دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 رمضان 1438هـ/10-06-2017م, 11:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تطبيق على الأسلوب البياني

( وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60) غافر

لما أخبر الله -عز وجل- في الآية السابقة أن الساعة آتية لا شك فيها كان لزاما على العاقل أن يشتغل بأنواع الطاعات ولما كان من أشرف الطاعات الدعاء والتضرع أتبع هذا الإخبار بالحث على الدعاء وعلى الإخلاص لله فيه ناهيا عن الكبر والإعراض، متوعدا المتكبر بالذل والصغار.
وفي الآية مسائل عدة:
أحدها: لم عبر بالفعل الماضي قال؟
والجواب عنها أن في ذلك إشارة إلى أن الأمر بإخلاص الدعاء ذكر في موضع سابق كما في قوله تعالى (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [غَافِر: 14]، فجاءت الآية مذكرة بذلك الأمر ومؤكدة له، وقد يكون الفعل الماضي أريد به التعبير عن الحال مجازا، فيكون المعنى يقول ربكم ادعوني.
والثانية: لم عبر بالرب وأضافه إلى ضمير الخطاب؟
ولما كان المأمور به الدعاء وكان الداعي إلى السؤال والعبادة معرفة الرب وأفضاله من الخلق والقدرة والملك والتدبير وغيرها من أفعال الربوبية، ذكرّهم بأنه هو ربهم وخالقهم الممتن عليهم ومالكهم والمدبر لجميع شؤونهم، فمعرفتهم بالرب تستلزم عبوديته ودعاءه دون غيره وامتثال أوامره لأن من حق الربوبية امتثال الأمر.
والثالثة: معنى الدعاء ولم اختصه بالذكر؟
والدعاء هنا يتضمن معنيين وهما دعاء المسألة ودعاء العبادة فالعبادة لا تخلو من دعاء المعبود وتعظيمه والتضرع إليه، وكذلك هي متضمنة لمعنى الإخلاص في العبادة وإفرادها لله – عز وجل- ففعل ادعوني مستعمل في معنييه بطريق العموم، ويدخل فيهما طلب المغفرة والتوبة وتوحيد الله بالعبادة، أما اختصاص الدعاء بالذكر فلأنه هو العبادة وهو مخها كما ورد في بعض الأحاديث والأخبار.
والرابعة: ما معنى الاستجابة، ولم عبر بأستجب لكم ولم يقل أجبكم؟
ثم عبر بالاستجابة دون غيرها لأنها تتضمن إعطاء المسؤول لمن سأله ومعنى آخر وهو حصول أثر العبادة وذلك مأخوذ من كون معنى (ادعوني) دعاء المسألة الذي تكون إجابته بإعطاء السائل حاجته، ودعاء العبادة فتكون إجابته بحصول أثر العبادة، ففعل أستجب مستعمل في حقيقته ومجازه.
كما أنه قال أستجب لكم ولم يقل أجبكم إشارة إلى أن الله يوجد الإجابة لمن يدعوه إيجاد الراغب في الإجابة، ففيه أن الله يحب أن يُقبل عليه بالدعاء والعبادة لرحمته الواسعة مع غناه سبحانه وتعالى عن خلقه.
ثم تندرج هنا مسألة أخرى وهي هل الإجابة لكل داع؟
قيل هي مشروطة بالاستجابة والإيمان ويدل عليه قول الله تعالى: (وإذا سألك عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة
والخامسة: لم علق الإعراض بالكبر دون غيره من الأوصاف؟
وعلقه بالكبر لأنه السبب في الإعراض عن العبادة والدعاء عادة، وهو السبب في الحرمان من الخير وسلوك طريق الحق كما أن الدعاء اعتراف بالذل والانكسار والخضوع فكأن المعرض عنه استكبر عن ذلك وترفع عنه.
والسادسة: ما معنى عبادتي ولم عبر بها؟
العبادة هنا متضمنة للعبادة بأنواعها وللدعاء كذلك، وعبر بالعبادة عن الدعاء لأنّ الدعاء باب من العبادة ومن أفضل أبوابها، ويصدقه قول ابن عباس رضى الله عنهما (أفضل العبادة الدعاء)
والسابعة: ما فائدة السين في قوله (سيدخلون جهنم) وما سبب التحذير وما لذي يتضمنه؟
عبر ب(سيدخلون) ليبين أنه وعد محقق لا خلف فيه، وهذا من إحسان الله ورفقه بعباده أن حذرهم مما يفضي بهم إلى العذاب وأرشدهم إلى سبيل النجاة، فهو تحذير يتضمن الأمر بما فيه حاجتهم من الدعاء والعبادة اللذين هما سبيل النجاة من العذاب.
ثم إن في (سيدخلون) قراءتان أحدها: فتح التحتية وضم الخاء وهي قراءة الجمهور، والثانية: ضم التحتية وفتح الخاء وهي قراءة أو جعفر ورويس عن يعقوب والمعنى تُدخلهم ملائكة العذاب.
والثامنة: معنى داخرين ومحلها الإعرابي، ولم خص هذا الوصف بالذكر؟
وداخرين حال من الضمير في (سيدخلون) أي سيدخلون جهنم وهم أذلة صاغرين، وإنما خص هذا الوصف بالذكر لأن الجزاء من جنس العمل فهم لما استكبروا وترفعوا عن الدعاء والعبادة كان جزاؤهم صغار من الله وذلة لاستكبارهم.
والتاسعة: ما لمعنى الذي تدل عليه جملة (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وما نوعها؟
جاءت هذه الجملة معلِّلة للأمر بالدعاء، والمعنى أن الله أمر عباده بالدعاء لأن من يعرض عن ذلك ويستكبر فإن مصيره الذل والهوان في جهنم.
وفيه دليل على رحمة الله بعباده وأنه لا يرضى لعباده ما يفضي بهم إلى العذاب.


والحمد لله رب العالمين




المراجع:
تفسير الماتريدي (333)
الكشاف للزمخشري (538)
مفاتيح الغيب للرازي (606)
تفسير أبي السعود (982)
حاشية الشهاب (1069)
روح المعاني للألوسي (1270)
التحرير والتنوير لابن عاشور(1393)
التقويم: أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك توفيقا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir