دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 05:41 PM
ندى توفيق ندى توفيق غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم.
القرآن الكريم كلام الله تعالى المعجز، ومَعين العلم الذي لا ينضب، فمن اراد العلم من اوسع ابوابه فعليه بفهم القرآن، الذي هو علم التفسير وهو اشرف العلوم، واعظمها، والمتضمن لها، كما قال عبد الله بن مسعود : «من أراد العلمَ فليثوّر القرآن، فإنَّ فيه علمَ الأوَّلين والآخرين».
ويمكن حصر العلوم التي تندرج تحت فهم القرآن الكريم في نوعين شامليْن، هما :
1- العلوم المُتَضَمَّنة في القرآن نفسه اصولا و مقاصدا، مثل : الحكم والمواعظ، والاخلاق، والسلوك، والعبادات ، و المعاملات، و القصص، و الدعوة إلى الله تعالى، و مراتبها، وصفات الداعية، وكشف الشبهات، ومعاملة المخالف، و العقيدة، و الهداية، و اصول الايمان، واصول الفقه، و المقاصد الشرعية، و السياسة الشرعية، والغيب، و غير ذلك من العلوم الكثيرة، لمن تدبر القرآن ووعاه واستنبط حكمه واحكامه.
قال الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9)}[الإسراء]، وحذف متعلق الفعل " اقوم" يفيد العموم، فهو يهدي للاقوم في العلم و في كل شيء.

2- العلوم اللازمة للمفسر والمستنبط، و التي تسمَّى علوم الآلة، لمن رام تفسير كلام ملك الملوك سبحانه، وهي : علوم اللغة، و البيان، و البلاغة، و النحو، و الشعر العربي، و الحديث الشريف، و الفقه و اصوله واسباب النزول، والناسخ و المنسوخ، و التاريخ، و قواعد الترجيح، والمعاني للمفردات و الحروف، والصرف، و الاشتقاق، وغيرها من آداب المفسر وأخلاقه.
من هنا يتبين فضل فهم القرآن في ازدياد العلوم، سواء قبل التصدر لفهمه وتفسيره، او بعد تفسيره واستنباط معانيه لأن دلالات ألفاظه غير محدودة، فمن اكرمه الله تعالى بفهمه، توالت عليه العلوم والفهوم، التي قد تخفى على غيره
و يؤكد هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات باسناد صحيح، من طريق ابن علية عن أيوب عن عكرمة - مولى ابن عباس ومن اخص اصحابه - انه قال : « إني لأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون باباً من العلم »، وذلك بسبب سعة علمه بتفسير القرآن الكريم الناتج عن فهمه . فقد قال فيه سلام بن مسكين: « كان أعلم الناس بالتفسير » . وقال الشعبي: « ما بقى أحدٌ أعلم بكتاب الله من عكرمة ».
___________________________________________________________________

س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير.
تكمن حاجة المعلم الى علم التفسير في بيان الهدى وسبل النجاة من الفتن والابتلاءات في الدنيا ، ومن العذاب و الجحيم في الآخرة ، كما بينها ربنا سبحانه في كتابه الكريم،
قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}[المائدة].
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)}[الحديد].
فطالب العلم بتعلُّمه التفسير وتطبيقه عمليا وسلوكيا، وتعليمه للناس؛ يشبع حاجتهم الى معرفة الهدى من الضلال، و الحق من الباطل، و النور من الظلمات، و الوعد من الوعيد؛ وهذه العلوم، هي غذاء الروح، كما ان الطعام والشراب غذاء البدن، بل هي الأَوْلَى بالاهتمام والاشباع، كيف لا وهي تؤهلهم للنعيم الابدي والسعادة التي لا تفنى، في جنة الحيوان، التي لا تضاهيها الحياة الدنيا ولا بشيء يسير، قال الله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)}[العنكبوت]، لذلك وجب على طالب العلم، اعداد نفسه وتاهيلها للتعليم والدعوة في سبيل الله، كي لا تضل امته في اوقات الفتن والمحن، فتستحق النقم، اذا لم تستبصر احوال الامم، ممن اعرض ولم يستقم ،
قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}[الأنفال].
وتظهر حاجة طالب العلم الى علم التفسير عند مواجهة اعداء الامة من اليهود والنصارى والكفار والملحدين، فيبين للناس كيفية التعامل معهم، ودرء شرورهم، وتحصين المسلمين منها ، قال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}[الفرقان] ، والجهاد هنا هو الجهاد بالقرآن الكريم؛ كلام الله تعالى لرد شبه المبطلين، وتبيين الحق واليقين
و اخطر اعداء المسلمين هم المنافقون، وقد فضح القران الكريم خيانتهم ومكرهم بالاسلام والمسلمين ،وبين حالهم وصفاتهم، وحذر المسلمين من طعنهم و خبثهم، ومهمة الداعية بيان ذلك كله والتحذير مما حذَّر منه القرآن في آيات كثيرة لتنجو الامة من اخطار محققة، وقد حذر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم منهم فقال: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}[المنافقون].
و علم التفسير يوضح تعامل المسلمين مع اصحاب العقائد المنحرفة والفرق الضالة كي لا تعيث في الارض فسادا، فعلى طالب علم التفسير ان ينشر الوعي بين المسلمين بهذه العقائد، وان يدعو اصحابها الى الحق والهدى بالحكمة والموعظة الحسنة
وايضا تفشي المنكر والباطل في مجتمع المسلمين يتطلب من طالب علم التفسير الدعوة والبيان والنصح والارشاد بهدي القرآن وتعاليمه
والمرأة المسلمة تحتاج في معظم الاوقات الى امراة مثلها لتبين لها الطريق المستقيم، وتحذرها من المنكرات المتفشية بين النساء و التي قد لا يطَّلع عليها الرجال، فكان دور طالبة علم التفسير في اعداد نفسها للعلم ودعوة غيرها من النساء

وحري بطالب العلم ان يكون ممن وعد الله تعالى بجعلهم هداة مهديين بتدبرهم للقرآن وفهمه، ترجع اليهم الامة في اوقات الفتن والشدائد كما قال الله تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83)}[النساء]، وكفى بها مكانة وشرفا


والدعوة الى الله تعالى، هي الدعوة إلى شرعه ومنهاجه القويم، ودينه المستقيم، المبين في كتابه الكريم، ومجالاتها كثيرة متنوعة، لذلك وجب على الداعية التفقه والتبصر بما يدعو اليه، وكيف يدعو اليه منهاجا وسلوكا وخلقا وعقيدة، وكيف يكشف الشبهات ويجيب عنها باخصر الطرق، و يتعرف مراتب الدعوة وانواعها وكذلك مراتب المخالفين وانواعهم.
قال الله تعالى: {قُل هـذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّـهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّـهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ (108) }[يوسف]. فطوبى لمن نال شرف معية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأسَّى بصحابته رضوان الله عليهم
وعلم التفسير يشمل كل هذه العلوم، ويبينها اتم تبيين، في احكامه واوامره ونواهيه، وقصصه ومواعظه، وسنن الابتلاء و التمكين، ودعوة الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين لاممهم وصبرهم و جهادهم واخلاصهم لخالقهم سبحانه لتكون كلمته هي العليا، فمن وعاه كان الاقدر على الدعوة، المتمم لاركانها القائم بواجباتها.
___________________________________________________________________

س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟
التفسير هوفهم كلام الخالق سبحانه ومعرفة فضل هذا العلم تدفع المسلم الى الحرص على تعلمه، وتَمَثُّل هداياته بالاقوال والافعال والدعوة اليه، باللسان والبنان، فكيف يطيب عيش المؤمن الموحد الذي يتلو القرآن الكريم في الصلاة وخارجها، دون ان يعلم تفسيره ويفهم اوامره وزواجره، و بشائره وتحذيراته ، فاذا علم فضل فهمه فرح به وامتلا قلبه بحبه وايثاره على جميع الملذات والمحبوبات، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}[يونس].
وعلمه بفضل تفسير القران، يوجب له الحرص على تدبره واستنباط كنوزه و علومه، فتنفتح له كل ابواب العلم، وتعلو منزلته في الدنيا والاخرة
وهو اشرف العلوم لتعلقه بكلام رب البرية سبحانه، والمفسر مشتغل بافضل العلوم وابركها وارفعها، في دينه ودنياه
قال عز من قائل : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}[ص]، فيحرص المسلم على تدبره ويفرغ جهده في فهمه، وتدارسه، لِتَحُفَّهُ البركة في دينه ودنياه جميعا
وعلم التفسير يعصم الانسان من الضلال والزيغ، وبحرص المسلم على تعلمه يحفظ دينه ونفسه واهله وامته من ورود المهالك
وعلم التفسير لا يختص بالظاهر فقط بل يزكي السريرة، ويطهِّر الباطن من امراض القلوب، ويعين المسلم على اخلاص النية وتنقية الطويَّة
وهذا العلم يدخل المسلم في خيرية هذه الامة، كما في صحيح البخاري من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ».وهذا التعلم يشمل الفاظ القران ومعانيه والعمل به، فاذا اجتمعت كان بحق افضل خير هذه الامة، وهذا لايكون الا بتفسيره وفهمه
ولا يكون البلاغ عن النبي صلى الله عليه وسلم الا بتفسير القران لقوله صلى الله عليه وسلم : « بلّغوا عني ولو آية ». رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وبذلك يكون من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم لان المفسر حقا هو متبع للرسول في دعوته بالقران انذارا وتبشرة، قال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)}[مريم].
والمفسر يقضي عمره في الاشتغال بالقرآن وعلومه ، واستخراج هداياته، واستنباطاته، فيستحق شفاعته يوم لا ينفع مال ولا بنون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ». رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir