ومن سورة الممتحنة
وعن قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات
[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/48]
مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر} يعني بذلك كفار نساء العرب إذا أبين أن يسلمن أن يخلى عنهن
وعن قوله عز وجل: {وسئلوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} فكن إذا فررن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعن إلى الكفار الذين بينهم وبين أصحاب رسول الله العهد فتزوجن وبعثن بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين فإذا فررن من الكفار الذين بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد فتزوجن وبعثن بمهورهن إلى أزواجهن من الكفار فكان هذا بين أصحاب رسول الله وبين أهل العهد من الكفار
وعن قوله عز وجل: {ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم} فهذا حكمه بين أهل الهدى وأهل الضلالة
وعن قوله عز وجل: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار
[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/49]
فعاقبتم} يقول إلى الكفار ليس بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد يأخذون به فغنموا غنيمة إذا غنموا أن يعطوا زوجها صداقها الذي ساق منها من الغنيمة ثم يقسموا الغنيمة بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده
ومن سورة المزمل
وعن قوله عز وجل: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} ففرض الله عز وجل قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم فأمسك الله خاتمتها حولا ثوم أنزل الله عز وجل التخفيف في آخرها قال عز وجل: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه} فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من قيام الليل فجعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة وقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وهما فريضتان لا رخصة لأحد فيهما
[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/50]
عن قتادة أن أسباع القرآن سبع الأول إلى : {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} والثاني إلى : {جهنم يحشرون} والثالث {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} والرابع خاتمة المؤمنين والخامس خاتمة سبأ والسادس خاتمة الحجرات والسابع ما بقي
قال حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن : {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
قال حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى آخرها
[الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/51]