تفسير قليل على ستة وجوه
الوجه الأول: قليل يعني يسيرا
وذلك قوله في سورة البقرة {ليشتروا به ثمنًا قليلًا} يعني عرضا من الدنيا يسيرا. وقال في آخر آل عمران: {واشتروا به ثمنًا قليلًا} يعني يسيرا.
الوجه الثاني: قليل يعني رياء وسمعة
وذلك قوله في سورة الأحزاب: {ولا يأتون البأس إلاّ قليلًا} يعني رياء وسمعة. وقال في سورة النساء للمنافقين: {ولا يذكرون الله إلاّ قليلًا} يعني رياء وسمعة.
الوجه الثالث: قليل يعني لا شيء
وذلك قوله في سورة الأعراف: {قليلًا مّا تشكرون} يعني أنهم لا يشكرون البتة. وقال في تبارك: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا مّا تشكرون} يعني أنهم لا يشكرون. وقال في سورة الحاقة: {وما هو بقول شاعرٍ قليلًا مّا تؤمنون} يعني أنهم لا يؤمنون، قال: {ولا بقول كاهنٍ قليلًا مّا تذكّرون} يعني لا يذكّرون.
الوجه الرابع: قليل يعين القليل من الكثير
وذلك قوله في قول فرعون، في طسم الشعراء لموسى ومن معه {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} يعني هم قليل في كثير. وكان أصحاب موسى ستمائة ألف، وفرعون وأصحابه ستة آلاف ألف. وقال في سورة النساء: {مّا فعلوه إلاّ قليلٌ مّنهم} يعني أقلهم.
الوجه الخامس: قليل يعني ثلاثمائة وثلاثة عشرة
وذلك قوله في سورة البقرة لأصحاب طالوت {إنّ الله مبتليكم بنهرٍ} إلى قوله: {فشربوا منه إلاّ قليلًا مّنهم} يعني ثلاثمائة وثلاثة عشر كعدد أصحاب النّبي يوم بدر.
الوجه السادس: القليل يعني ثمانين
[القليل يعني ثمانين فذلك قوله في] سورة هود لأصحاب سفينة نوح: {ومن آمن وما أمن معه إلاّ قليلٌ} مع نوح إلاّ ثمانون نفسا، أربعون رجلا وأربعون امرأة.