دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الأولى 1444هـ/12-12-2022م, 08:56 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

القسم الثاني من مقرر أصول التفسير البياني
اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:
تطبيقات الدرس السادس:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}
ذكر في معنى الباء في الآية أقوال:
الأول: الابتداء. ذكره ابن عطية, وابن جزي.
ويكون له معنيان: 1 - اقرأ القرآن مفتتحاً باسم ربك.
2 - اقرأ القرآن متبركاً باسم ربك.
الثاني: أنها زائدة. وهو قول أبو عبيدة, وابن قتيبة.
قال أبو عبيدة: ({اقرأ باسم ربّك} مجازه: اقرأ اسم ربك).
وقال ابن قتيبة: (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها.كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنون: 20]، وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] أي اسم ربك. و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أي يشربها.{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم: 25] أي هزّي جذع. وقال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5،6] أي أيكم المفتون.
وقال الأعشى: ضَمِنَتْ برزق عيالنا أرماحُنا
- والزيادة في القرآن تكون للتوكيد, إذ ليس في القرآن حرف زائد بلا معنى.
الثالث: أنها للاستعانة. وهو قول ابن عاشور.
قال ابن عاشور: ومعنى الاستعانة باسم الله ذكر اسمه عند هذه القراءة.
الرابع: أنها للمصاحبة. وهو قول ابن عاشور.
والمعنى: اقرأ القرآن مصاحبا في قراءتك اسم ربك.
الخامس: أنها بمعنى (على). وهو قول ابن عاشور.
قال ابن عاشور: والمعنى: اقرأ على اسم ربك، أي على إذنه، أي أن الملك جاءك على اسم ربك، أي مرسلا من ربك، فذكر (اسم) على هذا متعين.
2: معنى "من" في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
ذكر في معنى من في الآية أقوال:
الأول: أنها للتبعيض. ذكره الزجاج.
والمعنى: ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يثنى بها على اللّه - عزّ وجلّ - وآتيناك القرآن العظيم.
الثاني: صفة. ذكره الزجاج.
فيكون السبع هي المثاني, كما قال عزّ وجلّ: {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان}. المعنى اجتنبوا الأوثان، لا أنّ بعضها رجس.
الثالث: لبيان الجنس. ذكره ابن جزي.
قال أبو حيان: كأنه قيل: التي هي المثاني، وكذا في قول من جعلها أسباع القرآن، أو سبع المعاني.

تطبيقات الدرس السابع:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
الجملة الأسمية تفيد غالبا الثبوت والتمكن, أما الجملة الفعلية فهي تفيد الحدوث والتجدد.
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
ذكر في هذه الآية عدة جمل أسمية وفعلية:
- فلقد أخبر الله عن يوسف ومعرفته بإخوته بالجملة الفعلية؛ لأن معرفته بهم حصلت بحدوث رؤيته لهم.
- وأخبر سبحانه عن إخوة يوسف وعدم معرفتهم به بالجملة الاسمية؛ لأن عدم معرفتهم به ثابتة متمكنه منهم.
قال ابن عاشور: ووقع الإخبار عنهم بالجملة الاسمية للدلالة على أن عدم معرفتهم به أمر ثابت متمكن منهم، وكان الإخبار عن معرفته إياهم بالجملة الفعلية المفيدة للتجدد للدلالة على أن معرفته إياهم حصلت بحدثان رؤيته إياهم دون توسم وتأمل.
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
ذكر في هذه الآية عدة جمل اسمية وفعلية:
- أخبر سبحانه عن معيته للمتقين بالجملة الفعلية في زمن الماضي؛ لأنها تحدث من قبل, وهي من لوازم الإيمان.
- وأخبر عن الإحسان بالجملة الاسمية؛ لأن الإحسان ثابت لهم ودائم معهم.
قال ابن عاشور: أتى في جانب التقوى بصلة فعلية ماضية للإشارة إلى لزوم حصولها وتقررها من قبل لأنها من لوازم الإيمان، لأن التقوى آيلة إلى أداء الواجب وهو حق على المكلف. ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب.
وأتى في جانب الإحسان بالجملة الاسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم، لأن الإحسان فضيلة، فيصاحبه حاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكنه.

تطبيقات الدرس الثامن:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}
إضافة المقام إلى الله تعالى في هذا الموقف على ضربين ذكرهما ابن عاشور:
الأول: على اعتبار المقام للخائف؛ فهي بمعنى الحال,وتكون من إضافة المصدر إلى المفعول, أي: لمن خاف مقامه بين يدي ربه, أو من ربه.
الثاني: على اعتبار المقام لله؛ فهي بمعنى الشأن والعظمة, وتكون من الإضافة للفاعل.
قال ابن عاشور: والمقام: أصله محل القيام ومصدر ميمي للقيام وعلى الوجهين يستعمل مجازا في الحالة والتلبس كقولك لمن تستجيره: هذا مقام العائذ بك، ويطلق على الشأن والعظمة، فإضافة مقام إلى ربه هنا إن كانت على اعتبار المقام للخائف فهو بمعنى الحال، وإضافته إلى ربه تشبه إضافة المصدر إلى المفعول، أي مقامه من ربه، أي بين يديه.
وإن كانت على اعتبار المقام لله تعالى فهو بمعنى الشأن والعظمة. وإضافته كالإضافة إلى الفاعل، ويحتمل الوجهين قوله تعالى: ذلك لمن خاف مقامي في سورة إبراهيم وقوله: وأما من خاف مقام ربه في سورة النازعات.
قال ابن عطية: وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف، وتحريض على الخوف الذي هو أسرع المطايا إلى الله عز وجل.
(5) قول الله تعالى: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا}
إضافة جزاء إلى الضعف في الآية إضافة بيانية؛ إذ يبين الله تعالى أن الجزاء الذي سيحصلون عليه هو ضعف أعمالهم التي عملوها, أي: تضاعف لهم الحسنة بعشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ.
قال ابن عاشور: وإضافة جزاء إلى الضعف إضافة بيانية، أي الجزاء الذي هو المضاعفة لأعمالهم, أي: أولئك الذين يقربون زلفى فيجزون جزاء الضعف على أعمالهم لا على وفرة أموالهم وأولادهم.

تطبيقات الدرس التاسع
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
حذف متعلق الإحسان في الآية للدلالة على عموم وجوه الإحسان من امتثال الطاعات, والإنفاق في سبيل الله,وإحسان الظن بالله, وغيرها من وجوه الإحسان, فعلى العبد أن يكون محسنا في كل أحواله, فإن ذلك يورث محبة الله تعالى له.
قال ابن عاشور: وفي حذف متعلق أحسنوا تنبيه على أن الإحسان مطلوب في كل حال, ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء».
(3) قول الله تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
حذف المفعول في "ليضلون" وذلك للمبالغة في ذمهم,لما في ذلك من قبح أفعالهم من إضلال أنفسهم, وإضلال غيرهم.
قال السمين الحلبي: قوله {لَّيُضِلُّونَ} قرأ الكوفيون بضم الياء، وكذا التي في يونس {رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ} والباقون بالفتح، وسيأتي لذلك نظائر في إبراهيم وغيرها، والقراءتان واضحتان فإنه يقال: ضَلَّ في نفسه وأضلَّ غيره، فالمفعول محذوف على قراءة الكوفيين، وهي أبلغُ في الذمِّ فإنها تتضمَّن قُبْحَ فِعْلهم حيث ضلَّوا في أنفسهم وأَضَلُّوا غيرهم كقوله تعالى: {وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل} وقراءةُ الفتح لا تحوج إلى حذف فرجَّحها بعضهم بهذا، وأيضاً فإنهم أجمعوا على الفتح في ص عند قوله {إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله}.
وحذف متعلق العلم في قوله تعالى: "بغير علم" فحالهم مصاحبتهم للجهل, وملابستهم له.
قال السمين الحلبي: وقوله «بغير علم» متعلق بمحذوف لأنه حال أي: يضلُّون مصاحبين للجهل أي: ملتبسين بغير علم.

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
في تقديم "هدى الله" على "هو الهدى" في الآية الأولى حصر الهدى في هداية الله تعالى, وأن ما يفعله المشركون من أفعال ليس بهداية وإنما هو من الشرك بالله تعالى, قال ابن جرير: {إنّ هدى اللّه هو الهدى} يقول: إنّ طريق اللّه الّذي بيّنه لنا وأوضحه، وسبيلنا الّذي أمرنا بلزومه، ودينه الّذي شرعه لنا فبيّنه، هو الهدى والاستقامة الّتي لا شكّ فيها، لا عبادة الأوثان والأصنام الّتي لا تضرّ ولا تنفع، فلا نترك الحقّ ونتّبع الباطل.
وفي الآية الثانية تقديم معمول "تحشرون" يفيد الحصر والاختصاص, فهو سبحانه الذي تحشر إليه الخلائق يوم القيامة, وهو الذي يحاسبهم على أعمالهم, ويجازيهم عليها, قال ابن عاشور: واشتملت جملة وهو الذي إليه تحشرون على عدة مؤكدات وهي: صيغة الحصر بتعريف الجزأين، وتقديم معمول تحشرون المفيد للتقوي لأن المقصود تحقيق وقوع الحشر على من أنكره من المشركين وتحقيق الوعد والوعيد للمؤمنين، والحصر هنا حقيقي إذ هم لم ينكروا كون الحشر إلى الله وإنما أنكروا وقوع الحشر، فسلك في إثباته طريق الكناية بقصره على الله تعالى المستلزم وقوعه وأنه لا يكون إلا إلى الله، تعريضا بأن آلهتهم لا تغني عنهم شيئا.
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
إن من أغراض التقديم والتأخير تقديم الأهم والبدء به, فقدم في الآية اتخاذ النحل بيوتا من الجبال, ثم من الشجر, ثم مما يعرش الناس, فعسل النحل الجبلي هو أفضل أنواع العسل ثم يأتي بعده الشجري, ثم مما يعرش الناس, وقد ذكر القاسمي أن الترتيب كان للكثرة, فأكثر بيوت النحل من الجبال, ثم من الشجر, ثم مما يعرش الناس.
قال القاسمي: وليس للنحل بيت في غير هذه الأمكنة: الجبال والشجر وبيوت الناس. وأكثر بيوتها ما كان في الجبال وهو المتقدم في الآية ثم في الشجر دون ذلك ثم في الثالث أقل.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1444هـ/24-12-2022م, 02:09 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
القسم الثاني من مقرر أصول التفسير البياني
اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:
تطبيقات الدرس السادس:
بيّن دلالة معاني الحروف في الآيات التاليات:
1: معنى الباء في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الذي خلق}
ذكر في معنى الباء في الآية أقوال:
الأول: الابتداء. ذكره ابن عطية, وابن جزي.
ويكون له معنيان: 1 - اقرأ القرآن مفتتحاً باسم ربك.
2 - اقرأ القرآن متبركاً باسم ربك.
الثاني: أنها زائدة. وهو قول أبو عبيدة, وابن قتيبة.
قال أبو عبيدة: ({اقرأ باسم ربّك} مجازه: اقرأ اسم ربك).
وقال ابن قتيبة: (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها.كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنون: 20]، وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] أي اسم ربك. و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أي يشربها.{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم: 25] أي هزّي جذع. وقال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5،6] أي أيكم المفتون.
وقال الأعشى: ضَمِنَتْ برزق عيالنا أرماحُنا [يفضل إغلاق القوس في نهاية الكلام المنقول مع وضع علامة الانتهاء (اهـ) ليدل على أن ما بعده من كلامك وليس من كلام ابن قتيبة]
- والزيادة في القرآن تكون للتوكيد, إذ ليس في القرآن حرف زائد بلا معنى.
الثالث: أنها للاستعانة. وهو قول ابن عاشور.
قال ابن عاشور: ومعنى الاستعانة باسم الله ذكر اسمه عند هذه القراءة.
الرابع: أنها للمصاحبة. وهو قول ابن عاشور.
والمعنى: اقرأ القرآن مصاحبا في قراءتك اسم ربك.
الخامس: أنها بمعنى (على). وهو قول ابن عاشور.
قال ابن عاشور: والمعنى: اقرأ على اسم ربك، أي على إذنه، أي أن الملك جاءك على اسم ربك، أي مرسلا من ربك، فذكر (اسم) على هذا متعين.
2: معنى "من" في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
ذكر في معنى من في الآية أقوال:
الأول: أنها للتبعيض. ذكره الزجاج.
والمعنى: ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يثنى بها على اللّه - عزّ وجلّ - وآتيناك القرآن العظيم.
الثاني: صفة. ذكره الزجاج.
فيكون السبع هي المثاني, كما قال عزّ وجلّ: {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان}. المعنى اجتنبوا الأوثان، لا أنّ بعضها رجس.[معنى كلام الزجاج أن من بيانية، ولكن المقصود بالصفة الجار والمجرور (من المثاني) في محل نصب صفة لسبع، فتكون السبع هي المثاني وهو نفسه القول الثالث]
الثالث: لبيان الجنس. ذكره ابن جزي.
قال أبو حيان: كأنه قيل: التي هي المثاني، وكذا في قول من جعلها أسباع القرآن، أو سبع المعاني.

تطبيقات الدرس السابع:
بيّن دلالات الجمل الاسمية والفعلية في الآيات التاليات:
الجملة الأسمية تفيد غالبا الثبوت والتمكن, أما الجملة الفعلية فهي تفيد الحدوث والتجدد.
(3) قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}
ذكر في هذه الآية عدة جمل أسمية وفعلية:
- فلقد أخبر الله عن يوسف ومعرفته بإخوته بالجملة الفعلية؛ لأن معرفته بهم حصلت بحدوث رؤيته لهم.
- وأخبر سبحانه عن إخوة يوسف وعدم معرفتهم به بالجملة الاسمية؛ لأن عدم معرفتهم به ثابتة متمكنه منهم.
قال ابن عاشور: ووقع الإخبار عنهم بالجملة الاسمية للدلالة على أن عدم معرفتهم به أمر ثابت متمكن منهم، وكان الإخبار عن معرفته إياهم بالجملة الفعلية المفيدة للتجدد للدلالة على أن معرفته إياهم حصلت بحدثان رؤيته إياهم دون توسم وتأمل.
(4) قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
ذكر في هذه الآية عدة جمل اسمية وفعلية:
- أخبر سبحانه عن معيته للمتقين بالجملة الفعلية في زمن الماضي؛ لأنها تحدث من قبل, وهي من لوازم الإيمان. [والتعبير بالفعل الماضي هنا يفيد ثباتهم على التقوى وتحققها منهم]
- وأخبر عن الإحسان بالجملة الاسمية؛ لأن الإحسان ثابت لهم ودائم معهم.
قال ابن عاشور: أتى في جانب التقوى بصلة فعلية ماضية للإشارة إلى لزوم حصولها وتقررها من قبل لأنها من لوازم الإيمان، لأن التقوى آيلة إلى أداء الواجب وهو حق على المكلف. ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب.
وأتى في جانب الإحسان بالجملة الاسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم، لأن الإحسان فضيلة، فيصاحبه حاجة إلى رسوخه من نفسه وتمكنه.

تطبيقات الدرس الثامن:
بيّن معاني الإضافات في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}
إضافة المقام إلى الله تعالى في هذا الموقف على ضربين ذكرهما ابن عاشور:
الأول: على اعتبار المقام للخائف؛ فهي بمعنى الحال,وتكون من إضافة المصدر إلى المفعول, أي: لمن خاف مقامه بين يدي ربه, أو من ربه.
الثاني: على اعتبار المقام لله؛ فهي بمعنى الشأن والعظمة, وتكون من الإضافة للفاعل.
قال ابن عاشور: والمقام: أصله محل القيام ومصدر ميمي للقيام وعلى الوجهين يستعمل مجازا في الحالة والتلبس كقولك لمن تستجيره: هذا مقام العائذ بك، ويطلق على الشأن والعظمة، فإضافة مقام إلى ربه هنا إن كانت على اعتبار المقام للخائف فهو بمعنى الحال، وإضافته إلى ربه تشبه إضافة المصدر إلى المفعول، أي مقامه من ربه، أي بين يديه.
وإن كانت على اعتبار المقام لله تعالى فهو بمعنى الشأن والعظمة. وإضافته كالإضافة إلى الفاعل، ويحتمل الوجهين قوله تعالى: ذلك لمن خاف مقامي في سورة إبراهيم وقوله: وأما من خاف مقام ربه في سورة النازعات.
قال ابن عطية: وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف، وتحريض على الخوف الذي هو أسرع المطايا إلى الله عز وجل. [وكلمة (مقام) تصح أن تأتي أيضًا كاسم مكان]
(5) قول الله تعالى: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا}
إضافة جزاء إلى الضعف في الآية إضافة بيانية؛ إذ يبين الله تعالى أن الجزاء الذي سيحصلون عليه هو ضعف أعمالهم التي عملوها, أي: تضاعف لهم الحسنة بعشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ.
قال ابن عاشور: وإضافة جزاء إلى الضعف إضافة بيانية، أي الجزاء الذي هو المضاعفة لأعمالهم, أي: أولئك الذين يقربون زلفى فيجزون جزاء الضعف على أعمالهم لا على وفرة أموالهم وأولادهم.

تطبيقات الدرس التاسع
بيّن أغراض الحذف والذكر في في الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}
حذف متعلق الإحسان في الآية للدلالة على عموم وجوه الإحسان من امتثال الطاعات, والإنفاق في سبيل الله,وإحسان الظن بالله, وغيرها من وجوه الإحسان, فعلى العبد أن يكون محسنا في كل أحواله, فإن ذلك يورث محبة الله تعالى له.
قال ابن عاشور: وفي حذف متعلق أحسنوا تنبيه على أن الإحسان مطلوب في كل حال, ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء».
(3) قول الله تعالى: { وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
حذف المفعول في "ليضلون" وذلك للمبالغة في ذمهم,لما في ذلك من قبح أفعالهم من إضلال أنفسهم, وإضلال غيرهم.
قال السمين الحلبي: قوله {لَّيُضِلُّونَ} قرأ الكوفيون بضم الياء، وكذا التي في يونس {رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ} والباقون بالفتح، وسيأتي لذلك نظائر في إبراهيم وغيرها، والقراءتان واضحتان فإنه يقال: ضَلَّ في نفسه وأضلَّ غيره، فالمفعول محذوف على قراءة الكوفيين، وهي أبلغُ في الذمِّ فإنها تتضمَّن قُبْحَ فِعْلهم حيث ضلَّوا في أنفسهم وأَضَلُّوا غيرهم كقوله تعالى: {وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل} وقراءةُ الفتح لا تحوج إلى حذف فرجَّحها بعضهم بهذا، وأيضاً فإنهم أجمعوا على الفتح في ص عند قوله {إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله}.
[وعلى قراءة {يُضلون} بضم الياء، حُذف متعلق الفعل ( المفعول به ) ليدل - والله أعلم - على صرف الاشتغال بالمتعلق إلى سبب ضلالهم
حيث قال تعالى: {ليضلون بأهوائهم} والباء هنا للسببية، أي إنما ضلوا وأضلوا؛ فحرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، ودعوا لذلك، بسبب أهوائهم.
وتشير الآية بدلالة الإيماء إلى نهي المؤمنين عن التشبه بهم، واتباع الهوى؛ فيحرموا ما أحل الله ويتركوا الأكل مما ذُكر اسم الله عليه، وقد فصل لنا سبحانه ما حرمه علينا.
والله أعلم]

وحذف متعلق العلم في قوله تعالى: "بغير علم" فحالهم مصاحبتهم للجهل, وملابستهم له.
قال السمين الحلبي: وقوله «بغير علم» متعلق بمحذوف لأنه حال أي: يضلُّون مصاحبين للجهل أي: ملتبسين بغير علم.

تطبيقات الدرس العاشر:
بيّن أغراض التقديم والتأخير في الآيات التاليات:
(3) قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)}
في تقديم "هدى الله" على "هو الهدى" في الآية الأولى حصر الهدى في هداية الله تعالى, وأن ما يفعله المشركون من أفعال ليس بهداية وإنما هو من الشرك بالله تعالى, قال ابن جرير: {إنّ هدى اللّه هو الهدى} يقول: إنّ طريق اللّه الّذي بيّنه لنا وأوضحه، وسبيلنا الّذي أمرنا بلزومه، ودينه الّذي شرعه لنا فبيّنه، هو الهدى والاستقامة الّتي لا شكّ فيها، لا عبادة الأوثان والأصنام الّتي لا تضرّ ولا تنفع، فلا نترك الحقّ ونتّبع الباطل.
وفي الآية الثانية تقديم معمول "تحشرون" يفيد الحصر والاختصاص, فهو سبحانه الذي تحشر إليه الخلائق يوم القيامة, وهو الذي يحاسبهم على أعمالهم, ويجازيهم عليها, قال ابن عاشور: واشتملت جملة وهو الذي إليه تحشرون على عدة مؤكدات وهي: صيغة الحصر بتعريف الجزأين، وتقديم معمول تحشرون المفيد للتقوي لأن المقصود تحقيق وقوع الحشر على من أنكره من المشركين وتحقيق الوعد والوعيد للمؤمنين، والحصر هنا حقيقي إذ هم لم ينكروا كون الحشر إلى الله وإنما أنكروا وقوع الحشر، فسلك في إثباته طريق الكناية بقصره على الله تعالى المستلزم وقوعه وأنه لا يكون إلا إلى الله، تعريضا بأن آلهتهم لا تغني عنهم شيئا.
(4) قول الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
إن من أغراض التقديم والتأخير تقديم الأهم والبدء به, فقدم في الآية اتخاذ النحل بيوتا من الجبال, ثم من الشجر, ثم مما يعرش الناس, فعسل النحل الجبلي هو أفضل أنواع العسل ثم يأتي بعده الشجري, ثم مما يعرش الناس, وقد ذكر القاسمي أن الترتيب كان للكثرة, فأكثر بيوت النحل من الجبال, ثم من الشجر, ثم مما يعرش الناس.
قال القاسمي: وليس للنحل بيت في غير هذه الأمكنة: الجبال والشجر وبيوت الناس. وأكثر بيوتها ما كان في الجبال وهو المتقدم في الآية ثم في الشجر دون ذلك ثم في الثالث أقل.
والله أعلم


التقويم: أ

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir