قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر آيةٍ تدلّ على وحدانيّة الله عزّ وجلّ، من انتقال الخلق من حالٍ إلى حالٍ فقال الله، عزّ وجلّ: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ ...} إلى قوله: {فتبارك الله أحسن الخالقين} وقال عزّ وجلّ: {ألم نخلقكم من ماءٍ مهينٍ فجعلناه في قرارٍ مكينٍ}.
وقال: {قتل الإنسان ما أكفره من أيّ شيءٍ خلقه ...} الآية، إلى قوله: {متاعًا لكم ولأنعامكم}.
وقال: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ}، الآية.
وقال: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى ...}، إلى آخر السّورة.
وقال: {أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}.
[التوحيد: 1/218]
بيانها من الأثر
82 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن يعقوب قالا: حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا عبد الله بن نميرٍ،
[التوحيد: 1/218]
وأخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو، قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدثنا أبي قالا: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق: إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين ليلةً، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يبعث الله، عزّ وجلّ، إليه ملكًا بأربع كلماتٍ، فيقول: اكتب أجله ورزقه وشقيٌّ أو سعيدٌ، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلاّ ذراعٌ، فيغلب عليه الكتاب الّذي سبق فيختم له بعمل أهل النّار فيدخل النّار، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراعٌ فيغلب عليه الكتاب الّذي سبق فيختم له بعمل أهل الجنّة.
هذا حديثٌ مجمعٌ على صحّته.
رواه جماعةٌ من الأئمّة الثّقات، عن الأعمش.
[التوحيد: 1/219]