دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الصلاة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب صلاة الكسوف (1/3) [صلاة الكسوف سنة مؤكدة عند كسوف الشمس أو القمر]


بابُ صَلَاةِ الكُسوفِ
عن المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يومَ ماتَ إبراهيمُ، فقالَ الناسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لموتِ إبراهيمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي روايَةٍ للبخاريِّ: ((حَتَّى تَنْجَلِيَ)).
وللبخاريِّ مِن حديثِ أبي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)).


  #2  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


بَابُ صَلاةِ الْكُسُوفِ

1/470- عَن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ: ((حَتَّى تَنْجَلِيَ)).
(عَن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ)؛ أَي: ابْنُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَمَوْتُهُ فِي الْعَاشِرَةِ مِن الْهِجْرَةِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْهُ، وَقِيلَ: فِي الرَّابِعَةِ، (فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)؛ أَيْ: رَادًّا عَلَيْهِمْ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا). هَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ.
وَلَفْظُ الْبُخَارِيِّ: ((فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى تَنْكَشِفَ))، لَيْسَ هَذَا اللَّفْظُ فِي الْبُخَارِيِّ، بَلْ هُوَ فِي مُسْلِمٍ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
يُقَالُ: كَسَفَت الشَّمْسُ، بِفَتْحِ الْكَافِ، وَتُضَمُّ نَادِراً، وَانْكَسَفَتْ، وَخَسَفَتْ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَتُضَمُّ نَادِراً وَانْخَسَفَتْ. وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي اللَّفْظَيْنِ: هَلْ يُسْتَعْمَلانِ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، أَوْ يُخَصُّ كُلُّ لَفْظٍ بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا؟
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْقُرْآنِ نِسْبَةُ الْخُسُوفِ إلَى الْقَمَرِ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: خَسَفَت الشَّمْسُ، كَمَا ثَبَتَ فِيهِ نِسْبَةُ الْكُسُوفِ إلَيْهِمَا، وَثَبَتَ اسْتِعْمَالُهُمَا مَنْسُوبَيْنِ إلَيْهِمَا، فَيُقَالُ فِيهِمَا: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَنْخَسِفَانِ وَيَنْكَسِفَانِ، إنَّمَا الَّذِي لَمْ يَرِدْ فِي الأَحَادِيثِ نِسْبَةُ الْكُسُوفِ إلَى الْقَمَرِ عَلَى جِهَةِ الانْفِرَادِ، وَعَلَى هَذَا يَدُلُّ اسْتِعْمَالُ الْفُقَهَاءِ؛ فَإِنَّهُمْ يَخُصُّونَ الْكُسُوفَ بِالشَّمْسِ، وَالْخُسُوفَ بِالْقَمَرِ، وَاخْتَارَهُ ثَعْلَبٌ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إنَّهُ أَفْصَحُ، وَقِيلَ: يُقَالُ بِهِمَا فِي كُلٍّ مِنْهُمَا.
وَالْكُسُوفُ لُغَةً: التَّغَيُّرُ إلَى السَّوَادِ، وَالْخُسُوفُ: النُّقْصَانُ، وَفِي ذَلِكَ أَقْوَالٌ أُخَرُ. وَإِنَّمَا قَالُوا: إنَّهَا كَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ؛ لأَنَّهَا كَسَفَتْ فِي غَيْرِ يَوْمِ كُسُوفِهَا الْمُعْتَادِ، فَإِنَّ كُسُوفَهَا فِي الْعَاشِرِ أَو الرَّابِعِ لا يَكَادُ يَتَّفِقُ؛ فَلِذَا قَالُوا: إنَّمَا هُوَ لأَجْلِ هَذَا الْخَطْبِ الْعَظِيمِ.
فَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمَا عَلامَتَانِ مِن الْعَلامَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ عَلَى تَخْوِيفِ عِبَادِهِ مِنْ بَأْسِهِ وَسَطْوَتِهِ.
وَالْحَدِيثُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفاً}، وَفِي قَوْلِهِ: ((لِحَيَاتِهِ)) مَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يَدَّعُوا ذَلِكَ بَيَانُ أَنَّهُ لا فَرْقَ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ، فَكَمَا أَنَّكُمْ لا تَقُولُونَ بِكُسُوفِهِمَا لِحَيَاةِ أَحَدٍ، كَذَلِكَ لا يَكْسِفَانِ لِمَوْتِهِ، أَوْ كَأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ حَيَاتِهِ صِحَّتُهُ مِنْ مَرَضِهِ وَنَحْوِهِ.
ثُمَّ ذَكَرَ الْقَمَرَ مَعَ أَنَّ الْكَلامَ خَاصٌّ بِكُسُوفِ الشَّمْسِ زِيَادَةً فِي الإِفَادَةِ وَالْبَيَانِ أَنَّ حُكْمَ النَّيِّرَيْنِ وَاحِدٌ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْشَدَ الْعِبَادَ إلَى مَا شُرِعَ عِنْدَ رُؤْيَةِ ذَلِكَ مِن الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ، وَيَأْتِي صِفَةُ الصَّلاةِ.
وَالأَمْرُ دَلِيلُ الْوُجُوبِ إلاَّ أَنَّهُ حَمَلَهُ الْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لانْحِصَارِ الْوَاجِبَاتِ فِي الْخَمْسِ الصَّلَوَاتِ. وَصَرَّحَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ بِوُجُوبِها، وَنَقَلَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ أَوْجَبَهَا. وَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَايَةَ وَقْتِ الدُّعَاءِ وَالصَّلاةِ انْكِشَافَ الْكُسُوفِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا تَفُوتُ الصَّلاةُ بِالانْجِلاءِ، فَإِذَا انْجَلَتْ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلا يُتِمُّهَا، بَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى مَا فَعَلَ، إلاَّ أَنَّ فِي رِوَايَةِ لمُسْلِمٍ: فَسَلَّمَ وَقَد انْجَلَتْ. فَدَلَّ أَنَّهُ يُتِمُّ الصَّلاةَ وَإِنْ كَانَ قَدْ حَصَلَ الانْجِلاءُ، وَيُؤَيِّدُهُ الْقِيَاسُ عَلَى سَائِرِ الصَّلَوَاتِ؛ فَإِنَّهَا تُقَيَّدُ بِرَكْعَةٍ كَمَا سَلَفَ، فَإِذَا أَتَى بِرَكْعَةٍ أَتَمَّهَا.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ فِعْلَهَا يَتَقَيَّدُ بِحُصُولِ السَّبَبِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ مِن الأَوْقَاتِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ، وَعِنْدَ أَحْمَدُ وَأَبِي حَنِيفَةَ مَا عَدَا أَوْقَاتِ الْكَرَاهَةِ.
(وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ)؛ أَيْ: عَن الْمُغِيرَةِ، (حَتَّى تَنْجَلِيَ) عِوَضُ قَوْلِهِ: (تَنْكَشِفَ)، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
2/471 - وَلِلْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ)).
(وَلِلْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ).
وهوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَاقَهُ البُخارِيُّ في بابِ الكُسوفِ، ولَفْظُهُ: ((يَكْشِفَ)). والمُرَادُ: يَرْتَفِعُ مَا حَلَّ بِكُم مِنْ كُسوفِ الشَّمْسِ أو القَمَرِ.


  #3  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 09:57 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


بابُ صلاةِ الكسوفِ

مقَدِّمَةٌ
قالَ ثَعْلَبٌ: أجْوَدُ الكلامِ أنْ يُقالَ: كَسَفَت الشمْسُ، وخَسَفَ القمَرُ، فالكسوفُ هوَ: ذهابُ ضَوْءِ الشمسِ أوْ بعضُهُ في النهارِ، والخسوفُ هوَ: ذهابُ ضوءِ القمَرِ أوْ بعضُهُ ليلاً.
سببُ الكسوفِ هوَ حَيلولةُ القمَرِ بينَ الشمْسِ وبينَ الأرضِ، وسببُ الخسوفِ هوَ حَيلولةُ الأرضِ بينَ الشمسِ وبينَ القمرِ.
وقدْ أَجْرَى اللَّهُ تعالى العادةَ أنَّهُ لا يَحْصُلُ الكسوفُ إلاَّ في الأَسْرَارِ، آخِرَ الشهْرِ إذا اقْتَرَنَ النَّيِّرَانِ.
ولا يَحْصُلُ الخسوفُ إلاَّ في الأَبْدَارِ، إذا تقابَلَ النَّيِّرَانِ.
قالَ عُلَمَاءُ الفلَكِ: الكواكبُ، ومنها الشمسُ والقمرُ،
لكلٍّ منهما مسارٌ خاصٌّ، وبعضُها أعْلَى مِنْ بعضٍ، فيكونُ بعضُها أبْعَدَ عَنَّا مِنْ بعضِها الآخَرِ، فيَمُرُّ كوكبٌ منها أمامَ كوكبٍ أقْرَبَ منهُ إليْنَا، فيَحْجُبُ الأدْنَى مِنْهُمَا الأَعْلَى عنْ نَظَرِنا، فيَحْصُلُ كسوفُ الكوكبِ الأعلى.
فإذا اتَّفَقَ مُرُورُ القمَرِ بينَنا وبينَ الشمسِ حصَلَ كسوفُ الشمسِ، لكنْ إنْ حالَ بيْنَنَا وبينَ الشمْسِ تماماً حَصَلَ الكسوفُ الكُلِّيُّ؛ لأنَّهُ غَطَّى عنَّا وجهَ الشمسِ كُلَّهُ، فإنْ لم تَكُنْ مُقَابَلَةُ القمَرِ للشمسِ كاملةً بالنسبةِ لِمَرْكَزِنا صارَ كسوفاً جزئيًّا.
أمَّا خُسوفُ القمرِ فهوَ احتجابُ ضوئِهِ عندَما تُلْقِي عليهِ الشمْسُ ظِلَّهَا، أثناءَ وُجودِ الأرضِ بينَ الشمسِ والقمَرِ، ولا تكونُ هذهِ الظاهرةُ إلاَّ عندَما يكونُ القمَرُ في مَخروطِ ظِلِّ الأرضِ، ويكونُ الخسوفُ جُزئيًّا إذا كانَ جزءٌ مِن القمَرِ في مخروطِ ظِلِّ الأرضِ، وكما أنَّ للكسوفِ والخسوفِ أسبابَهُ العادِيَّةَ التي تُدْرَكُ بِعِلْمِ هذهِ الأسبابِ المادِّيَّةِ، فَلَهُ حِكْمَتُهُ الإلهيَّةُ الربَّانِيَّةُ، فعندَما تَقْضِي الحكمةُ الإلهيَّةُ تَغييرَ شيءٍ مِنْ آياتِ اللَّهِ الكونيَّةِ؛ كالكسوفِ والخسوفِ والزلازلِ؛ ليُوقِظَ اللَّهُ عبادَهُ مِن الغفلةِ بِتَرْكِ الواجباتِ، وارتكابِ الْمَنْهِيَّاتِ، تُقَدَّرُ الأسبابُ الحسِّيَّةُ العادِيَّةُ لتغييرِ هذا النظامِ الكونيِّ؛ لِيَعْلَمَ العبادُ أنَّ وراءَ هذهِ الأكوانِ العظيمةِ مُدَبِّراً قديراً بيدِهِ كُلُّ شيءٍ، وهوَ محيطٌ بكلِّ شيءٍ، فهوَ قادرٌ على أنْ يُعَاقِبَهم بآيَةٍ مِنْ آياتِهِ الكونيَّةِ، كما أهْلَكَ الأُمَمَ السابقةَ بالصواعِقِ والرياحِ والطُّوفَانِ والزلازلِ والخسوفِ، كما أنَّهُ قادرٌ على أنْ يَسْلُبَهم نُورَ الشمسِ والقمرِ، فَيَظَلُّونَ في أَرْضِهم يَعْمَهُونَ، أوْ يُصيبَهم بالقحْطِ، فتَذْوَى أشجارُهم، وتَجِفَّ أنهارُهم، قالَ تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21]، ولكنَّنا أصْبَحْنا في زمَنِ المادَّةِ وطُغْيَانِها، فصارَ الناسُ لا يُدركونَ المعانيَ المعنويَّةَ مِن التحذيرِ مِنْ عذابِ اللَّهِ، وتذكيرِ نِعَمِهِ.
وصلاةُ الكسوفِ استَنْبَطَها بعضُ العلماءِ مِنْ قولِهِ تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فُصِّلَتْ: 37].
وأمَّا السُّنَّةُ فقدْ تَوَاتَرَتْ عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، وحَكَى الإجماعَ على مشروعِيَّتِها جَمْعٌ مِن العُلماءِ.
ويُسْتَحَبُّ عندَها الدعاءُ، والاستغفارُ، والالتجاءُ إلى اللَّهِ تعالى، والصدَقَةُ، وغيرُ ذلكَ مِن الأعمالِ الصالحةِ، حتَّى يَكْشِفَ اللَّهُ ما بالناسِ، واللَّهُ بعبادِهِ غفورٌ رحيمٌ.
* * *
410- عن المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يومَ ماتَ إبراهيمُ، فقالَ الناسُ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبراهيمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي روايَةٍ للبُخَارِيِّ: ((حَتَّى تَنْجَلِيَ)).
وللبخاريِّ مِنْ حديثِ أبي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)).
* مفرداتُ الحديثِ:
- انكسَفَت الشمْسُ: يُقَالُ: كَسَفَت الشمْسُ؛ بفَتْحِ الكافِ، وانكسَفَتْ بمعنًى واحدٍ، وكانَ ذلكَ في اليومِ التاسعِ والعشرينَ مِنْ شهْرِ شَوَّالٍ، في السنةِ العاشرةِ مِن الهجرةِ؛ أي: اسْوَدَّتْ وذَهَبَ ضَوْؤُها.
- إبراهيمُ: ابنُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ جَارِيَتِهِ مَاريَةَ القِبطيَّةِ، التي أهْدَاهَا لهُ الْمُقَوْقِسُ صاحبُ الإسكندريَّةِ، كانَ مَوْلِدُهُ في ذي الْحِجَّةِ سنَةَ ثمانٍ، وعاشَ ثمانيَةَ عشرَ شَهْراً.
- آيتانِ: تَثْنِيَةُ: آيَةٍ، وجَمْعُها: آياتٌ، ومعنى الآيَةِ: العلامَةُ، فهما علامتانِ مِنْ علاماتِ اللَّهِ تعالى، التي يُخَوِّفُ اللَّهُ بها عِبادَهُ، والتي تَدُلُّ على كمالِ قُدرةِ اللَّهِ وتصرُّفَاتِهِ في هذا الكونِ.
- لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ: السِّياقُ هوَ لِمَوْتِ إبراهيمَ، وإنَّما جاءَ ذِكْرُ الحياةِ لدَفْعِ تَوَهُّمِ مَنْ يقولُ: لا يَلْزَمُ مِنْ كونِهِ سَبَباً لِلْفُقدانِ ألاَّ يَكُونَ سبباً للإيجادِ، فعُمِّمَ النفيُ، ولأنَّهُم كَانُوا في الجاهليَّةِ يقولونَ عندَ الكسوفِ: وُلِدَ اليومَ عظيمٌ، أوْ ماتَ عظيمٌ.
- رَأَيْتُمُوهُمَا: في روايَةٍ: ((فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا)) بتوحيدِ الضميرِ الذي يَرْجِعُ إلى الآيَةِ، والمعنى: إذا رَأَيْتُمْ كُسوفَ أيِّ واحدٍ منهما؛ لاستحالةِ وُقوعِ ذلكَ فيهما معاً في حالةٍ واحدةٍ عادةً.
- يَنْكَشِفَ: حتَّى يَرتفِعَ ما حَلَّ بكُمْ مِن الْخُسوفِ.
- تَنْجَلِيَ: رُوِيَ تَنجلِيَ بالتذكيرِ والتأنيثِ، ووَجْهُهُما ظاهِرٌ، والمرادُ: صَلُّوا وادْعُوا حتَّى يَذْهَبَ ظَلامُهما، ويَصْحُوَا.
* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1- حصولُ كسوفِ الشمْسِ زمنَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، في اليومِ الذي ماتَ فيهِ ابنُهُ إبراهيمُ. وقالَ الشيخُ الْمُبَارَكْفُورِيُّ: اتَّفَقَ المحقِّقُونَ مِنْ أهْلِ التاريخِ وعِلْمِ الهيئةِ والْمَاهِيَّةِ في الحسابِ الفَلَكِيِّ على أنَّ الكسوفَ الذي وَقَعَ يومَ ماتَ إبراهيمُ وقَعَ في 28 أوْ 29 مِنْ شَهْرِ شوَّالٍ، سنةَ 10 مِن الهجرةِ، الموافِقِ 27 ينايرَ سنةَ 632 في الساعةِ الثامنةِ والثلاثينَ دقيقةً صباحاً.
2- إبراهيمُ ابنُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ جاريتِهِ مارِيَةَ القِبطيَّةِ المصريَّةِ، عاشَ ثمانيَةَ عشَرَ شَهْراً، ولم يُولَدْ لهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ غيرِ خديجةَ ولَدٌ إلاَّ منها، ولَمَّا تُوُفِّيَ حَزِنَ عليهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ودَمِعَتْ عيناهُ، وقالَ: ((الْعَيْنُ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبُ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي الرَّبَّ، وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)).
3- قالَ شيخُ الإسلامِ: وقدْ أَجْرَى اللَّهُ العادةَ أنَّ القمرَ لا يَنْخَسِفُ إلاَّ وقتَ الأبدارِ، وهيَ الليالي البِيضُ، وأنَّ الشمسَ لا تَنْكَسِفُ إلاَّ وقتَ الأسرارِ، ومَنْ قالَ مِن الفقهاءِ: إنَّ الشمْسَ تَنخسِفُ في غيرِ وقتِ الاسْتِسْرَارِ، فقدْ غَلَطَ، وقالَ ما ليسَ لهُ بهِ علْمٌ، فالكسوفُ لهُ أوقاتٌ مُقَدَّرَةٌ، كما لطلوعِ الهلالِ وقتٌ مقَدَّرٌ.
وأمَّا ما ذَكَرَهُ طائفةٌ مِن الفُقهاءِ مِن اجتماعِ صلاةِ العيدِ وخسوفِ الشمْسِ، فكَمَنْ يُقَدِّرُونَ مسائلَ يُعْلَمُ أنَّها لا تَقَعُ، ولكنْ ذَكَرُوها لتحريرِ القواعدِ، وتمرينِ الأذهانِ على ضَبْطِها.
4- روى مسلِمٌ (901) مِنْ حديثِ عائشةَ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ))، وقالَ تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} [الإسراء: 59].
فهذا هوَ السببُ الشرعيُّ الغَيْبِيُّ الذي لا يُعْلَمُ إلاَّ مِنْ قِبَلِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في أمْرِ الكسوفِ والخسوفِ.
أمَّا السَّبَبُ الْحِسِّيُّ لهُ فهوَ يُعْلَمُ عنْ طريقِ الحسابِ الفلَكِيِّ؛ فإنَّ الكواكبَ بعضُها أبْعَدُ عنَّا مِنْ بعْضٍ، فيَمُرُّ كوكبٌ منها أمامَ كوكبٍ أبْعَدَ منهُ، فيَحْجُبُ الأَدْنَى منها الأَعْلَى عنْ كوكبِنا الأَرْضِيِّ، فإنْ حالَ القمرُ بينَنا وبينَ الشمْسِ حصَلَ كسوفُ الشمْسِ، وإنْ وَقَعَت الأرضُ بينَ الشمْسِ والقمَرِ حَصَلَ خُسوفُ القمَرِ.
ولَمَّا كانَ الكسوفُ ليسَ مِن الأمورِ العادِيَّةِ لسَيْرِ الكواكبِ، وإنَّما هوَ شيءٌ خارجٌ عن العادةِ، كانتْ صلاتُهُ صلاةَ رَهبةٍ وخَشيَةٍ، فكانتْ صِفَتُها وهيئتُها لَيْسَتْ كالصلواتِ المعتادةِ، وبهذا يَتناسبُ الأمْرُ الشرعيُّ معَ الأمْرِ الكونِيِّ القَدَرِيِّ.
5- وُجودُ عادةٍ جاهليَّةٍ، هيَ قولُهم: إنَّ الشمْسَ والقمَرَ لا يَنكسفانِ إلاَّ لموتِ عظيمٍ، أوْ حياةِ عظيمٍ.
قولُهُ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ)) فيهِ إبطالٌ لزَعْمِ الْمُنَجِّمِينَ، الذينَ يَسْتَدِلُّونَ بالحوادثِ الكونيَّةِ، والأحوالِ الفلكيَّةِ، على الحوادِثِ الأرضيَّةِ، مِنْ وِلادةِ عظيمٍ، أوْ حياةِ عظيمٍ، أوْ وُجُودِ خَصْبٍ أوْ قَحْطٍ، أوْ غيرِ ذلكَ مِن الأمورِ الغيبيَّةِ.
6- إِبْطَالُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ هذا التقليدَ الجاهليَّ، وبيانُ أنَّ الشمْسَ والقمَرَ آيتانِ وعلامتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ الكونيَّةِ، يُغَيِّرُ اللَّهُ سَيْرَهما ومَجْرَاهما، ويَمْحُو ضَوْءَهما؛ ليُخَوِّفَ بذلكَ عبادَهُ؛ لئلاَّ يَعْصُوهُ بتَرْكِ الواجباتِ، وانتهاكِ الْحُرُمَاتِ.
7- مَشروعيَّةُ الصلاةِ والدعاءِ والتضَرُّعِ والاستغفارِ حينَ حُصولِ الكسوفِ.
والأصْلُ في الأمْرِ الوجوبُ، ولكنْ قالَ ابنُ الْمُلَقِّنِ: صلاةُ الكسوفِ سُنَّةٌ مؤكَّدَةٌ بالاتِّفاقِ؛ لِمَا يَحْصُلُ عندَ ذلكَ مِن الخشوعِ والمُرَاقَبَةِ في تلكَ الحالِ.
8- يُسَنُّ أنْ يُنَادَى لها: الصلاةُ جامعةٌ؛ لِمَا في الصحيحَيْنِ مِنْ حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ بَعَثَ مُنَادِياً يُنادِي: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ.
وأَجْمَعَ المسلمونَ على أنَّهُ لا يُشْرَعُ في حقِّها أذانٌ.
9- وقتُ الصلاةِ يَبْتَدِئُ مِنْ حينِ يَبدأُ كسوفُ الشمْسِ أوْ خُسُوفُ القمَرِ، ويَستمِرُّ حتَّى يَنْجَلِيَ ذلكَ، فإن انْتَهَت الصلاةُ قبْلَ التجَلِّي لم تُعَدْ، وأَكْمَلُوا مُدَّةَ الكسوفِ أو الخسوفِ بالدُّعَاءِ والاستغفارِ.
10- نَصَحَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أُمَّتَهُ حتَّى في حالِ تعظيمِ الناسِ أمْرَ وَفاةِ ابنِهِ، فلم يُقِرَّ بَقَاءَ هذهِ الأسطورةِ الجاهليَّةِ، بلْ أَخْبَرَ المسلمينَ أنَّ الشمْسَ والقمَرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحَدٍ، ولا لحياتِهِ.
11- أنَّ الأسبابَ المادِّيَّةَ للكسوفِ والخسوفِ لا تُنَافِي المقاصِدَ الْمَعنويَّةَ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى، وإنْ أَجْرَى للكسوفِ أسباباً مادِّيَّةً، إلاَّ أنَّ مقصودَها المعنويَّ قائمٌ مُرَادٌ للَّهِ تعالى.
12- أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ تَأْتِيهِ المصائِبُ مِن الأمراضِ، وفَقْدِ الأَحِبَّةِ، والهزائمِ في الحروبِ، وأذِيَّةِ الخلْقِ، فاللَّهُ تعالى يُجْرِي عليهِ مِن الأحوالِ البشريَّةِ ما يُجْرِي على غيرِهِ مِن البشَرِ، وكلُّ هذا مِنْ ثباتِ إيمانِهِ، وزيادةِ حسناتِهِ، وتأكيدِ بشَرِيَّتِهِ.
13- وقولُهُ: ((فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا)) دليلٌ على أنَّ المُعَوَّلَ عليهِ في الصلاةِ للكسوفِ أو الخسوفِ، هو رؤيَةُ ذلكَ، ولَيْسَا لعِلْمِ الحسابِ.
فلوْ قالَ الفلَكِيُّونَ: إنَّ القمرَ سيُخْسَفُ الليلةَ الفُلانيَّةَ، ولكنَّنا لم نَرَهُ أبداً لِتَرَاكُمِ السُّحُبِ، فإنَّنا لا نُصَلِّي صلاةَ الكسوفِ لِمُجَرَّدِ قولِهم، كما أنَّهُ لوْ حالَ دونَ مَنْظَرِ الهلالِ ليلةَ الشكِّ غَيْمٌ، فإنَّنا لا نَصومُ، ولوْ قالَ أهْلُ العلْمِ بالحسابِ: إنَّهُ سَيَهِلُّ هذهِ الليلةَ.
* خِلافُ العُلماءِ:
اختلفَ العلماءُ: هلْ يُشْرَعُ لصلاةِ الكسوفِ خُطبةٌ أوْ لا؟
فذَهَبَ الأئمَّةُ الثلاثةُ إلى أنَّهُ ليسَ لها خُطبةٌ.
وذَهَبَ الشافعيُّ وإسحاقُ وكثيرٌ مِنْ أهْلِ الحديثِ إلى استحبابِها؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ خَطَبَ ووَعَظَ الناسَ، وأزالَ عنهم شُبْهَةَ سببِ انكسافِ الشمْسِ والقمَرِ لموتِ أَحَدٍ وحياتِهِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, صلاة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir