دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الصلاة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 10:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب صلاة الاستسقاء (2/9) [مستحبات صلاة الاستسقاء]


وعن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: شَكَا الناسُ إِلَى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فوُضِعَ له في الْمُصَلَّى، ووَعَدَ الناسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، فخَرَجَ حينَ بَدَا حاجِبُ الشَّمْسِ فقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فكَبَّرَ وحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قالَ: ((إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ، ثُمَّ قالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ)). ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فلم يَزَلْ حَتَّى رُئِيَ بَياضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى الناسِ ظَهْرَهُ وقَلَبَ رِداءَهُ وهو رافعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الناسِ ونَزَلَ وصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فأَنْشَأَ اللَّهُ سَحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ. رواهُ أبو دَاوُدَ وقالَ: " غَرِيبٌ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ ". وقِصَّةُ التحويلِ في (الصحيحِ) مِن:
حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ زيدٍ، وفِيهِ: فتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِراءةِ.
وللدارقطنيِّ مِن مُرْسَلِ أبي جَعفرٍ الباقِرِ: وحَوَّلَ رِداءَهُ ليَتَحَوَّلَ القَحْطُ.


  #2  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 10:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


وَأَمَّا مَا يَدْعُو بِهِ، فَيَتَحَرَّى مَا وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ أَبَانَ الأَلْفَاظَ الَّتِي دَعَا بِهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ:
2/480 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ بِالْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْماً يَخْرُجُونَ فِيهِ، فَخَرَجَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ)).
ثُمَّ قَالَ: (( {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ عَلَيْنَا قُوَّةً وَبَلاغاً إلَى حِينٍ))، ثُمَّ رَفَعَ بِيَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ تَعَالَى سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ: غَرِيبٌ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
(وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ): هُوَ مَصْدَرٌ كَالْقَحْطِ، (فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْماً يَخْرُجُونَ فِيهِ) عَيَّنَهُ لَهُمْ (فَخَرَجَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ).
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: إنْ صَحَّ، وَإِلاَّ فَفِي الْقَلْبِ مِنْهُ شَيْءٌ.
(فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ)، قَالَ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، (وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ) كَمَا فِي الآيَةِ الأُولَى وَفِي قَوْلِهِ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ}، ( ثُمَّ قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}).
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ افْتِتَاحِ الْخُطْبَةِ بِالْبَسْمَلَةِ بَلْ بِـ "الْحَمْدُ للَّهِ"، وَلَمْ تَأْتِ رِوَايَةٌ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ افْتَتَحَ الْخُطْبَةَ بِغَيْرِ التَّحْمِيدِ، ({مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ عَلَيْنَا قُوَّةً وَبَلاغاً إلَى حِينٍ. ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ)، فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: فِي الرَّفْعِ.
(حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ)، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، (وَقَلَبَ) فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: "وَحَوَّلَ".
(رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ) تَوَجَّهَ إلَيْهِمْ بَعْدَ تَحْوِيلِ ظَهْرِهِ عَنْهُمْ، (وَنَزَلَ)؛ أَيْ: عَن الْمِنْبَرِ، (فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ).
تَمَامُهُ من سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ بَابَ مَسْجِدِهِ حَتَّى سَالَت السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إلَى الْكِنِّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: ((أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ: غَرِيبٌ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. هُوَ مِنْ تَمَامِ قَوْلِ أَبِي دَاوُدَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: " أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقْرَءُونَ: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، وَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ حُجَّةٌ لَهُمْ.
وَفِي قَوْلِهِ: "وَعَدَ النَّاسَ"، مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَحْسُنُ تَقْدِيمُ تَبْيِينِ الْيَوْمِ لِلنَّاسِ؛ لِيَتَأَهَّبُوا وَيَتَخَلَّصُوا مِن الْمَظَالِمِ وَنَحْوِهَا وَيُقَدِّمُوا التَّوْبَةَ، وَهَذِهِ الأُمُورُ وَاجِبَةٌ مُطْلَقاً، إلاَّ أَنَّهُ مَعَ حُصُولِ الشِّدَّةِ وَطَلَبِ تَفْرِيجِهَا مِن اللَّهِ تَعَالَى يَتَعَيَّنُ ذَلِكَ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الإِسْرَائِيلِيَّاتِ: إِنَّ اللَّهَ حَرَمَ قَوْماً مِنْ بَنِي إسْرَائِيل السُّقْيَا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ؛ لأَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ عَاصٍ وَاحِدٌ. وَلَفْظُ النَّاسِ يَعُمُّ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرَهُمْ، قِيلَ: فَيُشْرَعُ إخْرَاجُ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَيَعْتَزِلُونَ الْمُصَلَّى.
وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى شَرْعِيَّةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الدُّعَاءِ، وَلَكِنَّهُ يُبَالِغُ فِي رَفْعِهِمَا فِي الاسْتِسْقَاءِ حَتَّى يُسَاوِيَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَلا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ.
وَقَدْ ثَبَتَ رَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الدُّعَاءِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ، وَصَنَّفَ الْمُنْذِرِيُّ فِي ذَلِكَ جُزْءاً، وَقَالَ النَّوَوِيُّ: قَدْ جَمَعْتُ فِيهَا نَحْواً مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثاً مِن الصَّحِيحَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا، وَذَكَرَهَا فِي أَوَاخِرِ بَابِ صِفَةِ الصَّلاةِ مِنْ شَرْحِ الْمُهَذَّبِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فِي نَفْيِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي غَيْرِ الاسْتِسْقَاءِ، فَالْمُرَادُ بِهِ نَفْيُ الْمُبَالَغَةِ، لا نَفْيُ أَصْلِ الرَّفْعِ.
وَأَمَّا كَيْفِيَّةُ قَلْبِ الرِّدَاءِ فَيَأْتِي عَن الْبُخَارِيِّ جَعْلُ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ. وَزَادَ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ خُزَيْمَةَ: وَجَعَلَ الشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ. وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي دَاوُدَ: جَعَلَ عِطَافَهُ الأَيْمَنَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْسَرِ، وَعِطَافَهُ الأَيْسَرَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيْمَنِ. وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي دَاوُدَ، أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ بِأَسْفَلِهَا وَيَجْعَلَهُ أَعْلاهَا، فَلَمَّا ثَقُلَتْ عَلَيْهِ قَلَبَهَا عَلَى عَاتِقِهِ. وَيُشْرَعُ لِلنَّاسِ أَنْ يُحَوِّلُوا مَعَهُ؛ لِمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِلَفْظِ: وَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ.
وَقَالَ اللَّيْثُ وَأَبُو يُوسُفَ: إنَّهُ يَخْتَصُّ التَّحْوِيلُ بِالإِمَامِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا تُحَوِّلُ النِّسَاءُ. وَأَمَّا وَقْتُ التَّحْوِيلِ فَعِنْدَ اسْتِقْبَالِهِ الْقِبْلَةَ. وَلِمُسْلِمٍ: أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَمِثْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ.
وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ صَلاةَ الاسْتِسْقَاءِ رَكْعَتَانِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ، وَقَالَ الْهَادِي: أَرْبَعٌ بِتَسْلِيمَتَيْنِ. وَوَجَّهَ قَوْلَهُ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى فِي الْجُمُعَةِ كَمَا فِي قِصَّةِ الأَعْرَابِيِّ وَالْجُمُعَةِ بِالْخُطْبَتَيْنِ بِمَنْزِلَةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، وَلا يَخْفَى مَا فِيهِ.
وَقَدْ ثَبَتَ مِنْ فِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّكْعَتَانِ كَمَا عَرَفْتَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَالَّذِي قَبْلَهُ. وَلَمَّا ذَهَبَت الْحَنَفِيَّةُ إلَى أَنَّهُ لا يُشْرَعُ التَّحْوِيلُ، وَقَدْ أَفَادَهُ هَذَا الْحَدِيثُ الْمَاضِي، زَادَ الْمُصَنِّفُ تَقْوِيَةَ الاسْتِدْلالِ عَلَى ثُبُوتِ التَّحْوِيلِ بِقَوْلِهِ:
3/481 - وَقِصَّةُ التَّحْوِيلِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَفِيهِ: فَتَوَجَّهَ إلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.
(وَقِصَّةُ التَّحْوِيلِ فِي الصَّحِيحِ)؛ أَيْ: صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، (مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ)؛ أَي: الْمَازِنِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ رَاوِيَ الأَذَانِ كَمَا وَهَمَ فِيهِ بَعْضُ الْحُفَّاظِ، وَلَفْظُهُ فِي الْبُخَارِيِّ: "فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ".
(وَفِيهِ)؛ أَيْ: فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، (فَتَوَجَّهَ)؛ أَي: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو) فِي الْبُخَارِيِّ بَعْدَ يَدْعُو: " وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ "، وَفِي لَفْظٍ: " قَلَبَ رِدَاءَهُ "، (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ). قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَأَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ، انْتَهَى. زَادَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَالشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ.
وَقَد اخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ التَّحْوِيلِ، فَأَشَارَ الْمُصَنِّفُ إلَيْهِ بِإِيرَادِ الْحَدِيثِ:
4/482 - وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ مُرْسَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ؛ لِيَتَحَوَّلَ الْقَحْطُ.
وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ مُرْسَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ): هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، سَمِعَ أَبَاهُ زَيْنَ الْعَابِدِينَ وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَغَيْرُهُ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ، وَمَاتَ بالمدينةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي الْبُقْعَةِ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا أَبُوهُ وَعَمُّ أَبِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسُمِّيَ الْبَاقِرُ؛ لأَنَّهُ تَبَقَّرَ فِي الْعِلْمِ؛ أَيْ: تَوَسَّعَ فِيهِ. انْتَهَى مِنْ جَامِعِ الأُصُولِ.
(وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ لِيَتَحَوَّلَ الْقَحْطُ)، وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: هُوَ أَمَارَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، قِيلَ لَهُ: حَوِّلْ رِدَاءَكَ؛ لِيَتَحَوَّلَ حَالُكَ. وَتُعُقِّبَ قَوْلُهُ هَذَا بِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إلَى نَقْلٍ، وَاعْتَرَضَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ الْقَوْلَ بِأَنَّ التَّحَوُّلَ لِلتَّفَاؤُلِ، قَالَ: لأَنَّ مِنْ شَرْطِ الْفَأْلِ أَنْ لا يَقْصِدَ إلَيْهِ.
وَقَالَ الْمُصَنِّفُ: إنَّهُ وَرَدَ فِي التَّفَاؤُلِ حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي الْفَتْحِ: إنَّهُ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عنْ جَابِرٍ فوَصَلَهُ. فَوَصَلَهُ؛ لأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ لَقِيَ جَابِراً وَرَوَى عَنْهُ، إلاَّ أَنَّهُ قَالَ: إنَّهُ رَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ إرْسَالَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَهُوَ أَوْلَى مِن الْقَوْلِ بِالظَّنِّ.
وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ: (جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ)، فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الْبُخَارِيِّ: " يَجْهَرُ "، وَنَقَلَ ابْنُ بَطَّالٍ أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ؛ أَيْ: عَلَى الْجَهْرِ فِي صَلاةِ الاسْتِسْقَاءِ. وَأَخَذَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا لا تُصَلَّى إلاَّ فِي النَّهَارِ، وَلَوْ كَانَتْ تُصَلَّى فِي اللَّيْلِ لأَسَرَّ فِيهَا نَهَاراً وَلَجَهَرَ فِيهَا لَيْلاً، وَفِي هَذَا الأَخْذِ بُعْدٌ لا يَخْفَى.


  #3  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 10:53 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


416- وعنْ عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: شَكَا الناسُ إِلَى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فوُضِعَ لهُ في الْمُصَلَّى، ووَعَدَ الناسَ يَوْماً يَخْرُجُون فِيهِ، فخَرَجَ حينَ بَدَا حاجِبُ الشَّمْسِ، فقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فكَبَّرَ وحَمِدَ اللَّهَ، ثمَّ قالَ: ((إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ))، ثمَّ قالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ قُوَّةً وَبَلاغاً إِلَى حِينٍ))، ثمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فلم يَزَلْ حَتَّى رُئِيَ بَياضُ إِبْطَيْهِ، ثمَّ حَوَّلَ إِلَى الناسِ ظَهْرَهُ، وقَلَبَ رِداءَهُ، وهوَ رافعٌ يَدَيْهِ، ثمَّ أَقْبَلَ عَلَى الناسِ، ونَزَل وصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فأَنْشَأَ اللَّهُ سَحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ ثمَّ أَمْطَرَتْ. رواهُ أبو دَاوُدَ وقالَ: غَرِيبٌ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
وقِصَّةُ التحويلِ في الصحيحِ مِنْ حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ زيدٍ، وفِيهِ: فتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِراءةِ.
وللدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ مُرْسَلِ أبي جَعفرٍ الباقِرِ: وحَوَّلَ رِداءَهُ؛ ليَتَحَوَّلَ القَحْطُ.
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ حسَنٌ.
قالَ المؤلِّفُ: رواهُ أبو داودَ وقالَ: غريبٌ، وإسنادُهُ جَيِّدٌ. وقالَ الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرْطِ الشيخَيْنِ، قالَ الذهَبِيُّ: على شَرْطِهما، وروايَةُ الدارَقُطْنِيُّ وَصَلَها الحاكمُ مِنْ طريقِ جَعْفَرِ بنِ محمَّدٍ عن ابنِ جابرٍ، ومُحَمَّدٌ لَقِيَ جَابِراً.
* مفرداتُ الحديثِ:
- الْقُحُوطُ: بضَمِّ القافِ؛ مِنْ: قَحَطَ المطَرُ قَحْطاً وقُحُوطاً، فالقَحْطُ: هوَ إمساكُ المطَرِ وحَبْسُهُ، مثْلُ: نَهَضَ يَنْهَضُ نُهوضاً.
- حاجِبٌ: مِنْ حَجَبَ يَحْجُبُ حَجْباً، مِنْ بابِ قَتَلَ.
قالَ في المحيطِ: الحاجِبُ مِنْ كلِّ شيءٍ: حَرْفُهُ، وحاجِبُ الشمْسِ: أوَّلُ ما يَبْدُو منها، مُسْتَعَارٌ مِنْ حاجِبِ العينِ، والجمْعُ: حواجِبُ، فهوَ قَرْنُ الشمْسِ الأَعْلَى.
- جَدْبَ دِيَارِكُمْ: هوَ الْمَحَلُّ وَزْناً ومعنًى، وهوَ انقطاعُ المطَرِ، ويَبَسُ الأرضِ.
- بَلاغاً إِلَى حِينٍ: أيْ زَاداً يُبَلِّغُنا إلى زَمَنٍ طويلٍ، فالبلاغُ: ما يُتَبَلَّغُ بهِ إلى المطلوبِ.
- الْغَيْثَ: هوَ الْمَطَرُ الذي يُنْقِذُ اللَّهُ بهِ البلادَ مِن الْجَدْبِ، ويُحْيِي اللَّهُ بهِ البلادَ الْمَيِّتَةَ.
- قَلَبَ رِدَاءَهُ: بتخفيفِ اللامِ، وقَلْبُ الرداءِ هوَ أنْ يُحَوِّلَ رِدَاءَهُ؛ بأنْ يَجْعَلَ ما يَلِي بَدَنَهُ هوَ الأعلى، ويَتَوَخَّى أنْ يَجعلَ ما على شِقِّهِ الأيمنِ على الشمالِ، ويَجْعَلَ الشمالَ على اليمينِ.
- رَعَدَتْ: يُقالُ: رَعَدَ السَّحابُ رَعْداً؛ مِنْ بابِ قَتَلَ، ورُعوداً، والرعْدُ: صوتٌ يُدَوِّي عَقِبَ وَمِيضِ الْبَرْقِ.
- بَرَقَتْ: بفَتْحِ الراءِ مِن البُرُوقِ، وهوَ لَمَعَانٌ في السماءِ على أَثَرِ انفجارٍ كهربائيٍّ في السَّحابِ.
- رِدَاءَهُ: بكسرِ الراءِ وفتْحِ الدالِ؛ هوَ الثوبُ الذي يَسْتُرُ أَعْلَى البَدَنِ، وجَمْعُهُ: أَرْدِيَةٌ، ويُطْلَقُ على ما لُبِسَ فوقَ الثيابِ؛ كالعَباءِ والْجُبَّةِ.
* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1) أنَّ سببَ صلاةِ الاستسقاءِ هوَ وجودُ القحْطِ، والتضَرُّرِ مِن انقطاعِ الغَيْثِ، ومثلُهُ جفافُ الأنهارِ، وغَوْرُ الآبارِ.
2) أنَّ لصلاةِ الاستسقاءِ خُطبةً تكونُ على مكانٍ عالٍ، كالجُمُعَةِ والعيدِ؛ ليكونَ أسْمَعَ للخطيبِ، وأَبْلَغَ في الإفهامِ.
3) يُسْتَحَبُّ للإمامِ أنْ يَعِدَ الناسَ وَعْداً عامًّا، يَخرجونَ فيهِ لِمُصَلَّى العِيدِ.
4) يُسْتَحَبُّ أنْ تُصَلَّى في الصحراءِ كما تُصَلَّى العيدُ.
5) أنَّ وقْتَ صلاةِ الاستسقاءِ كوقْتِ صلاةِ العيدِ، حينما تَرْتَفِعُ الشمْسُ قيدَ رُمْحٍ، هذا هوَ الوقتُ الأفضَلُ في صلاتِها، وإلاَّ فإنَّهُ يَجوزُ فِعْلُها كلَّ وقْتٍ، غيرَ وقتِ النهيِ، بلا خِلافٍ بينَ العُلماءِ.
6) يُسْتَحَبُّ للخَطيبِ أنْ يُنَبِّهَ الحاضرينَ إلى الحاجةِ التي خَرَجُوا إليها؛ ليَجْتَهِدوا في تَحَرِّيها وتَحقيقِها.
7) أنْ يَأْمُرَ الناسَ بالدعاءِ هنا وفي غيرِهِ؛ لأنَّ الدعاءَ مِنْ أَقْوَى الأسبابِ لحصولِ المطلوبِ، فمَتَى أُلْهِمَ العبْدُ الدعاءَ حَصَلَت الإجابةُ بإذْنِ اللَّهِ تعالى.
8) يُسْتَحَبُّ أنْ يُطَمِّعَهم في رَبِّهم، ويُقَوِّيَ رَجاءَهم باستجابةِ دعائِهم إيَّاهُ، حتَّى يَنْشَطُوا ويَجْتَهِدُوا فيهِ.
9) أوَّلُ ما يَبْدَأُ بهِ الْخَطيبُ الصعودُ على الْمِنْبَرِ، واستقبالُهُ الناسَ، ثمَّ يَخْطُبُ خُطبةً مناسِبَةً للمَقامِ، مِنْ تكبيرِ اللَّهِ، وحَمْدِهِ، والثناءِ عليهِ، واستغفارِهِ، وإظهارِ العجْزِ والمسْكَنَةِ، والاطِّراحِ بينَ يَدَيْهِ بإظهارِ الفاقَةِ والحاجةِ إلى فَضْلِهِ.
10) ثمَّ بعدَ حَمْدِ اللَّهِ، والثناءِ عليهِ، ووصْفِهِ بالرحمةِ العامَّةِ لِخَلْقِهِ، والخاصَّةِ بأوليائِهِ، ووصْفِهِ بالجودِ والغِنَى والعطاءِ،
وبعدَ وَصْفِ العبْدِ نفْسَهُ وعمومِ الخلْقِ بالفقْرِ والضعْفِ والحاجةِ إلى فَضْلِ ربِّهم، وإحسانِهِ إليهم، ورَحْمَتِهِ بهم، وبعدَ هذهِ الابتهالاتِ والتَّوَسُّلاتِ، يَرْفَعُ الخطيبُ يَدَيْهِ، ويَستقبِلُ القِبلةَ، ويَدْعُو اللَّهَ تعالى بأنْ يُنَزِّلَ عليهم الغَيْثَ، وأنْ يَجْعَلَ ما أَنْزَلَهُ قُوَّةً وبَلاغاً في هذهِ الحياةِ.
11) وفي هذهِ الأثناءِ يُحَوِّلُ الخطيبُ والحاضرونَ أَرْدِيَتَهُمْ، أوْ ما يَقُومُ مقامَها مِن الملابِسِ الظاهرةِ، فيَقْلِبُونَها تَفَاؤُلاً بأنَّ اللَّهَ تعالى حَوَّلَ شِدَّتَهُم رَخاءً، وبُؤْسَهُم غِنًى.
12) الحديثُ الذي معنا صريحٌ في أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَدَّمَ الْخُطبةَ على الصلاةِ، وبهِ قالَ جماعةٌ مِن العلماءِ.
والمروِيُّ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ وخلفائِهِ الراشدينَ هوَ البَداءةُ بالصلاةِ قَبْلَ الْخُطبةِ، وهوَ مَذْهَبُ الأئِمَّةِ الثلاثةِ: مالكٍ، والشافعيِّ، وأحمدَ.
قالَ النوويُّ: وبهِ قالَ جماهيرُ العلماءِ، وليسَ بإجماعٍ.
13) قالَ ابنُ القَيِّمِ: ما استُجْلِبَتْ نِعَمُ اللَّهِ، واستُدْفِعَتْ نِقَمُهُ، بِمِثْلِ طاعتِهِ، والإحسانِ إلى خَلْقِهِ، والقرآنُ صريحٌ في تَرتيبِ الجزاءِ بالخيرِ والشرِّ، ومَنْ تَفَقَّهَ في هذهِ المسألةِ انْتَفَعَ بها.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, صلاة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir