دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 محرم 1443هـ/10-08-2021م, 11:34 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الأول من الرسائل التفسيرية

مجلس مذاكرة القسم الأول من الرسائل التفسيرية (2)


السؤال الأول [عام لجميع الطلاب]: بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}، وبيّن ما لاحظته من القوة العلمية لدى شيخ الإسلام من خلال تحريره لسبب النزول.
2: بيّن أثر المعرفة بالإعراب على التفسير من خلال دراستك لرسالة ابن القيم رحمه الله تعالى.
3: ما الفرق بين الإسلام والإيمان ؟

المجموعة الثانية:
1: بينّ أوجه دلالة قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} على تفضيل دين الإسلام مطلقا.
2: كيف تميّز بين الإرادة الكونية والإرادة الدينية في النصوص؟
3: بيّن فضل مرتبة الإيمان.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 محرم 1443هـ/11-08-2021م, 12:07 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

السؤال الأول [عام لجميع الطلاب]: بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
اعتمد المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث على ما يلي:
• أقوال السلف الصالح الواردة في التفسير.
• عقيدة السلف الصالح. ويمكن أن يمثل لهذا بالقول في تفسير قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} حيث فرق بين مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان.
• سياق الآية.
• أسلوب القرآن. وقد أوردوا الآيات المتفقة في المعنى، وهذا ما يسمى بالوجوه والنظائر.
• نزول السور. حيث ذكر أمدنية السورة أم مكية.
• علوم اللغة العربية. حيث ذكر معاني المفردات، وإعراب الآية.
ويمكن أن نستفيد منها:
• في معرفة أسلوب المفسرين، فنسلك سبيلهم في التفسير وتحرير مسائله.
• في تحرير مسائل التفسير، فقد استدل بالسياق على أن قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} يسع القولين المذكورين فيه. وهو قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
• في الترجيح بين الأقوال. فإن معرفة نزول الآية، والسياق قد رجح بهما شيخ الإسلام ابن تيمية كون المخاطبين في الآية مؤمنين.
• في تضعيف الأقوال، فقد ضعف شيخ الإسلام القول بكون المخاطبين قريشا بمدنية السورة وسياق الآية.
• في معرفة علة اختلاف الأقوال. فقد بين ابن القيم أن معنى الأية قد يتغير لتغير الإعراب.

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}، وبيّن ما لاحظته من القوة العلمية لدى شيخ الإسلام من خلال تحريره لسبب النزول.

ذكر شيح الإسلام في سبب نزول قوله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} ثلاثة أقوال:
الأول: أنها في أهل الكتاب. وهو قول مسروق رواه عنه سفيان كما ذكره ابن تيمية.
الثاني: أنها في قريش. وهو قول مجاهد كما ذكره ابن تيمية.
وهذا القول ضعفه شيخ الإسلام مستدلا بالسياق، وهذا أن قوله تعالى: {ومن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ} الآية. وقوله: {ومن أحسن دينًا} "يدل على أنّ هناك تنازعًا في تفضيل الأديان لا مجرّد إنكار عقوبةٍ بعد الموت".
الثالث: أنها في المؤمنين. وهو قول قتادة والضحاك وغيرهما كما ذكره ابن تيمية.
ونقل عنهما أنهما قالا: إنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا؛ فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى باللّه منكم. وقال المسلمون: نحن أولى باللّه تعالى منكم ونبيّنا خاتم النّبيّين وكتابنا يقضي على الكتب الّتي كانت قبله فأنزل اللّه تعالى: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} الآية.
وهذا القول رجحه شيخ الإسلام بدليل أن المخاطبين في الآية هم المؤمنون، وأثبت هذا بثلاثة وجوه:
الأول: بمدنية السورة، والأصل في السور المدنية أن الخطاب فيها مع المؤمنين.
الثاني: أنّه لما نزل قوله تعالى: {من يعمل سوءًا يجز به} شقّ ذلك على أصحاب النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتّى بيّن لهم النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ مصائب الدّنيا من الجزاء وبها يجزى المؤمن. وهذا روي من طرق متعددة كما ذكره شيخ الإسلام.
الثالث: بدلالة السباق واللحاق، فإن المخاطبين فيهما هم المؤمنون. وكنهم مؤمنين هنا أنسب.

2: بيّن أثر المعرفة بالإعراب على التفسير من خلال دراستك لرسالة ابن القيم رحمه الله تعالى.
لا شك أن للإعراب علاقة وثيقة بمعنى القرآن. وربما يختلف ويتغير معنى الآية الواحدة لاحتمالها عدة أوجه من الإعراب. ويظهر ذلك جليا من كلام ابن القيم في تفسير قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} ذكر معنيين للآية بناء على الإعراب:
الأول: على علم من الله تعالى. وهو معنى قول ابن عباس سعيد بن جبير ومقاتل وأبي إسحاق كما ذكره ابن القيم. فيكون {على علم} حالا من الفاعل، والمعنى: أضله الله عالما بأنه من أهل الضلال في سابق علمه.
الثاني: على علم من الكافر. وهذا ذكره طائفة منهم المهدوي وغيره كما قال ابن القيم.
فيكون {على علم} حالا من المفعول، أي أضله الله في حال علم الكافر بأنه ضال.

3: ما الفرق بين الإسلام والإيمان؟
• مرتبة الإسلام دون مرتبة الإيمان. فالإسلام مطلق الإيمان، أما الإيمان فهو الإيمان المطلق، أي: كامل، ويسمى أيضا إيمانا واجبا.
• تحيط مرتبة الإيمان بمرتبة الإسلام، فكل مؤمن مسلم وليس بالعكس.
• نفي الإيمان الواجب لا يستلزم نفي أصل الإيمان الذي ثبت به إسلام المرء.
• أهل مرتبة الإيمان هم الذين وعدهم الله تعالى بالأمن والنجاة كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، بينما أهل مرتبة الإسلام ليسوا كذلك. وقد يعذبون بما كان معهم من المعاصي في الدنيا أو في القبر أو في النار، ولكنهم لن يخلدوا فيها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 محرم 1443هـ/12-08-2021م, 10:03 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

[COLOR="Blue"]السؤال الأول: [عام لجميع الطلاب]
[/COLOR]بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
الملاحظ بعد دراسة الرسائل الثلاث أن مما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير ما يلي:
1) الإلمام بكل ما قيل في المسألة المراد تحريرها من أقوال لأهل العلم الذين سبقوهم، وهذا يدل على تبحرهم في العلم، واستنادهم إلى مراجع عدة أثْرت لديهم العلم.
2) الاستدلال على صحة ما ترجح لديهم من أقوال أهل العلم وذلك بالرجوع لتفسير آيات أخرى تتعلق بالمسألة المراد تحريرها، ومعرفة كل ما قيل في تفسير هذه الآيات مع الربط بينها وبين الآية محل الدراسة، مما زاد المعنى تحريرا وبيانا ووضوحا.
3) الرجوع لما جاء في السنة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والمتعلقة في المسألة المراد تحريرها، واستنباط المعاني واللطائف التي من شأنها أن تجلّي المعنى المراد إيصاله للطالب وتزيده بيانا.
4) الاعتماد على اللغة العربية في تحرير المسألة، واستدلالهم بقواعد النحو، واعتبارها عمادا في ذلك، فكان هذا منجاة لهم مما وقع به أهل البدع والمأوّلة من أهل الضلال، مع بيان سبب وقوعهم في الخطأ.
5) استدلالهم بمعتقد أهل السنة والجماعة على صحة ما ذهبوا إليه في تقريرهم للمسألة المراد تحريرها، مع بيانهم لخطأ أهل الكلام فيما ذهبوا إليه من التأويل.
6) تعدادهم للاحتمالات التي قد تتضمنها الآية من معاني، مع مناقشة كل احتمال بطريقة عقلية منطقية، واتباع سياسة الاستبعاد للمعاني التي لا يحتملها اللفظ في الآية، وترجيح أحد الأقوال على غيره مع بيان السبب في هذا الترجيح، وقد لاحظت ذلك في تحرير مسألة: "أحسن دينا".
7) الاعتماد على القواعد العامة الموجودة عند السلف في تقرير المسائل.
وأنا كطالبة علم أود التبحر في كتابة الرسائل التفسيرية في تحرير مسائل القرآن، سأحاول جاهدة السير على ما سار عليه علماؤنا، وذلك بالاطلاع على أكبر عدد من المراجع المعتمدة والموثوقة والتي تكلمت في المسألة المراد تحريرها، مع الإلمام بالآيات التي ترتبط بالمعنى المراد مناقشته ومعرفة ما قاله أهل العلم بها، والتنبه إلى ما للسنة من أثر بالغ في إبراز المعنى والحرص على فهم الأحاديث ذات الصلة. والتدرب على الترجيح بين أقوال أهل العلم كما تعلمت من الرسائل التفسيرية، وعدم إهمال دور اللغة العربية التي نزل القرآن بها في بيان المعنى الحق، وألا أنجر خلف الأصوات التي تحبّط الفرد من صعوبة فهم كلام العرب. ولا شك فيما للعقيدة ورسوخها في النفس من دور في اختيار قول دون آخر، واستبعاد معتقد دون آخر في بيان المعنى.
وهذا يمكن تلخيصه كله بالحرص على الانكباب على العلم طلبا ودرسا ومراجعة، مع إخلاص العمل لله وسؤاله سبحانه التوفيق والهداية.

المجموعة الثانية:
1. بيّن أوجه دلالة قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} على تفضيل دين الإسلام مطلقا.
من يقرأ قوله تعالى: "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا" يفهم أن المعنى فيه نفي أن يكون هناك دين أحسن من دين الإسلام، وهذا فهم سليم ولا ضير فيه، ولكن الآية تعطي معنى آخر ألا وهو أنه ليس هناك دين يعدل دين الإسلام أي يماثله، فالخطاب له مقامات: فقد يثبت أفضلية الإسلام وحسنه لمن ادعى فساده، وقد ينفي كون غيره من الأديان أفضل منه لمن اعترض على تفضيله على غيره، وقد يقرر أنه أفضل من غيره، كل هذا بحسب حال المخاطب.
والآية تدل على أن الإسلام هو أحسن وأفضل الأديان إطلاقا من وجوه:
الوجه الأول: لما دخلت "من" على أفعل وهي هنا "أحسن" فهذا يعني أن هناك إضمار، والمعنى أن لا أحسن من الإسلام، فيكون المجرور ب "من" مفضلا على كل ما سواه من أديان، فتنفي فضلهم وتثبت فضله عليهم، وكأنها ضمنت معنى الاستثناء، والمعنى: لا دين أفضل من الإسلام، وفي اللغة: فإن الاستثناء من النفي إثبات، ومن الإثبات نفي.

الوجه الثاني: إنه لمن المعلوم عقلا أن الأقسام في الأفضلية ثلاثة هي:
- إما أن يكون هناك دين أحسن من الإسلام، وقد ثبت من الآية أنه لا أحسن من دين الإسلام. ويؤيد هذا المعنى كذلك قوله تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".
- وإما أن يكون هناك دين دونه. وهذا متحقق بداهة كونه أحسن الأديان كما أقرته الآية. فكل دين سواه فإنما هو دونه.
- وإما أن يكون هناك دين يماثله. وهذا منفي، لأن أي دين سواه إذا ساواه في جميع الوجوه كان هو هو، ولا يمكن أن يقع التماثل والتساوي بين الدينيين المختلفين، فإن اختلافهما يمنع تماثلهما. فشريعة الإسلام لا يماثلها شريعة، كما أن العقيدة فيه لا يعادلها عقيدة أخرى. وهذا ما يجب اعتقاده، أن الدين الإسلامي هو أفضل الأديان إطلاقا ولا يماثله غيره ولا بأي فرع من الفروع، وهذا متفق عليه بين المسلمين وهو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، وهذا ما أقرته الآية من أن دين من أسلم وجهه لله (بأن يكون مقصوده ومعبوده هو الله) وهو محسن (وهو نفي بالنص أن يكون غيره أحسن منه) واتبع ملة إبراهيم هو أحسن الأديان، وفيه تقرير استحالة أن يكون ثمّ دين يماثله، بل إن من يتبع غير دين الإسلام فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.

الوجه الثالث: معلوم من سياق الآية ومما ذكره السلف في أسباب نزولها هو حصول نزاع بين الأمتين أي الدينين أفضل؟ فلم تقول الآية أن الدينين سواء، ولم تنهاهما عن تفضيل أحدهما على الآخر، بل حسمت مادة الفخر والخيلاء التي قد تتسلل للفرد إن استشعر فضل نفسه أو فضل دينه، فجاءت الآيات قبلها تقر حقيقة أن الأمر ليس بالتمني والادعاء، ولكن الحقيقة أنه "من يعمل سوءا يجز به" فسواء كان دين الفرد مفضلا أو فاضلا فإن النهي عن السيئات والجزاء عليها واقع لا محالة، فلا يغني فضل الدين عن الجزاء على السيئات الذي يكون للمؤمنين في الدنيا بالمصائب، ثم بيّنت الآيات للمؤمنين أن العمل الصالح إنما يتم الثواب عليه في الآخرة بقوله تعالى: "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة". ثم جاء تقرير قاعدة أفضلية دين الإسلام على ما سواه من الأديان.

2. كيف تميّز بين الإرادة الكونية والإرادة الدينية في النصوص؟
إن لفظ الإرادة في كتاب الله نوعان، هما:
- الإرادة الكونية الشاملة لجميع المخلوقات، كقوله تعالى: "فعال لما يريد" وقوله: "وإذا أردنا أن نهلك قرية" ونظائر ذلك. فالإرادة الكونية لله هي واقعة لا محالة ولا تعني أن الله يحبها ويرتضيها، ولكنه يقدرها لحكمة عنده.
- الإرادة الشرعية الدينية التي لا تعني وجوب وقوع مرادها مع أن الله يحبها ويرتضيها. كقوله تعالى: "يريد الله بكم اليسر" وقوله: "والله يريد أن يتوب عليكم". فالله يريد بالناس اليسر ولكن لا يعني ذلك أن الناس سيمتثلون الأمر.
فإذا جاءت الآيات وفيها لفظ "الإرادة" فإننا نعمل النظر في المعنى المراد في الآية: فإن كانت إرادة الله فيها واقعة حتما ويلزم فيها وقوع المراد فإنها الإرادة الكونية، وقد يحبها الله ويرتضيها وقد لا يحبها ولكنه سبحانه يريدها ويقدرها لحكمة، أما الإرادة الدينية التي في النصوص فهي التي يحبها الله ويرضاها ولكنها قد تقع وقد لا تقع.
وقد ضلت القدرية بتأويلهم كلمة "الاختيار" التي في القرآن على أنها الإرادة الشرعية إطلاقا، وأن كل ما يريده الله تعالى فهو يحبه، كإرادة الكفر والمعاصي، وهذا المعنى باطل، وعلى سبيل المثال ما جاء في قوله تعالى: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة" والمعنى: أن الله تعالى كما أنه هو المتفرد بالخلق فهو المتفرد بالاختيار مما خلق بالاصطفاء والاجتباء، لهذا كان الوقف التام عند قوله تعالى: "ويختار"، ثم نفى عنهم الاختيار الذي اقترحوه بإرادتهم، وأن هذا إلى الخلاق العليم بمحال الاختيار ومواضعه، لا قولهم: "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم". فالإرادة في القرآن قد ترد أحيانا وتعني الاختيار لأن الأصل في الحي أنه يريد ما ينفعه وما هو خير. وقد تعني المشيئة، والله قد يأذن بوقوعه وقد لا يأذن، فالإذن نوعان:
- كوني. كقوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
- ديني أمري. كقوله تعالى: "آلله أذن لكم".
وعليه: فكل آية جاء فيها لفظ الإرادة، فإننا ننظر في معناها: فإن كان المراد فيها محبوبا إلى الله ومرضيا عنه نعلم أنها إرادة دينية شرعية. وإن كانت لا يرتضيها الله ولا يحبها كإرادته سبحانه من وقوع الضلال والكفر والمعاصي فهي كونية، ويوقعها تعالى لحكمة منه سبحانه لا محبة لها وارتضاء فهي كونية، والله يحب من عباده التوبة والإنابة ويريدها ولكنها قد تقع وقد لا تقع فهي شرعية دينية.

3. بيّن فضل مرتبة الإيمان؟
قال تعالى: "فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين".
والآيات في سياق الكلام عن قوم لوط، أن في القرية التي كان فيها عليه السلام لم يكن فيها سوى بيته على الإسلام، وقد نجاه الله وأهله كلهم إلا امرأته التي قيل أنها كانت على دين قومها أي كافرة، وقيل أنها تبطن الكفر وتظهر الإسلام والأول أشهر وأصح. وسواء كانت كافرة في الظاهر أم مسلمة في الظاهر مع إبطانها الكفر فهذا لا ينفي عن بيت لوط أنه بيت إسلام، وقد ذكر سبحانه إنجاءه للمؤمنين فقط من تلك القرية ومن ذلك البيت، وهذه فضيلة من فضائل مرتبة الإيمان، أن المؤمنون موعودون بالنجاة، أما المسلم فليس له عهد بالسلامة من العذاب والنجاة منه، فقد يعذبه الله في الدنيا بمعاصيه، أو في القبر أو في النار لكنه لا يخلد فيها. ومثله ما جاء في قصة أصحاب السبت الذين أنجى الله فيها المؤمنين الذين ينهون عن السوء، وسكت عن الساكتين عن إنكار المنكر وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس. فتبين أن أصحا الكبائر من المسلمين ليس لهم عهد أمان من العذاب كما جعل الله ذلك لأهل الإيمان. فالمؤمن له عهد أمان أن لا يعذبه الله ولا يخذله، وأنه لا يخاف ولا يحزن، وأنه لا يضل ولا يشقى، وقد تكفل الله له بالهداية والنجاة والنصر والرفعة. وهو في أمان من نقمة الله تعالى وسخطه، وفي أمان من عذاب الآخرة كما قال تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 محرم 1443هـ/13-08-2021م, 04:31 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
بينن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
اعتمد المفسرون ي تحريراتهم على عدة أمور :
بداية نلحظ أنهم يجمعون كل الآيات المتعلقة بالموضوع المحدد ويدرسون كل آية في سياقها وما يختص بها من علوم كأسباب نزول وناسخ ومنسوخفيكونوا صورة مجملة ومتكاملة عن الحكم المطلوب.
ثم يستدلون بالسنة الصحيحة للاختيار وتحديد المعنى المراد
يهتمون كثيرا يالتراكيب اللغوية ومدلولاتها في المعنى وما تشير إليه من نفي مضمون أو تأكيد معنى ..الخ
يعتمدون ف تقريراتهم على عقيدة أهل السنة والجماعة والرد على ما اشكله أهل الكلام والبدع من شبه فيردون عليها.
وفي هذا توجيه كبير لي ولمن اراد تفسير كلام الله فلا بد من معرفة عقيدة اهل السنة والجماعة. ولا بد من الاجتهاد في حصر الآيات التي تتعلق بنفس الفكرة والسنة الصحيحة ما امكن والاهتمام بعلوم الآية من أسباب نزول وناسخ ومنسوخ . الاهتمام ايضا باللغة العربية وعلم الصرف والنحو والبلاغة لما لها من بالغ الأثر على فهم العنى المراد.


المجموعة الثانية:
1: بينّ أوجه دلالة قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} على تفضيل دين الإسلام مطلقا.
1- أن الاستفهام في قوله تعالى {ومن احسن دينا} الذي يتضمن معنى النفي فإنه يقرر ضمنا انه لا أحسن من هذا الدين الذي اوصافه كذا وكذا ؛ كقولنا ليس أمهر من زيد فإن هذا تقرير أنه الأمهر وهذه حقيقة لغوية أن دخول النفي على اسم التفضيل يعطي ضمنا تفضيل المضمر. وهنا قرر الله انه لا احسن دينا من دين الذي أسمل وجهه لله .
2- أن القول بأنه لا دين أحسن من هذا يؤكد على اختلاف الرتبة فالدين الآخر إما مثله وإما دونه . فإن كان مثله واواه في جميع الوجوه فهو هو إياه وإن تعدد الغير لذلك لا يمكن التماثل فكان الاختلاف.
والاختلاف هنا اختلاف تضاد فدين يأمر بالحق فما خالفه يأمر بالباطل ودين يحرم هذا فغيره يحله وهكذا..فالاختلاف في الأديان مدارهما الاعتقادات والمقاصد ومن ثم الأعمال فالدين الأحسن الذي فضله الله هو الذي يحقق متبعيه {أسلم وجهه لله} فنيته ومقصوده ومعبوده هو الله ثم { وهو محسن} أي اتبع الشريعة الصحيحة.
3- أنه بالعودة إلى سبب النزول فإن التنازع بين الطائفتين على من الافضل دينا فجاء الرد بعدم التفضيل بل للنهي عن التفاخر والكبرياء. ثم نبه على ان من يسيء من الفريقين فإن له الجزاء على إساءته. فجاء التفضيل مرة أخرى في الآية التالية حين قال تعالى {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } وببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما شق الامر على المسلمين فقال إن ما يصيبهم من مصائب الدنيا هي مكفرات لسيئاتهم في الدنيا وفي الآخرة فإن إيمانهم يدخلهم في رحمة الله وجنته بينما الفريق الآخر فإنه وإن كان يعطى على الأعمال الصالحة في الدنيا فإنه لا يثاب عليها في الآخرة بينما يجازى على سيئاته في الدنيا والآخرة فالاعتبار في الآخرة هو الإيمان لا غير.
فبهذه الوجوه تبين انه من عمل صالحا قاصدا بها وجه الله متبعا شرع الله وأنبيائه فهو المفضل وهو على الحق.ولا تتحقق هذه الصفات إلا في الإسلام.
2: كيف تميّز بين الإرادة الكونية والإرادة الدينية في النصوص؟
الإرادة الكونية هي ما كانت شاملة لجميع المخلوقات (إذا اردنا أن نهلك قرية} وهي واقعة بإذن الله وتشبه السنن الكونية في أولياء الله وأعداءه وما جرت عليه نواميس الكون.
أما الإرادة الدينية هي ما يأمر الله به المؤمنين ويحب ان يعملوه ولا يجب ان تتحقق {يريد الله بكم اليسر}.
3: بيّن فضل مرتبة الإيمان؟
الإيمان له المرتبة الثانية في الدين في سلم الترقي في مراتب الدين فقد يسلم المرء بالشهادتين والصلاة والزكاة (عمل الجوارح) ولكن الدين لا بد أن يقر في القلب بالعلم ثم يصدق على الجوارح بالطاعة فيكون الإيمان ثم يترقى إلى مرتبة الإحسان.
والإيمان له المرتبة الاولى في قبول الإعمال فمن آمن بالله ربا وبالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره قبل عمله ولو قل ودخل الجنة ولو بعد حين..أما من فقد ركنا من هذه الاركان فقد كفر.
والإيمان ينجي صاحبه ويحميه من النقم كما جاء عن قوم لوط {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ، فما وجدنا فيه غير بيت من المسلمين} فالعذاب أصاب كل القرية بما فيها امراته التي ادعت الإسلام بينما كانت تمالئ قومها على كفرهم فلم ينجها هذه الادعاء إذ يتوجب ان يوافق القول العمل فالايمان اعتقاد وقول وعمل.
ثم أن الإيمان سبب لقبول العمل في الآخرة فالكافر مهما أحسن في الدنيا وتصدق وساعد غيره وقام بالخيرات فإن فساد معتقده سيحرمه من النجاة يوم القيامة أما {من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة لا يظلمون نقيرا}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 محرم 1443هـ/14-08-2021م, 12:38 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السؤال الأول [عام لجميع الطلاب]: بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
الأسلوب الذي انتهجه المفسرون هو الأسلوب العلمي التقريري و الذي اعتمد على:
1- التنوع في المسائل التي تناولها المفسرون :
- مسائل تتعلق بعلوم الآية ؛ من سبب النزول، مقاصد الآيات.
- مسائل تتعلق بعلوم اللغة ؛ من المعاني اللغوية و الفرق بينها و دلالتها في الآيات، التراكيب اللغوية ) .
- مسائل تتعلق ببيان معنى الألفاظ .
- استنباط الفوائد و تنوع أنواعها: عقدية و سلوكية .
2- العناية بالتعقيب على الآثار المذكورة وتحرير نسبتها و بيان الراجح منها و سبب ترجيحه.
3- العناية ببيان القواعد التي يبني عليها المفسر كلامه .
الرسالة الأولى: تفسيرقوله تعالى: ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)
اعتمدت الرسالة
:
1- وضوح المقصد منه و هو بيان الفرق بين الإسلام و الإيمان.
2- ذكر أقوال السلف و تحرير نسبتها، بيان الحجة لكل قول و التعقيب.
3- بيان سبب الرأي الذي أيده الشيخ مع الاستدلال بالآثار و الآيات مع شرح وجه الاستدلال.
4- ختام الرسالة بذكر فضل مرتبة الإيمان و هذا من حسن الخاتمة الذي يقوي اتخاذ هذا المبحث للدراسة.
5- التركيز على المسألة دون الخوض في مسائل جانبية.
الرسالة الثانية: تفسير قوله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ).
اعتمدت الرسالة:
1- ذكر أقوال السلف في الآية.
2- ذكر الأوجه الإعرابية للآية و مناسبتها للأقوال و المعنى المترتب عليه و رد ما لا ينضبط معه المعنى مع بيان السبب.
3- ذكر آيات تشابه معنى الآية مع بعض الإختلاف، و تناول إحداها بالتفسير لبيان أوجه التشابه و أوجه الإختلاف.
4- بيان المسائل العقدية في الآيات مع الاستدلال ( بالقواعد اللغوية، عادة القرآن في استخدام الألفاظ، سياق الآيات) ، رد كلام المتكلمين و بيان خطأه.
5- التسلسل السلس للكلام و ترابط الآيات التي تناوله وتخدم الرسالة.
الرسالة الثالثة: تفسير قوله تعالى( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)
1- مقدمة تشويقية فيها المعنى الإجمالي للآية متبوعًا بسبب النزول.
2- ذكر الأقوال في سبب النزول و تحرير إسنادها ترجيح القول الراجح منها مع بيان الأسباب ؛ اعتمد في الأسباب على :سياق الآيات و مكية و مدنية السورة و حال المسلمين وقت نزول السورة .
3- استخدام الاستدلال العقلي في اثبات المعنى المراد بالآية .
4- الرد على بعض العقائد المنحرفة أثناء الكلام بما يضيف للرسالة قوة و ربط بالواقع .
5- يُطعم الرسالة بشرح قواعد في الفهم يبني عليها كلامه مما يعين من يقرأ أن يلم بالمسألة إلمام تام ، و هذا الشرح و الاسترسال لا يخل بخط سير الرسالة و مقصدها.
6- ذكر مواقف من السيرة تؤيد ما يحتج به.
المستفاد من هذه الرسائل يكون من وجوه:
1- الاهتمام ببيان مقصد الرسالة عند كتابتها.
2- الاهتمام بدراسة الأساليب اللغوية و التراكيب ؛ ففي بيانها بيان لمعاني يذكرها المفسرين و يخفى على من لا يعلمها سبب ذكرها، كما أن من لا يتقن هذا الفن من العلوم يخفى عليه كثير من المعاني.
3- دراسة أسباب النزول مهمة لمن يكتب الرسائل التفسيرية و عدم إغفال علوم الأىية عند الترجيح بين الأقوال.
4- التدريب على التفسير بالاستدلال العقلي و كيفية بيان الحجة ، فذلك فن لا يتعلم إلا بالتدريب.
5- قراءة مزيد من الرسائل مما يقوي ملكة التفسيرو ملكة كتابة الرسائل بأسلوب يناسب مخاطبيه.
1: بينّ أوجه دلالة قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} على تفضيل دين الإسلام مطلقا
الوجه الأول:هذه الصيغة فيها نفي الأفضلية عن غير الإسلام: أحسن على وزن أفعل التفضيل و أن من أحسن هي بمعنى لا أحسن :أي نفي أن يكون هناك أحسن ممن أسلم وجهه لله، و الجار و المجرور هنا مفضلا عليه و الأول مفضل، و هذا يقتضي أن هذا الأسلوب فيه نفي و إثبات؛نفي الأفضلية عن غيرهم و إثبات الأفضلية للمجرور بمن و هنا هو الاسلام ، و قد ضمنت أيضًا معنى الاستثناء؛ كأن الكلام ما فيهم أفضل إلا هذا( الإسلام)
. الوجه الثاني: أنه بتقرير أنه لا دين أحسن من الإسلام ،يلزم منه أن غيره من الأديان إما مثله أو أقل منه،و يمتنع أن يكون مثله؛لأنه إذا تماثل دينان و تساوت ،كانا دينًا واحدًا، لذا لا تقع المقارنة بينهما ، لكن الاختلاف بين الأديان يمنع التماثل ،و هذا الاختلاف ليس اختلاف تنوع و تكامل ،بل اختلاف تضاد ،فكل أهل دين يحسبون أنهم على الحق و غيرهم على الباطل،فيمتنع بأي حال تماثلهما، هذا ينتفي عقلًا ،لذا فإن أحدهما أدنى من الآخر، لذا فُضل الإسلام على غيره من الأديان،فانتفى بالنص أن هناك دين أحسن،و بالعقل أنه ليس له مثل ،فثبت أنه أحسن الأديان.
الوجه الثالث: مناسبة الآية لما سبقها من الآيات التي جاءت في سياق النزاع بين الأميين أي الأديان أفضل؛ حيث بين في الآيات التي سبقتها ما فيه رد لغرور الكافرين و تثبيت للمؤمنين ، فالسوء مجاز به من عمله سواء أكان دينه هو الفاضل أو المفضول، أما العمل الصالح فلا يقبل إلا بشرطه و هو الإيمان ، فعمل غير المؤمن و إن عاد عليه في الدنيا بالخير الظاهر، إلا أن القول الفصل سيكون يوم القيامة ؛ حيث يكون هباءً منثورًا و يُثقل العمل الصالح ميزان المؤمن ، فلا يضيع منه شيء ، و جاءت هذه الآية لتحسم الصراع بين الفئتين ؛ أن الإسلام هو الحق و من اتبعه اتبع أحسن الأديان.
. 2: كيف تميّز بين الإرادة الكونية والإرادة الدينية في النصوص؟
يفرق بينهما بمقصد الإرادة في الآيات ، ففي القرآن تأتي الإرادة في حق الله على نوعين:
1- إرادة كونية : و هي الإرادة الكونية القدرية : التي يقال عليها : ما شاء الله كان و ما لم يشأ لن يكن، وهذه الإرادة إرادة شاملة لا يخرج عنها أحد من الكائنات، فكل الحوادث الكونية داخلة في مراد الله ومشيئته هذه،و لا تتعلق بمحبة الله لها ، و من الآيات التي تبين معنى هذا النوع من الإرادة: قوله تعالى في سورة هود : (وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ [هود:34]. وقوله في سورة البقرة: (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253]. و قوله {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} وقوله:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} و غيرها من الأىيات التي تبين إرادة الله التي تقع قدرِا.
2- إرادة دينية شرعية:أمرية يحبها الله و يرضاها ،لكن لا يلزم وقوعها ، كقوله:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} وقوله: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}، وقوله: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6] يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 26-28]
3: بيّن فضل مرتبة الإيمان.
الإيمان :تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالجوارح و الأركان.
تصديق القلب و إقراره دافع لتقوى الله و عمل الجوارح ، فلا يكون العبد إلا في مقام يرضاه الله و يحبه ، و من كان كذلك كان على صراط مستقيم و نال فضل الله الذي يؤتيه من يشاء .
من فضل مرتبة الإيمان :
- قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ،و قال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [257]} [البقرة:257]. وقال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [11]} [التغابن:11]
وعد من الله حق، من كان قلبه مطمئنًا بالإيمان ، كان حقًا على الله أن يرضيه ، فله الأمن و له الهدى ، في الحياة الدنيا و في الآخرة ، يهنأ و يسعد فيهما ، و ينجو من غضب الله و عقابه و يهتدي للحق قولًا و عملا في الدنيا و في الآخرة له نعيم مقيم.
- وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [72]} [التوبة:72]و قال تعالى ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124]
حقق الشرط تنل وعده، عمل صالح بالجوارح من قلب آمن بالله و صدق يقابله جنة الخلد.
- و قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم : 27].
تثبيت من فتن المحيا و الممات ، من فتنة عذاب القبر و من فتنة المسيح الدجال و يوم الفزع الأكبر يأمن و يثبت .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 محرم 1443هـ/15-08-2021م, 09:51 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من الرسائل التفسيرية (2)


المجموعة الأولى:
1: فروخ الأكبروف أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: الأقوال في نزول الآية قولان:
الأول: أنها نزلت في أهل الكتاب والمؤمنين
الثاني: أنها نزلت في أهل الكتاب وكفار قريش
فهناك طرفان نزلت الآية لحل النزاع بينهما، فلا نجعل نزول الآية في طرف واحد.
وإنما ذكر ابن تيمية روايتين فيما يتعلق بالقول الأول، وهذا الذي أوهم وجود ثلاثة أقوال.
ج3: ومن الفوارق أن الإسلام قد يطلق ويراد به الإسلام الظاهر بالجوارح دون أن يتمكن أصل الإيمان من القلب، وهو إسلام المنافقين، ويطلق ويراد به الإسلام الحقيقي لله تعالى والذي يتضمن وجود أصل الإيمان في القلب.


المجموعة الثانية:
2: إيمان جلال أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: هنادي الفحماوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: لو أشرتِ في الجواب على بيان فضل مرتبة الإيمان على مرتبة الإسلام، ولا تقتصري على فضله على الكفر فقط.


4: رولا بدوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 محرم 1443هـ/16-08-2021م, 01:51 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

السؤال الأول: بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
اعتمد المفسرون علي اسلوب التحقيق العلمي في بيان المسائل التي قاموا بشرحها وتوضيحها.
وهذا الأسلوب يوضح المسائل الموجودة في الآية ويذكر الأقوال الموجودة فيها ويرجح أو يجمع بين الأقوال إن أمكن الجمع. وهذا الأسلوب يخاطب طلبة العلم ويغلب علي الخطاب الأسلوب العلمي البحت الخالي من التنميق.
يستفيد منه الطالب أنه يستطيع معرفة كل المسائل في الآية والأقوال فيها ومن قائلها والراجح والمرجوح من هذه الأقوال.

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}، وبيّن ما لاحظته من القوة العلمية لدى شيخ الإسلام من خلال تحريره لسبب النزول.
سبب النزول:
قيل أنها نزلت في الكفار من أهل الكتاب وهو قول قتادة والضّحّاك وغيرهما وسبب نزولها افتخار المسلمين وأهل الكتاب كل بما أوتي من كتاب ومن أنبياء فنزل قوله تاعلي ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) فقال أهل الكتاب نحن وانتم سواء فنزل قوله تعالي ( ومن يعمل من الصالحات ....).
وروى عن مجاهد أنها نزلت في مشركي قريش وأهل الكتاب حيث قالوا لن نبعث ولن نحاسب. وقال أهل الكتاب ( لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة ) فنزل قوله تعالي ( ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب)
والراجح من الأقوال أن سبب النزول هو القول الأول وذلك لما يلي:
1- أن السورة مدنية وأهل المدينة إما مسلمين أو أهل كتاب.
2- أنه قد اشتهر سؤال الصحابة عن قوله تعالي (من يعمل سوءًا يجز به) وبيان النبي ذلك للصحابة أنه ما يجدونه من مصائب الدنيا ومن المعلوم أن الصحابة هم المخاطبون بذلك وليس المشركين.
3- إشار ة قوله تعالي (ومن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ) إلي وجود تنازع في تفاضل الأديان.
4- سياق الآبات وما قبلها وما بعدها فيه خطاب للمؤمنين وأهل الكتاب


2: بيّن أثر المعرفة بالإعراب على التفسير من خلال دراستك لرسالة ابن القيم رحمه الله تعالى.
المعرفة بالإعراب ضرورية للمفسر حتي لا يحرف الكلم عن مواضعه أو لا يحمل الكلام غير المعني المراد. ومن ذلك خطأ من زعم أن ما الثانية في قوله تعالي ( وربك يخلق ما يشأ ويختار ما كان لهم الخيرة) مفعول يختار, إذ لو كانت كذلك للزم نصب الخيرة علي أنها خبر كان ولو كانت كذلك لما صح المعني, ولأدي ذلك لجر المجرور بما لا يجر الموصول بمثله
3: ما الفرق بين الإسلام والإيمان ؟
الفرق بين الإسلام والإيمان
الإسلام دائرة أوسع من الإيمان يدخل فيه كل من نطق بالشهادتين سواء مسلماً او منافقاً قالها ليعصم دمه وماله. كما في قوله تعالي (قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) فنفي عنهم الإيمان ولم ينف الإسلام.
والإسلام يطلق ويراد به الإيمان, فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن .
والإيمان كما ورد في حديث جبريل عليه السلام ( أن تؤمن بالله واليوم الأخر والكتب والرسل والملائكة والقدر خيره وشره), والإيمان يلزمه العمل , فلا يكفي في الإيمان مجرد النطق بالشهادتين, بخلاف الإسلام فيكفي فيه النطق بالكلمة,كما قال الإمام أحمد بن حنبل الإسلام الكلمة.
والمؤمن أعلي مرتبة من المسلم في الدنيا والأخرة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 محرم 1443هـ/17-08-2021م, 09:57 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

السؤال الأول [عام لجميع الطلاب]: بيّن ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير مسائل التفسير في الرسائل الثلاث، وكيف يمكن أن تستفيد منها؟
1-رسالة تفسير قول الله تعالى: {قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}
- الاعتماد على اقوال السلف وذكر مايعضدها من احاديث لكل الاقوال.
- بيان الاحكام التي تتعلق بشرع من قبلنا مثل بيان مسأالة كيف ابقى لوط زوجتةه في ذمته وهي كافرة.
- بيان لطائف الآية ، والتمثيل لها بقصة اصحاب السبت.
- بيان الفرق بين الايمان والاسلام، والاستدلال له من القرآن العظيم.
2-رسالة تفسير قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}
- بيان الموقع الاعرابي بناء على معنى الاية على اي الاقوال فيها.
- ذكر نقولات السلف والترجيح بينها.
- الاستدلال للمعاني بما يعضدها من الآيات في مواضع مختلفة.
- بيان خطأ من لم يفهم الآية على وجهها بأن الاختيار هنا هو الارادة .
- بيان نوعي الارادة والأذن في النصوص الشرعية.
3-رسالة تفسير قول الله تعالى: {ومن أحسن دينًا ممّن أسلم وجهه للّه وهو محسنٌ واتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا..}
- الاستدلال بزمن نزول الآية على المعاني والترجيح بنها.
- بيان ان الخطاب يتنوّع بحسب حال المخاطب.
- بيان الادلة والبراهين على صحة ماجاء به القران من الحق ، وفساد مانهى عنه من الباطل.



المجموعة الثانية:
1: بينّ أوجه دلالة قول الله تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله} على تفضيل دين الإسلام مطلقا.


قال اللّه تعالى: {ومن أحسن دينًا ممّن أسلم وجهه للّه وهو محسنٌ واتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا واتّخذ اللّه إبراهيم خليلًا}

ففي الآية نص في نفي دين أحسن من دين هذا المسلم ، فما نفى ان يكون ماهو احسن منه ، تبقى في القسمة العقلية ان يكون من هو مثله في الحسن ، وجوابه اختصره من كلام ابن تيمية رحمه الله فأقول:
ان الخطاب له مقامات ، تارة يكون باثبات صلاح الدين،وتارة في اثبات انه افضل من غيره ، اذن فالكلام يتنوع بتنوع حال المخاطب ، ولايعني نفي الأحسن وجود المثل .
والاسلوب في الآية اسلوب استفهامي انكاري ، وهو انكار ذم ونهي لمن جعل دينا احسن منه.

وجاء عن قتادة قال قتادة والضّحّاك وغيرهما في سبب النزول : إنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا؛ فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى باللّه منكم. وقال المسلمون: نحن أولى باللّه تعالى منكم ونبيّنا خاتم النّبيّين وكتابنا يقضي على الكتب الّتي كانت قبله فأنزل اللّه تعالى: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} الآية.




2: كيف تميّز بين الإرادة الكونية والإرادة الدينية في النصوص؟

لفظ الإرادة في القران نوعان:
- إرادة كونية شاملة لجميع المخلوقات كقوله:{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} وقوله:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} وقوله: {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} .
- وإرادة دينية أمرية لا يجب وقوع مرادها كقوله:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} وقوله: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}.
فهي مرادة بالمعنى الأول غير مرادة بالمعنى الثاني.

والله اعلم.




3: بيّن فضل مرتبة الإيمان.
قال تعالى :{قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}
المراد بالايمان المنفي في الآية على معنيين:
1- نفي أصل الإيمان الذي يَثبت به حكم الإسلام ؛ فهؤلاء كفار في الباطن ، مسلمون في الظاهر، فيكون حكمهم حكم المنافقين، وقد يتوب الله على من يشاء منهم ويهديه للإيمان.
2- نفي القدر الواجب من الإيمان الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به مؤمنين؛ فهذا لا يستلزم نفي أصل الإيمان والخروج من دين الإسلام، فيثبت لهم حكم الإسلام، وينفى عنهم وصف الإيمان الذي يطلق على من أتى بالقدر الواجب منه.
كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((والله لا يؤمن! والله لا يؤمن! والله لا يؤمن!))
قيل: من يا رسول الله؟
قال:((الذي لا يأمن جاره بوائقه)).
فهذا نفى عنه حقيقة الإيمان والقدر الواجب منه الذي مدح الله به المؤمنين وسماهم به، ولا يقتضي أن من فعل ذلك فهو خارج عن دين الإسلام.
والله اعلم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 محرم 1443هـ/17-08-2021م, 11:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


مؤمن عجلان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
جوابك على السؤال الأول مختصر جدا، وأرجو أن تستفيد من أجوبة الزملاء.
ج2: ولا يفوتك الكلام على مسألة الرسالة الأساسية وهي إعراب قوله تعالى: {وأضله الله على علم}.



رفعة القحطاني ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
راجعي تحرير مسألة تفضيل دين الإسلام مطلقا من أجوبة الزملاء لمزيد فائدة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 محرم 1443هـ/21-08-2021م, 01:09 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

▫ بين ما اعتمد عليه المفسرون في تحرير المسائل الثلاثة ، وكيف يمكن أن تستفيد منها ؟


🔹الرسالة الأولى : قوله تعالى { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا }


1- استهل شيخنا عبد العزيز الداخل حفظه الله كلامه بتقرير أن هناك قولين في تفسير الآية ، رجع فيهما إلى كلام السلف لعميق اتصالهم وفهمهم لمراد كلام الله مستعرضاً أدلة كل فريق منهم
2- استحضر الشواهد من صحيح السنة كما هو دأبه
3 - دلالة الآية على وجود أصل الإسلام أو نفيه وهو النفاق
4 - قرر أن الآية تسع القولين واستدل به على سعة البيان القرآني واكتنازه بموفور المعاني مع الاقتصاد في الألفاظ
5 - استخراج الأحكام الشرعية بدلالة النص
6 - استخراج معنى لطيف ، بفضل الإيمان وعلو منزلته وأنه سبب للنجاة من فتن الدنيا ، والعذاب في الآخرة
7 - التفريق بين المسلمين والمؤمنين بدلالة ما يفوت الأولين من عطايا الإيمان ، وما يناله ويحظى به المؤمنون


🔹الرسالة الثانية : قوله تعالى : { افرأيت من اتخذ إلهه هواه وأَضَلَّه الله على علم }


1 - ساق ابن القيم رحمه الله تعالى أولاً كلام السلف في معنى الآية لرسوخ قدمهم في. العلم وأصالة واتصال
علمهم بالكتاب والسنة
2 -بعد تحريره لقولين في المعنى المراد بالآية ، بسط الكلام على المعنى الأولى ، مستشهداً بالعديد من الآيات النظائر التى توافق المعنى المراد ، وهذا فيه قوة استقراء النص القرآني والوصول لمقاصد الآيات
- 3 - بين من مفهوم الخطاب للآية على إثبات القدر وحكمة التقدير والقضاء وعلم الله الأزلي .
- 4 - الانتصار لعقيدة السلف الصحيحة والرد على الكلاميين ودحض الشبهات
- 5 - الإنتصار لما ترجح لديه من معنى ، بدلالة اللغة والعودة لأصل الألفاظ
- 6- التفصيلات العلمية والتفريعات التى أثرت الرسالة وأكدت على علميتها
- 7- العلم باللغة وقيمة هذا العلم في الاستدلال والترجيح والتحقيق
-
🔹الرسالة الثالثة : قوله تعالى : { ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً }


- 1 - تحقيق علمي غاية في حسن الغوص على المقصود للوصول للمعنى المراد ، وهذا مشهور معروف عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
- 2 - استقراء الآيات من كتاب الله لتأييد المعنى المراد
- 3 - بمنهجية عقلية وبرهان جدلي علمي ، حسم رحمه الله قضية التماثل بين الدينين بعد التقرير بأن الأفضل هو الدين الحق (ألأسلام ) الذي قررته الآية بمنطوق الخطاب ومفهومه
- 4 - الفهم الدقيق لمسألة المفاضلة بين الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، نور العلم ووضوح السبيل
- - 5 - الأمثال المضروبة ، وتقريبها لمسألة الواجب الأهم و المستحب ( فقه الأولويات )
- 6- خاتمة الرسالة جاءت بقاعدة مهمة في طريقة القرآن في البيان عن الحق وتبينه وأن دلائله نقلية عقلية


- 📝 الفوائد
- *بداية جزى الله عنا هؤلاء الفضلاء كل خير بما بذلوه من تقريب معاني كلام الله إلى أذهاننا


1- إن من أهم مانستفيده من هؤلاء المفسرين ، أسلوبهم وطرائقهم في المسائل والبحث والتحقيق ،فهم على ما يقدمونه من تفسير للآيات وتقريب لمقاصدها ، هم يرسمون لنا منهجاً وخطة علمية في كيفية دراسة كتاب الله
والاستفادة من كنوز المعارف والمخرجات التى يمكن أن نكتنزها ونستخرجها منه .
2- التأكيد على العناية الكبيرة بتفسير السلف ، وهذا يبدو جليا في الرسائل الثلاث ، مما يلفت نظرنا إلى أهمية هذا المستقى لفهم الآيات والوصول إلى مقاصدها
3- التحرير العلمي الرصين الذي يتتبع الدلائل وموقف الحياد للصواب والحق دونما تعصب واستبداد بالرأي
- وهذا هو خُلق العلماء الربانيين ، فهم أحرص على نشر العلم الصحيح من الشهرة وذيوع الصيت
- 4- علوم الآلة ومايتطلبه العلم من أدوات ، هذا يبدو جلياً في رسائل المفسرين ، وخاصة علم اللغة ، لابد لنا من مزيد العلم باللغة العربية
- 5- تعظيم كلام الله تعالى وتمجيده ، وما أعطاهم هذا من مزيد الفتح والتوفيق ، فبقدر تعظيمنا لما ندرسه من معاني كتاب الله ، نرزق العلم وثمرته { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }


⚪ المجموعة الثانية ⚪


س 1 - بين أوجه دلالة قول الله تعالى : { ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه } على تفضيل دين الإسلام مطلقاً


▫الوجه الأول :
الصيغة التى وردت بها الآية ، وهي استفهام استنكاري ، أفاد الذم والنهي ، فجاء المعنى ، أن ليس فيهم أفضل من هذا ، مع إثبات فضله عليهم ، مع تضمن معنى الاستثناء كأنك قلت ، مافيهم أفضل من هذا
▫الوجه الثاني :
الأقسام ثلاثة كما حرر شيخ الإسلام : مماثل - أحسن - دون ، أما وقد فُرغ أنه لا أحسن منه ديناً ، تبقى المماثلة والتساوي ، وهذا لا يكون لأنها تعني المساواة من كل وجه متى كان الدين واحد ، أما إذا كانا دينين مختلفين ،سقط التماثل ولا بد ، لأن الاختلاف يثبت لأحدهما أنه الدين الحق الواجب وللأخر أنه الباطل الحرام
▫الوجه الثالث:
السور مدينة باتفاق وهذا يقوي أن الأية كانت في ي التنازع الواقع بين اليهود والمسلمين على أي الدينين
أفضل ، فنزلت هذه الآية ولم تمنع أو تنهى عن المفاضلة بينهم ، لكنها في تأصيل وتربية قرآنية بديعة فذة
لاجتثات ما يستقر في النفوس من الكبر والتعالى لامتلأئها بمعنى الأفضلية ، فأعلم الجميع أن من أساء وأحسن من الفريقين يعاقب ويثاب { من يعمل سوءاً يجز به } غير أن أهل الإيمان لهم العقبى في الدنيا والآخرة


س 2 - كيف نميز بين الإرادة الكونية والدينية في النصوص ؟
▪الإرادة الكونية هي المشئية الشاملة لجميع المخلوقات لا يخرج عنها أحد من الكائنات ، البر والفاجر وكل حوادث الكون داخلة تحت هذه الإرادة الواقعة لا محالة ولا يلزم أن يكون هذا الواقع محبوباً عند الله مثل كفر الكافر ومعصية العاصي ، ومن النصوص القرآنية الدالة على هذه الإرادة المطلقة الكونية ، قوله عز من قائل :
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } (30) الإنسان
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } (82) يس
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } (40) النحل
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (68) القصص


▪الإرادة الدينية أو الشرعية ، للمحبة والرضا لأنها تتعلق بكل ما يحبه الله ويرضاه ، وهذا النوع م
من الإرادة لا يستلزم وقوع المراد فقد يقع ولا يقع ، ومن النصوص القرآنية الدالة على هذه الإرادة
قوله عز من قائل :
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(185) البقرة
{ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
(6) المائدة
{ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } (7) الزمرۗ




س 3 - بين فضل مرتبة الإيمان
أن علو كعب الإيمان وعظيم منزلته أمر لا يخفى على كل تالٍ لكتاب الله تعالى ، متدبرٍ لآياته ، متشوف لبشاراته
ناهيك عما حفلت به السنة النبوية السنية ، من الإشادة والتنويه بالإيمان ورفيع منزلته وكرامة أهله على الله في
الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } (38) الحج
فيدفع عنهم ربهم شرور وخطوب ، ويعيشون في كنف رعايته حياة الطيبين ، قال تعالى :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (97) النحل ، ويحصل لهم بالإيمان هدىً وتوفيق هو غاية كل مؤمن ، ألم يقل سبحانه :
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } (17) محمد
فهم أهل الانتفاع بالذكرى والعظة والآيات { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (55) الذريات
قلوبهم مشرعة للحق لا يحجبها عنه حواجب وستور الغافلين اللا هيين، هم في ثبات ، استوطن اليقين قلوبهم فرد كل شبهة وصد عنهم كل ريب وشك ، لا تضرهم فتنة ، كما قال عنهم ربهم :
{وا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (15)
الحجرات
بل هم أولياء الله يتولاهم في الدنيا ، فيوفقون لكل خير ، يسددون ويؤيدون ، كما جاء في الحديث
القدسي :
( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) صحيح البخاري
، لهم عهد بالأمان من ربهم يوم يخاف الناس ويفزعون ، فقد كانوا في الدنيا وحالهم :


{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا } (10) الإنسان ، وهذا خوف المؤمن الموقن بلقاء ربه
فجوزوا بالأمن والنعيم { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } (11) الإنسان
في حين أن من هم دونهم من أهل القبلة من المسلمين على المشيئة ، فقد يعذبون بمعاصيهم أو يرحمون بعفو الله وفضله ، { والله ذو الفضل العظيم }

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 محرم 1443هـ/23-08-2021م, 05:48 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


سعاد مختار أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir