القارئ:
النوع الخامس: المتصل
ويقال له: الموصول أيضًا,وهو ينفي الإرسال والانقطاع,ويشمل المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم,والموقوف على الصحابي أو من دونه.
الشيخ: نعم.هذا كلام لا إشكال فيه,وليس فيه اختلاف,الحديث الموصول ما معناه؟ إذا قيل: تعارض وصل وإرسال,كما سيأتي معنا,يدلك على أن الوصل هو اتصال الإسناد, نعم وهذا يطلقون عليه المتصل,ويطلقون عليه الموصول, بماذا سمى البخاري كتابه؟
الجامع, نعم, لا ما وصفه بالمتصل, المهم أنه كلمة متصل معناها ضد الانقطاع,ولا اختلاف في ذلك,ولا إشكال فيه,سواء كان يقولون: هذا متصل إلى رسول الله,متصل إلى سعيد,متصل إلى عمر,متصل يعني: لا إشكال فيه,يسمى أيًّا كان منتهاه.ونقف هنا
سؤال: أحسن الله إليكم,السؤال الأول يقول: قلتم حفظكم الله: إن ما كان شرطًا في الصحيح,كان شرطًا في الحسن من باب أولى,مع أن راوي الحسن خف ضبطه عن الثقة؟
جواب: هذا الكلام خطر في بالي,أنا قلت: إن كل ما كان شرطا في الصحيح فهو شرط في الحسن,لكن خطر في بالي سؤال الإخوة,وأنه يقول: لكن اشترطنا في الحسن أن يكون راويه خف ضبطه,فإذن وهذا لا يصح أن يقال: إنه من شروط الصحيح,هذا الكلام صحيح,هذا خطر في بالي لكن أنا قلت هذا لأننا سبق تعريف الحسن,وأنه ما اختل ضبط روايه
فإذن إذا جمعت بين الكلامين صح الكلام وإن كان فيه تجوز.
سؤال: يقول السائل: الحديث المتواتر لا يشترط فيه عدالة الرواة,بل يشترط الكثرة فقط,فكيف لا يعتضد الضعيف بسيئ الحفظ؟
جواب: لا,هذا الكلام يعني أن المتواتر لا يشترط فيه عدالة الرواة هذا الكلام غير دقيقهو من الناحية النظرية,من الناحية العقلية صحيح,يبحثه الأصوليون وغير الأصوليين أيضًا,ولكنه من ناحية السنة,من ناحية السنة ليس هناك حديث متواترليس هناك حديث أصلًا لم يبحث الأئمة في عدالة رواته.
فإذن هذا الكلام لا قيمة له,ولا يعني اعتبار له,لا اعتبار له,أن المتواتر لا يبحث في عدالة بل قالوا: إن المتواتر لا يشترط فيه أن يكون الرواة مسلمين,لكن هذا موجود في السنة أو غير موجود؟
غير موجود هذا,ولا يمكن أن يقال,وحتى عدالة الرواة وضبطهم ليس هناك حديث قال الأئمة: إن هذا متواتر, إذن لا نبحث في عدالة رواته وضبطهم.وإنما هذا هم أصلا بحثوا المتواتر الذي يعني: اشترك فيه الناس كلهم؛المحدثون وغيرهم,فدخل في علم المصطلح,وإلا فليس هناك متواتر بمعنى أنه لا يبحث في أحوال رواته.
وهذه الكلمة ترى مهمة جدا؛لأن أوجدت إشكالا, صار بعض المؤلفين مثلًا السيوطي رحمه الله لما جاء إلى الأحاديث المتواترة,يريد أن يؤلف كتاب نظر فيه فقط إلى أي شيء؟ إلى الكثرة,مع أن فيه أحاديث أصلًا ضعيفة,ضعيفة جدًا,رويت بطرق,ومع ذلك أدخلها في المتواتر؛بناءًا على تعريف المتواتر الذي أدخل يعني في وليس هو موجود في كلامهم, لا يوجد متواترا في كلام الأئمة,لم يبحثوا في رواته أبدًا,ما يوجد هذا,وإنما يعني مثلًا اشترط في كتابه أن ما رواه أو ما جاء عن عشرة من الصحابة فأكثر أدخله في المتواتر, وهذا لا يصح, هذا ما يصح ؛ لأنه مما أدخله أحاديث دون الحكم بحسنها عقبات كثيرة,فضلًا عن أن تصح, فضلا عن أن تكون متواترة,فمثل هذا الكلام يعني: يدقق فيه ويتأنى فيه.
سؤال: أحسن الله إليكم,يقول السائل:صحح بعض العلماء حديث (الأذنان من الرأس) بإسناد رواه الطبراني عن ابن عباس: قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل,قال: حدثني أبي,قال: حدثنا وكيع,قال: حدثنا ابن أبي ذؤيب,قال: حدثنا ابن شيبة عن أبي غطفان به.
جواب: معروف هذا الحديث,وهذا الإسناد لا يصح,ويعني: أعرف أن بعضا من المشايخ صححه, ولكن هذا الإسناد فيه إشكال كثير,وإذا جمعت طرق هذا الحديث الذي هو حديث, حديث من؟ المهم أنه الحديث الذي فيه استنشقوا مرتين بالغتين أو ثلاثًا حديث دقيق المهم إذا جمعت طرقه تبين لك أن كلمة (والأذنان من الرأس) مقحمة في هذا الحديث,نعم هي موجودة في الطبراني,مرويه من طريق عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه وهذا الإسناد أو هذه اللفظة لا توجد في المسند,وقد يطلقون: رواه عبد الله بن أحمد خارج المسند,لكن إذا جمعت طرق هذا الحديث تبين لك هذا الحديث ظاهره الصحة لو كانت هذه اللفظة موجودة, ونحن نعرف أن معظم الطبراني وغيره قد دخله خلل من جهة يعني فيه سقط وفيه تحريف
فأستبعد جدا جدا وجود هذه الكلمة حتى يعني: هو يقول: استنشقوا مرتين بالغتين أو ثلاثًا,والأذنان من الرأس.فحتى متنه أستبعد بعض الباحثين اعتمد على هذا الإسناد,وإذا جمعت طرق هذا الحديث يتبين لك أنها هذه اللفظة فيه لا تصح.
سؤال: أحسن الله إليكم,هل هناك كتاب جمع مصطلحات الأئمة المتقدمين في الحكم على الأحاديث أو الرجال؟
جواب: ما في كتاب, كتب المصطلح تذكر المصطلحات اللأولين,لكن كتاب لا سيما, والسائل قال: والرجال هناك مصطلحات على الرجال, يعني ما جمعت وشرحت كل مصطلح يراد به كذا وكذا,وضمت إلى مصطلحات في الحكم على الأحاديث,ما أعرف كتابا شاملا لهذا,ونحن في الحقيقة بحاجة إليه,بحاجة,انتبهوا يا إخوان,نحن بحاجة إلى نوع,إلى خدمة نوع من القراء,أمر مهم هذا,وهو أنه حتى بعض الإخوان يتصل بي ويسألني يقول مثلا: أنا لا أريد أن أصحح أو أضعف,أنا عندي مثلًا أشتغل بالفقه.
واحد من الإخوان كلمني هكذا يقول: أنا أشتغل بالفقه,وليس عندي مثلًا تفرغ ووقت لأن أبحث في كل حديث وفي شذوذه وعلله وطرقه,سأعتمد على غيري,ولكن بودي أن أعرف هذه المصطلحات التي ترد على.
إذن عندنا نوع من القراء لا يريد أن يحكم هو بنفسه,وإنما يريد فقط إذا مر به المصطلح ماذا يراد به,إذا قيل:صدوق, إذا قيل مثلًا كذا إذا قيل كذا في الرواة,أيضًا الأحاديث إذا قيل كذا وكذا,فنحن بحاجة إلى كتاب مختصر.
وأيضًا قد تكلمت على هذه المسألة وهي قضية تفريغ المصطلح من قواعد النقد,سيأتي معنا فصل للجرح والتعديل,سيأتي معنا فصل مثلا, كذلك يتكلمون على العلل وأنواعها,وقرائن الترجيح,هذا موجود في كتب أصلا المصطلح,في كتب ليس اسمها كتب المصطلح,وإنما المصطلح ماذا يسمى كتابه؟ علوم الحديث؛ليشمل كل شيء.
ولكن في الوقت الحاضر عندما تفرعت العلوم,انفصل علم دراسة الأسانيد,فلا بأس أقول: نحن بحاجة إلى كتاب في المصطلح,يعني: يذكر فيه فقط المصطلح وماذا يراد به المصطلح,وماذا يراد به,يعني: خفيف,يعني: يخدم نوعًا من القراء,يريد فقط أن يعرف مصطلحات الأئمة ماذا يريدون بها إذا قرأ في كتب الأولين,ولعل الله ييسر يعني لبعض الباحثين هذا.
سؤال: يقول: فضيلة الشيخ,ما صحة من يقول: إن تصحيح المتأخرين أقوى من تصحيح المتقدمين؛لما حصل لهم من جمع المعلومات والطرق؟
جواب: هذا الكلام يعني: أولًا هو خطير, والأمر الآخر أنه غير دقيق أبدًا, ما يمكن, ما يمكن أبدًا,وعواقبه خطيرة أيضًا,وله تبعات وذيول,مبني على مقدمة,وهو أن المتأخرين وقفوا أو جمعوا من الطرق ما لم يجمعه العالم مثلًا إذا حكم نحن الآن عندنا الكمبيوتر, وعندنا كذا,وعندنا كذا وعندنا كذا.
إذن العالم الأول لم يقف على ما وقفنا عليه,وهذا الكلام لا يصح,أول ما نبدأ به هذه الكلمة ما عندنا شيء يا إخوان,حتى الطرق الموجودة الآن لا توازي شيئًا بالنسبة لما عند الأولين,حتى واحد منهم لا نقول: هذا مجازًا مثلا أبو زرعة رحمه الله,انتبه يقول: نظرت,يعني: دققت ليس يقول مثلًا: قرأت أو سمعت,نظرت في مائة ألف حديث لعبد الله بن وهب في مائة آلاف حديث لمن؟ لراو واحد فقط, ويأتونك يقولون لك: فلان مثلا له عشرة آلاف حديث, فلان سمع من فلان عشرين ألف حديث.
يقول مثلا أحمد بن صالح المصري: عندي عن محمد بن الحسن بن زبالة خمسون ألف حديث,ما حدثت منها بشيء؛لأنه يراه متروك الحديث, أويراه يكذب.
خمسون ألف حديث,يعني أنت الآن لو تتبعت كل ما هو موجود على وجه الأرض من طرق الحديث,ما تجمع لمحمد بن الحسن هذا, ولا جزء يسير منه,ولا كذلك لعبد الله بن وهب.
فالمقصود بهذا أن هذا الكلام غير الأمر الآخر أننا لو كانت الطرق أمامنا؛فإن القواعد التي يسير عليها الإمام المتقدم أضبط وأدق وأحكم من القواعد التي أدت بك إلى مخالفته,في أي شيء؟ في التصحيح والتضعيف,يعني: قواعد أدت بك إلى مخالفتهم,معناه أن منهجهم.. هذا كلام خطير,ما يتصوره قائله,كلام خطير غاية الخطورة,معناه أن النهج الذي صاروا عليه,فقط في الطرق الوقوف عليها,وإنما المنهج الذي تنظر فيه من خلاله لهذه الطرق,يعني: لو افترضنا أن مع الإمام أحمد مثلًا 20 طريقا,ومعك أنت 20 طريقا,إذا صحح هو أو ضعف,ثم صححت أنت أو العكس,فمعناه أن هناك منهجان,نعم قد يكون اختلاف اجتهاد في تطبيق منهج واحد,ولكن المتتبع لعمل المتأخرين يرى أن الخلل ليس في الاجتهاد,وإنما هو كثير منه في أي شيء؟ في القواعد,وفي المنهج.
وأنا كررت عليكم كثيرًا هذا أن الخلل يأتي أحيانا من تقرير القاعدة,وأحيانًا من تطبيقها,وأحيانًا من الاختلاف,يعني: تطبيقها,نحن نعرف أن هذا يطبقها جيدا,ولكن اختلف معه مرة في حديث,وأوافقه 10 مرات.
فهذا هو الذي دلنا على سلامة منهجهم,قد يختلفون في أحاديث,ولكن اتفقوا على الكثير من الأحاديث,أو أكثر الأحاديث,فالمقصود من هذا أن هذا الكلام لا يتصوره قائله,وهو كلام خطير,ولا ينبغي أن نلتفت له
تمت مراجعته وتهذيبه بواسطة ام العنان