(وَإِذَا نَزَلَ بِهِ)؛ أي: نَزَلَ بهِ المَلَكُ لقَبْضِ رُوحِه, (سُنَّ تَعَاهُدُ) أَرْفَقِ أَهْلِه وأَتْقَاهُم لرَبِّه (ببَلِّ حَلْقِهِ بمَاءٍ أو شَرَابٍ وتَنَدِّي شَفَتَيْهِ) بقُطْنَةٍ؛ لأنَّ ذلكَ يُطْفِئُ مَا نزَلَ به مِن الشِّدَّةِ, ويُسَهِّلُ عليهِ النُّطْقَ بالشَّهَادَةِ، (وتَلْقِينِه لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)؛لقَوْلِه عليه السَّلامُ: ((لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَن أَبِي سَعِيدٍ. (مَرَّةً, ولَم يَزِدْ علَى ثَلاثٍ)؛ لئَلاَّ يُضْجِرَه, (إلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمَ بَعْدَهُ, فيُعِيدُ تَلْقِينَهُ) إلى ثَلاثٍ؛ ليَكُونَ آخِرَ كَلامِه: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، ويَكُونُ (برِفْقٍ)؛ أي: بلُطْفٍ ومُدَارَاةٍ؛ لأنَّه مَطْلُوبٌ في كُلِّ مَوْضِعٍ, فهنا أَوْلَى.
(ويَقْرَأُ عِنْدَهُ) سُورَةَ (يس)؛ لقَوْلِه عليه السَّلامُ: ((اقْرَؤُوا عَلَى مَوْتَاكُم سُورَةَ يس)) رواهُ أَبُو دَاوُدَ.
ولأنَّهُ يُسَهِّلُ خُرُوجَ الرُّوحِ، ويَقْرَأُ عندَهُ الفَاتِحَةَ، (ويُوَجِّهُه إلى القِبْلَةِ)؛ لقَوْلِه عليهِ السَّلامُ عَن البَيْتِ الحَرَامِ: ((قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وأَمْوَاتاً)) رواهُ أَبُو دَاوُدَ. وعَلَى جَنْبِه الأَيْمَنِ أَفْضَلُ إن كانَ المَكَانُ وَاسِعاً, وإلاَّ فعَلَى ظَهْرِه مُسْتَلْقِياً, ورِجْلاهُ إلَى القِبْلَةِ قَلِيلاً، ويَرْفَعُ رَأْسَهُ؛ ليَصِيرَ وَجْهُهُ إلى القِبْلَةِ.