دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 12 شعبان 1436هـ/30-05-2015م, 03:32 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي تلخيص مقاصد الباب الثالث [ في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))]

الباب الثالث:تلخيص مقاصد
في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف ))

المقصد الرئيس للباب
بيان الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة ، وبيان معانيها وتفسيراتها ، وبيان حُكم القراءة بها ، وسبب نزول القرآن عليها ، مع توضيح ما وُجد منها في مصحف الإمام.
المقاصد الفرعية.
الأدلة على ثبوت السبعة أحرف .
الأقوال في معاني الأحرف السبعة.
أنواع الأحرف السبعة.
مقصد ، وسبب تنزيل القرآن على الأحرف السبعة .
أن كُل حرف من الأحرف السبعة كافٍ شاف ، كُلها صحيحة.
الصحيح والمنهي عنه في القراءة على الأحرف السبعة.
حُكم ما جُهل من الأحرف السبعة.
الأحرف السبعة تشمل لغة وقريش وقبائل العرب.
بيان أن بعض أحياء العرب أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض.
الرد على ما جاء عن سمرة بن جندب ، أن القرآن أُنزل على ثلاثة أحرف ، ومعنى ذلك.
حُكم القراءة بالأحرف السبعة.
معنى الإختلاف في القراءات.
حُكم المراء في القرآن.
حُكم القراءة باللغات المختلفة.
مسأئل ؟
- هل القرآن كله نزل على سبعة أحرف ، أم بعضه؟
- هل يجوز القرأءة بالأحرف السبعة في الصلاة؟
- هل مصحف الإمام (عثمان ) الذي بين أيدينا يحتوي الأحرف السبع أم حرف واحد ؟
**********************************************************************
تلخيص المقاصد
الأدلة على ثبوت السبعة أحرف .
منها:
1- ما جاء في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
2- وفيهما أيضاً من حديث عمر بن الخطاب وفيه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). واللفظ للبخاري. زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.
3- وما جاء في صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، إلى أن قال صلى الله عليه وسلم : ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم)). وكذلك أورده الطبري في تفسيرة ، وما جاء فيها من الروايات.

الأقوال في معاني الأحرف السبعة.
1- يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة ، قال به أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله ، وقال به أبوحاتم سهل بن محمد السجستاني ، وأبو سليمان الخطابي، وضعفه ابن عبدالبر والأهوازي
والدليل : قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
2- مشكل لا يدرى معناه ، قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
3- وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى ، قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ:"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى)).
4- سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
"قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف))سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
5- أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه ، وهذا القول رده ابن عبدالبر ورد عليه فقال : [من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا]. وضعّف الحديث الذي استدلوا به.
6- وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير ، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار ، كأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
قال الشيخ أبو شامة المقدسي : [إذا ثبت هذا فنعود إلى تفسير الأحرف السبعة بأحد القولين: وهم :
الأول :اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة.
والثاني الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني كما سبق].
أنواع الأحرف السبعة.
1- قال الشيخ : وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
1- منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما.
2- ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}.
3- ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي.
4- ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش}و(كالصوف المنفوش).
5- ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود}"وطلع منضود" .
6- ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق}"وجاء سكرة الحق بالموت".
7- ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
2- "قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه}"وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى:{لا يقبل}و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
3- ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها:أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون}و"يعملون".
"الثاني:أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا}و"فامضوا".
"والثالث:أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع:أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس:أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس:التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل}و"الأكل".
"والسابع:الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد}.
مقصد ، وسبب تنزيل القرآن على الأحرف السبعة .
توسعةُ على العباد ، وحتى لا يكون في الحرف الواحد كُلفة على من لا يعرفه من القبائل الأُخرى ، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، فتأخذه العزة، فجعلهم يقرؤونه على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم منا منه عز وجل لئلا يكلفهم ما يشق عليهم، فيتباعدوا عن الإذعان، وكان الأصل على ما عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى.
والدليل على ذلك ما جاء في أحد روايات حديث أُبي ، وفيه :قال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اخسأ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، فقلت مثله، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف)). وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح ، وفي كتاب أبي عبيد عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: (( لقيت جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلي أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).
معنى أن كُل حرف من الأحرف السبعة كافٍ شاف .
أي أن كل حرف شافٍ لصدور المؤمنين لاتفاقها في المعنى، وكونها من عند الله وتنزيله ووحيه، كما قال تعالى : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، وهو كاف في الحجة على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإعجاز نظمه وعجز الخلائق عن الإتيان بمثله". ، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في سنن النسائي فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف كاف)) ، وفي كتاب ابن أبي شيبة عن أم أيوب قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت)).
الصحيح والمنهي عنه في القراءة على الأحرف السبعة.
الصحيح هو أن تقول عزيزٌ حكيم ، أو غفور رحيم ، وأما المنهي عنه أن تختم آية رحمة بآية عذاب ، أو العكس ، والدليل ما جاء عن علقمة بن عبد الله ، وفيه قال: [ أي رسول ] ((ليس فيها إلا شاف كاف، قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم، نحو هذا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب )). وما رواه الطبري عن أبي هريرة ، وفي أحد رواياته قال : (( فاقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة )) ، وقال البيهقي: أما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة "غفور رحيم" بدل "عليم حكيم"، فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه فكأنه قرأ آية من سورة، وآية من سورة أخرى، فلا يأثم بقراءتها كذلك ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، ولا آية رحمة بآية عذاب.
حُكم ما جُهل من الأحرف السبعة.
حُكمه أن يُرد إلى عالمه ، فقد جاء في حديث أبي هريرة الذي رواه الطبري ((فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه )).
الأحرف السبعة تشمل لغة وقريش وقبائل العرب.
روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، صار في عجز هوازن منها خمسة)).
"
قال أبو حاتم: عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر بن معاوية: قال أبو حاتم: خص هؤلاء دون ربيعة وسائر العرب، لقرب جوارهم من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنزل الوحي، وإنما مضر وربيعة أخوان، قال: وأحب الألفاظ واللغات إلينا أن نقرأ بها لغات قريش، ثم أدناهم من بطون مضر".
بيان أن بعض أحياء العرب أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض.
والدليل عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف : ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) ، قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول:نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة. ، عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
الرد على ما جاء عن سمرة بن جندب ، أن القرآن أُنزل على ثلاثة أحرف ، ومعنى ذلك.
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أنزل القرآن على ثلاثة أحرف )).
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
قلت: [ أي الشيخ أبي شامة المقدسيّ رحمه الله] أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة}و {الرهب}و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.

حُكم القراءة بالحروف السبعة.
سُنة ، والدليل ما صح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال : ((إن القراءة سنة )) ، قال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
معنى الإختلاف في القراءات.
قال أبو العلاء الحافظ: واعلم أن الاختلاف على ضربين: تغاير وتضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ.

حُكم المراء في القرآن.
المراء في القرآن كُفر ، ومن الدليل على ذلك ما روي عن النبي أنه قال : ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا فيه فإن مراء فيه كفر)). وفي أول تفسير الطبري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه)) ، وقال الأعمش: سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله بن مسعود قال:سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدهم: هلم وتعال وأقبل.

حُكم القراءة باللغات المختلفة.
"قال صاحب شرح السُنة :فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو شامة : ولا يلزم في ذلك تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة، والله أعلم
مسأئل ؟
- هل القرآن كله نزل على سبعة أحرف ، أم بعضه؟
قيل أن بعضه نزل على سبعة أحرف لا كله ، قاله الأنباري ، ونقله أبو سليمان الخطابي عن جماعة ، وأشار إليه أبو عبيد
وقيل لا يوجد في القرآن حرف يُقرأ على سبعة أحرف. قاله القتيبي
وقيل أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه. نقله أبو سليمان الخطابي عن بعض اهل العلم.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد":
"
وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وعبد الطاغوت}و {تشابه علينا}، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم".
- هل يجوز القرأءة بالأحرف السبعة في الصلاة؟
لا يجوز ، قال ابن عبدالبر : [وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه، وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم].
- هل مصحف الإمام (عثمان ) الذي بين أيدينا يحتوي الأحرف السبع أم حرف واحد ؟
فيها أقوال :
- القول الأول :
أنه حرف واحد منها ، وبه قال أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده ، ومال إليه الشاطبي فيما جمعه عثمان رضي الله عنه.
قال : "فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
قال: "فإن قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟".
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة". ثم ساق الكلام في تقرير ذلك.
- القول الثاني :
أنه جميعها ، وبه قال القاضي أبي بكر ، ومال إليه الشاطبي فيما جمعه أبو بكر.
قال القاضي : "ليس الأمر على ما توهمتم من أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم".
"
وعرف عثمان حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف، كتبها في مصاحفه، وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية، لتكون جميع القراءات محروسة محفوظة".
- القول الثالث :
أنه بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن.
وهوقول أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"
أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
قال: "وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها تجري على ضربين":
أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج). ثم قال :
والضرب الثاني: ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب".
فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة".
فثبت بهذا:أن هذه القراءات التي نقرؤها، هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط المصحف؛ إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن؛ وإذ قد أباح النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا القراءة ببعضها دون بعض، لقوله تعالى: {فاقرأوا ما تيسر منه}، فصارت هذه القراءة المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم، من جمع الناس على هذا المصحف، لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض".
قال: "فهذا أصح ما قال العلماء في معنى هذا الحديث".

- الراجح في ذلك :
قال أبو شامة:
والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.
وقال صاحب "شرح السنة":
"
جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج من رسم الكتابة والسواد".



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مناقشة, صفحة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir