المقصد الرئيس للباب:
بيان نزول القرآن ووقته وكيفيته وبيان الحكمة من نزوله جملة وتفريقا وبيان عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله للقرآن وجمع القرآن ومن جمعه من الصحابة وذكر النسخ في القرآن.
المقاصد الفرعية للباب
(أ) متى نزل القرآن
· نزول القرآن في شهر رمضان
· خطأ من قال أن القرآن نزل في ليلة نصف شعبان
· هل نزل القرآن قبل البعثة أم بعدها؟
(ب) كيفية نزول القرآن
· القول الأول
· القول الثاني
· القول الثالث
· الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقا في السنة
· الحكمة من نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا
· الحكمة من نزول القرآن منجما إلى الأرض
· مدة نزول القرآن إلى الأرض
· أول ما نزل من القرآن
· آخر ما نزل
(ج) عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم
(د) حفظ الله للقرآن
(ه) جمع القرآن
· كتابة القرآن
· حفظة القرآن من الصحابة
· سبب الاقتصار على الأربعة أو الستة المذكورين في الآثار من الصحابة الذين جمعوا القرآن
(و) النسخ في القرآن
· وقوع النسخ في القرآن
· أنواع النسخ في القرآن
تلخيص المقاصد
(أ) متى نزل القرآن
· نزول القرآن في شهر رمضان
كان نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك في ليلة القدر، والأدلة على ذلك:
1. قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).
2. وقال (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)
3. وقال (إنا أنزلناه في ليلة القدر). فيكون المراد بالليلة المباركة هي ليلة القدر، وقد ثبت في السنة الصحيحة أن ليلة القدر من ليالي رمضان المبارك، فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأخير منه.
4. ما رواه قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان)، أخرجه البيهقي وغيره.
5. ثبوته عن الصحابة، فقد بيّن حبر الأمة ابن عباس هذا المعنى بقوله: (إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام). ومعنى رسلا: أي رفقًا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق.
6. ثبوته عن السلف، فقد قال أبو قلابة كما في مصنف ابن أبي شيبة: (أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان).
· خطأ من قال أن القرآن نزل في ليلة نصف شعبان
زعم بعضهم أن القرآن قد نزل في ليلة النصف من شعبان، وأن المراد باللية المباركة في قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) أي ليلة النصف من شعبان لأن ليلة القدر غير مختصة برمضان بل هي متنقلة في شهور السنة، وهذا قول ضعيف ترده الأحاديث الصحيحة المثبتة لليلة القدر في رمضان كما تقدم، وما جاء عن الصحابة وابن عباس في كون القرآن قد نزل في رمضان.
· هل نزل القرآن قبل البعثة أم بعدها؟
الأمر محتمل في كون نزول القرآن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها، والظاهر أنه كان قبل البعثة النبوية إعلاما للملائكة بقرب ظهور نبينا صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى قد أخبرهم بشأن النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه، وجاء في السنة ما يدل على علمهم المسبق بنبينا صلى الله عليه وسلم كما في حديث الإسراء لما كان جبريل يستفتح له السماوات سماء سماء؟ كان يقال له: من هذا؟فيقول: جبريل، يقال: من معك؟ فيقول: محمد، فيقال: وقد بعث إليه؟ فيقول: نعم. فهذا كلام من كان عنده علم به.
(ب) كيفية نزول القرآن
· فيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا. وهو قول ابن عباس رضي الله عنه وجماعة من السلف.
1. فقد روى عكرمة عن ابن عباس قوله: (أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا")، أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه.
2. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله: (أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا")
3. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا الآية: "فلا أقسم بمواقع النجوم"، قال: نزل متفرقا.
4. وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرتله ترتيلا.
5. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا. أخرجه ابن أبي شيبة.
6. وقال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.
7. وقال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: "لتقرأه على الناس على مكث"
القول الثاني: أن القرآن أنزل في ليلة القدر جملة واحدة على الملائكة السفرة ثم نجمته السفرة على جبريل في عشرين ليلة من عشرين سنة ينزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
1. ذكر الواحدي عن مقاتل قوله: أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل بهجبريل على محمد -عليهما الصلاة والسلام- في عشرين سنة.
2. وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ فيعشرين ليلة من عشرين سنة
3. وذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين فيالسماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام
القول الثالث: أن القرآن بدأ نزوله في ليلة القدر على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وهو قول الشعبي، فعن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهررمضان.
إلا أن هذا القول بعيد لأنه معارض لما صح عن ابن عباس رضي الله عنه في نزوله جملة واحدة في ليلة القدر.
· الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقا في السنة
لا تعارض بين نزول القرآن الكريم جملة واحدة في ليلة القدر وبين نزوله مفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تقدم بيان ابن عباس رضي الله عنه لما سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
· الحكمة من نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا
في ذلك تعظيم وتفخيم لأمر القرآن الكريم وأمر من أنزل عليه، وذلك لإعلام الملائكة أن هذا آخر الكتب المنزلة، وهو منزل على خاتم المرسلين إلى أشرف الأمم، وهذا من جملة ما شرف الله تعالى به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.
· الحكمة من نزول القرآن منجما إلى الأرض
كان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم منجما بحسب الوقائع، خلافا لسائر الكتب السماوية، وقد تولى الله سبحانه بيان الحكمة من هذا الأمر فقال: (وقالالذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك)، فالفائدة العظمى هي تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم تيسيرا عليه لحفظه، وإجابة لما نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم من وقائع، وإجابة لما سأله الناس عنه من أمور الدين، ولأن بعضه منسوخ ببعض وهذا لا يتأتى إلا بإنزاله مفرقا.
· مدة نزول القرآن إلى الأرض
كان بيننزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل : ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، اما في المدينة فكان لبثه صلى الله عليه وسلم عشر سنين.
· أول ما نزل من القرآن
قوله تعالى أول سورة العلق: (اقرأ باسم ربك الذي خلق). نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته.
· آخر ما نزل
فيه أقوال:
1. قيل: هو قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله). وهو مروي عن ابن عباس، قال: (آخر آية أنزلت من القرآن: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله")
2. وقيل: آي الربا وآية الدين، وهو موافق للأول لأن (واتقوا يوما) هي آخرهن. قال ابن شهاب: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.وحمل المصنف هذا القول على أنها آخر آيات الأحكام نزولا لا أنها آخر الآيات مطلقا.
3. وقيل: هو قوله تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) إلى آخرها.
4. وقيل: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)
5. وقيل: (اليوم أكملت لكم دينكم)
(ج) عرض القرآن
- كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه.
- عن ابن عباس قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وأجود ما يكونفي شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ،يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن).
- وعن فاطمة رضي الله عنها قالت: (أسر إلى النبي صلى الله عليهوسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي)
- وعن أبي هريرة قال: (كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه).
(د) حفظ الله للقرآن
وعد الله تعالى نبيه بحفظ القرآن الكريم وبيانه، وضمن لنبيه عدم نسيانه فقال: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه) أي علينا أن نجعمه في صدرك في يتفلت. وفي الصحيحين عن ابن عباس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه} .. الحديث)
(ه) جمع القرآن
· كتابة القرآن
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكتابة القرآن كلما نزل منه شيء، ويأمر بوضع الآيات في مواضعها من السور، فعن عثمان رضي الله عنه قال: قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)، أخرجه الترم ذي وهو حديث حسن. وعن البراء قال: لما نزلت " لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله "، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)، ثم قال: (اكتب " لا يستوي القاعدون")، أخرجه البخاري.
· حفظة القرآن من الصحابة
- حفظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه يحفظه جماعة كثيرة، ورحص لهم النبي صلى الله عليه وسلم بقراته على الأحرف السبعة.
- من أشهر من جمع القرآن من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وأبو زيد.
- عن عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود،وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب).
- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد). وفي رواية: (مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه).
- عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
- وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.
- ذكر القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار أنهم كانوا أكثر من ذلك بكثير، ويشهد لذلك كثرة القراء المقتولين في معركة اليمامة في عهد لأبي بكر رضي الله عنه، وما روي عن عبدالله بن عمرو قوله: (جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأه في شهر) ... الحديث)، وعبدالله غير مذكور فيما تقدم من الآثار.
- وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة .
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك
· سبب الاقتصار على الأربعة أو الستة المذكورين في الآثار من الصحابة الذين جمعوا القرآن
ذكروا لذلك عدة تأويلات، منها:
- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر.
- أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
- أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره إلا هم.
- أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء.
- أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة.
(و) النسخ في القرآن
· وقوع النسخ في القرآن
من القرآن ما ثبت نسخه لحكمة.
· أنواع النسخ في القرآن
النسخ في القرآن على ثلاثة أنواع:
1. ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
2. ما نسخت تلاوته وحكمه، كآيتي الرجم والرضاع. فعن عمر رضي الله عنه قال: (فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)، وعن عائشة قالت: (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن"، ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن")
3. ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا. فعن عبدالله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج"، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.