أم ابتليت بالسحر فهل يتأذى أولادها منه؟

[أمل عبد الرحمن]

شيخنا الفاضل أثابكم الله
اتصلت بي إحدى صديقاتي وتسأل هل الأم آإذا ابتليت بالسحر فإن أولادها يتأذون بسببه؟
هي لم تفصل لي لكن ما فهمته أنهم أحضروا راقيا لابن هذه المرأة حيث يشتكي من أعراض السحر فقال أن أمه هي المصابة وأنه تأذى تبعا لإصابتها فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله خيرا

[ريم الحربي]

جواب: الشيخ عبد العزيز الداخل
هذا يختلف بحسب نوع السحر ومبلغ تأثيره؛ فمن الأسحار ما يراد به شخص بعينه في الأصل لكنه يسري إلى غيره بجامع تناول مادّة السحر، ومن الأسحار ما يتأثّر به المسحور فيؤثّر فيه نفوراً أو تعلقاً أو عدوانية لأشخاص آخرين يتأذّون بهذا النفور أو التعلّق أو العدوانية، وإذا بطل السحر ذهب أثر ذلك ما لم يسرِ من عالم التأثير الروحي إلى العالم الحسّي؛ فإن التأثر الحسّي قد يبقى حتى بعد زوال الأثر الروحي؛ كالذي تصيبه عين فتؤدّي إلى موت عضو من أعضائه أو بتره أو إصابته بعلّة مزمنة؛ فإنه إذا شفي من العين وتأثيرها الروحي فإن التأثير العضوي أمر آخر قد يزول وقد يخف وقد يبقى، وكل ذلك بحسب ما يقدّره الله تعالى على العبد ، وهي من المصائب التي من صبر عليها أُجِر على صبره وكفر بها من سيئاته.
ومما ينبغي أن يحتاط له في مثل هذه التشخيصات التي يذكرها بعضهم أنها لا تؤخذ على التسليم ما لم يكن على ذلك بيّنة معروفة ، فكم من أسرة بقيت أسيرة خطأ صدر من أحد الرقاة أو المؤولين بأن بلاءهم هو كذا وكذا فصاورا يدورون في حلقة هذا التشخيص الذي قد يكون فيه من الخطأ ما فيه، وقد يكون الراقي معذوراً مأجوراً إذا كان مجتهداً عارفاً بأصول الرقية وإنما أخطأ فيما أخطأ فيه عن اجتهاد لا عن تفريط وتعدٍّ، وقد يكون آثماً ظالماً إذا قال ذلك عن تخرّص وعدم أهلية أو فرّط وتعدّى.
والخلاصة أن من الأسحار ما يسري أثره ومنها ما يقتصر على المسحور، والسراية لها سببان:
السبب الأول: طبيعة أثر السحر وما يؤثّره في المسحور من نفور الناس عنه وكراهيتهم له أو تعلّقهم به وشدة حرصهم عليه فيحصل عليه وعليهم من الضرر بسبب ذلك ما هو معروف.
والسبب الثاني: تعدّي تناول مادّة السحر، كالذي يرشّ على منزل عدوّه مادة سحرية سائلة لينفّر الناس من زيارته فيجد من نفور الناس من زيارته ما يستغربه وينكره حتى من أقرب المقربين إليه، وهم يجدون في أنفسهم من الضيق أو النفور أو التذرع بالأعذار المتنوعة الكثيرة ما يمنعهم من زيارته، وهم إنما تأثّروا بما وضع على منزل المسحور من المادة السحرية المنفّرة.
ومما عرف بالتجربة وسبر أحوال المسحورين أن كثيراً من الأسحار لا تتأتّى للسحرة كما يريدون فقد يكون نجاح السحر بنسبة تقل أو تزيد بحسب ما يكون لدى المسحور من التحصين وبحسب قوة السحر وأثره، بل من الأسحار ما ينقلب أثرها، ولا سيّما إذا كان الساحر غير خبيرة بصنعة السحر، أو دخل على السحر سحر أقوى منه، وتعارض الأسحار باب واسع.
لكن يجب على المؤمن أن يعتقد أن كيد السحرة ضعيف وأنه لا يضر المسحور إلا بإذن الله، وأن الله تعالى جعل العاقبة لمن صبر واتقى، وأن الله لا يخذل عبده المؤمن ولا يسلمه لأعدائه، {والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً} وأن من حفظ اللهَ حفظه الله.

[سهيلة]

شيخنا الفاضل بماذا تنصح من ابتلي بسحر و مس و قد طالت مدة الابتلاء و أثر السحر على قدرة الانجاب و الله المستعان؟