دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب التوحيد لابن منده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1434هـ/28-04-2013م, 10:22 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ذكر ما يدلّ على أن الله يحب من أطاعه ويبغض من عصاه من عباده

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر ما يدلّ على أن الله يحب من أطاعه ويبغض من عصاه من عباده
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه}، وقال: {إنّ اللّه يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين}، وقال: {إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا}، وقال: {إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ}، وقال: {لا يحبّ اللّه الجهر بالسّوء من القول إلامن ظلم}، الآية.
666 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصّبّاح، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو داود. ح وأخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالوا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود. ح وأخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا بشر بن عمر. ح وأخبرنا أحمد بن الحسن بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّيّ، حدثنا حجّاج بن محمّدٍ، قالوا: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
رواه غندرٌ ومعاذ بن معاذٍ وشبابة وغيرهم.
[التوحيد: 3/204]
667 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن يعقوب، وعليّ بن نصرٍ، قالا: حدثنا محمّد بن أيّوب، حدثنا أبو الوليد، ح وأخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الملك القرشيّ، حدثنا أحمد بن
[التوحيد: 3/204]
عليّ بن سعيدٍ، حدثنا هدبة بن خالدٍ، قالا: حدثنا همّام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن عبادة بن الصّامت: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، زاد هدبة: فقالت عائشة أو بعض أزواجه: يا نبيّ الله فأيّنا لا يكره الموت، فقال: إنّه ليس بذلك، ولكنّ المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته، فليس شيءٌ أحبّ إليه ممّا أمامه، فأحبّ لقاء الله، فأحبّ الله لقاءه، وإنّ الكافر إذا حضره الموت بشّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيءٌ أكره إليه ممّا أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه.
رواه جماعةٌ عن همّامٍ.
[التوحيد: 3/205]
668 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو مسعودٍ، حدثنا أبو أسامة، عن يزيد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/205]
669 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/205]
670 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا يحيى، حدثنا عبد الوهّاب. ح وأخبرنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو مسعودٍ، حدثنا عليٌّ، حدثنا خالد بن الحارث. ح وأخبرنا محمّد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق، حدثنا محمّد بن بكرٍ جميعًا عن سعيدٍ، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشامٍ، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقلت: يا رسول الله، من أجل كراهية الموت، فكلّنا يكره الموت، قال: ليس كذلك، ولكنّ المؤمن إذا بشّر برحمة الله، ومنزلته، ورضوانه، وجنّته أحبّ لقاء الله، وأحبّ الله لقاءه، وإنّ الكافر إذا بشّر بعذاب الله، وسخطه كره لقاء الله، وكره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/206]
671 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا إسحاق بن سيّارٍ النّصيبيّ، حدثنا أبو نعيمٍ، حدثنا زكريّا بن أبي زائدة، عن عامرٍ الشّعبيّ، أخبرني شريح بن هانئٍّ، قال: حدّثتني عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت قبل لقاء الله.
رواه يحيى القطّان، ووكيع، وابن أبي زائدة.
[التوحيد: 3/206]
672 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو مسعودٍ، حدثنا سليمان بن أبي هوذة، حدثنا عمرو بن أبي قيسٍ، وجريرٌ. ح وأخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جريرٌ، قال: وحدثنا هنّادٌ، حدثنا عبثر بن القاسم، كلّهم عن مطرّفٍ، عن عامرٍ، عن شريح بن هانيء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قال شريحٌ: فأتيت عائشة، فقلت: يا أمّ المؤمنين، سمعت أبا هريرة يخبّر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا، إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: أما
[التوحيد: 3/206]
إنّ الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، وما أحدٌ إلاّ وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالّذي تذهب إليه، ولكن إذا طمح البصر، وحشرج الصّدر، واقشعرّ الجلد، وتشنّجت الأصابع، فعند ذلك من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/207]
673 - أخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، حدثنا بكر بن سهلٍ، حدثنا عبد الله بن يوسف. ح وأخبرنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا القعنبيّ. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا أبي، حدثنا قتيبة. ح وأخبرنا حمزة بن محمّدٍ الكنانيّ، حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيبٍ، أخبرنا محمّد بن سلمة، أخبرنا عبد الرّحمن بن القاسم العيقيّ، كلّهم عن مالك بن أنسٍ، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: إذا أحبّ عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه.
[التوحيد: 3/207]
674 - أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاءٍ، حدثنا موسى بن هارون أبو عمران البزّاز. ح وأخبرنا حمزة بن محمّدٍ، ومحمّد بن سعدٍ، قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيبٍ، قالا: حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عزّ وجلّ: إذا أحبّ عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه.
[التوحيد: 3/207]
675 - أخبرنا أبو عمرٍو، حدثنا أبو حاتمٍ، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، حدثنا أبو الزّناد، أنّ الأعرج حدّثه، عن أبي هريرة، يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزّ وجلّ: إذا أحبّ عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه، رواه ورقاء.
[التوحيد: 3/208]
676 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا سعيد بن عامرٍ، حدثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/208]
677 - أخبرنا الحسين بن عليٍّ، حدثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمّد بن يحيى بن الفيّاض، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا حميدٌ، عن بكرٍ المزنيّ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبّ لقاء اللّه أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قيل: يا رسول الله، ما أحدٌ إلاّ وهو يكره الموت: قال: إنّه ليس كراهية الموت، ولكنّ المؤمن إذا جاءه البشير من الله لم يكن شيءٌ أحبّ إليه من لقاء الله، فأحبّ الله لقاءه، وإنّ الكافر إذا احتضر جاءه ما يكره فكره لقاء الله، فكره الله لقاءه.
[التوحيد: 3/208]
678 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية قال: دخلنا على عائشة فقلنا يا أم المؤمنين إن ابن مسعود يقول: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله لقاء الله كره الله لقاءه فقالت: يرحم الله أبا
[التوحيد: 3/208]
عبد الرحمن حدثكم بأول الحديث ولم تسألوه عن آخره وسأحدثكم إن الله إذا أراد بعبد خيرا قيض له ملكا قبل موته عاما ليسدده حتى يموت خير ما كان فيقول الناس: مات فلان خير ما كان فإذا حضر فرأى ما كان يتنزل عليه من الرحمة تهوع نفسه تهوعا فعند ذلك أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإذا أراد بعبد شرا أو سوءا قيض له شيطانا قبل موته بعام فأغواه حتى يموت شر ما كان، فإذا حضر فبشر بما يرى تبلع نفسه تبلعا، فعند ذلك كره لقاء الله، وكره الله لقاءه رواه الثوري وغيره عن الأعمش.
[التوحيد: 3/209]
679 - أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب، حدثنا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقال مسروق: قال عبد الله: من احب لقاء الله أحب الله لقاءه، فذكر الحديث نحو معناه وحديث يعلى أتم.
[التوحيد: 3/209]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله إذا أحبّ عبدًا دعا جبريل فعرّفه
680 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا محمّد بن عبيد بن عتبة الكوفيّ، حدثنا سعيد بن عمرٍو الأشعثيّ، حدثنا عبثر بن العلاء بن المسيّب، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله إذا أحبّ عبدًا قال لجبريل: إنّي قد أحببت عبدي فلانًا فأحبّه: قال: فيحبّه جبريل، ويقول جبريل لأهل السّماء: إنّ الله قد أحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: فيحبّه أهل السّماء، قال: ويوضع له القبول في الأرض.
رواه زهير.
[التوحيد: 3/209]
681 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب النّيسابوريّ، حدثنا محمّد بن عثمان العبسيّ. ح وأخبرنا أبو عمرٍو مولى بني هاشمٍ، حدثنا أبو أميّة. ح وأخبرنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن عليٍّ الجوّاز بمكّة، حدثنا عليّ بن عبد العزيز، قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمّدٍ العمريّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله إذا أحبّ عبدًا دعا جبريل، فقال: إنّي أحببت فلانًا فأحبّه، قال: فينادي جبريل في السّماوات، إنّ الله قد أحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: فيوضع له القبول في الأرض، قال: ولا أعلمه إلاّ قال: وإذا أبغضه كان كذلك.
[التوحيد: 3/210]
682 - أخبرنا حمزة الكنانيّ، ومحمّد بن سعدٍ، قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحبّ الله عبدًا دعا جبريل، فقال: إنّي أحببت فلانًا فأحبّوه، فيحبّه جبريل، ثمّ ينادي جبريل أهل سماء الدّنيا، إنّ الله يحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: فيحبّوه ثمّ يوضع له القبول في الأرض، وفي البغض مثل ذلك.
رواه الثّوريّ، ومعمرٌ.
[التوحيد: 3/210]
683 - أخبرنا جعفر بن محمّد بن هشام الدّمشقيّ، حدثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدثنا عبد العزيز بن الماجشون، حدثنا سهيل بن أبي صالحٍ، قال: كنت مع أبي غداة عرفة، قال: وعمر بن عبد العزيز أمير الحاجّ، فمرّ بنا فقلت: يا أبتاه، والله إنّي لأرى الله يحبّ عمر بن عبد العزيز، فقال: لم يا بنيّ، قلت: لما جعل
[التوحيد: 3/210]
الله له في قلوب النّاس من المودّة، فقال لي: يا بنيّ، أنبيك أنّي سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله إذا أحبّ عبدًا نادى جبريل، إنّي أحبّ فلانًا فأحبّه، فيحبّه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السّماء: إنّ الله قد أحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: فيحبّه أهل السّماء، ثمّ يوضع له القبول وإذا أبغض مثل ذلك.
رواه يزيد بن هارون، وغيره عن الماجشون.
رواه عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة.
ورواه ابن أبي حازمٍ، عن أبيه، وعن غيره، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/211]
684 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس وغيرهم، قالوا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود الطّيالسيّ، ح وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن نافعٍ، حدثنا عليّ بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا الأسود بن شيبان، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير، عن أخيه مطرّف بن عبد الله، قال: كان الحديث يبلغني عن أبي ذرٍّ، فكنت أشتهي لقاءه فلقيته، فقلت: يا أبا ذرٍّ إنّه كان يبلغني عنك الحديث فكنت أشتهي لقاءك، فقال: للّه أبوك، فقد لقيت فهات، قلت: يعني أنّك تحدّث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثكم: إنّ الله يحبّ ثلاثةً ويبغض ثلاثةً، فقال: أخال أن أكذب على خليلي، قلت: فمن الثّلاثة الّذين يحبّ؟ فقال: رجلٌ لقي العدوّ فقاتل، وإنّكم لتجدون في كتاب الله عندكمف {إنّ الله يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنّهم بنيانٌ مرصوصٌ}، قلت: فمن؟ قال: ورجلٌ له جار سوءٍ فهو يؤذيه، فيصبر على أذاه حتّى يكفيه الله إيّاه بحبوةٍ أو بموتٍ، قال: قلت: ومن؟ قال: رجلٌ مع قومٍ في سفرٍ، فنزلوا فعرّسوا وقد شقّ عليهم الكرى والنّعاس، ووضعوا رؤوسهم وناموا، وقام فتوضّأ وصلّى رهبةً للّه ورغبةً إليه، قلت: فمن الثّلاثة الّذي يبغض؟ قال: "البخيل، والمنّان، والمختال الفخور، وإنّكم
[التوحيد: 3/211]
لتجدون ذلك في كتاب الله: {إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ}، قلت: فمن الثّالث؟ قال: التّاجر الحلاّف، أو البيّاع الحلاّف.
لفظ حديث أبي داود، وهو حديثٌ مشهورٌ عن الأسود بن شيبان، وخالفه سعيد الجريريّ، ورواته مشاهيرٌ ثقاتٌ مقبولةٌ عند الجميع، وهو من رسم النّسائيّ.
[التوحيد: 3/212]
685 - أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون التّنّيسيّ، حدثنا أبو أميّة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله، عن ابن الأحمس، قال: لقيت أبا ذرٍّ، فذكر الحديث، وقال: ثلاثةٌ يشاءهم الله، مشهورٌ عن الجريريّ.
[التوحيد: 3/212]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يفرح بتوبة العبد
686 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ. ح وأخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، قالا: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلّت منه وجدها؟ قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: والّذي نفس محمد بيده للّه أشدّ فرحًا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا وجدها.
[التوحيد: 3/212]
687 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريكٍ البزّاز، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسّان محمّد بن مطرّفٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عند ظنّ عبدي، وأنا معه إذا ذكرني، وللّه أفرح
[التوحيد: 3/212]
بتوبة العبد من العبد يجد ضالّته بالفلاة.
رواه حفص بن ميسرة وغيره.
[التوحيد: 3/213]
688 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن خالد بن خليٍّ، حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، وأخبرنا أبو عمرٍو المدينيّ، حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، حدثنا أبو اليمان، قالا: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أفرح بتوبة أحدكم منه بضالّته إذا وجدها.
رواه ورقاء، والمغيرة بن عبد الرّحمن.
[التوحيد: 3/213]
689 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمارة بن عميرٍ، عن الحارث بن سويدٍ، قال: دخلت على عبد الله بن مسعودٍ أعوده، وهو مريضٌ، فحدثنا بحديثين، حدثنا عن نفسه، وحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: للّه أشدّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجلٍ في أرضٍ دويّةٍ مهلكةٍ، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتّى أدركه العطش، ثمّ قال: أرجع إلى مكاني الّذي كنت فيه فأنام حتّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشّد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده.
رواه قطبة بن عبد العزيز، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وقال أحمد بن
[التوحيد: 3/213]
حربٍ عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عميرٍ، عن الحارث بن سويدٍ، وأسود بن يزيد، عن عبد الله، وقال عليّ بن مسهرٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم التّيميّ، عن الحارث بن سويدٍ، عن عبد الله.
[التوحيد: 3/214]
690 - أخبرنا محمد بن محمد بن يوسف، حدثنا تميم بن محمد، حدثنا عبد الله بن معاذ بن معاذٍ، أخبرني أبي، حدّثنا أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: للّه أشدّ فرحًا بتوبة عبده من رجلٍ حمل زاده ومزاده على بعيرٍ، ثمّ سار حتّى كان بفلاةٍ من الأرض، فأدركه القائلة، فنزل، فقال: تحت شجرةٍ، فغلبته عينه، وانسلّ بعيره، فاستيقظ فسعى شرفًا فلم ير شيئًا، ثمّ سعى شرفًا ثانيًا فلم ير شيئًا، ثمّ سعى شرفًا ثالثًا فلم ير شيئًا، فأقبل حتّى أتى مكانه الّذي قال فيه، فبينا هو قاعدٌ إذ جاءه بعيره يمشي، حتّى وضع خطامه في يده، فالله أشدّ فرحًا بتوبة العبد، من هذا حين وجد بعيره.
قال سماكٌ: فزعم الشّعبيّ، أنّ النّعمان بن بشيرٍ رفع الحديث إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنا فلم أسمعه هكذا.
رواه حاتم موقوفا عن سماك، عن النعمان.
وروي عن الشعبي، عن النعمان مرفوعا.
رواه شريك، عن سماك، عن النعمان مرفوعا.
ورواه حماد، عن سماك، عن النعمان أراه مرفوعا.
[التوحيد: 3/214]
691 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا عليّ بن عبد العزيز، حدثنا ابن الأصبهانيّ، حدثنا شريك بن عبد الله النّخعيّ، عن سماكٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أفرح بتوبة العبد من رجلٍ كان في سفرٍ معه راحلته، فذكر الحديث.
[التوحيد: 3/214]
692 - أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا عباس الدوري، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أظنّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
[التوحيد: 3/214]
سافر رجلٌ بأرضٍ تنوفةٍ، يعني فلاةً، فقال: تحت شجرةٍ، ومعه راحلته، عليها سقاؤه، وطعامه، فاستيقظ فلم يرها، فعلا شرفًا، فلم يرها، وعلا شرفًا، فلم يرها، فالتفت، فإذا هو بها تجرّ خطامها، فما هو بأشدّ فرحًا من الله بتوبة عبده إذا تاب.
[التوحيد: 3/215]
693 - أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليٍّ، حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، حدثنا أبو الوليد، وحسن بن الرّبيع. ح وأخبرنا محمّد بن سعدٍ، حدثنا محمّد بن أيّوب، حدثنا سعيد بن منصورٍ. ح وأخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، حدثنا عمر بن حفصٍ السّدوسيّ، حدثنا عاصم بن عليٍّ. ح وأخبرنا أحمد بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا يحيى بن عمر، واللّفظ لسعيدٍ، قالوا: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيطٍ، عن أبيه، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تقولون: بفرح رجلٍ انفلتت ناقته بأرض قفرٍ تجرّ زمامها، ليس بها طعامٌ ولا شرابٌ، وله عليها طعامٌ وشرابٌ، فذهب في طلبها حتّى شقّ عليه فمرّت بجذل شجرةٍ، فتعلّق زمامها فوجدها معلّقةً به؟ فقلنا: شديدًا يا رسول الله، قال: فوالله للّه أشدّ فرحًا بتوبة عبدٍ من الرّجل براحلته.
[التوحيد: 3/215]
694 - وأخبرنا أبو عليٍّ الحسين الحافظ، وإبراهيم بن محمّدٍ، قالا: حدثنا أحمد بن المثنّى، حدثنا جعفر بن حميدٍ، حدثنا عبيد الله بن إيادٍ، بإسناده نحوه.
[التوحيد: 3/215]
695 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، حدثنا النّضر بن محمّدٍ الجرشيّ، حدثنا عكرمة بن عمّارٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله أشدّ فرحًا بتوبة أحدكم من الّذي يخرج حتّى إذا كان بأرضٍ فلاةٍ، معه راحلته عليها زاده وماؤه، فأضلّها فأتى شجرةً
[التوحيد: 3/215]
فنام في أصلها، قد يئس منها فانتبه فإذا هي عنده، فأخذ بخطامها، فيقول من الفرح: اللهمّ أنت عبدي، وأنا ربّك عزّ وجلّ أخطأ من شدّة الفرح.
رواه عمر بن يونس وغيره، عن عكرمة، ... ورواه عن قتادة، عن أنسٍ.
[التوحيد: 3/216]
696 - أخبرنا أبو عمرٍو مولى بني هاشمٍ، حدثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم، حدثنا عمرو بن عاصمٍ، حدثنا همّام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للّه أشدّ فرحًا بتوبة عبده من أحدكم. فذكر الحديث.
[التوحيد: 3/216]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله يحبّ العطاس ويكره التّثاؤب
697 - أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغداديّ، حدثنا إبراهيم بن عبد الرّحيم المخرميّ، حدثنا حسين بن محمّدٍ المروزيّ، حدثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يحبّ العطاس، ويكره التّثاؤب.
رواه قرادٌ أبو نوحٍ وغيره، عن ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/216]
698 - أخبرنا بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا عبّاسٌ الدّوريّ، حدثنا قرادٌ أبو نوحٍ، وأخبرنا محمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود، جميعًا عن ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورواه محمّد بن عجلان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/216]
699 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغّانيّ. ح وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن العبّاس أبو عيسى، حدثنا الحسن بن سهل بن عبد العزيز، قالا: حدثنا أبو عاصمٍ، عن محمّد بن عجلان، عن المقبريّ، عن أبي هريرة:
[التوحيد: 3/216]
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يحبّ العطاس، ويكره التّثاؤب، فإذا تثاءب فإنّما ذلك من الشّيطان يضحك من جوفه.
رواه جماعةٌ عن محمّد بن عجلان، منهم ابن عيينة، ويحيى بن أيّوب، وأبو خالدٍ الأحمر.
وروى العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعنه إسماعيل بن جعفرٍ وغيره.
ورواه جماعةٌ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ، عن أبي سعيدٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإنّ الشّيطان يدخل.
[التوحيد: 3/217]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ أحبّ البلاد إلى الله المساجد وأبغض البلاد إليه أسواقها
700 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلمٍ، حدثنا يزيد بن عبد الصّمد، حدثنا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو ضمرة. ح وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا عبيد بن الواحد، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا أنس بن عياضٍ، وعثمان بن مكتّلٍ، قالا: حدثنا الحارث بن عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحبّ البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها.
وروي هذا الحديث عن محاربٍ، عن عبد الله بن عمر.
[التوحيد: 3/217]
بيانٌ آخر يدلّ على أحبّ الكلام إلى الله وأبغض الكلام إليه
701 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا أبو جعفرٍ محمّد بن سعيد بن الأصبهانيّ، حدثنا أبو معاوية محمّد بن حازمٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم التّيميّ، عن الحارث بن سويدٍ، عن عبد الله بن مسعوٍد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ أحبّ الكلام إلى الله أن يقول العبد:
[التوحيد: 3/217]
سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك، وإنّ أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرّجل للرّجل: اتّق الله، فيقول: عليك بنفسك.
[التوحيد: 3/218]
بيانٌ آخر يدلّ على ما يرضى الله ويحبّه وما يكره الله ويبغضه
702 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشمٍ الأذرعيّ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن بحرٍ العسكريّ، حدثنا عفّان بن مسلمٍ، حدثنا حمّاد بن زيدٍ، وحمّاد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السّؤال.
رواه مالكٌ، وأبو عوانة، وخالد بن عبد الله، وجريرٌ.
[التوحيد: 3/218]
703 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل، حدثنا أحمد بن سلمة. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن سهلٍ، قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة،
[التوحيد: 3/218]
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم، ويكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال.
[التوحيد: 3/219]
704 - وأخبرنا حمزة، وإبراهيم، قالا: حدثنا أحمد، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جريرٌ نحوه.
[التوحيد: 3/219]
705 - أخبرنا أحمد بن عثمان الإمام، حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغداديّ، حدثنا أحمد بن عيسى التّستريّ، حدثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، حدّثه أنّ سهل بن أبي صالحٍ، حدّثه أنّ أباه حدّثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: آمركم بثلاثةٍ، وأنهاكم عن ثلاثةٍ.. الحديث.
رواه موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث.
[التوحيد: 3/219]
706 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا الحسن بن عليّ بن زيادٍ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسيّ، حدثنا محمّد بن جعفر بن أبي كثيرٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا، وأن تنصاحوا لمن ولاّه الله أمركم، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال.
[التوحيد: 3/219]
بيان آخر يدل على أن الله يحب الرفق في الأمور ويكره الخرق
707 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا عبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثني أبي، عن صالح بن كيسان، قال: أخبرني ابن شهابٍ، أخبرني عروة بن الزّبير، أنّ عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السّام عليكم، قالت: ففهمتها، فقلت: عليكم السّام واللّعنة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلاً يا عائشة، إنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه، قالت: قلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد قلت: عليكم.
[التوحيد: 3/220]
708 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ، أخبرني أبي. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا الرّبيع بن سليمان، حدثنا بشر بن بكرٍ. ح وأخبرنا إسماعيل بن محفوظٍ البيروتيّ، حدثنا أحمد بن عليّ بن سعيدٍ، حدثنا يحيى بن معينٍ، حدثنا الوليد بن مسلمٍ، قالوا: حدثنا الأوزاعيّ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الله يحبّ الرّفق في الأمر كلّه.
رواه مالك بن أنسٍ، ويحيى بن حمزة، وجماعةٌ عن الأوزاعيّ.
ورواه يونس بن يزيد، وشعيبٌ، ومعمر بن راشدٍ، وابن عيينة، وابن أبي حفصة نحو حديث صالحٍ.
وقال القعنبيّ وغيره عن عبد الرّحمن بن أبي المليكيّ، عن الزّهريٍّ بإسناده، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يحبّ الرّفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف، ولم يتابع عليه.
وروى ابن وهبٍ، عن حيوة بن الهاد، عن أبي بكر بن حزمٍ، عن عمرة، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق.
ورواه يحيى القطّان وغيره، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
[التوحيد: 3/220]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله لا يحبّ الفحش والتّفحّش
709 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا ابن نميرٍ، عن الأعمش، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيحٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: دخل على النّبيّ يهود، فقالوا: السّام عليكم يا أبا القاسم، فقالت عائشة: وعليك السّام ونالت منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش، قالت: ثمّ قلت: ألم تسمعهم يقولون: السّام عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما سمعتني أقول: وعليكم "، فأنزل الله هذه الآية: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله} الآية.
[التوحيد: 3/221]
710 - أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصريّ بنيسابور، حدثنا محمّد بن عبد الوهاب. ح وأخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحيّ، قالا: حدثنا يعلى بن عبيدة، عن الأعمش، عن أبي الضّحى مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: كان أناسٌ من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: السّام عليك، ويقول: وعليكم، ففطنت بهم عائشة فسبّتهم، فقال: مه يا عائشة، إنّ الله لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش، قلت: يا رسول الله، إنّهم يقولون كذا وكذا، فقال: أليس قد رددت عليهم، فأنزل الله عزّ وجلّ: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به الله}.
رواه الجماعةٌ، عن الأعمش منهم أبو معاوية.
[التوحيد: 3/221]
711 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا معلّى بن منصورٍ، حدثنا ابن أبي زائدة، عن عثمان بن حكيمٍ، عن محمّد بن أفلح، عن أسامة بن زيدٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
[التوحيد: 3/221]
إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش.
رواه أبو موسى الهرويّ، عن أبي زائدة، فقال عن أفلح.
[التوحيد: 3/222]
712 - أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بمصر، حدثنا محمّد بن غالبٍ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الهرويّ، حدثنا ابن أبي زائدة، عن عثمان بن الحكيم، عن أفلح مولى أبي أيّوب، عن أسامة بن زيدٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش. وروي من وجوهٍ عن عبد الله بن عمر، وأبي الدّرداء، وغيرهما.
[التوحيد: 3/222]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله يحبّ العبد الغنيّ التّقيّ الخفيّ العفيف
713 - أخبرنا عمرو بن محمّد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا أحمد بن عمرٍو الشّيبانيّ، حدثنا خليفة بن خيّاطٍ، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا بكير بن مسمارٍ، حدثنا عامر بن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الله يحبّ العبد التّقيّ الخفيّ، الغنيّ العفيف.
رواه أبو بكرٍ الحنفيّ، وغيره أتمّ من هذا.
[التوحيد: 3/222]
714 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن مروان بدمشقٍ، حدثنا زكريّا بن يحيى بن إياسٍ، حدثنا مسلم بن حاتمٍ، وأخبرنا عمرو بن محمّدٍ، حدثنا أحمد بن عمرو بن الضّحّاك، حدثنا عبّاس بن عبد العظيم، قالا: حدثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدثنا بكير بن مسمارٍ، قال: سمعت عامر بن سعد بن أبي وقّاصٍ، قال: كان سعد بن أبي وقّاصٍ في إبله، فخرج إليه عمر ابنه، فلمّا رآه سعدٌ، قال: اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ هذا الرّاكب، فلمّا نزل قال له عمر: قد
[التوحيد: 3/222]
رضيت أن تكون أعرابيًّا في إبلك وغنمك، والنّاس يتنازعون في الملك، فرفع سعدٌ يده فضرب بها صدر عمر، ثمّ قال: ويحك! إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الله يحبّ العبد الغنيّ التّقيّ الخفيّ.
رواه عليّ بن ثابتٍ الجزريّ وغيره، عن بكيرٍ.
[التوحيد: 3/223]
بيان آخر يدل علي أن الله يحب الحلم والأناة في عبده
715 - أخبرنا حمزة بن محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، أخبرنا عليّ بن حجرٍ، حدثنا إسماعيل بن عليّة، عن يونس بن عبيدٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ، قال: قال أشجّ بني عصرٍ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ فيك خلقين يحبّهما الله، الحلم والحياء، قلت: أقديمًا كان فيّ أو حديثًا، قال: لا بل قديمًا، قال: الحمد للّه الّذي جبلني على خلقين يحبّهما الله.
الأشجّ اسمه: عبد المنذر بن عائذٍ، روى عنه المثنّى بن ثمامة العبديّ.
[التوحيد: 3/223]
بيان آخر يدل على أن الله عز وجل يحب أن يؤتى رخصه
716 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا إسحاق بن سيّارٍ النّصيبيّ، حدثنا هارون بن معروفٍ، حدثنا عبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن موسى بن عقبة، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يحبّ أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته.
وقال مرّة عن الدّراورديّ، عن موسى، عن حرب بن قيسٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر.
[التوحيد: 3/223]
717 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا سعيد بن منصورٍ، عن عبد العزيز الدّراورديّ، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيسٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله يحبّ أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته.
وهذا من رسم النّسائيّ، وأبي عيسى .. في حرب بن قيسٍ.
وروي عن عبد الله بن مسعودٍ، وأنس بن مالكٍ، وغيرهما مرفوعًا.
[التوحيد: 3/224]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ من الغيرة ما يحبّ الله ومنها ما يكره الله ومن الخيلاء ما يحبّ الله ومنها ما يكره الله
718 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا عفّان بن مسلمٍ، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن ابن جابر بن عتيكٍ، وهو عبد الله بن جابر بن عتيكٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يبغض الله، فأمّا الغيرة الّتي يحبّ الله فالغيرة في الرّيبة، وأمّا الغيرة الّتي يبغض الله فالغيرة في غير ريبةٍ، وأمّا الخيلاء الّتي يحبّها الله، فاختيال الرّجل بنفسه عند القتال، واختياله عند الصّدقة، والخيلاء الّتي يبغض الله، فاختيال الرّجل بنفسه في الفخر والبخل.
رواه جماعةٌ وخالفهم معمرٌ.
ورواه حجّاجٌ الصّوّاف، والأوزاعيّ، وحربٌ.
[التوحيد: 3/224]
719 - أخبرنا خيثمة، ومحمّدٌ، قالا: حدثنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ، أخبرني أبي، وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن عوف بن سفيان، حدثنا أبو المغيرة عبد القدّوس،
[التوحيد: 3/224]
قالا: حدثنا الأوزاعيّ، حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثني ابن جابر بن عتيكٍ، قال: حدّثني أبي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يبغض الله، ومن الخيلاء ما يحبّ الله، ومنها ما يبغض الله، فالغيرة الّتي يحبّ الله الغيرة في الرّيبة، والغيرة الّتي يبغض الله الغيرة في غير الرّيبة، والخيلاء الّتي يحبّ الله، اختيال الرّجل بنفسه عند القتال، وعند الصّدقة، والاختيال الّتي يبغض الله، الخيلاء في الباطل.
رواه الوليد بن مسلمٍ.
[التوحيد: 3/225]
720 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن يزيد الأزرق، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: غيرتان إحداهما يحبّها الله، والأخرى يبغضها الله، ومخيلتان إحداهما يحبّها الله، والأخرى يبغضها الله، الغيرة في الرّيبة يحبّها الله، والغيرة في غير الرّيبة يبغضها الله، والمخيلة إن تصدّق الرّجل يحبّها الله، والمخيلة في الكبر يبغضها الله. رواه همّامٌ.
حديث "إنّ الله يدخل بالسّهم الواحد ثلاثة نفرٍ"، وإنّما هو عن أبي سلاّمٍ، عن خالد بن زيدٍ، عن عقبة، رواه ابن جابرٍ، عنه وهذا وهمٌ، والصّواب من حديث يحيى ما تقدّم.
[التوحيد: 3/224]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم من الحبّ والكراهية
721 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن يعقوب بن يوسف، قالا: حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا عبد الله بن نميرٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحدٌ أغير من الله، لذلك حرّم الفواحش، وما أحدٌ أحبّ إليه المدح من الله، قال: وثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله مثله، وقال: ولذلك مدح نفسه، وما أحدٌ
[التوحيد: 3/225]
أحبّ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك أنزل الكتاب، وبعث الرّسل.
رواه جماعةٌ عن الأعمش نحوه، بالإسنادين جميعًا، منهم حفص بن غياثٍ.
[التوحيد: 3/226]
722 - أخبرنا محمّد بن سعيد بن إسحاق، حدثنا عمر بن سعيدٍ الجمّال، حدثنا أبو داود، وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا عبد الملك بن محمّدٍ الرّقاشيّ، حدثنا بشر بن عمر. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا هاشم بن القاسم أبو النّضر. ح وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا إبراهيم بن حاتمٍ، حدثنا سليمان بن حربٍ، قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت أبا وائلٍ، يقول: سمعت ابن مسعودٍ، قال: قلت: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم، ورفعه، قال: نعم، قال: لا أحد أغير من الله، ولذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه.
لفظ حديث أبي النّضر والآخرون نحوه.
[التوحيد: 3/226]
723 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا العبّاس بن الفضل، حدثنا أبو الوليد، وأخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف الشّيبانيّ، حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي الشّوارب، قال: وحدثنا عمران بن موسى، حدثنا أبو كاملٍ، قالوا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن ورّادٍ كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال سعدٌ لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفحٍ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتعجبون من غيرة سعدٍ، فوالله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، ومن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك بعث المرسلين مبشّرين ومنذرين، ولا شخص أحبّ إليه المدحة من اللّه؛ من أجل ذلك وعد الجنّة.
رواه زائدة، وعبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الملك.
[التوحيد: 3/226]
724 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن نافعٍ، وأحمد بن الحسن بن عتبة، قالا: حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا عليّ بن معبد، عن عبيد الله بن عمرٍو، عن عبد الملك بن عمير، عن ورّادٍ بإسناده مثله.
[التوحيد: 3/227]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم من الحبّ والبغض من الله عز وجل وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو به
725 - أخبرنا أبو عبد الله بن محمّد بن حمزة، وعبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالوا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود. ح وأخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصّبّاح المقري، حدثنا يحيى بن حاتم بن زيادٍ، حدثنا شبابة بن سوار. ح وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، حدثنا محمّد بن غالب، حدثنا حفص بن عمر أبو عمر، وأبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم، ومحمّد بن كثيرٍ، وعليّ بن الجعد، قالوا: حدثنا شعبة، أخبرني عديّ بن ثابتٍ، قال: سمعت البراء بن عازبٍ، قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في الأنصار: لا يحبّهم إلاّ مؤمنٌ، ولا يبغضهم إلاّ منافقٌ، من أحبّ الأنصار أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله.
[التوحيد: 3/227]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم من الحبّ لحبّ الحسن بن عليّ بن أبي طالبٍ
726 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان، حدثنا محمّد بن يوسف، حدثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عديّ بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن عليٍّ: اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه. مشهورٌ عن فضيلٍ.
[التوحيد: 3/227]
727 - أخبرنا خيثمة، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، حدثنا الحميديّ، وأخبرنا أحمد بن
[التوحيد: 3/227]
محمّدٍ الورّاق، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، أخبرني أبي، قالا: حدثنا سفيان بن عبيدة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبيرٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال للحسن: اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه، وأحبّ من يحبّه. وهذا من قصّة بني قينقاع.
[التوحيد: 3/228]
728 - أخبرنا محمّد بن سعيد بن إسحاق، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: حدثنا أحمد بن عصامٍ، حدثنا يوسف بن يعقوب. ح وأخبرنا خيثمة، حدثنا أحمد بن زهير بن حربٍ، حدثنا هوذة بن خليفة البكراويّ، حدثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان الزّهريّ، عن أسامة بن زيدٍ، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن بن عليٍّ، فيقول: اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما.
رواه الثّوريّ، ويحيى بن القطّان، وجماعةٌ.
رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، فقال عن أبي تميمة، عن أبي عثمان، عن أسامة.
[التوحيد: 3/228]
بيانٌ آخر يدلّ على من يحبّ الله ورسوله يحبّه الله قال الله عز وجل: {فسوف يأتي الله بقومٍ يحبّهم ويحبّونه}.
729 - أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاءٍ، حدثنا موسى بن هارون الحمّال، وأخبرنا الحسين بن أحمد الكاتب بمكّة، حدثنا جعفر بن محمّدٍ القاضي ببغداد، قالا: حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا يعقوب بن عبد الرّحمن القاريّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. الحديث.
[التوحيد: 3/228]
730 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا عبّاس بن الفضل، حدثنا سعيد بن منصورٍ، حدثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطينّ الرّاية غدًا رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب. نحوه.
رواه عبد العزيز بن أبي حازمٍ، وعبد العزيز بن المختار وجريرٌ، وحمّاد بن سلمة.
[التوحيد: 3/228]
731 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن فهدٍ، حدثنا عمر بن عبد الوهّاب الرّياحيّ، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور بن المعتمر، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عمران بن حصينٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعنّ الرّاية إلى رجلٍ يحبّ الله ورسوله، ويحّبه الله ورسوله، فبعث عليّ بن أبي طالبٍ.
هذا حديثٌ مشهور الرّواية، ثابتٌ على رسم النّسائيّ، وأبي عيسى.
[التوحيد: 3/229]
ذكر أحبّ الكلام إلى الله عز وجل
732 - أخبرنا محمّد بن الحسن، حدثنا أبو قلابة، حدثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، عن سعيدٍ الجريريّ، عن أبي عبد الله الجسريّ، عن عبد الله بن الصّامت، عن أبي ذرٍّ، أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ الكلام أحبّ إلى الله؟ فقال: سبحان الله وبحمده.
ورواه يحيى بن أبي بكيرٍ وغيره، عن شعبة.
ورواه وهب بن خالدٍ وغيره، عن سعيدٍ الجريريّ، نحوه.
[التوحيد: 3/229]
733 - أخبرنا محمّد بن الحسن أبو طاهرٍ، حدثنا عبد الملك الرّقاشيّ، حدثنا أبي، عن ابن عليّة، عن سعيدٍ الجريريّ، عن أبي عبد الله، عن عبد الله بن الصّامت، عن أبي ذرٍّ، قال:
[التوحيد: 3/229]
قلت: يا رسول الله، أيّ الكلام أحبّ إلى الله؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته سبحان الله وبحمده.
[التوحيد: 3/230]
734 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمّد بن الحسن، قالا: حدثنا عبد الملك بن محمّدٍ الرّقاشيّ، حدثنا عبد الصّمد، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يسّافٍ، عن ركين بن الرّبيع بن عميلة الفزاريّ، عن سمرة بن جندبٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أطيب الكلام أربعةٌ إلاّ القرآن، وهي من القرآن لا يضرّك بأيّهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر.
قال: وحدثنا عبد الصّمد، وبشر بن عمر، قالا: حدثنا شعبة، عن سلمة، عن هلال بن يسّافٍ، عن سمرة نحوه.
ورواه الثّوريّ، عن منصورٍ، عن هلال بن يسّافٍ، عن سمرة نحوه.
ورواه الثّوريّ، عن منصورٍ، فقال: أفضل الكلام، وقال زهيرٌ: أحبّ الكلام إلى الله.
[التوحيد: 3/230]
735 - أخبرنا محمّد بن أيّوب بن حبيبٍ الرّقّيّ، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا حسين بن عيّاشٍ، حدثنا زهير بن معاوية، عن منصورٍ، عن هلال بن يسّافٍ، عن الرّبيع بن عميلة، عن سمرة بن جندبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبّ الكلام إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، لا يضرّك بأيّهنّ بدأت.
مشهورٌ عن زهيرٍ، وهذا
[التوحيد: 3/230]
إسنادٌ ثابتٌ على رسم أبي داود، وأبي عيسى، والنّسائيّ، ومسلمٍ.
وأخرج مسلمٌ عن هلال بن يسّافٍ، وعن الرّكين بن الرّبيع بن عميلة.
[التوحيد: 3/231]
736 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، وعليّ بن عيسى، قالا: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيدٍ، حدثنا أميّة، حدثنا يزيد بن زريعٍ، عن روح بن القاسم، عن منصورٍ، عن هلالٍ، عن ركين بن الرّبيع بن عميلة، عن سمرة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من الكلام شيءٌ أحبّ إلى الله من الحمد للّه، وسبحان الله، والله أكبر ولا إله إلاّ الله، هنّ أربعٌ فلا تكثره عليّ ألا يضرّك بأيّهنّ بدأت.
رواه جريرٌ وغيره.
[التوحيد: 3/231]
737 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمّدٍ العبسيّ، حدثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده.
[التوحيد: 3/231]
ذكر أحبّ الصّلاة إلى الله
738 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندهٍ، حدثنا أبو مسعودٍ، حدثنا محمّد بن شرحبيل. ح وأخبرنا عليّ بن العبّاس بن الأشعث الغزّيّ، حدثنا محمّد بن حمّادٍ، حدثنا عبد الرّزّاق، وقالا: حدثنا ابن جريجٍ، أخبرني عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن أويسٍ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود، كان يرقد شطر
[التوحيد: 3/231]
اللّيل، ثمّ يقوم، ثمّ يرقد آخره، ثمّ يقوم ثلث اللّيل،يعني آخره بعد شطره.
رواه عبد الرّزّاق، وروحٌ.
[التوحيد: 3/232]
739 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، قال: حدثنا الحميديّ. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، حدثنا يحيى بن محمّد بن يحيى، حدثنا مسدّد بن مسرهدٍ، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن أوسٍ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه.
رواه يحيى بن يحيى، وأبو بكرٍ.
ورواه زكريّا بن إسحاق، وغيره عن عمرٍو.
[التوحيد: 3/232]
ذكر أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود
740 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ. ح وأخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريجٍ، أخبرني عمرو بن دينارٍ، أنّ عمرو بن أوسٍ، أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[التوحيد: 3/232]
أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود.
وأخبرنا العبّاس بن محمّد بن معاذٍ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريجٍ، أخبرني عمرو بن دينارٍ، أنّ عمرو بن أوسٍ أخبره، عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحبّ الصّيام إلى الله عزّ وجلّ صيام داود، وكان يصوم نصف الدّهر، وأحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود، كان يرقد شطر اللّيل، ثمّ يقوم ثلث اللّيل بعد شطره، ثمّ يرقد.
[التوحيد: 3/233]
741 - أخبرنا إسماعيل بن محمّدٍ البغداديّ، حدثنا محمّد بن عبد الملك، حدثنا يزيد بن هارون. ح وأخبرنا عليّ بن الحسن، وعليّ بن محمّد بن نصرٍ، قالا: حدثنا محمّد بن غالبٍ، حدثنا عبد الصّمد بن النّعمان، قالا: حدثنا ورقاء، عن عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن أوسٍ الثّقفيّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، وأحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود، كان يصوم نصف الدّهر، وينام شطر اللّيل الأوّل، ثمّ يقوم الثّلث بعد الشّطر، ثمّ ينام السّدس.
[التوحيد: 3/233]
742 - أخبرنا حمزة بن محمّدٍ، ومحمّد بن سعدٍ، قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيبٍ، حدثنا قتيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن أوسٍ، أنّه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحبّ الصّلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه، وينام سدسه.
ورواه روحٌ، عن شعبة، عن عمرو بن دينارٍ، فقال: عن أبي العبّاس الشّاعر، وزاد فيه قصّة الصّوم.
[التوحيد: 3/233]
743 - أخبرنا العبّاس بن محمّد بن معاذٍ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينارٍ، سمعت أبا العبّاس الشّاعر، يحدّث: أنّه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ "، قلت: فإنّي أطيق أكثر من ذلك، حتّى قال: إنّ أحبّ الصّيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا
[التوحيد: 3/233]
ويفطر يومًا.
رواه ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن أبي العبّاس، عن ابن عمرٍو، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: صم صوم داود، كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، ولم يقل: إنّ أحبّ الصّيام إلى الله، وهذه الزّيادة في حديث عمرو بن أوسٍ.
[التوحيد: 3/234]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ من الأعمال ما يكون أحبّ إلى الله عز وجل
744 - أخبرنا محمّد بن أحمد بن محبوبٍ، حدثنا سعيد بن مسعودٍ، حدثنا النّضر بن شميلٍ. ح وأخبرنا محمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة بن الحجّاج، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة يحدّث، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: أدومها وإن قلّ، زاد النّضر في حديثه: قالت عائشة: فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
[التوحيد: 3/234]
745 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى وغيره، قالا: حدثنا يونس بن حبيبٍ، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة بن الحجّاج، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، أو أبي هريرة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
رواه عبد الله بن عمر، عن أبي سلمة، عن عائشة بطوله.
وكذلك رواه يحيى بن أبي كثيرٍ، ومحمّد
[التوحيد: 3/234]
بن عمرٍو، وموسى بن عقبة، عن أبي سلمة.
ورواه أبو إسحاق السّبيعيّ، عن أبي سلمة، عن أمّ سلمة، وقال خالدٌ عن محمّد بن عمرٍو، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه سعد بن سعيدٍ، عن القاسم، عن عائشة.
[التوحيد: 3/235]
746 - أخبرنا محمّد بن أبي عمرٍو، حدثنا عمر بن محمّد بن بحيرٍ، حدثنا محمّد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي سلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيّها النّاس، خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ الله لا يملّ حتى تملّوا، وكان أحبّ الأعمال إليه ما دووم عليه وإن قلّ.
رواه الثّقفيّ، وعبد الأعلى، وعبدة وغيرهم.
[التوحيد: 3/235]
747 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ومحمّد بن قريشٍ، قالا: حدثنا حامد بن سهلٍ، حدثنا معلّى بن أسدٍ، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يحدّث، عن عائشة، أنّها كانت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سدّدوا، وقاربوا، وأبشروا، فإنّه لن يدخل الجنّة أحدًا عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا، إلاّ أن يتغمّدني الله منه برحمةٍ، واعلموا أنّ أحبّ الأعمال إلى الله أدومه وإن قلّ.
رواه إبراهيم بن طهمان غيره، عن أبي سلمة، وقال عمرو بن عليٍّ وغيره: عن أبي همّامٍ محمّد بن الزّبرقان، عن موسى، عن سالمٍ أبي النّضر، عن أبي سلمة، عن عائشة.
[التوحيد: 3/235]
748 - أخبرنا الحسن بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو حمزة، عن هشام، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه.
رواه جماعة عن هشام بن عروة.
[التوحيد: 3/236]
بيان آخر يدل على ما تقدم
749 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما من أيّامٍ العمل فيها أفضل منه في عشر ذي الحجّة، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلاّ رجلٌ خرج بنفسه وماله في سبيل الله، ثمّ لم يرجع من ذلك بشيءٍ، وقال بعضهم: أفضل ولا أحبّ إلى الله.
روي من حديث مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ.
[التوحيد: 3/236]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم من الفرح والبشارة من الله عز وجل
750 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الحناجر، حدثنا يحيى بن أبي بكيرٍ. ح وأخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعودٍ، حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، قالا: حدثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئبٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يوطن رجلٌ مسلمٌ المسجد للصّلاة والذّكر، إلاّ
[التوحيد: 3/236]
تبشبش الله به حتّى يخرج، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم.
[التوحيد: 3/237]
751 - أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، حدثنا يحيى بن أيّوب، حدثنا يحيى بن بكيرٍ، حدثنا اللّيث. ح وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن بكيرٍ، حدثنا اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن سعيد بن يسارٍ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتوضّأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه، ثمّ يأت المسجد لا يريد إلاّ الصّلاة فيه، إلاّ تبشبش الله به، كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته.
[التوحيد: 3/237]
752 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، حدثنا فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، حدّثني عبيد الله بن سلمان الأغرّ، عن أبيه، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةٌ يحبّهم الله ويضحك إليهم، ويتبشبش بهم، إذا انكشف فئةٌ فقاتل فرآها بنفسه للّه. وهذا إسنادٌ مشهور الرّواية من رسم النّسائيّ، وأبي عيسى، وأبي داود.
[التوحيد: 3/237]
ذكر ما يدلّ على أنّ الله عز وجل يحبّ الجمال
753 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا عبد الملك بن محمّدٍ الرّقاشيّ، حدثنا يحيى بن حمّادٍ، حدثنا شعبة بن الحجّاج، عن أبان بن تغلب، عن فضيل بن عمرٍو الفقيميّ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال:
[التوحيد: 3/237]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنّة مثقال حبّةٍ من كبرٍ، ولا يدخل النّار مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فإنّ الرّجل يحبّ أن يكون ثوبه حسنًا، فقال: إنّ الله جميلٌ يحبّ الجمال، ولكنّه بطر الحقّ، وغمط النّاس.
[التوحيد: 3/238]
ذكر ما يدل على أن الله يحب الحمد
754 - أخبرنا حمزة بن محمّد بن العبّاس، ومحمّد بن سعدٍ، قالا: حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، حدثنا عليّ بن حجرٍ، أخبرنا إسماعيل بن عليّة، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، وكان شاعرًا، قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ألا أنشدك محامد حمدت بها ربّي، فقال: إنّ ربّك يحبّ الحمد، وما زادني على ذلك.
رواه جماعةٌ، عن يونس، عن الحسن، وأخرجه النّسائيّ.
[التوحيد: 3/238]
755 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتيّ، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، وكان رجلاً شاعرًا، أنّه قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: ألا أنشدك محامد حمدت بها ربّي، فقال: إنّ ربّك يحبّ الحمد، وما أحدٌ أحبّ إليه الحمد من الله.
الأسود رواه عنه عبد الرّحمن بن أبي بكرة، والحسن، قال: وكان الأحنف بن قيسٍ عمّه في نسخةٍ، وكان ...، في مسجد البصرة في أيّام الجمل، وتوفّي سنة اثنتين وأربعين.
[التوحيد: 3/238]
بيان آخر يدل على أن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
756 - أخبرنا محمّد بن سعيد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن مكرمٍ، حدثنا عثمان بن عمر. ح وأخبرنا أحمد بن إسماعيل، حدثنا بكّار بن قتيبة، حدثنا روح بن عبادة القيسيّ
[التوحيد: 3/238]
البصريّ، قالا: حدثنا ابن جريجٍ، أخبرنا ابن أبي مليكة، عن عائشة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم.
[التوحيد: 3/239]
757 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة. ح وأخبرنا محمّد بن إسحاق، وعليّ بن نصرٍ، قالا: حدثنا بشر بن موسى، قالا: حدثنا عبد الله بن الرّبيع الحميديّ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم.
رواه جماعةٌ عن ابن عيينة.
[التوحيد: 3/239]
758 - أخبرنا محمّد بن عليٍّ السّيّاريّ الهرويّ بمكّة، حدثنا أحمد بن محمّدٍ الشّافعيّ، حدثنا عمر بن إبراهيم بن محمّدٍ، حدثنا داود بن عبد الرّحمن العطّار، عن ابن جريجٍ، قال: سمعت ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم.
[التوحيد: 3/239]
759 - أخبرنا محمّد بن عبد الله بن معروفٍ بنيسابور، حدثنا أحمد بن مهران، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان الثّوريّ، عن ابن جريجٍ، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم.
رواه قبيصة وغيره.
[التوحيد: 3/239]
بيان آخر يدل على الرحمة والغضب من الله لعبده
760 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف، أخبرنا
[التوحيد: 3/239]
عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله كتب في كتابٍ فوق العرش: إنّ رحمتي غلبت غضبي.
[التوحيد: 3/240]
761 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامعٍ، حدثنا يوسف بن يزيد وأبو يزيد، حدثنا سعيد بن منصورٍ. ح وأخبرنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاءٍ، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، قالا: حدثنا المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لمّا قضى الله الخلق، كتب في كتابٍ، فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي غلبت غضبي.
رواه جماعةٌ، عن المغيرة.
ورواه عن أبي الزّناد مالك بن أنسٍ، وورقاء.
[التوحيد: 3/240]
762 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن خالد بن خليٍّ، حدثنا بشر بن شعيبٍ، حدثنا أبي شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا قضى الله الخلق كتب في كتابٍ فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي غلبت غضبي.
[التوحيد: 3/240]
763 - أخبرنا الحسن بن مروان بن أبي يحيى القيسرانيّ، حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان، حدثنا الفريابيّ، حدثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله الخلق كتب كتابًا فهو عنده فوق
[التوحيد: 3/240]
العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي.
رواه جماعةٌ، عن الثّوريّ، منهم وكيعٌ، وقبيصة.
[التوحيد: 3/241]
764 - أخبرنا أبو عمرٍو، حدثنا أبو أميّة، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله الخلق قالها ثلاث مرّاتٍ، كتب في كتابه على نفسه فهو موضوعٌ عنًده على العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي.
رواه جماعةٌ عن الأعمش، وقال شريك، عن الأعمش: إنّ الله كتب كتابًا بيده لنفسه قبل أن يخلق السّماوات والأرض، وقال أبو حمزة عن الأعمش: إنّه قال في حديثه: فهو كتب وهو وضعه.
[التوحيد: 3/241]
765 - أخبرنا عبد الله بن سعدٍ، حدثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ومحمّد بن إسحاق الثّقفيّ، قالا: حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا معتمر بن سليمان التّيميّ، عن أبيه، عن قتادة بن دعامة، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا قضى الله الخلق كتب في كتابٍ عنده: غلبت أو قال: سبقت رحمتي غضبي، قال: فهو عنده مكتوبٌ فوق العرش.
رواه خليفة بن خيّاطٍ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة. عن معتمرٍ.
[التوحيد: 3/241]
766 - أخبرنا إبراهيم بن محمّدٍ الدّيليّ، وهارون بن أحمد الإستراباذيّ، قالا: حدثنا أحمد بن زيدٍ، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا أبو حمزة أنس بن عياضٍ، عن الحارث بن عبد الرّحمن، عن عطاء بن مينا، عن أبي هريرة، قال:
[التوحيد: 3/241]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه فهو موضوعٌ عنده: إنّ رحمتي تغلب غضبي.
رواه محمّد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/242]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يغضب يوم القيامة على الكفّار غضبًا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله.
767 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا أبو بكرٍ، حدثنا محمّد بن بشرٍ، حدثنا أبو حيّان، يحيى بن سعيد بن حيّان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الكرب والغمّ ما لا يطيقون، وذكر الحديث، وقال فيه: فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربّك، فيقول: إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولا بعده مثله.
رواه عن أبي حيّان جماعةٌ، منهم جريرٌ.
ورواه جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/242]
768 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، حدثنا معاذ بن المثنّى، حدثنا عليّ بن عبد الله بن المدينيّ، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا مختصرٌ من حديث الشّفاعة تقدّم.
[التوحيد: 3/242]
بيانٌ آخر يدلّ على الرّضا والسّخط من الله عز وجل
769 - أخبرنا عبد العزيز بن سهلٍ الجرجانيّ بمكّة، حدثنا محمّد بن عليّ بن زيدٍ الصّائغ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى، حدثنا مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله عزّ وجلّ يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبّيك ربّنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول الله: أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: وأيّ شيءٍ أفضل من ذلك، فيقول: أحلّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا.
رواه عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهبٍ.
[التوحيد: 3/243]
بيان آخر يدل على أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ برضاء الله من سخطه
770 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا أبو أسامة. ح وأخبرنا عبدوس بن الحسين النّيسابوريّ، حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا عقبة بن خالدٍ السّكونيّ، قالا: حدثنا عبد الله بن عمر، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما منصوبتان، وهو ساجدٌ، وهو يقول: اللهمّ إنّي أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك،
[التوحيد: 3/243]
وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
رواه عبدة بن سليمان موصولاً.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ، وصهيب بن سنانٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: أعوذ برضاك من سخطك.
[التوحيد: 3/244]
بيانٌ آخر يدلّ على الرّضا والسّخط
771 - أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاءٍ، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا حجّاج بن يوسف، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجةً، وإنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنّم.
رواه أبو النّضر وغيره، عن عبد الرّحمن بن عبد الله، وعنه مشهورٌ.
رواه يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، ولم يذكر الرّضا والسّخط.
وقال محمّد بن إسحاق عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وذكر الرّضا والسّخط.
وروي من حديث صفوان بن سليمٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا.
ورواه بلال بن الحارث المزنيّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
[التوحيد: 3/244]
772 - أخبرنا إبراهيم بن محمّدٍ الدّيبليّ، وهارون بن أحمد الجرجانيّ، قالا: حدثنا أحمد بن زيدٍ، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمّد بن فليحٍ، حدثنا محمّد بن عمرو بن علقمة بن وقّاصٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن بلال بن الحارث المزنيّ، أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
[التوحيد: 3/244]
إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله، ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله به رضوانه إلى يوم يلقاه، وإنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من سخط الله، ما يظنّ أن تبلغ الّذي بلغت، فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه.
هذا إسنادٌ متّصلٌ صحيحٌ على رسم النّسائيّ، وأبي عيسى.
[التوحيد: 3/245]
بيانٌ آخر يدلٍ على شدّة غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
773 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتدّ غضب الله على قومٍ فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حينئذٍ يشير إلى رباعيته، قال: اشتدّ غضب الله على رجلٍّ يقتله رسول الله في سبيل الله.
[التوحيد: 3/245]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, ذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir