دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 11:19 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الوجه

25- الوجه

وأما قوله: الوجه على كذا وجه: فالوجه إنما سمى «وجها» لأن سلطان الإنسان كله في رأسه، وبه يقطع مسافات الجو إذا مشى فإنما هو: «وجأ» مهموز من قوله «وجأ يوجأ» وهو الدفع، ثم قلبت الهمزة هاء، فقيل «وجه» فيه يدفع هواء الجو ويقطعه، ولذلك سمى جوا، فالجو «الهواء» الذي فوقك وأمامك، والهواء الذي هو تحتك وإنما جاز أن يسمى الجو هواء: لأنه هوى لمن فوقه، وإنما سمى هوى: لأنه يهوى بك شيء إذا تردى ذلك الشيء وسقط.
[تحصيل نظائر القرآن: 88]
1- القبلة: فإنما صار الوجه في هذا المكان «القبلة»: لأنك تتوج بوجهك قبالته.
2- بصائر الهدى: وإنما صار الوجه في مكان آخر «بصائر الهدى»: لأن للنفس بصيرة، وللفؤاد بصرا، فجماعة البصر أبصار، وجماعة البصيرة بصائر، فإنما قال «بصائر الهدى» لأن عيون النفس إذا انفتحت، فإنما تتفتح للشهوات، والخواطر في الصدر على عيون النفس، فإذا أبصرت النفس الخواطر: هويت وتبعت مكان تلك الشهوات وطلبت، وإذا أبصرت النفس تلك، فجاءت الأنوار على الفؤاد، فأشرق على عيون النفس، اهتدت تلك العيون إلى طريق الله، أي مالت إليه، فصارت تلك البصائر هدى، لا شهوات؛ وإذا لم تجيء الأنوار، ولم تشرق على عيون النفس، وقد أبصرت عيون النفس تلك الخواطر التي خطرت، وتصورت صور تلك الأشياء حتى امتلأت النفس من لذة صور تلك الخواطر ووجدت النفس طعم تلك اللذة والنظرات: اهتشت النفس إلى وجودها وتناولها، فصارت الخواطر هناك شهوة: تشتهي النفس وجودها، وجرت اللذة في العروق، حتى أخذت بمجامع الجوارح، لأن العروق ملتفة بجميع الجسد، فإذا انتشرت اللذة في العروق واللحم والدم، احتاج صاحبها إلى مجاهدة
[تحصيل نظائر القرآن: 89]
عظيمة حتى يسكنها، فالصديقون: مجاهدتهم عند الخواطر، فإذا خطرت الخطرة: لحظوا إلى الله بوله القلوب، فتلاشت الخاطرة، وقيت عيون النفس في إشراق ذلك الوله، فنجى من الخاطرة وسلم.
والصادقون: ليس لهم وله، لأن الحجاب على عيون القلب منهم منسدل ولم يفتح لهم الباب، فهم باقون مع النفس، ليس لهم السير إلى ربهم، ولا القربة، ولا الوسائل، فلما جاءت الخاطرة انفتحت عيون النفس فأبصرت صورة الخاطرة، فأمعنت النظر حتى التذت، وجرت اللذة في العروق، وليس للقلب إمكان أن يلحظ إلى الله بولهه، فبقى في جهد حتى يسكنها ويردها، وإذا لم يجاهد سقط فيه، ووقع في المعصية.
3- العمل: العمل وإنما صار الوجه «العمل» في مكان آخر: لأن العمل علامة توجه القلب بوجهه إلى الله.
4- وجه الله: وإنما صار الوجه «وجه الله» في مكان آخر فإن وجه ربنا بارز لكرمه، مكنون عن عيون الخلق، نور السموات ونور الجنان من نور وجهه الكريم، جاد بوجهه على عباده، وتكرم بهاء الوجه عليهم، ليدر عليهم من الوجه النظرة بعد النظرة، ومن النظرة قسمة الرحمة بينهم والعطف عليهم، ومن جماعة ما في هذا الوجه الإقبال عليهم بمعالي وجهه، ولطائفه وعواطف لحظاته، وجود نظراته.
[تحصيل نظائر القرآن: 90]
وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «إن ربكم ليس عنده ليل، ولا نهار، نور السموات من نور وجهه».
وما روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن قال في دعائه:
{أعوذ بنور وجهك الكريم، الذي أشرقت له السموات والأرضون، وانكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين}.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوجه

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir