دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير وأصوله > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو القعدة 1429هـ/4-11-2008م, 02:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي سورة المرسلات (الآيات: 41-50)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 08:26 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تيسير الكريم الرحمن للشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي

(41 -45) {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ *}.
لَمَّا ذَكَرَ عُقوبةَ الْمُكَذِّبِينَ، ذَكَرَ ثوابَ المُحْسِنِينَ فقالَ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ}؛ أي: للتكذيبِ الْمُتَّصِفِينَ بالتصديقِ في أقوالِهم وأفعالِهم وأعمالِهم، ولا يَكونونَ كذلك إلاَّ بأَدَائِهم الواجباتِ وتَرْكِهم الْمُحَرَّماتِ.
{فِي ظِلاَلٍ} مِن كثرةِ الأشجارِ الْمُتَنَوِّعَةِ، الزاهيَةِ البَهِيَّةِ.
{وَعُيُونٍ} جاريةٍ مِن السَّلْسَبِيلِ والرَّحِيقِ وغيرِهما.
{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}؛ أي: مِن خِيارِ الفواكهِ وطَيِّبِها، ويُقالُ لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا} مِن الْمَآكِلِ الشهيَّةِ، والأَشْرِبَةِ اللذيذةِ.
{هَنِيئاً}؛ أي: مِن غيرِ مُنَغِّصٍ ولا مُكَدِّرٍ، ولا يَتِمُّ هَناؤُه حتى يَسْلَمَ الطعامُ والشرابُ مِن كُلِّ آفَةٍ ونَقْصٍ، وحتَّى يَجْزِموا أنَّه غيرُ مُنْقَطِعٍ ولا زائلٍ.
{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فأعمالُكم هي السببُ الْمُوَصِّلُ لكم إلى هذا النعيمِ الْمُقيمِ، وهكذا كُلُّ مَن أَحْسَنَ في عِبادةِ اللَّهِ، وأَحْسَنَ إلى عِبادِ اللَّهِ.
ولهذا قالَ: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ولو لم يَكُنْ لهم مِن هذا الوَيْلِ إلاَّ فَواتُ هذا النعيمِ لكفَى به حِرْمَاناً وخُسراناً.
(46 -50) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاَ يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} هذا تَهديدٌ ووَعيدٌ للمُكَذِّبِينَ أنَّهم وإنْ أَكَلُوا في الدُّنيا وشَرِبُوا وتَمَتَّعُوا باللَّذَّاتِ، وغَفَلُوا عن القُرُبَاتِ؛ فإنَّهم مُجْرِمونَ يَسْتَحِقُّونَ ما يَسْتَحِقُّه الْمُجْرمونَ، فستَنْقَطِعُ عنهم اللَّذَّاتُ، وتَبْقَى عليهم التَّبِعاتُ.
ومِن إجرامِهم أنَّهم إذا أُمِرُوا بالصلاةِ التي هي أشرَفُ العِباداتِ، وقيلَ لهم: {ارْكَعُوا} - امْتَنَعُوا مِن ذلك، فأيُّ إجرامٍ فوقَ هذا؟! وأيُّ تَكذيبٍ يَزِيدُ على هذا؟!
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ومِن الويلِ عليهم أنَّهم تَنْسَدُّ عليهم أبوابُ التوفيقِ ويُحْرَمُونَ كلَّ خيرٍ، فإِنَّهم إذا كَذَّبُوا هذا القرآنَ الكريمَ الذي هو أَعْلَى مَراتِبِ الصدْقِ واليقينِ على الإطلاقِ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}، أَبِالباطِلِ الذي هو كاسْمِه، لا يَقُومُ عليه شُبهةٌ، فَضْلاً عن الدليلِ؟! أمْ بكلامِ كلِّ مُشْرِكٍ كذَّابٍ أَفَّاكٍ مُبينٍ؟!
فليسَ بعدَ النورِ الْمُبينِ إلاَ دَيَاجِي الظُّلُماتِ، ولا بَعْدَ الصِّدْقِ الذي قامَتِ الأَدِلَّةُ والبراهينُ على صِدْقِه إلاَّ الكَذِبُ الصُّراحُ والإفْكُ المُبِينُ الذي لا يَلِيقُ إلاَّ بمَن يُنَاسِبُه.
فَتَبًّا لهم ما أعمَاهُم! ووَيْحاً لهم ما أَخْسَرَهم وأَشْقَاهم!
نَسْأَلُ اللَّهَ العَفْوَ والعافِيَةَ، إنه جَوَادٌ كريمٌ. تَمَّتْ.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 09:50 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي زبدة التفسير للدكتور: محمد بن سليمان الأشقر

41- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ}؛ أي: في ظِلالِ الأشجارِ وظِلالِ القُصُورِ، لا كالظِّلِّ الذي للكُفَّارِ مِن الدُّخَانِ أو مِن النارِ, كما تَقَدَّمَ.
42- {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}: مِمَّا تَطْلُبُه أَنْفُسُهم وتَسْتَدْعِيهِ شَهَوَاتُهُم.
43- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؛ أي: بسببِ ما كُنْتُم تَعْمَلُونَه في الدنيا من الأعمالِ الصالحةِ.
44- {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}؛ أي: مثلُ ذلك الجزاءِ العظيمِ نَجْزِي المُحْسِنِينَ في أعمالِهِم.
45- {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} حيثُ صَارُوا في شَقاءٍ عَظِيمٍ، وصارَ المؤمنونَ في نَعيمٍ مُقيمٍ.
46- {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}؛ أي: يُقالُ لهم هذا في الدنيا، والمُجرمونَ: المشركونَ بِاللَّهِ.
47- {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} كَرَّرَه لزيادةِ التوبيخِ والتَّقْرِيعِ.
48- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاَ يَرْكَعُونَ}؛ أي: وإذا أُمِرُوا بالصلاةِ لا يُصَلُّونَ. وقيلَ: إِنَّما يُقالُ لهم ذلك في الآخِرَةِ حِينَ يُدْعَوْنَ إلى السجودِ فلا يَسْتَطِيعُونَ.
49- {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بأَوَامِرِ اللهِ سُبحانَه ونواهِيهِ.
50- {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}؛ أي: فبأيِّ حديثٍ غيرِ القرآنِ يُصَدِّقُونَ إذَا لم يُؤْمِنُوا به؟


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 09:51 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني

قولُه تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ} قيلَ: ظِلالُ القُصورِ والأشجارِ.
وقيلَ: إنَّ الظلَّ هو ما يَدفعُ أذَى الْحَرِّ عن الإنسانِ، وهواءُ الجنةِ يُنافِي كلَّ أَذًى، فهو ظِلٌّ على هذا المعنى، وإنْ لم يَكنْ هناك شَمْسٌ.
وقولُه: {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أيْ: يَتَمَنَّوْنَ.
وقولُه: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قد بَيَّنَّا مِن قَبلُ.
وقولُه: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قالَ الحسَنُ البَصريُّ: المحسِنُ مَن أَدَّى جَميعَ فَرائضِ اللهِ، واجْتَنَبَ جَميعَ مَناهِي اللهِ.
قولُه تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُجْرِمُونَ} هذا على طريقِ التهديدِ والوَعيدِ لا على طريقِ الأمْرِ. ومعناه: افْعَلوا ما أنتم فاعلونَ فسيَنَالُكم رَعْبُ ذلك وعَاقبتُه.
وقولُه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاَ يَرْكَعُونَ} معناه: إذا قيلَ لهم: صَلُّوا. لا يُصَلُّونَ. وقيلَ: إنها نَزلتْ في ثَقيفٍ، استَعْفَوْا مِن الصلاةِ، وقيلَ: كانوا استَعْفَوْا مِن الركوعِ والسجودِ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ لَهُ رُكُوعٌ وَلاَ سُجُودٌ)).
وقولُه: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} أيْ: بأيِّ كتابٍ بعدَ القرآنِ يُؤمنونَ إنْ لم يُؤمنوا بهذا الحديثِ، بعدَ ظُهورِ بَراهينِه وقِيامِ الدلائلِ على أنه مِن عِندِ اللهِ؟! فإنْ قالَ قائلٌ: ما وَجهُ التَّكرارِ في قولِه: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} في هذه السورةِ، والمرَّةُ الواحدةُ تُغْنِي عن المرادِ به؟ والجوابُ: قد بَيَّنَّا هذا في سورةِ "الرحمنِ".
ووجهُ ذلك أنه لَمَّا كَرَّرَ ذكْرَ النِّعَمِ في تلك السورةِ كَرَّرَ الزَّجْرَ عن كُفرانِها والنهيَ عنهابقولِه: {فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} وَلَمَّا كَرَّرَ ذِكْرَ الآياتِ في هذه السورةِ لإقامةِ الْحُجَجِ عليهم كَرَّرَ ذكْرَ العقوبةِ عليهم بذِكْرِ الوَيْلِ؛ ليكونَ أَبْلَغَ في الإنذارِ والإعذارِ، وهو على عادةِ كلامِ العرَبِ، فإنَّ الرجُلَ يَقولُ لغيرِه: أَلَمْ أُحْسِنْ إليك بأنْ فعلتُ لك كذا؟ ألَمْ أُحْسِنْ بأنْ خَلَّصْتُكَ مِن الْمَكارِهِ؟ أَلَمْ أُحْسِنْ بأنْ تَشَفَّعْتُ لك إلى فُلانٍ؟ وغيرَ ذلك، فيَحْسُنُ منه التكريرُ لاختلافِ ما يُقَرِّرُه به، قالَ مُهَلْهَلُ بنُ رَبيعةَ يَرْثِي أَخاهُ كُليباً على هذا المعنى:
على أنْ ليس عِدْلاً مِن كُليبٍ إذا طُرِدَ اللئيمُ عنِ الْجَزورِ
على أنْ ليس عِدْلاً مِن كُلَيْبٍ إذا ما ضِيمَ جِيرانُ الْمُجِيرِ
على أنْ ليس عِدْلاً مِن كُلَيْبٍ إذا خَرَجَتْ مُخَبَّأَةُ الْخُدورِ
على أَنْ ليس عِدْلاً مِن كُلَيْبٍ غَداةَ بَلائِكَ الأمْرِ الكبيرِ
على أنْ ليس عِدْلاً مِن كُلَيْبٍ إذا ما ضَامَ جارُ الْمُستجيرِ
واللهُ أَعْلَمُ.

[سورة الإنسان لم تكتمل بعد لوجود سقط في الأصل الموجود]

([1]) لعلها: عنه.
([2]) لعلها: " اليتيمُ " .


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الآخرة 1435هـ/10-04-2014م, 01:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ المتّقين في ظلالٍ وعيونٍ (41) وفواكه ممّا يشتهون (42) كلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون (43) إنّا كذلك نجزي المحسنين (44) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (45) كلوا وتمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون (46) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (47) وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون (48) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (49) فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون (50)}
يقول تعالى مخبرًا عن عباده المتّقين الّذين عبدوه بأداء الواجبات، وترك المحرّمات: إنّهم يوم القيامة يكونون في جنّاتٍ وعيونٍ، أي: بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه، من ظلّ اليحموم، وهو الدّخان الأسود المنتن.
{وفواكه ممّا يشتهون} أي: من سائر أنواع الثّمار، مهما طلبوا وجدوا. {كلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون} أي: يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم.
ثمّ قال تعالى مخبرًا خبرًا مستأنفًا: {إنّا كذلك نجزي المحسنين} أي: هذا حزّاؤنا لمن أحسن العمل، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}
وقوله: {كلوا وتمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون} خطابٌ للمكذّبين بيوم الدّين، وأمرهم أمر تهديدٍ ووعيدٍ فقال تعالى: {كلوا وتمتّعوا قليلا} أي: مدّةً قليلةً قريبةً قصيرةً، {إنّكم مجرمون} أي: ثمّ تساقون إلى نار جهنّم الّتي تقدّم ذكرها، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} كما قال تعالى: {نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24] وقال تعالى: {إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون} [يونس: 69، 70]
وقوله: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} أي: إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفّار أن يكونوا من المصلّين مع الجماعة، امتنعوا من ذلك واستكبروا عنه؛ ولهذا قال: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}
ثمّ قال: {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ أي: إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأيّ كلامٍ يؤمنون به؟! كقوله تعالى: {فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون} [الجاثية: 6].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أميّة: سمعت رجلًا أعرابيًّا بدويا يقول: سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ: {والمرسلات عرفًا} فقرأ: {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ فليقل: آمنت باللّه وبما أنزل.
وقد تقدّم هذا الحديث في سورة "القيامة".
آخر تفسير سورة "والمرسلات" [ولله الحمد والمنة] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/301]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المرسلات, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir