اللهم لك الحمد كله لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
ثم الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد :
يقول الله تعالى :
: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}لقمان
وعند التأمل لأقوال أهل العلم في المراد بلهو الحديث يتبين ما يلي :
أولا وبالله التوفيق ومنه العون والسداد :
قيل في سبب نزولها :
عن معمر: هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم، ويقول: محمد يحدثكم عن عناد وثمود وأنا أحدثكم عن فارس والروم، ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه. أورده ابن عطية
و روي أنها نزلت في قرشي قيل أنه ابن خطل اشترى جارية مغنية تغني بهجاء محمد صلى الله عليه وسلم وسبه فنزلت الآية في ذلك.كما عند البغوي
قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي بَعْضِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ.عبد الرزاق
وورد عن ابن عبّاس: نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنّيه ليلا ونهارا كما ذكر الثعلبي
وفي المراد بلهو الحديث أقوال :
1- الغناء كما كان يحلف عبد الله بن مسعود وابن عباس وجابر وبه قال مجاهد وعكرمة
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْغِنَاءُ، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، يُرَدِّدُهَا ثَلاثَ مراتٍ.
كما عند ابن وهب وعبد الرزاق والحاكم والطبري وابن كثير وغيرهم
وقيل :
اشتراء المغنيات والجواري وذكره الطبري :
وأورد الترمذي عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ، وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ، وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ، فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} وحسنه الألباني
ونحوه عن عائشة عن النبي صلى لله عليه وسلم
.
قال ابن عباس: " هُوَ الرَّجُلُ يَشْتَرِي الجَارِيَّةَ المُغَنِّيَة تُغَنِّيهِ لَيْلاً وَنَهَاراً "
2-قيل اللهو : الطبل ورد عن مجاهد كما عند الطبري وغيره
3-وقيل : الكلام الباطل
وبوب البخاري للآية باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله ومن قال لصاحبه :تعال أقامرك
وورد عن قتادة قوله :
هُوَ كُلُّ لَهْوٍ وَلَعِبٍ، لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، يعني يَفْعَلُهُ عَنْ جَهْلٍ.
وقوله :بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع.
عند عبد الرزاق والطبري و البيهقي.
قال عطاء: هو الترّهات والبسابس. ذكره ابن اسحاق
4-وقيل : الشرك .
ورد عن الضحاك وابن زيد كما عند الطبري
والصواب والله أعلم مارجحه ابن جرير الطبري رحمه الله :
أن اللهو كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله: (لَهْوَ الحَدِيثِ) ولم يخصص بعضا دون بعض .
فلهو الحديث يشمل كل تلك الأقوال نسأل الله أن يوفقنا لأحسن الأقوال والأعمال ، وأن يصرف عنا الشرك والباطل والغناء وأهله ،ويجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن .
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين