سورة الضّحى
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: (والضّحى (1) واللّيل إذا سجى (2)
هذا قسم وجوابه (ما ودّعك ربّك وما قلى).
والضحى: النهار، وقيل ساعة من ساعات النهار.
(واللّيل إذا سجى (2)
وقوله إذا سجا معناه إذا سكن.
قال الشاعر:
يا حبّذا القمراء والليل الساج... وطرق مثل ملاء النّسّاج
ومعنى: (ما ودّعك ربّك وما قلى (3)
أي لم يقطع الوحي عنك ولا أبغضك، وذلك أنه تأخر الوحي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر يوما، فقال ناس من الناس: إن محمدا قد ودعه صاحبه وقلاه، فأنزل الله عزّ وجلّ - (ما ودّعك ربّك وما قلى) المعنى ما قلاك، كما قال: (والذّاكرين اللّه كثيرا والذّاكرات) المعنى والذاكراته.
وقوله: (ألم يجدك يتيما فآوى (6)
وكان النبي عليه السلام يكفله عمّه أبو طالب.
وقوله: (ووجدك ضالّا فهدى (7)
معناه - واللّه أعلم - أنه لم يكن يدري القرآن ولا الشرائع فهداه اللّه
[معاني القرآن: 5/339]
إلى القرآن وشرائع الإسلام، ودليل ذلك قوله: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)
وقال قوم: كان على أمر قومه أربعين سنة.
وقوله: (فأمّا اليتيم فلا تقهر (9)
أي لا تقهره على ماله.
(وأمّا السّائل فلا تنهر (10)
أي لا تنهره، إما أعطيته، وإما رددته ردّا ليّنا.
(وأمّا بنعمة ربّك فحدّث (11)
أي بلّغ ما أرسلت به وحدّث بالنبوة التي آتاك الله وهي أجلّ النّعم.
[معاني القرآن: 5/340]