302 إِمَّا حَقِيقِيٌّ وَإِمَّا غَيْرُ ذَا = فَالْقَصْرُ لِلْمَوْصُوفِ وَالْوَصْفِ اللَّذَا
303 أَعَمُّ مَعْنًى أَوَّلُ الْحَقِيقِي = كَـ"إِنَّمَا مُحَمَّدٌ صَدِيقِي"
304 أَيْ مَا لَهُ وَصْفٌ سِوَاهُ يُورَدُ = وَهْوَ عَزِيزٌ لاَ يَكَادُ يُوجَدُ
305 وَالثَّانِ مِنْهُ غَالِبٌ كَـ"لَيْسَ فِي = ذِي الدَّارِ إِلاَّ ذَا" وَرُبَّمَا يَفِي
306 مُبَالَغًا إِذْ غَيْرُهُ مَا اعْتُدَّ بِهْ = وَأَوَّلَ الْمَجَازِ خُذْ لاَ يَشْتَبِهْ
307 تَخْصِيصُ أَمْرٍ صِفَةً دُونَ صِفَةْ = أَوْ وُضِعَتْ عَنْهَا وَثَانِي ذِي الصِّفَةْ
308 تَخْصِيصُهُ الْوَصْفَ بِأَمْرٍ دُونَ مَا = سِوَاهُ أَوْ مَكَانَ ذَاكَ فَهُمَا
309 ضَرْبَانِ فَالْخِطَابُ بِالْأَوَّلِ مِنْ = ضَرْبَيْهِمَا لِمَنْ لِشِرْكَةٍ يَظُنْ
310 فَقَصْرُ إِفْرَادٍ لِقَطْعِ الشِّرْكَةِ، = وَالثَّانِ مَنْ يَعْتَقِدُ الْعَكْسَ لِتِي
311 فَقَصْرُ قَلْبٍ، أَوْ تَسَاوَيَا لَدَى = مُخَاطَبٍ فَقَصْرُ تَعْيِينٍبَدَا
312 وَالشَّرْطُ فِي الْمَوْصُوفِ إِذْ مَا يُفْرَدُ = أَنْ لاَ تَنَافِيْ فِي الصِّفَاتِ يُوجَدُ،
313 وَالْقَلْبُ أَنْيُوجَدَ، وَالتَّعْيِينُ عَمْ، = وَطُرُقُ الْقَصْرِ كَثِيرَةٌ تُضَمْ
314 كَالْعَطْفِ "زَيْدٌ قَائِمٌ لاَ قَاعِدُ" = وَ"لَيْسَ عَمْرٌو شَاعِرًا بَلْحَامِدُ"
315 وَالنَّفْيُ مَعْ (إِلاَّ) كَـ"مَا مُحَمَّدُ = إِلاَّ رَسُولٌ"، "مَا الْحِمَى إِلاَّ الْيَدُ"
316 وَ(إِنَّمَا) -وَمَا أَصَابَ الْجَاحِدُ- = كَـ"إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدُ"
317 كَذَا إِذَا قَدَّمْتَهُ نَحْوُ "بِنَا = مَرَّ" وَفِي الْوَصْفِ "تَمِيمِيٌّ أَنَا"
318 قُلْتُ: وَقِيلَ (أَنَّ) بِالْفَتْحِ وَ(مَا) = كَـ"إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا"
319 وَذِكْرُ مُسْنَدٍ إِلَيْهِ، وَكَذَا = تَعْرِيفُهُ وَمُسْنَدٍ، وَغَيْرُ ذَا
320 وَاخْتَلَفَتْ مِنْ أَوْجُهٍ فَالْوَضْعُ قُلْ = لِلْكُلِّ لاَ التَّقْدِيمِ فَالْفَحْوَى يَدُلْ
321 وَالْأَصْلُ ذِكْرُ مُثْبَتٍ وَالْمَنْفِي = فِيأَوَّلٍ يُعْنَى بِهِ فِي الْعَطْفِ
322 وَرُبَّمَا لِكُرْهِ الاِطْنَابِ سَقَطْ = وَفِي الْبَوَاقِي ذِكْرُ مُثْبَتٍ فَقَطْ
323 وَالنَّفْيُ لاَ يُجَامِعُ الثَّانِيْ فَـ(لاَ) = لاَ تَنْفِ إِنْ نَفْيٌ بِغَيْرِهَا خَلاَ
324 وَلِلْأَخِيرَيْنِ فَقَدْ تُـجَامِعُ = كَـ"إِنَّمَا أَنَا النَّدَى لاَ اللاَّمِعُ"
325 وَقِيلَ: شَرْطُ جَمْعِهِ مَعْ (إِنَّمَا) = أَنْ لاَ يُخَصَّ الْوَصْفُ بِالَّذِي انْتَمَى
326 وَقِيلَ: شَرْطُ الْحُسْنِ، وَهْوَ أَقْرَبُ، = وَأَصْلُ ثَانٍ جَهْلُ مَنْ يُخَاطَبُ
327 وَجَحْدُهُ لِمَا لَهُ يُسْتَعْمَلُ = وَيُجْعَلُ الْمَعْلُومُ كَاللَّذْ يُجْهَلُ
328 فَخُذْ لَهُ الثَّانِيْ لِأَمْرٍ نَاسَبَا = وَاسْتَعْمِلَنْهُ مُفْرِدًا وَقَالِـبَا
329 كَمِثْلِ"مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولْ" = إِذْ عَظَّمُوا مَمَاتَهُ مِثْلَ الْجَهُولْ
330 أَيْ هُوَ مَقْصُورٌ عَلَيْهَا مَا عَدَا = إِلَى التَّبَرِّي مِنْ هَلاَكٍ وَرَدَى
331 وَقَوْلُهُ: "إِنْ أَنْتُمُو إِلاَّ بَشَرْ" = لِزَاعِمِ الرُّسْلِ سِوَاهُ وَأَصَرْ
332 مُخَاطَبٌ عَلَى ادِّعَا الرِّسَالَهْ = وَقَوْلُهُمْ: "إِنْ نَحْنُ مِثْلُ الْقَالَهْ"
333 مِنَ الْمُجَارَاةِ لِخَصْمٍ كَيْ عَثَرْ = إِرَادَةَ التَّبْكِيتِ لاَ لِلنَّفْيِ قَرْ
334 وَ(إِنَّمَا) بِعَكْسِهِ كَـ"إِنَّمَا = هَذَا أَخُوكَ" أَيْ فَرِقَّ وَارْحَمَا
335 وَرُبَّمَا يُنَزَّلُ الْمَجْهُولُ فِي = دَعْوَى الظُّهُورِ كَسِوَاهُ فَـيَـفِي
336 ثُمَّ عَلَى الْعَطْفِ لَهَا مَزِيَّةْ = إِذْ يُعْلَمُ الْحُكْمَانِ بِالْمَعِيَّةْ
337 وَمِثْلُهَا التَّقْدِيمُ فِي التَّعْوِيضِ = وَخَيْرُ مَا يُورَدُ فِي التَّعْرِيضِ
338 يَجِيءُ بَيْنَ مُبْتَدًا وَخَبَرِ = وَالْفِعْلِ مَعْ تَعَلُّقٍ لاَ الْمَصْدَرِ
339 وَأَخِّرَنَّ مَا عَلَيْهِ قَدْ قُصِرْ = مُسْتَثْنِيًا مَعَ الْأَدَاةِ وَنَدَرْ
340 تَقْدِيمُ هَذَيْنِ لِئَلاَّ يَلْزَمَا = قَصْرُ الصَّفَاتِ قَبْل أَنْ تُتَمَّمَا
341 وَأَخِّرَنْ فِي (إِنَّمَا) لِئَلاَّ = يَعْرِضَ لَبْسٌ، (غَيْرُ) مِثْلُ (إِلاَّ)
342 فِي الْقَصْرِ وَالْمَنْعِ مِنَالْجَمْعِ بِـ(لاَ) = وَإِنَّمَا جَا الْقَصْرُ فِي الَّذِي خَلاَ
343 لِأَنَّ نَفْيَ فَارِغِ الْإِسْتِثْنَا = مُوَجَّهٌ إِلَى الَّذِي يُسْتَثْنَى
344 مِنْهُ مُقَدَّرًا وَعَامًا نَاسَبَا = تَالِيهِ جِنْسًا، فَإِذَا مَا أُوجِبَا
345 شَيْءٌ بِـ(إِلاَّ) مِنْهُ جَاءَ قَطْعَا، = وَوَضْعُ ذِي هُنَا أَتَمُّ صُنْعَا