دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #27  
قديم 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م, 08:59 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تلخيص تفسير صدر سورة العنكبوت من كتاب الفوائد لابن القيم

المقصد من الرسالة :

بيان سنة الله تعالى في ابتلاء عباده المؤمنين والحكمة من ذلك .

أصناف الناس في إجابة الرسل :

الصنف الأول :
أن يقول آمنا بالله ورسله .
سنة الله تعالى في ذلك :
أن يبتليه ويختبره

مادة الابتلاء :

معاداة أهل الكفر له وإيذائه ، وابتلاؤه بما يؤلمه .
الحكمة من هذا :
ليبيبن الله تعالى الصادق من الكاذب .
العاقبة :
يحصل للمؤمن الألم في بد من الدّنيا ابتداء ثمّ تكون له العاقبة في الآخرة والنعيم الدائم .

- الصنف الثاني :
أن لا يقول: آمنا ويكذب بالرسل و يستمر على عمل السّيّئات.

سنة الله تعالى في ذلك :
أن يرسل الرّسل إلى الخلق، فيكذبهم النّاس ويؤذونهم، قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ}، وقال تعالى: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلّا قالوا ساحرٌ أو مجنون}، وقال تعالى: {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرّسل من قبلك}.
فلا يحسب الكافر أنه يسبق الرب لتجربته فإنَّ أحدا لن يعجز الله تعالى .
الحكمة من هذا :
إقامة الحجة على الكافرين بكفرهم وتكذيبهم للرسل .
العاقبة :
الكافر تحصل له النّعمة ابتداء، ثمّ يصير في الألم وتلزمه عقوبة أعظم وأدوم في الآخره .

أصناف الناس في الابتلاء :
الصنف الأول :
منهم من يصبر ويتحمل الأذي والألم ويكون من الشاكرين فينال بهذا التمكين والعاقبة الحسنة

ودليل ذلك : سأل رجل الشّافعي، فقال يا أبا عبد الله: أيّما أفضل للرجل أن يمكّن أو يبتلي؟
فقال الشّافعي: (لا يمكّن حتّى يبتلى)
فإن الله ابتلي نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلمّا صبروا مكّنهم

الصنف الثاني :
صنف لا يصبر ولا يثبت
بل يطيش بجهله وسرعة تقلب قلبه وخوفه بطش الناس وآذاهم فيوافق الكافرين ويطاوعهم ثمّ قد يتسلطون هم أنفسهم عليه فيهينونه ويعاقبونه أضعاف ما كان يخافهم من البداية .
أمثلة لأنواع الابتلاء :
الإنسان مدني بالطبع لا بد له من أن يعيش مع النّاس والنّاس لهم إرادات وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها، وإن لم يوافقوهم آذوه وعذبوه، كقوم يريدون الفواحش والظّلم ولهم أقوال باطلة في الدّين، أو شرك فهم مرتكبون بعض ما ذكره الله من المحرمات في قوله تعالى: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وهم في مكان مشترك كدار جامعة أو رباط أو قرية فيها غيرهم وهم لا يتمكنون ممّا يريدون إلّا بموافقة ألئك أو بسكوتهم عن الإنكار عليهم فيؤذونهم لينالوا ذلك.

الواجب في مواجهة ذلك :
- من هداه الله وأرشده امتنع من فعل المحرم وصبر على أذاهم وعداوتهم ثمّ تكون له العاقبة في الدّنيا والآخرة كما جرى للرسل وأتباعهم مع من آذاهم وعاداهم؛ مثل المهاجرين في هذه الأمة، ومن ابتلي من علمائها وعبادها وتجارها وولاتها.
- وقد يجوز في بعض الأمور إظهار الموافقة وإبطان المخالفة كالمكره على الكفر .
- وإن أجابهم فهم أنفسهم يتسلطون عليه فيهينونه ويؤذونه أضعاف ما كان يخافه، وإلّا عذب بغيرهم؛
كما في حديث عائشة الّذي بعثت به إلى معاوية -ويروى موقوفا ومرفوعًا-: (من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله مؤنة النّاس) وفي لفظ: (رضي الله عنه وأرضى عنه النّاس ومن أرضى النّاس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا)، وفي لفظ: (عاد حامده من النّاس ذامّا).
إذ المقصود هنا أنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي النّاس فلا خلاص لأحد ممّا يؤذيه البتّة.


دلائل حكمة الله تعالى من ابتلاء المؤمنين :

- لا بد أن يبتلى الإنسان بما يسره وبما يسوؤه؛ فهو محتاج إلى أن يكون صابرًا شكورًا، قال تعالى: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملاً}، وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}، وقال تعالى: {فإمّا يأتينّكم منّي هدىً فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.

- ليبين الصادق من الكاذب قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} آل عمران و في البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ}.

- أن النّفس لا تزكو وتصلح حتّى تمحص بالبلاء كالذهب الّذي لا يخلص جيده من رديئه حتّى يفتن في كير الامتحان .

فوائد :
النّفس جاهلة ظالمة وهي منشأ كل شرّ يحصل للعبد؛ فلا يحصل له شرّ إلّا منها قال تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن اللّه وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك}، وقال تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم}، وقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثيرٍ}، وقال تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال} وقد ذكر عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت وفي كل ذلك يقول إنّهم ظلموا أنفسهم؛ فهم الظّالمون لا المظلومون .

وقد عرف ذلك :
أبواهم : {
قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}
والسّلف كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود: (أقول فيها برأبي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشّيطان والله ورسوله بريئان منه).
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الّذي يرويه الرّسول عن ربه عز وجل: (يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه).
وفي الحديث الصّحيح حديث سيد الاستغفار: (أن يقول العبد اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شرّ ما صنعت وأبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنّة ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنّة).
وفي حديث أبي بكر الصّديق من طريق أبي هريرة وعبد الله بن عمرو: أن رسول الله علّمه ما يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه: (اللّهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا اله إلّا أنت أعوذ بك من شرّ نفسي وشر الشّيطان وشركه وان أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم؛ قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك).
وكان النّبي يقول في خطبته: (الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا).
خطر الجهل :

قال النّبي: (إنّي آخذ بحجزكم عن النّار وأنتم تهافتون تهافت الفراش)؛ شبَّههم بالفراش لجهله وخفة حركته، وهي صغيرة النّفس فإنّها جاهلة سريعة الحركة.
وفي الحديث: (مثل القلب مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة)، وفي حديث آخر: (للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا) ومعلوم سرعة حركة الريشة والقدر مع الجهل، ولهذا يقال لمن أطاع من يغويه أنه استخفّه؛ قال عن فرعون: إنّه استخف قومه فأطاعوه، وقال تعالى: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}؛ فإن الخفيف لا يثبت بل يطيش،
فائدة اليقين :
صاحب اليقين ثابت يقال: أيقن إذا كان مستقرًّا، واليقين: استقرار الإيمان في القلب علما وعملا؛ فقد يكون علم العبد جيدا، لكن نفسه لا تصبر عند المصائب، بل تطيش.
قال الحسن البصريّ: (إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته؛ فإذا رأيت بصيرًا صابرًا فذاك).
قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir