دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 3 رمضان 1438هـ/28-05-2017م, 04:45 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, محمد بن عبدالله, سيد المرسلين وخاتم النيين, فإن خير الكلام كلام الله جل وعلا, وخير الهدى هدي نبيه محمد عليه الصلاة والسلام, أما بعد:
فهذه محاولة لاستخراج ما ظهر لي من فوائد وهدايات في قوله تعالى:" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"1 , عسى الله أن ينفعني بها ويجعل ما كتبته حجة لي لا علي.

- فمن هذه الفوائد: كمال ربوبيته سبحانه وتعالى على جميع خلقه, فهو الذي يجيب المضطر السائل, الذي يرفع يديه بالدعاء, سواء كان مؤمنا أو كافرا, لذا جاء قوله"المضطر" مقرونا ب"أل" الإستغراقية التي تعم كل من التجأ إلى ربه مضطرا إليه, مخلصا له, فهو سبحانه "رب العالمين"2, وهذا يدخل في الربوبية العامة لا الخاصة.
- ومنها: كمال أسمائه سبحانه, وكمال صفاته, وكمال أفعاله, فإجابته لدعاء المضطر, وكشفه السوء, وجعل خلقه يخلف بعضهم بعضا, فهذه أفعال يستلزم منها اتصافه سبحانه بما كمل من صفات الجلال والجمال, مثل: الحياة, والعلم, والسمع, والبصر, وتمام القدرة, والرحمة, الحكمة...
- ومنها: كمال ألوهيته على عبيده سبحانه وتعالى, واستحقاقه وحده العبادة, وبطلان ما عُبد من دونه من طواغيت, لأن توحيده في ربوبيته يستلزم توحيده في ألوهيته, وتوحيده في أسمائه وصفاته يستلزم توحيده في ألوهيته.
- ومنها: أن نقص الإنسان وضعفه وفقره ذاتي لا ينفك عنه, فكل ما يحوزه في هذه الدنيا من مال وجاه ومنصب, لا يغنيه عن ربه طرفة عين, علم ذلك ام لم يعلمه, كما قال تعالى:"يا ايها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"3.
- قبح الشرك وأهله, فهو أعظم الظلم, وأكبر الذنوب, كما قال تعالى عنه في سورة لقمان:"إن الشرك لظلم عظيم"4.
- ومنها: فضيلة الإخلاص, وحب الله تعالى له, فهو يجيب من لجأ إليه مضطرا مخلصا, فيجيبه سبحانه في حال كونه مخلصا له ولو أشرك به بعد كشف الكربة.
- ومنها: فضيلة الدعاء, وإنه من أحب العبادات إلى الله, لذلك قال عليه الصلاة والسلام:"الدعاء هو العبادة"5, فيحرص العبد على سؤال ربه في جميع أمره.
- ومنها: حب الله تعالى لتذلل عباده إليه, وبغضه للمتكبرين منهم, المستغنين عن ربهم, كما قال تعالى:"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"6.
- ومنها: رحمة الله الواسعة بعبيده, فهو أرحم بنا من رحمة الأم بصغيرها, ومعرفة هذا حري بأن يطرد أي يأس يتسلل إلى قلب المؤمن, ولو كان ما تمناه وأراده مازال غائبا عنه, فلله الحكمة البالغة.
- ومنها: تعرف العبد إلى ربه في الرخاء يسهل أموره في الشدة والكرب, ويعينه على سرعة الدعاء والتوجه لخالقه, كما قال عليه الصلاة والسلام:"من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب, فليكثر الدعاء في الرخاء"7.
- ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى التامة, ولو جهلنا موطنها, فهو سبحانه جعل الخلق يخلف بعضهم بعضا, فخلق الموت وقدره عليهم, ولولا هذا لضاقت عليهم الأرض, ولقتل بعضهم بعضا من أجل الرزق, ومن هذا يظهر تمام قدرته وتدبيره وملكوته على خلقه.
- ومنها: تنوع الخطاب القرآني, فكان تقرير الحقائق المعلومة في الآية على شكل استفهام, حتى تتشوف النفوس وتقبل على السماع والعلم, فتحصل الفائدة المرجوة للقلوب.
- ومنها: تنبيه المؤمن على تخليص قلبه من العلائق وشتى أنواع الشرك, فإن كان الرب المجيب هو الله وحده, فلماذا يشتت العبد قلبه ويفرقه في أودية تشقيه ولا تغنيه في الدنيا, وقد تودي به إلى جهنم في الآخرة.
- ومنها: إن اليسر يأتي بعد العسر, كما قال تعالى:"إن مع العسر يسرا" 8, فالبلاء لا يدوم, إما أن ترحل عنه أو يرحل عنك, ومن صبر واحتسب فاز بأجر المصيبة وأجر الصبر معا.
- ومنها: التدبر في أحوال من سبق من الأمم, والتفكر في ما آلوا إليه, لأخذ العيرة والعظة, ولتستيقظ القلوب فتعرف حقيقة الدنيا فيزهد فيها القلب, ويعرف الإنان حقيقة نفسه فيستقيم كما أمره ربه, فيكثر من الباقيات الصالحات.
- ومنها: عظم غفلة الإنسان التي هي من طبعه, فإن علم هذا, فعليه الحرص على فعل كل ما يزيلها, ومما جاء فيما يزيل الغفلة:
1- العلم عن الله سبحانه وتعالى, ومعرفة حقيقة الدنيا, ومعرفة حقيقة العبد نفسه.
2- دوام ذكر الله تعالى على كل حال, كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام, ومن أهم الذكر: قراءة القرآن.
3- حضور مجالس الذكر.
4- التوبة والرجوع إلى الله تعالى, والعناية بالإكثار من الأعمال الصالحة.
5- تذكر الموت, كما قال عليه الصلاة والسلام:"أكثوا من ذكر هادم اللذات"9, ويحصل هذا بأمور منها: زيارة القبور فإنها تذكر الاخرة.
6- الصحبة الصالحة, فلا يعدم العبد منها خيرا, كما قال تعالى:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"10.
--------------------------------------------------------------------------------------
1- 62\النمل
2- الفاتحة\2
3- فاطر\15
4- لقمان\13
5- رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم
6- الفجر\6-7
7- رواه الترمذي والحاكم.
8- العصر\6
9- أخرجه ابن حبان في صحيحه, وضعفه ابن الجوزي.
10- الكهف\28

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir