(33) إذَا جاءَتِ النَّكرةُ بعدَ النَّفيِ، أَوْ جاءتْ بعْدَ النَّهْيِ، دلَّتْ على العمومِ والشُّمُولِ.
فمثالُ النَّكرةِ في سياقِ النَّفْي(لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ) نفتْ كلَّ إلهٍ في السَّماءِ والأرضِ، وأثبتتْ إلهيَّةَ اللهِ تعالى.
وكذلكَ: (لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ) أيْ لا تحوُّلَ مِنْ حالٍ منْ جميعِ الأحوالِ، ولاَ قوَّةَ على ذلكَ التَّحَوُّلِ، إلاَّ باللهِ.
وكذَا قولُهُ تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شَاءَ}.
وقولُهُ تعالى: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً} يعمُّ كلَّ نَفْسٍ وكلَّ شَيْءٍ.
ومثالُ النَّكرةِ في سياقِ النَّهي: قولُهُ تعالى: {ولاَ تَدْعُ مع الله إلهاً آخَر}،{وَأَنَّ الْمَساجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} شاملٌ كلَّ أحدٍ {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ}.