السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا ملخص لرسالة الشيخ -رحمه الله تعالى-
السعادة مطلب لكل أحد ولذلك أسباب دينية وأسباب طبيعية وأسباب عملية, ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً. ومن تلك الأسباب:
1) الإيمان والعمل الصالح، وهو أعظم هذه الأسباب وأسها.
قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) سورة النحل: آية 97..
2) الشكر في السراء والصبر في الضراء:
كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (رواه مسلم.).
3) القناعة والرضى بما قسم الله .أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) (رواه البخاري) .
يكون قرير العين، من لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له، وينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه.
4) الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف..قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) (سورة النساء: آية 114).
5) الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه.وينبغي أن يكون ذلك الشغل مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم.
6) اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي.
7) الإكثار من ذكر الله قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (سورة الرعد: آية 28)
8) التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم.
9) يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) (رواه مسلم.). وكذلك قوله: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) (رواه أبو داود بإسناد صحيح). فإذا لهج العبد بهذا الدعاء صادقا حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً.
10) إذا حصل على العبد شئ من النكبات، يسعى في تخفيفها بأن يقّدِر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه، فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب .
11) عدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة. وذلك باعتماد القلب على الله، وتوكله عليه.. قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (سورة الطلاق: آية 3)
12) توطين النفس على أنه لابد في كل من بينك وبينه علاقة واتصال عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فينبغي ٍ الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، لتدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) (رواه مسلم). ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فلابد أن يقلق، ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة.
13) الحياة قصيرة جدا والعاقل يشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار.
14) المقارنة بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه. فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره.
15) معرفة العبد أن أذية الناس له وخصوصاً في الأقوال السيئة، لا تضره بل تضرهم، إلا إن أشغل نفسه في الاهتمام بها.
16) توطين النفس على أن لا تطلب الشكر إلا من الله، كما قال تعالى في حق خواص خلقه: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) (سورة الإنسان: آية 9).
17) العمل على تحقيق الأمور النافعة وعدم الالتفات للأمور الضارة.
18) حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل .
19) إختيار الأهم فالمهم من الأعمال .
13)