دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > دروس البلاغة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ربيع الثاني 1431هـ/24-03-2010م, 04:57 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح دروس البلاغة الكبرى لفضيلة الدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)

شرح دروس البلاغة الكبرى لفضيلة الدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)

القارئ: (وقد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخر تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال).
الشيخ: هنا يبدأ النظر البلاغي في أساليب الأمر، بعد أن تحدد، حتى يعرف كيف يحدد هذا اللون من أي ألوان الإنشاء هو، بعد تحديده بأنه طلبي، يحدد بأنه أمر من خلال معرفة الصيغة التي جاء بها.
يسأل الآن :هل تلتزم الصيغ التي جاء فيها صيغة الأمر سواء كان عن طريق الفعل أو المضارع المقترن بلام الأمر ،أو اسم الفعل ،أو المصدر النائب عن فعل الأمر، عن أي واحد من هذا..
هل التزم بما ورد في التعريف آنفاً (هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء) ؟
لا يلتزم بهذا؛ لأنه ليس كل صيغة أمر يمكن أن تتحول إلى طلب فعل على وجه الاستعلاء ،فكما قلنا هذا هو التعريف على ظاهر الأمر، لكن الأمر يحقق معانٍ أخرى يمكن أن تلحظ، ولكن لابد هنا من التنبه من أن الذي يعين على معرفة هذه الألوان الأخرى وهذه المعاني الأخرى هو السياق، السياق الذي ترد فيه صيغة الأمر، إذا وردت صيغة الأمر في سياق، فهذا السياق هو الذي يوجه إلى معرفة معناها، فلا يمكن أن أنظر إلى صيغة الأمر فقط، وإنما لابد أن أنظر إلى ما قبلها وما بعدها مما يعين على معرفة المراد منها، وهي التي عبر عنها بقولهم: (تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحول)لأنه أحياناً يكون الغرض مدركاً من خلال لفظة واردة في السياق (نص) أو يكون خارج النص، كأن يكون الحال الداعي أو الوصف العام في المقام الذي وردت فيه هذه العبارة أو هذه الصيغة أو تلك.
وقرائن الأحوال: القرائن سواء كانت لفظية أو معنوية تدخل في هذا الموضوع.
القارئ: (كالدعاء نحو: { أوزعني أن أشكر نعمتك }.
الشيخ: الأغراض التي يخرج لها الأمر كثيرة جداً، وحينما قال المؤلفون رحمهم الله (كالدعاء) هم يأتون على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر؛ ولذلك وردفي بعض كتب الأصول وبعض كتب البلاغة من اجتهد في تحديد العدد، عدد الأغراض البلاغية التي يخرج إليها الأمر:
- منهم من أوصلها إلى ست وعشرين.
- ومنهم من قال: أنها ثلاثة وثلاثون غرضاً ،وهذا طبعاً أتصور أن التحديد فيه شيء من التكلف؛ لأنه ربما يكون أكثر من ذلك، والأمر يتوقف على الحال والمقام، ومادام الحال والمقام يختلف ،فيحمل معه الاختلاف أيضاً في الغرض، ننظر الآن للمثال الأول، والغرض الذي استنبطه البلاغيون منه، يقولون: (كالدعاء)
إذاً: الغرض من الأمر هنا: الدعاء لقوله الله عز وجل: { أوزعني أن أشكر نعمتك } هذا حتى أعرف من الذي قال؟
فعل الأمر هو (أوزعني) ومن المتحدث بهذا؟ هو نبي، والمخاطب: هو الله جل وعلا.
إذاً: صيغة الأمر هنا، قائلها نبي، وموجهة إلى الله جل وعلا، فالغرض من هذا يكون الدعاء، وهنا قاعدة: (كل ما كان المتكلم أدنى درجة من المخاطب، فإن كان المخاطب هو الله جل وعلا يكون دعاءً بصفة عامة، وإن كان المخاطب أعلى درجة من المتكلم، ولكنه من بني البشر، فلا يعقل أن يكون دعاءً؛ لأن الدعاء عبادة ولا يوجه إلا إلى الله جل وعلا)ولهذا يخطئ كثير من البلاغيين حينما يقول: دعاء، ويضرب مثال بمخاطبة بشر لبشر، وهذا فيه تسامح وتجاوز لا ينبغي، ولهذا نقول: إن مثل ما يحسن الإشارة إليه كأن يتكلم شاعر لأمير، أو يتكلم ابن لأبيه، أو يتكلم تلميذ لأستاذه، هنا لا يسمى دعاءً، وإنما يكون رجاءً، يمكن أن يكون رغبة أخرى، لأن الدعاء عبادة ولا ينبغي التسامح في هذا الجانب.
القارئ: (والالتماس كقولك لمن يساويك: أعطني الكتاب).
الشيخ: يلحظ هنا أن الغرض هو الالتماس،لكن قبل ذكر المثال الذي ذكره المؤلفون، قالوا كقولك لمن يساويك استدراكاً حتى يبينوا درجة المتكلم والمخاطب .
إذاً: هما على درجة واحدة؛ فإذا كان الاثنان على درجة واحدة يكون الغرض من الأمر حينئذ الالتماس؛ لأنه ليس أعلى درجة، فيحق له في هذه الحالة أن يكون آمراً، ولا أدنى درجة فيكون مترجياً ،وإنما هو مساوٍ له، ولذلك ينبغي أن يختلف الأمر، فإذا قلت أنت لزميلك: (أعطني الكتاب، أو أعطني القلم) فأنت في هذه الحالة تلتمس منه ولا تأمره، هو أمرٌ طبعاً في صنعته اللغوية، الفعل: أعطني أمر، ولكن لون من الأدب ألا يسمى أمراً في هذا الجانب وإنما يكون إلتماساً؛ لأنك لا تملك الأمر إلا إذا كنت ذا سلطة تستطيع أن تأمر فتطاع، وصاحب السلطة هو دائماً هو الأعلى على هؤلاء منزلة، ولهذا إذا كان مساوياً يكون للالتماس.
القارئ: (والتمني: نحو: ألا أيها الليل الـطـويـل ألا انـجلـي بصبح وما الإصباح منك بأمثل )
الشيخ: من أغراض الأمر أن يكون للتمني، ويضربون لذلك مثالاًأوشاهداًٍ.
يقول امرئ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي.
(انجلي) هنا هو فعل الأمر المعني بالتمني ،ويلحظ هنا أن المتحدث هو الشاعر ,المتكلم، والمخاطب هو الليل، وهل يمكن أن يخاطب الليل؟ ولذلك قيل: إنه إذا خوطبت الجمادات التي لا تعقل ،فغالباً يكون الغرض هو التمني، يكون التمني لماذا؟
لأنه في قرارة نفس المتكلم أنه يعرف أن الليل لا يمكن أن يجيبه أو ينفذ أمره، ولكن كان يمني نفسه أن تحصل منه إجابة، ولهذا إذا خوطب الليل، خوطب النجم ، خوطب القمر ، خوطب السحاب، خوطب المطر، بهذا الشكل عن طريق الأمر غالباً ما يكون الغرض من هذا هو التمني؛ لأنه يعبر عن حالة نفسية للمتكلم، ومع أن المتكلم يدرك ويجزم بأن الليل لا يمكن أن يرد عليه ولا يمكن أن ينفذ طلبه، ولكن هي أمنية كشف عنها أسلوب الأمر في هذا الجانب.
القارئ: (والارشاد نحو : { إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمىًّ فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل }.
الشيخ: في هذه الآية شاهدان: الغرض من الأمر هو الارشاد، إذا كان الارشاد لما فيه مصلحة في الدنيا يطلق عليه الارشاد، أنت ترشده توجهه، ليقوم بعمل فيه مصلحة دنيوية، وربما أيضاً يكون الجانب الأخروي ,لكن بعضهم خصّ الجانب الأخروي بما يسمى الندب، الندب والارشاد .
أحياناً يكون هذا غرض وذاك غرض، يفرقون بينها إذا كانت المصلحة دنيوية تكون للإرشاد، وإذا كانت أخروية تكون ندباً، والأمر فيه سعة في هذا الجانب في مسألة الارشاد والندب.
الشاهد الأول في الآية قول الله وجل وعلا: { فاكتبوه }.
والشاهد الثاني: { وليكتب }.
الأول فعل أمر ،والثاني فعل مضارع اقترن بلام الأمر ،وكلاهما يحقق الغرض نفسه، ولهذا فيه ارشاد للناس أنهم إذا عملوا أو تداينوا فيما بينهم أن يكتبوا ذلك حتى لا ينسى بعضهم، ثم تقع المشكلات بعد ذلك ,فهذا ارشاد من الله جل وعلا لما فيه مصلحة، طبعاً بلاشك أن المصلحة هنا ظاهرها أنها دنيوية، لكن أيضاً متعلقة بالآخرة؛ لأن الوفاء بالحق هو شيء مرتبط بالدنيا ,لكن أيضاً له نصيب من ثواب الآخرة ,إذا وفى الإنسان وأعطى ما عليه، وأخلص في التخلص من حقوق الناس وإبراء الذمة ، فبلاشك أنه سيثاب أيضاً في الآخرة.
القارئ: (والتهديد: نحو: { اعملوا ما شئتم }.
الشيخ: يلحظ هنا أمر مهم ينبغي أن تنتبه إليه في مسألة طريقة الاستشهاد في الكتب البلاغية، حينما يذكر البلاغيون هنا أن الشاهد قوله تعالى: { اعملوا ما شئتم } وأن هذه الآية أو هذا الجزء من الآية يدل على التهديد تهديد من الله جل وعلا للمخاطبين بهذه الآية (قلت في درس سابق، وقد ضربت مثالاً لذلك بهذا النص: إن السياق هو الذي يعين، لو أننا اكتفينا بهذا النص: { اعملوا ما شئتم } فقط، لكان محتملاً أن يكون للإباحة، إذا كان المخاطب به يخير بأنه يعمل ما يشاء ,كما حصل في قول الرسول صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فهذه الإباحة الإشعار برضا الله عز وجل، هذا يمكن أن يكون غرض وذاك غرض، لكن حينما يكون المخاطبون بهذا من المشركين، من الذين ألحدوا في آيات الله، من الذين خالفوا أوامر الله، من الذين لم يستجيبوا لنداء الله، لتوجيهات الله جل وعلا,يكون هنا جانب التهديد؛ ولذلك لا يحسن الاقتصار على هذا الموضع فقط، وإنما نعرف بأن الآية الكريمة التي ورد فيها هذا المقطع: {اعملوا ما شئتم } هي قول الله عز وجل: { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير }.
إذاً: واضح من سياق الآية أن: { اعملوا ما شئتم } هنا فعلاً للتهديد , ولهذا لا بدمن التنبيه على أن معرفة الغرض لابد أن يعتمد على السياق وقرائن الأحوال، والسياق هو معرفة من المخاطب، وما الموضوع الذي يخاطب فيه، كل هذا يوصل إلى تحديد الغرض، من الأمر في هذا الاسم.
القارئ: (والتعجيز نحو: يا لبـكر انشــروا لــي كليـباً يا لبـكر أيـن أيـن الفــرار )
الشيخ: هنا في هذا البيت ذكر البلاغيون أن الغرض من الأمر هو التعجيز، والأمر المقصود هنا هو (انشروا لي كليباً) مع أن هذا البيت فيه ثلاثة شواهد:
- فيـه النـداء.
- وفيه الأمر.
- وفيه الاستفهام.
ولكن لعلنا نؤجل الحديث عن كل واحد في موضعه، التعجيز هنا حينما ينظر إلى المعنى الذي طلبه الشاعر وهو المهلهل ,حينما طلب إليه خصومه يعني قوم جساس الذي قتل أخاه كليباً ,طلبوا منه أن يسمح وأن يطلب الفدية ما شاء، فمما قاله قال: يمكن أن يسمح إذا تحقق له هذا الأمر: (أنشروا لي كليباً) أعيدوا حياته، أحيوه لي، فهل بإمكان البشر أن يفعلوا ذلك؟ لا يمكن.
إذاً: هو تعجيز من الشاعر لأولئك القوم، فيكون الغرض من الأمر ليس على ظاهره، هو طلب تنفيد الفعل، وحينما قاله يطلب أن ينفذ لكن هل يمكن أن يقوموا به؟ لا يمكن، وهو يعرف أنهم لا يستطيعون ذلك، ولهذا فهو رغبة منه في إظهار عجزهم أو تعجيزهم عن الإتيان بهذا الأمر والكف عن مطالبته بالفدية أو غيرها.
القارئ: (والإهانة نحو: { كونوا حجارة أو حديداً }.
الشيخ: أيضاً هذا من الأشياء التي ينبغي أن يستصحب فيها السياق، يعني لابد أن يكون السياق واضحاً، لكن لأن المخاطبين هنا هم الكفار الذين كانت أهم أعمالهم في الدنيا، والله سبحانه وتعالى يطلب منهم أن يكونوا حجارة أو حديداً، وهنا أثني على المؤلفين في الاستشهاد بالإهانة؛ لأنه يرد هذا المثال في قضية التعجيز في بعض الكتب البلاغية، الله سبحانه وتعالى يعني ينبغي أن يتأدب في جانب أن يكون الغرض من هذا التعجيز من الله عز وجل لأولئك، لو أنهم بدلوا كلمة التعجيز بقول إظهار العجز، غير التعجيز؛ لأن الله عز وجل لا يأمر بشيء وهو يعرف أن المأمور به لا يستطيع أن يفعله ,لعدله جل وعلا، ولهذا حينما قال الله عز وجل لأولئك: { كونوا حجارة أو حديداً } هو نوع من الإهانة لهم، هو إهانة لهم؛ لأنهم لم يلتزموا بأوامر الله عز وجل، ولم يطيعوا رسله، ولذلك هذه نتيجة الأمر، فقوله: { كونوا } الأمر من الله عز وجل لإهانتهم ولمزيد من إذلالهم نتيجة ما اقترفت أيديهم في دنياهم.
القارئ: (والإباحة: نحو: { كلوا واشربوا }.
الشيخ: حينما نتأمل: { كلوا واشربوا } لو أننا أخذنا هذا الأمر على ظاهره وأن الأمر فيه لطلب تنفيذ الأكل والشرب، فهو من الله عز وجل، الله عز وجل يطلب منا أن نأكل ونشرب، لكن لو كان الأمر على ظاهره، لكان الإنسان مطالباً أن يأكل أو يشرب في كل وقته، ولهذا لا ينبغي أن يؤخذ مثل هذا الأمر على ظاهره ,وإنما يقال: هذا إباحة أن تأكل وتشرب، الله سبحانه وتعالى يبيح لك الأكل والشرب، لكنه لا يلزمك بالاستمرار عليهما على ما هو في ظاهر فعل الأمر، ولذلك فالإباحة هنا هي أن تشعر بأن الأمر مباح لك فعله، لكنك لست ملزماً بالاستمرار عليه.
القارئ: (والامتنان: نحو: { كلوا مما رزقكم الله }.
الشيخ: هو يلحظ أن مثل هذا (كلوا) و (كلوا) التي قبلها كانت للإباحة، وهذه للامتنان، وهذا طبعاً يظهر من خلال عدد من الشواهد، حينما لحظنا أن الآية: { كلوا مما رزقكم الله } الله سبحانه وتعالى رزقكم أشياء كثيرة، فكون المأكول مما رزقه الله عزوجل للناس, كون ما يطلب الله عزوجل منالناس أن يأكلوا ممارزقهم إياه , فهذا لون من الامتنان.
إذاً: السياق الذي ورد { مما رزقكم الله } هو الذي دعا لأن يكون الغرض هو الامتنان، امتنان من الله على عباده أن يطلب منهم أن لا يأكلوا فقط أن يأكلوا، وإنما يشعر أيضاً بأنه من رزقهم أشياء كثيرة يمكن أن يأخذوا ما شاءوا منها.
القارئ: (والتخيير: نحو: (خذ هذا أو ذاك).
الشيخ: هنا يلحظ أن التخيير (خذ هذا أو ذاك) يمكن أن يختلط على بعض المستمعين بالإباحة : أي يباح لك أن تأخذ هذا أو ذاك , هل يصح أن نقول عن كل تخيير يصلح للإباحة وكل إباحة تصلح للتخيير، هنا لا، هنا فيه فرق بين التخيير والإباحة؛ لأن الإباحة يجوز للإنسان أن يجمع بين الشيئين المذكورين أو الأشياء المذكورة.
أما التخيير : فهو يختار أحد الأشياء المذكورة حينما يقول: (خذ هذا أو ذاك) لا يصح أن يجمع بين هذا وذاك وإنما يأخذ هذا أو يأخذ ذاك.
ولهذا طبعاً هو الفرق بين التخيير، فخذ فعل أمر، وما دخل عليه هذا الفعل لا يصح أن يجمع المأمور أو المتلقي بين ما ورد بعد الفعل، وإنما يأخذ واحداً منه، الذي قبله أو الذي بعده.
القارئ: (والتفريق: نحو { اصبروا أو لا تصبروا }.
الشيخ: واضح أيضاً من خلال السياق، سياق الآية التي وردت بها هذه العبارة: { اصبروا أو لا تصبروا } أنهم إن صبروا أو لم يصبروا فهم سواء فيما سيكون مصيرهم، ولذلك لابد من استصحاب السياق العام لأنهم..... وغالب.
الآية التي ورد فيها: { اصبروا أو لا تصبروا } يدل سياقها على أنه إن حصل صبر من هؤلاء المخاطبين أو لم يحصل لهم صبر، فالأمر سواء، الحكم عليهم بأنهم لم يكونوا مننفذين لما طلب منهم في دنياهم.
وما يأتي للتسوية هو غالباً في قضية الإنشاء عامة ,وربما يأتي في الاستفهام أنه سيق بكلمة سواء، أو ما يشعر بها كما سنأخذ في موضوع الاستفهام: { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }.
أيضاً للتسوية يحصل: فالتسوية يمكن أن تكون في الأمر كما في: { اصبروا أو لا تصبروا } أو تكون في الاستفهام كما سنعرف في الدرس القادم إن شاء الله.
القارئ: (والإكرام: نحو: { ادخلوها بسلام }.
الشيخ: { ادخلوها بسلام آمينن } حتى يكون لفظ آمنين شاهداً على الإكرام لأنه كيف تكرم، حينما نقول: أٍدخل المكان الفلاني فقط كلمة ادخل قد يكون أمر تعنيف، لكن حينما تقول: ادخل بسلام آمن، هنا هذا فيه لون من التكريم؛ لأنك جمعت له بين أن يدخل في مكان جيد ,وهنا المقصود به الجنة، وبسلام :سلامة من الآفات، وسلامةمن العذاب، وسلامة من الأشياء التي يمكن أن لا تحد ,سلامة من كل ما يمكن أن يسهم في عدم رضاه.
ويقول: (آمنين) أيضاً فيها جمع بين السلامة والأمن وهذا غاية الإكرام؛ ولذلك ادخل هو الفعل، والسياق الذي يدل على الإكرام هو كلمة (بسلام) و (آمنين).


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاني, صيغ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir