دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > أسباب النزول > العجاب في بيان الأسباب لابن حجر

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 شعبان 1432هـ/3-07-2011م, 06:23 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة آل عمران

سورة آل عمران



177 - ذكر سبب نزول صدرها
أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس أن النصارى أتوا النبي يخاصمونه في عيسى بن مريم فادعوا الكذب وقالوا من أبوه فقال لهم النبي ألستم تعلون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه قالوا بلى قال ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء قالوا بلى قال ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلأه ويحفظه ويرزقه قالوا بلى قال فهل يملك عيسى شيئا من ذلك قالوا لا قال ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء قالوا بلى قال أفكذلك عيسى قالوا لا قال فإن ربنا صير عيسي في الرحم كيف شاء ألستم تعلمون أن أمه حملته كما تحمل المرأة ووضعته كما تضع المرأة ثم غذي بالطعام كما يغذى الصبي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/657]
245 - ثم كان يطعم الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث والله بخلاف ذلك قالوا بلى قال فكيف الذي زعتم فعرفوا ثم أبوا إلا جحودا وأنزل الله عز وجل ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم إلى قوله العزيز الحكيم
وأخرجه الطبري من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير نحوه وأتم منه وفيه تسمية رؤساء وفد نجران
178 - قوله ز تعالى إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد الآية 4
قال مقاتل بن سليمان نزلت في اليهود منهم حيي وجدي وأبو ياسر بنو أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وزيد بن التابوت
179 - قوله ز تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ
[العجاب في بيان الأسباب: 2/658]
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله الآية
7 - ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس المتشابه حروف التهجي في أوائل السور ولك أن رهطا من اليهود حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراءهما أتوا النبي فقال له حيي بلغنا أنه أنزل عليك ألم أنشدك الله أأنزلت عليك قال نعم قال فإن كان ذلك حقا فإني أعلم مدة ملك أمتك هو إحدى وسبعون سنة فهل أنزل عليك غيرها قال نعم المص قال هذه أكثر من تلك هي إحدى وستون ومئة سنة فهل غيرها قال نعم الر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل غيرها قال نعم المر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وسبعون سنة ولقد خلطت
246 - علينا فلا ندري بقليله نأخذ أم بكثيره ونحن لا نؤمن بهذا فأنزل الله عز وجل هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/659]
وقال مقاتل بن سليمان في قوله وأخر متشابهات قال هي الكلمات الأربع ألم والمص والمر والر شبه على اليهود كم تملك هذه الأمة من السنين قال والراسخون في العلم هم عبد الله بن سلام وأصحابه يقولون آمنا به وهم الذين قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا إلى قوله الميعاد
2 - قول آخر قال مقاتل بن حيان هم وفد نجران خاصموا النبي في عيسى فقالوا ألست تزعم أنه كلمة الله وروح منه قال بلى قالوا فحسبنا فأنزل الله تعالى هذه الآية
3 - قول آخر أخرج البخاري من طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة قالت تلا رسول الله هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات إلى أولي الألباب وقالت قال رسول الله فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ثلاثتهم عن القعنبي عن يزيد
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي الوليد عن يزيد وحماد بن سلمة عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/660]
ابن أبي مليكة بلفظ سئل رسول الله عن قول الله فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه فقال إذا رأيتم فذكره
وأخرجه الترمذي عن بندار عن أبي الوليد بدون ذكر حماد وقال تفرد يزيد بذكر القاسم فيه بين عائشة 247 وابن أبي مليكة ورواه غير واحد ابن أبي مليكة عن عائشة ولم يذكروا فيه القاسم
قلت وقد وافقه حماد بن سلمة في إحدى الروايتين عنه كما تقدم من طريق ابن أبي حاتم
وكذا أخرجه الطبري من طريق يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة وقد أغرب الوليد بن مسلم فرواه عن حماد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أخرجه الطبري من طريقه ومن طريقه أيضا عنه عن نافع بن عمر عن ابن أبي ملكية عن عائشة والذي يظهر أن حماد بن سلمة كان يتنوع في إيراده
[العجاب في بيان الأسباب: 2/661]
فإن كان حفظه فالطرق كلها صحيحة وأخرج الإمام أحمد عن أبي كامل عن حماد بن سلمة عن أبي غالب سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي في قوله تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه قال هم الخوارج
وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق حميد الخياط عن أبي غالب عن أبي أمامة كذلك
وأصله عند الترمذي وغيره من حديث أبي أمامة وفيه قصة نصب رؤوس الخوارج على درج دمشق وهذا من علامات النبوة فإن الخوارج أول من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/662]
تبع ما تشابه منه وابتغوا بذلك الفتنة فقتلوا من أهل الإسلام ما لا يحصى كثرة وتجنبوا قتل أهل الشرك وأخبارهم في ذلك شهيرة ولك ورد في عدة أحاديث صحيحة أنهم شر الخلق والخليقة وذكر الخوارج نبه به الحديث المذكور على من ضاهاهم في اتباع المتشابه وابتغاء تأويله فالآية شاملة لكل مبتدع سلك ذلك المسلك
قال ابن جرير المراد بالذين في قلوبهم زيغ كل مبتدع بدعة تخالف ما مضى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/663]
عليه رسول الله
248 - فتأول بعض الآيات المحتملة التأويل ما يشيد به بدعته
ثم أسند عن قتادة نحو ذلك
ثم أسند من طريق الحارث بن يعقوب عن أيوب عن ابن أبي ملكية عن عائشة قالت قرأ رسول الله هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات الآية كلها فقال رسول الله إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم
ورجح الطبري قول من قال من المفسرين إن المراد باتباع الفتنة في الآية اتباع الشبهات واللبس ليروج بذلك الباطل الذي ابتدعه وأطلق على ذلك فتنة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/664]
لأنه يؤول إليها نسأل الله السلامة والعافية
180 - قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد 12
1 - قال ابن إسحاق في المغازي رواية يونس بن بكير عنه حدثني محمد بن أبي محمد مولي زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس لما أصاب رسول الله قريشا ببدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاع فقال يا معشر اليهود احذروا من الله ما نزل بقريش يوم بدر وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم فقالوا يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن الناس فأنزل الله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون الآية
وقال ابن إسحاق أيضا في رواية سلمة بن الفضل عنه عن عاصم بن عمر ابن قتادة قال فلما أصاب الله قريشا 249 يوم بدر جمع رسول الله يهود في سوق بني قينقاع حين قدم المدينة فذكر نحوه
وفي تفسير سنيد حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/665]
قل للذين كفروا ستغلبون قال فنحاص اليهودي في يوم بدر لا يغرن محمدا إن غلب قريشا وقتلهم قريشا لا تحسن القتال فنزلت
وقال ابن ظفر يحسن أن يقال لما شمت اليهود بالمسلمين يوم أحد قيل لهم ستغلبون وتحشرون إلى جهنم يعني على القراءة بالياء المثناة التحتانية فيهما
قول آخر وقال الثعلبي قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة ومن طريق مجاهد قالا أنزلت في محمد وأصحابه ومشركي قريش يوم بدر أن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم رسول الله المشركين يوم بدر هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى ونجده في كتابنا بنعته وصفته وأنه لا ترد له راية وأرادوا اتباعه فقال بعضهم لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى فلما كان يوم أحد ونكب أصحابه شكوا وقالوا ما هو به فغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا وكان بينهم وبينه عهد فنقضوه وانطلق كعب بن الأشرف إلى أبي سفيان بمكة فوافقهم أن يكونوا كلمة واحدة ثم رجعوا إلى المدينة فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/666]
وقال مقاتل بن سليمان في قوله تعالى قد كان لكم آية في فئتين التقتا نزلت في بني قينقاع من اليهود توعدوا المسلمين بالقتال فنزلت
181 - قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء الآية والتي بعدها 14 - 15
قال ابن ظفر قيل إن وفد نجران لما دخلوا المدينة تزينوا بأحسن زي 250 فتشوقت نفوس رجال من فقراء المسلمين إليهم فنزلت
وقال ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير دخلوا المسجد العصر وهم في جمال رجال بني الحارث وعليهم الحبرات
182 - قوله تعالى قل أؤنبئكم بخير من ذلكم الآية 15
أخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن السائب عن أبي بكر بن حفص قال لما نزلت زين للناس حب الشهوات الآية قال عمر الآن يا رب زينتها لنا فنزلت قل أؤنبئكم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/667]
183 - قوله تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية 18
ذكر الثعلبي عن ابن الكلبي قال قدم حبران من أحبار الشام على النبي فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه عرفاه بالصفة والنعت فقالا أنت محمد قال نعم قالا وأنت أحمد قال أنا محمد وأحمد قالا فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك قال سلا قالا فأخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله عز وجل فأنزل الله تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو فأسلم الرجلان
184 - قوله تعالى وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم الآية 19
1 - أخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس في هذه الآية قال: قال أبو العالية بغيا أي طلبا للملك قال الربيع وذلك أن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل فاستودعهم التوراة وجعلهم أمناء عليه كل حبر جزءا منه واستخلف موسى يوشع بن نون فلما مضى القرن الأول
[العجاب في بيان الأسباب: 2/668]
والثاني والثالث وقعت الفرقة بينهم من أبناء 251 السبعين حتى اهراقوا الدماء بينهم ووقع الشر والاختلاف وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا وطلبا لسلطانها وزخرفها فسلط الله عليهم الجبابرة
قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر ابن الزبير في هذه الآية قال المراد بهم النصارى وسيأتي بقية كلامه في التي بعدها
3 - ونقل الثعلبي عن بعضهم إن المراد أهل الكتاب في نبوة محمد بعد أن وجدوا نعته وصفته في كتبهم فكفروا به حسدا
4 - قول آخر نقل الثعلبي عن ابن الكلبي قال نزلت في اليهود والنصارى حين تسموا بهذين الاسمين وتركوا اسم الإسلام
185 - قوله تعالى فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني الآية 20
[العجاب في بيان الأسباب: 2/669]
قال ابن الكلبي لما نزلت إن الدين عند الله الإسلام قالت اليهود والنصارى لسنا على ما تسمينا به يا محمد إنما اليهودية والنصرانية ليست لنا والدين هو الإسلام ونحن عليه فأنزل الله تعالى فإن حاجوك أي خاصموك في الدين فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم قال فقالوا أسلمنا فقال لليهود أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله فقالوا لا فنزلت وإن تولوا فإنما عليك البلاغ
186 - قوله ز تعالى ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس الآية
21 -
أخرج عبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن معقل بن أبي مسكين قال كان الوحي يأتي بني إسرائيل ولم يكن يأتيهم كتاب فيقوم الذين يوحى إليهم فيذكرون قومهم فيقتلونهم فيقول رجال ممن اتبعهم وصدقهم 252 فيذكرون قومهم فيقتلونهم فنزلت فيهم ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/670]
الناس
قال مقاتل بن سليمان كان الذي يصنع ذلك ملوك بني إسرائيل وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح أن النبي قال قتلت بنو إسرائيل في ساعة واحدة من أول النهار ثلاثة وأربعين نبيا فقام مئة واثنا عشر رجلا من عبادهم فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله في كتابه وأنزل الآية فيهم
أخرجه الطبري وابن أبي حاتم والثعلبي كلهم من طريق محمد بن حمير الحمصي
عن أبي الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عنه وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه ما نصه أبو الحسن الأسدي روى عنه أبو كريب مجهول فما أدري هو هذا أو غيره
[العجاب في بيان الأسباب: 2/671]
187 - قوله تعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم الآية23
1 - قال ابن إسحاق في المغازي رواية يونس بن بكير عنه عن محمد عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس قال دخل رسول الله بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد على أي دين أنت يا محمد فقال فقالا على ملة إبراهيم ودينه فقالا إن إبراهيم كان يهوديا فقال لهما فهلموا إلى التوراة فهي بدينا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا من الكتاب الآية
أخرجه الطبري وهكذا ذكره الثعلبي عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس والصواب أن هذه الرواية ترد دائما بالشك وهو من ابن إسحاق أو من شيخه محمد بن أبي محمد 253
[العجاب في بيان الأسباب: 2/672]
2 - قول آخر نقل الطبري عن قتادة وابن جريج أن المراد بالكتاب القرآن ثم ساق الرواية عنهما بذلك ولفظهما الكتاب وهو يحتمل أن يراد به التوراة فيرجع إلى الأول نعم وقع في تفسير جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال جعل الله القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه وهم يجدونه مكتوبا عندهم
3 - قول آخر أخرج الطبري من طريق السدي قال دعا النبي اليهود إلى الإسلام فقال له نعمان بن أبي أوفى هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ومالك بن الصيف ونعمان بن أبي أوفى وبحري بن عمرو وأبو نافع بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/673]
قيس وأبو ياسر بن أخطب وذلك أن النبي قال لهم أسلموا فقالوا نحن أهدى وأحق بالهدى منكم وما أرسل الله نبيا بعد موسى فقال آخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها فأبوا فنزلت هذه
4 - قول آخر قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا فذكر القصة الآتية في سورة المائدة وفيها فحكم عليهما بالرجم فقال له نعمان بن أبي أوفى وبحري بن عمرو جرت علينا يا محمد فقال بيني وبينكم التوراة القصة وفيها ذكر ابن صوريا وفي آخرها فأنزل الله تعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله وهم معرضون
188 - قوله تعالى قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات 24
تقدم في تفسير سورة 254 البقرة
189 - قوله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء الآية 26
قال إسحاق بن راهوية وعبد بن حميد جميعا عن روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ذكر لنا أن نبي الله سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في
[العجاب في بيان الأسباب: 2/674]
أمته فأنزل الله عز وجل هذه الآية
وبهذا جزم مقاتل بن سليمان فقال سأل رسول الله ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته
وذكر الثعلبي عن ابن عباس قال لما افتتح رسول الله مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قال المنافقون واليهود هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم فنزلت
وذكر الثعلبي هنا حديث عمرو بن عوف المزني في قصة ضرب الصخرة بالخندق وفي آخره ونزل قوله تعالى وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا في ذلك ونزل قوله تعالى قل اللهم مالك الملك في ذلك
قلت وحديث عمرو أخرجه البيهقي وغيره وليس في آخره ونزل قوله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/675]
تعالى اللهم مالك الملك ونورده في تفسير سورة الأحزاب
190 - قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين الآية 28
1 - ذكر الثعلبي عن ابن عباس كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر اجتنبوا هؤلاء اليهود واحذروا لزومهم ومباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبى أولئك النفر مباطنتهم وملازمتهم 255 فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية
2 - قول آخر قال مقاتل بن سليمان نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم الله عن ذلك
3 - قول آخر قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت في عبد الله ابن أبي وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار يرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنون عن مثل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/676]
فعلهم
4 - قول آخر ذكر جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس نزلت في عبادة بن الصامت كان له حلفاء من اليهود فلما خرج النبي يوم الأحزاب قال عبادة يا نبي الله إن معي خمسمئة رجل من اليهود وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو فأنزل الله عز وجل لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء الآية
191 - قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية 31
1 - قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن اليهود لما قالت نحن أبناء الله وأحباؤه أنزل الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله الآية فلما نزلت عرضها رسول الله فأبوا أن يقبلوها
وقال مقاتل بن سليمان لما دعا النبي كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ولنحن أشد حبا لله مما تدعونا إليه فنزلت قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
2 - قول آخر قال محمد بن إسحاق في المغازي حدثني محمد بن جعفر ابن الزبير قال نزلت في نصارى أهل نجران وذلك أنهم قالوا إنما نعظم المسيح ونعبده
[العجاب في بيان الأسباب: 2/677]
حبا لله وتعظيما له 256 فقال الله قل إن كنتم
3 - قول آخر ذكر سنيد في تفسيره عن حجاج عن ابن جريج قال زعم أقوام على عهد رسول الله أنهم يحبون الله فقالوا يا محمد إنا نحب ربنا فنزلت وجعل اتباع نبيه علما لحبه
4 - قول آخر ذكر جوبير في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال وقف النبي على قريش وهم في المسجد الحرام وقد نصبوا أصنامهم وعلقوا عليها بيض النعام وجعلوا في آذانها الشنوف وهم يسجدون لها فقال لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل فقالوا يا محمد إنا نعبد هذه حبا لله ليقربونا إلى الله زلفى
فقال أنا رسول الله إليكم وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام
قلت وهذا من منكرات جويبر فإن آل عمران مدنية وهذه القصة إنما كانت بمكة قبل الهجرة ولعل الذي نزل فيهما في أوائل الزمر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/678]
192 - قوله ز تعالى قل أطيعوا الله والرسول الآية 32
1 - نقل الثعلبي أن عبد الله بن أبي لما نزل قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني قال لأصحابه إن محمدا يجعل طاعته كطاعة الله ويأمرنا أن نعبده كم تعبد النصارى عيسى بن مريم فنزلت قل أطيعوا الله والرسول الآية
2 - وقال مقاتل بن سليمان نزلت في اليهود
قلت وهذا هو الراجح
193 - قوله تعالى إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الآية 59
قال عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة عن عوف الأعرابي عن الأزرق بن قيس قال جاء أسقف نجران والعاقب إلى رسول الله فعرض عليهما الإسلام فقالا قد كنا 257 مسلمين قبلك فقال كذبتما منع الإسلام منكما ثلاث قولكما اتخذ الله ولدا وسجودكما للصليب وأكلكما لحم الخنزير قالا فمن أبو عيسى فلم يرد عليهما فأنزل الله عز وجل إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية
وعن سعيد عن قتادة ذكر لنا أن سيدي أهل نجران قالا لكل آدمي أب فما بال عيسى لا أب له فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/679]
وأسند الطبري وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن رهطا من أهل نجران فيهم السيد والعاقب قدموا على النبي فقالوا ما شأنك تذكر صاحبنا أي عيسى تزعم أنه عبد الله قال أجل إنه عبد الله قالوا فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل بأمر الله فقال قل لهم إذا أتوك إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية
ومن طريق مغيرة عن عامر هو الشعبي قال كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى في عيسى قولا فكانوا يجادلون النبي فيه فنزلت
ومن طريق أسباط عن السدي قال لما سمع أهل نجران بالنبي أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم العاقب والسيد وماسرجس وما ربحن فسألوه ما تقول في عيسى فقال هو عبد الله وروحه وكلمته فقالوا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره فهل رأيت قط إنسانا خلق من غير أب فنزلت
وأخرج سنيد عن حجاج عن ابن جريج بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/680]
وفدهم فيهم السيد والعاقب وهما 258 سيداهم يومئذ فقالا يا محمد فيم تشتم صاحبنا عيسى تزعم أنه عبد فقال أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم فغضبوا وقالوا إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيى الموتى ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه لكنه الله فسكت حتى أتاه جبريل فقال يا محمد لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم فقال يا جبريل إنهم سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى فقال إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية
ومن طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال
فإن قالوا كيف خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير ذكر ولا أنثى فكان كما جاء عيسى لحما ودما وشعرا وبشرا فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من خلق آدم وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مبارك بن فضالة سمعت الحسن البصري يقول أتى راهبا نجران رسول الله فذكر نحو رواية الأزرق بن قيس لكن قال فنزل عليه ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/681]
الحكيم إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الآية إلى الممترين
وسمى مقاتل بن سليمان فيهم الحارث وقيسا وابنيه وخالدا وخليدا وعمرا
194 - قوله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم الآية 61
قال ابن إسحاق في السيرة الكبرى رواية يونس بن بكير عنه حدثني محمد بن جعفر بن الزبير فذكر قصة وفد أهل نجران وما قالوه ونزل فيهم إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله فمن حاجك 259 فيه إلى قوله بالمفسدين قال فلما أتى رسول الله الخبر من الله وفصل القضاء بينه وبينهم وأنهم إن ردوا ذلك لاعنهم دعاهم إلى ذلك فقالوا يا أبا القاسم دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فانصرفوا عنه ثم خلوا بالعاقب وكان ذا رأيهم فقالوا يا عبد المسيح ماذا ترى فقال والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم قط نبيا فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم وإنه الاستئصال منكم إن فعلتم فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة عليه فوادعوا هذا الرجل وانصرفوا فأتوا النبي فقالوا قد رأينا أن لا نلاعنك فذكر قصة بعثه معهم أبا عبيدة بن الجراح ليفصل بينهم في أمور اختلفوا فيها من أموالهم
ولابن إسحاق في هذه القصة سند آخر موصول أخرجه أبو بكر بن مردويه في
[العجاب في بيان الأسباب: 2/682]
التفسير من طريق أخرى عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله فذكر القصة وفيها أن أشرافهم كانوا اثني عشر رجلا
وأخرج البخاري أصل هذه القصة في الصحيح في أواخر المغازي من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال جاء السيد والعاقب صاحبا نجران إلى رسول الله يريد أن يلاعناه فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل فوالله إن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا قالا نعطيك ما سألتنا فابعث معنا رجلا أمينا الحديث
260 - وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق علي بن مسهر وابن شاهين وابن مردويه في التفسير من طريق بشر بن مهران كلاهما عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال قدم على النبي العاقب والطيب فدعاهما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/683]
إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه الغداة فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا وأقرا له بالخراج فقال والذي بعثني بالحق لو قالا لأمطر عليهم الوادي نارا قال جابر فيهم نزلت فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الحديث
ولأخره شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الحاكم في أثناء حديث أصله البخاري والترمذي والنسائي
ولفظه عند الحاكم ولو خرج الذين يباهلون رسول الله لرجعوا لا يجدون إبلا ولا مالا
ولفظ معمر لو خرج الذين يباهلون مثله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/684]
وفي تفسير سئيدة عن ابن جريج والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد إلا أهلكه الله
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة قصة وفد نجران والملاعنة مطولة في نحو ورقة كبيرة من طريق يونس بن بكير في المغازي من زياداته على ابن إسحاق قال يونس عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه عن جده وكان نصرانيا فأسلم إن رسول الله كتب إلى أهل نجران يدعوهم إلى الإسلام وفيه إرسالهم وفدا اختاروهم وفيه فساءلهم وسألوه إلى أن انتهت به المسألة أن قالوا ما تقول في عيسى فقال أقيموا حتى أخبركم فافتتح الصلاة وأنزل الله عليه إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله فنجعل 261 لعنة الله على الكاذبين فقصها عليهم فأبوا أن يقروا بذلك فأصبح رسول الله فأقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل له وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة فذكر أنهم رضوا أن يحكموه ورضوا بما حكم به عليهم من المال في كل سنة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/685]
ومن مستغربات مقاتل بن سليمان أنه نقل في هذه القصة أن عمر قال للنبي لو لاعنتهم بيد من كنت تأخذ قال بيد علي وفاطمة والحسن والحسين وعائشة وحفصة
وقد ساق الطبري آخر هذه القصة بما فيها من الزيادة عما قبلها فأخرج من طريق مغيرة عن عامر وهو الشعبي قال فلما أمر النبي بملاعنتهم بقوله فمن حاجك فيه فتواعدوا أن يلاعنوه الغد فانطلق السيد والعاقب ومن تبعهما إلى رجل منهم عاقل فذكروا له ما عزموا عليه فقال بئس ما صنعتم وندمهم وقال إن كان نبيا ثم دعا عليكم لا يعصيه الله فيكم وإن كان ملكا فظهر عليكم لا يستبقيكم قالوا فكيف بنا وقد واعدنا قال إذا غدوتم عليه فعرض عليكم الملاعنة فقولوا نعوذ بالله فلعله يعفيكم قال فغدا النبي محتضنا حسينا آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي ملتفة فدعاهم إلى الذي فارقوه عليه بالأمس فقالوا نعوذ بالله ثم دعاهم فقالوا نعوذ بالله مرارا قال فإن أبيتم فأسلموا فإن أبيتم فأعطوا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/686]
الجزية عن يد وأنتم صاغرون فإن أبيتم فإني أنبذ إليكم على سواء فقالوا لا طاقة لنا بحرب العرب ولكن نؤدي الجزية قال فجعل عليهم ألفي حلة ألفا في رجب وألفا في صفر 262 وقال النبي لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة
ومن طريق السدي قال فأخذ النبي بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي اتبعنا فلم يخرج النصارى وصالحوه فقال رسول الله لو خرجوا لاحترقوا ومن طريق علباء بن أحمد اليشكري فقال شاب منهم لا تلاعنوا أليس عهدكم بالأمس بإخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير
195 - قوله تعالى قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية 64
قال الثعلبي قال المفسرون قدم وفد نجران فالتقوا مع اليهود فاختصموا في إبراهيم فقالوا يا محمد إنا اختلفنا في إبراهيم فزعمت اليهود أنه كان يهوديا وهم على دينه وهم أولى الناس به وزعمت النصارى أنه كان نصرانيا وهم على دينه وهم أولى الناس به فقال النبي كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه بل كان حنيفا ومسلما فقالت اليهود يا محمد ما نريد أن نتخذك ربا كما اتخذت النصارى عيسى ربا فأنزل الله عز وجل قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم انتهى وإطلاقه على قائل هذا مع ضعفه أنه قول المفسرين مما ينكر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/687]
عليه فإن هذه الآية الأولى أنزلها الله في قصة وفد نجران قبل أن يقع اجتماعهم باليهود فلما أبوا وبذلوا الجزية واطمأنوا اجتمعوا بيهود المدينة عند النبي أو فيما بينهم فتجادلوا إلى أن ذكروا إبراهيم ونزلت الآيات التي بعدها في إبراهيم وسيأتي سياق ذلك واضحا 263 في الذي بعده
196 - قوله ز تعالى قل يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده إلى قوله ولكن كان حنيفا مسلما 65 - 67
1 - قال ابن إسحاق في السيرة دعا النبي أهل نجران إلى النصف وقطع عنهم الحجة قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى قوله مسلمون فأبوا فنزل ما بعدها
ثم أسند عن محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند النبي فتنازعوا عنده فقال الأحبار ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فنزلت يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/688]
ومن طريق السدي نحوه ولم يذكر مكان اجتماعهم
2 - وأخرج عبد بن حميد والطبري من طريق قتادة ذكر لنا أن نبي الله دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء وهم الذين حاجوه في إبراهيم وزعموا أنه كان يهوديا فأكذبهم الله تعالى ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مقاتل بن حيان قال: قال كعب يعني ابن الأشرف وأصحابه إن إبراهيم منا وموسى منا والأنبياء منا فأنزل الله عز وجل ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا الآية وبنحوه ذكر مقاتل بن سليمان وقال: قال رؤساء اليهود كعب بن الأشرف وأبو ياسر وأبو الحقيق وزيد بن تابوت ونصارى نجران كان إبراهيم والأنبياء على ديننا القصة
وأخرج سنيد من طريق ابن جريج قال بلغنا أن نبي الله 264 دعا يهود المدينة إلى الإسلام وقوله تعالى تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم فأبوا عليه فجاهدهم أخرجه الطبري
[العجاب في بيان الأسباب: 2/689]
ومن طريق الربيع بن أنس ذكر لنا أن النبي دعا اليهود إلى كلمة السواء واختار الطبري أنها نزلت في الفريقين معا يهود المدينة وأهل نجران
وقال الطبري حدثني إسحاق بن شاهين نا خالد الواسطي عن داود هو بن أبي هند عن عامر هو الشعبي قال: قالت اليهود إبراهيم على ديننا وقالت النصارى إبراهيم على ديننا فأنزل الله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا فبرأه الله منهما
197 - قوله تعالى إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي الآية 68
1 - نقل الثعلبي والواحدي عن ابن عباس إن رؤساء اليهود قالوا يا محمد لقد علمت أنا أولى بإبراهيم منك ومن غيرك وأنه كان يهوديا وما بك إلا الحسد فأنزل الله تعالى إن أولى الناس بإبراهيم الآية
2 - وأخرج عبد بن حميد من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أنه لما أن خرج أصحاب رسول الله إلى النجاشي انتدب لهم عمرو بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/690]
العاص وعمارة بن أبي معيط كذا قال وإنما هو عمارة بن الوليد بن المغيرة أرادوا عنتهم والبغي عليهم فقدموا على النجاشي فأخبروه أن هؤلاء الرهط وصادرهم الذين قدموا عليك من أهل مكة إنما يريدون أن يخبلوا عليك ملكك ويفسدوا عليك أرضك ويشتموا ربك فأرسل إليهم فذكر القصة مطولة وفيها إن الذي خاطبهم من المسلمين حمزة وعثمان بن مظعون فقال النجاشي لما سمع كلامهم لا دهوره 265 أي لا خوف على حزب إبراهيم فقال عمرو من هم حزب إبراهيم قال هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده ومن أتبعه فأنزلت ذلك اليوم يوم خصومتهم على رسول الله إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي الآية
قلت وقصة عمرو بن العاص وجعفر بن أبي طالب عند النجاشي مروية من طرق متعددة
منها في السيرة لابن إسحاق من طريق محمد بن مسلم الزهري
[العجاب في بيان الأسباب: 2/691]
ومنها في الثعلبي مطولة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
ومنها في الطبراني من طريق جعفر بن أبي طالب
وليس في شيء منها نزول هذه الآية في هذه القصة وقد خلط الثعلبي رواية الكلبي برواية شهر مع رواية ابن إسحاق وساقها بطولها مساقا واحدا وهو من عيوب كتابه حيث يخلط الصادق بالكاذب بالمحتمل فيوهم أن الجميع من رواية الصادق وليس كذلك
198 - قوله تعالى ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم 69
تقدم في قوله تعالى في سورة البقرة ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا الآية حكاه الثعلبي وقال مقاتل بن سليمان نزلت في عمار بن ياسر وحذيفة وذلك أن اليهود جادلوهما ودعوهما إلى دينهم وقالوا إن ديننا خير من دينكم ونحن أهدى سبيلا فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/692]
199 - قوله تعالى يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل 71
قال محمد بن إسحاق في السيرة حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد 266 ولا الحارث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نجيء نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع ويرجعون عن دينهم فأنزل الله تعالى فيهم لم تلبسون الحق بالباطل
وقال مقاتل بن سليمان قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف لسفلة اليهود آمنوا معهم نهارا فذكر القصة
300 - قوله تعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون 72
أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي قال كان أحبار
[العجاب في بيان الأسباب: 2/693]
قرى عربية اثني عشر حبرا فقالوا لبعضهم ادخلوا في دين محمد أول النهار وقولوا نشهد أن محمدا حق صادق فإذا كان آخر النهار فاكفروا به وقولوا إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم فحدثونا أنه كاذب وليس على شيء وإنكم لستم على شيء وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم لعلهم يشكون يقولون هؤلاء كانوا معنا أول النهار فما بالهم فأخبر الله عز وجل رسوله بذلك
ومن طريق أبي مالك الغفاري نحوه باختصار وفي آخره فاطلع على سرهم وأنزل وقالت طائفة من أهل الكتاب الآية
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك نحو الأول بتمامه
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال كانوا يكونون مع النبي أول النهار يكلمونه ويمارونه فإذا أمسوا وحضرت الصلاة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/694]
كفروا به وتركوه
ومن طريق العوفي عن 267 ابن عباس قال طائفة من اليهود لبعضهم إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا وإذا كان آخر النهار فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهو أعلم منا لعلهم ينقلبون عن دينهم
201 - قوله تعالى قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء الآية 73
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال الله تعالى لنبيه قل إن الهدى هدى الله تقول اليهود فعل الله بنا كذا وكذا من إكرامه حتى أنزل المن والسلوى فنزل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء
202 - قوله تعالى ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك الآية 75
قال مقاتل بن سليمان الفرقة الأولى مؤمنو أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه والفرقة الثانية كفار اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه يقول منهم من يؤدي الأمانة ولو كثرت ومنهم من لا يؤدي الأمانة ولو قلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/695]
وعن جويبر بن الضحاك عن ابن عباس الأول عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومئتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله والثاني فنحاص بن عازورا أودعه رجل من قريش دينارا فخانه فيه
وقال الثعلبي قال أكثر المفسرين نزلت في اليهود وقد علم أن الناس كلهم كذلك فيهم الأمين والخائن وإنما حذر الله المؤمنين أن يغتروا بأهل الكتاب لأنهم يستحلون مال المؤمن
قلت وسيأتي بيان ذلك في الذي بعده قال وفي بعض التفاسير إن الذي يؤدي الأمانة هم النصارى وإن الذي لا يؤديها هم اليهود
203 - قوله تعالى ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم 278 يعلمون 75
أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس إن أهل الكتاب كانوا يقولون ليس علينا جناح فيما أصبنا من أموال هؤلاء لأنهم أميون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/696]
أخرج سنيد من طريق ابن جريج قال بايع اليهود ورجال في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا ليس لكم علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه وادعوا أنهم وجدواا ذلك في كتابهم قال الله تعالى ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون يعني اليهود
وهو عند مقاتل بن سليمان بنحوه
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ليس علينا في الأميين يعنون من ليس من أهل الكتاب أخرجه الطبري من طريقه هكذا مختصرا ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل
ومن طريق السدي كان يقال له مالك لا تؤدي أمانتك فيقول ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا
ومن طريق القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير لما نزلت ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال النبي كذب أعداء الله كل شيء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/697]
موضوع إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر
204 - قوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية 77ة
1 - قال مقاتل بن سليمان يعني رؤوس اليهود
وقال الحسين بن داود المعروف بسنيد في تفسيره حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال نزلت هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة الآية في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وغيرهم 269 من رؤوس اليهود كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من نبوة محمد وكتبوا بأيديهم غيره وحلفوا أنه من عند الله لئلا تفوتهم المآكل التي كانت لهم على اتباعهم
2 - وبه إلى ابن جريج قال وقال آخرون إن الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله في أرض كانت في يده لذلك الرجل أخذها بتعززه في الجاهلية فقال النبي للرجل أقم بينتك فقال ليس يشهد لي أحد على الأشعث قال فلك يمينه فقدم الأشعث يحلف فأنزل الله هذه الآية فنكل الأشعث وقال إني أشهدكم الله وأشهد له إن خصمي صادق فرد إليه أرضه وزاده من أرض
[العجاب في بيان الأسباب: 2/698]
نفسه زيادة كثيرة مخافة أن يبقى في يده شيء من حقه فهي لعقب ذلك الرجل بعده
قلت كذا وقع في هذه الرواية المرسلة والحديث مخرج في الصحيحين والسنن الأربعة ومسند أحمد من طرق عن منصور والأعمش وغيرهما عن شقيق عن الأشعث منها لأحمد نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله من حلف على يمين هو فيها فاجر الحديث فقال الأشعث في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي فقال لي ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله إذا يحلف فيذهب بمالي فأنزل الله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/699]
وفي رواية عاصم عن شقيق فجاء الأشعث فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه 270 فقال كان في والله هذا الحديث خاصمت ابن عم لي فذكره وفيه في بئر بدل أرض وفيه مالي بينه وإن تجعلها بيمينه يذهب ببئري إن خصمي رجل فاجر قال فقال من اقتطع مال امرىء مسلم الحديث وقرأ هذه الآية
ووقع نحو ذلك في حديث عدي بن عميرة عند النسائي ولفظه خاصم رجل من كندة امرأ القيس بن عابس الحضرمي في أرض الحديث وفيه فقال الحضرمي أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهب أرضي ورب الكعبة فذكر الحديث وتلا رسول الله إن الذين يشترون الآية وفي آخره فقال امرؤ القيس ما لمن تركها يا رسول الله قال الجنة قال فأشهدك أني قد تركتها
وهكذا في أكثر الطرق أن النبي تلا الآية عقب الحديث وصرح في
[العجاب في بيان الأسباب: 2/700]
رواية الأعمش بقوله فأنزل الله تعالى وكذلك ذكرها جرير عن منصور عن شقيق عند البخاري وغيره كما صرح في رواية عكرمة المرسلة بذلك وللمتن شواهد من حديث أبي داود وأبي أمامة بن ثعلبة وغيرهما ليس فيه سبب النزول
[العجاب في بيان الأسباب: 2/701]
3 - سبب أخر أخرج البخاري وأحمد والطبري من طريق العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة له في السوق 271 فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية
وله شاهد مرسل أخرجه الطبري من طريق الشعبي بسند صحيح إليه أن رجلا أقام سلعة أول النهار فلما كان آخره جاء رجل يشتري فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا المساء ما باعها به فأنزل الله هذه الآية وبه إلى داود عن رجل عن مجاهد نحوه
4 - سبب آخر قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن أناسا من علماء اليهود أولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة فأصابتهم سنة فأتوا كعب بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/702]
الأشرف يستميرونه فسألهم كعب هل تعلمون أن هذا الرجل يعني رسول الله في كتابكم قالوا نعم وما تعلمه أنت قال لا قالوا فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله قال كعب لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم فحرمكم الله خيرا كثيرا قالوا فإنه شبه لنا فرويدا حتى نلقاه فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته ثم أتوا النبي فكلموه ثم رجعوا إلى كعب فقالوا قد كنا نرى أنه هو فأتيناه فإذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا وأخرجوا النعت الذي كتبوه ففرح كعب بذلك ومارهم فأنزل الله تعالى هذه الآية وسبق نظيرها في البقرة إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار الآية
5 - وقال ابن الكلبي أيضا عن أبي صالح باذان عن ابن عباس نزلت في امرئ القيس 272 ابن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع في أرض ولم يكن له بينة فأمره رسول الله أن يحلف الحديث
205 - قوله ز تعالى وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب الآية 78
1 - نقل الثعلبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس نزلت في اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله بعضه ببعض وألحقوا به ما ليس منه وأسقطوا منه الدين الحنيف
2 - وأخرج الطبري من طريق قتادة إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/703]
فيه وزعموا أنه من عند الله
ومن طريق الربيع بن أنس مثله
ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وقال كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله
وقال مقاتل بن سليمان هم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأبو ياسر وحيي ابنا أخطب وسعية بن عمرو يلوون ألسنتهم بالكتاب يحرفونه كتبوا غير نعت محمد وحذفوا نعته ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله
206 - قوله تعالى ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله الآية 79
1 - أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو نافع القرظي حين اجتمعت الأحبار
[العجاب في بيان الأسباب: 2/704]
من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله ودعاهم إلى الإسلام أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى فقال رجل من أهل نجران يقال له الرئيس أو ذاك تريد يا محمد وإليه 273 تدعونا فقال معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني أو كما قال فأنزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر
وذكره الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نحوه فقال معاذ الله أن نعبد غير الله ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فنزلت
2 - ومن طريق سنيد ثم عن ابن جريج كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فنزلت
3 - قول آخر أخرج عبد بن حميد عن روح عن عوف عن الحسن بلغني أن رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله فأنزل الله عز وجل هذه الآية إلى قوله بأنا مسلمون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/705]
4 - قول آخر قال مقاتل بن سليمان ما كان لبشر يعني عيسى بن مريم والكتاب الإنجيل ونقل الثعلبي عن الضحاك نحوه وزاد نزلت في نصارى نجران
207 - قوله تعالى أيأمركم بالكفر 80
يعني بعبادة عيسى وعزير
قال مقاتل نزلت ردا على كردم بن قيس والأصبغ بن زيد
208 - قوله تعالى أفغير دين الله يبغون 83
نقل الثعلبي عن ابن عباس اختصم أهل الكتاب إلى رسول الله فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم كل فرقة زعمت أنه أولى بدينه فقال النبي كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا وقالوا والله ما نرضى بقضائك ولا بدينك
[العجاب في بيان الأسباب: 2/706]
فأنزل الله تعالى أفغير دين الله يبغون
209 - قوله تعالى قل آمنا بالله وما أنزل علينا الآية 84
274 - قال ابن ظفر لما تكلم اليهود بما قالوه والنصارى بما ليس لهم أمر الله نبيه أن يقول للمسلمين قل آمنا بالله وما أنزل علينا الآية فأخبر أنهم يؤمنون بجميع الأنبياء ولا يفرقون بين أحد منهم
210 - قوله ز تعالى ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه الآية 85
أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين الآية فأنزل الله بعد ذلك ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
وقال مقاتل نزلت في طعمة بن أبيرق من الأوس ارتد عن الإسلام ولحق بكفار مكة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/707]
211 - قوله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم الآية 86
1 - أخرج النسائي والطبري وصححه ابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ثم ندم فأرسل إلى قومه سلوا لي رسول الله هل لي من توبة فسألوا فقالوا إن صاحبنا قد ندم وإنه قد أمرنا أن نسأل هل له توبة فنزلت كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم إلى قوله إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم فأرسل إليه فأسلم
وفي رواية فلما قرئت عليه قال والله ما كذبني قومي على رسول الله ولا كذب رسول الله والله تعالى أصدق الثلاثة فرجع تائب فقبل منه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/708]
هذا لفظ الطبري عن محمد بن عبد الله بن بزيع عن يزيد بن زريع عن داود وأخرجه البزار عن ابن بزيع هذا فقال في أوله إن قوما أسلموا ثم ارتدوا 275 ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون فذكره
والبزار كان يحدث من حفظه فيهم والمحفوظ ما رواه ابن جرير ومن وافقه
وقال عبد بن حميد نا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة أن رجلا ارتد عن الإسلام فذكر نحوه ولم يذكر ابن عباس
وروى حميد الأعرج عن مجاهد قال كان الحارث بن سويد قد أسلم وكان مع رسول الله ثم لحق بقومه وكفر فأنزل الله تعالى كيف يهدي الله قوما الآية فحملها إليه رجل من قومه فقرأهن عليه فقال الحارث والله إنك ما علمت لصادق
[العجاب في بيان الأسباب: 2/709]
وإن رسول الله لصدوق وإن الله لأصدق الثلاثة ثم رجع فأسلم إسلاما حسنا أخرجه مسدد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه
وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق جميعا عن جعفر بن سليمان عن حميد به وذكر ابن إسحاق في السيرة الكبرى إن الحارث بن سويد بن صامت كان منافقا فخرج يوم أحد مع المسلمين فلما التقى الناس غدا على مسلمين فقتلهما ثم لحق بمكة بقريش ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة فأنزل الله فيه هذه الآيات وذكر إن المقتول هو المجذر بن ذياد وقيس بن زيد من بني ضبيعة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/710]
وتعقب ابن هشام ذكر قيس بن زيد فإنه لم يعد في قتلى أحد
وأورد الطبري من طريق أسباط عن السدي نحور رواية حميد الأعرج
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو رجل من بني عمرو بن عوف فذكره مختصرا ولم يسمه
وذكر سنيد عن حجاج عن ابن جرير عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لحق رجل بأرض الروم فتنصر ثم كتب إلى قومه أرسلوا لي هل لي من توبة الحديث
وبه إلى ابن جريج قال: قال عكرمة في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا 276 بقريش ثم كتبوا إلى أهليهم هل لنا من توبة فنزلت إلا الذين تابوا من بعد ذلك
وساق مقاتل بن سليمان من أسماء الاثني عشر طعمة بن أبيرق أوسي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/711]
ومقيس بن صبابة ليشى وعبد الله بن أنس بن حنظل تيمي ووحوح ابن الأسلت أوسي وأبو عامر الراهب أوسي والحارث بن سويد أوسي ثم ذكر ندم الحارث بن سويد ومكاتبته أخاه الجلاس
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس كيف يهدي الله قوما الآية هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به
وبسند حسن عن الحسن قال
اليهود والنصارى نحوه وزاد عرفوه فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فكذبوه وأنكروه
ومن طريق معمر عن الحسن نحوه باختصار
212 - قوله تعالى إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا الآية 90
أخرج الطبري من طريق عباد بن منصور عن الحسن قال هم اليهود والنصارى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/712]
ومن طريق معمر عن قتادة نحوه قال وقال عطاء الخراساني مثل ذلك وذكره الثعلبي عن عطاء الخراساني بلفظ نزلت في اليهود كفروا بعيسي ثم ازدادوا كفرا بمحمد
وأخرج عبد بن حميد عن روح عن الثوري عن داود عن أبي العالية وعن روح عن سعيد عن قتادة هم اليهود نحو الأول قال أبو العالية تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الكفر
وأخرجه الطبري من طريق داود بن أبي هند عن رفيع وهو أبو العالية قال ازدادوا كفرا ازدادوا ذنوبا وهم كفار فلن تقبل توبتهم من تلك الذنوب ما كانوا على كفرهم وضلالتهم
وأخرج سنيد من طريق ابن جريج عن مجاهد ثم ازدادوا كفرا تموا على كفرهم 277 قال ابن جريج لن تقبل توبتهم يقول إيمانهم أول مرة لن ينفعهم
وأخرج الطبري من طريق السدي ازدادوا كفرا أي ماتوا وهم كفار وعند موته لا تقبل توبته
وقال ابن الكبي نزلت في الأحد عشر رفقة الحارث بن سويد لما رجع الحارث
[العجاب في بيان الأسباب: 2/713]
قالوا نقيم بمكة ما بدا لنا فمتى أردنا رجعنا فنزل فينا ما نزل في الحارث فلما افتتحت مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته ونزلت فيمن مات منهم كافرا هذه الآية
ونقل مقاتل بن سليمان نحوه لكن في آخره فأخرجوا من مكة
213 - قوله ز تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون 92
يؤخذ من قصة إسرائيل في تحريمه على نفسه أحب الطعام إليه وأحب الشراب إليه كما سيأتي في الذي بعده أنه كان في شرعهم التقرب بترك بعض المباحات تحريما فشرع الله تعالى لهذه الأمة أن يتقربوا إلى الله بالصدقة بما يحبون فيحصل التوافق في الترك لكن كان أولئك إذا حرموه اقتصروا على عدم تناوله من غير أن يقترن بذلك بذله لغيرهم فيحصل لهم ثواب ذلك الإنفاق مضافا إلى التورع عن تناول ذلك ومن هنا يظهر أن مجرد ترك المباح لا يستقل بالاستحباب وبالله التوفيق
214 - قوله تعالى كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة الآية 93
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال: قالت اليهود إنما نحرم ما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/714]
حرم إسرائيل على نفسه وإنما حرم إسرائيل العروق وكن يأخذه عرق النساء كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقا أبدا 278 فحرمه الله عليه ثم قال فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين يعني فإن فيها أنه ما حرم عليكم هذا غيري ببغيكم على أنفسكم وأنتم تحرمونه كتحريم إسرائيل له وهو كقوله في سورة النساء فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم
هذا قول السدي وقد خالفه الضحاك في بعضه وأخرجه الطبري أيضا من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك فذكر صدر الكلام في تحريم إسرائيل ثم قال كان ذلك قبل نزول التوراة فسأل نبي الله اليهود ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه فقالوا نزلت التوراة بتحريم الذي حرم فقال الله لمحمد قل فأتوا بالتوراة إلى قوله هم الظالمون فكذبوا وافتروا لم أنزل التوراة بذلك
ومن طريق العوفي عن ابن عباس فذكر نحو الضحاك لكن قال لئن عافاني الله منه لا يأكه لي ولد وليس تحريمه مكتوبا في التوراة فسأل النبي نفرا من أهل الكتاب فقال ما شأن هذا حراما عندكم قالوا هو حرام علينا من قبل التوراة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/715]
فأكذبهم الله فقال كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل الآية
وأخرجه سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس فذكر نحوه وفيه فقال اليهود نزلت التوراة بتحريمه كذبوا ليس في التوراة
ثم ذكر الطبري بسند صحيح إلى ابن عباس في قوله تعالى إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قال كان به عرق النساء فجعل على نفسه لئن شفاه الله منه لا يأكل لحوم الإبل قال فحرمته اليهود وتلا قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين أي أن 279 هذا كان قبل التوراة ومن هذا الوجه أيضا كان حرم العروق على نفسه ولحوم الإبل وكان أكل من لحومها فبات ليلة يرزقو فحلف أن لا يأكله أبدا
ونقل الثعلبي عن الكلبي وأبي روق إن النبي لما قال أنا على ملة إبراهيم قالت اليهود كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها فقال النبي إن ذلك حلا لإبراهيم فنحن نحله فقالت اليهود كل شيء نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم كل الطعام كان حلا
ونقل أيضا من طريق جويبر عن الضحاك إن يعقوب كان نذر إن وهب الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/716]
له اثني عشرا ولدا وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم فتلقاه ملك فقال له يعقوب هل لك في الصراع فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه وغمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك وقال له أما أني لو شئت أن أصرعك لصرعتك ولكني غمزتك هذه الغمزة لأنك كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت آخر ولدك وقد جعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا فلما قدمها يعقوب أراد ذبح ولده ونسي قول الملك فقال له قد وفيت بنذرك فدعه لا تذبحه
تنبيه
تقدم في أوائل البقرة في الكلام على قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الآية شيء يتعلق بقصة يعقوب في تحريمه لحوم الإبل وألبانها وأنه كان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فنذر إن شفاه الله أن يحرمهما وبذلك جزم مقاتل بن سليمان ينبغي أن يستحضر هنا 280
214 - قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة 96
ذكر الثعلبي وتبعه الواحدي وابن ظفر عن مجاهد تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود بيت المقدس أفضل لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة وقال المسلمون مكة أفضل فأنزل الله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/717]
هكذا ذكره الثعلبي بغير إسناد ولم أر له عن مجاهد ذكرا وإنما ذكره مقاتل ابن سليمان
فقال إن المسلمين واليهود اختصموا في أمر القبلة فقال المسلمون القبلة الكعبة وقالت اليهود القبلة بين المقدس فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان في الأرض والكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة لأهل الأرض
215 - قوله ز تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا الآية 97

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir