دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 08:43 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الصوم

كتاب الصوم
1- باب رؤية الهلال وصفة الرؤية وما يقوله عند رؤية الهلال
فيه حديث عبادة وسيأتي في الذكر في باب ما يقال إذا رأى الهلال.
2164- وعن طلق بن عليّ بن المنذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: جعل الله الأهلّة مواقيت، فإذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدّة، قال محمّدٌ: قلت لقيسٍ: ثلاثين؟ قال: ثلاثين.
رواه مسدّدٌ عن محمّد بن جابرٍ، عن قيس بن طلقٍ، عنه به، ومحمّدٌ ضعيفٌ، ومن طريقه رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، لكن لم ينفرد به محمّد بن جابرٍ، فقد رواه الحاكم من طريق هشام بن حسّانٍ، عن قيس بن طلقٍ، عن أبيه قال: سمعت رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن اليوم الّذي يشكّ فيه، فقال بعضهم: هذا من شعبان، وبعضهم: هذا من رمضان فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تصوموا حتّى تروا الهلال، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين.
وتقدّم هذا الحديث في بناء مسجد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
رواه أبو داود والتّرمذيّ من حديث حذيفة.
2165- وعن عبّاد بن جعفر المخزوميّ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا رأى الهلال قال: آمنت بالّذي خلقك ثلاثًا.
رواه مسدّدٌ.
2166- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فعدّوا ثلاثين، فقالوا: يا رسول الله أفلا نتقدّم فنزيد يومًا، أو يومين؟ فغضب صلّى الله عليه وسلّم.
رواه الحارث عن داود بن المحبّر وهو كذّابٌ وهو في الصّحيح وغيره دون قوله: قالوا: يا رسول الله... إلى آخر الخبر.
2167- وعن الحسن، أنّ عبد الله بن زيدٍ، رضي الله عنه، خطب النّاس بالموسم فقال: يا أيّها النّاس، إنّا قد شهدنا أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم وسمعنا منهم وحدّثونا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: صوموا لرؤية الهلال، وأفطروا لرؤيته فإن خفي عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين يومًا، وإن شهد ذوا عدلٍ فصوموا لرؤيتهما وأفطروا لهما وأنسكوا لهما.
رواه الحارث عن داود، وهو ضعيفٌ.
2168- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين يومًا.
رواه أبو يعلى الموصليّ ورواته ثقاتٌ، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه ابن لهيعة.
2169- وعن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: خرجت مع عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، ننظر إلى الهلال، فطلع راكبٌ قال: فقال عمر: من أين أقبلت؟ قال: من الشّام قال: أهللت؟ قال: نعم قال: الله أكبر يكفي المؤمنين أحدهم قال: فقام إلى الصّلاة فتوضّأ ومسح على خفّيه فلمّا انصرف سأله رجلٌ فقال: أرأيك أم رأي غيرك؟ قال: بل رآه من هو خيرٌ منّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليه جبّةٌ شاميّةٌ مفتوقٌ خصرها فصنع كما رأيتني صنعت ومسح وصلّى.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقاتٌ، وأحمد بن حنبلٍ.
2169/2- والحاكم ولفظه: قال: كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطّاب بالبقيع، فنظر إلى الهلال فأقبل راكبٌ، فتلقّاه عمر فقال: من أين جئت؟ قال: من المغرب قال: أهللت؟ قال: نعم قال عمر: الله أكبر، إنّما يكفي المسلمين الرجل منهم، ثمّ قام عمر فتوضّأ ومسح على خفّيه، ثمّ صلّى المغرب، ثمّ قال: هكذا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صنع.
2170- وعن ربعيّ بن حراشٍ، أنّ أعرابيّين شهدا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّهما رأيا الهلال بالأمس لفطرٍ، أو أضحى، فأجاز شهادتهما.
رواه الحارث مرسلاً بإسنادٍ صحيحٍ.
2171- وعن ابن شهابٍ قال: إنّ السّنّة ليلة ينظر إلى هلال رمضان للصّيام أو الفطر يؤذّن لصلاة المغرب لوقتها ثمّ تؤخّر الإقامة حتّى يرى الهلال أو ييئس منه ويبدو بعض النّجوم.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2- باب في الهلال يغيب قبل الشفق أو بعده والشهر يكون تسعة وعشرين
2172- عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا غاب الهلال قبل الشّفق فهو لليلةٍ، وإذا غاب بعد الشّفق فهو لليلتين.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لتدليس بقيّة بن الوليد.
2173- وعن سعيد بن العاص، قال: ذكر عند عائشة، رضي الله عنها، صوم شهر رمضان تسعًا وعشرين، فتعجّب من ذلك، فقالت عائشة: وما تعجّبكم من ذلك؟ لما صمت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعًا وعشرين أكثر ممّا صمت ثلاثين.
رواه أبو داود الطّيالسيّ وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ صحيحٍ على شرط مسلمٍ.
ورواه أبو داود والتّرمذيّ من حديث ابن مسعودٍ، وابن ماجة من حديث أبي هريرة.
2174- وعن عديّ بن حاتمٍ، رضي الله عنه، قال: علّمني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة والصّيام فقال: صلّ كذا، وصلّ كذا، وصم كذا، فإذا غابت الشّمس فكل واشرب حتّى يتبيّن لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وصم ثلاثين يومًا إلاّ أن ترى الهلال قبل ذلك، فأخذت خيطًا من شعرٍ أسود وخيطًا أبيض، فكنت أنظر فيهما فلا يتبيّن لي فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فضحك وقال: يا ابن حاتمٍ، إنّما ذلك بياض النّهار من سواد اللّيل.
رواه مسدّد، وأبو يعلى مختصرًا، كلاهما من طريق مجالد وهو ضعيفٌ، وهو في الصّحيحين وغيرهما باختصارٍ.
2175- وعن علي رضي الله عنه قال: الشّهر ثلاثون، والشّهر تسعٌ وعشرون.
رواه مسدّد موقوفا.
2176- وعن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الشّهر تسعٌ وعشرون.
رواه إسحاق بسندٍ فيه انقطاعٌ.
2177- وعن سمرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يتمّ شهران ستّين يومًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ ضعيفٍ لضعف إبراهيم بن عثمان.
2178- وعن عبد الله بن شدّاد بن الهاد، وعكرمة، أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: الشّهر تسعٌ وعشرون.
رواه الحارث مرسلاً، ورجاله ثقاتٌ.
2179- وعن رجلٍ من بني تيّمٍ لا نكذّبه قال: أخبرت عائشة، أنّ ابن عمر، رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الشّهر تسعٌ وعشرون، فأنكرت ذلك وقالت: يغفر الله لأبي عبد الرّحمن ليس كذلك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكن قال: الشّهر يكون تسعًا وعشرين.
رواه أحمد بن منيعٍ بسندٍ ضعيفٍ لجهالة التّابعيّ.
3- باب الدخول في الصوم بالنية الصالحة
2180- عن عثمان بن القاسم، قال: خرجت أمّ أيمن، رضي الله عنها، مهاجرةً إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة إلى المدينة، وهي ماشيةٌ، ليس معها زادٌ، وهي صائمةٌ، في يومٍ شديد الحرّ، فأصابها عطشٌ شديدٌ حتّى كادت تموت من شدّة العطش، قالت: فلمّا غابت الشّمس إذا أنا بحفيف شيءٍ فوق رأسي، فرفعت رأسي، فإذا أنا بدلوٍ من ماءٍ برشاءٍ أبيض، فدنا منّي، حتّى إذا دنا حيث أستمكن، تناولته فشربت منه حتّى رويت، فلقد كنت أصوم بعد ذلك في اليوم الحارّ، ثمّ أطوف في الشّمس كي أعطش، فما عطشت بعدها.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف، لجهالة عثمان بن القاسم.
2181- وعن ميمونة بنت سعدٍ، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم، ومن أصبح ولم يجمعه فلا يصم.
رواه الحارث عن الواقديّ وهو ضعيفٌ، ورواه أبو داود، والتّرمذيّ من حديث حفصة، والحاكم من حديث عائشة بسندٍ رجاله ثقاتٌ، والبيهقيّ في الكبرى من حديث ابن عمر موقوفًا.
4- باب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله
فيه حديث أبي ذر وتقدم في كتاب العلم، وفيه حديث حذيفة وتقدم في الجنائز في باب من ختم له بعمل صالح.
2182- وعن عبيد بن عميرٍ، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن السّائحين قال: هم الصّائمون.
رواه مسدّدٌ مرسلاً بسند الصّحيح، والبيهقيّ في الكبرى إلاّ أنّه قال: عبيد الله بن عميرٍ.
2183- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: أنشأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوةً، فأتيته، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشّهادة فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهمّ سلّمهم، وغنّمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثمّ أنشأ جيشًا آخر، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشّهادة، فقال: اللهمّ سلّمهم، وغنّمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثمّ أنشأ جيشًا آخر، فأتيته فقلت: يا رسول الله إنّي أتيتك تترًا ثلاث مرّاتٍ أسألك أن تدعو لي بالشّهادة فقلت: اللهمّ سلّمهم، وغنّمهم، فسلّمنا وغنّمنا يا رسول الله فمرني بعملٍ يدخلني الجنّة، أو نحو ذلك فقال: عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له قال: فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدّخان نهارًا إلاّ إذا نزل به ضيفٌ، فإذا رأوا الدّخان نهارًا علموا أن قد اعتراهم ضيفٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللّفظ له، وابن حبّان في صحيحه، وأحمد بن حنبلٍ.
2183/2- والحارث... فذكره إلاّ أنّه قال: فما رؤي أبو أمامة، ولا امرأته، ولا خادمه إلاّ صائمًا قال: فكان إذا رؤي في داره الدّخان بالنّهار قيل: اعتراهم ضيفٌ، نزل بهم نازلٌ قال: فلبث بذلك ما شاء الله، ثمّ أتيته فقلت: يا رسول الله أمرتنا بالصّيام، وأرجو أن يكون الله قد بارك لنا فيه، يا رسول الله مرني بأمرٍ آخر فقال: اعلم أنّك لن تسجد للّه سجدةً إلاّ رفع الله لك بها درجةً وحطّ عنك بها خطيئةً.
وروى النّسائيّ منه: عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له فقط.
2184- وعن عمرو بن عبسة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام في سبيل الله يومًا بوعد من النّار مسيرة مائة عامٍ.
رواه عبد بن حميدٍ ورجاله ثقاتٌ والطّبرانيّ في الكبير والأوسط بإسنادٍ حسنٍ.
2185- وعن أبي الدّرداء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام يومًا في سبيل الله، عزّ وجلّ، جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النّار خندقًا عرضه كما بين السّماء والأرض.
رواه الحارث عن داود بن المحبّر وهو ضعيفٌ، ورواه الطّبرانيّ في الصّغير والأوسط بإسنادٍ لا بأس به.
2186- وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأقبل على أسامة بن زيدٍ، فقال: يا أسامة، عليك بطريق الجنّة وإيّاك أن تختلج دونها فقال: يا رسول الله، وما أسرع ما يقطع به ذلك الطّريق؟ فقال: الظّمأ في الهواجر، وحبس النّفس عن لذّة النّساء، يا أسامة وعليك بالصّوم فإنّه يقرّب إلى الله، إنّه ليس شيءٌ أحبّ إلى الله من ريح فم الصّائم ترك الطّعام والشّراب للّه، فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائعٌ وكبدك ظمآنٌ فافعل، فإنّك تدرك بذلك شرف المنزل في الآخرة، وتحلّ مع النّبيّين تفرح بقدوم روحك عليهم، ويصلّي عليك الجبّار، وإيّاك يا أسامة وكلّ كبدٍ جائعةٍ تخاصمك إلى الله يوم القيامة، وإيّاك يا أسامة ودعاء عبادٍ قد أذابوا اللّحوم، وحرّقوا الجلود بالرّياح والسّمائم، وأظمؤوا الأكباد، حتّى غشيت أبصارهم، فإنّ اللّه إذا نظر إليهم سرّ بهم وباهى بهم الملائكة، بهم تصرف الزّلازل والفتن ثمّ بكى
النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى اشتدّ نحيبه، وهاب النّاس أن يكلّموه حتّى ظنّوا أنّ أمرًا قد حدث بهم من السّماء، ثمّ سكت فقال: ويح هذه الأمّة ما يلقى منهم من أطاع ربّه فيهم كيف يقتلونه ويكذّبونه من أجل أنّه أطاع الله فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول الله، والنّاس يومئذٍ على الإسلام؟ قال: نعم قال: ففيم إذًا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته؟! فقال: يا عمر: ترك القوم الطّريق، وركبوا الدّوابّ، ولبسوا اللّيّن من الثّياب، وخدمتهم أبناء فارس، والروم، يتزيّن الرجل منهم تزيّن المرأة لزوجها وتبرّج النّساء زيّهم زيّ الملوك، ودينهم دين كسرى وهرمز، يسمنون باهوا بالجشّاء واللّبّاس، فإذا تكلّم أولياء الله عليهم العباء، محنيّةٌ أصلابهم، قد ذبحوا أنفسهم من العطش، فإذا تكلّم منهم متكلّمٌ كذّب، وقيل له: أنت قرين الشّيطان ورأس الضّلالة، تحرّم زينة الله والطّيّبات من الرّزق، يتأوّلون كتاب الله على غير دينٍ استذلّوا أولياء الله واعلم يا أسامة أنّ أقرب النّاس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدّنيا الأخفياء الأبرار، الّذين إذا شهدوا لم يقرّبوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، تعرفهم بقاع الأرض، يعرفون في أهل السّماء، ويخفون على أهل الأرض، وتحفّ بهم الملائكة، ينعم النّاس بالدنيا وينعمون هم بالجوع والعطش، لبسوا النّاس ليّن الثّياب ولبسوا هم خشن الثّياب، افترش النّاس الفرش وافترشوا هم الجباه،
والركب ضحك النّاس وبكوا يا أسامة، لا يجمع الله عليهم الشّدّة في الدّنيا والآخرة لهم الجنّة، ويا ليتني قد رأيتهم يا أسامة لهم البشرى في الآخرة ويا ليتني قد رأيتهم، الأرض بهم رحيمةٌ، والجبّار عنهم راضٍ، ضيّع النّاس فعل النّبيّين وأخلاقهم وحفظوا هم، الرّاغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم ويسخط الله على كلّ بلدةٍ ليس فيها مثلهم يا أسامة، وإذا رأيتهم في قريةٍ فاعلم أنّهم أمانٌ لتلك القرية لا يعذّب الله قومًا هم فيهم، اتّخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم، وإيّاك أن تدع ما هم عليه فتزلّ قدمك فتهوي في النّار، حرموا حلال ما أحلّ الله لهم، طلبوا الفضل في الآخرة، وتركوا الطّعام والشّراب، عن قدرةٍ، لم يتكابّوا على الدّنيا تكابب الكلاب على الجيف، شغل النّاس بالدّنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة الله، لبسوا الخرق وأكلوا الفلق، تراهم شعثًا غبرًا، يظنّ النّاس أنّ بهم داءً وما ذاك بهم، ويظنّ النّاس أنّهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمرٍ ذهب بعقولهم عن الدّنيا، فهم في الدّنيا عند أهل الدّنيا يمشون بلا عقولٍ يا أسامة، عقلوا حين ذهبت عقول النّاس لهم البشرى في الآخرة.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2187- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو أنّ رجلاً صام يومًا تطوّعًا، ثمّ أعطي ملء الأرض ذهبًا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ فيه ليث بن أبي سليمٍ وهو ضعيفٌ، ورواه الطّبرانيّ.
2188- وعن سلمة بن قيصر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من صام يومًا ابتغاء وجه الله باعده الله من جهنّم كبعد غرابٍ طار وهو فرخٌ حتّى مات هرمًا.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لضعف زبّان بن فائدٍ والرّاوي عنه.
ورواه الطّبرانيّ فسمّاه سلامة بزيادة ألفٍ، ورواه أحمد بن حنبلٍ والبزّار من حديث سلمة بن قيصر عن أبي هريرة بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
2189- وعن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام يومًا في سبيل الله متطوّعًا في غير رمضان بعد من النّار مائة عامٍ سير المضمر الجواد.
رواه أبو يعلى وفي سنده: زبّان بن فائدٍ.
2190- وعن أبي الدّرداء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لكلّ شيءٍ بابٌ وباب العبادة الصّيام.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم.
2191- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الصّوم يكفّر ما قبله ثمّ تصير الصّلاة نافلةً فقيل لأبي أمامة: سمعت ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، غير مرّةٍ، ولا مرّتين، ولا ثلاثٍ، ولا أربعٍ، ولا خمسٍ، وعقد بأصابعه.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقاتٌ.
2192- وعن عبد الله بن عمروٍ، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: الصّيام والقرآن يشفعان للعباد يوم القيامة، يقول الصّيام: ربّ إنّي منعته الطّعام والشّراب بالنّهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن ربّ منعته النّوم باللّيل فشفّعني فيه، فيشفعان.
رواه أبو يعلى الموصليّ وفيه سنده ابن لهيعة لكن رواه أحمد بن حنبلٍ، والطبراني في الكبير، ورجالهما رجال الصّحيح، ورواه ابن أبي الدّنيا بإسنادٍ حسنٍ والحاكم وصحّحه.
5- باب في صوم رمضان وفضله
2193- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أظلّكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما دخل على المسلمين شهرٌ خيرٌ لهم منه، ولا دخل على المنافقين شهرٌ شرٌّ لهم منه، بمحلوف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إنّ الله يكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب وزره وشقاءه من قبل أن يدخله، وذلك أنّ المؤمن يعدّ له من النّفقة للقوّة في العبادة، ويعدّ له المنافق اتّباع غفلات المسلمين، واتّباع عوراتهم، فهو غنمٌ للمؤمنين ويغتبنه، أو قال: نقمةٌ للفاجر.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبلٍ وابن خزيمة في صحيحه.
2194- وعنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت أمّتي خمس خصالٍ في رمضان لم تعطها أمّةٌ قبلهم: خلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك،
وتستغفر لهم الملائكة حتّى يفطروا، ويزيّن الله، عزّ وجلّ، كلّ يومٍ جنّته، ثمّ يقول: يوشك عبادي الصّالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، وتصفّد فيه مردة الشّياطين، ولا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلةٍ قيل: يا رسول الله هي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكنّ العامل إنّما يوفّى أجره إذا قضى عمله.
رواه أحمد بن منيعٍ والحارث بسندٍ ضعيفٍ، وأحمد بن حنبلٍ والبزّار، والبيهقيّ، وأبو الشّيخ بن حيّان.
2195- وعن عبيد الله بن مسلمٍ القرشيّ، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم الدّهر، فسكت، فأعدت عليه، فسكت، فسألته الثّالثة، فقال: إنّ لأهلك عليك حقًّا، صم رمضان والّذي يليه وكلّ أربعاءٍ وخميسٍ، فإذًا أنت قد صمت الدّهر وأفطرت.
رواه الحارث بن أبي أسامة هكذا مرسلاً، وأبو داود، والنّسائيّ، والتّرمذيّ، من طريق: هارون بن سلمان، عن عبيد الله بن مسلمٍ القرشيّ، عن أبيه، قال سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكروه بدون ذكر تكرار السّؤال، وقال التّرمذيّ: حديثٌ غريبٌ.
2196- وعن سلمان الفارسيّ، رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخر يومٍ من شعبان فقال: يا أيّها النّاس، إنّه قد أظلّكم شهرٌ مباركٌ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تطوّعًا، فمن تطوّع فيه بخصلةٍ من
الخير كان كمن أدّى فريضةً فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضةً كان كمن أدّى سبعين فريضةً، فهو شهر الصّبر، والصّبر ثوابه الجنّة، وهو شهر المواساة، وهو شهرٌ يزاد رزق المؤمن فيه، من فطّر صائمًا كان له عتق رقبةٍ، ومغفرةً لذنوبه قيل: يا رسول الله، ليس كلّنا يجد ما يفطّر الصّائم! قال: يعطي الله هذا الثّواب من فطّر صائمًا على مذقة لبنٍ أو تمرةٍ، أو شربة ماءٍ، ومن أشبع صائمًا كان له مغفرةً لذنوبه، وسقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتّى يدخل الجنّة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا، وهو شهرٌ أوّله رحمةٌ وأوسطه مغفرةٌ وآخره عتقٌ من النّار، ومن خفّف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النّار.
رواه الحارث بن أبي أسامة وابن خزيمة في صحيحه، ثمّ قال: إن صحّ الخبر، ومن طريقه رواه البيهقيّ وأبو الشّيخ ابن حيّان.
2197- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: هذا شهر رمضان قد جاء، تفتح فيه أبواب السّماء، وتغلق فيه أبواب النّار، وتغلّ فيه الشّياطين، من أدركه رمضان ولم يغفر له فيه فمتى يغفر له؟!.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لضعف يزيد بن أبانٍ، وتدليس محمّد بن إسحاق.
2197/2- وفي روايةٍ له: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين حضر رمضان: سبحان الله ماذا تستقبلون وما يستقبل المرء ثلاثًا فقال عمر: يا رسول الله، وحيٌ نزل؟ قال: لا، قال: فعدوٌّ حضر؟ قال: لا قال: فماذا؟ قال: إنّ الله يغفر في أوّل ليلةٍ من شهر رمضان لكلّ أهل القبلة فنظر إلى إنسانٍ قاعدٍ بين يده وهو يحرّك رأسه يقول: بخٍ بخٍ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كأنّه ضاق صدرك؟ قال: لا، ولكن ذكرت المنافقين قال: إنّ المنافق هو الكافر، وليس للكافر من ذلك شيءٌ.
2198- وعنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لو أنّ الله، عزّ وجلّ، أذن للسّماء والأرض أن تكلّما لشهدتا لمن صام رمضان أنّه من أهل الجنّة.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لضعف إبراهيم بن هدبة الفارسيّ.
2199- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول، وقد أهّل شهر رمضان: لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنّت أمّتي أن تكون السّنة كلّها رمضان فقال رجلٌ من خزاعة: حدّثنا به قال: إنّ الجنّة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول، حتّى إذا كان أوّل يوم رمضان هبّت ريحٌ من تحت العرش، فصفقت ورق الجنّة، فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا ربّ اجعل لنا من عبادك في هذا الشّهر أزواجًا، تقرّ أعيننا بهم، وتقرّ أعينهم بنا، فما من عبدٍ يصوم رمضان إلاّ زوّج زوجةً من الحور العين في خيمةٍ من درّةٍ مجوّفةٍ ممّا نعت الله {حورٌ مقصوراتٌ في الخيام} على كلّ امرأةٍ منهنّ سبعون حلّةً، ليس فيها حلّةٌ على لون الأخرى، وتعطى سبعين لونًا من الطّيب، ليس منها لونٌ على ريح الآخر، لكلّ امرأةٍ منهنّ سبعون سريرًا من ياقوتةٍ حمراء متوشّحةٍ بالدّرّ، على كلّ سريرٍ سبعون فراشًا بطائنها من إستبرقٍ، وفوق السّبعين فراشًا سبعون أريكةً، لكلّ امرأةٍ منهنّ سبعون ألف وصيفةٍ لحاجتها، وسبعون ألف وصيفٍ، مع كلّ وصيفٍ صحفةٌ من ذهبٍ، فيها لون طعامٍ يجد لآخر لقمةٍ منها لذّةً لا يجد لأوّله، ويعطى زوجها مثل ذلك على سريرٍ من ياقوتةٍ حمراء، عليه سواران من ذهبٍ موشّحٍ بياقوتٍ أحمر، هذا بكلّ يومٍ صام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات.
رواه أبو يعلى بسندٍ فيه جرير بن أيّوب البجليّ.
2200- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من صام رمضان، فعرف حدوده، وحفظ ما ينبغي له أن يحفظ منه كفّر ما قبله.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، وابن حبان في صحيحه.
2201- وعن جابر بن عبد اللّه، رضي الله عنهما، قال: أنزل اللّه، تبارك وتعالى، صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان، وأنزل التّوراة على موسى، عليه السّلام لستٍّ خلون من رمضان، وأنزل الزّبور على داود، عليه السّلام، لاثني عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في أربعٍ وعشرين خلت من رمضان.
رواه أبو يعلى الموصليّ: عن سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع، رواه أحمد بن حنبل.
6- باب فضل صوم رمضان بمكة المشرفة
2202- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أدرك شهر رمضان بمكّة فصامه وقام منه ما تيسّر له كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكّة، وكتب له بكلّ يومٍ عتق رقبةٍ، وكلّ ليلةٍ عتق رقبةٍ، وكلّ يومٍ حملان فرسٍ في سبيل الله، وكلّ ليلةٍ حملان فرسٍ في سبيل الله، وكلّ يومٍ حسنةً، وكلّ ليلةٍ حسنةً.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وعنه ابن ماجة في سننه دون قوله: وكلّ ليلةٍ حملان فرسٍ في سبيل الله، وفي سنده زيدٌ العميّ وهو ضعيفٌ.
وله شاهدٌ من حديث ابن عمر رواه البزّار في مسنده.
7- باب صوم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده
2203- وعن رجلٍ من بني تميمٍ، قال: كنّا على باب معاوية، ومعنا أبو ذرٍّ رضي الله عنهما، فذكر أنّه صائمٌ فلمّا دخلنا وضعت الموائد جعل أبو ذرٍّ يأكل، فنظرت إليه، فقال: يا أحمر ما لك أتريد أن تشغلني عن طعامي؟! قال: قلت: ألم تخبرنا أنّك صائمٌ، أو قلت: ألم تزعم أنّك صائمٌ؟ قال: بلى، ثمّ قال: أقرأت القرآن؟ قال: نعم قال: لعلّك قرأت المفرد منه، ولم تقرأ المضعّف: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: صوم شهر الصّبر وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، حسبته قال، صوم الدّهر ولكنّ هذا الّذي لا شكّ فيه يذهب مغلّة الصّدر قال: قلت: ما مغلّة الصّدر؟ قال: رجس الشّيطان.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسندٍ ضعيفٍ لجهالة بعض رواته، ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ مختصرًا.
2204- وعن أبي عثمان النّهديّ، قال: كنّا مع أبي هريرة في سفرٍ، فحضر الطّعام، فبعثنا إلى أبي هريرة وهو يصلّي، فجاء الرّسول، فذكر أنّه صائمٌ، فوضع الطّعام ليؤكل، وجاء أبو هريرة وقد كادوا يفرغون منه، فتناول فجعل يأكل، فنظروا إلى الرّجل الّذي أرسلوه إلى أبي هريرة، فقال: ما تنظرون إليّ، قد والله أخبرني أنّه صائمٌ! قال: صدق، ثمّ قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: صوم شهر الصّبر وثلاثة أيّامٍ من الشّهر صوم الدّهر، فأنا صائمٌ في تضعيف الله، عزّ وجلّ، ومفطرٌ في تخفيفه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ وأبو يعلى بسند الصّحيح.
2204/2- ومسدّدٌ ورجاله ثقاتٌ ولفظه: أنّ قومًا دعوا أبا هريرة وهم يأكلون، فقال: إنّي صائمٌ، ثمّ قام فصلّى، ثمّ جاء فأكل قال: فقالوا له: دعوناك لتأكل فزعمت أنّك صائمٌ، ثمّ جئت تأكل! فقال: إنّي صائمٌ في التّضعيف مفطرٌ في التّخفيف، إنّي صمت من أوّل شهري هذا ثلاثًا، وجب لي آخره وحلّ لي الطّعام.
2204/3- ورواه النّسائيّ في الصّغرى بلفظ: شهر الصّبر وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ صوم الدّهر.
2205- وعن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير، قال: كنّا جلوسًا بهذا المربد بالبصرة، فجاء أعرابيٌّ معه قطعةٌ أديمٍ، أو قطعة جرابٍ، فقال: هذا كتابٌ كتبه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخذته فقرأته على القوم، فإذا فيه: بسم الله الرّحمن الرّحيم: هذا كتابٌ من محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبني زهير بن أقيش: إنّكم إن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وأعطيتم من المغنم الخمس وسهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والصّفيّ، فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله قال: فقلنا للأعرابيّ: أنت سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، سمعته يقول: صوم شهر الصّبر، يعني: رمضان، وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ يذهبن وحر الصّدر، ثمّ أخذ الكتاب فانصاع مدبرًا، قال: فقال: أتروني أكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟!.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللّفظ له ورجاله ثقاتٌ، ومسدّدٌ، وابن أبي عمر، والحارث، وابن حبّان في صحيحه.
2205/2- وأبو يعلى ولفظه: قال: كنّا جلوسًا بالبصرة في مجلسٍ لنا، فجاء أعرابيٌّ بإبلٍ لنا، فغشيتنا إبله ونحن في مجلسنا، فحوّلنا إلى مجلسٍ فغشيتنا إبله، فقلنا له: أمجنونٌ أنت؟! قال: أنا مجنونٌ ومعي كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم! فأخرج لنا كتابًا فيه: بسم الله الرّحمن الرّحيم صوم شهر الصّبر وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ تذهب وحر الصّدر.
2206- وعن مجاهدٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صوم رمضان وثلاثةٍ من كلّ شهرٍ يذهب وغر الصّدر، قالوا: يا رسول الله وما وغر الصّدر؟ قال: إثمه وغلّه.
رواه مسدّدٌ مرسلاً، والنّسائيّ مرفوعًا من حديث أبي هريرة.
2207- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسأله عن الصّيام، فشغل عنه، فقال له ابن مسعودٍ: صم رمضان وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ فقال الرّجل: أعوذ بالله منك يا عبد الله فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فما تبغي؟ صم رمضان وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسنادٍ حسنٍ، والبزّار.
8- باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر
فيه الأحاديث المذكوره في الباب قبله، وحديث عمر بن الخطاب وسيأتي بعد في كل القضاء.
2208- وعن قرّة بن إياسٍ، رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صوم ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ صوم الدّهر وإفطاره.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدّدٌ، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، والبزّار، والطّبرانيّ، وابن حبّان في صحيحه.
وله شاهدٌ من حديث أمّ سلمة رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وأبو داود، والنّسائيّ.
2209- وعن صدقة، أنّ رجلاً سأل ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، عن الصّوم، فقال: إن كنت تريد صيام خير البشر النّبيّ العربيّ القرشيّ أبي القاسم صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه كان يصوم ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، ويقول: هنّ صيام الدّهر.
رواه أحمد بن منيعٍ.
2210- وعن أبي الدّرداء، رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ لا أدعهنّ بشيءٍ: أوصاني بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وأن لا أنام إلاّ على وترٍ، وسبحة الضّحى في الحضر والسّفر.
رواه الحارث وأحمد بن منيعٍ وتقدّم لفظه في باب غسل الجمعة.
ورواه مسلمٌ دون قوله في الحضر والسّفر.
2211- وعن يزيد بن الحوتكيّة، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، سئل عن الأرنب، فقال: من شهد منكم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين أتاه الأعرابيّ؟ قال: فقال رجلٌ من القوم: جاء بها الأعرابيّ وقد نظّفها وصنعها وأهداها إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رأيتها تدمي، أي تحيض، ثمّ قال للقوم: كلوا، فأكل القوم ولم يأكل الأعرابيّ، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما منعك أن تأكل؟ قال: إنّي صائمٌ قال: فهّلا البيض.
رواه الحارث وفي سنده الحجّاج بن أرطاة، ورواه أبو داود الطّيالسيّ وسيأتي بتمامه في كتاب الصّيد والذّبائح.
2212- وعن موسى بن سلمة: وسألت ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، عن صيام ثلاثة أيّامٍ البيض، فقال: كان عمر يصومهنّ.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا.
2213- والبزار مرفوعًا بإسناد حسن ولفظه: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: صوم شهر الصّبر، وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ يذهبنّ وحرّ الصّدر.
2214- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: صوم شهر الصّبر، وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، صوم الدّهر، يذهب وحرّ الصّدر.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والبزار بسند فيه الحارث الأعور.
9- باب أفضل الصيام صيام داود عليه الصلاة والسلام
2215- عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: أصوم الدّهر؟ فنهاه، وعاوده فنهاه ثلاث مرّاتٍ: ولكن صم صوم داود عليه السّلام فما زال ذلك الرّجل يصوم يومًا ويفطر يومًا حتّى مات.
رواه مسدّدٌ بسندٍ ضعيفٍ لضعف بشر بن حربٍ.
2216- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ أفضل الصّيام صيام أخي داود، عليه السّلام، كان يصوم نصف الدّهر يصوم يومًا ويفطر يومًا.
رواه أحمد بن منيعٍ.
2217- وعن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ أتى على رجلٍ فقالوا: ما أفطر مذ كذا وكذا، فقال: لا صام، ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر، شكّ غيلان، فلمّا رأى عمر غضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا رسول الله صومٌ يومين وإفطار يومٍ؟ قال: ويطيق ذاك أحدٌ؟ قال: قلت: يا رسول الله، صوم يومٍ وإفطار يومٍ؟ قال: ذاك صوم أخي داود عليه السّلام، قال: يا رسول الله صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ومن يطيق ذاك، قال: يا رسول الله صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يومٌ ولدت فيه وأنزل عليّ فيه النّبوّة، قال: يا رسول الله صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء؟ قال: أحدهما يكفّر سنةً والآخر يكفّر ما قبلها وما بعدها، شكّ أبو هلالٍ.
رواه أبو يعلى وله شاهدٌ من حديث أبي قتادة، رواه مسلمٌ وأصحاب السّنن الأربعة وآخر من حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين.
10- باب في صوم ست من شوال
2218- عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام رمضان وستًّا من شوّالٍ، فكأنّما صام السّنة كلّها.
رواه الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، والبيهقيّ، ومدار طرقهم على: عمرو بن جابرٍ الحضرميّ، وهو ضعيفٌ لكنّ المتن له شواهد من حديث أبي أيّوب في صحيح مسلمٍ، وأصحاب السّنن الأربعة، والطّبرانيّ، ورواه النّسائيّ، وابن ماجة، وابن حبّان من حديث ثوبان، والبزّار والطّبرانيّ في الأوسط من حديث أبي هريرة، والطّبرانيّ في الأوسط من حديث ابن عمر.
قال التّرمذيّ: وقد استحبّ قومٌ صيام ستّة أيّام من شوّالٍ لهذا الحديث، وقال ابن المبارك: هو حسنٌ هو مثل صيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ ويروى في بعض هذا الحديث، ويلحق هذا الصّيام برمضان، واختار أن تكون ستّة أيّامٍ من أوّل الشّهر، قال: وإن صام ستّةً من شوّالٍ متفرّقةً فهو جائزٌ.
11- باب صوم يوم عرفة
فيه حديث عمر، وتقدم في صوم داود، وفيه حديث ابن عباس، وسيأتي في الحج.
2219- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما: أنّه سئل عن يوم عرفة، فقال: حججت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يصمه، وحججت مع أبي بكرٍ فلم يصمه، وحججت مع عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه.
رواه مسدّدٌ وفي سنده راوٍ لم يسمّ، لكن رواه ابن حبّان في صحيحه من غير هذا الوجه.
2219/2- وفي رواية لمسدّد قال: مرّ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على أبيات بعرفات فقال: لمن هذه الأبيات؟ قلنا: لعبد القيس، فقال لهم خيًرا، أو نهاهم عن صوم يوم عرفة.
2219/3- قال: وحجّ أبي، وطليق بن محمّدٍ الخزاعيّ، قال: فاختلفنا في صوم يوم عرفة، فقال أبي: بيني وبينك سعيد بن المسيّب فأتيناه فقلت: يا أبا محمّدٍ، اختلفنا في صوم يوم عرفة فجعلناك بيننا فقال: أخبركم عمّن هو خيرٌ منّي، عن ابن عمر، أنّه كان لا يصومه، ويقول: حججت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، كلّهم لا يصومه فأنا لا أصومه.
ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ في الكبرى باختصارٍ.
وقد اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة، فكان مالكٌ والثّوريّ يختاران الفطر، وكان ابن الزّبير، وعائشة يصومان يوم عرفة، وروي ذلك عن عثمان بن أبي العاص، وكان إسحاق يميل إلى الصّوم، وكان عطاء يقول: أصوم في الشّتاء، ولا أصوم في الصّيف، وقال قتادة: لا بأس به إذا لم يضعف عن الدّعاء، وقال الشّافعيّ: يستحبّ صوم عرفة لغير الحاجّ، فأمّا الحاجّ فأحبّ إليّ أن يفطر لتقويته على الدّعاء، وقال أحمد بن حنبلٍ: إن قدر على أن يصوم صام، وإن أفطر فذلك يومٌ يحتاج فيه إلى القوّة.
2220- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنّه قال: من صحبني من ذكرٍ وأنثى، فلا يصومنّ يوم عرفة، فإنّه يوم أكلٍ وشربٍ وذكر اللّه.
رواه مسدّد.
2221- وعن سهل بن سعدٍ السّاعديّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام عرفة غفر له سنتين متتابعتين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ صحيحٍ.
2222- وعن الفضل بن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شرب يوم عرفة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى بسندٍ رجاله ثقاتٌ.
2223- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من صام يوم عرفة غفر له سنتين: سنةٌ قبله وسنةٌ بعده.
رواه عبد بن حميدٍ، والبزّار، والطّبرانيّ في الأوسط بسندٍ ضعيفٍ، وابن ماجة من حديث أبي سعيدٍ، عن قتادة بن النّعمان، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بسندٍ ضعيفٍ.
12- باب صوم يوم عاشوراء
فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في صوم داود.
2224- عن الأسود بن يزيد قال: ما رأيت أحد كان آمر بصوم عاشوراء من علي بن أبي طالب، وأبي موسى، رضي الله عنهما.
روا أبو داود الطيالسي بسند صحيح.
2225- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صوموا عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا وبعده يومًا.
رواه مسدّدٌ، وأحمد بن حنبلٍ، والبيهقيّ بسندٍ ضعيفٍ لضعف محمّد بن أبي ليلى، لكن لم ينفرد به، فقد تابعه عليه صالح بن أبي صالح بن حيّ.
2225/2- وكذا الحميديّ ولفظه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لئن بقيت لآمرنّ بصيام يومٍ قبله، أو يومٍ بعده، يعني يوم عاشوراء.
وهو في الصّحيحين والنّسائيّ باختصارٍ.
2226- وعن الحسن، قال: أمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصوم عاشوراء اليوم العاشر.
رواه مسدّدٌ مرسلاً، ورواه التّرمذيّ مرفوعًا من حديث ابن عبّاسٍ.
2227- وعن مزيدة بن جابرٍ، عن أبيه سمعت الأشعريّ على منبر الكوفة يقول: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصوم يوم عاشوراء فصوموا.
رواه مسدّدٌ.
2228- وعن شعبة قال: سألت عبد الرّحمن بن القاسم عن صومٍ عاشوراء، فقال: كان ابن عمر لا يصومه.
رواه مسدّد عن يحيى عنه به موقوفًا، ورجاله ثقات إلاّ أن عبد الرحمن لم يدرك ابن عمر.
2229- وعن مجزأة بن زاهرٍ، عن أبيه، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم يوم عاشوراء.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورجاله ثقاتٌ.
2230- وعن يحيى بن هند بن حارثة، وكان هندٌ من أصحاب الحديبية، وأخوه الّذي بعثه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يأمر قومه بالصوم يوم عاشوراء، وهو أسماء بن حارثة، فحدّثني يحيى بن هندٍ، عن أسماء بن حارثة: رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثه فقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم قلت: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: ليتمّوا آخر يومهم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن حبّان في صحيحه، وأحمد بن حنبلٍ.
2231- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صوموا يوم عاشوراء، يومٌ كان يصومه الأنبياء فصوموه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ ضعيفٍ لضعف إبراهيم الهجريّ.
2232- وعن ثويرٍ بن أبي فاختة، سمعت ابن الزّبير، رضي الله عنهما، وهو على المنبر يقول: هذا يوم عاشوراء فصوموه، فإنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أمر بصيامه.
رواه أحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل، وثوير بن أبي فاختة ضعيف.
2233- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء.
رواه أبو يعلى بسندٍ فيه، يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ.
2234- وعن خبّابٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كان منكم لم يأكل فليصم، ومن كان أكل فليتمّ بقيّة يومه.
قال أبو يعلى: يعني يوم عاشوراء.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لجهالة التّابعيّ.
2235- وعن رزينة خادمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو بمراضعه ومراضع فاطمة يوم عاشوراء، فينفث في أفواههم، ويقول: لا تسقوهم إلى اللّيل.
رواه أبو يعلى والحارث واللّفظ له.
2236- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بصوم عاشوراء وكان لا يصومه.
رواه أبو يعلى وفي سنده أبو هارون العبديّ وهو ضعيفٌ.
2237- وعن أبي قتادة، رضي الله عنه: أنّ أعرابيًّا سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن صوم يوم عرفة، ويوم عاشوراء فقال: يوم عاشوراء يكفّر العام الّذي قبله والّذي بعده، ويوم عرفة يكفّر العام الّذي قبله.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ ضعيف لجهالة التّابعيّ، ومع ضعفه مخالفٌ لما رواه مسلمٌ في صحيحه، وأصحاب السّنن الأربعة من حديث أبي قتادة أيضًا ولفظه: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم يوم عرفة، فقال: يكفّر السّنة الماضية والباقية لفظ مسلمٍ.
13- باب صوم شهر شعبان وإقرانه برمضان وما جاء في سرر الشهر وصوم شوال
2238- عن أسامة بن زيدٍ، رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله رأيتك تصوم شعبان صومًا لا تصومه في شيءٍ من الشّهور إلاّ في شهر رمضان! قال: ذلك شهرٌ يغفل النّاس عنه بين رجب وشهر رمضان، ترفع فيه أعمال النّاس، فأحبّ أن لا يرفع عملي إلاّ وأنا صائمٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى بإسنادٍ حسنٍ، ورواه النّسائيّ في الكبرى.
2239- وعن كثيّر بن مرّة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ ربّكم يطّلع ليلة النّصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لهم كلّهم إلاّ أن يكون مشركًا، أو مصارمًا قالوا: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصوم شعبان، فيدخل رمضان وهو صائمٌ تعظيمًا لرمضان.
رواه الحارث مرسلاً، وصدر الحديث رواه ابن حبّان في صحيحه، والطّبرانيّ من حديث معاذ بن جبلٍ، وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو، رواه أحمد بن حنبلٍ.
2240- وعن أنس بن سيرين، قال: أتيت أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، في يوم خميسٍ، فدعا بمائدةٍ، فدعاهم إلى الغداء، فتغدّى بعض القوم وأمسك بعضٌ، ثمّ أتيته يوم الاثنين ففعل مثلها: دعا بمائدةٍ، ثمّ دعاهم إلى الغداء، فأكل بعضهم وأمسك بعضٌ، فقال لهم أنس: لعلّكم اثنينيّون لعلّكم خميسيّون، كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصوم فلا يفطر حتّى نقول: ما في نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يفطر العام، ثمّ يفطر حتّى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحبّ الصّوم إليه في شعبان.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، والطّبرانيّ بسندٍ فيه: عثمان بن رشيدٍ، ضعّفه ابن معينٍ ووثّقه ابن حبّان، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
2241- وعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم شعبان كلّه، قالت: قلت: يا رسول الله، أحبّ الشّهور إليك أن تصوم شعبان قال: الله يكتب على كلّ نفسٍ ميتةٍ تلك السّنّة، فأحبّ أن يأتيني أجلي وأنا صائمٌ.
رواه أبو يعلى بإسنادٍ حسنٍ، وهو في الصّحيح وغيره بغير هذا السّياق.
2242- وعن عكرمة بن خالدٍ، عن عريفٍ من عرفاء قريشٍ، حدّثني أنّه سمع من فلق فيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من صام رمضان وشوّالاً والأربعاء والخميس دخل الجنّة.
رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقاتٌ.
2242/2- وأحمد بن حنبلٍ، وابنه، من طريق عكرمة بن خالد، عن عريفٍ من عرفاء قريشٍ، حدّثني أبي، أنّه سمع من فلق فيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
2243- وعن أسامة بن زيدٍ، رضي الله عنه، قال: كنت أصوم شهرًا من السّنة فذكرته للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: أين أنت عن شوّالٍ؟ فكان أسامة إذا أفطر أصبح من الغد صائمًا من شوّالٍ حتّى يتمّ على آخره.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لجهالة التّابعيّ وتدليس ابن إسحاق، ورواه ابن ماجة مختصرًا بسندٍ ضعيفٍ كما أوضحته في زوائد ابن ماجه.
2244- وعن هانئ بن عبد الله، عن رجلٍ من محريشٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هل صمت من سرر هذا الشّهر شيئًا؟ يعني شعبان قال: قلت: لا، قال: فصم منه يومًا، أو يومين.
رواه مسدّدٌ ورجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث: عمران بن حصينٍ.
وسرر الشّهر: بكسر السّين، آخر ليلةٍ فيه، وقيل: أوّله، وقيل: وسطه.
2245- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ربما يقرن شعبان برمضان.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
14- باب في صوم الاثنين والأربعاء والخميس والجمعة والشتاء
فيه حديث عكرمة في الباب قبله، وحديث بشير بن الخصاصية، وسيأتي في باب الفطر على التمر.
2246- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّه كان يكره أن يتحّرى شهرًا، أو يومًا بصومه، ويقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام الأبد فلا صام.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة موقوفًا بسندٍ ضعيفٍ لضعف عيسى بن ميمون.
2247- وعنه، أنّه كان يكره صوم الاثنين والخميس، ويقول: قد كان يكره أن ينصب الرّجل يومًا إذا جاء ذلك اليوم صامه.
رواه أحمد بن منيعٍ موقوفًا ورجاله ثقاتٌ.
2247/2- وفي روايةٍ له: أنّه كان يكره أن يوقّت يومًا يصومه.
2248- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتًا في الجنّة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره.
رواه أحمد بن منيعٍ والطّبرانيّ في الكبير بسندٍ فيه: صالح بن جبلة وهو ضعيفٌ.
2249- وعن ابن عبّاسٍ وابن عمر، رضي الله عنهم، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صام الأربعاء والخميس كتب له براءةٌ من النّار.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لتدليس بقيّة بن الوليد.
2250- وعن عن حصين بن أبي الحرّ، قال: دخلت على الأشعريّ يوم الجمعة وهو يتغدّى، فدعاني، فقلت: إنّي صائمٌ، فقال: لا تصومنّ يومًا تجعل صومه عليك حتمًا.
رواه مسدّد.
2251- وعن قيس بن السّكن، أنّ ناسًا من أصحاب عبد الله أتوا أبا الدّرداء، رضي الله عنه، في يوم جمعةٍ وهم صيامٌ، فقال: إنّ هذا يوم عيدٍ، فأقسم عليهم أن يفطروا.
رواه مسدّدٌ ورجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، وتقدّم في استقباله القبلة في باب الرّجل يصلّي عاقصًا شعره، وآخر من حديث بشير بن الخصّاصيّة وسيأتي في باب النّهي عن الوصال، وآخر من حديث ابن عمر، وسيأتي في كتاب النّذر.
2252- وعن ابن عمر، رضي الله عنه، قال: ما رئي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفطرًا يوم الجمعة قطّ.
رواه مسدّدٌ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، والبزّار بلفظٍ واحدٍ.
2253- وعن أبي الأوبر قال: كنت قاعدًا عند أبي هريرة، إذ جاءه رجلٌ فقال له: يا أبا هريرة إنّك تنهى النّاس أن يصلوا في نعالهم قال: ما نهيت النّاس ولكن وربّ هذه الكعبة لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي إلى هذا المقام وعليه نعلاه، فانصرف وهما عليه ثمّ أتاه آخر فقال: يا أبا هريرة إنّك نهيت النّاس عن صيام يوم الجمعة! فقال: ما نهيت النّاس أن يصوموا يوم الجمعة، ولكنّي سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: لا تصوموا يوم الجمعة، فإنّه يوم عيدٍ إلاّ أن تصلوه بأيّامٍ، ثمّ أنشأ يحدّث قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومًا خارجًا ونحن عنده جلوسًا، إذ جاءه الذّئب حتّى أقعى بين يده، ثمّ بصبص بذنبه، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذا الذّئب وهذا وافد الذّئاب فما ترون؟ أتجعلون له من أموالكم شيئًا؟ فقال النّاس: لا والله يا رسول الله لا نجعل له من أموالنا شيئًا فقام إليه رجلٌ من النّاس فرماه بحجرٍ فأدبر وله عواءٌ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الذّئب وما الذّئب ثلاث مرّاتٍ.
رواه مسدّدٌ والحارث وأبو يعلى واللّفظ له ومدار طرقه على: أبي الأوبر وهو ضعيفٌ، وسيأتي في كتاب الصّيد والذّبائح.
2254- وعن جنادة الأزديّ، رضي الله عنه، قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سبعةٍ من الأزد أنا ثامنهم يوم الجمعة وهو يتغدّى، فدعانا إلى طعامه، فقلنا إنّا صيامٌ، فقال: أصمتم أمس؟ قلنا: لا، قال: أفتصومون غدًا؟ قلنا: لا، قال: فأفطروا فأكلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من طعامه، فلمّا خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصعد المنبر دعا بماءٍ فشربه وهو على المنبر يري النّاس أنّه لا يصوم يوم الجمعة.
رواه أحمد بن منيعٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ ضعيفٍ لجهالة بعض رواته وتدليس ابن إسحاق.
وله شاهدٌ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ وتقدّم في...
2255- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الشّتاء ربيع المؤمن.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، والقضاعيّ.
2255/2- ورواه الحاكم وعنه البيهقيّ في الكبرى بلفظٍ: الشّتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه.
وفي أسانيدهم ابن لهيعة.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، قال أنسٌ: قال أبو هريرة: ألا أدلّكم على الغنيمة الباردة؟ قلنا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: الصّوم في الشّتاء.
رواه البيهقيّ موقوفًا.
15- الترغيب في السحور سيما بالتمر
2256- عن عبد الله، أنّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأله عن ليلة القدر فقال: أيّكم يذكر ليلة الصّهباوات؟ فقال عبد الله: أنا والله بأبي وأمّي أذكرها، وإنّ في يدي لتمراتٍ أتسحّر بهنّ مستترًا بمؤخّرة رحلي من الفجر، وذاك حين طلع القمر.
رواه أبو داود الطّيالسيّ واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ.
2257- وعن ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تسحّروا فإنّ في السّحور بركةٌ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً بسندٍ ضعيفٍ لضعف محمّد بن أبي ليلى، لكن له شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أنسٍ.
2258- وعن عائشة، رضي الله عنها قالت: ربّما قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قرّبي سحورك المبارك، وربّما لم يكن غير تمرتين.
رواه مسدّدٌ، وأبو يعلى وفي سنده معاوية بن يحيى الصّدفيّ وهو ضعيفٌ.
2259- وعن أبي قيسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تسحّروا ولو بسهلةٍ من ترابٍ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً، وهو في صحيح مسلمٍ بغير هذا اللّفظ.
2260- وعن ضمرة والمهاجر، ابني حبيبٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: عليكم بالسّحور، فإنّه الغداء المبارك، وأسفروا به ما استطعتم، وتسحّروا ولو بجرعةٍ من ماءٍ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً..
2261- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أنس، إنّي أريد الصّوم فأطعمني شيئًا، فجئته بتمرٍ وإناءٍ فيه ماءٌ بعدما أذّن بلالٌ فقال: يا أنس، انظر إنسانًا يأكل معي قال: فدعوت زيد بن ثابتٍ، فقال: يا رسول الله، إنّي شربت شربةً من سويقٍ، وأّنا أريد الصّيام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وأنا أريد الصّيام فتسحّر معه ثمّ صلّى ركعتين، ثمّ خرج فأقيمت الصّلاة.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، والحارث وأبو يعلى بسند الصّحيح.
2261/2- وأحمد بن منيعٍ ولفظه: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انظر هل ترى في المسجد أحدًا؟ فإذا أنا بزيد بن ثابتٍ، فدعوته فأكلا تمرًا، وشربا من الماء، ثمّ خرجا إلى الصّلاة، يعني: في رمضان.
2261/3- وفي روايةٍ: تسحّروا ولو بجرعةٍ من ماءٍ.
2262- وعن عمران بن مسلمٍ القصير، عن أبي سعيدٍ الإسكندرانيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الجماعة بركةٌ، والثّريد بركةٌ، والسّحور بركةٌ، تسحّروا فإنّه يزيد في القوّة، وهو من السّنّة، تسحّروا ولو بجرعةٍ من ماءٍ، أو على جرعةٍ من ماءٍ، تسحّروا صلوات الله على المتسحّرين.
رواه الحارث بسند ضعيف لضعف بحر بن كنيزٍ، وداود بن المحبر، وله شاهدٌ في أوّل كتاب الأطعمة عن أبي هريرة.
2263- ورواه أحمد بن حنبلٍ من غير هذا الوجه بإسنادٍ قويٍّ من طريق رفاعة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: السّحور كلّه بركةٌ، فلا تدعوه ولو يجرع أحدكم جرعة من ماءٍ، فإنّ الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين.
وله شاهدٌ من حديث ابن عمر رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وابن حبّان في صحيحه.
وآخر في الطّبرانيّ من حديث سلمان مرفوعًا، ولفظه: البركة في ثلاثةٍ: في الجماعة، والثّريد، والسّحور.
2264- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من أراد الصّوم فليتسحّر ولو بشيءٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه: عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ.
16- باب ما يقال للمؤذن عند السحور وما جاء في تسمية السحور غذاء
2265- عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: كان علقمة بن علاثة عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجاء بلالٌ يؤذنه بالصّلاة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رويدًا يا بلال يتسحّر علقمة قال: وهو يتسحّر برأسٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ.
2265/2- وعبد بن حميدٍ ولفظه: بينما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتسحّر، فلمّا فرغ من سحوره جاء علقمة بن علاثة، فدعا له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برأسٍ، فبينما هو يأكل إذ جاء بلالٌ يؤذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالصّلاة، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: رويدًا يا بلال حتّى يفرغ علقمة من سحوره.
2266- وعن العرباض، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يدعو إلى السّحور في شهر رمضان، فقال: هلمّوا إلى الغداء المبارك قال: ثمّ سمعته يقول: اللهمّ علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب.
رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه فذكره دون الدّعاء لمعاوية.
2267- وعن أبي هبيرة، عن جدّه شيبان، قال: أتيت المسجد، فدخلت، فأسندت ظهري إلى حجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإذا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتسحّر، فتنحنحت فقال: أبو يحيى، هلمّ إلى الغداء، قلت: يا رسول الله إنّي أريد الصّيام، فقال: وأنا أريد الصّيام ولكنّ مؤذّننا هذا في بصره سوءٌ، أو في بصره شيءٌ، فإنّه أذّن قبل أن يطلع الفجر.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
17- باب فيمن دعا وهو صائم وفيمن لم يصلحه الخير أصلحه الشر
2268- عن عبد الرّحمن بن زيادٍ الأفريقيّ، عن أبيه، قال: غزونا البحر زمن معاوية، فأرسينا مرسًا، فصام مركب أبي أيّوبٍ الأنصاريّ، فلمّا حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيّوب وأهل مركبه، فقال: دعوتموني وأنا صائمٌ، فلم أجد بدًّا من أن أجيب،
إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ للمسلم على المسلم خصالاً واجبةً: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا لقيه أن يسلّم عليه، وإذا عطس أن يشمّته، وإذا استنصحه أن ينصحه، وكان فينا رجلٌ يمزح، فقال لأبي أيّوب: إنّ معنا رجلاً إذا قلنا له جزاك الله خيرًا، أو برًّا غضب فقال أبو أيّوب: إنّا كنّا نقول من لم يصلحه الخير أصلحه الشّرّ.
رواه مسدّدٌ واللّفظ له، وإسحاق، وأحمد بن منيعٍ، والحارث بن أبي أسامة، ومدار أسانيدهم على الأفريقيّ وهو ضعيفٌ، وسيأتي بتمامه في البرّ والصّلة في باب حقّ المسلم على المسلم.
18- باب تعجيل الإفطار وتأخير السحور
فيه حديث ابن عمر وتقدم في....
2269- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجّل إفطارنا، وأن نؤخّر سحورنا، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصّلاة.
رواه أبو داود الطّيالسيّ واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، وعبدٌ بن حميدٍ، ومدار أسانيدهم على طلحة بن عمروٍ وهو ضعيفٌ.
2270- وروى الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء بسندٍ ضعيفٍ من حديث أبي هريرة: مرفوعًا: أنّ جزءًا من سبعين جزءًا من النّبوّة تأخير السّحور، وتبكير الفطر، وإشارة الرّجل بإصبعيه في الصّلاة.
2271- وعن حبّان بن الحارث، قال: أتيت عليًّا، رضي الله عنه، وهو بعسكر أبي موسى، فوجدته يطعم، فقال: ادن فكل، فقلت: إنّي أريد الصّيام، قال: وأنا أريد الصّيام، فأكل حتّى إذا فرغ قال لمؤذّنه ابن النّبّاح: أقم.
رواه مسدّد، وحبّان بن الحارث - بكسر الحاء المهملة، وبالباء الموحدة - لم أر فيه جرحًا ولا تعديلا، وباقي رجال الإسناد ثقات.
2272- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يمنعنّكم أذان بلالٍ من السّحور، فإنّ في بصره شيئًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى ورواته ثقاتٌ.
2273- وعنه قال: ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قطّ يصلّي صلاة المغرب حتّى يفطر ولو على شربة من ماءٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى، ورواه ابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحيهما.
2274- وعن بلالٍ، رضي الله عنه، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آذنه بالصّلاة وهو يريد الصّيام، فشرب وناولني، ثمّ خرج إلى الصّلاة.
رواه أحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى بسندٍ رواته ثقاتٌ.
2275- وعن عطيّة بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثّقفيّ، قال: أنبأنا وفدنا الّذي كانوا قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان، فلمّا أسلمنا صمنا، فكان بلالٌ مولى أبي بكرٍ مؤذّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأتينا من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بفطرنا وسحورنا، ونحن في قبّةٍ قد ضربت لنا في المسجد، فيأتينا بفطرٍ وإنّا لنقول: إنّا لنماري في وقوع الشّمس لما نرى من الإسفار فيضع عشاءنا بين أيدينا، فيقول: كلوا فنقول: يا بلال ردّه إنّا نرى سفرًا فيقول: ما جئتكم حتّى أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يضع يده في الطّعام فليتقم منه، ويقول: كلوا ويأتينا بسحورنا، وإنّا لنتمارى في الصّبح، ويقول: كلوا قد كاد الفجر يطلع فنقول: يا بلال إنّا نخشى أن نكون قد أصبحنا فيقول: لقد تركت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتسحّر فتسحّروا.
رواه أبو يعلى واللّفظ له، وابن ماجة مختصرًا ورواته ثقاتٌ.
2276- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصوم في الصّيف لا يصلّي في الصّيف المغرب إذا كان صائمًا حتّى آتيه برطبٍ، فيأكل ويشرب، ثمّ يقوم فيصلّي، وإذا كان الشّتاء أتيته بتمرٍ، فيأكل ويشرب، ثمّ يقوم فيصلّي.
رواه الحارث بسندٍ رواته ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ.
2277- وعن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه أنّه قال: قلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي أريد أن أبيت عندك اللّيلة فأصلّي بصلاتك قال: لا تستطيع صلاتي فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغتسل، فسترته بثوبٍ وأنا محوّل عنه، فاغتسل، ثمّ فعلت مثل ذلك، فقال: هكذا الغسل ثمّ قام فصلّى، وقمت معه حتّى جعلت أضرب برأسي الجدران من طول صلاته ثمّ أتى بلالٌ بالصّلاة فقال: أفعلت؟ قال: نعم قال: إنّك يا بلال تؤذّن إذا كان الصّبح ساطعًا في السّماء ليس ذاك الصّبح إنّما الصّبح هكذا معترضًا ثمّ دنا بسحوره فتسحّر.
2278- قال حاتم بن عديٍّ وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تزال هذه الأمّة بخيرٍ ما أخّروا السّحور وعجّلوا الفطر.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ مختصرًا، ومدار إسناديهما على سليمان بن أبي عثمان التّجيبيّ وهو مجهولٌ.
2279- وعن زرٍّ، قال: تسحّرت، ثمّ انطلقت إلى المسجد، فمررت بحذيفة، فدخلت عليه بلقحة، فحلبت وقدرٍ فسخّنت، ثمّ قال: ادن فكل فقلت: إنّي أريد الصّوم قال: وأنا أريد الصّوم قال: فأكلنا وشربنا، ثم أتيت المسجد فأقيمت الصلاة، وقال: هكذا فعل لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: أبعد الصّبح؟ قال: نعم، هو الصّبح غير أنّ الشّمس لم تطلع قال عاصمٌ: بين المسجد وبين المنزل كما بين مسجد ثابتٍ وبستان حوطٍ.
رواه أبو يعلى الموصليّ ورواته ثقاتٌ.
2279/2- والنّسائيّ، وابن ماجة مختصرًا بلفظ: تسحّرت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو النّهار إلاّ أنّ الشّمس لم تطلع.
2280- وعن عائشة رضي الله عنها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان ينهى عن الوصال، ويأمر بتبكير الإفطار وتأخير السّحور.
رواه أبو يعلى بإسنادٍ حسنٍ.
2281- وعنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلوا واشربوا حتّى يؤذّن بلالٌ.
رواه أبو يعلى ورواته ثقاتٌ.
2282- وعن أمّ حكيمٍ بنت وداعٍ، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: عجّلوا الفطر وأخّروا السّحور.
رواه أبو يعلى وفي سنده مجهولاتٌ.
19- باب الفطر على التمر والنهي عن الوصال
2283- عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: اللهمّ اغفر للأنصار وأبنائها، وأبناء أبنائها وحشمها قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا كان الرّطب لم يفطر إلاّ على الرّطب، وإذا لم يكن الرّطب لم يفطر إلاّ على التّمر.
رواه عبد بن حميدٍ بسندٍ ضعيف لجهالة بعض رواته.
2284- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحبّ أن يفطر على ثلاث تمراتٍ، أو شيءٍ لم تصبه النّار.
رواه أبو يعلى ورواته ثقاتٌ، وأبو داود والتّرمذيّ وحسّنه دون قوله: أو شيءٍ لم تصبه النّار.
2285- وعن إياد بن لقيطٍ، عن ليلى امرأة بشير بن الخصّاصيّة، قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلاً، فذكرت ذلك لبشيرٍ، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنه وقال: يفعل ذلك اليهود، ولكن صوموا فإذا كان اللّيل فأفطروا.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسند الصّحيح.
2285/2- وكذا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميدٍ ولفظهما: أردت أن أصوم يومين مواصلةً، فمنعني بشيرٌ، وقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنه وقال: يفعل ذلك النّصارى ولكن صوموا كما أمركم الله: وأتمّوا الصّيام إلى اللّيل فإذا كان اللّيل فأفطروا.
2285/3- ورواه أبو يعلى ولفظه: عن إياد بن لقيطٍ، عن جهدمة بنت يزيد، عن زوجها بشير بن الخصّاصيّة، قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قلت: يا نبيّ الله كيف أصنع بعدك؟ قال: اسمع وأطع قال: ثمّ أتيته مرّةً أخرى فسألته، فقال مثل ذلك، ثمّ أتيته مرّةً أخرى فسألته فقال لي مثل ذلك، وقال لي في بعضهم: وإن كان عليك عبدٌ حبشيٌّ قال: قلت: يا رسول الله أصوم الجمعة؟ قال: لا لأنّه يوم عيدٍ لا تصومه إلاّ في أيّامٍ قال: يا رسول الله أواصل؟ قال: لا تواصلوا صوموا كما أمركم الله عزّ وجلّ.
2285/4- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة أيضًا، وأحمد بن حنبلٍ، ولفظه: عن إياد بن لقيطٍ، قال: سمعت ليلى امرأة بشيرٍ تقول: إنّ بشيرًا سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصوم الجمعة، ولا أكلّم ذلك اليوم أحدًا؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا تصوم يوم الجمعة إلاّ في أيّامٍ هو أحدها، أو في شهرٍ، وأمّا لا تكلّم أحدًا فلعمري، لأن تكلّم بمعروفٍ وتنهى عن منكرٍ خيرٌ من أن تسكت.
ورواه ابن حبّان في صحيحه مختصرًا.
2286- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الوصال، وأختي هذه تواصل وأنا أنهاها.
رواه الطّيالسيّ، وأحمد بن منيعٍ بسندٍ ضعيفٍ لضعف بشر بن حربٍ وهو في الصّحيحين، وأبي داود دون قوله: وأختي هذه... إلى آخره.
2287- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن الوصل في الصّوم.
رواه مسدّدٌ ورواته ثقاتٌ وله شاهدٌ من حديث عائشة وتقدّم في الباب قبله، وحديث جابر بن عبد الله، وسيأتي في باب الطّلاق قبل النّكاح.
2288- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم واصل من السّحر إلى السّحر.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبلٍ.
2289- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واصل في رمضان ونهاهم فقيل له: إنّك تواصل! فقال: إنّي لست مثلكم إنّي أظلّ عند ربّي يطعمني ويسقيني.
رواه أبو منيعٍ وهو في الصّحيحين وأبي داود دون قوله: إنّي أظلّ عند ربّي.
2290- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يواصل من السّحر إلى السّحر، ففعل ذلك بعض أصحابه فنهاهم (1) فقالوا: يا رسول الله أنت تفعل ذلك! فقال: إنّكم لستم مثلي إنّي أظلّ عند ربّي يطعمني ويسقيني.
رواه أحمد بن منيعٍ بسند الصّحيح، وهو في الصّحيحين بغير هذه الألفاظ، وله شاهدٌ من حديث عائشة رواه الطّيالسيّ، والبخاريّ ومسلمٌ.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى: "فنهاه"، وجاء على الصواب في طبعة الرشد (3075)، و "معجم ابن الأعرابي" (1295).
+++101
20- باب إجابة دعوة الصائم وما يدعو به الصائم لمن أفطر عنده وما لله عند كل فطر من عتقاء من النار
2291- عن عبد الله بن عمروٍ، رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ فكان عبد الله بن عمروٍ إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
رواه أبو داود الطّيالسيّ.
2292- ورواه ابن ماجة والحاكم، والبيهقيّ في الكبرى من طريق ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمروٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ للصّائم عند فطره لدعوة ما تردّ قال سمعت عبد الله يقول عند فطره: اللهمّ إنّي أسألك برحمتك الّتي وسعت كلّ شيءٍ أن تغفر لي - زاد في روايةٍ: ذنوبي لفظ ابن ماجة وإسناده صحيحٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبلٍ والبزّار والتّرمذيّ وحسّنه، وابن ماجة وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
2293- وروي من حديث علي بن أبي طالب: يا عليّ فإذا كنت صائمًا في شهر رمضان فقل بعد إفطارك: اللهمّ لك صمت وعليك توكّلت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل من كان صائمًا من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ... الحديث، وسيأتي بتمامه في وصيّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعليٍّ.
2294- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أفطر عند أهل بيتٍ قال: أفطر عندكم الصّائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى والنّسائيّ في الكبرى واليوم واللّيلة بسندٍ رواته ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ، وأحمد بن حنبلٍ مطوّلاً، وله شاهدٌ من حديث بريدة رواه ابن ماجة والحاكم والبيهقيّ وآخر من حديث ابن عبّاسٍ، وسيأتي في آخر كتاب الزّهد.
2295- وعن أبي أمامة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: للّه عند كلّ فطرٍ عتقاء من النّار.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ رواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله رواه ابن ماجة، وآخر عن أبي هريرة رواه التّرمذيّ، وابن ماجة، وآخر من حديث أسامة رواه أحمد بن حنبلٍ، وآخر من حديث أبي سعيدٍ رواه البزّار.
21- باب جواز السواك والكحل للصائم وما جاء فيمن قال صمت كما أفطرت
2296- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسوّك وهو صائمٌ.
رواه أحمد بن منيعٍ ورجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث عامر بن ربيعة رواه البخاريّ تعليقًا ومسدّدٌ، وأبو داود، والتّرمذيّ مرفوعًا.
2297- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنه قال: صمت كما أفطرت.
رواه الحارث موقوفا.
2298- وعنه قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بيت حفصة وقد اكتحل بالإثمد في رمضان.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ لضعف عمر بن خالدٍ القرشيّ.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ وسيأتي في آخر كتاب الأطعمة وآخر من حديث أنسٍ رواه التّرمذيّ وقال: ليس إسناده بالقويّ، ولا يصحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الباب شيءٌ قال: وقد اختلف أهل العلم في الكحل للصّائم، فكرهه بعضهم وهو قول سفيان وابن المبارك، وأحمد وإسحاق ورخّص بعض أهل العلم في الكحل للصّائم وهو قول الشّافعيّ.
2299- وعن أبي رافعٍ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكتحل وهو صائمٌ.
رواه أبو يعلى.
22- باب ما جاء في القبلة للصائم
فيه حديث عائشة وسيأتي في باب الإفطار مما دخل.
2300- عن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن قبلة الصّائم قال: ريحانةٌ يشمّها.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر.
2301- وعن سعيد بن أبي سعيدٍ، أنّ رجلًا سأل أبا هريرة، رضي الله عنه، فقال: أقبّل امرأتي وأنا صائمٌ؟ قال: لا بأس قال: فأقبّل امرأةً غيرها؟ قال: أفٍّ، قال: وسألت سعد بن مالكٍ عن ذلك، فقال: لا بأس.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
2302- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصيب من الرّؤوس وهو صائمٌ - يعني القبل.
رواه مسدّدٌ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر بسندٍ فيه رجلٌ لم يسمّ، ورواه أحمد بن حنبل بسند الصحيح
2303- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال عمر: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فرأيته لا ينظر إليّ فقلت: يا رسول الله ما شأني؟! قال: ألست الّذي تقبّل وأنت صائمٌ؟ قال: فوالّذي بعثك بالحقّ لا أقبّل بعدها وأنا صائمٌ.
رواه إسحاق وأبو بكر بن أبي شيبة، والبزّار بسندٍ ضعيفٍ لضعف عمرو بن حمزة بن عبد الله بن عمر.
وقال الترمذي: واختلف أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وغيرهم في القبلة للصّائم، فرخّص بعض أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في القبلة للشّيخ، ولم يرخّصوا للشّابّ مخافة أن لا يسلم له صومه، والمباشرة عندهم أشدّ، وقد قال بعض أهل العلم: القبلة تنقص الأجر ولا تفطر الصّائم، ورأوا أنّ للصّائم إذا ملك نفسه أن يقبّل، وإذا لم يأمن على نفسه ترك القبلة ليسلم له صومه، وهو قول سفيان الثّوريّ والشّافعيّ.
23- باب ترهيب الصائم من الغيبة والفحش والكذب ونحو ذلك
2304- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعفّوا الصّيام فإنّ الصّيام ليس من الطّعام، ولا من الشّراب، ولكنّ الصّيام من المعاصي، فإذا صام أحدكم فجهل عليه رجلٌ، أو شتمه فليقل: إنّي صائمٌ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ عن طلحة بن عمروٍ وهو ضعيفٌ.
ورواه أصحاب الكتب فلم يذكروا صدر الحديث إلى قوله: ولكنّ الصّيام من المعاصي.
2304/2- وابن خزيمة في صحيحه وابن حبّان، والحاكم وصحّحه بلفظ: ليس الصّيام من الأكل والشّرب، إنّما الصّيام من اللّغو والرّفث، فإن سابّك أحدٌ أو جهل عليك فقل: إنّي صائمٌ، إنّي صائمٌ.
2305- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر النّاس أن يصوموا يومًا وقال: لا يفطرنّ أحدٌ حتّى آذن له فصام النّاس فلمّا أمسوا جعل الرّجل يجيء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ظللت مند اليوم صائمًا فأذن لي فلأفطر، فيأذن له، ويجيء الرّجل يقول ذلك فيأذن له، حتّى جاء رجلٌ فقال: يا رسول الله إنّ فتاتين من أهلك ظلّتا منذ اليوم صائمتين وإنّهما تستحييان أن تأتيانك فائذن لهما فليفطرا، فأعرض عنه، ثمّ أعاد عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما صامتا وكيف صام من ظلّ هذا اليوم يأكل لحوم النّاس؟ اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا ففعلتا فقاءت كلّ واحدةٍ منهما علقةً، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والّذي نفسي بيده لو ماتتا وهما فيهما لأكلتهما النّار.
رواه الطّيالسيّ بسندٍ فيه يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ، ورواه ابن أبي الدّنيا والبيهقيّ.
2306- وعن عبيد مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم النّاس، فجاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله إنّ هاهنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن
تموتا من العطش، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو سكت، ثمّ جاءه بعد ذلك، أحسبه قال في الظّهيرة، فقال: يا رسول الله، إنّهما والله لقد ماتتا، أو كادتا أن تموتا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ائتموني بهما فجاءتا فدعا بعسٍّ، أو قدحٍ فقال لإحديهما قي، فقاءت من قيحٍ ودمٍ وصديدٍ حتّى قاءت نصف القدح وقال للأخرى: قي فقاءت من قيحٍ ودمٍ وصديدٍ حتّى ملأت القدح، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هاتين صامتا عمّا أحلّ الله لهما، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم النّاس.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ومسدّدٌ إلاّ أنّه قال: سعد مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي سنده راوٍ لم يسمّ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ واللّفظ لهما وفي سنديهما أيضًا راوٍ لم يسمّ، ورواه أبو يعلى مختصرًا ورجاله ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ، وقال: عبيد مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ورواه أحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ، وقال مرّةً: سعد مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومرّةً: عبيد، ومرّةً: سعد، أو عبيدٌ.
والعسّ: بضمّ العين وتشديد السّين المهملة، هو القدح العظيم.
والعبيط: بفتح العين المهملة بعدها باءٌ موحّدةٌ ثمّ ياءٌ مثنّاةٌ من تحت وبالطّاء المهملة هو: الطّريّ.
2307- وعن أبي المتوكل: أخبرنا أبا هريرة، رضي الله عنه، كان إذا صام جلس في المسجد قال: نعف صيامنا.
رواه مسدّد موقوفا.
2308- وعن عطاء بن السائب قال: كان أصحابنا يقولون: أهون الصيام ترك الطعام والشراب.
رواه مسدّد عن حماد بن زيد عنه به.
24- باب في الحجامة للصائم
تقدم حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في باب الرجل يصلي عاقصا شعره وفيه: ونهاني أن احتجم وأنا صائم.
2309- وعنه قال: أفطر الحاجم والمحجوم.
رواه مسدّد موقوفا بسند ضعيف.
2310- وعن صفيّة بنت حييٍّ، أنّها قالت: أفطر الحاجم والمحجوم.
رواه مسدّدٌ موقوفًا.
2311- وعن معقل بن سنانٍ الأشجعيّ، رضي الله عنه، أنّه قال: مرّ عليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا أحتجم لثماني عشرة خلت من رمضان، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2312- وعن عائشة، رضي الله عنها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم احتجم وهو صائمٌ.
رواه الحارث عن محمّد بن عمر الواقديّ وهو ضعيفٌ.
لكن له شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ رواه التّرمذيّ وصحّحه، قال: وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وغيرهم إلى هذا الحديث ولم يروا بالحجامة للصّائم بأسًا، وهو قول سفيان الثّوريّ، ومالكٍ والشّافعيّ.
2313- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: مرّ بنا أبو طيبة في رمضان، فقلنا من أين جئت؟ قال: حجّمت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
رواه أبو يعلى واللّفظ له، والبزّار والطّبرانيّ.
2314- وعن أبي هريرة، وعائشة، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أفطر الحاجم والمستحجم.
رواه أبو يعلى وحديث أبو هريرة في... وإنّما أوردته لانضمامه مع عائشة.
ورواه أحمد بن حنبلٍ من حديث عائشة فقط.
2315- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: احتجم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو صائمٌ محرمٌ فغشي عليه، فنهى النّاس يومئذٍ أن يحتجم الصّائم كراهة الضّغف.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ ضعيفٍ لضعف محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى لكن لم ينفرد به فقد رواه أحمد بن حنبلٍ من طريق الحكم عن مقسمٍ عنه.
قال الترمذي: قد كره قومٌ من أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وغيرهم: الحجامة للصّائم حتّى أنّ بعض أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم احتجم باللّيل، منهم: أبو موسى الأشعريّ، وابن عمر، وبهذا يقول ابن المبارك، قال عبد الرّحمن بن مهديٍّ: من احتجم وهو صائمٌ فعليه القضاء، قال إسحاق بن منصورٍ: وهكذا قال أحمد، وإسحاق، قال الشّافعيّ: قد روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه احتجم وهو صائمٌ، وروي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: أفطر الحاجم والمحجوم ولا أعلم واحدًا من الحديثين ثابتًا، ولو توقّى رجلٌ الحجامة وهو صائمٌ كان أحبّ إليّ، وإن احتجم صائمٌ لم أر ذلك أن يفطره، قال الترمذي: هذا كان قول الشّافعيّ ببغداد، وأمّا بمصر فمال إلى الرّخصة ولم ير بالحجامة للصّائم بأسًا، واحتجّ بأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم احتجم في حجّة الوداع وهو صائمٌ محرم.
25- باب الإفطار مما دخل وليس مما خرج
2316- عن عائشة، رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا عائشة هل من كسرةٍ؟ فأتيته بقرصٍ فوضعه على فيه قال: يا عائشة هل دخل بطني منه شيءٌ؟ كذلك قبلة الصّائم، إنّما الإفطار ممّا دخل وليس ممّا خرج.
رواه أحمد بن منيعٍ وعنه أبو يعلى.
26- باب فيمن أكل أوشرب وهو صائم
2317- عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، أنّ رجلًا سأل أبا هريرة، رضي الله عنه، قال: أكلت وأنا صائمٌ،؟ قال: لا شيء عليك. قال: شربت وأنا صائمٌ؟ قال: لا شيء عليك، فأعاد قال: أكلت كذا وكذا وأنا صائمٌ؟ قال: يا بنيّ، أنت لم تعتد الصّيام.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
2318- وعن أمّ إسحاق الغنويّة، رضي الله عنها قالت: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتى بخبزٍ ولحمٍ، قالت: وكنت أشتهي أن آكل طعام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: هلمّ يا أمّ إسحاق فكلي قالت: فأكلت، ثمّ ناولني عرقًا فرفعته إلى فيّ، فذكرت أنّي صائمةٌ فبقيت يدي لا أستطيع أن أرفعها إلى فيّ، ولا أستطيع أن أضعها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أمّ إسحاق! قلت: يا رسول الله إنّي كنت صائمةً فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتمّي صومك فقال ذو اليدين: الآن حين شبعت! فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّما هو رزقٌ ساقه الله إليها.
رواه عبد بن حميدٍ: وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة رواه التّرمذيّ وصحّحه قال: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم وبه يقول سفيان الثّوريّ والشّافعيّ وأحمد وإسحاق وقال مالك بن أنسٍ: إن أكل في رمضان ناسيًا فعليه القضاء والقول الأوّل أصحّ.
27- باب في الصائم يأكل البرد
2319- عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: مطّرت السّماء بردًا، فقال لنا أبو طلحة ونحن غلمان: ناولني يا أنس من ذاك البرد، فناولته فجعل يأكل وهو صائمٌ فقلت: ألست صائمًا؟! قال: بلى، إنّ ذا ليس بطعامٍ، ولا شرابٍ وإنّما هو بركةٌ من السّماء نطهّر به بطوننا قال أنسٌ: فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته فقال: خذ من عمّك.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ ؛ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
2319/2- ورواه البزّار ولفظه: قال أنس: رأيت أبا طلحة يأكل البرد وهو صائمٌ ويقول: إنّه ليس بطعامٍ ولا شرابٍ. قال: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيّب فكرهه وقال: إنّه يقطع الظّمأ.
قال البزّار: لا نعلم هذا الفعل إلاّ عن أبي طلحة. انتهى.
وشيخ البزّار ضعيف.
28- باب وضع الصوم عن المسافر والحبلى والمرضع
2320- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: الحامل والمرضع إذا خافتا أفطرتا وأطعمتا كل يوم مسكينًا،، ولا قضاء عليهما
رواه مسدّد بإسناد حسن.
ورواه أبو داود في سننه وسكت عليه دون قوله: ولا قضاء عليهما.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك رواه النسائي، والتّرمذيّ وحسنه، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: الحامل، والمرضع، تفطران وتقضيان وتطعمان، وبه يقول سفيان، ومالكٌ، والشّافعيّ، وأحمد، وقال بعضهم: تفطران، وتطعمان، ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا، ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.
2321- وعن أبي قلابة، عن شيخٍ من بني عامرٍ، قال: أتى رجلٌ منّا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا أراد أن يذهب قال: ألا تنتظر حتّى تصيب من الغداء؟ فقلت إنّي صائم فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله وضع عن المسافر الصّوم وشطر الصّلاة، وعن الحبلى والمرضع.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر.
29- باب قبول رخصة الله تعالى، وما جاء فيمن لم يقبلها
2322- عن أبي سعيد مولى المهريّ قال: أقبلت مع صاحبٍ لي من العمرة، فوافينا الهلال، هلال رمضان، فنزلنا في أرض أبي هريرة في يومٍ شديد الحرّ، فأصبحنا مفطرين إلّا رجلًا منّا واحدًا، فدخل علينا أبو هريرة، نصف النّهار فوجد صاحبنا يلتمس برد النّخل، قال: ما بال صاحبكم؟ قالوا: صائمٌ، قال: ما حمله على أن لا يفطر؟ قد رخّص اللّه له، لو مات ما صلّيت عليه.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2323- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: الإفطار في السّفر عزمةٌ.
رواه أحمد بن منيع موقوفا بسند صحيح.
2324- وعن أبي طعمة، قال: كنت عند ابن عمر، رضي الله عنهما، إذ جاءه رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرّحمن إنّي أقوى على الصّيام في السّفر فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة.
رواه عبد بن حميدٍ بسندٍ فيه: ابن لهيعة، ورواه أحمد بن حنبلٍ والطّبرانيّ في الكبير قال الحافظ المنذريّ: كان شيخنا أبو الحسن يقول: إسناد أحمد حسنٌ، وقال البخاريّ في الضّعفاء: هو حديثٌ منكرٌ.
2325- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله تعالى يحبّ أن تؤتى رخصه كما يحبّ أن تؤتى عزائمه.
رواه أبو يعلى الموصليّ ورجاله ثقاتٌ، وابن حبّان في صحيحه.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ وتقدّم في باب المسح على الخفّين وآخر من حديث أبي هريرة وتقدّم في كتاب قصر الصّلاة.
30- باب فيمن وقع على زوجته في رمضان وما يحل للرجل من امرأته وهو صائم وفيمن أصبح جنبا من غير احتلام ثم صام
2326- عن عطاءٍ، وعمرو بن شعيبٍ قالا: إنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله هلكت قال: وما أهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان قال: وأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحمارٍ عليه تمرٌ فأمر له ببعضه فقال: خذ هذا فتصدّق به قال: يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيتٍ أفقر منّي فضحك حتّى بدت نواجذه ثمّ قال: أطعمه أهلك ويومٌ مكان يومٍ واستغفر الله قال: فلا أدري في حديث أحدهما، أو في حديثيهما يومٌ مكان يومٍ، واستغفر الله.
رواه مسدّدٌ بسندٍ معضلٍ، وأحمد بن حنبلٍ من طريق عطاءٍ، وعمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جدّه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصله في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، ومن حديث عائشة.
2327- وعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: كلّ شيءٍ من امرأتك لك حلالٌ إذا كنت صائمًا إلاّ ما بين الرّجلين.
رواه الحارث بسندٍ ضعيفٍ ؛ لجهالة بعض رواته وضعف بعضهم.
2328- وعن أبي قلابة، عن بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يصبح جنبًا من غير احتلامٍ ثمّ يصوم.
رواه مسدّدٌ ورجاله ثقاتٌ.
2328/2- وهو في الصّحيحين وأبي داود من حديث عائشة، وأمّ سلمة زوجي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، رضي الله عنهما، أنّهما قالتا: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصبح جنبًا في رمضان من جماع غير احتلامٍ ثمّ يصوم.
31- باب فيمن أفطر يوما من رمضان وفيمن ضعف عن الصوم
2329- عن سعيد بن المسيّب، أنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي أفطرت يومًا من رمضان قال: تصدّق لما صنعت، وصم يومًا مكانه، واستغفر الله، عزّ وجلّ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً.
2330- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي أفطرت يومًا من رمضان قال: من غير عذرٍ، ولا سفرٍ؟! قال: نعم قال: بئس ما صنعت قال: أجل قال: فما تأمرني؟ قال: أعتق رقبةً قال: والّذي بعثك بالحقّ ما ملكت رقبةً قطّ قال: فصم شهرين متتابعين قال: لا أستطيع ذلك قال: فأطعم ستّين مسكينًا قال: والّذي بعثك بالحقّ ما أشبع أهلي قال: فأتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمكتلٍ فيه تمرٌ فقال: تصدّق بهذا على ستّين مسكينًا قال: إلى من أدفعه؟ قال: إلى أفقر من تعلم قال: والّذي بعثك بالحقّ ما بين قتريها أهل بيتٍ أحوج منّا قال: تصدّق به على عيالك.
رواه أبو يعلى الموصليّ ورجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث سعد (1) بن أبي وقّاصٍ رواه البزّار بسندٍ ضعيفٍ.
2331- وعن أيّوب بن أبي تميمة، قال: ضعف أنسٌ، رضي الله عنه، عن الصّوم فصنع جفنةً من ثريدٍ، فدعا ثلاثين مسكينًا فأطعمهم.
رواه أبو يعلى الموصلي.
32- باب في قضاء رمضان
2332- عن قيس العبدي: أنّ رجلًا سأل عمر بن الخطّاب،، رضي الله عنه، عن قضاء رمضان في عشر ذي الحجّة، قال: فما أدري ما كانت المراجعة فيما بينهما، فأمره بقضاء رمضان في عشر ذي الحجّة، قال: ولا تقول: إنّ أباك سمع ذاك من عمر.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى: "سعيد"، وجاء على الصواب في "مسند البزار" (1107)، وفي طبعة الرشد (3118).
2333- وعن رجلٍ من ولد رافع بن خديجٍ، عن جدّته، أنّ رافع بن خديجٍ أمرها أن تقضي، رمضان متفرّقًا.
رواه مسدّد عن يحيى، عن شعبة عنه.
2333/2- وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: عن عبد الحميد بن رافعٍ، عن جدّته، أنّ رافع بن خديجٍ كان يقول: أحصوا العدّة وصم كيف شئت.
2334- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أدرك رمضان وعليه شيءٌ لم يقضه أدركه في رمضان آخر لم يقبل منه، ومن صام تطوّعًا وعليه شيءٌ من رمضان لم يقضه فإنّه لا يقبل منه حتّى يقضيه.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه: عبد الله بن لهيعة.
33- باب النهي عن صومي الفطر والأضحى
فيه حديث عبد الله بن عمرو وتقدم في باب كراهية الصلاة بعد الصبح وسيأتي في خطبة يوم الفتح.
2335- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تصوموا يومين، ولا تصلّوا صلاتين: لا تصوموا يوم الفطر ويوم الأضحى، ولا تصلّوا بعد العصر حتّى تغرب الشّمس، ولا بعد الصّبح حتّى تطلع الشّمس، ولا تسافر المرأة فوق ثلاثٍ إلاّ ومعها ذو محرمٍ، ولا تشدّ الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، وبيت المقدس.
رواه مسدّدٌ وفي سنده مجالد بن سعيدٍ، وروى عبد بن حميدٍ منه قصّة المساجد فقط بسندٍ فيه: أبو هارون العبديّ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بزيادة، وسيأتي في الميراث بالنكاح وباب لا تنكح المرأة على عمّتها والنّهي عن صوم العيدين في الصّحيحين، وقصّة الصّوم والصّلاة في أبي داود.
2336- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم ستّة أيّامٍ: عن صوم يوم الفطر، ويوم الأضحى، وتعجيل يومٍ قبل التّروية، وثلاثة أيّام التّشريق.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ ضعيفٍ ؛ لضعف عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ.
2336/2- ورواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه بلفظٍ: أيّام التّشريق أيّام طعمٍ وذكر.
وعن ابن أبي شيبة رواه ابن ماجة مقتصرًا على نهي تعجيل الصّوم قبل التّروية.
وله شاهدٌ من حديث عقبة بن عامرٍ رواه أصحاب السّنن الأربعة، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم وصحّحه.
34- باب النهي عن صوم أيام التشريق
فيه حديث أبي هريرة المذكور في الباب قبله.
2337- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم ستّة أيّامٍ من السّنة: ثلاثة أيّام من التّشريق، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم الجمعة مختصّةً من الأيّام.
رواه أبو داود الطّيالسيّ واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، والحارث، وأبو يعلى كلّهم من طريق يزيد الرّقاشيّ وهو ضعيفٌ.
2338- وعن يوسف بن مسعودٍ، عن جدّته، رضي الله عنها، أنّ رجلاً مرّ عليهم وهو يوضع بمنًى على بعيره في أيّام التّشريق وهو يصيح: إنّها أيّام أكلٍ وشربٍ، فسألت من هذا؟ فقالوا: هذا عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه.
رواه مسدّدٌ موقوفًا ورجاله ثقاتٌ وجدّة يوسف وإن كانت مجهولةً فإنّ لها صحبةً فلا تضرّ الجهالة.
2339- وعن عمر بن خلدة الأنصاريّ، عن أمّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر عليًّا في أوسط أيّام التّشريق أن يؤذّن في النّاس: ألا يصوم أحدٌ في شيءٍ من هذه الأيّام فإنّها أيّام أكلٍ وشربٍ وبعالٍ.
رواه مسدّدٌ وابن أبي عمر، وأحمد بن منيعٍ، وعبد بن حميدٍ كلّهم بلفظٍ واحدٍ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى مرسلاً ومدار أسانيدهم على موسى بن عبيدة وهو ضعيفٌ لكن له شاهدٌ في صحيح مسلمٍ وغيره من حديث عبد الله بن حذافة.
2340- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي الله عنه، قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: قم فصح في النّاس أنّ أيّام التّشريق أيّام أكلٍ وشربٍ لا صيام فيها.
رواه إسحاق بن راهويه واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ والحارث بن أبي أسامة كلّهم من طريق محمّد بن أبي حميدٍ وهو ضعيفٌ.
2341- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهي عن صيام هذه الأيام الثلاثة. يعني أيام التشريق.
رواه عبد بن حميد.
2342- وعن عبد الله بن عمروٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّام التّشريق أيّام أكلٍ وشربٍ وصلاةٍ فلا يصومنّ فيها أحدٌ.
رواه أبو يعلى.
2343- وعن زيد بن خالدٍ، رضي الله عنه، قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلاً ينادي أيّام التّشريق: ألا إنّ هذه الأيّام أيّام أكلٍ وشربٍ ونكاحٍ.
رواه أبو يعلى وله شاهدٌ من حديث عقبة بن عامرٍ رواه التّرمذيّ وصحّحه وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم يكرهون الصّيام أيّام التّشريق إلاّ أنّ قومًا من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وغيرهم رخّصوا للمتمتع إذا لم يجد هديًا ولم يصم في العشر أن يصوم أيّام التّشريق وبه يقول مالك بن أنس والشّافعيّ وأحمد وإسحاق.
35- باب في صيام الدهر
2344- عن أبي موسى، رضي الله عنه، قال: من صام الدّهر ضيّق اللّه عليه جهنّم حتّى تكون أضيق من تسعين.
رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة موقوفًا، ورواه عبد بن حميد موقوفًا ثم مرفوعا واللفظ له، ورجال أسانيدهم ثقات.
2345- وعن أبي عبيدة، عن أمّه، قالت: ما رأيت عبد اللّه صائمًا إلّا شهر رمضان، ويومين.
رواه إسحاق بإسناد صحيح.
2346- وعن أسماء بنت يزيد، رضي الله عنها، قالت: أتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بشرابٍ فدار على القوم وفيهم رجلٌ صائمٌ فلما بلغه قال له: اشرب، فقالوا: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إنّه يصوم الدّهر فقال: لا صام من صام الأبد.
رواه ابن أبي شيبة.
2346/2- وأبو يعلى ولفظه: قالت: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتي بشرابٍ فشرب منه، ثمّ أعطى القوم فشربوا، فمرّ الإناء على رجلٍ من القوم فقال: إنّي صائمٌ فقال بعض القوم: إنّه لا يفطر إنّه يصوم كلّ يومٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا صام، ولا أفطر من صام الأبد.
ورواه أحمد بن حنبلٍ ومدار أسانيدهم على ليث بن أبي سليمٍ.
36- باب الصوم والفطر في السفر وما جاء في صوم المحاصر، والمقاتل، والمتطوع يدخل في الصوم نهارا قبل الزوال.
2347- عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في سفرٍ ومعه أصحابه، فصاموا فشقّ عليهم، فدعا بإناءٍ فشرب منه على راحلته والنّاس ينظرون.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2347/2- ومسدّدٌ بسند الصّحيح ولفظه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صام شهر رمضان وأفطر.
2347/3- ورواه الحارث، عن داود بن المحبّر وهو ضعيفٌ ولفظه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سافر في رمضان، فأتي بإداوةٍ من ماءٍ نهارًا فشرب والنّاس ينظرون.
ورواه التّرمذيّ بغير هذا اللّفظ.
2348- وعن الغطريف أبي هارون، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلين في حاجةٍ له في رمضان، فتقدّم إلى أحدهما أن لا يصوم وسكت عن الآخر فصام فلمّا قدما قال: ما صنعتما؟ قال أحدهما: صمت، وقال الآخر: لم أصم فقال: كلاكما قد أصاب.
رواه مسدّدٌ.
2349- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ على نهرٍ من ماء السماء في يوم صائفٍ والمشاة كثيرٌ والنّاس صيامٌ، فوقف عليه حتّى إذا تتامّ النّاس قال: يا أيّها النّاس اشربوا قال فجعلوا ينظرون ما يصنع قال: إنّي لست مثلكم إنّي راكبٌ وأنتم مشاةٌ قال: فجعلوا ينظرون، قال: فلمّا أبوا حوّل وركه، فنزل فشرب، وشرب النّاس.
رواه مسدّدٌ بسندٍ صحيحٍ، وابن حبّان في صحيحه.
2350- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّه كان إذا أراد أن يصحبه رجلٌ في سفره اشترط أن لا يصحبنا على بعيرٍ غير حلال، ولا ينازعنا الأذان، ولا يصومنّ إلاّ بإذننا قال نافعٌ: فكان رجلٌ يصحبه في السّفر، فيأمرنا أن نوقظه وأن نهيّئ له سحوره.
رواه مسدّدٌ.
2351- وعن نافعٍ، قال: خرج ابن عمر، رضي الله عنهما، من المدينة في رمضان، مبادرًا للفتنة أن تقع فأفطر، فلمّا كانت اللّيلة الّتي يدخل فيها، يعني مكّة، أصبح فيها صائمًا.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح.
2352- وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سافر في رمضان، فاشتدّ الصّوم على رجلٍ من أصحابه، فجعلت ناقته تهيم تحت ظلال الشّجر، فأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأمره فأفطر، ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإناءٍ فيه ماءٌ، فوضعه على يده فلمّا رآه النّاس شرب شربوا.
رواه إسحاق وأحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى بسندٍ صحيحٍ.
2352/2- وفي روايةٍ لابن منيعٍ، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوةٍ غزاها وذلك في رمضان، فصام رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فضعف ضعفًا شديدًا وكاد العطش يقتله وجعلت ناقته تدخل تحت العصا، فأخبر به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ائتوني به فأتي به فقال: ألست في سبيل الله؟ ومع رسول الله؟! أفطر.
2353- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: سافر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان فصام وأفطر.
رواه أبو يعلى.
2354- وعن ابن مسعودٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم في السّفر ويفطر ويصلّي الرّكعتين، لا يدعهما يقول: لا يزيد عليهما يعني: الفريضة.
رواه أبو يعلى، وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمروٍ، وسيأتي في الأشربة في باب جواز الشّرب قائمًا وقاعدًا.
2355- وعن سعيد بن جبيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب جاء إلى أقوام محاصري حصنٍ فأمرهم أن يفطروا.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2356- وعن موسى، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، يقول: حاصرنا تستر وعلينا موسى، فصام وصمنا.
رواه مسدّد موقوفًا.
2357- وعن عبيد بن عميرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة: أفطروا فإنّه يوم قتالٍ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً ورجاله ثقاتٌ.
2358- وعن عائشة، رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ فقال: أعندك شيءٌ؟ قلت: لا، قال: إذًا أصوم، ودخل عليها يومًا آخر فقال: عندك شيءٌ؟ قلت: نعم، قال: إذًا أفطر وإن كنت قد فرضت الصّوم.
رواه أبو داود الطّيالسيّ عن سليمان بن معاذٍ وهو ضعيفٌ.
2358/2- ورواه مسدّدٌ من طريق ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، عن بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالت: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجيء فيدعو بالطّعام فلا يجده فيفرض الصّوم قالت: وربّما جاء وهو صائمٌ وعندي طرفة فنقول: يا رسول الله لولا أنّك صائمٌ لأطعمناك فيدعو فيأكل.
2359- وعن أبي سفيان، سمعت رجلاً سأل أنس بن مالكٍ قال: تسحّرت ثمّ بدا لي أن أفطر؟ قال: أفطر ثمّ قال: كان أبو طلحة يأتي أهله فيقول: عندكم شيءٌ؟ فإذا قالوا: لا قال: فأنا صائمٌ.
رواه مسدّدٌ.
2360- وعن أمّ الدّرداء، أنّ أبا الدّرداء، رضي الله عنه، كان يأتيهم بعدما يصبح فيسألهم الغداء فلا يجده، فيقول: أنا إذًا صائمٌ.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
2361- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: صنع رجلٌ طعامًا ودعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، فقال رجلٌ: إنّي صائمٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أخوك صنع طعامًا ودعاك أفطر واقض يومًا مكانه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن منيعٍ بسندٍ ضعيفٍ ؛ لضعف محمّد ابن أبي حميدٍ وسيأتي في الأطعمة في الاجتماع على الطّعام.
37- باب ما جاء في الاعتكاف
2362- عن عائشة، رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اعتكف وخديجة شهرًا بحراءٍ، فوافق ذلك رمضان، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسمع السّلام عليكم قالت: قال: وقد ظننت أنّه فجأة الجنّ فقالت: أبشر فإنّ السّلام خيرٌ... الحديث بطوله.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، والحارث بسندٍ حسنٍ، وسيأتي بتمامه في علامات النّبوّة.
2363- وعنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اعتكف لم يخرج إلاّ لحاجةٍ لابدّ منها.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر بسندٍ فيه عبد الله بن بديلٍ الخزاعيّ.
2364- وعن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: سأل رجلٌ شريحًا عن امرأةٍ نذرت أن تعتكف رجب ذلك العام في المسجد قال: وكان زياد - أو ابن زياد - نهى النساء أن يعتكفن في المسجد، قال: فقال شريحٌ، إنّي لا أقول إنّه في كتابٍ الله منزّلٍ، ولا في سنّةٍ ماضيةٍ، إنّما هو رأيٌ، تصوم رجب ذلك العام، فإذا أفطرت أفطر معها كلّ يومٍ مسكين، أو أطعمت كلّ ليلةٍ مسكينًا، نسكان بنسكٍ واحدٍ، يفعل اللّه ما يشاء.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا على شريح بسند صحيح.
38- باب مما جاء في ليلة القدر وعلامتها
فيه حديث جابر بن سمرة وكعب بن مالك وعائشة، وتقدم كل ذلك في أخر كتاب النوافل.
2365- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر: سمحةٌ طلقةٌ لا حارّةً، ولا باردةً تصبح شمسها صبيحتها ضعيفةً حمراء.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، والبزّار، وأبو يعلى بسندٍ رجاله ثقاتٌ.
2365/2- وكذا مسدّدٌ وأبو بكر بن أبي شيبة بلفظ: بينا أنا نائمٌ في رمضان أتيت، فقيل لي: إنّ اللّيلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعسٌ، فتعلّقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلّي، فنظرت في اللّيلة، فإذا هي ليلة ثلاثٍ وعشرين.
2365/3- قال: وقال ابن عبّاسٍ: إنّ الشّيطان يطلع مع الشّمس إلاّ ليلة القدر وذلك أنّها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها.
2366- وعن أبي عقرب الأسديّ، قال: أتينا عبد الله بن مسعودٍ في داره فوجدناه فوق البيت قال: فسمعناه يقول قبل أن ينزل: صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، فلمّا نزل قلنا: يا أبا عبد الرّحمن ما هذا؟! فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليلة القدر في النّصف من السّبع الأواخر تصبح الشّمس ليس لها شعاعٌ فرمقتها فإذا هي كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنظرت إلى الشّمس، فرأيتها كما حدّثت فكبّرت.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة واللّفظ له، وأبو يعلى وأحمد بن حنبلٍ كلّهم من طريق أبي عقرب ولم يسمّ، ولم أر من وثّقه، ولا من جرّحه وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
2367- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: خرجت لكم وقد بيّنت لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة، فكان تلاحٍ بين رجلين في المسجد، فذهبت لأحجز بينهما فأنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدوًا: أمّا ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، وأمّا مسيح الضّلالة فإنّه أعور العين أجلى الجبهة عريض النّحر فيه اندفاءٌ مثل قطن بن عبد العزّى فقال الرّجل: يضرّني يا رسول الله شبهه؟ فقال: لا أنت مسلمٌ وهو كافرٌ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسندٍ رجاله ثقاتٌ إلاّ أنّ المسعوديّ اختلط بآخره وقد قيل إنّ أبا داود الطّيالسيّ سمع منه بعد الاختلاط.
2368- وعنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر: إنّها ليلة سابعةٍ، أو تاسعةٍ وعشرين، وإنّ الملائكة تلك اللّيلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.
رواه الطّيالسيّ بإسنادٍ حسنٍ.
2369- وعن أبي مرثد، قال: سألت أبا ذرٍّ، رضي الله عنه، قلت: كيف سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة القدر؟ قال: كنت أنا أسأل النّاس عنها قلت: يا نبيّ الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أم في غير رمضان؟ قال: بل هي في رمضان قلت: تكون مع الأنبياء إذا كانوا فإذا قبضوا رفعت؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة قلت: في أيّ رمضان؟ قال: التمسوها في العشر الأوسط أو العشر الآواخر لا تسألني عن شيءٍ بعدها ثمّ حدّث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحدّث ثمّ اهتبلت غفلةً، فقلت: يا رسول الله أقسمت عليك بحقّي عليك لما أخبرتني في أيّ العشرين هي؟ فغضب غضبًا ما رأيته غضب مثله - قال يحيى: قال عكرمة كلمةً ما أحفظها - فقال: التمسوها في السّبع الأواخر الباقين لا تسألني عن شيءٍ بعدها.
رواه مسدّدٌ واللّفظ له وإسحاق بن راهويه.
2369/2- وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: كنت مع أبي ذرٍّ عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر قال: كان أسأل النّاس عنها رسول الله أنا قلت: يا رسول الله، ليلة القدر كانت تكون على عهد الأنبياء، فإذا ذهبوا رفعت؟ قال: لا، ولكنّها تكون إلى يوم القيامة، قلت: يا رسول الله فأخبرنا بها قال: لو أذن لي فيها لأخبرتكم ولكن التمسوها في إحدى السّبعين ليلة ثلاثٍ وعشرين، وليلة سبعٍ وعشرين، ثمّ لا تسألني عنها بعد مقامك، أو مقامي ثمّ أخذ في حديثٍ فلمّا انبسط قلت: يا رسول الله أقسمت عليك إلاّ حدّثتني بها فغضب عليّ غضبةً لم يغضب عليّ قبلها مثلها، ولا بعدها مثلها.
2369/3- ورواه أبو يعلى ولفظه: جلست لأبي ذرٍّ عند الجمرة الوسطى، فتدال النّاس عليه حتّى مسّت ركبتي ركبته، وقد جمعت أشياء أريد أسأله عنها، فتفلّتت منّي فجعلت أرمي ببصري إلى السّماء أتذكّر، فذكرت ليلة القدر، فسألته عنها فقال: كنت من أسأل النّاس عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله أرأيت ليلة القدر شيء يكون في زمان الأنبياء... فذكر مثل حديث ابن أبي شيبة.
ورواه البزّار والنّسائيّ في الكبرى، وابن حبّان في صحيحه وحديث أبي ذرٍّ هذا حديثٌ حسنٌ.
2370- وعن أبيّ بن كعبٍ، رضي الله عنه، قال: ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين.
رواه مسدّدٌ موقوفًا.
2371- وعن مجاهدٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر الجهنيّ بليلة ثلاثٍ وعشرين.
رواه مسدّدٌ مرسلاً.
2372- وعن الفلتان بن عاصمٍ الجرميّ، رضي الله عنه، قال: كنّا قعودًا ننتظر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجاءنا وفي وجهه الغضب حتّى جلس، ثمّ رأينا وجهه يسفر فقال: إنّه بيّنت لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة، فخرجت لأبيّنهما لكم، فلقيت بسدّة المسجد رجلين يتلاحيان، أو قال: يقتتلان، معهما الشّيطان فحجبت بينهما فأنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدوًا: أمّا ليلة القدر: فالتمسوها في العشر الأواخر، وأمّا مسيح الضّلالة فرجلٌ أجلى الجبهة ممسوح العين عريض النّحر كأنّه فلان بن عبد العزّى، أو عبد العزّى بن قطنٍ، قال أبيّ: فحدّثت به ابن عبّاسٍ فقال: وما أعجبك من ذلك؟! كان عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم دعاني معهم وقال: لا تتكلّم حتّى يتكلّموا فدعانا ذات يومٍ، أو ذات ليلةٍ، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر ما قد علمتم: التمسوها في العشر الأواخر وترًا، أيّ الوتر هي؟
فقال رجلٌ برأيه: تاسعةٌ، سابعةٌ، خامسةٌ، ثالثةٌ. فقال لي: مالك لا تتكلّم يا ابن عبّاسٍ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن شئت تكلّمت فقال: ما دعوتك إلاّ لتتكلّم قال: إنّما أقول برأيي قال: عن رأيك أسأل فقلت: إنّي سمعت الله أكثر ذكر السّبع فذكر السّماوات سبعًا والأرضين سبعًا حتّى قال فيما قال: وما أنبتت الأرض سبعًا فقلت له: كلّ ما قد قلته عرفته غير هذا، ما تعني بقولك: وما أنبتت سبعًا؟ فقال إنّ الله يقول: {ثمّ شققنا الأرض شقًّا فأنبتنا فيها حبًّا وعنبًا وقضبًا وزيتونًا ونخلا وحدائق غلبًا وفاكهةً وأبًّا} فالحدائق: كلّ ملتفٍ حديقةٌ، والأبّ: ما أنبتت الأرض ممّا لا يأكله النّاس فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا مثلما قال هذا الغلام الّذي لم يستو سواء رأسه؟! ثمّ قال لي: كنت نهيتك أن تتكلّم معهم، فإذا دعوتك فتكلّم معهم.
رواه إسحاق بن راهويه، ورجاله ثقاتٌ.
2372/2- وكذا أبو بكر بن أبي شيبة، ولفظه: إنّي رأيت ليلة القدر ثمّ أنسيتها، ورأيت مسيح الضّلالة، ورأيت رجلين يتلاحيان، فحجزت بينهما فأنسيتهما، فأمّا ليلة القدر: فاطلبوها في العشر الأواخر، وأمّا مسيح الضّلالة: فرجلٌ أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى عريض النّحر فيه دفًا كأنّه فلان بن عبد العزّى، أو عبد العزّى بن فلانٍ.
2372/3- وفي روايةٍ له: فذكرت هذا الحديث لابن عبّاسٍ يعني في ليلة القدر قال: وما أعجبك؟ سأل عمر بن الخطّاب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان يسألني مع الأكابر منهم ويقول: لا تتكلّم حتّى يتكلّموا، فقال: لقد علمتم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترًا ففي أيّ الوتر؟ فأكثر القوم في الوتر قال: ما لك لا تتكلّم يا ابن عبّاسٍ؟ قال: قلت: إن شئت تكلّمت قال: ما دعوتك إلاّ لتتكلّم قلت: رأيت الله أكثر من ذكر السّبع، فذكرت السّماوات سبعًا، والأرضين سبعًا، والطّواف والجمار سبعًا، وذكر
ما شاء الله، وخلق الإنسان من سبعةٍ، وجعل رزقه في سبعٍ فقال: كلّ ما ذكرت عرفته فما خلق الإنسان من سبعةٍ، وجعل رزقه في سبعةٍ؟ قال: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ثمّ جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ ثمّ خلقنا النّطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثمّ أنشأناه خلقًا آخر} ثمّ قرأ: {أنّا صببنا الماء صبًّا ثمّ شققنا الأرض شقًّا فأنبتنا فيها حبًّا وعنبًا وقضبًا وزيتونًا ونخلا وحدائق غلبًا وفاكهةً وأبًّا} قال: والأبّ: ما تنبت الأرض ممّا لا يأكل النّاس وما أراه إلاّ ليلة ثلاثٍ وعشرين لسبعٍ يبقين. قال عمر، رضي الله عنه: أعييتموني أن تأتوني بمثل ما جاء به هذا الغلام الّذي لم تجمع شؤون رأسه؟!.
ورواه أبو يعلى والبزّار مختصرًا بسندٍ رجاله ثقاتٌ.
2373- وعن أبي حازمٍ مولى هذيلٍ قال: جاورت في مسجد المدينة مع رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من بني بياضة في العشر الأواخر من رمضان في قبّةٍ له يستر على بابها بقطعة حصيرةٍ قال: فبينا نحن في المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قبّةٍ له إذ رفع الحصير عن الباب وأشار إلى من في المسجد أن اجتمعوا، فاجتمعنا فوعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موعظةً لم أسمع واعظًا مثلها فقال: إنّ أحدكم إذا قام يصلّي فإنّه يناجي ربّه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقرآن ثمّ ردّ الحصير ورجع كلّ واحدٍ منّا إلى موضعه فقال بعضنا إلى بعضٍ: إنّ لهذه اللّيلة لشأنًا وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيها، فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين.
رواه إسحاق بسندٍ ضعيفٍ ؛ لتدليس ابن إسحاق، وجعله من مسند أبي حازمٍ مولى بني هذيلٍ. ورواه النّسائيّ من طرقٍ أكثرها من رواية أبي حازمٍ عن البياضيّ وروى أحمد بن حنبلٍ قصّة النّهي عن الجهر بالقراءة عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي حازمٍ، عن البياضيّ واختلف في أبي حازمٍ هذا ففي أكثر الرّوايات أنّه مولى بني غفارٍ واسمه دينارٌ، وفي هذه الرّواية أنّه مولى بني هذيلٍ فالله أعلم، ورواه مسدّدٌ وغيره وتقدّم في باب قضاء الفوائت.
2374- وعن زيد بن أرقم، رضي الله عنه، قال: ليلة القدر ليلة السّابع عشر، يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فما شكّ، ولا استثنى.
رواه أحمد بن منيعٍ موقوفًا بسندٍ ضعيفٍ ؛ لضعف حوطٍ.
2375- وعن جعفر بن برقان، سمعت رجلًا من قريشٍ، يقول: كان عبد اللّه بن الزّبير يقول: هي اللّيلة الّتي لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في يومها أهل بدرٍ. قال: يقول اللّه، عزّ وجلّ: {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} قال جعفرٌ: بلغني أنّها ليلة ستّ عشرة، أو سبع عشرة.
رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسم.
2376- وعن معاذ بن جبلٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سئل عن ليلة القدر، فقال: هي في العشر الأواخر، أو في الخامسة، أو في السّابعة.
رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى بسندٍ رجاله ثقاتٌ.
2377- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: رأيت القمر ليلة القدر كأنّه شقّ جفنةٍ.
رواه أبو يعلى بسندٍ فيه حديج بن معاوية وهو مختلفٌ فيه، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
2378- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلةٍ وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر، وقد أخبرنا به فسمع لغطًا في المسجد فاختلست منه.
رواه أبو يعلى بسندٍ فيه راوٍ ولم يسمّ.
2379- وعنه: أنّ الجهنيّ، قال: يا رسول الله، نحن بحيث قد علمت، ولا نستطيع أن نحصر هذا الشّهر، فأخبرنا بليلة القدر، قال: احضر السّبع الأواخر من الشّهر، قال: لا أستطيع ذلك، قال: التمسها ليلة سابعةٍ تبقى، وهي هذه اللّيلة، قال: قلت: يا رسول الله، هذه ليلة ثلاثٍ وعشرين وهي لثمانٍ يبقين فقال: كذا هذا الشّهر ينقص وهي لسبعٍ يبقين.
رواه أبو يعلى.
2380- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوقظ أهله في العشر الأواخر ويرفع المئزر.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقاتٌ، والتّرمذيّ دون قوله: ويرفع المئزر.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصوم, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
باب في مفسدات الصوم عبد العزيز الداخل دورة أحكام الصيام 0 16 شعبان 1430هـ/7-08-2009م 10:03 AM


الساعة الآن 10:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir