دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب التوحيد لابن منده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 08:44 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ذكر الآيات الدّالّة على وحدانيّة الله عزّ وجلّ، وأنّه خالق الخلق ومنشيها من تراب آدم

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر الآيات الدّالّة على وحدانيّة الله عزّ وجلّ، وأنّه خالق الخلق ومنشيها من تراب آدم، عليه السّلام، ثمّ من نطفة ولده وخلق منها زوجها حوّاء قال الله عزّ وجلّ: منبّهًا عباده على وحدانيّته وربوبيّته وبديع صنعته لخلقه: {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون}.
ثمّ أخبر عن كيفيّة بدء خلق آدم عليه السّلام، من ترابٍ، فجبله طينًا لازبًا، ثمّ جعله حمأً مسنونًا، ثمّ جعله صلصالاً كالفخّار، ثمّ نفخ فيه من روحه، فقال عزّ وجلّ: {الّذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طينٍ}، إلى قوله تعالى: {والأفئدة قليلاً ما تشكرون} ثمّ أخبر عزّ وجلّ بتفرّده بخلق الأشياء كلّها من غير معينٍ، .... فقال، عزّ وجلّ: {ما أشهدتهم خلق السّماوات والأرض ولا خلق أنفسهم}.
وقال تعالى: {أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}.
[التوحيد: 1/207]
بيان ذلك من الأثر:
73 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، وأخبرنا عبدوس بن الحسين النّيسابوريّ، قال: حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدثنا خالد بن خداشٍ المهلّبيّ، قال: حدثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: حدثنا يونس بن يزيد، جميعًا، عن محمّد بن مسلمٍ الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلقت الملائكة من نورٍ، وخلق إبليس من نار السمومٍ، وخلق آدم عليه السّلام، ممّا قد وصف لكم.
[التوحيد: 1/208]
74 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالوا: أخبرنا يونس، قال: حدثنا أبو داود، وأخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، قال: حدثنا محمّد بن أيّوب بن يحيى، قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: لمّا صوّر آدم عليه السّلام، في الجنّة تركه ما شاء الله، عزّ وجلّ، أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به وينظر إليه، فلمّا رآه أجوف علم أنّه خلق خلقًا لا يتمالك. مشهورٌ عن حمّاد بن سلمة.
[التوحيد: 1/208]
75 - أخبرنا أبو حاتمٍ محمّد بن عيسى الرّازيّ بها، وعبدوس بن الحسين النّيسابوريّ بها وأبو عمر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قالوا: حدثنا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ، قال: حدثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، قال: حدثنا هشام بن حسّان، قال: حدّثني قيس بن سعدٍ، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباحٍ، قال: كنت جالسًا عند ابن عبّاسٍ فأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبّاسٍ أرأيت السّاعة الّتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة، هل ذكر لكم منها، فقال: الله أعلم، إنّ الله عزّ وجلّ، خلق آدم عليه السّلام، يوم الجمعة بعد العصر، خلقه من أديم الأرض كلّها فنسي آدم، ألا ترى أنّ من ولده الأسود والأحمر، والخبيث، والطّيّب، ثمّ عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان، فبالله إن غابت الشّمس من ذلك اليوم حتّى أهبط من الجنّة.
هذا حديثٌ مشهورٌ عن هشام بن حسّان.
[التوحيد: 1/209]
76 - أخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ، قال:
[التوحيد: 1/209]
حدثنا أبو نعيمٍ، قال: حدثنا إبراهيم بن نافعٍ، قال: حدثنا الحسن بن مسلمٍ، قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ، أو سئل، فقيل له: يا أبا عبّاسٍ السّاعة الّتي تذكر من يوم الجمعة، فقال ابن عبّاسٍ: الله أعلم، خلق آدم عليه السّلام، من بعد العصر يوم الجمعة وخلقه من أديم الأرض، فسجدوا له، ثمّ عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان، فوالله إن غابت الشّمس حتّى خرج منها.
رواه ابن أبي زائدة ومحمّد بن ...، عن إبراهيم نحوه.
رواه ابن عيينة، عن إبراهيم بن نافعٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ وزاد فيه قال: خلقه من أديم الأرض كلّها أحمرها وأسودها وخبيثها وطيّبها نحو الأوّل.
رواه أبو حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما.
[التوحيد: 1/210]
77 - وأخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ، قال: حدثنا عبد الله بن رجاءٍ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّما سمّي آدم، لأنّه خلق من أديم الأرض، وإنّما سمي الإنسان، لأنّه نسي.
[التوحيد: 1/210]
بيان قوله: {وخلق منها زوجها}.
78 - أخبرنا خيثمة، قال: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، قال: حدثنا عبد الله بن الزّبير الحميديّ، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنّ المرأة خلقت من ضلعٍ لن تستقيم لك على طريقةٍ، فإن
[التوحيد: 1/210]
ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوجٌ.
رواه جماعةٌ عن أبي الزّناد.
[التوحيد: 1/211]
79 - وروى عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لمّا خلق الله عزّ وجلّ، آدم انتزع ضلعًا من أضلاعه فخلق منه حوّاء.
[التوحيد: 1/211]
80 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرّازيّ، قال: حدثنا خير بن عرفة المصريّ، قال: حدثنا محمّد بن خلاّدٍ الإسكندرانيّ، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرّحمن القاريّ، عن عمرو بن أبي عمرٍو، عن
[التوحيد: 1/211]
الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: إنّ موسى، عليه السّلام، قال لآدم، عليه السّلام،: يا آدم خلقك الله، عزّ وجلّ، بيده ونفخ فيك من روحه، ثمّ قال لك: كن، فكنت، ثمّ قال: {اسكن أنت وزوجك الجنّة ...} الآية فنهاك عن شجرةٍ واحدةٍ فعصيت، فقال آدم لموسى: ألم تعلم أنّ الله قدّرها عليّ قبل أن يخلقني؟. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لقد حجّ آدم موسى، عليهما السّلام، ثلاث مرّاتٍ.
رواه جماعةٌ عن أبي هريرة، منهم أبو سلمة، وطاووسٌ، وأبو صالحٍ، وغيرهم، ولم يذكر منهم واحدٌ في حديثه: {اسكن أنت وزوجك الجنّة}، وهذه اللفظة في حديثٍ روي عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه.
[التوحيد: 1/212]
81 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عاصمٍ، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن النّعمان، قال: حدثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدثنا أسباط بن نصرٍ، عن إسماعيل السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة بن شراحبيل، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالوا: أخرج إبليس من الجنّة ولعن، وأسكن آدم عليه السّلام، حين قال له: {اسكن أنت وزوجك الجنّة} فكان يمشي فيها وحشيًّا ليس له زوجٌ يسكن إليها، فنام نومةً فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها الله، عزّ وجلّ، من ضلعه، فسألها ما أنت؟ قالت: امرأةٌ، قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إليّ. فقالت له الملائكة، عليهم السّلام، ينظرون ما بلغ علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء، قالوا: لم سمّيت حوّاء؟ قال: لأنّها خلقت من شيءٍ حيٍّ، فقال الله، عزّ وجلّ، له: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا
[التوحيد: 1/213]
منها رغدًا حيث شئتما}، والرّغد الهنيّ {ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين}، ثمّ إنّ إبليس حلف لهما: والله إنّي لكما لمن النّاصحين، وقال: يا آدم ألا أدلّكما على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى، وعلم أنّ لهما سوءةً، وإنّما أراد أن يبدي لهما سوءاتهما ما توارى عنهما، ويهتك لباسهما، فتقدّمت حوّاء، فأكلت، ثمّ قالت: يا آدم، كل؛ فإنّي قد أكلت؛ فلم يضرّني، فلمّا أكل آدم؛ بدت لهما سوءاتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة، {وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشّجرة وأقل لكما إنّ الشّيطان لكما عدوٌّ مبينٌ}. فقال آدم: إنّه حلف لي بك ولم أكن أظنّ أنّ أحدًا من خلقك يحلف بك كاذبًا، وإلا تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} قال: {اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ}، فأهبطهم إلى الأرض، آدم وحوّاء وإبليس والحيّة {ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حينٍ}.
أخرج مسلم بن الحجّاج، عن مرّة، وعن السّدّيّ، وعمرو بن حمّادٍ، وأسباط بن نصرٍ في كتابه، وهذا إسنادٌ ثابتٌ.
[التوحيد: 1/214]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الآداب, ذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir