دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ > الناسخ والمنسوخ للنحاس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 رجب 1432هـ/1-07-2011م, 04:55 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي سورة آل عمران

سورة آل عمران

قال أبو جعفرٍ: لم نجد في هذه السّورة بعد تقصٍّ شديدٍ ممّا ذكر في النّاسخ والمنسوخ إلّا ثلاث آياتٍ ولولا محبّتنا أن يكون الكتاب مشتملًا على كلّ ما ذكر منها لكان القول فيها: إنّها ليست بناسخةٍ ولا منسوخةٍ ونحن نبيّن ذلك إن شاء اللّه
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/125]




باب ذكر الآية الأولى من هذه السّورة

قال جلّ وعزّ: {قال آيتك ألّا تكلّم النّاس ثلاثة أيّامٍ إلّا رمزًا} [آل عمران: 41] فزعم بعض أهل العلم أنّ هذا منسوخٌ وذلك أنّ هذه شريعةٌ قد ذكرها اللّه تعالى فكان لنا أن نستعملها ما لم تنسخ ثمّ إنّها نسخت على لسان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
كما قرئ على أحمد بن حمّادٍ، عن سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا عبد العزيز الدّراورديّ، قال: أخبرنا حرام بن عثمان، عن عبد الرّحمن، ومحمّد ابني جابر بن عبد اللّه، عن أبيهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «لا صمت يومًا إلى اللّيل»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/126]
قال فنسخ إباحة الصّمت وقد قال تعالى إخبارًا عن مريم {فلن أكلّم اليوم إنسيًّا} [مريم: 26]
ليس في هذا ناسخٌ ولا منسوخٌ لأنّ الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " لا صمت يومًا أنّه لا يحلّ لأحدٍ أن يصمت يومًا إلى اللّيل فلا يذكر اللّه جلّ وعزّ ولا يسبّح وهذا محظورٌ في كلّ شريعةٍ والدّليل على هذا أنّ بعد قوله جلّ وعزّ {ألّا تكلّم النّاس ثلاثة أيّامٍ إلّا رمزًا} [آل عمران: 41] الأمر بالتّسبيح عشيًّا وبكرًا
وزعم بعض العلماء أنّ الآية الثّانية منسوخةٌ وقال بعضهم هي محكمةٌ
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/127]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 رجب 1432هـ/1-07-2011م, 04:58 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

باب ذكر الآية الثّانية

قال جلّ وعزّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102]
فمن أجل ما روي في تفسيرها وأصحّه
ما حدّثناه عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن الهيثم، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن زبيدٍ، عن مرّة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، في قول اللّه جلّ وعزّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102] قال: «أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/128]
وحدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّدٍ الأنباريّ، قال: حدّثنا موسى بن هارون الطّوسيّ، قال: حدّثنا الحسين وهو ابن محمّدٍ المروزيّ، قال: أخبرنا شيبان، عن قتادة، في قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102] قال: «أن يطاع فلا يعصى ثمّ أنزل جلّ وعزّ التّخفيف فاتّقوا اللّه ما استطعتم فنسخت هذه الّتي في آل عمران»
قال أبو جعفرٍ: محالٌ أن يقع في هذا ناسخٌ ولا منسوخٌ إلّا على حيلةٍ وذلك أنّ معنى نسخ الشّيء إزالته والمجيء بضدّه، فمحالٌ أن يقال اتّقوا اللّه منسوخٌ ولا سيّما مع قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ممّا فيه بيان الآية
كما قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج، عن يحيى بن سليمان، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال لي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " يا معاذ أتدري ما حقّ اللّه جلّ وعزّ على العباد؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم قال: «أن يعبدوه فلا يشركوا به شيئًا»
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/129]
أفلا ترى أنّه محالٌ أن يقع في هذا نسخٌ؟ والّذي قلناه قول ابن عبّاسٍ
كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: وقوله جلّ وعزّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102] قال: «لم تنسخ ولكن حقّ تقاته أن تجاهدوا في اللّه حقّ جهاده ولا تأخذكم في اللّه لومة لائمٍ وتقوموا بالقسط ولو على آبائكم وأبنائكم»
قال أبو جعفرٍ: فكلّ ما ذكر في الآية واجبٌ على المسلمين أن يستعملوه ولا يقع فيه نسخٌ وهو قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يعبدوا اللّه ولا يشركوا به شيئًا وكذا على المسلمين كما قال ابن مسعودٍ «أن يطيعوا اللّه فلا يعصوه
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/130]
ويذكروه فلا ينسوه وأن يشكروه فلا يكفروه وأن يجاهدوا فيه حقّ جهاده»
فأمّا قول قتادة مع محلّه من العلم إنّها نسخت فيجوز أن يكون معناه نزلت فاتّقوا اللّه ما استطعتم بنسخة {اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102] وأنّها مثلها لأنّه لا يكلّف أحدًا إلّا طاقته
وزعم قومٌ من العلماء الكوفيّين أنّ الآية الثّالثة ناسخةٌ وقال غيرهم هي محكمةٌ وليست بناسخةٍ
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/131]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 رجب 1432هـ/1-07-2011م, 05:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

باب ذكر الآية الثّالثة

قال جلّ وعزّ: {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} [آل عمران: 128]
فزعم بعض الكوفيّين أنّ هذه الآية ناسخةٌ للقنوت الّذي كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يفعله بعد الرّكوع في الرّكعة الأخيرة من الصّبح واحتجّ بحديثٍ
حدّثناه أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن ابن عمر، " أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعن في صلاة الفجر بعد الرّكوع في الرّكعة الآخرة فقال: اللّهمّ العن فلانًا وفلانًا «ناسًا من المنافقين» فأنزل اللّه عزّ وجلّ {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم} [آل عمران: 128] الآية
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/132]
قال أبو جعفرٍ: فهذا إسنادٌ مستقيمٌ وليس فيه دليلٌ على ناسخٍ ولا منسوخٍ وإنّما نبّهه اللّه جلّ وعزّ على أنّ الأمر إليه ولو كان هذا ناسخًا لما جاز أن يلعن المنافقون
واحتجّ أيضًا بما حدّثناه عليّ بن الحسين، عن الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعدٍ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، وابن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يدعو لأحدٍ أو يدعو على أحدٍ قنت بعد الرّكوع فربّما قال إذا قال سمع اللّه لمن حمده ربّنا ولك الحمد اللّهمّ أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشامٍ، وعيّاش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللّهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف» حتّى أنزلت {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} [آل عمران: 128]
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/133]
وهذا أيضًا نظير الحديث الأوّل وفيه حجّةٌ على الكوفيّين لأنّهم يقولون لا يجوز أن يدعى في الصّلاة إلّا بما كان في القرآن أو ما أشبهه وليس في القرآن من هذا شيءٌ؛ ولذلك عارض هذا المحتجّ بأن جعله في النّاسخ والمنسوخ بلا حجّةٍ قاطعةٍ ولا دليلٍ واضحٍ لما صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الدّعاء في الصّلاة بغير ما في القرآن وعن الصّحابة والتّابعين
وأيضًا فإنّ العرب إنّما كانت تعرف الصّلاة في كلامها الدّعاء كما قال: [البحر البسيط]
تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلًا = يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الّذي صلّيت فاغتمضي = نومًا فإنّ لجنب المرء مضطجعا
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/134]
فسمّيت الصّلاة صلاةً لأنّ الدّعاء فيها وهذا قول المدنيّين إنّ للإنسان أن يدعو في صلاته بما شاء من الطّاعة وعلى أنّه قد روي ممّا صحّ سنده في نزول الآية غير هذا من ذلك
ما حدّثناه عليّ بن الحسين، عن الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حميدٌ الطّويل، عن أنس بن مالكٍ، قال: " شجّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وجهه وكسرت رباعيته ورمي رميةً على كتفه فجعل يمسح الدّم عن وجهه ويقول: كيف تفلح أمّةٌ فعلوا هذا بنبيّهم " فأنزل اللّه تبارك وتعالى {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} [آل عمران: 128]
" وهذا الحديث ليس بناقضٍ لما تقدّم يكون الأمران جميعًا كانا فنزلت الآية
قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج، عن يحيى بن سليمان، قال: حدّثني يونس بن بكيرٍ، عن محمّد بن إسحاق، قال حدّثني يعقوب بن عتبة، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، قال: " جاء رجلٌ من قريش إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّك تنهى عن السّبي تقول قد سبي العرب ثمّ تحوّل فحوّل
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/135]
قفاه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وكشف استه في وجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلعنه ودعا عليه " فأنزل اللّه جلّ وعزّ {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} [آل عمران: 128] ثمّ أسلم الرّجل فحسن إسلامه
وهذا الحديث وإن كان منقطعًا فإنّما ذكرناه لأنّ سالمًا هو الّذي وصله عن أبيه
وفي هذا زيادةٌ أنّ الرّجل أسلم فعلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبّه على أنّه لا يعلم من الغيب شيئًا وأنّ الأمر كلّه للّه جلّ وعزّ يتوب على من يشاء ويعجّل العقوبة لمن يشاء والتّقدير ليس لك من الأمر شيءٌ وللّه ما في السّموات وما في الأرض دونك ودونهم يغفر لمن يشاء ويتوب على من يشاء ويعذّب من يشاء فتبيّن بهذا كلّه أن لا ناسخ ولا منسوخ في هذا
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/136]
أخبرنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، وعن عثمان الجزريّ، عن مقسمٍ، قال دعا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على عتبة بن أبي وقاصٍ حين كسر رباعيته ودمي وجهه فقال: «اللّهمّ لا يبلغ الحول حتّى يموت كافرًا» قال فما بلغ الحول حتّى مات كافرًا إلى النّار
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/137]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir