دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1429هـ/18-12-2008م, 12:11 AM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

( قولُهُ: (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا تُضَامُونَ في رُؤيَتِهِ، فإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاةٍ قَبْلَ غُرُوبِها؛ فافْعَلُوا )). مُتَّفَقٌ عليهِ ).(127)

(127) قَولُهُ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ)): إلخ: هذا الحديثُ رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ وغيرُهما من حديثِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البجليِّ قال: كنا جلوسًا عند النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فنظر إلى القمرِ ليلةَ أربعَ عشْرَةَ، وقالَ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَانًا كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقْبَلَ الْغُرُوبِ فَافْعَلُوا، ثم قرَأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) وفي بعضِ ألفاظِه: ((سَتُعَايِنُونَ رَبَّكُمْ كَمَا تُعَايِنُونَ الْقَمَرَ)).
وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أنَّ ناسًا قالوا: يا رسولَ اللهِ، هل نرى ربَّنا يومَ القيامَةِ؟ فقالَ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟)) قالوا: لا يا رسول اللهِ، قال: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ؟)) قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: ((إِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ)). إلى غيرِ ذلكَ منَ الأحاديثِ التي بلغتْ حدَّ التواتُرِ، قال يحيى بنُ معينٍ: عندي سبعةَ عشرَ حديثًا في الرؤيَةِ، كُلُّها صحاحٌ، وقال أحمدُ: والأحاديثُ التي رُوِيتْ عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ((إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ)) صحيحةٌ، وأسانيدُها غيرُ مدفوعةٍ، والقرآنُ شاهدٌ أنَّ اللهَ يُرى في الآخرةِ، انتهى.
وقد تَواطأَ على إثباتِ ذلكَ أدلَّةُ الكتابِ والسُّنَّةِ المتواترَةِ وإجماعُ الصَّحابةِ وأئمةِ الإسلامِ وأهلِ الحديثِ، وقد أنكرَ الرؤيةَ الجهميةُ والمعتزلةُ وأضرابُهم، اعتمادًا على عقَولِهِم الفاسدةِ وتقليدًا لأعداءِ الدِّينِ الذين نَبذوا كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِهِ وراءَهم ظِهريًّا.
قَولُهُ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ)): السينُ فيه لتأكيدِ الوعدِ وتحقيقِ الأمْرِ.
قَولُهُ: ((سَتَرَوْنَ)): أي رؤيةً بصريةً، والمخاطبُ بذلكَ المؤمنونَ، فالكفارُ محجوبونَ عن رؤيتهِ كما قالَ تعالى (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ).
قَولُهُ: ((كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ الَبدْرِ)): القمرُ بعدَ ثلاثٍ منَ الشهرِ إلى آخرِ الشهرِ، سُمِّيَ قمرًا لبياضِه. والبدرُ: القمرُ ليلةَ كمالهِ وهو الممتلئُ نورًا، وهي ليلةُ الرابعةَ عشرَ مِن الشهرِ، سُمِّي بذلك لمبادرةِ طلوعِهِ قبلَ غروبِ الشمسِ، وطلوعِها قبلَ غروبِه.
قَولُهُ: ((كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ)): تحقيقاً للرؤيةِ ونفيًا لتوهُّمِ المجازِ الَّذي يظنهُ المعطِّلون فترونهُ رؤيةً حقيقيةً بالعينِ البصريةِ، والتشبيهُ في قَولِهِ: ((كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ)) تشبيهٌ للرؤيةِ بالرؤيةِ، لا للمرئيِّ بالمرئيِّ فإنه -سُبْحَانَهُ- لا شبيهَ ولا نظيرَ.
قَولُهُ: ((لا تُضَامُون ِفي رُؤْيَتِهِ)): بضمِّ الفوقيةِ وتخفيفِ الميمِ، أي لاَ يَلْحقُكم ضَيْمٌ، ورُوِي بالفتحِ وتشديدِ الميمِ منَ التضامِّ والازدحامِ، كما ينضمُّ بعضٌ إلى بعضٍ في رؤيةِ الشَّيءِ الخفيِّ، كالهلالِ، يعني إنكمْ ترونه رؤيةً محقَّقةً كلٌّ منكم يراهُ في مكانِه، فهذا الحديثُ أفادَ إثباتَ رؤيةِ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- في الآخرَةِ.
قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ: دلَّ الكتابُ والسُّنَّةُ المتواترةُ وإجماعُ الصَّحابةِ وأئمةُ الإسلامِ وأهلُ الحديثِ على أنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ- يُرَى بالأبصارِ عيانًا، كما يُرَى القمرُ ليلةَ البدرِ صَحْوًا، وكما تُرَى الشمسُ في الظهيرةِ، فإنْ كان لذلكَ حقيقةٌ وأنَّ الرؤيةَ حقٌّ فلا يمكنُ أنْ يروهُ إلاَّ منْ فوقِهم لاستحالةِ أنْ يَروه مِنْ أسفلَ منهمْ أوْ خلفهمْ أوْ أمامِهم، وإنْ لمْ يكنْ لذلكَ حقيقةٌ كما يقَولُهُ أفراخُ الصابئةِ والفلاسفةِ والمجوسِ والفرعونيةِ بطلَ الشرعُ والقرآنُ. انتهى.
وفيه الردُّ على مَن زعمَ أنَّ المرادَ بالرؤيةِ العلمُ؛ لأنَّ رأى بمعنى علمَ تتعدَّى إلى مفعوليْن، تقولُ رأيتُ زيدًا فقيهًا، أي علمتُه، فإنْ قلتَ: رأيتُ زيدًا، لم يُفهمْ منهُ إلا رؤيةُ البصرِ، ويزيدهُ تحقيقاً قَولُهُ في الحديثِ: ((إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَياَنَا)) لأنَّ اقترانَ الرؤيةِ بالعيانِ لاَ يحْتمِلُ أن يكونَ بمعنى العلمِ، وفي الحديثِ -كما تقدَّمَ- دليلٌ على إثباتِ علوِِّ اللهِ، وأنهمْ يرونهُ منْ فوقِهمْ كما في حديثِ جابرٍ الَّذي رواهُ أحمدُ وغيرُه.
قَولُهُ: ((فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا)): معناهُ: لا تَصيروا مغلوبينَ بالاشتغالِ عن صلاتيِ الصبحِ والعصرِ، فهي المرادةُ في الحديثِ كما في صحيحِ مسلِمٍ، ففي هذا الحديثِ دليلٌ على فضلِ هاتين الصلاتينِ، وأنَّ المحافِظَ عليهما حقيقٌ بأن يَرَى ربَّه يومَ القيامَةِ، قال بعضُ العلماءِ: ووجهُ مناسبةِ ذكرِ هاتينِ الصلاتينِ عندَ ذكرِ الرؤيةِ أنَّ الصلاةَ أفضلُ الطاعاتِ، وقدْ ثبتَ أن لهاتين الصلاتيْنِ منَ الفضلِ على غيرِهما، ما ذُكِر من اجتماعِ الملائكةِ فيهما، ورفعِ الأعمالِ وغيرِ ذلكَ، فهما أفضلُ الصلواتِ، فناسبَ أن يجازىَ عليهما بأفضلِ العطايَا. وهو النظرُ إلى وجهِ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى-. اهـ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بما

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir