دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العام للمفسر > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 صفر 1445هـ/17-08-2023م, 10:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
1: معنى "المسوّمة" في قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}.
اختلف المفسرون في معنى المسوّمة على ثلاثة أقوال:

1- الراعية التي ترعى و ترتع في المرعى: حاصل قول كلُا من سعيد بن جبير وابن عباس وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى والحسن و الربيع و مجاهد.
قول ابن عباس رضي الله عنه أنها الراعية:
- أخرجه ابن جرير بإسناد فيه ضعف ،قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عنه به.
- و أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن ابن عباس بإسناد آخر ، قال حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَصِيفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عنه به.
قول سعيد بن جبير:
- بلفظ الراتعة: أخرجه كلًا من سفيان الثوري و ابن جرير، ابن أبي حاتم، عن طريق حبيب بن أبي ثابتٍ عنه به.
- بلفظ الراعية : أخرجه ابن جرير و ابن المنذر في تفسيرهما عنه من طريق سفيان، عَنْ حبيب بْن أبي ثابت، عنه به.
و حكاه عنه البخاري في كتاب التفسير في صحيحه و ابن حجر في فتح الباري،و أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ في إرشاد الساري .»). [رواه البخاري في صحيحه معلقًا، وابن حجر ذكر إسناده في تغليق التعليق]
- الراعية التي ترعى: أخرجه ابن جرير في تفسيره بأسانيد مختلفة من طريق سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عنه.
و حكاه عبد الرزاق عن حبيب و سعيد ابن جبير في تفسيره. [هو قول سعيد بن جبير، رواه عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن حبيب عن سعيد]
قول الحسن : المسرحة في الرعي
- أخرجه ابن جرير في تفسيره عنه ، قال حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عنه به.
و حكاه عنه ابن المنذر في تفسيره.
قول مجاهد الخيل الراعية:
- أخرجه ابن جرير عنه ، قال حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن ليثٍ، عنه به.
- قالَ ابن بي حاتم في تفسيره: ورُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبْزى، والسُّدِّيِّ، والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، وأبِي سِنانٍ، نَحْوُ ذَلِكَ.
قول عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي ) الراعية( :
- أخرجه ابن جرير في تفسيره، ذكر ذلك عنه ابن حجر في تغليق التعليق ،قال : حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن طلحة القنّاد، قال: سمعت حدّثني محمّد بن سعدٍ،عنه به. [رواه ابن جرير في تفسيره فلا حاجة للنقل من تغليق التعليق]
- حكاه عنه كلًا من؛ البخاري في كتاب التفسير في صحيحه و ابن المنذر و ابن حجر في فتح الباري، و أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ في إرشاد الساري .
قول الضحاك ( الراعية) : حكاه عنه ابن المنذر في تفسيره.
قول الربيع أنها الخيل الراعية
- أخرجه ابن المنذر في تفسيره عنه، قال حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه به.
2- المطهمة الحسان، وقاله كلا من مجاهد و عكرمة، مفهوم كلام السدي.
-قال فخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب: قالَ القَفّالُ: المُطَهَّمَةُ المَرْأةُ الجَمِيلَةُ.
-نقل العيني في عمدة القارئ و القسطلاني في إرشاد الساري عن الأصمعي قوله: المطهم التّام كل شيء منه على حدته فهو بارع الجمال، يقال: رجل مطهم وفرس مطهم).
تخريج الأقوال:
قول مجاهد (المطهمة الحسان):
- أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ في تفسيره و أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي و ابن جرير و ابن أبي حاتم و ابن حجر ؛ من طريق سفيان [الثوري] عن حبيب بن أبي ثابتٍ عنه به.
- ذكر أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ في ارشاد الساري رواية عبدالرزاق
- أخرجه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي، و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم بألفاظ متقاربة من طريق ابن جريج ، عن مجاهد : المطهمة المشوبة حسنا، المصورة حسنا.
- حكاه عنه البخاري في كتاب التفسير، وابن قتيبة في كتابه غريب القرآن، و ابن حجر في فتح الباري.
قول عكرمة( تسنيمها حسنها):
- أخرجه عبد ابن حميد عن عكرمة كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
- أخرجه ابن جرير في تفسيره (بأسانيد مختلفة) و عبد الله بن وهب في الجامع في علوم القرآن عن عكرمة قوله : تسنيمها حسنها، من طريق سعيد بن أبي أيّوب، عن بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ، عنه به.
- حكاه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره.
قول السدي( الرائعة):
-أخرجه ابن جرير حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عنه به.
3- «المسوّمة معناه المعلمة، شيات الخيل في وجوهها»؛ حاصل قول كلا من ابن عباس، قتادة، أبو عبيدة – مَطَر.
قول ابن عباس ( المعلمة):
-أخرجه ابن جرير عنه، قال: حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عنه به.
قول قتادة ( الشية):
-أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم في تفاسيرهم من طريق معمر عن قتادة في قوله تعالى والخيل المسومة قال( شية الخيل في وجوهها).
- أخرج ابن جرير عن قتادة قوله شيتها-قال. - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والخيل المسوّمة} وسيماها شيتها.
قول أبي عبيدة ( المعلمة) :
- قاله في كتابه مجاز القرآن.[إذا خرّجت القول من كتابه، فما الحاجة لذكر من نقل عنه؟]
- أخرجه ابن المنذر عنه ، قال - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عنه به.
- حكاه عنه النحاس في معاني القرآن، و ابن حجر في فتح الباري .
 و اُختلف في العلامة على أقوال منها:
1- علامة، صوفة، أي كان؛ قاله البخاريُّ في صحيحه، و ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وبدر الدين محمود العيني في عمدة القارئ. [فتح الباري وعمدة القاري شروح على البخاري فهم ينقلون قول البخاري ويعلقون عليه]
2- منطقة بحمرة ، قاله مطر، أخرجه ابن أبي حاتم عنه قال: حَدَّثَنا أبِي، ثَنا يَحْيى بْنُ عُثْمانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينارٍ، ثَنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عنه به.
3- الغرّة والتّحجيل» قاله مكحول، سعيد بن المسيب .
قول سعيد بن المسيب:
- أخرجه ابن أبي حاتم عنه، فقال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، ثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعُثْمانُ قالا: ثَنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ وهو ابْنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ في قَوْلِهِ: ﴿والخَيْلِ المُسَوَّمَةِ﴾ قالَ: خَيْلُ اللَّهِ شُقْرٌ، غُرٌّ، مُحَجَّلَةٌ قالَ سَعِيدٌ: وزَعَمُوا أنَّ رَجُلًا يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرَ إلَيْها تَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ.
قول مكحول (الغرة و التحجيل):
- أخرجه ابن أبي حاتم عنه: فقال /حَدَّثَنا أبِي، ثَنا مَحْمُودُ بْنُ خالِدٍ، ثَنا الوَلِيدُ، ثَنا بَعْضُ شُيُوخِنا، عنه به.
- حكاه بن كثير عن مكحول في تفسيره.
4- المعدة للجهاد؛ قاله ابن زيد.
• أخرجه ابن جرير عن ابن زيد فقال:- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عنه به.
الاشتقاق اللغوي:
1- من السيما و السيماء بالمد و السومة : و هي العلامة، حاصل قول كلًا من؛ الزجاج، أبو مسلم الأصفهاني في تفسيره و استشهد بالآية( سيماهم في وجوههم)، ابن حيان في البحر المحيط و استشهد بما قالَ أبُو طالِبٍ: أمِينٌ مُحِبٌّ لِلْعِبادِ مُسَوَّمِ ∗∗∗ بِخاتَمِ رَبٍّ طاهِرٍ لِلْخَواتِمِ، و ابن عاشور في التحرير و التنوير و استشهد بقول الشاعر: قالَ العَتّابِيُّ: ولَوْلاهُنَّ قَدْ سَوَّمْتُ مُهْـرِي ∗∗∗ وفي الرَّحْمَنِ لِلضُّعَفاءِ كافِ يُرِيدُ جَعَلْتُ لَهُ سُومَةَ أفْراسِ الجِهادِ أيْ عَلامَتَها.
و قال د. محمد حسن حسن جبل في المعجم الاشتقاقي: وأما السِيما، والسُومة - بالضم؛ العلامة فهي ومشتقاتها من تركيب "وسم "كما قال ابن السراج ومنها كلمات (مسومة، مسومين، سيماهم) وقد وضعها صاحب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مع مفردات تركيب (سوم) هذا.
قال ابن عادل في اللباب وقيل: بل هو من السيمياء - وهي الحسن - فمعنى مُسَومة: أي: ذات حُسن، قاله عكرمة، واختاره النحاس؛ قال لأنه من الوَسْم، ورد عليه بعضهم: باختلاف المادتين، وأجاب بعضهم بأنه من باب المقلوب، فيصح ما قاله، و هو ما ذكره أبي حيان في البحر المحيط أيضًا.
2- من السائمة ؛ يقال: سامت الخيل ، فهي سائمة إذا رعيتها، و من أسمتها تكون هى سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها.
السائمة: كلُّ إبل أَو ماشيةٍ ترسلُ للرَّعْي ولا تُعْلَف، معجم المعاني الجامع
- قاله كلًا من أبو عبيدة المثني في مجاز القرآن، وعبد الله بن المبارك في تفسير غريب القرآن، ابن قتيبة في غريب القرآن، و جوز الزجاج هذا الأصل و قال هو حسن.
3- من سامت سومًا:
- قال كلًا من القرطبي و ابن عادل اللباب في علوم القرآن في أصل السَّوم أنه الدوام، ومنه سَائِمَةُ الغَنَمِ لمداومتها الرعي.
- و قال د. محمد حسن حسن جبل في المعجم الاشتقاقي : سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح: ٢٩) ،السامُ: عروق الذهب (والفضة) في الحَجَر قال شاعر: (كأنه عِرْقُ سَامٍ عندَ ضَارِبه) والسامَة: "نُقْرة ينقع فيها الماء " ، والسامَة: عتبة الباب .
و قال أن المعنى المحوري هو امتدادُ بقاءٍ أو مرورٍ وذهابٍ في حيّز بلا حدّ، و بين مقالته و و جه التشبيه فيما ذكر، فقال: كعروق الذهب وغيره تمتد في أثناء الأرض، والنقرة يجتمع فيها الماء وهو محصور فيها، وعتبةُ الباب تمتد من جانب إلى جانب تحوُز وتُبْقى.
وقال: ومنه: "سامت الراعيةُ والماشيةُ والغنمُ تسوم سومًا: رعت حيث شاءت وأسامها: أرعاها، وسوّمها: أرسلها (خلّاها لترعى) ولا تُعْلَف " (امتداد في المرعى بلا حد) {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: ١٠].
و ذكر هذا القول ابن عطية غي تفسيره و استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «في سائمة الغنم الزكاة» ومنه قوله عز وجل: {فيه تسيمون}[النحل: 10]
و استشهد ابن عطية ببيت الشعر للبيد:
وغداة قاع القرنتين أتينهم ....... زجلا يلوح خلالها التّسويم
و ذكره فخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب، و أضاف معنىً يجمع بين الحسن و الرعي، فقال: والمَقْصُودُ أنَّها إذا رَعَتِ ازْدادَتْ حُسْنًا، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل: ١٠] .
بيان الأقوال و اختيارات العلماء:
1-من اختار قولًا واحدًا من الأقوال:
أ‌. من العلماء من اختار الراعية:
- كعبدالله بن المبارك، و الذي يرى أن المسومة التي معناها المعلمة تكون لأي مسومة أخرى.
- جوز النحاس في معاني القرآن القول أنها الراعية و قال أن قول سعيد بن جبير لا يمتنع، و بنى قوله على الاشتقاق اللغوي، فهو من قولهم :سامَتْ تَسُومُ، وأسَمْتُها وسوَّمْتُها أي رعيتها.
و هذا ما بنى عليه أبو حيان في البحر المحيط اختياره أن المعنى المراد (الراعية)، و استدل بالمعنى: قال : وأخَذَتْ سَوْمَها مِنَ الرَّعْيِ؛ أيْ: غايَةَ جَهْدِها، ولَمْ تُقْصَرْ عَلى حالٍ دُونَ حالٍ، فَيَكُونُ قَدْ عُدِّيَ الفِعْلُ بِالتَّضْعِيفِ، كَما عُدِّيَ بِالهَمْزَةِ في قَوْلِهِمْ: ”أسْمَتْها“.
- و يرى ابن عاشور في التحرير و التنوير أن هذا المعنى الأظهر، أيضًا للأصل الاشتقاقي ؛السَّوْمِ وهو الرَّعْيُ، و صيغة مادَّةُ ”فَعَّلَ“ لِلتَّكْثِيرِ؛ التي تشير إلى أنها تترك في المراعي وقتًا طويًلا، و في أماكن كثيرة ممتدة، بالإضافة إلى أن هذا من سعة أصحابها و فيه مكرمة للخيل، و استشهد لذلك بالحديث؛ («فَأطالَ لَها في مَرْجٍ أوْ رَوْضَةٍ» )
ب‌. من العلماء الذين اختاروا أن المعنى المراد هو (المعلمة):
- أبو عبيدة في مجاز القرآن، و الكسائي كما ذكر ذلك عنهم النحاس في معاني القرآن و القرطبي في تفسيره.
- اختار أبو مسلم الأصفهاني في تفسيره المعلمة بالغرة و التحجيل، ويرى فخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب أن قول أبي مسلم أحسن، لأن الآية تشير إلى كرائم الأموال و شرائفها، و هذا كما قال يكون في الفرس أغر محجلًا، لكن باقي الوجوه للوسم لا تفيد شرفًا.
- و من أسباب وضع علامة للخيل، ما نقله القرطبي في تفسيره عن أبي زيد: أصلُ ذلك أن تجعل عليها صوفة، أو علامة تخالف سائر جسدها، لتَبِينَ من غيرها في المرعى.
- و ما قاله ابن عاشور في التحرير و التنوير؛ أنه إشارة لكرمها و حسن بلائها في الحرب، و استدل بقول العتابي:
- ولَوْلاهُنَّ قَدْ سَوَّمْتُ مُهْـرِي ∗∗∗ وفي الرَّحْمَنِ لِلضُّعَفاءِ كافِ يُرِيدُ جَعَلْتُ لَهُ سُومَةَ أفْراسِ الجِهادِ أيْ عَلامَتَها.
ت‌. من اختار أن المعنى المراد الحسن:
- المسومة ذات الحسن، اختاره النحاس، و ذكر ذلك عنه ابن عادل في اللباب و حجته في ذلك لأنه من الوَسْم، و ذكر ابن عادل أن بعضهم رد عليه ، بسبب اختلاف المادتين، وأجاب بعضهم بأنه من باب المقلوب، فيصح ما قاله.
ث‌. ممن جمع قولين:
- أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قولا يجمع القول الأول و الثاني قال حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمّارِ بْنِ الحارِثِ، ثَنا الوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ صالِحٍ، ثَنا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: ﴿والخَيْلِ المُسَوَّمَةِ﴾ الرّاعِيَةِ والمُطَهَّمَةِ الحِسانِ، ثُمَّ قَرَأ ﴿شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل: ١٠]،
- و هو ما حكاه أيضُا ابن كثير .
- قد عقب ابن قتيبة على قول مجاهد أنها المهطمة الحسان، بما يشير للجمع بين؛ أنها له علامة و أنها ذات حسن، فقال: وأحسبه أراد: أنها ذات سيماء, كما يقال: رجل له سيماء، وله شارة حسنة.
ج‌. من اختار الجمع بين الأقوال:
أ‌. اختار ابن جرير المعلمة و العلامة بالشيات الحسان الرائعة، و هو جمع للقول أنها المعلمة و المهطمة الحسان، و وصف هذا القول بأنه أولى الأقوال بالصواب، و حجته في ذلك معنى التسويم عند العرب أنه الإعلام؛ بالحسن و الألوان و الشيت و الهيئة.
و اسشتهد بقول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل: وضمرٍ كالقداح مسوّماتٍ = عليها معشرٌ أشباه جنٍّ يعني بالمسوّمات المعلّمات؛ وقول لبيدٍ: وغداة قاع القرنتين أتينهم = زجلا يلوح خلالها التّسويم.
- يرى ابن جرير أن ؛ المطهّمة والمعلّمة، والرّائعة تؤل بمعنى واحدٌ.
- .و قد بين ابن جرير حجة من رأى القول بأن المعنى المراد بالمسومة الراعية: للاشتقاق اللغوي:
أسمت الماشية فأنا أسيمها إسامةً: إذا رعيتها الكلأ والعشب، وذكر أنه يشهد لهذا المعنى قوله تعالى: {ومنه شجرٌ فيه تسيمون} بمعنى ترعون.
و يؤيد هذا المعنى قول الأخطل: مثل ابن بزعة أو كآخر مثله = أولى لك ابن مسيمة الأجمال
يعني بذلك راعية الأجمال فإذا أريد أنّ الماشية هي الّتي رعت، قيل: سامت الماشية تسوم سومًا، ولذلك قيل: إبلٌ سائمةٌ، بمعنى راعيةٍ.
و قول سومت الماشية، بمعنى رعيتها، غير مستفيض في كلام العرب، و للتعبير هذا يقال: أسمتها فإذا كان ذلك كذلك.
لذا رجح ابن جرير أنها المعلمة الحسان، و قال عنه الأصح.
و أدخل ابن جرير المعدة للجهاد قول ابن زيد في الخيل المعلمة، أنها المسومة بمعزل.
- جمع النحاس في معاني القرآن بين الأقوال الثلاث؛ فقال قد تكون راعية، حسانًا، معلمة، لتعرف من غيرها.
- وهو ما قاله الزّمخشريّ مبينًا الأصل الاشتقاقي لكل معنى: الخيل المسومة المعلمة من السومة وهي العلامة أو المطهمة أو المرعية من أسام الدّابّة وسومها.
و بالنظر للأقوال و الحجج و الأدلة السابقة: فالقول الذي يظهر و الله أعلم هو الجمع بين الأقوال، الخيل المسومة المعلمة ( بأي كان) من السومة وهي العلامة أو المطهمة أو المرعية من أسام الدّابّة وسومها؛كما ذكر النحاس و الزمخشري، و كما يتيبن من إمكانية الجمع بين قولين منهم كما ذكرنا.
- و ذلك لصحتها، مما يدل على ذلك كلام ابن حجر في فتح الباري في التعليق على الأحاديث التي وردت في البخاري :
ذكر روايته لقول مجاهد فب تفسير الثوري رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح، و ذكر أن عبد الرزق أخرجه عن الثوري، و ذكر أن أبو حذيفة وصل قول سعيد بن جبير بإسناد صحصح إليه، و قول عبد الرحمن بن أبزي وصله الطبري من طريقه، و أورد مثله عن ابن عباس.
- وللأصل الاشتقاقي: فالمسومة تقبل الأصول الاشتقاقية التي ذكرت دون ترجيح قول دون الآخر، فالكلمة استخدمت في جميع المعاني كما تبين من أدلة القرآن و السنة و الشعر.
- و لأنها جميعًا فيها تشريف للخيل، و هو ما تشير له الآية.

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
أثني على تعدد مصادرك واجتهادك في جمع الأقوال والتخريج ومناقشة الأقوال وبيان وجه الجمع بينها.

* بالنسبة للتخريج:

- راجعي معنى الحديث المعلق ومعلقات البخاري.

-
محمد بن أحمد بن نصر الرملي راوي كتب؛ فينظر لصاحب الكتاب الذي رواه وينسب التخريج إليه، مثلا: أخرجه مسلم بن خالد الزنجي، أو آدم بن أبي إياس ...، وكذلك أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي يروي تفسير سفيان الثوري فعند التخريج نقول: أخرجه سفيان الثوري.

- انتبهي لطريقة حكاية المصنف للإسناد فقد يسوق إسنادين في مساق واحد.

* فاتكِ قول ابن زيد (معدة للجهاد)

* قولهم أن (مسوّمة) من السيما أو أسام الماشية أو من السائمة أي بمعناه، وليس أنها مشتقة منها، لأن مسوّمة اسم مفعول مشتق من الفعل (سوّم)، والبحث في معنى تسويم الخيل

* اقتراح: كلام أهل اللغة في هذه المسألة يمكنكِ استعماله في التوجيه اللغوي للأقوال الواردة عن الصحابة والتابعين؛ فتضعين تحت كل قول عزوه لقائليه من السلف ثم أهل اللغة والمفسرين، ثم توجيهه اللغوي، وفي الدراسة تبينين وجه الجمع بين الأقوال أو الترجيح بينها، وهذا يساعدكِ في اختصار تحريركِ للمسألة.


التقويم: أ

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir