بسم الله الرحمان الرحيم
مقاصد الرسالة بيان ان السعادة الدنوية والسعادة في الاخرة التكون الا للمؤمن الصادق العامل بمقتضيات الايمان السليم و ستدل على هذا بقوله تعالى من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) سورة النحل: آية 97 وبين الشيخ مقتضيات هذا اليمان و جعلها اسبابا لنيل السعادة في الدنيا و الاخرة ذكرمنها الصرعلى المقدور و ان الناس يتفاوتون في هذا بقدر ايمانم و ميز بين حال المؤمن الصادق و غيره من الناس و استدل بحديث النبي صلى الله عليه و سلم (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (رواه مسلم.).وانه لايعيش مع هموم الماضي و اوجاعه و انما يقول قدر الله و ماشاء فعل وينطلق بعد ذالك ليعيش كل يوم ليومه مستعينا بالله على امور دينه و دنياه تاركا النتائج على الله كما قال صلى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (رواه مسلم.)مستمدا قوته و سبيل فلاحه من هدي نبيه صلى الله عليه وسلم عاملا بكلامه عاضا عليه بالنوجذ و منه قوله صلى الله عليه وسلم(انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) (رواه البخاري)متسلحا بالذكر و الدعاء غير ملتفة الى الاوهام والخيلات التي تحيلها الافكار السيئة معتمد القلب على الله متوكلا عليه متيقنا ان الله حسبه كما قال تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (سورة الطلاق: آية 3) مستحضرا لنعم الله عليه محسنا لاهله و المحيطين ماسكا نفسه على الجزع و قاهرها برد كل الفضل الى الله تعالى وحده و هذا تمام الشكر لله بالقلب جادا في عمله غير مسوف لمل ما حضرت اسبابه مع حسن اختياره لانفعها مستعينا باهل الذكر فماندم من استشار.
رحم الله شيخنا على هذه الدرر المكنونة و جعلها في ميزان حسناته امين.