.
ولعلي أمثل لكم بمثال,وإن لم يكن واقعياً تماماً، لو وجدنا الحديث حديثاً يرويه أبو هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام,أنه قال: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)). ثم وجدنا هذا الحديث من رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة،,ووجدنا سليمان الأغر.. أو سلمان الأغر رواه عن أبي هريرة, لكن بلفظ: ((من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار)). بناء على هذا التعريف الثاني الذي ذكرت رواية سلمان الأغر للحديث عن أبي هريرة تسمى متابعة لرواية سعيد بن المسيب أو شاهداً؟
تسمى شاهداً؛لأن اللفظ اختلف,وإن كان المعنى واحداً، فذاك اللفظ: ((من كذب علي متعمداً)),وهذا اللفظ: ((من تقول علي ما لم أقله)) فاللفظ اختلف والمعنى واحد.
فبناء على هذا القول الثاني يسمى هذا شاهد,حتى وإن كان الصحابي واحداً،,ثم لو وجدنا هذا الحديث رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) فبناء على هذا التعريف الثاني يكون هذا متابعاً أو شاهداً؟
يكون متابعاً؛لأنه جاء بنفس اللفظ، فهذا بناء على التعريف الثاني، وكما قلت لكم: الخطب يسير، أما من حيث الوقوع فمثلوا لهذا بالرواية التي رواها الشافعي عن الإمام مالك؛ وذلك أن الإمام مالك رحمه الله روى عن عبد الله بن دينار,عن ابن عمر حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال,ولا تفطروا حتى تروه,فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)).وأكثر الرواة الذين رووا هذا الحديث عن الإمام مالك كلهم رووه بهذا اللفظ,عدا اللفظ الأخير؛فإنهم قالوا فيه: ((فإن غم عليكم فاقدروا له)). فظن بعض الناس أن الشافعي رحمه الله أخطأ في هذا الحديث عن مالك,وتفرد بهذا اللفظ على مالك؛ فإن جميع الرواة يقولون: ((فاقدروا له)). والشافعي يقول: ((فأكملوا العدة)).
وهذا ينبني عليه خلاف في الحكم، فنظروا وإذا بالشافعي رحمه الله لم ينفرد عن الإمام مالك بتلك اللفظة، بل توبع عليها متابعة تامة,وتوبع عليها متابعة قاصرة,ووجد له شاهد من حديث ابن عباس,ووجد له شاهد من حديث أبي هريرة.
وهذا المثال يصلح لكلا التعريفين: للمتابع والشاهد,أي: بناء على النظر إلى الصحابي,أو بناء على النظر إلى اللفظ، كذا وكذا,كله يصلح، فوجدوا عبد الله بن مسلمة القعنبِي روى هذا الحديث عن الإمام مالك,مثل ما رواه الشافعي تماما، وروايته في صحيح البخاري,فعدت هذه الرواية متابعة ماذا؟ متابعة تامة.
ووجدوا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عاصم بن محمد يروي عن أبيه محمد بن زيد,عن جده عبد الله بن عمر,أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - فذكر هذا الحديث - ((فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)) أو كما جاء في ذلك الحديث.
فتلك الرواية اعتبرت متابعة قاصرة؛لأن الصحابي واحد,وهو عبد الله بن عمر, ولكن الطريق اختلفت، فتلك الرواية يرويها عبد الله بن دينار,وهذه يرويها زيد بن عبد الله بن عمر، ثم نظروا وإذا بالحديث جاء عن ابن عباس في سنن النسائي,فاعتبروا ذلك شاهداً,وجاء عن أبي هريرة أيضاً,وروايته في صحيح البخاري، فاعتبر أيضاً ذلك شاهداً.
لكن لو نظرنا لهذه الروايات بناء على من نظر إلى اللفظ، الآن بناء على من نظر إلى الطريق عرفنا أن رواية بد الله بن مسملة القعنبي متابعة متابعة تامة لرواية الشافعي، ورواية عاصم بن محمد متابعة متابعة قاصرة لرواية الشافعي، ورواية ابن عباس وأبي هريرة شاهدة لحديث ابن عمر السابق.
لكن بناء على التعريف الثاني,وهو ما يلتفت إلى اللفظ، قالوا: بالنسبة لاتحاد الصحابي واختلاف الصحابي، فالبنسبة لاتحاد الصحابي رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي تعتبر ماذا؟ تعتبر متابعة لرواية الشافعي؛لأن لفظها نفس لفظ الشافعي، ورواية عاصم بن محمد تعتبر شاهدة لرواية الشافعي,حتى وإن كان الصحابي واحداً,وهو عبد الله بن عمر، لكن لفظها اختلف قليلاً,وإن كان المعنى واحداً,فاعتبروها شاهدة لرواية الشافعي، بناء على اختلاف الصحابي رواية عبد الله بن عباس التي عند النسائي اعتبروها متابعة لرواية الشافعي,حتى وإن اختلف الصحابي؛لأن لفظها واحد: ((فأكملوا العدة ثلاثين)).
وأما رواية أبي هريرة فهي تعتبر شاهدا لرواية الشافعي؛لأن لفظها اختلف نوعاً ما,وإن كان المعنى واحداً.
فهذا بالنسبة لما يتعلق بمعرفة المتابع والشاهد,وهو من فضول علم الحديث,بهذا التفصيل الذي ذكرته دقيقاً، والذي يهمنا منه هو ما يتعلق بجمع الطرق وتتبعها,ومعرفة المتابع والشاهد فقط,وبخاصة بناء على التعريف الذي قلت: إنه أولى وأرجح.والله أعلم.


  #5  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 09:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: إبراهيم اللاحم (مفرغ)

القارئ: النوع الخامس عشر: في الاعتبارات والمتابعات والشواهد
مثال أن يروي حماد بن سلمة عن أيوب, عن محمد بن سيرين, عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – حديثا، فإن رواه غير حماد عن أيوب، أو غير أيوب عن محمد، أو غير محمد عن أبي هريرة، أو غير أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذه متابعات.
فإن روي معناه من طريق أخرى، عن صحابي آخر سمي شاهدا لمعناه, وإن لم يرو بمعناه أيضا حديثا آخر فهو فرد من الأفراد، ويغتفر في باب الشواهد والمتابعات من الرواية عن الضعيف القريب الضعف لا يغتفر في الأصول، كما يقع في الصحيحين وغيرهما مثل ذلك، ولهذا يقول الدارقطني في بعض الضعفاء: يصلح للاعتبار أو لا يصلح أن يعتبر به. والله أعلم.
الشيخ: نعم هذا الموضوع ما فيه كلام كثير، ما فيه اختلاف ولا، يعني بالنسبة للنوعين اللذين قبله؛ هذا لأنه ليس تحته حكم إلا أمر يسير في آخره ذكره ابن كثير، بالنسبة للمتابعات والشواهد مثل ابن كثير رحمه الله تعالى بهذا المثال، ننتبه له قال: روى حماد بن سلمة, عن أيوب, عن محمد بن سرين, عن أبي هريرة, عن النبي- صلى الله عليه وسلم – حديثا، تسمي هذا.
نحن الآن في يعني كتقريب للطلاب، نسمي هذا الإسناد الأصل، ويفترض في الباحث أنه قد طبق عليه شروط الحديث الصحيح، إذا درست هذا الحديث لوحده، كم تستطيع أن تطبق عليه من الشروط ؟ كم تستطيع أن تطبق عليه من شروط الحديث الصحيح؟ تستطيع أن تطبق عليه ثلاثة، ثلاثة شروط، بالنسبة للشذوذ الذي هو التفرد، أو بالنسبة للمعلل الذي هو المخالفة، إذا أردت أن تطبق عليه هذه الشروط، هذا هو السبيل إليه، وهو ما يسميه العلماء الاعتبار، نسميه نحن البحث، هو البحث عن طرق أخرى للحديث، وكذلك أيضا ما مر بنا أن الحديث الضعيف قد يرتقي إلى الحسن لغيره، وأيضا ابن الصلاح ولم يذكره ابن كثير أو أشار إليه ابن كثير, إشارة أن الحديث الحسن قد يرتفع أيضا إلى الصحيح، السبيل إلى هذا، إلى التأكد من خلو الحديث من الشذوذ، أو خلو الإسناد من الشذوذ أو العلة، وكذلك التأكد من اعتراضه أو عدم اعتراضه سبيله هو ما يطلق عليه العلماء اسم الاعتبار، إذا الاعتبار هذا الاعتبار هو الطريق إلى المتابعات إلى البحث عن المتابعات والشواهد.
ولهذا اعترضوا على ابن الصلاح رحمه الله، لما قال: الاعتبار والمتابعات والشواهد قد يظن القارئ أن الاعتبار, أن الاعتبار قسيم للمتابع والشاهد، وهم قالوا: ليس كذلك، وليس مراده هذا، ولكنه اعترضوا عليه في العنوان، مراده أن الاعتبار طريق للبحث عن متابع أو شاهد, ونحن تقول وهو أيضا طريق للتأكد من خلو الحديث من الشذوذ والعلل، لا تستطيع أن تحكم أو أن تستوفي الكلام على الشرطين الأخيرين إلا بالاعتبار.
فإذا روى شخص غير حماد بن سلمة, لنفرض أنه حماد بن زيد، روى الحديث عن أيوب، ماذا نقول ؟ حماد بن زيد تابع من؟ حماد بن سلمة، إذا المتابع من هو ؟ حماد بن سلمة، والمتابع هو حماد بن زيد، المتأخرون زادوا هذا تقسيما، فسموا هذه متابعة تامة, متابعة تامة لمن الآن ؟ لحماد بن سلمة، لماذا تامة ؟
يقولون: لأنه توبع في شيخه، شيخه من هو ؟ أيوب, وإذا توبع الراوي في الشيخ فهذا أقوى في الاعتضاد بالنسبة لحماد، إذا رواه غير أيوب، لنفرض أنه ابن عون، أو أنه هشام بن حسان, رواه عمن ؟ عن محمد بن سيرين، فحماد بن سلمة قد توبع، لكن توبع في شيخه، أو في شيخ شيخه، في شيخ شيخه، هذه يسمونها متابعة قاصرة, أو توبع محمد بن سيرين, لنفرض أنه رواه الأعرج عن أبي هريرة، فهذه متابعة لشيخ شيخ الشيخ، فهذه متابعة قاصرة بدرجتين، والأولى قاصرة بكم ؟
بدرجة، هذه تفصيلات عندهم، لكن وهذا كله لا إشكال فيه, ولكن هنا قضيتان:
القضية الأولى: هل دائما المتابع هو حماد بن سلمة ؟ أو أيوب أو محمد بن سيرين ؟ ألا يمكن أن يكون حماد بن سلمة هو المتابع, أو لا يمكن هذا ؟ انتبهوا لهذا، هو يمكن، فقد يكون المتابع عندي حماد بن زيد، وقد يكون عندك المتابع هو من ؟ إذًا هذا يخضع لأي شيء؟ حسب الإسناد الذي كان عندك، فكلمة متابع ليس حماد بن سلمة مثلا دائما في هذا الطريق هو المتابعة، وإنما هذا بحسب الإسناد الأول الذي تقف عليه، فإذا كان الإسناد.. يعني أنت مثلا قد تشتغل في كتاب أخرج الحديث من طريق حماد بن سلمة، وأنا أشتغل بكتاب أخرج الحديث من طريق حماد بن زيد، فأنت عندك حماد بن زيد هو المتابع، وأنا عندي حماد بن سلمة هو المتابع، وهذا لا إشكال فيه، هذا أمر نسبي, لكن نبهت عليه، يعني: (بس) فقط للانتباه.
نلاحظ في كلام ابن كثير أمرا آخر أيضا، وهو أنه قال: أو غير أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ماذا سمى ابن كثير الآن حديث الصحابي الآخر ؟ ماذا سماه ؟ لا, هنا سماه متابعا، ونحن في عرفنا ما هو في اصطلاحنا الآن؟ الحديث رواه صحابي آخر ماذا نسميه ؟ هذا يقولون عنه: إنه اصطلاحي، ابن كثير رحمه الله جرى على أن الحديث إذا رواه الصحابي بلفظه, ورواه معه صحابي آخر بلفظه، فالصحابي الآخر يعتبر بالنسبة للحديث الأول ماذا يسمي؟
متابع؛ إذ النظر الآن إلى الصحابي أو إلى اللافظ؟ إلى اللافظ قال: فإن روي معناه من طريق أخرى عن صحابي آخر سمي شاهدا، شاهدا لمعناه، إذًا الفرق بين المتابع والشاهد في أي شيء الآن؟ في الصحابي وفي اللفظ والمعنى، فإذا كان الصحابي قد روى نفس اللفظ، يقول ابن كثير: نسميه متابعا، وإذا روى الحديث بالمعنى أو روى معنى الحديث فنسيمه شاهدا، وهذا اصطلاح ( مشى) عليه البيهقي، (مشى) عليه البيهقي وغيره، ولكن هناك اصطلاح آخر وهو أن العبرة بالصحابي مطلقا، سواء روى اللفظ أو روى معناه، وهذا هو الذي عليه عمل الباحثين الآن.
الباحثون الآن يسمونها متابعات إلى أن يصلوا إلى حلقة الصحابي، فيسمون ما رواه صحابي آخر يسمونه شاهدا، وكما يقول ابن حجر رحمه الله لما شرح هذا، يقول: الخطب في ذلك سهل، الخطب في ذلك سهل يعني سواء سميته.. هو من جهة اللغة ومن جهة المعنى متابع, وهو شاهد أيضا, فسواء سميته متابعا أو سميته شاهدا, وهذا من الأمثلة على أن المصطلحات إذا لم يترتب عليها عمل فالأمر فيها واسع بحمد الله تعالى.
أشار ابن كثير رحمه الله إلى قضية وهي قضية يعني قالوا: يغتفر في باب الشواهد والمتابعات أن الرواية عن الضعيف القريب الضعيف ترى هذه عندكم القريب الثانية، عن الضعيف القريب الضعف عندي أنا القريب الضعيف, وهي يعني صوابها عن الضعيف القريب الضعف ما لا يغتفر في الأصول كما يقع في الصحيحين وغيرهما, مثل ذلك هذا الكلام الذي قاله ابن كثير صحيح، صحيح لا إشكال فيه, وهو أن الأئمة رحمهم الله تعالى إذا صح الحديث عندهم قد يتسامحون في تخريجه عن بعض من تكلم فيهم, ولم يصلوا إلى حد أن يكون الراوي متروكا، وقد أحيانا يقدمون، بل أحيانا يكون عندهم الحديث من طريق صحيح ولكن يخرجونه من طريق فيه ضعف, وقد يلجئوهم إلى ذلك ملجأ, أو المهم لسبب من الأسباب.
ومن أهم أسبابه عندهم العلو, قد يختار الإمام الطريق الذي فيه ضعف؛ لأنه عنده بإسناد عال, ولهذا مسلم رحمه الله يعني نوقش في تخريجه لبعض الضعفاء, نوقش في تخريجه لبعض الضعفاء, أحد الرواة عن حفص بن ميسرة فأجاب رحمه الله بأنه قال: إنما أخرجته من طريقه.
معنى كلامه رحمه الله؛ لأنه أعلى إسنادا, لأنه بينه وبين حفص بن ميسرة شخص واحد وفيه ضعف فلو نزل.. لو أراد طريقا فيه ثقات لنزل عن.. ولهذا قال بعض الأئمة: ليته شد هذا الطريق بعد أن رواه عاليا، رواه نازلا, وهذا أمر معروف لم يبال مسلم به؛ لأن هذه النسخة معروفة عن حفص بن ميسرة, لا إشكال في ذلك.
فابن كثير رحمه الله يقول: يغتفر في باب المتابعات والشواهد. ولهذا العلماء رحمهم الله, مر بنا الكلام على شرط الشيخين: إن كان قد مر وهو أنهم كثير من العلماء يقول: فلان إذا أراد الكلام على الإسناد، يقول: رجاله رجال الصحيح، ونبه العلماء إلى أن هذه الكلمة فيها إطلاق وفيها إيهام؛ لأن رجال الصحيح ليسوا على درجة واحدة, بل منهم من أخرج له في الأصول, ومنهم من أخرج له في المتابعات, ومنهم من أخرج له مقرونا, ومنهم من أخرج له في الشواهد, فليسوا على درجة واحدة, بل أحيانا في الصحيح يأتي الرواي ولم يقصد البخاري أو مسلم التخريج له, وإنما مسلم روى إسنادا فيه جماعة ومنهم هذا الضعيف, فذكره مسلم يعني هكذا؛ لأنه رواه هكذا ولم يرد التخريج له فالمقصود..
لكن الكلام على كلمة ابن كثير رحمه الله: وهذا الكلام صحيح يغتفر في باب المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول. ولهذا عند الكلام على شرط الشيخين إذا قال الباحث أو الناقد: إن هذا الإسناد على شرط الشيخين يطبق عليه أن ينظر في رواته كيف أخرج لهما صاحبا الصحيح ؟ هل أخرجا لهما في الأصول أو أخرجا لهما في المتابعات أو الشواهد ؟ وهذا باب يعني واسع ويعني كثير ما يزل فيه الباحثون بالنسبة لدعوى شرط الشيخين أو بالنسبة.. يعني في هذا المصطلح بخصوصه, وقد تأتي مناسبة يعني يشرح هذا الشرط, نعم تفضل يا شيخ: النوع السادس عشر...


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir