قوله تعالى: ((يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم))
أسلوب التبكيت فيه استفهام توبيخي ، أي أي ما خدعك وَسَوَّلَ لكَ حتى أضعت ما وجب عليك(1) .
(يا أيها الإنسان ) خاطب بهذا منكري البعث. وقال ابن عباس: الإنسان هنا: الوليد بن المغيرة. وقال عكرمة: أبي بن خلف. وقيل: نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي(2)
قال ابن كثير : هذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال الكريم حتى يقول قائلهم غره كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق(3)
والعرب تقول: ما غرك بني، أي ما أجرأك علي، وما غرك مني، أي لم وثقت بني، وما غرك عني، أي أغفلك، والغرة، الغفلة(4)
(ما غرك ) جاء بالمقصود به اقوال ذكرها ابن كثير(5) منها:
- الجهل ، قال به عمر بن الخطاب وابنه وروي ابن عباس والربيع بن خيثم والحسن
- الشيطان ، قال به قتادة
- ستورك المرخاة قال به الفضيل بن عياض
- كرم الكريم قال به أبو بكر الوراق وذكره البغوي عن بعض أهل الإشارة ورد ابن كثير على هذا القول : وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل لأنه إنما أتى باسمه الكريم لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور.
-------------------------------------
المراجع والمصادر:
1. الزجاج ، أبو الاسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، معاني القرآن وإعرابه، المحقق: عبد الجليل عبده شلبي، الناشر: عالم الكتب – بيروت، الطبعة: الأولى ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م، 5\295
2. القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، ١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م، 19\245
3. ابن كثير ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، المحقق: محمد حسين شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى – ١٤١٩، 8\339
4.الكرماني، محمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم برهان الدين ، غرائب التفسير وعجائب التأويل، دار النشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن – بيروت، 2\1315
5.ابن كثير ، تفسير القرآن ، 8\339