دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > دروس البلاغة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الكشاف التحليلي لمسائل دورس البلاغة

عناصر الدرس الحادي والعشرون :

خاتمةٌ في سَرِقَةِ الكلامِ وما يَتَّصِلُ بها من الاقتباسِ والتضمينِ ونحوِهما مِمَّا فيهِ إدخالُ معنى كلامٍ سابقٍ في لاحِقٍ

· هذه الخاتمة يذكر فيها أهل البلاغة التأنق؛ أي طلب الحسن في الكلام في مواطن محددة
· مواطن التأنق: الابتاء والتخلص والانتهاء، ونظمها السيوطي

· سرقة الكلام
§ سرِقَةُ الكلامِ أنواعٌ عديدةٌ
§ السرقة كما تكون في الشعر تكون في النثر
§ النوع الأول:أنْ يَأْخُذَ الناثرُ أو الشاعرُ معنًى لغيرِه بدونِ تغييرٍ لنَظْمِه
° ومِثلُ هذا يُسَمَّى نَسْخًا وانتحالاً.
- والنَّسْخُ: النقْلُ، يُقالُ: نَسَخْتُ الكتابَ، أيْ: نَقَلْتُ ما فيهِ إلى كِتابٍ آخَرَ.
- والانتحالُ: أنْ تَدَّعِيَ أنَّ ما لغيرِكَ لكَ، يُقالُ: انْتَحَلَ فلانٌ شِعْرَ غيرِه، إذا ادَّعَاهُ لنفسِه.
° وهذا النوعُ من السَّرِقَةِ سَرِقَةٌ ظاهِرَةٌ مذمومةٌ جِدًّا.
° ما أَخَذَ عبدُ اللهِ بنُ الزَّبَيْرِ بَيْتَيْ مَعْنٍ وادَّعَاهما لنفسِه، وهما:
إذْ أنْتَ لم تُنْصِفْ أخاكَ وجَدْتَهُ ..... على طَرَفِ الْهِجْرانِ إنْ كانَ يَعْقِلُ
ويَركَبُ حَدَّ السيفِ مَنْ تَضِيمُهُ ..... إذا لمْ يكُنْ عنْ شَفْرَةِ السيفِ مَزْحَلُ

- عبدالله بن الزَّبير هذا شاعر مشهور، وليس هو الصحابي الجليل
- مُعن بن أوس بضم الميم وفتح العين شاعر، وليس هو مَعْن بن زائدة
- قصة هذين البيتين
° يدخل في هذا:أنْ تُبَدَّلَ الألفاظُ بما يُرَادِفُها، كأنْ يُقالَ في قولِ الْحُطَيْئَةِ:
- دَعِ الْمَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها ..... واقْعُدْ فإنَّكَ أنْتَ الطاعمُ الكاسِي
- ذَرِ المآثِرَ لا تَذهَبْ لِمَطلَبِها ..... واجْلِسْ فإنَّكَ أنْتَ الآكِلُ اللابِسُ
° قريب من هذا أنْ تُبَدَّلَ الألفاظُ بما يُضَادُّها في المعنى معَ رعايةِ النظْمِ والترتيبِ، كما لوْ قيلَ في قولِ حسَّانَ:
- بِيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهم ..... شُمُّ الأُنوفِ من الطرازِ الأوَّلِ
- سُودُ الوجوهِ لئيمةٌ أحسابُهم ..... فُطُسُ الأنوفِ من الطِّرازِ الآخِرِ
§ النوع الثاني:أنْ يَأخُذَ المعنى ويُغَيِّرَ اللفظَ، ويكونَ الكلامُ الثاني دونَ الأوَّلِ أوْ مساويًا لهُ
° ومِثْلُ هذا يُسَمَّى إغارةً ومَسْخًا.
- يُسَمَّى إغارةً؛ لأنَّهُ أَغَارَ على ما هوَ للغَيْرِ فغَيَّرَهُ عنْ وجْهِه
- ومَسْخًا؛ لأنَّهُ بَدَّلَ صورةَ ما لِلْغَيْرِ بصورةٍ أخرى، والغالِبُ كونُها أَقْبَحَ.
- والْمَسْخُ في الأصْلِ تبديلُ صورةٍ بما هوَ أَقْبَحُ منها،
° كما قال أبو الطَّيِّبِ في قولِ أبي تَمَّامٍ:
هَيْهَاتَ لا يأتي الزمانُ بمثلِهِ ..... إنَّ الزمانَ بمثْلِه لَبَخِيلُ
أعدى الزمانَ سخاؤُه فَسَخَا بهِ ..... ولقدْ يكُونُ بهِ الزمانُ بَخيلا
- مصراع بيت أبي تمام أجود سبكا
° إلاَّ أنَّ الْمُصَنِّفَ لم يَذْكُرْ في هذا النوعِ ما يكونُ الثاني أفْضَلَ من الأوَّلِ معَ كونِه أيضًا منْ أقسامِه؛ لأنَّهُ بَصَدَدِ بيانِ ما هوَ غيرُ خالٍ عن القُبْحِ والذَّمِّ.
- وهذا القِسْمُ من الإغارةِ والْمَسْخِ ممدوحٌ ومقبولٌ؛ لكونِه مُشْتَمِلاً على فضيلةٍ أخْرَجَتْهُ إلى نوعٍ من الإبداعِ.
§ النوع الثالث: أن ياخذ المعنى وحده ويكونَ الثاني دونَ الأوَّلِ، أوْ مُساوِيًا لهُ
° وهذا يُسَمَّى إلْمَامًا وسَلْخًا.
- إلمامًا، منْ أَلَمَّ بالمنزِلِ إذا نَزَلَ به، ويُعَبَّرُ بهِ عن القَصْدِ كما ههنا؛ فإنَّ القائِلَ الثانيَ قدْ قَصَدَ أَخْذَ المعنى منْ لفْظِ غيرِه.
- وسَلْخًا، وهوَ في اللغةِ كَشْطُ الْجِلْدِ عن الشاةِ، فكأنَّهُ كَشَطَ عن المعنى جِلْدًا وأَلْبَسَهُ جِلْدًا آخَرَ؛ فإنَّ اللفظَ للمعنى بمنزِلَةِ الْجِلْدِ واللِّبَاسِ.
° مثاله: ما قالَ أبو تَمَّامٍ في قولِ مَنْ رَثَى ابنَهُ:
والصبرُ يُحْمَدُ في المواطنِ كلِّها ..... إلاَّ عليكَ فإنَّهُ لا يُحْمَــدُ
وقدْ كانَ يُدْعَى لابسُ الصبرِ حازمًا ..... فأصبَحَ يُدْعَى حازمًا حِينَ يَجْزَعُ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1, خاتمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir