بابٌ في أحكام الوضوء
* للوضوء شروطا وفروضا وسننا , فالشروط والفروض لا بد منها حسب الإمكان ; ليكون الوضوء صحيحا , وأما السنن ; فهي مكملات الوضوء , وفيها زيادة أجر , وتركها لا يمنع صحة الوضوء :
فالشروط هي :
- الإسلام , والعقل , والتمييز , والنية ; فلا يصح الوضوء من كافر , ولا من مجنون , ولا من صغير لا يميزه , ولا ممن لم ينو الوضوء ; بأن نوى تبردا , أو غسل أعضاءه ليزيل عنها نجاسة أو وسخا .
- طهورية الماء وإباحته ؛ فإن كان نجسا أو مغصوبا أو تحصل عليه بغير طريق شرعي ; لم يصح الوضوء به .
- أن يسبقه استنجاء أو استجمار على ما سبق تفصيله.
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد ; ليجري الماء على جلد العضو مباشرة من غير حائل .
فروض الوضوء - وهي أعضاؤه - ; فهي ستة :
1. غسل الوجه بكامله , ومنه المضمضة والاستنشاق , فمن غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما ; لم يصح وضوءه , لأن الفم والأنف من الوجه , والله تعالى يقول : (( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ))
2. غسل اليدين مع المرفقين , لقوله تعالى : (( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ )) أي : مع المرافق .
3.مسح الرأس كله , ومنه الأذنان ; لقوله تعالى : (( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( الأذنان من الرأس )) رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما
4. غسل الرجلين مع الكعبين , لقوله تعالى : (( وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )) و ( إلى ) بمعنى ( مع ) , وذلك للأحاديث الواردة في صفة الوضوء ; فإنها تدل على دخول الكعبين في المغسول .
5. الترتيب ; بأن يغسل الوجه أولا , ثم اليدين , ثم يمسح الرأس , ثم يغسل رجليه ; لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )) والنبي صلى الله عليه وسلم رتب الوضوء على هذه الكيفية , وقال : (( هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به )) رواه أبو داود وغيره .
6. الموالاة , وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متواليا , بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله , بل يتابع غسل الأعضاء الواحد تلو الآخر حسب الإمكان .
* التسمية مشروعة عند جميع العلماء ، ولا ينبغي تركها , وصفتها أن يقول : بسم الله , وإن زاد : الرحمن الرحيم , فلا بأس .
سنن الوضوء
أي : مستحباته ، و هي :
أولا : السواك ، ومحله عند المضمضة.
ثانياً : غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه.
ثالثاً : البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ، ويبالغ فيهما إن كان غير صائم ,
ومعنى المبالغة في المضمضة : إدارة الماء في جميع فمه , وفي الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه .
رابعاً : تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها , وتخليل أصابع اليدين والرجلين .
خامساً : التيامن , وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى .
سادساً : الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين.