{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر(53).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن أكبر آية فرجا في القرآن( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) .
وقال علي رضي الله عنه: ما في القرآن آية أوسع من:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) ... إلى آخر الآية.
يا تري !!... لم أثني الصحابة على هذه الآية بهذا الثناء الجميل و العظيم ؟..ما الموضوع أي اشتملت عليه الآية ؟ ....ما المقصد والغرض الذي تضمنته كلمات هذه الآية في طياتها..حتى كان لها هذا الشأن العظيم..
الآية رسالة من رب العالمين لعباده جميعا..يخبرهم عنه نفسه ..عن أعظم و أوسع صفة له .ألا وهى صفة الرحمة....فهو بهم راحم و وإليهم متودد .
وهو خطاب يحمل في طياته حب الله عزوجل لعباده يوم فتح لهم باب التوبة و دعاهم إليه..و ملأ قلبوهم رجاء به..و حرم عليهم القنوط من رحمته..وهذا من سعة كرامته سبحانه وتعالى على عباده فهو الرحيم الحليم والودود البر الرؤوف الجواد.
جاء في صحيح البخاري ومسلم في سبب نزول الآية
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً فَنَزَلَ
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }
وَنَزَلَتْ{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }[1] (قل) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم..ولمن صلح له الخطاب
{يا عبادي } : شاملة للعبودية العامية والخاصة..فيدخل في كل عباده المؤمنين و الكافرين.
والنداء بوصف العبودية فيه من التودد والتلطف ما فيه..إذ مع كونهم مسرفين مذنبين إلا إن الله نداهم بعابدي ... والعبودية شرف.
قالالبجيرميالشافعي: وليس للمؤمن صفة أتم ولا أشرف من العبودية، لأنها غاية التذلل..
وكما قيل:
ومما زادني شرفًا و تيهًا == وكدت بأخمصي أطأ الثريـا
دخولي تحت قولك : يا عبادي == و أن صيَّرت أحمد لي نبيـا
{الَّذِينَ أسرفوا }:أي أفرطوا على أنفسهم بالشرك والكفر واستكثروا من الذنوب و المعاصي بإتباع أهواءهم والسعي في مساخط الله عزوجل.
(لا تقنطوا) لا تيأسوا من رحمة الله ؛ لا تيأسوا من مغفرته..أقبلوا على ربكم و أنيبوا إليه واستغفروه .. فعفو الله لا يتعاظمه ذنب ورحمته وسعت كل شيء..
ويدخل في هذه الآية كل من أذنب .سواء كان من أسرف عليه نفسه بالشرك أو الكفر أو اقتراف الكبائر أو ارتكاب الذنوب الصغائر..فالكل باب التوب مفتوح أمامه..والتوبة مقبولة منه...إن أقبل و صدق في توبته
قال قتادة :ذكر لنا أن أناسا أصابوا ذنوبا عظاما في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أشفقوا أن لا يتاب عليهم، فدعاهم الله بهذه الآية:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ )..ذكره الطبري
وقال السديّ: هؤلاء المشركون من أهل مكة، قالوا: كيف نجيبك وأنت تزعم أنه من زنى، أو قتل، أو أشرك بالرحمن كان هالكا من أهل النار؟ فكلّ هذه الأعمال قد عملناها، فأنزلت فيهم هذه الآية:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ )... ذكره الطبري
وقال ابن عمر: إنما أنزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر من المسلمين، كانوا أسلموا ثم فتنوا وعذّبوا، فافتنوا، كنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذّبوه، فنزلت هؤلاء الآيات، وكان عمر بن الخطاب كاتبا، قال: فكتبها بيده ثم بعث بها إلى عَيَّاش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، إلى أولئك النفر، فأسلموا وهاجروا....ذكره الطبري
وعنه أيضا قال: كنا معشر أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نرى أو نقول: إنه ليس شيء من حسناتنا إلا وهي مقبولة، حتى نزلت هذه الآية( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) فلما نزلت هذه الآية قلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر والفواحش، قال: فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا: قد هلك، حتى نزلت هذه الآية( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) فلما نزلت هذه الآية كففنا عن القول في ذلك، فكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه، إن لم يصب منها شيئا رجونا له..... ذكره الطبري
روى الإمام أحمد عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:"ما أُحِبُّ أنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيها بهذه الآية:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )"... الآية، فقال رجل: يا رسول الله، ومن أشرك ؟ فسكت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ثم قال:"ألا وَمَنْ أشْرَكَ، ألا ومَنْ أشْرَكَ، ثلاث مرات".
وروى أحمد أيضا عن عمرو بن عنبسة رضى الله عنه قال: «جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلم شيخ كبير يتوكأ على عصا له فقال: يا رسول الله إن لي غدرات وفجرات، فهل يغفر لى؟ قال صلّى الله عليه وسلم: ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال بلى وأشهد أنك رسول الله، فقال صلّى الله عليه وسلم: قد غفر لك غدراتك وفجراتك» .
فجملة هذه الأحاديث والآثار وغيرها دالة على أن المراد أن الله يغفر جميع الذنوب والمعاصي كبائر كانت أو صغائر مع التوبة ....، ولا يقنطنّ عبد من رحمة الله، فإن باب الرحمة واسع كما قال: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ» وقال: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً» .
..
يا الله ما أعظمك ؛ وأكرمك وأحلمك......أيا عبد الله أي شيء يحول بينك وبين التوبة... بعد هذا...أي الذنب يعظمك في نفسك.....إن كان عظم في نفسك ذنب الزنا..فاعلم أن الله يغفره..و إن كان عظم في نفسك ذنب قتل النفس المعصومة..فاعلم أن الله يغفره وتجاوز عنه..ويؤدى عنك حق المقتول..وان كان عظم عليك ذنب الزنا بالمحارم..فاعلم أن الله يغفره و يصفح عنك..وان كان عظم فص نفسك جريمة اللواط...فاعلم أن الله يغفره..و يصلح الله لك حالك....وإن كان عظم عليك ذنب عقوق الوالدين...فاعلم أن الله يغفره....أو عظم عليك أكل أموال الناس بالباطل فاعلم إن الله يغفره لك ويتجاوز.... .عدد ما شئت من الذنوب كلها داخلة تحت قوله "إن الله يغفر الذنوب جميعا"
وقد أكد الله عزوجل هذه الجملة بثلاث مؤكدات حتى لا يبقى في القلب مجال للشك أبدا أو الريب أو التردد .... التوكيد الأول بقوله" إن" ؛ والثاني بقوله "الذنوب" ف "ال" تفيد الاستغراق.... وبقوله جميعا توكيد ثالث.
و في الحديث يقول الله: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة." رواه الترمذي
.
...بل الله أشد فرحا بتوبة العبد
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح.
"
...بل الأمر أعظم من ذلك..الله يبدل سيئاتك حسنات ..
قال تعالى :{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)} (الفرقان).
...
ثم اعلم يا عبد الله أن باب الملك مفتوح في كل وقت.ليس عليه بواب كأبواب ملوك الدنيا...حتى تستأذن وتنتظر أن يؤذن لك ... فربك حي لا يموت...إن أقبلت عليه بالليل..فتح لك بابه و إن أقبلت عليه بالنهار فتح لك بابه .
عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))؛ رواه مسلم.
فيا لها من بشارة عظيمة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم، الصادقين في رجائه..فهو سبحانه أهل أن يغفر ... كما قال تعالى { هو أهل التقوى وأهل المغفرة}
وهو سبحانه الذي دعا طوائف أهل الكفر للتوبة
قال ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا َ: قَدْ دَعَا اللَّهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ اللَّهُ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللَّهِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عُزَيْرًا ابْنُ اللَّهِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ يَدَ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِهَؤُلَاءِ: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ...ثُمَّ دَعَا إِلَى تَوْبَتِهِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ قَوْلًا مِنْ هَؤُلَاءِ، مَنْ قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} ... ، وَقَالَ {مَاعَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ . . مَنْ آيَسَ عِبَادَ اللَّهِ . مِنَ التَّوْبَةِ بَعْدَ هَذَا فَقَدَ جَحَدَ كِتَابَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لَا يَقْدِرُ الْعَبْدُ أَنْ يَتُوبَ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ...ذكره ابن كثير
...
فبادر بالتوبة يا عبد الله وأقلع عما كنت ملتبسا به من المعاصي ..واسأل الله أن يقبل توبتك ....فالإﻧﺴﺎﻥ لا ﻳﺪﺭﻱ، ﻓﻘﺪ ﻳﻔاجئه ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ؛ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ..
قال الله تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}
فالبدار البدار ..قبل فوات الأوان
فأحسن الظن بربك يا عبد الله...ولا تأيس من روحه..فإن اليأس من روحه والقنوط من رحمته من كبائر الذنوب.. قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ {يوسف: 87}.
و قولهتعالى:{قَالَ وَمَنْيَقْنَطُمِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[الحجر:56].
ووادع ربك وأنت موقن بالإجابة..وتضرع إليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله -أيها المؤمن- فعظم الرغبة فيما عنده، وأحسن الظن به.
وإني لأدعو الله حتى كأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانعُه
ثم اعلم يا عبيد الله أن التوبة لابد أن تكون نصوحا حتى تكون مقبولة.
قال الله تعالى :ّ{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}
و التوبة النصوح .هي التوبة الصادقة التي تحققت فيها شروط التوبة وهي:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود إليه مرة أخرى.
ثم أكثر من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، لقول الله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً} [مريم:60].
وقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:114].
وختم الله الآية بقوله بذكر اسمين عظيمين من أسماءه الحسنى . ...اسمه الغفور الرحيم
قال:{ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}...وهما اسمان دالان على صفة المغفرة وصفة الرحمة..وهو وصفان لازمان ذاتيان لا تنفكان عنه سبحانه وجلا..وجيء بهما توكيدا لقوله "{ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}..فهو يغفر الذنوب جميعا لأن من صفته المغفرة و الرحمة...يغفر ذنوبهم..وهو يرحمهم فلا يعذبهم.
..
وأخيرا أختم بهذا الحديث العظيم
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي وإذا إمرأة من السبي تحلب ثديها، كلما وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟، قالوا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: والله، الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها.
المراجع
- جامع البيان في تأويل القرآن .لمحمد بن جرير أبو جعفر الطبري ( : 310هـ)
-معالم التنزيل للبغوي ( 510هـ)
-المحرر الوجيز لابن عطية ( 541 هـ)
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير ( 774 هـ)
- فتحُ البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب محمد صديق خان بن حسن لقِنَّوجي ( 1307هـ)
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ( 1376 هـ)
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي (: 1393هـ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور (1393هـ)
[1] أورده البخاري كتاب التفسير باب { بَاب قَوْلُهُ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } وأورده مسلم في كتاب الايمان باب باب كَوْنِ الإِسْلاَمِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةُ وَالْحَجُّ. (53)