قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (العَدْلُ):
(ومِنْ أسمائِهِ الحُسْنَى (( العدلُ )) الذي كلُّ أفعالِهِ وأحكامِهِ سدادٌ وصوابٌ وحقٌّ)([1])، ([فهوَ] العدلُ الذي لا يَجُورُ ولا يَظْلِمُ، ولا يَخَافُ عبادُهُ منهُ ظُلْماً. [و] هذا مِمَّا اتَّفَقَتْ عليهِ جميعُ الكتبِ والرُّسُلِ، وهوَ من المُحْكَمِ الذي لا يَجُوزُ أنْ تَأْتِيَ شريعةٌ بخلافِهِ، ولا يُخْبِرُ نَبِيٌّ بخلافِهِ أصلاً)([2]).
([قالَ] تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمرانَ: 18].
[و] القِسْطُ: هوَ العدلُ، فَشَهِدَ اللهُ سبحانَهُ: أنَّهُ قائمٌ بالعدلِ في توحيدِهِ بالوحدانيَّةِ في عدلِهِ. و (( التوحيدُ )) و (( العدلُ )) هما جِمَاعُ صفاتِ الكمالِ: فإنَّ " التوحيدَ " يَتَضَمَّنُ تَفَرُّدَهُ سبحانَهُ بالكمالِ والجلالِ والمَجْدِ والتعظيمِ الذي لا يَنْبَغِي لأحدٍ سِوَاهُ.
و (( العدْلَ )) يَتَضَمَّنُ وُقُوعَ أفعالِهِ كُلِّهَا على السدادِ والصوابِ وموافقةِ الحكمةِ)([3]).
([فـ]العدْلُ يَتَضَمَّنُ وَضْعَهُ الأشياءَ مَوْضِعَهَا، وَتَنْـزِيلَهَا مَنَازِلَهَا، وأنَّهُ لمْ يَخُصَّ شيئاً منها إلاَّ بمُخَصِّصٍ اقْتَضَى ذلكَ، وأنَّهُ لا يُعَاقِبُ مَنْ لا يَسْتَحِقُّ العقوبةَ، ولا يَمْنَعُ مَنْ يَسْتَحِقُّ العطاءَ، وإنْ كانَ هوَ الذي جَعَلَهُ مُسْتَحَقًّا)([4]). *
(والعدلُ منْ أوصافِهِ في فعلِهِ = ومقالِهِ والحكمُ بالميزانِ
فعلى الصراطِ المستقيمِ إِلَهُنَا = قَوْلاً وفعلاً ذاكَ في القرآنِ)([5])
([فـ]هوَ على الصراطِ المستقيمِ، وهوَ صِرَاطُ العدلِ والإحسانِ في أمرِهِ ونهْيِهِ، وثوابِهِ وعقابِهِ). ([6]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]
([1]) الفوائدُ (47) .
([2]) هدايةُ الحَيارَى (525) .
([3]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/423) .
([4]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (3/427) .
([5]) القصيدةُ النونيةُ (247) . ويشيرُ - رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى - في البيتِ الأخيرِ إلى قولِه تعالَى في سورةِ هُودٍ : {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}، وقولِه في سُورةِ النحلِ : {وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)} . وقد تقدَّمَ الكلامُ على هاتينِ الآيتينِ في البابِ الثامِنَ عَشَرَ.
([6]) مفتاحُ دارِ السعادةِ (2/486) . وانظُرْ كِتابَ الضوءِ المُنيرِ (3/491).