دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 10:51 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة الشعراء

سورة الشّعراء
من الاية 1 الى الاية 106
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: (طسم (1)
قرئت بإدغام - النون في الميم ووصل بعض الحروف ببعض، وقرئت طسين ميم بتبيين النون، والوقف على النون.
ويجوز - ولا أعلم أحدا، قرأه - طسميما - على أن يجعل طسم اسما للسورة بمنزلة قوله: خمسة عشر، ولا تجوز القراءة به.
وقوله عزّ وجلّ: (تلك آيات الكتاب المبين (2)
فيه وجهان أحدهما على معنى أنهم وعدوا بالقرآن على لسان موسى فكان المعنى هذه آيات الكتاب الذي وعدتم به على لسان موسى، وعلى معنى هذه آيات الكتاب المبين.
وقد فسّرنا ذلك في أول سورة البقرة في قوله: (الم ذلك الكتاب).
وقوله: (لعلّك باخع نفسك ألّا يكونوا مؤمنين (3)
قال أبو عبيدة: معناه مهلك نفسك، وقيل قاتل نفسك، وهذا كقوله:
(فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6).
[معاني القرآن: 4/81]
وموضع أن النصب مفعول له، المعنى فلعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان، فأعلمه اللّه سبحانه أنه لو أراد أن ينزل ما يضطرهم إلى الطاعة لقدر على ذلك ألا أنه - عزّ وجلّ - تعبّدهم بما يستوجبون به الثواب مع الإيمان.
وأنزل لهم من الآيات ما يتبين به لمن قصده إلى الحق فأمّا لو أنزل على كل من عند عن الحق عذاب في وقت عنوده لخضع مضطرّا، وآمن إيمان من لا يجد مذهبا عن الإيمان.
وقوله تعالى: (إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين (4)
معناه فتظل أعناقهم، لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل تقول: إن تأتني أكرمتك، معناه أكرمك، وإن أتيتني وأحسنت معناه وتحسن وتجمل.
وقال (خاضعين) وذكر الأعناق لأن معنى خضوع الأعناق هو خضوع أصحاب الأعناق.
لما لم يكن الخضوع إلا لخضوع الأعناق جاز أن يعبّر عن المضاف إليه كما قال الشاعر:
رأت مرّ السّنين أخذن منّي كما أخذ السّرار من الهلال
لمّا كانت السنون لا تكون إلا بمرّ أخبر عن السنين وإن كان أضاف إليها المرور، ومثل ذلك أيضا قول الشاعر:
[معاني القرآن: 4/82]
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت ... أعاليها مرّ الرّياح النّواسم
كأنّه قال تسفهتها الرياح، لما كانت - الرياح لا تكون إلا بالمرور.
وجاء في التفسير " أعناقهم " يعنى به كبراؤهم ورؤساؤهم، وجاء في اللّغة أعناقهم جماعاتهم، يقال: جاء لي عنق من الناس أي جماعة وذكر بعضهم وجها آخر، قالوا: فظلت أعناقهم لها خاضعين هم، وأضمرهم.
وأنشد:
ترى أرباقهم متقلّديها كما... صدئ الحديد عن الكماة
وهذا لا يجوز في القرآن، وهو على بدل الغلط يجوز في الشعر، كأنه قال: يرى أرباقهم يرى متقلّديها، كأنّه قال: يرى قوما متقلدين أرباقهم فلو كان على حذف هم لكان مما يجوز في الشعر أيضا.
وقوله عزّ وجلّ: (فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون (6)
أنباء: أخبار.
المعنى فسيعلمون نبأ ذلك في القيامة.
وجائز أن يعجل لهم بعض ذلك في الدنيا نحو ما نالهم يوم بدر.
وقوله: (أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كلّ زوج كريم (7)
معنى زوج نوع، ومعنى كريم محمود فيما يحتاج إليه، كمعنى من كل زوج نافع لا يقدر على انبائه وإنشائه إلا ربّ العالمين.
ثم قال: (إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين (8)
[معاني القرآن: 4/83]
دليلا على أن اللّه - عزّ وجلّ - واحد وأن المخلوقات آيات تدل على أن الخالق واحد ليس كمثله شيء.
وقوله: (وما كان أكثرهم مؤمنين).
معناه وما كان أكثرهم يؤمن، أي علم اللّه أن أكثرهم لا يؤمنون أبدا كما قال: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي لستم تعبدون ما أعبد الآن (ولا أنتم عابدون ما أعبد) فيما يستقبل، وكقوله في قصة نوح عليه السلام: (أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن)، فأعلمه أن أكثر هم لا يؤمنون.
وقوله: (وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين (10)
موضع (إذ) نصب، على معنى.. واتل هذه القصة فيما تتلو.
ودليل ذلك قوله عطفا على هذه القصة: (واتل عليهم نبأ إبراهيم).
وقوله: (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون (13)
بالنصب والرفع، فمن رفع فعطف على أخاف، على معنى إني أخاف. ويضيق صدري.
ومن نصب فعطف على أن يكذبون، وأن يضيق صدري وأن لا ينطلق لساني.
والرفع أكثر في القراءة.
وقوله تعالى: (فأرسل إلى هارون).
أي ليعينني ويؤازرني على أمري، وحذف لأن في الكلام دليلا عليه.
قوله تعالى: (ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون (14)
[معاني القرآن: 4/84]
يعني بالذنب الرجل الذي وكزه فقضى عليه، إني أخاف أن يقتلوني بقتلي إياه.
(قال كلّا فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون (15)
كلّا: ردع وزجر عن الإقامة على هذا الظنّ، كأنّه قال: ارتدع عن هذا الظنّ وثق باللّه.
وقوله عزّ وجلّ: (فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين (16)
معناه إنا رسالة ربّ العالمين، أي ذوو رسالة رب العالمين.
قال الشاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم... بسرّ ولا أرسلتهم برسول
وقوله سبحانه: (أن أرسل معنا بني إسرائيل (17)
موضع (أن) نصب، المعنى أرسلنا لترسل - أي - لأن ترسل معنا بني إسرائيل.
(قال ألم نربّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين (18)
أي مولودا حين ولدت.
(ولبثت فينا من عمرك سنين).
ويجوز من عمرك بإسكان الميم، ويجوز من عمرك بفتح العين، يقال:
[معاني القرآن: 4/85]
هو العمر والعمر والعمر في عمر الإنسان، فأمّا في القسم فلا يجوز إلا " لعمر اللّه " لا غير - بفتح العين.
ذكر سيبويه والخليل وجميع البصريين أن القسم مفتوح لا غير.
فاعتدّ فرعون على موسى بأنه ربّاه وليدا منذ ولد إلى أن كبر.
وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين (19)
وقرأ الشعبي (فعلتك) - بكسر الفاء - والفتح أجود وأكثره لأنه يريد قتلت النفس قتلتك على مذهب المرة الواحدة، وقرأ الشعبي على معنى وقتلت القتلة التي عرفتها، لأنه قتله بوكزة، يقال: جلست جلسة تريد مرة واحدة، وجلست جلسة - بالكسر تريد هيئة الجلوس.
(وأنت من الكافرين).
فيه وجهان:
أحدهما من الكافرين لنعمتي، والآخر وأنت من الكافرين بقتلك الذي قتلت فنفى موسى - صلى الله عليه وسلم - الكفر واعترف بأن فعله ذلك جهل فقال: (قال فعلتها إذا وأنا من الضّالّين (20)
أي من الجاهلين، وقد قرئت: وأنا من الجاهلين.
وقوله عزّ وجلّ: (ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكما وجعلني من المرسلين (21)
(فوهب لي ربّي حكما)
يعنى التوراة التي فيها حكم اللّه.
وقوله تعالى: (وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل (22)
أخرجه المفسرون على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنّه قال فأيّة نعمة لك عليّ في أن عبّدت بني إسرائيل.
واللفظ لفظ خبر، والمعنى يخرج
[معاني القرآن: 4/86]
على ما قالوا على أن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت للمخاطب كأنّه قال له: هذه نعمة أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا على جهة التبكيت لفرعون، واللفظ يوجب أن موسى - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولم تتخذني عبدا.
ويقال: عبّدت الرجل، وأعبدته، اتخذته عبدا.
وموضع (أن) رفع على البدل من نعمة، كأنّه قال: وتلك نعمة تعبّدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد.
ويجوز أن يكون " أن " في موضع نصب، المعنى إنما صارت نعمة على لأن عبّدت بني إسرائيل. أي لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليمّ، فإنما صارت نعمة بما فعلت من البلاء.
وقال الشاعر في أعبدت اتخذت عبدا:
علام يعبدني قومي وقد كثرت... فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان؟
وقوله عزّ وجلّ: (قال فرعون وما ربّ العالمين (23)
فأجابه موسى - صلى الله عليه وسلم - بما هو دليل على اللّه - جلّ وعزّ - بما خلق مما يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله فقال:
(ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (24)
فتحيّر فرعون ولم يردد جوابا ينقض به هذا القول، فقال لمن حوله: (ألا تستمعون).
فزاده موسى في البيان فقال: (ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (26)
[معاني القرآن: 4/87]
فلم يجبه أيضا، فقال: (إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون (27)
فقال موسى زيادة في الإبانة:
(قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28)
فلم يجبه في هذه الأشياء بنقض لحجته.
(قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين).
فزاده في البيان واحتجّ بما شاهده هو والملأ من حوله:
(قال أولو جئتك بشيء مبين (30) قال فأت به إن كنت من الصّادقين (31) فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين (32)
والثعبان الكبير من الحيّات.
فإن قال قائل: فكيف جاء، فإذا هي ثعبان مبين.
وفي موضع آخر (تهتزّ كأنّها جانّ)، والجانّ الصغير من الحيّات؟
فالجواب في هذا مما يدل على عظم الآية، وذلك أن خلقها خلق الثعبان واهتزازها وحركتها وخفتها كاهتزاز الجانّ وخفته.
(ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين (33)
نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء بياضا نوريّا، من غير سوء من غير برص، فلم يكن عنده دفع لما شاهده إلا أن قال: إن هذا سحر فقال:
(للملإ حوله إنّ هذا لساحر عليم (34).
فجعل الآية المعجزة سحرا، ثم استكان وخضع للذين هم من أتباعه فقال:
[معاني القرآن: 4/88]
(يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون (35) قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (36)
(أرجه)
بكسر الهاء وضمها، وبالياء والواو أرجهي وأرجهو وأخاه.
(وابعث في المدائن حاشرين).
فمعنى: أرجه " أخّره، وجاء في التفسير احبسه وأخاه، والمعنى - واحد، وتأويله أخره عن وقتك هذا وأخر استتمام مناظرته إلى أن يجتمع لك السّحرة.
وقوله: (فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم (38) وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون (39)
فغنيّ عن أن يقول فبعث فجمع السّحرة.
وقوله: (قال نعم وإنّكم إذا لمن المقرّبين (42)
أي لكم مع أجرتكم وجزائكم على غلبتكم موسى إن غلبتموه مع الفائدة، القربى والزلفى عندي.
ويقرأ (أئن لنا لأجرا) على جهة الاستفهام.
ويجوز إن لنا لأجرا - على غير الاستفهام.
وعلى جهة الثقة منهم به، قالوا إن لنا لأجرا).
أي إنك ممن يحبونا ويجازينا.
(فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون (44) فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون (45)
أي مما جمعوا من كيدهم وعصيّهم.
وروي عنهم أنهم كانوا اثني
[معاني القرآن: 4/89]
عشر ألف ساحر، فنصر موسى عليه السلام أكثر ما كان السحر وأغلبه على أهل ذلك الدهر، وكانت آيته آية باهرة من جهتين:
إحداهما أنه أتى بما يعجز عنه المخلوقون.
والثانية أن السحرة، وعددهم هذا العدد ألقوا ساجدين.
(قالوا آمنّا بربّ العالمين (47)
فسلّموا الأمر لله وتبين لهم ما لا يدفع.
وكذلك بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أشعر ما كانت العرب وأخطب ما كنت وأبلغ ما كانت، فدعاهم إلى الإيمان باللّه مع الآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالقران الذي دعاهم إلى أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا عن الإتيان بسورة مثله.
ويروى أيضا أن السّحرة كانوا تسعة عشر ألفا.
وقوله: (قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم أجمعين (49)
(فلسوف تعلمون).
اللام دخلت على سوف بمعنى التوكيد، ولم يجز الكوفيون: إن زيد لسوف يقوم، وقد جاء دخول اللام على سوف، وذلك أن اللام مؤكدة.
وقوله عزّ وجلّ: (لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف).
وروي في التفسير أن أول من قطع وصلّب فرعون.
(قالوا لا ضير إنّا إلى ربّنا منقلبون (50)
أي لا ضرر علينا فيما ينالنا في الدنيا مع أملنا للمغفرة.
وقوله عزّ وجلّ: (إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين (51)
[معاني القرآن: 4/90]
بفتح " أن " أي لأن كنا أول المؤمنين، وزعم الفراء أنهم كانوا أوّل مؤمني أهل دهرهم، ولا أحسبه عرف الرواية في التفسير لأنه جاء في التفسير أن الذين كانوا مع موسى عليه السلام ستمائة ألف.
وقيل ستمائة ألف وسبعون ألفا.
وإنما معنى (أن كنّا أوّل المؤمنين).
أي أول من آمن في هذه الحال عند ظهور آية موسى حين ألقوا حبالهم وعصيهم واجتهدوا في سحرهم.
ويقال: لا ضير ولا ضور، في معنى لا ضرّ ولا ضرر.
وقوله: (وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون (52)
يقال: أسرى يسري إذا سار ليلا، وسرى يسرى، قيل هو في معنى أسرى يسري أيضا.
وقوله: (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53)
أي أرسل من جمع له الجيش، معناه فجمع جمعه، فقال:
إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون (54)
والشرذمة في كلام العرب القليل.
يروى أن هؤلاء الذين سمّاهم شرذمة كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا، وكانت مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على حصان، وعلى رأسه بيضة، فاستقل من مع موسى عليه السلام عند كثرة جمعه.
وقال " قليلون " فجمع " قليلا " كما يقال: هؤلاء واحدون فيجمع الواحد، كما قال الكميت:
فقد رجعوا كحيّ واحدينا
وقوله: (وإنّهم لنا لغائظون (55)
[معاني القرآن: 4/91]
يقال قد غاظني فلان، ومن قال أغاظني فقد لحن.
وقوله: (وإنّا لجميع حاذرون (56)
ويقرأ: حاذرون، وجاء في التفسير أن معنى حاذرون، مؤدون.
أي ذوو أداة، أي ذوو سلاح والسلاح أداة الحرب، فالحاذر المستعذ، والحذر المتيقظ.
وقوله تعالى: (فأتبعوهم مشرقين (60)
أي في وقت شروق الشمس، يقال أشرقنا أي دخلنا في وقت طلوع الشمس، ويقال شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت وصفت، وأشرقنا نحن دخلنا في الشروق.
وقوله: (فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون (61)
أي لمّا واقف. جمع موسى جمع فرعون وكان أصحاب موسى قد خرجوا ليلا، فقال أصحاب موسى: (إنا لمدركون) أي سيدركنا جمع فرعون هذا الكثير، ولا طاقة لنا بهم.
(قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين (62)
أي قال موسى كلا أي ارتدعوا وازدجروا نجليس يدركوننا.
وقوله عزّ وجلّ: (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم (63)
أي كل جزء تفرق منه.
(كالطود العظيم).
أي كالجبل العظيم.
وقوله: (وأزلفنا ثمّ الآخرين (64)
[معاني القرآن: 4/92]
أي قربنا ثمّ الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون - وقال أبو عبيدة: أزلفنا جمعنا ثمّ الآخرين.
قال ومن ذلك سميت مزدلفة جمعا.
وكلا القولين حسن جميل، لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض وأصل الزلفى في كلام العرب القربى.
قوله تعالى (واتل عليهم نبأ إبراهيم (69)
معناه خبر إبراهيم.
وقوله: (قالوا نعبد أصناما فنظلّ لها عاكفين (71)
معناه مقيمين على عبادتها.
وقوله: (قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72)
إن شئت بيّنت الذال، وإن شئت أدغمتها في التاء فجعلتها تاء فقلت (إتدعون)، وهو أجود في العربية لقرب الذال من التاء.
ويجوز إذدعون، ولم يقرأ بها كما قال مذكر، وأصله مذتكر.
وقوله: (فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين (77)
قال النحويون: إنه استثناء ليس من الأول، أي لكن رب العالمين، ويجوز أن يكونوا عبدوا مع اللّه الأصنام وغيرها، فقال لهم: أن جميع من عبدتم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين؛ لأنهم سوّوا آلهتهم باللّه فأعلمهم أنه قد تبرأ مما يعبدون إلا اللّه فإنه لم يتبرأ من عبادته.
وقوله: (والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين (82)
جاء في التفسير أن خطيئته قوله: إن سارّة أختي، وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم.
[معاني القرآن: 4/93]
وقوله: (فقال إني سقيم).
وقد بينّا معنى قوله: (بل فعله كبيرهم هذا).
ومعنى خطيئتي أن الأنبياء بشر، وقد يجوز أن يقع عليهم الخطيئة إلا أنهم صلوات الله عليهم لا تكون منهم الكبيرة لأنهم معصومون مختارون على العالمين كل نبي هو أفضل من عالم أهل دهره كلّهم.
قوله: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين (84)
معناه اجعل لي ثناء حسنا باقيا إلى آخر الدهر.
وقوله: (وأزلفت الجنّة للمتّقين (90)
معناه قربت، وتأويله أنه قرب دخولهم إياها، ونظرهم إليها.
قوله: (وبرّزت الجحيم للغاوين (91)
أي أظهرت للضّالين، والغاوي الضال.
وقوله: (فكبكبوا فيها هم والغاوون (94)
أي في الجحيم، ومعنى كبكبوا طرح بعضهم على بعض.
وقال أهل اللّغة معناه دهوروا، وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب كأنّه إذا ألقي ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر فيها يستجير باللّه منها.
وقوله: (تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين (97) إذ نسوّيكم بربّ العالمين (98)
معناه واللّه ما كنا إلّا في ضلال مبين حيث سويناكم باللّه – عز وجل - فأعظمناكم وعبدناكم كما يعبد اللّه.
[معاني القرآن: 4/94]
وقوله عزّ وجلّ: (كذّبت قوم نوح المرسلين (105)
دخلت التاء وقوم نوح مذكرون، لأن المعنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، ويجوز أن يكونوا كذبوا نوحا وحده، ومن كذب رسولا واحدا من رسل اللّه فقد كذّب الجماعة وخالفها، لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أن يكون كذبت جميع الرسل.
وقوله: (إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتّقون (106)
وقيل (أخوهم) لأنه منهم، وكل رسول يأتي بلسان قومه ليوضع لهم الحجة ويكون أبين لهم.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir