دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 02:49 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير

مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير.


اطّلع على طريقة تلخيص المقاصد (هنا)، والإرشادات الموضوعة في مجلس المستوى (هنا)، ثم لخّص المقاصد الفرعية لأحد المقصدين التاليين:
1: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
- جمع عثمان رضي الله عنه وجمعه للقرآن
- تأليف القرآن وترتيبه
- نقط المصحف وشكله وتقسيمه

2: نزول القرآن على سبعة أحرف:
- نزول القرآن على سبعة أحرف
- معنى الأحرف السبعة


التعليمات:
تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

درجة التطبيق: عشرون درجة.


سددكم الله وأعانكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 04:28 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

المقصد الأول: نزول القرآن على سبعة أحرف.
ذكر ابن كثير رحمه الله تحت هذا المقصد جملة من الأدلة هذا تلخيصها:
- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)) رواه الشيخان.
- عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)) رواه مسلم و أحمد.
- عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.وأخرجه مسلم.
- عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)) رواه مسلم، وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال)).
- عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).رواه أحمد.
- عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
- والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد جاء فيها زيادات أمثال: ذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)) رواه أحمد.

المقصد الثاني: معنى الأحرف السبعة.
اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا نذكر منها خمسة أقوال سردها القرطبي:
الأول : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم، وهو قول أكثر أهل العلم:
- عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
- قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
- أنها نزلت تسهيلا للأمة بلهجات مختلفة من لهجات العرب، وأن الأمر فيها إنما كان رخصة وليس عزيمة، لذلك جمع عثمان رضي الله عنه القرآن على حرف واحد خوفا من اختلاف الأمة وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف،

الثاني: أن القرآن نزل ببعض لغات العرب
- قال أبو عبيد: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال:
- عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
- عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير.
- عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.
- معنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز.

الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر

الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء :
1- منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و "يضيقَ".
2- ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} و "باعَد بين أسفارنا".
3- وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها}، و"ننشرها"
4- أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو "كالصوف المنفوش"
5- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود"
6- أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، أو "سكرة الحق بالموت"،
7- أو بالزيادة مثل: "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

الخامس: أنه نزل على سبعة أبواب من أبواب الجنة: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال.
- عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). .
- قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي في القرآن من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
ورد القاسم بن سلام على هذا القول بما معناه: بأنهم يعنون أنه نزل على سبعة أوجه، وكلامهم صحيح ، لكنه ليس معنا للأحرف السبعة محل الدراسة.
وقال ابن عطية: وهذا ضعيف.
- قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 09:19 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي تلخيص مقدمة ابن كثير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى

تلخيص مقصد نزول القرءان على سبعة أحرف:
نزول القرءان على سبعة أحرف:
1- الأدلة على نزول القرءان على سبعة أحرف
2- الحكمة من إنزال القرءان على سبعة أحرف هي التخفيف على الأمة.
3- حكم القراءة بالأحرف السبعة.
4- أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة.
5- هل الأحرف السبعة باقية أم نسخت؟؟
6- علاقة القراءات السبع بالأحرف السبع.


وقد اشتمل هذا المقصد على بعض المسائل التي يمكن إلحاقها بمقاصد فرعية أخرى وهي كالتالي:
- جمع القرءان وكتابته في المصاحف وفيه مسألتان:
1- السبب الباعث على جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه هو عدم وقوع الاختلاف في الأمة.
2- هل كان جمع عثمان -رضي الله عنه- مشتملًا على الأحرف السبعة جميعها؟


- في بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير وفيه مسألة:
1- أن من طرق تفسير القرءان تفسيره بلغة العرب.

وتلخيص ماورد تحت المسائل المذكور مع مقاصدها كالتالي:
نزول القرءان على سبعة أحرف:
1- الأدلة على نزول القرءان على سبعة أحرف
روى البخاري - رحمه الله- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
2- الحكمة من إنزال القرءان على سبعة أحرف هي التخفيف على الأمة.
روى ابن جرير عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف".
وروى ابن جرير عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
3- حكم القراءة بالأحرف السبعة:
قال القرطبي: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات" .
وروى الإمام أحمد عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك"
4- أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة:
قال ابن كثير : : قال أبو عبد الله القرطبي "وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولًا. قال ابن كثير" وحاصلها ما أنا مورده ملخصا"
الأول: سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة .وهو قول أكثر أهل العلم نحو: أقبل وتعال وهلم.
دليله: ما ورد في حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
الثاني: أن القرآن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60]
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى أو بالتقدم والتأخر، أو بالزيادة .
الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
5- هل الأحرف السبعة باقية أم نسخت؟؟
قال ابن كثير: وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة "
6- علاقة القراءات السبع بالأحرف السبع:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما:
"هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره".

جمع القرءان وكتابته في المصاحف وفيه مسألتان :
1- السبب الباعث على جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه هو عدم وقوع الاختلاف في الأمة:
قال ابن جرير: إن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها.
2- هل كان جمع عثمان -رضي الله عنه- مشتملًا على الأحرف السبعة جميعها؟
اشتمل جمع عثمان رضي الله عنه على ما ثبت في العرضة الأخيرة وترك فيه ماعداها. قال ابن كثير: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة "

بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير وفيه مسألة:
1- من طرق تفسير القرءان تفسيره بلغة العرب:
نقل ابن كثير عن أبي عبيد عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير.
وروى ابن كثير عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} [الانشقاق: 17]، قال: ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
وقال أيضًا: عن ابن عباس في قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14]، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 09:26 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

المقصد الأول : جمع القرآ ن وكتابة المصاحف:
 معارضة النبى عليه الصلاة والسلام جبريل عليه السلام
بالقرآن :
1 - عرض جبريل عليه السلام القرآن على النبى صلى الله
عليه وسلم مرتين فى العام الذى قبض فيه :
قال ابن كثير : ) حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة قال " :كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن
كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام
عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه " .
-2 المراد من معارضة جبريل عليه السلام للنبى عليه
الصلاة والسلام بالقرآن كل عام :
قال ابن كثير: )والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه
إليه عن الله تعالى.(
-3 الغاية أو الهدف من معارضة النبى عليه الصلاة والسلام
جبريل بالقرآن :
قال ابن كثير : )ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا
عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل
مرتين، وعارضه به جبريل كذلك.(
-4 ما فهمه النبى عليه الصلاة والسلام من معارضة جبريل
عليه السلام له بالقرآن مرتين غير العادة :
- قال مسروق عن عائشة، عن فاطمة، رضي الله عنها :أسر إلي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا
حضر أجلي . هكذا ذكره معلقا وقد أسنده في موضع آخر .
- قال ابن كثير : )ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله،(
-5 سبب تخصيص رمضان من بين الشهور بالعرضة
الأخيرة للقرآن :
قال ابن كثير :)وخص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان
فيه(
-6 استحباب دراسة القرآن وتكراره فى رمضان :
7- قال ابن كثير : )ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه،) أى فى شهر رمضان (
ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن . (
 القراء من أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام :
-1 توجيه النبى عليه الصلاة والسلام لأخذ القرآن من أربعة
من الصحابة بعينهم:
-ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم :" خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ،
وسالم ، ومعاذ بن جبل ، وأبى بن كعب رضى الله عنهم "
- قال ابن كثير :)فهؤلاء الأربعة اثنان من المهاجرين الأولين عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة،
وقد كان سالم هذا من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في
المدينة، واثنان من الأنصار معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران، رضي الله عنهم أجمعين . .
-2 جواز إخبار الرجل بما يعلم عن نفسه مما قد يجهله غيره
عند الحاجة لذلك :
-1 حدثنا شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال :والله لقد أخذت من في رسول
الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم . قال شقيق: فجلست
في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك .
-2 عن مسروق قال : قال عبد الله : والله الذى لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب
الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت،
ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه . -3 قال ابن كثير : )وهذا كله حق وصدق، وهو من إخبار الرجل بما يعلم عن نفسه
مما قد يجهله غيره، فيجوز ذلك للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال
لصاحب مصر )اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ()يوسف: 55 (، ويكفيه
مدحا وثناء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" استقرئوا القرآن من أربعة "،
فبدأ به . وقال أبو عبيد: حدثنا مصعب بن المقدام عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أحب أن يقرأ القرآن
غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "
وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود وكان يعرف بذلك .
-3 م ن جمع القرآن من الأنصار :
-1 قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا همام، حدثنا قتادة قال: سألت أنس
بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة،
كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. ورواه
مسلم من حديث همام . -2 قال ابن كثير :) فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى
هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد
من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر
الأربعة من الأنصار، وهم أبي بن كعب في الرواية الأولى المتفق عليها وفي الثانية
من أفراد البخاري: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وكلهم
مشهورون إلا أبا زيد هذا، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، وقد اختلف في
اسمه فقال الواقدي: اسمه قيس بن السكن بن قيس بن زعواء بن حرام بن
جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار . )
وقال ابن نمير: اسمه سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية
من الأوس. وقيل: هما اثنان جمعا القرآن، حكاه أبو عمر بن عبد البر، وهذا
بعيد وقول الواقدي أصح لأنه خزرجي؛ لأن أنسا قال: ونحن ورثناه، وهم من
الخزرج، وفي بعض ألفاظه وكان أحد عمومتي. وقال قتادة عن أنس قال: افتخر
الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر،
ومنا الذي حمته الدبر عاصم بن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن
معاذ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت . فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد .
-4 الدليل على أن من المهاجرين من جمع القرآن :
-1 قال ابن كثير : ) والدليل على أن من المهاجرين من جمع القرآن أن الصديق،
رضي الله عنه، قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه إماما على المهاجرين
والأنصار، مع أنه صلى الله عليه وسلم قال : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " .فلولا
أنه كان أقرؤهم لكتاب الله لما قدمه عليهم. هذا مضمون ما قرره الشيخ أبو
الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وهذا التقرير لا يدفع ولا يشك فيه، وقد
جمع الحافظ ابن السمعاني في ذلك جزءا، وقد بسطت تقرير ذلك في كتاب
مسند الشيخين، رضي الله عنهما. ومنهم عثمان بن عفان وقد قرأه في ركعة -كما
سنذكره- وعلي بن أبي طالب يقال: إنه جمعه على ترتيب ما أنزل، وقد قدمنا هذا.
ومنهم عبد الله بن مسعود، وقد تقدم عنه أنه قال :ما من آية من كتاب الله إلا وأنا
أعلم أين نزلت؟ وفيم نزلت؟ ولو علمت أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه المطي
لذهبت إليه . ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، كان من السادات النجباء والأئمة
الأتقياء وقد قتل يوم اليمامة شهيدا. ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس بن عبد
المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن، )
-2 وحكى القرطبي في أوائل تفسيره عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال -بعد ذكره
حديث أنس بن مالك هذا- : فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان،
وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص. فقول
أنس: "لم يجمعه غير أربعة" يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله
عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض. قال: وقد
تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، وإعظام الرسول لهم .
-5 كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا قول النبى عليه الصلاة
والسلام :
-1 عن ابن عباس قال: قال عمر :علي أقضانا، وأبي أقرأنا، وإنا لندع من لحن أبي،
وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء قال
الله تعالى : "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها "البقرة: 101
-2 قال ابن كثير:) وهذا يدل على أن الرجل الكبير قد يقول الشيء يظنه صوابا
وهو خطأ في نفس الأمر؛ ولهذا قال الإمام مالك: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله
ويرد إلا قول صاحب هذا القبر، أي: فكله مقبول، صلوات الله وسلامه عليه .(
-3
 جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضى الله عنه:
-1 تنبه عمر بن الخطاب رضى الله عنه لضرورة جمع
القرآن وموافقة الصديق رضى الله عنه له :
- قال أبو بكر بن أبى داوود فى كتاب المصاحف :) وكان عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه، هو الذي تنبه لذلك لما استحر القتل بالقراء، أي اشتد القتل وكثر في قراء القرآن
يوم اليمامة، يعني: يوم اليمامة، يعني يوم قتال مسيلمة الكذاب وأصحابه من بني حنيفة
بأرض اليمامة في حديقة الموت، وذلك أن مسيلمة التف معه من المرتدين قريب من
مائة ألف، فجهز الصديق لقتاله خالد بن الوليد في قريب من ثلاثة عشر ألفا، فالتقوا
معهم فانكشف الجيش الإسلامي لكثرة من فيه من الأعراب، فنادى القراء من كبار
الصحابة: يا خالد، يقولون: ميزنا من هؤلاء الأعراب فتميزوا منهم، وانفردوا، فكانوا قريبا
من ثلاثة آلاف، ثم صدقوا الحملة، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعلوا يتنادون: يا أصحاب
سورة البقرة، فلم يزل ذلك دأبهم حتى فتح الله عليهم وولى جيش الكفار فارا، وأتبعتهم
السيوف المسلمة في أقفيتهم قتلا وأسرا، وقتل الله مسيلمة، وفرق شمل أصحابه، ثم
رجعوا إلى الإسلام، ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خمسمائة، رضي الله عنهم،
فلهذا أشار عمر على الصديق بأن يجمع القرآن؛ لئلا يذهب منه شيء بسبب موت من
يك ون يحفظه من الصحابة بعد ذلك في مواطن القتال، فإذا كتب وحفظ صار ذلك
محفوظا فلا فرق بين حياة من بلغه أو موته، فراجعه الصديق قليلا ليستثبت الأمر، ثم
وافقه، وكذلك راجعهما زيد بن ثابت في ذلك ثم صارا إلى ما رأياه، رضي الله عنهم
أجمعين، وهذا المقام من أعظم فضائل زيد بن ثابت الأنصاري؛ ولهذا قال أبو بكر بن
أبي داود: حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد، حدثنا يزيد، حدثنا مبارك بن فضالة، عن
الحسن؛ أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل: كانت مع فلان فقتل
يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بالقرآن فجمع فكان أول من جمعه في المصحف .
-2 تكليف أبو بكر الصديق رضى الله عنه لزيد بن ثابت
بتتبع القرآن وجمعه:
- قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول
الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما
كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله
صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من
العسب واللخاف وصدور الرجال ." وقد روى البخاري هذا الحديث في غير موضع
من كتابه، ورواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن الزهري به .
-3 من مناقب الصديق رضى الله عنه:
- قال ابن كثير : ) وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق، رضي الله عنه، فإنه
أقامه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحد بعده، قاتل الأعداء من
مانعي الزكاة، والمرتدين، والفرس والروم، ونفذ الجيوش، وبعث البعوث والسرايا، ورد
الأمر إلى نصابه بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة
حتى تمكن القارئ من حفظه كله، وكان هذا من سر قوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا
له لحافظون " )الحجر: 9 ( فجمع الصديق الخير وكف الشرور، رضي الله عنه وأرضاه. ولهذا
روي غير واحد من الأئمة منهم وكيع وابن مهدي وقبيصة عن سفيان الثوري عن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب، رضي
الله عنه، أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من
جمع القرآن بين اللوحين. هذا إسناده صحيح .
-4 شرط قبول القرآن من أى أحد حال جمعه فى الصحف:
- عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عمر لما جمع القرآن كان لا يقبل من أحد
شيئا حتى يشهد شاهدان . وذلك عن أمر الصديق له في ذلك، كما قال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا أبو الطاهر،
حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استحر
القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر، رضي الله عنه، أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب
ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. منقطع حسن .
-5 سبب أخذ أخر سورة التوبة من خزيمة ابن ثابت
رضى الله عنه:
- قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى " لقد جاءكم رسول من
121 ( ، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع ، أنفسكم " إلى آخر الآيتين ) التوبة: 121
خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها
مع غيره فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في
قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي، فأنكر الأعرابي
البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض
الفرس من الأعرابي. والحديث رواه أهل السنن وهو مشهور، وروى أبو جعفر الرازي عن
الربيع عن أبي العالية أن أبي بن كعب أملاها عليهم مع خزيمة بن ثابت .
-
-6 تتبع زيد بن ثابت رضى الله عنه للقرآن وجمعه له :
- قال ابن كثير : ) وأما قول زيد بن ثابت: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف
وصدور الرجال" وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف
والأقتاب وصدور الرجال ." أما العسب فجمع عسيب، وهو من السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص، وما
نبت عليه الخوص فهو السعف . واللخاف: جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة، كانوا يكتبون عليها وعلى
العسب وغير ذلك، مما يمكنهم الكتابة عليه بما يناسب ما يسمعونه من القرآن من
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنهم من لم يكن يحسن الكتابة أو يثق بحفظه، فكان يحفظه، فتلقاه زيد بن ثابت من
هذا من عسيبه، ومن هذا من لخافه، ومن صدر هذا، أي من حفظه، وكانوا أحرص شيء
على أداء الأمانات وهذا من أعظم الأمانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم
ذلك ليبلغوه إلى من بعده.
-7 شهادة الصحابة على أداء النبى عليه الصلاة والسلام أمانة
تبليغ ما أمره الله به :
- قال ابن كثير : ) سألهم في حجة الوداع يوم عرفة على رؤوس الأشهاد، والصحابة أوفر
ما كانوا مجتمعين، فقال: ))إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟((. فقالوا: نشهد أنك
قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يشير بأصبعه إلى السماء، وينكبها عليهم ويقول : "
اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد "رواه مسلم عن جابر .
-8 تبليغ الصحابة رضوان الله عليهم ما أمرهم به النبى
عليه الصلاة والسلام من قرآن وسنة :
- قال ابن كثير : ) وقد أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب وقال : "بلغوا عني ولو آية
" يعني: ولو لم يكن مع أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إلى من وراءه، فبلغوا عنه ما
أمرهم به، فأدوا القرآن قرآنا، والسنة سنة، لم يلبسوا هذا بهذا؛ ولهذا قال عليه الصلاة
والسلام :" من كتب عني سوى القرآن فليمحه " أي: لئلا يختلط بالقرآن، وليس
معناه: ألا يحفظوا السنة ويرووها، والله أعلم . فلهذا نعلم بالضرورة أنه لم يبق من القرآن مما أداه الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم
إلا وقد بلغوه إلينا، ولله الحمد والمنة (
-1 حفظ الصحف عند الصديق رضى الله عنه ثم تنقلها بعد وفاته :
- قال ابن كثير : )كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته، ثم أخذها عمر بعده
فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة، فلما مات كانت عند حفصة أم المؤمنين، لأنها
كانت وصيته من أولاده على أوقافه وتركته وكانت عند أم المؤمنين رضي الله عنها، حتى
أخذها منها أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه . (
 تأليف القرآن وترتيبه :
-1 المراد بتأليف القرآن :
- قال ابن كثير : والمراد من التأليف هاهنا ترتيب سو ره .
-2 سؤال العراقى لعائشة رضى الله عنها عن الكفن وردها
عليه :
- قال يوسف بن ماهك : إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي
فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك.
- قال ابن كثير :)وهذا العراقي سأل أولا عن أي الكفن خير، أي: أفضل، فأخبرته
عائشة، رضي الله عنها، أن هذا لا ينبغي أن يعتني بالسؤال عنه ولا القصد له ولا
الاستعداد، فإن في هذا تكلفا لا طائل تحته.(
-3 سؤال الع راقى لعائشة عن ترتيب سور القرآن :
قال العراقى : يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن
عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من
المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل
أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا
أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب : "بل الساعة موعدهم
والساعة أدهى وأمر )القمر: 4( ، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له
المصحف فأملت عليه آي السور .
-4 جواز البدء بأى سورة من القرآن فى القراءة وفى
الصلاة :
- قال ابن كثير : ) وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت، يدل على أنه لو قدم بعض
السور أو أخر، كما دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه
السلام، قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران . )
-5 اختلاف ترتيب السور فى مصاحف الصحابة :
- حكى القاضي الباقلاني: أن أول مصحفه كان )اقرأ باسم ربك الذي خلق ( وأول
مصحف ابن مسعود : )مالك يوم الدين ( ثم البقرة، ثم النساء على ترتب مختلف، وأول
مصحف أبي ) الحمد لله ( ثم النساء، ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم المائدة، ثم كذا على
اختلاف شديد، ثم قال القاضي: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو
عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي الله عنهم، وكذا ذكره مكي في تفسير سورة براءة
قال: فأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي صلى الله عليه وسلم .
-6 ترتيب الآيات والبسملة متوقف على النبى عليه الصلاة
والسلام :
- قال ابن كثير : ) فأما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة، بل هو أمر
توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(
-7 المراد من كراهة قراءة القرآن منكوسا :
- قال ابن كثير : ) وأما ما روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن
منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة
فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور . )
-8 تحزيب الصحابة للقرآن :
- عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة : سألنا أصحاب النبى
عليه الصلاة والسلام : كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور،
وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من
قاف حتى يختم . ورواه أبو داود وابن ماجة من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي به وهذا
إسناد حسن .  نقط المصحف وشكله وتقسيمه:
- أول من أمر بنقط المصحف وشكله :
- قال ابن كثير : )فأما نقط المصحف وشكله، فيقال: إن أول من أمر به عبد
الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن
يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وذكروا أنه كان
لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر والله أعلم . )
- أول من كتب الأعشار على الحواشى :
- قال ابن كثير : )وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا،
وقيل: بل أول من فعله المأم ون .(
- حكم التعشير فى المصحف :
- حكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره
مجاهد ذلك أيضا . - وقال مالك : لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها
في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا . - وقال قتادة : بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا . -9 وقال يحيى بن أبي كثير : أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به،
هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم . - ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا، فأمر بمحوها وقال: قال ابن مسعود :لا تخلطوا
بكتاب الله ما ليس فيه . قال أبو عمرو الداني : ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر
الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها .

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير.pdf‏ (573.1 كيلوبايت, المشاهدات 12)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 09:38 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

تلخيص المقصد الرابع /نزول القرآن على سبعة أحرف


1/نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف
2/المراد من الأحرف الأحرف السبعة
3//السبب في نزول القرآن على عدة لغات من العرب
4/حكم المراءه في القرآن الكريم
5/ ماورد من الآثار أن القرآن نزل على ثلاثة أحرف
6/القرآن نزل عربيا
7/القبائل التي نزل القرآن الكريم بلغتهم
8/ تفسير الصحابه للقرآن بلغة العرب واستشهادهم على ذلك
9/ سبب جمع الأمه في تلاوة القرآن على حرف واحد
10/ كيف ترك الناس قراءه أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم
11/ الفرق بين القراءات السبع والأحرف السبع


1/نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف :
*روي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).


2/المراد من الأحرف السبعة :
*قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي،وحاصلها :
1/هو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
وقال الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
من الأمثله على هذاء المعنى :
روى عن عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".

2/ أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
قال أبو عبيد: ، و معنى السبعة /أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى.
3/أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
4/وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
5/ أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
قال ابن جرير: روي عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
*و في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة.
قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة
* رد ابن عطية على هذاء المعنى: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.


3/السبب في نزول القرآن على عدة لغات من العرب :
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ
الدليل على ذلك : قال ابن جرير: روي عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
قال الإمام أحمد: روي زر عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).
*وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.


4/حكم المراءه في القرآن الكريم :
*قال الإمام أحمد: روي عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)).
قال أبو عبيد: روي عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)).


5/ماورد من الآثار أن القرآن نزل على ثلاثة أحرف :
عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على ثلاثة أحرف)).


6/القرآن نزل عربيا :
لم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها.


7/القبائل التي نزل القرآن الكريم بلغتهم :
قال أبو عبيد: هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة رواه قتادة عن ابن عباس، ولكن لم يلقه.


8/تفسير الصحابه للقرآن بلغة العرب واستشهادهم على ذلك :
قال أبو عبيد :روي عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير.
من الأمثله :
*عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} [الانشقاق: 17]، قال: ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
عن ابن عباس في قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14]، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة


9/سبب جمع الأمه في تلاوة القرآن على حرف واحد :
قال ان جرير : أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها
10/ كيف ترك الناس قراءه أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال ابن جرير : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.


11/الفرق بين القراءات السبع والأحرف السبع :
القراءات السبع /قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:31 AM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

المقصد الكلي :
بيان جملة من المسائل المهمة في اصول التفسير وعلوم القران ..
وتحته مقاصد فرعيه :
المقصد الاول :
نزول القران على سبعة أحرف .
وفيه مسائل :
1/الاصل في نزول القران على سبعة أحرف
2/الضابط في مشروعية القراءة على سبعة احرف .
3/وصف اسناد ادلة جواز القراءة على سبعة أحرف .
4/المراد بالسبعة أحرف .
5/هل الراجح نزول القران علة سبعة او ثلاثة احرف .
6/أمثلة على نزول القران على عدة لغات من لغات العرب .
7/هل القران نزل على جميع لغات العرب او بعضها .

المقصد الثاني :
معنى الأحرف السبعه :
وفيه مسائل :
1/خلاف العلماء في المراد بالسبعة أحرف
2/الحكمة من نزول القران على سبعة أحرف
3/ هل العمل بمشروعية القراءة بالتحرف السبعة لا زال او انه نسخ ؟
4/من الذي جمع الناس على القراءة على حرف واحد ؟
5/هل القراءات السبع هي الاحرف السبعة؟

**تلخيص لما ورد من مسائل تحت كل مقصد :

المقصد الاول :
نزول القران على سبعة أحرف :
وفيه مسائل :
1/الاصل في نزول القران على سبعة أحرف
ورد في ها عدة احاديث منها حديث ابن عباس رضي الله عنه 'عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (أقرأني جبريل على حرف فراحعته ،فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى الى سبعة احرف )
ومنه ايضا حديث ابي بن كعب عن رسول الله انه قال : (أنزل القران على سبعة أحرف ) .. وغيرها مما هو ثابت من الاحاديث ..

2/الضابط في مشروعية القراءة على سبعة احرف .
ان لا يكون فيها تغيير صريح للايات ومعانيها
عن عبد الله بن بكرة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (أتاني جبريل وميكائيل فقال جبريل اقرأ القران على حرف واحد ، فقال ميكائيل :استزده ، قالىعلى سبعة أحرف كلها شاف كاف مالم تختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة )
3/حكم المراء في القران :
المراء في القران كفر لحديث
(ان هذا القران نزل على سبعة احرف فلا تماروا ، فإن مراء فيه كفر )


3/وصف اسناد ادلة جواز القراءة على سبعة أحرف .
درجة احاديث هذا المقصد بلغت حد التواتر كما ذكر ابن كثير .. باستثناء ما ذكر عن ابن جندب عن النبي عليه الصلاة والسلام : (إن هذا القران نزل على ثلاثة أحرف )

4/المراد بالسبعة أحرف .
نزل القران بسبع لغات متفرقه في جميع القران من لغات العرب .. فيكون الحرف الواحد بلغة قبيلة والاخر بلغة اخرى تختلف عن الثالثة ،كذلك الى السبعة ،وذلك بيّن في أحاديث تترى ، منها حديث ابن عباس :(نزل القران على سبعة لغات فيها خمس بلغة العجز من هوازن )
ولمزيد من التفصيل .. سيأتي ذكر اقوال العلماء تحت المقصد التالي .

5/هل الراجح نزول القران علة سبعة او ثلاثة احرف .
قال ابو عبيد :(ولا نرى المحفوظ إلا السبعة ،لانها المشهورة )

6/أمثلة على نزول القران على عدة لغات من لغات العرب .
-عن ابن عباس قال في قوله تعالى :(والليل وما وسق : قال : ماجمع ، وأنشد : قد اتسقن لو يجدن سائقا )
-وعنه ايضا في قوله : فإذا هم بالساهرة :
قال : الارض ، قال ابن عباس :قال امية بن ابي الصلت : عنهم لحم بحر ولحم ساهرة .
-عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما «فاطر السموات والارض » حتى اتاني اعرابيان يختصمان في بئر فقال احدهما : أنا فطرتها ،يقول انا ابتدئتها )اسناده جيد

7/هل القران نزل على جميع لغات العرب او بعضها .
قال ابن جرير : (والذي ثبت ان الطي نزل به القران من ألسن العرب البعض منها دون الجميع ، ومعلوم أن السنتها ولغاتها أكثر من سبع ويعجز عن احصائها )

المقصد الثاني :
معنى الأحرف السبعه :
وفيه مسائل :

1/خلاف العلماء في المراد بالسبعة أحرف
اختلف العلماء في لك على خمسة وثلاثين قولا .. كرها ابو حاتم السبتي ،نكر منها خمسة اقوال:
* القول الاول
-قول اكثر اهل العلم منهم (سفيان بن عيينه ،وعبد الله بن وهب وابن جرير والطحاوي)
ان المراد سبعة اوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو (اقبل ،وتعال ،وهلم )
عن ابن عباس عن ابي ابن كعب كان يقرأ : «يوم يقول المنافقون والمنافقات لذين. ءامنوا انظرونا نقتبس من نوركم »
للذين ءامنوا : امهلونا ،
وكان يقرأ «كل ما اضاء لهم مشوا فيه » سعوا فيه
*القول الثاني
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع
*القول الثالث
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
*القول الرابع
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه ، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه ، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف ، أو بالكلمة مع بقاء المعنى أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى أو بالتقدم والتأخر ، أو بالزيادة
*القول الخامس
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.







2/الحكمة من نزول القران على سبعة أحرف
رحمة وتخفيفا وتسهيلا على امة محمد
قال الطحاوي : كان لك رخصة ان يقرأ الناس القران على سبع لغات ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة بلغة قريش ،
ولعدم العلم بالكتابة ولعدم ضبط واتقان الحفظ .

3/ هل العمل بمشروعية القراءة بالتحرف السبعة لا زال او انه نسخ ؟
* ذهب الطحاوي والباقلاني وابن عبد البر : (ان ذلك كان رخصة في أول الأمر ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة )
4/من الذي جمع الناس علىىالقراءة على حرف واحد ؟
جمع عثمان بن عفان الناس على قراءة واحدة وعلى حرف واحد لما راى من اختلاف الناس في القراءة وخشية منه ان يفضي ذلك الى تفرق واختلافهم على ذلك وتكفير بعضهم بعضا ، وهو رضي الله عنه احد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعه .

5/هل القراءات السبع هي الاحرف السبعة ؟
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.

والله اعلم بالصواب ..
المعذرة لو وجدت اخطاء املائيةولعدم تنسيقي المسائل بلون مغاير ..وذلك لكتابتي من الجوال بسبب تعطل اللابتوب عندي ..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:33 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


نزول القرآن على سبعة أحرف
1-
1-أبي ابن كعب يستوضح من النبي صلى الله عليه وسلّم السبعة أحرف .
2-عمربن الخطاب يستوضح من النبي صلى الله عليه وسلّم القراء ة السبع
3-النبي صلى الله عليه وسلّم يزيل الشّك عن صدر أبي رضي الله عنه عن الأحرف السبعة
4--النبي صلى الله عليه وسلّم يستثقل على أمته قراءة القرآن على حرف واحد ويطلب من ربه التخفيف بالقراءة على أكثر من حرف .
5-من محاسن الإسلام مراعاة أحوال الناس في نزول القراءات السّبع .
- 6-النهي عن المراء في القرآن وأنه من الكفر والأمر بالعمل بعالمه وردّ جاهله إلى عالمه .
7-صحة القراءة المتواترة
8- سبب جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الأمة على الحرف الواحد

معنى الأحرف السبعة
- 1- هي سبع لغات :
- 2- أنّها سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
- 3-أنها سبعة أبواب الجنّة _
- 4-بيان شيء من قرءات السّلف المبين لمعنى الحروف السّبعة :
- 5- أنّ المراد بها وجوه القراء الراجعة إلى سبعة أشياء
-
-

نزول القرآن على سبعة أحرف

-أبي ابن كعب يستوضح من النبي صلى الله عليه وسلّم السبعة أحرف .
- عن أنس ابن مالك عن أبي ابن كعب قال : ما حاك في صدري شء منذ أسلمت , إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأتينا رسول اللله صلى الله عليه وسلّم فقلت : يارسول الله , أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال ك (نعم ) وقال الآخر : أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال : (نعم ) فقال (( إنّ جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميمني وميكائيل عن يساري , فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف , فقال ميكائيل : استزده , حتى بلغ سبعة أحرف وكلّ حرف شاف كاف ))
- عمربن الخطاب يستوضح من النبي صلى الله عليه وسلّم الأحرف السبع .
- ساق الإمام البخاري بسنده إلى بن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)).
- -النبي صلى الله عليه وسلّم يزيل الشّك عن صدر أبي رضي الله عنه في الأحرف السّبعة .
- الدليل الأوّل :عن أبي بن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)). إسناده صحيح
- قال ابن كثير رحمه الله تعالى : قلت وهذا الشّك الذي حصل لأبي في تلك السّاعة هو, والله أعلم , السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء لما كان حصل له سورة ( لم يكن الذين كفرو ........))
- الدليل الثاني : عن أبي بن كعب قال: رحت إلى المسجد، فسمعت رجلا يقرأ فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا. قال: فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال: قلت: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: ((وأنت قد أحسنت)). قال: فقلت: قد أحسنت قد أحسنت. قال: فضرب بيده على صدري ثم قال: ((اللهم أذهب عن أبي الشك)). قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا. قال: ثم قال: ((إن الملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف، وقال الآخر: زده. قال: قلت: زدني. فقال اقرأه على حرفين، حتى بلغ سبعة أحرف فقال: اقرأه على سبعة أحرف)).
-
- -النبي صلى الله عليه وسلّم يستثقل على أمته قراءة القرآن على حرف واحد ويطلب من ربّه التخفيف بالقراءة على أكثر من حرف .
- عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
- من محاسن الإسلام مراعاة أحوال الناس في نزول القرآن على سبعة أحرف .
- عن أبي رضي الله عنه قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف.
-
- النّهي عن المراء في القرآن وأّنه من الكفر والأمر بالعمل بعالمه وردّ جاهله إلى عالمه .
- ساق الإمام أحمد بسنده إلى أبي هريرة- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه((. ورواه النسائي.
- حديث آخر ساقه ال‘مام أحمد بسنده إلى أبي جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ))القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر((. وهذا إسناد صحيح
- صحة القراءة المتواترة
- قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:)أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك((. وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
- سبب جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الأمة على الحرف الواحد
- قال ابن كثير حاكيا كلام ابن جرير الطبري في هذا الشأن : أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها. إلى أن قال: فإن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأ هموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.
- معنى الأحرف السبعة
- هي سبع لغات :
- قال أبو عبيد .............ولكن عندنا أنّه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال: وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن .
- قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ النّاس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسّر على كثير من النّاس التلاوة على لغة قريش،
- أنّه سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
- قال ابن كثير حاكيا عن السلف في تفسير معنى الأحرف السبعة ......(( وإنّما أخبروا أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف يعنون بذلك أنّه نزل على سبعة أحرف
- وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرعوعجل".بعة أحرف , يعنون بذلك أنّه نزل على سبعة أوجه .
-
- سبعة أبواب الجنّة _
- عن جماعة من الصّحابة منهم أبي بن كعب وعبد الله ابن مسعود رضي الله عن جميعهم : أنّ القرآن نزل من سبعة أبواب الجنّة قال ابن جرير : والأبواب السّبعة من الجنّة هي التي فيها الأمر والنّهي , والترغيب والتّرهيب , والقصص والمثل , التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهى استوجب بها الجنّة .
-
-
-
- بيان شيء من قرءات السّلف المبين لمعنى الحروف السّبعة :
- عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم}[الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا""للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}[البقرة: 20] "مروا فيه سعوا فيه".
- أنّ المراد به وجوه القراء الراجعة إلى سبعة أشياء .
قال ابن كثير :وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل): ويضيقُ صدري ( و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} ( و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} ، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:03 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير

بسم الله الرحمن الرحيم :
جمع القرءان وكتابة المصحف :
1- معارضة النبى صلى الله عليه وسلم جبريل بالقرءان :
أ‌- بيان معارضة النبى صلى الله عليه وسلم جبريل بالقرءان كل عام مرة ومرتان فى السنة التى مات فيها :
- قال مسروق: حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه.
ب-المراد من معارضة القرءان كل سنة :
- مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله.
ج- إختصاص رمضان من بين الشهور :
- خص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن.
د-على أى عرضة جمع عثمان رضى الله عنه القرءان ؟
- جمع عثمان، رضي الله عنه المصحف الإمام على العرضة الأخيرة.
_________________________________________

2- القراء من أصحاب النبى :
أ- حدثنا حفص بن عمر عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب) رضي الله عنهم
فهؤلاء الأربعة اثنان من المهاجرين الأولين عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وقد كان سالم هذا من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، واثنان من الأنصار معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران، رضي الله عنهم أجمعين.
قول عبد الله ابن مسعود عن نفسه :
- حدثنا عمر بن حفص حدثنا شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.
- وقال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
جواز أن يقول ذلك عن نفسه :
وهو من إخبار الرجل بما يعلم عن نفسه مما قد يجهله غيره، فيجوز ذلك للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55]، ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقرئوا القرآن من أربعة))، فبدأ به.
وقال أبو عبيد: حدثنا مصعب بن المقدام عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))
ب- قال البخارى حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. ورواه مسلم من حديث همام.
- وعن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال:ونحن ورثناه.
هل اختص جمع القرءان على الانصار فقط وفقا للحديثين السابقين ؟
الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل المراد: لم يجمع القرآن من الأنصار ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار.
الدليل على أن من المهاجرين من جمع القرآن
- أن الصديق، رضي الله عنه، قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه إماما على المهاجرين والأنصار، مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)) فلولا أنه كان أقرؤهم لكتاب الله لما قدمه عليهم.
- وممن جمع القرءان من المهاجرين أيضا عثمان بن عفان وقد قرأه في ركعة وعلي بن أبي طالب يقال: إنه جمعه على ترتيب ما أنزل، ومنهم عبد الله بن مسعود،ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، كان من السادات النجباء والأئمة الأتقياء وقد قتل يوم اليمامة شهيدا. ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن.ومنهم عبد الله بن عمرو و وعنه قال: جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأه في شهر))..


3-جمع القرءان قبل خلافة عثمان رضى الله عنه :
مراحل جمع القرءان :
1- جمع الصحابة من المهاجرين والانصار القرءان فى عهد النبى فى الصدور وفى السطور .
2- فى عهد أبو بكر رضى الله عنه :
قال البخاري: أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128]حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم..
وكانوا أحرص شيء على أداء الأمانات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إلى من بعده كما قال الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}[المائدة: 67]، ففعل، صلوات الله وسلامه عليه، ما أمر _________________________________________
4-جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
سبب جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
- قال البخاري رحمه الله: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
موقف عثمان رضى الله عنه من الاحرف السبعة :
- كما جمع الناس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا في القرآن .
ترتيب السور :
- ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه؛ ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا. وأما ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان، رضي الله عنه، والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ، عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و{هل أتاك حديث الغاشية}، فإن فرق جاز، كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بقاف و{اقتربت الساعة}، رواه مسلم عن أبي واقد في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.
وإن قدم بعض السور على بعض جاز أيضا، فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم. وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.
موقف عثمان رضى الله عنه من صحف أم المؤمنين حفصة:
- ردعثمان الصحف إلى حفصة، فلم يزل عندها حتى أرسل إليها مروان بن الحكم يطلبها فلم تعطه حتى ماتت، فأخذها من عبد الله بن عمر فحرقها لئلا يكون فيها شيء يخالف المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق
المصاحف التى أرسلها عثمان رضى الله عنه إلى الأفاق :
- أرسل مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، رواه أبو بكر بن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني، سمعه يقوله. وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف
موقف الصحابة من جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
- ووافقه على ذلك جميع الصحابة، وإنما روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق حتى قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا. فاتفق الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله عنهم، على أن ذلك من مصالح الدين، وهم الخلفاء الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)).
موقف ابن مسعود رضى الله عنه من جمع عثمان للقرءان :
- قال عبد الله: لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو بكر: حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال. أصل هذا مخرج في الصحيحين وعندهما: ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله. وقول أبي وائل: "فما أحد ينكر ما قال"، يعني: من فضله وعلمه وحفظه.
___________________________________
5-تأليف القرءان وترتيبه :
أ-المرادمن التأليف : ترتيب السور.
- حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} [القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.
ب- ترتيب المصحف :
- فأما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا لم ترخص له في ذلك، بل أخرجت له مصحفها، فأملت عليه آي السور، والله أعلم.
ج-تقديم بعض السور على الأخرى :
- وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت، يدل على أنه لو قدم بعض السور أو أخر، كما دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.
د-كيفية تحزيب أصحاب النبى للقرءان :
- حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)). قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.
_______________________________________
6-نقط المصحف وشكله وتقسيمه :

أ‌- نقط المصحف :
- يقال أن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك.
- ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي .
- ذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر والله أعلم.
ب‌- كتابة الاعشار وتقسيمه:
- كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا
- وقيل: بل أول من فعله المأمون
- وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا.
- وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
- وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا
- وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.
- ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا، فأمر بمحوها وقال: قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه
- قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.
_________________________________________

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:21 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

حل مجلس القسم الأول
من مقدمة ابن كثير

· معارضة النبي جبريل عليه السلام بالقرآن :
1- المراد بمعارضة القرآن و أهميتها :
المراد بمعارضة القرآن مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى ليبقى ما بقي و يذهب ما نسخ توكيدا أو استثباتا و حفظا .
2- دلالة معارضة القرآن مرتين على اقتراب أجل النبي صلى الله عليه و سلم :
عرضه في السنة الأخيرة من عمره على جبريل مرتين في رمضان بالتحديد لأن ابتداء الإيحاء كان فيه و لهذا فهم عليه السلام اقتراب أجله .
الدليل : (قال مسروق عن عائشة، عن فاطمة، رضي الله عنها:أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي(
3- جمع عثمان رضي الله عنه المصحف الإمام على العارضة الأخيرة

· القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم :
1- من جمع القرآن من المهاجرين :
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه قدمه الرسول صلى الله عليه و سلم في الصلاة في مرضه إماما للمهاجرين و الأنضار و كان أقرأهم لكتاب الله و قال صلى الله عليه و سلم ( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ) و لو لم يكن أبو بكر أقرأهم ما قدمه .
- و منهم عثمان بن عفان قرأه في ركعة واحدة .
- و منهم علي بن أبي طالب جمعه على ترتيب ما أنزل .
- و منهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)) .
- و منهم الحبر البحر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرآن .
- و منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنه .
2- من جمع القرآن من الأنصار و مفخرتهم بذلك :
- سؤال قتادة أنس بن مالك عن جمع القرآن على عهد رسول الله قال أربعة كلهم من الأنصار ( أبي بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد و نحن ورثناه ) .
- ليس المقصود أن المهاجرين لم يجمعوا و لكن لعل مراده لم يجمع القرآن من الأنصار إلا أربعة .
- تفاخرت الأوس و الخزرج فقالت الأوس منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ، و منا الذي حمته الدبر عاصم بن ثابت ، و منا من اهتز لموته العرش سعد بن معاذ ، و منا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت . فقالت الخزرج منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبي بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد .
3- قبول قول النبي صلى الله عليه و سلم وحده و عدم رده .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال عمر (علي أقضانا، وأبي أقرأنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء قال الله تعالى: }ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها{ ) و هذا يدل على أن الرجل الكبير يقول الشئ يظنه صوابا و هو خطأ في نفس الأمر و لهذا قال الإمام مالك ما من أحد إلا يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر صلوات الله و سلامه عليه .
· جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه :
1- المرحلة الأولى في عهد النبي صلى الله عليه و سلم :
جمعه في صدور الرجال من حديث أنس قال ( جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. فقيل له: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. وفي لفظ للبخاري عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه. ) و قد سبق شرحه بالتفصيل في القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .
2- المرحلة الثانية في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
(زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: }لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز{)
- من مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
قاتل الأعداء مانعي الزكاة و المرتدين و الفرس و الروم و نفذ الجيوش و بعث البواعث و السرايا و رد الأمر إلى نصابه بعد الخوف من تفرقه و ذهابه و جمع القرآن العظيم من أماكن متفرقة و كان هذا سر قوله سبحانه ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) قال علي بن أبي طالب ( أعظم الناس أجرا في المصاحف أبي بكر إن أبا بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين ) .
· السبب الباعث على جمع المصحف :
يوم اليمامة يوم قتال مسيلمة الكذاب و استشهد فيها خمسمائة من القراء رضي الله عنهم فلهذا أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن لئلا يذهب بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة .
- فضيلة زيد بن ثابت :
- إنه وكل إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن و قال قولته المشهورة ( فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال
ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن و قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هو والله خير فلم يزل ابو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري فجمعه من العسب و اللخاف و صدور الرجال )
- كان لا يقبل أية من أحد إلا بشاهدين و أنه وجد أخر سورة التوبة مع أبو خزيمة الأنصاري الذي جعل النبي شهادته بشهادة رجلين فأخذها منه و كانوا من أحرص شئ على أداء الأمانة لأن رسول الله أودعهم ذلك ليبلغوه لمن بعده قد سألهم صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع إنكم مسئولون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت و أديت و نصحت فجعل يشير بإصبعه إلى السماء و ينكبها عليهم و يقول ( اللهم أشهد قالها ثلاث ) و أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب و قال( بلغوا عني و لو أية) فالحمدلله لم يبقى مما أداه الرسول صلى الله عليه و سلم من القرآن إليهم إلا و قد بلغوه .
n مسألة استطرادية :
العسب : جمع عسيب و هو من السعف لم ينبت عليه الخوص .
اللخاف : جمع لخفة و هي القطعة من الحجارة مستدقة كانوا يكتبون عليها .
· جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن :
1- سبب جمع عثمان للقرآن على قراءة واحدة .
(قال البخاري رحمه الله: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.)
2- حقيقة تغضب عبد الله بن مسعود
بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف و أمر أصحابه أن يغلوا مصاحفهم حين أمر عثمان بحرق المصاحف ما عدا المصحف الإمام و قال (خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك. ) (قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.) ثم رجع إلى الوفاق حين قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لو لم يفعل عثمان لفعلته أنا فاتفاق الأئمة على أنه ذلك من صالح الدين و هم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) .
3- اختلاف اليهود و النصارى
خوف حذيفة من أن تختلف الأمة كما اختلفت اليهود و النصارى فاليهود معاهم التوراة و السامرة يخالفونهم و النصارى معهم توراة تسمى العتيقة مخالفة لما معهم و الأناجيل مع النصارى أربعة مختلفة و هما منسوختان بالشريعة المحمدية المطهرة .
4- الصحابة الذين تولوا جمع القرآن في عهد عثمان .
و كان اختيار عثمان لهم لفضيلتهم . (قام عثمان فخطب الناس فقال: يا أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون: قراءة أبي وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، وأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم: لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد. فكتب زيد مصاحف ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون قد أحسن) و هم :
- زيد بن ثابت الأنصاري أحد كتاب الوحي .
- عبدالله بن الزبير بن العوام أحد فقهاء الصحابة و نجبائهم .
- سعيد بن العاص و كان كريما جوادا و أشبه الناس بلهجة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
- عبد الرحمن بن الحارث .
- اجتمعوا يكتبون القرآن و إذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان فقال اكتبوها بلغة قريش فإن القرآن قد نزل بلغتهم (وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم. )
- ترتيب الأيات و السور :
ترتيب الأيات في السور أمر توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بدليل قول ابن عباس (: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال. ) و لهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا لأياته فإن نكسه فقد أخطأ خطأ كبيرا و الأولى قرائته متواليا كما قرأه صلى الله عليه و سلم فكان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم السجدة و هل أتى على الإنسان و إن قدم بعض السور جاز أيضا فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
- من مناقب عثمان رضي الله عنه :
- جمع المسلمين على قرائة واحدة .
- كان ترتيب السور راجع لرأيه و يظهر ذلك من سؤال ابن عباس له على ترك البسملة في أول براءة .
- قول ابن مهدي له خصلتان ليستا لأبي بكر و عمر صبره نفسه حتى قُتل مظلوما و جمعه الناس على المصحف
- قول أبي مجلز لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرأون الشعر .
- وفائه بالعهد برده الرابعة ( الكتب المجمعة) التي أخذها من حفصة لوعده إياها و لم يحرقه لأنها بعينها ما كتبها.
- لم يعرف عن عثمان أنه كتب بخطه المصاحف و نسبتها إلى عثمان ( المصاحف العثمانية ) لأنها بأمره و إشارته و قال أبي سعيد مولى بني أسيد قال لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده فوقعت على ( فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم ) فمد يده فقال والله إنها لأول يد خطت المفصل .

- ما جاء في أن عليا رضي الله عنه أراد أن يجمع القرآن بعد رسول الله .
روي أن عليا بعد وفاة النبي أقسم أن لا يرتدي رداءا إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل فأرسل إليه أبا بكر بعد أيام أكرهت إمارتي يا أبا الحسن فقال لا و الله إلا إني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة حتى أجمع القرآن و قيل أجمع يعني أحفظ و الأظهر أن عليا لم يُنقل عنه مصحف و أن ما يقال في بعض المصاحف أنه كتبها ليس صحيحا المشهور عنه أنه أول من وضع علم النحو و تقسيم الكلام إلى أسم و فعل و حرف كما رواه عنه أبو الأسود الدؤلي

- قلة الكتابة في العرب .
كانت الكتابة في العرب قليلة جدا و أول من تعلمها بشر بن عبد الملك من الأنبار ثم قدم مكة فتزوج الصهباء بنت حرب فعلمه حرب و تعلمها عمر بن الخطاب من حرب و المهم أن الكتابة في هذا الزمان لم تُحكم جيدا و وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى و اعتنى بذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن .

· تأليف القرآن و ترتيبه .
تأليف القرآن أي ترتيب السور .
- ترتيب السور و الآيات .
حديث عائشة (وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: }بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر{[ وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور. )
دليل على أن ترتيب السور لو قدم أو أخر لا يضر أما ترتيب الأيات في السور فهو توقيفي عن رسول الله فلم ترخص له بل أخرجت مصحفها فأملت عليه الأيات و من كلامها أن السور التي ذكر فيها الجنة و النار ليس بدائة بها في أول المصاحف مع انها أول ما نزل .

- نماذج من اختلاف ترتيب المصحف .
حكى القاضي الباقلاني أن أول مصحفه كان (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) و أول مصحف بن مسعود ( مالك يوم الدين ) ثم البقرة ثم النساء و أول مصحف أبي الحمدلله ثم النساء ثم آل عمران و قد حكى القرطبي في كتاب الرد أنه قال فمن أخر سورة مقدمة أو قدم مؤخرة كمن أفسد نظم الأيات و غير الحروف و كان مستنده اتباع مصحف عثمان رضي الله عنه
- قال أبو الحسن إنما يجب تأليف سوره في الرسم و الخط خاصة لا يُعلم أن أحد منهم قال إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة و في قراءة القرآن و درسه استنادا إلى قول عائشة و لا يضرك أيه قرأت قبل و أما ما روي عن ابن مسعود و ابن عمر على أنهما كرها أن يقرأى القرآن منقوصا فإنما عني بذلك من يقرأ السورة منقوصة فيبتدئ بأخرها إلى أولها فإن ذلك حرام محظور و كان المفصل في مصحف عثمان رضي الله عنه من سورة الحجرات إلى أخره .
- و قال عثمان بن عبد الله عن جده أوس بن حذيفة (قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)).قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.)

· نقط القرآن و شكله :
- أول من أمر به
عبد الملك بن مروان فتصدى لذلك الحجاج فأمر الحسن البصريو يحي بن يعمر ففعل ذلك و يقال أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي و أما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج . و قيل بل أول من فعله المأمون .
- رأي أكابر القراء في التعشير :
كره ابن مسعود التعشير في المصحف و قال لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه و كان يحكه و كرهه مجاهد أيضا
وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:21 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقصد الأول: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
1-حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ومعارضة جبريل له بالقرآن:
-
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
-وعن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
2- المراد من معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن:
-والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام لاقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك.
3- سبب تخصيص شهر رمضان :
قال ابن كثير: وخص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن.

4-أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجمعهم للقرآن في صدورهم
4أ- فضيلة ابن مسعود رضي الله عنه وجمعه للقرآن.
-عن عبد الله بن عمرو قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم.
-وعن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.
-وعن مسروق قال: قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
-عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
- قال ابن كثير: ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقرئوا القرآن من أربعة))، فبدأ به.
4ب - حكم إخبار الرجل بما يعلمه عن نفسه مما قد يجهله غيره.
- قال ابن كثير:إخبار الرجل بما يعلم عن نفسه مما قد يجهله غيره، يجوز للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}.
4ج- روايات حديث أنس رضي الله عنه عمن جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
- وعن ثمامة عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
4د - معنى حديث أنس رضي الله عنه( جمع القرآن أربعة):
- قال ابن كثير :فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار، وهم أبي بن كعب في الرواية الأولى المتفق عليها وفي الثانية من أفراد البخاري: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
- قال القرطبي: فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص. فقول أنس: "لم يجمعه غير أربعة" يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض. قال: وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، وإعظام الرسول لهم.
- قال ابن كثير : ومن الحفظة ابن مسعود رضي الله عنه ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، كان من السادات النجباء والأئمة الأتقياء وقد قتل يوم اليمامة شهيدا. ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن.
4ه- الدليل على أن من جمع القرآن من الصحابة كثيرون.
- قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : (إن القتل قد استحر بقراء القرآن) وهذا دليل على كثرتهم.
5- سبب جمع القرآن في عهد الصديق
-الخوف على القرآن من الضياع ذلك لاشتداد القتل في القراء يوم اليمامة ، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بكر الصديق :(إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر).

6- مميزات زيد بن ثابت التي أهلته لجمع القرآن في عهد الصديق
- قال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه.
7- منهجية الجمع في زمن الصديق
-كان زيد بن ثابت يتتبع لبقرآن يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.
-وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال".
- قال الصديق لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
- ولهذا قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}إلى آخر الآيتين [التوبة: 128، 129]، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين .
8-فضل الشيخان على الأمة
الذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، من حفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته، ثم أخذها عمر بعده فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة، فلما مات كانت عند حفصة أم المؤمنين.
9- حرص الصحابة على أداء الأمانة
كان الصحابة رضوان الله عليهم أحرص شيء على أداء الأمانات ، وجمع القرآن من أعظم الأمانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إلى من بعده . وقد أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب وقال: ((بلغوا عني ولو آية))يعني: ولو لم يكن مع أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إلى من وراءه، فبلغوا عنه ما أمرهم به، فأدوا القرآن قرآنا، والسنة سنة، لم يلبسوا هذا بهذا.
10- سبب جمع القرآن في عهد عثمان
ما ذكره ابن كثير أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ،وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
11- منهجية الجمع في زمن عثمان
- أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- وكانوا إذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
- وعثمان، رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره.
- وكان عثمان يتعاهدهم أي (لجنة الكتابة)، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه، لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله.
12- معنى جمع عثمان رضي الله عنه وموقف الصحابة منه
- اعتمد عثمان على الصحف التي عند حفصة مما جمعه الشيخان وكتب ذلك في مصحف واحد، وأنفذه إلى الآفاق، وجمع الناس على القراءة به وترك ما سواه.
- أمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم.
- قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
- عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.
13- موقف ابن مسعود من هذا الجمع
- روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق .
- مما روي عنه أنه قال:لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا :( غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته)
-وأما أمره بغل المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد. قال الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء، فقال: كنا نعد عبد الله جبانا فما باله يواثب الأمراء.
13- عدد المصاحف التي نسخها عثمان
- المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق، مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا.
- وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف ، قال ابن كثير: وهو غريب.
14- فضل عثمان رضي الله عنه على الأمة
- عن أبي مجلز قال: لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر.
-قال ابن مهدوي: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
15- مصير المصحف الذي كان عند حفصة
كان عثمان رضي الله عنه قد عاهدها على أن يردها إليها، فما زالت عندها حتى ماتت، ثم أخذها مروان بن الحكم فحرقها وتأول في ذلك ما تأول عثمان، قال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب.
16- حكم ترتيب الآيات ودليله
- ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا.
-ودليل ذلك قول عثمان ابن عفان رضي الله عنه (كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا).
- لما سأل العراقي السيدة عائشة رضي الله عنها عن تأليف المصحف رخصت له في ترتيب السور ولم ترخص له في ترتيب الآي، بل أخرجت له مصحفها، فأملت عليه آي السور.
17- حكم ترتيب السور ودليله
- كان عثمان -والله أعلم- هو من رتب السور في المصحف، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين .
-دليل ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
- والقراءة بترتيب السور مستحبة اقتداء بعثمان، رضي الله عنه، والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ، عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و{هل أتاك حديث الغاشية}، فإن فرق جاز، كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بقاف و{اقتربت الساعة} وكان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.
وإن قدم بعض السور على بعض جاز أيضا، فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم. وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.
- ودليل ذلك أيضا قصة العراقي الذي سأل السيدة عائشة رضي الله عنها عن ترتيب القرآن فانتقل ، وأخبرها أنه يقرأ غير مؤلف، أي: غير مرتب السور، فأخبرته: إنه لا يضرك بأي سورة بدأت .
وكأن هذا قبل أن يبعث أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، إلى الآفاق بالمصاحف الأئمة المؤلفة على هذا الترتيب المشهور اليوم، وقبل الإلزام به، والله أعلم.
18- القول الثاني في ترتيب السور وأدلته
- قد حكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه قال: فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والآيات وكان مستنده اتباع مصحف عثمان، رضي الله عنه، فإنه مرتب على هذا النحو المشهور.
- قال ابن وهب سئل ربيعة: لم قدمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه. قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.
-عن ابن مسعود قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي. والمراد أن ذكر ترتيب هذه السور في مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية.
- سئل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.
- إنما يجب تأليف سوره في الرسم والخط خاصة ولا يعلم أن أحدا منهم قال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي قراءة القرآن ودرسه، وأنه لا يحل لأحد أن يقرأ الكهف قبل البقرة، ولا الحج قبل الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: ولا يضرك أيه قرأت قبل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثم يقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها.
19- أول من وضع النقط والشكل في المصحف
- أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر.
- وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون.
20- موقف السلف من كتابة غير القرآن في المصحف وحكم ذلك
- كره ابن مسعود أنه التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا.
- قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه.
-وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا.
-قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.
21- الكتابة في زمن السلف وحكم الرسم العثماني
-الذي كان يغلب على زمان السلف الكتابة المكتوفة ثم هذبها أبو علي بن مقلة الوزير، وصار له في ذلك منهج وأسلوب في الكتابة، ثم قربها علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب .
-وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى، وصنف الناس في ذلك، واعتنى بذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، في كتابه فضائل القرآن ،والحافظ أبو بكر بن أبي داود، رحمه الله، فبوبا على ذلك .
ولهذا نص الإمام مالك، رحمه الله، على أنه لا توضع المصاحف إلا على وضع كتابة الإمام، ورخص في ذلك غيره، واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح.
-----------

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:35 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1: جمع القرآن وكتابة المصاحف: وفيه مسائل:

1- المراد بعرض القرآن:
- قال ابن عباس: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة", رواه الشيخان.
- قال فاطمة، رضي الله عنها: "أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي", رواه البخاري معلقا, وأسنده في موضع آخر.
وفسر ابن كثير رحمه الله تعالى, المعارضة بقوله:"والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك, ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله".

2- القراء الذين أوصى النبي عليه الصلاة والسلام, بالأخذ عنهم:
- قال عليه الصلاة والسلام:"خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب".
ينقسم هؤلاء الأربعة إلى:
أ- عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وهما من المهاجرين الأول,فسالم من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
ب- معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران من الأنصار.

3- أعلم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام, بالقرآن:
- قال عليه الصلاة والسلام:"من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد", رواه عنه عمر, رواه الإمام أحمد.
- ويكفي ابن مسعود مدحا وثناء أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم, لما قال: "استقرئوا القرآن من أربعة", بدأ به.
- قال ابن مسعود رضي الله عنه:" والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه", أخرجه البخاري.

4- من جمع القرآن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام:
- قال قتادة: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد", أخرجاه.
- قال أنس بن مالك: "مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد". قال: ونحن ورثناه, رواه البخاري.
- قال ابن كثير:"هذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار".
- ذكر ابن كثير ما قاله الشيخ أبو الحسن الأشعري, قال: قد علم بالاضطرار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر في مرض الموت ليصلي بالناس، وقد ثبت في الخبر المتواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليؤم القوم أقرؤهم)" فلو لم يكن الصديق أقرأ القوم لما قدمه عليهم.
- قال ابن كثير:"حكى القرطبي في أوائل تفسيره عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال: "فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص, فقول أنس: "لم يجمعه غير أربعة" يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض. قال: وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، وإعظام الرسول لهم".
- قال محمد بن سيرين : "لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم علي ألا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل، ...الحديث", رواه عنه أشعث, رواه ابن أبي داود وعلق عليه قائلا:"هكذا رواه وفيه انقطاع"، ثم قال: "لم يذكر المصحف أحد إلا أشعث وهو لين الحديث وإنما رووا حتى أجمع القرآن، يعني أتم حفظه، فإنه يقال للذي يحفظ القرآن: قد جمع القرآن", ذكره ابن كثير وقال:"وهذا الذي قاله أبو بكر أظهر، والله أعلم، فإن عليا لم ينقل عنه مصحف على ما قيل ولا غير ذلك".
- ومنهم الحبر البحر ترجمان القرآن، عبدالله ابن عباس, قال مجاهد : "قرأت القرآن على ابن عباس مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنها".
- ومنهم عبد الله بن عمرو, حيث قال: جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اقرأه في شهر...... الحديث".

5- امتناع العصمة لأحد:
- قال عمر: "علي أقضانا، وأبي أقرأنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء قال الله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها", رواه عنه ابن عباس, رواه البخاري.
- قال ابن كثير معلقا على كلام عمر:"وهذا يدل على أن الرجل الكبير قد يقول الشيء يظنه صوابا وهو خطأ في نفس الأمر؛ ولهذا قال الإمام مالك: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا قول صاحب هذا القبر، أي: فكله مقبول، صلوات الله وسلامه عليه".

6- سبب الجمع الأول للقرآن:
- قال زيد بن ثابت : أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير....الحديث", أخرجه البخاري.
- قال ابن كثير:"وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، هو الذي تنبه لذلك لما استحر القتل بالقراء، أي اشتد القتل وكثر في قراء القرآن يوم اليمامة، يعني: يوم اليمامة، يعني يوم قتال مسيلمة الكذاب وأصحابه من بني حنيفة بأرض اليمامة في حديقة الموت، ........إلى أن قال:"قتل من القراء يومئذ قريب من خمسمائة، رضي الله عنهم، فلهذا أشار عمر على الصديق بأن يجمع القرآن؛ لئلا يذهب منه شيء بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة بعد ذلك في مواطن القتال، فإذا كتب وحفظ صار ذلك محفوظا فلا فرق بين حياة من بلغه أو موته، فراجعه الصديق قليلا ليستثبت الأمر، ثم وافقه، وكذلك راجعهما زيد بن ثابت في ذلك ثم صارا إلى ما رأياه، رضي الله عنهم أجمعين".

7- طريقة الجمع الأول للقرآن:
- قال الزبير: "لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر، رضي الله عنه، أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه", رواه ابن أبي داود وقال: حن منقطع.
- قال أبو بكر لزيد: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، قال زيد:"فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن". قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر... الحديث", رواه لبخاري.
- قال يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: "أن عمر لما جمع القرآن كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان", رواه ابن أبي داود.
- قال زيد بن ثابت: "وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" إلى آخر الآيتين، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره, فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي... الحديث", رواه أهل السنن.
- قال زيد بن ثابت: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال" وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال".

8- أمانة تبليغ القرآن الكريم:
- قال الله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك".
- قال عليه الصلاة والسلام, في حجة الوداع:"إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟". فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يشير بأصبعه إلى السماء، وينكبها عليهم ويقول: طاللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد", رواه عنه جابر, رواه مسلم.
- قال عليه الصلاة والسلام: "بلغوا عني ولو آية", قال ابن كثير:" يعني: ولو لم يكن مع أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إلى من وراءه، فبلغوا عنه ما أمرهم به، فأدوا القرآن قرآنا، والسنة سنة، لم يلبسوا هذا بهذا؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "من كتب عني سوى القرآن فليمحه" أي: لئلا يختلط بالقرآن، وليس معناه: ألا يحفظوا السنة ويرووها.
- قال ابن كثير:"فلهذا نعلم بالضرورة أنه لم يبق من القرآن مما أداه الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم إلا وقد بلغوه إلينا" -أي الصحابة-, وقال:"كانوا أحرص شيء على أداء الأمانات وهذا من أعظم الأمانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إلى من بعده".

9- من فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي".
- قال علي بن أبي طالب: "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين", رواه عنه عبد خير, وقال ابن كثير: اسناده صحيح.
- قال ابن كثير:"فكان الذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، من حفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
- قال ابن كثير:"وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق، رضي الله عنه، فإنه أقامه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحد بعده، قاتل الأعداء من مانعي الزكاة، والمرتدين، والفرس والروم، ونفذ الجيوش، وبعث البعوث والسرايا، ورد الأمر إلى نصابه بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله، وكان هذا من سر قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فجمع الصديق الخير وكف الشرور".

10- مكان المصحف الإمام:
- بقي عند أبي بكر أيام حياته.
- انتقل إلى عمر لما تولى الخلافة وبقي عنده.
- لما مات عمر انتقل إلى أم المؤمنين حفصة, لأنها كانت وصيته على أوقافه وتركته.
- قال سالم بن عبد الله: أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب", رواه عنه الزهري, رواه ابن أبي داود, وقال ابن كثير:. إسناده صحيح.

11- سبب الجمع الثاثني للقرآن:
- قال أنس بن مالك:" إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... الحديث", رواه البخاري.
- قال ابن كثير:"وكان السبب في هذا حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه فإنه لما كان غازيا في فتح أرمينية وأذربيجان، وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع إلى عثمان أعلمه وقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى".
- قال أبي مجلز وغيره: "لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر", رواه أبو داود.

12- اختلاف كتب أهل الكتاب فيما بينها, والاعتبار باختلافهم:
- اليهود والنصارى مختلفون فيما في أيديهم من الكتب، فاليهود بأيديهم نسخة من التوراة، والسامرة يخالفونهم في ألفاظ ومعان كثيرة.
- النصارى معهم التوراة المسماة بالعتيقة, وهي مخالفة لما عند اليهود.
- النصارى عندهم أربعة أناجيل:مرقس،لوقا، متى،يوحنا، ومضمونها سيرة عيسى وأيامه وأحكامه وكلامه وفيه شيء قليل مما يدعون أنه كلام الله وهي مختلفة فيما بينها اختلافا كثيرا.
- كما تختلف هذه الأناجيل بالنسبة لحجمها, فمنها ما هو قريب من أربع عشرة ورقة بخط متوسط، ومنها ما هو أكبر من ذلك إما بالنصف أو بالضعف.
- وهذه الكتب جميعها محرفة مبدلة منسوخة بشريعة القرآن.

13- من قام بالجمع الثاني للقرآن الكريم:
- .قال عثمان : من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد... الحديث", رواه مصعب بن سعد, رواه أبو داود.
- قال ابن كثير:"أمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي..".

14- طريقة الجمع الثاني للقرآن:
- "قام عثمان فخطب الناس فقال: يا أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون: قراءة أبي وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، وأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم: لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم....الحديث", رواه مصعب بن عد, رواه أبو داود, وقال ابن كثير:اسناده صجيج.
- "أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا...الحديث", رواه أنس, رواه البخاري.
قال ابن كثير:"وعثمان، رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، فإنه عارضه به عامئذ مرتين".
- قال ابن كثير:"فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم".
- قال كثير بن أفلح : "لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، وكان عثمان يتعاهدهم، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه", رواه عنه محمد بن سيرين وقال:.قلت لكثير: هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا. قال محمد: فظننت ظنا إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله", رواه أبو داود, وقال ابن كثير:صحيح.

15- كتابة المصحف:
- قال ابن كثير:"فأما عثمان، رضي الله عنه، فما يعرف أنه كتب بخطه هذه المصاحف، وإنما كتبها زيد بن ثابت في أيامه، ربما وغيره، فنسبت إلى عثمان لأنها بأمره وإشارته، ثم قرئت على الصحابة بين يدي عثمان، ثم نفذت إلى الآفاق".
- قال ابن وهب: سألت مالكا عن مصحف عثمان، فقال لي: "ذهب", رواه أبو داود, قال ابن كثير:" يحتمل أنه سأله عن المصحف الذي كتبه بيده، ويحتمل أن يكون سأله عن المصحف الذي تركه في المدينة".
- قال ابن كثير:" إن الكتابة لما كانت في ذلك الزمان لم تحكم جيدا، وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى، وصنف الناس في ذلك".

16- موقف ابن مسعود من الجمع:
- قال حميد بن مالك: لما أمر عثمان بالمصاحف, أي بتحريقها, ساء ذلك عبد الله بن مسعود وقال: "من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليغلل، فإنه من غل شيئا جاء بما غل يوم القيامة", رواه إسرائيل.
- قال ابن مسعود:"وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان...حتى قال :"وما أحد أعلم بكتاب الله مني.....الحديث", رواه أبو وائل, وقال:"فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال", رواه أبو داود.
- قال ابن كثير:"وقول أبي وائل: "فما أحد ينكر ما قال"، يعني: من فضله وعلمه وحفظه", وقال:"وأما أمره بغل المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد".
- قال علقمة: "قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء، فقال: كنا نعد عبد الله جبانا فما باله يواثب الأمراء", رواه عنه الأعمش.
- قال فلفلة الجعفي: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف وإن الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد على حرف واحد", رواه أبو داود وترجم له:باب رضا عبد الله بن مسعود بجمع عثمان المصاحف بعد ذلك, كتاب المصاحف.
- علق ابن كثير عليه قائلا:"وهذا الذي استدل به أبو بكر، رحمه الله، على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه".
- قال ابن كثير:"روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق".

17- موقف الصحابة من حرق باقي المصاحف:
- "رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق....الحديث", رواه أنس, رواه البخاري.
- قال علي بن أبي طالب: "لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا".
- قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: "أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك"، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد, رواه ابو داود, وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح.
- قال ابن كثير:"وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم وإنما نقم عليه ذلك أولئك الرهط الذين تمالؤوا عليه وقتلوه، قاتلهم الله، وفي ذلك جملة ما أنكروا مما لا أصل له، وأما سادات المسلمين من الصحابة، ومن نشأ في عصرهم ذلك من التابعين، فكلهم وافقوه".

18- من فضائل عثمان رضي الله عنه:
- قال أبي سعيد مولى بني أسي: لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده فوقعت على: "فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم"، فمد يده وقال: "والله إنها لأول يد خطت المفصل", رواه أبوداود.
- قال ابن مهدي: "خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف", رواه ابو داود.
- قال ابن كثير:"جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة".

19- الفرق بين الجمع الأول والثاني:
قال ابن كثير:"وهذا أيضا من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شيء وهو جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة".

20- هل بقي من المصحف العثمانية شيىء؟.
- سمع أبو داود أبي حاتم السجستاني يقول: "أنفذ عثمان مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا".
- قال ابن كثير:"وأما المصاحف العثمانية الأئمة فأشهرها اليوم الذي في الشام بجامع دمشق عند الركن شرقي المقصورة المعمورة بذكر الله، وقد كانت قديما بمدينة طبرية ثم نقل منها إلى دمشق في حدود ثمان عشرة وخمسمائة، وقد رأيته كتابا عزيزا جليلا عظيما ضخما بخط حسن مبين قوي بحبر محكم في رق أظنه من جلود الإبل".

21- بداية نقط المصحف:
- قال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا.
- قال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.
- قال ابن كثير:"أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي", وقال:"وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون".

22- الفرق بين ترتيب الآيات وترتيب السور:
- قال ابن عباس: قال عثمان:"كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا....إلى قوله:" وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال....الحديث", رواه ابن جرير وأبو داود.
- قال ابن كثير:"ففهم من هذا الحديث أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه".
- قال القاضي الباقلاني: "ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي الله عنهم، وكذا ذكره مكي في تفسير سورة براءة قال: فأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي صلى الله عليه وسلم".

23- حكم قراءة القرآن منكسا:
- قال ابن عباس: قال عثمان:"كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا....إلى قوله:" وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال....الحديث", رواه ابن جرير وأبو داود.
- قال ابن كثير:"ففهم من هذا الحديث أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه".
- قال ابن بطال: "وأما ما روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور".
- قال يوسف بن ماهك: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل.....إلى قولها:"لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده", رواه البخاري.
- قال ابن كثير:"فأما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم تقرير ذلك؛ ولهذا لم ترخص له في ذلك، بل أخرجت له مصحفها، فأملت عليه آي السور",
- قال ابن كثير:"يستحب قراءة السو بالترتيب الذي وضعه عثمان اقتداء به".
- قال ابن كثير:"والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا لفعله عليه الصلاة والسلام,فقد قرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و"هل أتاك حديث الغاشية", وقال:"إن فرق جاز".
- عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و"هل أتى على الإنسان", متفق عليه.
- قرأ النبي عليه الصلاة والسلام, في العيد بقاف و"اقتربت الساعة", رواه مسلم عن أبي واقد الليثي.
- يجوز تقديم بعض السور على بعض.
- روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران, أخرجه مسلم.

24- حكم تأليف القرآن على غير تترتيب عثمان رضي الله عنه:
- قال يوسف بن ماهك: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل.....إلى قولها:"لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده", رواه البخاري.
- قال ابن كثير معلقا على الحديث:"سألها عن ترتيب القرآن فانتقل إلى سؤال كبير، وأخبرها أنه يقرأ غير مؤلف، أي: غير مرتب السور. وكأن هذا قبل أن يبعث أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، إلى الآفاق بالمصاحف الأئمة المؤلفة على هذا الترتيب المشهور اليوم، وقبل الإلزام به".
ولهذا أخبرته: (إنه لا يضرك بأي سورة بدأت)", ومعنى هذا الكلام: أن هذه السورة أو السور التي فيها ذكر الجنة والنار ليس البداءة بها في أوائل المصاحف، مع أنها من أول ما نزل، وهذه البقرة والنساء من أوائل ما في المصحف، وقد نزلت عليه في المدينة وأنا عنده".
- قال ابن كثير:حكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه قال: فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والآيات وكان مستنده اتباع مصحف عثمان، رضي الله عنه، فإنه مرتب على هذا النحو المشهور...".
- سئل ربيعة: لم قدمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه", نقله ابن وهب في جامعه.
- قال ابن وهب: "وسمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم".
- قال أوس بن حذيفة: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: "طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه". قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.
- قال ابن مسعود في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي", رواه عنه عبدالرحمن بن يزيد, رواه البخاري, وقال ابن كثير:" انفرد البخاري المراد منه ذكر ترتيب هذه السور في مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية".
- قال أبو الحسن بن بطال: "إنما يجب تأليف سوره في الرسم والخط خاصة ولا يعلم أن أحدا منهم قال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي قراءة القرآن ودرسه، وأنه لا يحل لأحد أن يقرأ الكهف قبل البقرة، ولا الحج قبل الكهف..".

25- حكم كتابة المصحف بغير الرسم العثماني.
- قال ابن كثير:"نص الإمام مالك، رحمه الله، على أنه لا توضع المصاحف إلا على وضع كتابة الإمام، ورخص في ذلك غيره، واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح".

26- حكم خلط القرآن بما ليس منه:
- قال ابن مسعود: "لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه".
- قال أبو عمرو الداني: "ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها".
قال ابن كثير:"حكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا".

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 01:59 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير

تلخيص المقاصد الفرعية للمقصد:
2 _ نزول القرآن على سبعة أحرف:
- نزول القرآن على سبعة أحرف
1. الأدلة على أن القرءان نزل على سبعة أحرف:
- حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف}
- وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال:حدثنا يزيد ويحيى بن سعيد كلاهما عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم"، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم."فقال: {إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف.}
- قال البخاري، رحمه الله: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كذلك أنزلت، } ثم قال: {اقرأ يا عمر} ، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه. }
2. بيان الحكمة من إنزال القرءان على سبعة أحرف:
قال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: { قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. } وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.
3 - لماذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف على أمته بالأحرف السبعة:
قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: { إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف. }وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن أبي بن كعب، به وقال: حسن صحيح.
4- بيان فضل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ورحمة الرسول بأمته:
من حديث الإمام أحمد بن حنبل عن أبي بن كعب : { يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها . } قال: { قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. }
- وقال ابن جرير: حدثنا يونس عن ابن وهب: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة.}
5- بيان قيد القراءة بالأحرف السبعة حتى تكون شافية كافية:
في لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب. }

- وقد رواه البخاري -أيضا- في بدء الخلق، ومسلم من حديث يونس، ومسلم -أيضا- من حديث معمر، كلاهما عن الزهري بنحوه ورواه ابن جرير من حديث الزهري به ثم قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.}.

6- بيان أن القراءة بأي حرف من الأحرف السبعة صحيحة:
- قال ابن جرير: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.}
- حديث آخر عن أم أيوب: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك }.وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.

7- بيان أن من قرأ على حرف فلا يرجع عنه ولا يتحول منه إلى غيره:
- قال أحمد : حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن ربعي بن حراش: حدثني من لم يكذبني -يعني حذيفة- قال: لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم، ولا يرجع عنه. وقال عبد الرحمن: إن في أمتك الضعيف، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه.وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
8- بيان أن المراء في القرءان كفر:
- عن أبي هريرة: قال الإمام أحمد: حدثنا أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة -لا أعلمه إلا عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه.} ورواه النسائي عن قتيبة عن أبي ضمرة أنس بن عياض به.
- وقد روى الإمام أحمد على الصواب، فقال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: { القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر.} وهذا إسناد صحيح -أيضا- ولم يخرجوه.
9- بيان المراد بالأحرف السبعة:
- على أقوال:
القول الأول :
حديث عن ابن مسعود: قال ابن جرير: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا.}
ثم رواه عن أبي كريب عن المحاربي، عن ضمرة بن حبيب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه. والله أعلم.
أ‌- الرد على شبهة مخالفة رأي ابن مسعود في المراد بالأحرف السبعة لما جاء في الأخبار الصحيحة:
قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله:
{ وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك، من أنه نزل بأمر وزجر، وترغيب وترهيب، وقصص ومثل، ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة؟ قيل له: إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرها، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة، التي نزل بها القرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه، والذي قالوا من ذلك كما قالوا، وقد روينا بمثل الذي قالوا من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة، كما تقدم في الحديث:{ قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف .}
قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.

القول الثاني:
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نزل القرآن على ثلاثة أحرف.}
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض.
أ_ الدليل على هذا القول:
في أحاديث تترى، قال: وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.

ب_ بيان السبع لغات التي نزل بها القرآن :
قال أبو عبيد: والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة رواه قتادة عن ابن عباس، ولكن لم يلقه.
ج- استشهاد ابن عباس على تفسير القرآن بلغات العرب من شِعرِهم:
· قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير. حدثنا هشيم عن أبي بشر، عن سعيد أو مجاهد، عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} الانشقاق: 17] ،قال: ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
· حدثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14] ، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة.
· حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها. إسناد جيد أيضا.
د- بيان أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ليست كل لغات العرب:
قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله، بعد ما أورد طرفا مما تقدم: وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه.
، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: { قرآنا عربيا} [يوسف: 2] ، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
10- سبب جمع عثمان بن عفان الناس على حرف واحد:

قال ابن جرير الطبري ما حاصله أن:
الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها.
11- أثر القراءة على حرف واحد على باقي الأحرف:
درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.
12- حكم ترك القراءة ببعض الأحرف السبعة:
إن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.
1- الأقوال في معنى الأحرف السبعة:
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال
، قلت: ثم سردها القرطبي، وحاصلها ما أنا مورده ملخصًأ:
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.... وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي واستدل عليه الطحاوي بحديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وروى عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: { يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13] "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه"
أ‌- الحكمة من القراءة بالأحرف السبعة في أول الأمر ونسخها بحرف واحد بعد ذلك:
فيها قولان:
· قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
· وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.
القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت}[المائدة: 60]و{يرتع ويلعب}[يوسف: 12].... ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض ،وذكره عنهم القرطبي.
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.


القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها :
أ1- ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: { ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"،
2 - ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا}[سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"،
3 - وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها}[البقرة: 259] ، و"ننشرها"
4 - أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل{كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش"
5- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} ، "وطلع منضود" .
6 - أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}[ق: 19] ، أو "سكرة الحق بالموت".
7- أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم."


القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها
2- الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره وبذلك قال الطبري حيث قال: " فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.


3- سبب اختيار كل واحد من القرآء السبعة لقراءة معينه نُسِبت إليه:
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده.
4- كيفية حفظ الله تعالى لكتابه مع اختلاف القراءات له:
قال القرطبي:وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.
= ملحوظه عامة: هناك بعض المسائل التي كان من الممكن نقلها من المقصد الأول وهو نزول القرآن على سبعة أحرف إلى المقصد الثاني وهو معنى الأحرف السبعة مثل المسألة 9 وهي المراد بالأحرف السبعة كان من الممكن ضمها للمسألة الأولى في معاني الأحرف السبعة ولكني لم أفعل ذلك حرصا مني على الالتزام بمسائل كل مقصد تحته كموضوعين مستقلين ؛ والله أعلم ...؛؛ وماكان من تقصير فمن نفسي ومن الشيطان وما كان من توفيق فمن الله وحده ,,, وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم؛؛.






رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 02:34 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية

الآثار الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف
عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وروى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).
وقد رواه النسائي عن أنس، عن أبي بن كعب بنحوه. ورواه ابن جرير: عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) فأدخل بينهما عبادة بن الصامت.
وروى ابن جرير:عن سليمان بن صرد -يرفعه- قال: "أتاني ملكان، فقال أحدهما: ((اقرأ. قال: على كم؟ قال: على حرف. قال: زده، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)). ورواه النسائي في اليوم والليلة .
وروى ابن جرير عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب قال: رحت إلى المسجد، فسمعت رجلا يقرأ فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا. قال: فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال: قلت: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: ((وأنت قد أحسنت)). قال: فقلت: قد أحسنت قد أحسنت. قال: فضرب بيده على صدري ثم قال: ((اللهم أذهب عن أبي الشك)). قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا. قال: ثم قال: ((إن الملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف، وقال الآخر: زده. قال: قلت: زدني. فقال اقرأه على حرفين، حتى بلغ سبعة أحرف فقال: اقرأه على سبعة أحرف)).
وقد رواه أبو عبيد وأبو داود
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب، والظاهر أن سليمان بن صرد الخزاعي شاهد على ذلك، والله أعلم.

وروى الإمام أحمد عن سمرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)). إسناد صحيح، ولم يخرجوه.
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة

سبب نزول القرآن على سبعة أحرف
التيسير على الأمة

روى الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)). وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.
وروى ابن جرير: عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
وروى الإمام أحمد: عن أبي أيضا قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)). وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن أبي بن كعب، به وقال: حسن صحيح.
وهكذا رواه الإمام أحمد عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).

دفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) الشك المتوهم من اختلاف الأحرف في نفوس أصحابه
#التأكيد على أن كل حرف منها كاف شاف
روى ابن جرير عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).
وروى أحمد أيضا عن حذيفة- قال: لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم، ولا يرجع عنه. وقال عبد الرحمن: إن في أمتك الضعيف، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه. وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
وروى البخاري، رحمه الله عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)).
#قراءة القرآن عليه مما يعضد معنى الأحرف السبعة
روى ابن جرير أيضا عن أبي أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)). إسناده صحيح.
قال ابن كثير تعليقا : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء لما كان حصل له سورة {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى: {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة} [البينة: 2، 3]، وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه، عليه السلام، من الحديبية على عمر بن الخطاب، وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} [الفتح: 27].
#توضيح فيم تكون اختلافات الأحرف السبعة
روى الإمام أحمد:عن أبي طلحة، قال: "قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((قد أحسنت)). قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا)) ".
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به، وفي لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
وقد روى ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام ابن مسعود، رضي الله عنه، نحو ذلك.
وروى أحمد عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأ على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة)). وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال)). وعن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.


التحذير من المراء فيها
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)). ورواه النسائي أيضا
وروى أبو عبيد: عن أبي جهيم الأنصاري؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلاقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)). وهكذا رواه أبو عبيد على الشك وقد رواه الإمام أحمد على الصواب، فقال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر)). وهذا إسناد صحيح -أيضا- ولم يخرجوه.
ثم قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)). ورواه الإمام أحمد عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه، وفيه: ((فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به)). وهذا -أيضا- حديث جيد.

معنى الأحرف السبعة
اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها فذكر القرطبي أنهم خمسة وعشرون قولا ولخصهم في خمس

القول الأول : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم.
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي
واستدل الطحاوي بحديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".

وروى عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
#السبب في ترك القراءة بالستة الأخر
تنوعت أقوال المفسرين فيه على قولين ..

الأول : إنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ
وهو مروي عن الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر وادعوا أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي

الثاني :أنه إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.ذكره ابن كثير ونقله عن القرطبي أيضا

#دفع شبهة تركهم لقراءة أقرأهم إياها رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
قال ابن كثير :إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.

القول الثاني: أن القرآن نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب،
وهو قول أبو عبيد واختاره ابن عطية ذكره القرطبي عنهما ونقله عنه ابن كثير

قال أبو عبيد: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى،
واستدل أبو عبيد لذلك باستشهاد ابن عباس بالشعر على التفسير :
فروى عنه أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير فروى في قوله: {والليل وما وسق} [الانشقاق: 17]، قال: ما جمع وأنشد:
قد اتسقن لو يجدن سائقا
.
وفي قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14]، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
قال أيضا : كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.كما استدل به عنه ابن عطية أيضا ذكره القرطبي
#لغات العرب التي نزل بها القرآن
قال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز
وروى أبو عبيد عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.

وقال والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
وقال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله، بعد ما أورد طرفا مما تقدم: وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع
قال أبو عبيد
وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود .. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ذكره القرطبي نقله عنه ابن كثير
واستدل له بقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
#رد هذا القول

قال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز

القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
حكاه الباقلاني عن بعض العلماء ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي
#رد هذا القول
وقال ابن جرير
: وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي وابن جرير
قال ابن جرير :
وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وعبدالله بن مسعود من أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة،
وفسرها بقوله والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
#ضعف هذا القول ورده
قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني،
وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها. ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي

المراد بالقراءات السبعة ونفي توهم أنها المقصودة بالأحرف السبعة

قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
#الإجماع على اعتماد القراءات السبعة
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 06:36 AM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

1: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن:
*الأدلة على معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن:
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه
عن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".

*المراد من معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له بالقرآن كل سنة:
مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا.

- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
*القراء من الأنصار:
عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.

فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار ،ويحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض.
وكلهم مشهورون إلا أبا زيد هذا، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث والراجح في اسمه أنه قيس بن السكن بن قيس بن زعواء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

*القراء من المهاجرين:
_أبو بكر الصديق، رضي الله عنه،ويدل على ذلك تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم له في مرضه إماما على المهاجرين والأنصار، مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)) فلولا أنه كان أقرؤهم لكتاب الله لما قدمه عليهم.

_عبد الله بن مسعود :
* ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة ابن مسعود:
عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)) وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود، وكان يعرف بذلك.

*أقوال ابن مسعود الدالة على سعة علمه وقراءته للقرآن:
●عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.

●عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أحسنت)) ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟! فجلده الحد.

● قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

_سالم مولى أبي حذيفة، وكان من السادات النجباء والأئمة الأتقياء وقد قتل يوم اليمامة شهيدا.

_عبد الله بن عباس: يلقب بترجمان القرآن،
عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابن عباس مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنها.

_عبد الله بن عمرو:وقد قال: جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأه في شهر)). وذكر تمام الحديث.
ومنهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.

●عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم.


جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه:
*أمر أبي بكر زيد بن ثابت رضي الله عنهما بجمع القرآن:
عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.

أما العسب فجمع عسيب. قال أبو نصر الجوهري: وهو من السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعف.
واللخاف: جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة، كانوا يكتبون عليها وعلى العسب وغير ذلك

*سبب إشارة عمر بن الخطاب لأبي بكر بجمع القرآن:
لما استحر القتل بالقراء يوم قتال مسيلمة الكذاب وأصحابه من بني حنيفة بأرض اليمامة ،وذلك لما التف هو ومن معه من المرتدين قريب من مائة ألف، فجهز الصديق لقتاله خالد بن الوليد في قريب من ثلاثة عشر ألفا، فالتقوا معهم فانكشف الجيش الإسلامي لكثرة من فيه من الأعراب، فنادى القراء من كبار الصحابة: يا خالد، يقولون: ميزنا من هؤلاء الأعراب فتميزوا منهم، وانفردوا، فكانوا قريبا من ثلاثة آلاف، ثم صدقوا الحملة، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعلوا يتنادون: يا أصحاب سورة البقرة، فلم يزل ذلك دأبهم حتى فتح الله عليهم وولى جيش الكفار فارا، وأتبعتهم السيوف المسلمة في أقفيتهم قتلا وأسرا، وقتل الله مسيلمة، وفرق شمل أصحابه، ثم رجعوا إلى الإسلام، ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خمسمائة، رضي الله عنهم، فلهذا أشار عمر على الصديق بأن يجمع القرآن؛ لئلا يذهب منه شيء بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة بعد ذلك في مواطن القتال، فإذا كتب وحفظ صار ذلك محفوظا.

*أمر أبي بكر عمر بن الخطاب وزيد بالتثبت في كتابة المصحف:
قال أبو بكر لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
ولهذا قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين [التوبة: 128، 129]، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي، فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.

- جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن:
*سبب جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن:
عن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

*سبب تخصيص عثمان هؤلاء الأربعة بجمع القرآن:
أمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.

*توجيه عثمان لهم عند الاختلاف:
قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم،كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.

*موافقة الصحابة عليا في جمعه للقرآن:
ووافقه على ذلك جميع الصحابة،واتفق الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله عنهم، على أن ذلك من مصالح الدين، وهم الخلفاء الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)) حتى قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك،أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.
وعن أبي مجلز قال: لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر.

*ماورد من عدم موافقة ابن مسعود لعلي في جمعه للقرآن:
عن أبي وائل، قال: خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال.يعني: من فضله وعلمه وحفظه، والله أعلم.
وأما أمره بغل المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد.

*ماورد عن رضا عبد الله بن مسعود بجمع عثمان المصاحف بعد ذلك:
عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف -أو حروف- وإن الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد. وهذا الذي استدل به أبو بكر، رحمه الله، على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم.

*المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق:
مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق.

*مصير الصحف التي نسخت منها النسخ:
لما جمعها عثمان، رضي الله عنه في المصحف، ردها إلى حفصة ولم يحرقها في جملة ما حرقه مما سواها، لأنها هي بعينها الذي كتبه، وإنما رتبه، ثم إنه كان قد عاهدها على أن يردها إليها، ثم إن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، وقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب.

*جمع علي رضي الله عنه للقرآن:
روي أن عليا رضي الله عنه، أراد أن يجمع القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبا بحسب نزوله أولا فأولا، عن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم علي ألا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل، فأرسل، إليه أبو بكر، رضي الله عنه، بعد أيام: أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ فقال: لا والله إلا أني أقسمت ألا أرتدي برداء إلا لجمعة. فبايعه ثم رجع. هكذا رواه وفيه انقطاع، ثم قال: لم يذكر المصحف أحد إلا أشعث وهو لين الحديث وإنما رووا حتى أجمع القرآن، يعني أتم حفظه، فإنه يقال للذي يحفظ القرآن: قد جمع القرآن.
قال ابن كثير: وهذا الذي قاله أبو بكر أظهر، والله أعلم، فإن عليا لم ينقل عنه مصحف على ما قيل ولا غير ذلك، ولكن قد توجد مصاحف على الوضع العثماني، يقال: إنها بخط علي، رضي الله عنه، وفي ذلك نظر، فإنه في بعضها: كتبه علي بن أبي طالب، وهذا لحن من الكلام ؛ وعلي، رضي الله عنه، من أبعد الناس عن ذلك فإنه كما هو المشهور عنه هو أول من وضع علم النحو.

_تأليف القرآن وترتيبه:
● المراد من التأليف هاهنا ترتيب سوره.
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.

ففهم من هذا الحديث أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
*حكم قراءة السور مرتبة:
أما ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان، رضي الله عنه، والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ، عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و{هل أتاك حديث الغاشية}، فإن فرق جاز، كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بقاف و{اقتربت الساعة}، وعن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.
وإن قدم بعض السور على بعض جاز أيضا فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم. وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.

وأما ما روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا،وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور.

- نقط المصحف وشكله وتقسيمه :
فأما نقط المصحف وشكله، فيقال: إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر والله أعلم.

وأما تعشير المصحف فإنه ينسب إلى الحجاج وقيل: بل أول من فعله المأمون، وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا.
وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.
ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا، فأمر بمحوها وقال: قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه. قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

(واعتذر عن تلوين النص فأنا أستخدم الهاتف المحمول)

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 12:44 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

جمع القرآن وكتابة المصاحف:
- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن .
1/ عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، مرتين في العام الذي قبض فيه.
عن فاطمة، رضي الله عنها: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.
2/جود النبي صلى الله عليه وسلم عادة وجوده في رمضان خاصة.
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"
ــ قال بن كثير:" هذا الحديث متفق عليه وفيه حكم وفوائد تقدم الحديث عنها"
3/ اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: "كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
ـــ قال بن كثير:" المراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى:
1/ليبقى ما بقى.
2/ ويذهب ما نسخ، توكيدا أو استثباتًا وحفظًا.
وفُهِم من معارضته في السنة الأخيرة مرتين اقتراب أجله.
وعلى العرضة الأخيرة جمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصحف.
لطيفة:
ــ قال بن كثير (خصّ رمضان من بين الشهور لأن ابتداء نزول القرآن كان فيه، ولهذا يستحب قراءة القرآن وتكراره فيه، وكثرة اجتهاد الأئمة في تلاوة القرآن).

- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
1/ الصحابة الذين أوصى النبيبالأخذ منهم
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم. رواه البخاري
ــ قال بن كثير: (فهؤلاء الأربعة اثنان من المهاجرين الأولين عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وقد كان سالم هذا من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. واثنان من الأنصار معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران، رضي الله عنهم أجمعين).
2/ فضل عبد الله بن مسعود وعلمه
شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.
قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
ـــ قال بن كثير (وهذا كله حق وصدق، وهو من إخبار الرجل بما يعلم من نفسه مما قد يجهله غيره، فذلك جائز للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55]، ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقرئوا القرآن من أربعة))، فبدأ به. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))
ــ قال بن كثير(وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود، وكان يعرف بذلك)
3/ التحذير من الاجتراء على كتاب الله
عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أحسنت)) ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟! فجلده الحد.

- جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
1/ الصحابة الذين جمعوا القرآن
عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. ورواه مسلم من حديث همام.
عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
ــ قال بن كثير (فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار، فمن المهاجرين جماعة كانوا يجمعون القرآن كالصديق، وابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم.
2/السبب من جمع أبي بكر القرآن
عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة-فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
ـــ قال بن كثير (وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق، رضي الله عنه، فإنه أقامه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحد بعده)
3/طريقة جمع القرآن
كلف أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت بجمع القرآن، فقال لهما ( من جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه)
لهذا قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين [التوبة: 128، 129]، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها، وقال: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال".
4/ عظم الأمانة ووجوب تبليغها
قال الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة:
ــ قال بن كثير(ومنهم من لم يكن يحسن الكتابة أو يثق بحفظه، فكان يحفظه، فتلقاه زيد بن ثابت من هذا من عسيبه، ومن هذا من لخافه، ومن صدر هذا، أي من حفظه، وكانوا أحرص شيء على أداء الأمانات وهذا من أعظم الأمانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إلى من بعده)

- عثمان رضي الله عنه وجمعه للقرآن
1/ سبب جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.....)
2/ طريقة جمع القرآن في عهد عثمان ـرضي الله عنه ـ
(......فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
ــ قال بن كثير (وهذا -أيضا- من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شيء وهو جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة، وإنما روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق حتى قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا. فاتفق الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله عنهم، على أن ذلك من مصالح الدين.)
- تأليف القرآن وترتيبه
1/ ترتيب الآيات والسور
ــ قال بن كثير (كان عثمان -والله أعلم-رتب السور في المصحف، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين)
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
ــ قال بن كثير (ففهم من هذا الحديث أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه؛ ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا. وأما ترتيب السور فمستحب اقتداء بعثمان)

عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} [القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.
_ قال بن كثير(وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت، يدل على أنه لو قدم بعض السور أو أخر، كما دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران)
2/استحباب قراءة القرآن متواليا
ــ قال بن كثير (الأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ، عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و{هل أتاك حديث الغاشية}، فإن فرق جاز، كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بقاف و{اقتربت الساعة}، رواه مسلم عن أبي واقد في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و{هل أتى على الإنسان} )
3/طريقة تحزيب الصحابة للقرآن:
عن أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)). قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.
ورواه أبو داود وابن ماجة من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي به وهذا إسناد حسن.

- نقط المصحف وشكله وتقسيمه
1/ نقط المصحف وشكله
يقال أول من أمر به عبد الملك بن مروان، وأمر الحجاج الحسن البصري ويحي بن يعمر ففعلا ذلك. ويقال أو من نقطه أبو الأسود الدؤلي.
2/ ما قيل في صبغه بالألوان وتعداد آياته
قال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 02:44 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

تلخيص مقصد نزول القرءان على سبعة أحرف:
نزول القرآن على سبعة أحرف

المسألة الأولى: الدليل على أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف
1- ما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
2- ما رواه القاسم بن سلام من حديث أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم"، وقال الآخر: أليس تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم"، فقال: إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف.
وورد مثله عن أبي بكرة، وأبي هريرة، وأم أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري، وعن أبي جهيم، وابن مسعود رضي الله عنهم جميعا.
3- روى البخاري، رحمه اللهبسنده عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك أنزلت"، ثم قال: "اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه".

المسألة الثانية: موارد الأحرف السبعة
قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدًا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
وفي حديث أبي وأبي بكرة: "أن لا تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة.
وفي رواية: " كقولك: هلم وتعال"

المسألة الثالثة: سبب تعدد أحرف القرآن الكريم:
هو طلب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد بن حنبل والإمام مسلم بسنده عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرآ"، فقرآ، فقال: "أصبتما"، فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال كبر عليَّ ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني؛ ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرَقا فقال: "يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةٍ مسألة تسألنيها. قال: "قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام".
المسألة الرابعة: مقصد الشريعة من تعدد أحرف القرآن الكريم:
هو التخفيف والتيسير.
روى ابن جرير عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف".
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: "إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف"
المسألة الخامسة: حكم القراءة بأي حرف من أحرف القرآن الكريم:
رواية ابن جرير عن أبي رضي الله عنه فيها قول جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا".
المسألة السادسة: الخلاف في كون الأحرف القرآنية سبعة:
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزل القرآن على ثلاثة أحرف".
قال أبو عبيد:ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.


المسألة السابعة: تصحيح مفهوم الأحرف السبعة:
قال أبو عبيد: "ليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقةفي جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى".
المسألة الثامنة: لغات الأحرف السبعة:
قال أبوعبيد: وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن، والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة.رواه قتادة عن ابن عباس، ولكن لم يلقه.
المسألة التاسعة: أمثلة على كون الأحرف السبعة جاءت على وفق لغات العرب:
روى أبو عبيد عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر، أي يستشهد به على التفسير، كما ورد عنه في قوله تعالى: "والليل وما وسق" قال:ما جمع، وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
وفي قوله تعالى: "فإذا هم بالساهرة"، قال: الأرض، وقال: قال أمية بن أبي الصلت:عندهم لحم بحر ولحم ساهرة. وكذلك ما جاء عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما "فاطر السماوات والأرض" حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها. إسناد جيد أيضا.
المسألة العاشرة: سبب جمع عثمان القرآن على حرف واحد من الأحرف السبعة:
حاصل كلام الطبري في المسألة: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم= جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.
المسألة الحادية عشرة: الرد على أن ما فعله عثمان يعدُّ تركا لما نزل به القرآن:
قال ابن جرير: فإن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهُموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.
المسألة الثانية عشرة: كيف تكون الأحرف السبعة قد اندرست مع وجود التنوع في القراءات؟:
قال ابن جرير: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة= فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف"بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.

معنى الأحرف السبعة
المسألة الأولى: أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة:
وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة منها هي حاصل ما ذكره القرطبي رحمه الله في تفسيره:
القول الأول:وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي، أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكلٌّ شاف كاف إلا أن تخلط آيةَ رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم"يقرؤها: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: "كلما أضاء لهم مشوا فيه"يقرؤها:"مرُّوا فيه" "سعَوا فيه"
وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.


القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.
ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية.

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.


القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: "ويضيقُ صدري" و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: "فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا" و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: "ننشزها" و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل: "كالعهن المنفوش"، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: "وطلح منضود" و "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: "وجاءت سكرة الموت بالحق" أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقال الباقلاني: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.

المسألة الثانية: العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
المسألة الثالثة: عدم حصول الاختلاف بسبب القراءات السبعة بخلاف ما حصل بسبب الأحرف السبعة:
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده.

المسألة الرابعة: تلقي الأمة للقراءات المتنوعة بالقبول:
قال القرطبي: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25 جمادى الأولى 1438هـ/21-02-2017م, 08:44 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير.

نزول القرآن على سبعة أحرف:
تلخيص معنى الأحرف السبعة:
1- اختلاف العلماء في معنى الحروف السبعة:
وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال: قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال المشهورة.
2- قول بن كثير في أقوال العلماء:
قال بن كثير سردها القرطبي وحاصلها ما أنا مورده ملخصا
3- القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
4- أمثلة على القول الأول:
نحو:أقبل وتعال وهلم.
5- قول الطحاوي في القول الأول:
قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
6- أمثلة على الأحرف السبعة بحسب القول الأول:
روى عن ورقاء عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا" وكان يقرأ: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) "مروا فيه" و "سعوا فيه".
7- رأي الطحاوي في سبب نزول القرآن على سبعة أحرف بحسب القول الأول:
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
8- رأي بن كثير في قول الطحاوي:
قد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ لعدة أسباب وهي:
بزوال العذر
تيسير الحفظ
كثرة الضبط
تعلم الكتابة
9- قول بن كثير في توحيد القراءة بلغة قريش:
قلت: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المؤدية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.
10- أمثلة من أعمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.
11- القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات
12- أمثلة على القول الثاني:
كما في قوله: (وعبد الطاغوت) و قوله (يرتع ويلعب).
13- قول القرطبي في القول الثاني:
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى (قرآنا عربيا) ولم يقل: قرشيا.
14- قول القرطبي في عربية القرآن:
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى (فاطر السماوات والأرض) حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
15- القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
16- القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء.
17- أمثلة على القول الرابع:
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل (ويضيقُ صدري) و "يضيقَ" ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل) فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل (ننشزها) و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل(كالعهن المنفوش) أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل (وطلح منضود) "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق) أو "سكرة الحق بالموت" أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
18- القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
19- قول القرطبي فى معنى الأحرف السبعة أنها هي القراءات السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن التأخير
الإجابة في صفحة الاختبارات على الرابط التالي:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...0&postcount=77


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 10:30 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

تلخيص مقاصد نزول القرآن على سبعة أحرف: (أعتذر عن التأخير)
1- الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف.
2- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
3- حكم المراء في الأحرف السبعة.
4- جواب أبي عبيد على ما روي من نزوله على ثلاثة أحرف.
5- اللغات التي نزلت بها الحرف السبعة.
6- قول ابن جرير الطبري من أنها نزلت على بعض لغات العرب.
7- أقوال خمسة في المراد بالأحرف السبعة.
8- قول آخر وتعليق القرطبي عليه.



خلاصة مقاصد نزول القرآن على سبعة أحرف:
1- الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف.

وردت فيه أدلة كثيرة، منها:
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
رواه الشيخان، ورواه ابن جرير بسنده عن الزهري، قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
وعن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

2- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
تخفيفا على الأمة، وردت في ذلك أحاديث، منها:
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).
عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).
3- حكم المراء في الأحرف السبعة.
يحرم ذلك، فعن أبي جهيم الأنصاري؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلاقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)).
وعن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)).
4- جواب أبي عبيد على ما روي من نزوله على ثلاثة أحرف.
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، بسنده عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.
5- اللغات التي نزلت بها الأحرف السبعة.
معنى الأحرف السبعة أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى وهكذا إلى السبعة، وبعض الأحياء أكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث كثيرة.
وعن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن. قاله أبو عبيد.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة.
6- قول ابن جرير الطبري من أنها نزلت على بعض لغات العرب.
ذكر ابن جرير الطبري أن القرآن نزل على بعض لغات العرب دون جميعها، لأن لغات العرب قطعا أكثر من سبع، واستدل بأن سلف الأمة وخيار الأئمة أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه، فروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة، كما تقدم في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة.
قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
وحاصل قوله: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وأجمعت الأمة على ذلك، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها. وإنما جاز لهم ذلك: لأن الأمر بالقراءة على الأحرف السبعة أمر إباحة ورخصة، لا أمر فرض وإيجاب.

7- أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة.
ورد في معناها عدة أقوال، أوصلها بعض الأئمة إلى خمس وثلاثين قولا، أوردها القرطبي ولخصها ابن كثير، فذكر خمسة أقوال في معناها:
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم.
وأورد الطحاوي حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل". وهو قول أكثر أهل العلم.
وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12]. ذهب إليه أبو عبيد واختاره ابن عطية.
واستدلوا بأن قول عثمان: نزل بلغة قريش، أي: معظمها وليس جميعها، فإن نزل بلسان العرب، وفيه تحقيق الهمزات، وهذا ليس من لغة قريش.
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح.
القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1- ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و "يضيقَ".
2- ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} و "باعَد بين أسفارنا".
3- قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} و"ننشرها".
4- بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو "كالصوف المنفوش".
5- باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود".
6- بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} أو "سكرة الحق بالموت".
7- بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". وقد حكاه الباقلاني عن بعض العلماء.
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.

8- قول آخر وتعليق القرطبي عليه.
ذكر كثير من العلماء كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: أن هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
قال القرطبي: قد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده.
وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 07:19 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

-الأدلىة على تنزل القرآن بالأحرف السبعة:

* حدثنا سعيد بن عفير عن عبد الله بن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
ثم قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
*عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).

-الأسباب التي من أجلها أنزل القرآن بالأوجه السبعة:
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)). وقال: حسن صحيح.

-شك أبي في الأحرف السبعة:
وهكذا رواه أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب به، ورواه أبو عبيد عن يزيد بن هارون، عن العوام، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد، عن أبي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلين، فذكره.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن فلان العبدي -قال ابن جرير: ذهب عني اسمه- عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب قال: رحت إلى المسجد، فسمعت رجلا يقرأ فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا. قال: فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال: قلت: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: ((وأنت قد أحسنت)). قال: فقلت: قد أحسنت قد أحسنت. قال: فضرب بيده على صدري ثم قال: ((اللهم أذهب عن أبي الشك)). قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا. قال: ثم قال: ((إن الملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف، وقال الآخر: زده. قال: قلت: زدني. فقال اقرأه على حرفين، حتى بلغ سبعة أحرف فقال: اقرأه على سبعة أحرف)).

-مثال على الأوجه السبعة:
*حديث آخر عن أبي بكرة: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأ على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة)). وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال.)).

*حديث آخر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). ثم رواه عن أبي كريب عن المحاربي، عن ضمرة بن حبيب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه. والله أعلم.

حكم المراء في القرآن:
حديث آخر عن أبي جهيم: أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلاقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)).
-الأحرف السبعة هي لغات العرب

*قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
*قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال: وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
*قال أبو عبيد: والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف

-أمثلة على تفسير القرآن بالشعر العربي.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة رواه قتادة عن ابن عباس، ولكن لم يلقه.-
قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير. حدثنا هشيم عن أبي بشر، عن سعيد أو مجاهد، عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} [الانشقاق: 17]، قال: ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
حدثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14]، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة.
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها. إسناد جيد أيضا.

-سبب جمع أمير المؤنين عثمان بن عفان رضي الله عنه النا على حرف واحد:
ثم بسط القول في هذا بما حاصله: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.

-حكم ترك القراءة بالأوجه السبع:
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين. إلى أن قال: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.

-موقف عمر بن الخطاب ممن قرأ بحرف له قبل أن يتعلمها:
قال: "قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((قد أحسنت)). قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا)) ".

-معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها:
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين، ونحن نذكر منها خمسة أقوال:
-القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وروى عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}[البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
-سبب نزول القرآن على سبعة أوجه حسب الإمام الطحاوي
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.

-سبب جمع عثمان بن عفان الأمة على قراءة واحدة بحرف واحد:
قلت: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.

-اجتهادات عمر بن خطاب الفقهية:
كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.

-القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.

-القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.

-القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء،
1/منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل:{ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ".
2/ ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا".
3/وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" .
4/أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش".
5/أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود".
6/أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت".
7/أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

-القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.

فصل
-الفرق بين الأوجه السبعة و القراءات السبع:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 08:04 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

لم أستطع استعمال الألوان و آسفة على التأخير

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 09:49 AM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجلس السادس
2: نزول القرآن على سبعة أحرف
المقصد الكلي الأول: نزول القرآن على سبعة أحرف:
المقصد الفرعي الأول: إثبات أن القرآن أُنزل على سبعة أحرف بالأحاديث المتواترة:
- عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف). رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، وقد رواه أيضاً في بدء الخلق.
- رواه أيضاً مسلم بسنده عن الزهري بنحوه.
- قال الإمام ابن كثير: وهذا مبسوط في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام بسنده عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن أُبَيِّ بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: (نعم)، وقال الآخر: أليس تقرِئُني آية كذا وكذا؟ قال: (نعم)، فقال: (إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائل: استزده، حتى بلغ ستة أحرف، وكل حرف شافٍ كافٍ).
- رواه أيضاً النسائي بسنده عن حميد الطويل به.
- وكذا رواه ابن أبي عدي ومحمود بن ميمون الزعفراني ويحيى بن أيوب كلهم عن حميد به.
- ورواه ابن جرير عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُنزل القرآن على سبعة أحرف)، فأدخل بينهما عبادة بن الصامت.
- عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعاً، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرآ)، فقرآ، فقال: (أصبتما)، فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر عليَّ ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقاً، فقال: (يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأ على سبعة أحرف، ولك بكل ردةٍ مسألةٌ تسألنيها. قال: (قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام). رواه الإمام احمد بن حنبل.
- وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.
- عن أُبَيِّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال: اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأ على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة، كلها شافٍ كافٍ). رواه ابن جرير.
- عن أُبَيِّ بن كعب قال: سمعت رجلاً يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: (اقرأ)، فقرأ، فقال: (أحسنت)، ثم قال للآخر: (اقرأ)، فقرأ، فقال: (أحسنت)، فقال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمرَّ وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري، ثم قال: (اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أُبي، أتاني آتٍ من ربي، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال مثل ذلك، وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردَّة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اللهم اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة). رواه ابن جرير، وقال ابن كثير: إسناده صحيح.
- عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته؛ فإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، قال: أسأل الله مغفرته ومعافاته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا). رواه ابن جرير.
- وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به.
- في لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أُبي، إني قرأت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ إن قلت: سميعاً عليماً، عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب).
- روى ثابت بن قاسم نحواً من هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه نحو ذلك.
- عن عاصم عن زر عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: (إني بُعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف). رواه الإمام أحمد.
- أخرجه الترمذي من حديث عاصم عن زر عن أبي به، وقال: حسن صحيح.
- رواه أبو عبيد بسنده عن عاصم عن زر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي جبريل عند أحجار المراء فذكر الحديث.
- رواه الإمام أحمد بسنده عن عاصم عن زر عن حذيفة فذكر نحوه.
- عن ربعي بن حراش: حدثني من لم يكذبني – يعني حذيفة – قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: (إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم، ولا يرجع عنه). رواه الإمام أحمد، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
- وذكر حديثاً في معناه عن سيمان بن صرد، رواه ابن جرير. ورواه النسائي في اليوم والليلة، ورواه أحمد بن منيع وأبو عبيد كذلك كلٌ بإسناده عن سليمان بن صرد.
- وذكر ابن كثير كذلك قصة أبي المتقدمة عن سليمان بن صرد عن أبي، رواه ابن جرير وأبو عبيد وأبو داود كلٌ بإسناده عنه، ثم قال ابن كثير: فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب، والظاهر أن سليمان بن صُرد الخزاعي شاهد على ذلك، والله أعلم.
- عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ على حرف واحد، فقال ميكائيل استزده، قال اقرأ على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة). رواه الإمام أحمد.
- وهكذا رواه ابن جرير بسنده عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: (هلم وتعال).
- عن الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف). رواه الإمام أحمد، قال ابن كثير: إسناد صحيح ولم يخرجوه.
- عن أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة – لا أعلمه إلا عن أبي هريرة – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر – ثلاث مرات – فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوا إلى عالمه). رواه الإمام أحمد.
- رواه النسائي عن قتيبة عن أنس بن عياض به.
- عن أم أيوب الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)، رواه الإمام أحمد، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
- عن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا فيه؛ فإن مراء في القرآن كفر). رواه الإمام أحمد بسنده عن بسر عن أبي جهيم، ورواه أبو عبيد على الشك في رواته، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح أيضاً ولم يخرجوه.
- عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن رجلاً قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو – يعني ابن العاص – إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر). رواه أبو عبيد.
- ورواه الإمام أحمد بإسناده عن أبي قيس فذكر نحوه وفيه: (فإن المراء فيه كفر، أو إنه الكفر به). قال ابن كثير: وهذا أيضاً حديث جيد.
- عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كلٌ من عند ربنا). رواه ابن جرير، ثم رواه بطريق آخر عن ابن مسعود من كلامه، قال ابن كثير: وهو أشبه، والله أعلم.
- عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرسله، اقرأ يا هشام)، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك أنزلت)، ثم قال: (اقرأ يا عمر)، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه). رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن.
- وقد رواه الإمام أحمد والبخاري – أيضاً – ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من طرق عن الزهري.
- ورواه الإمام أحمد بسنده عن الزهر عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاري عن عمر، فذكر الحديث بنحوه.
- عن حرب بن ثابت، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال: قرأ رجل عند عمر فغيَّر عليه، فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي، قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: (أحسنت)، قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يُجعل عذابٌ مغفرةً، أو مغفرةٌ عذاباً). رواه الإمام أحمد، قال ابن كثير: وهذا إسناد حسن، وحرب بن ثابت هذا يكنى بأبي ثابت، لا نعرف أحداً جرحه.
- قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة.
المقصد الفرعي الثاني: ذكر رواية شاذة في الباب:
- عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل القرآن على ثلاثة أحرف).
- قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.
المقصد الكلي الثاني: معنى الأحرف السبعة:
المقصد الفرعي الأول: ذكر أقوال أهل العلم في المراد بالأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن:
- قال أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي المالكي في مقدمة تفسيره: وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً، نذكر منها خمسة أقوال:
- قال ابن كثير: حاصلها ما أنا مورده ملخصاً:
المسألة الأولى: قول أكثر أهل العلم:
- المراد بالأحرف السبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلمَّ.
- ممن اختار هذا القول سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
- من أبين أدلة هذا القول – كما ذكر الطحاوي – حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: (جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل استزده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجِّل).
- مما يستدل به أصحاب هذا القول – أيضاً – ما رواه الطحاوي بسنده عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: ((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم)) "للذين آمنوا امهلونا"، "للذين آمنوا أخرونا"، "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: ((كلما أضاء لهم مشوا فيه)) "مروا فيه"، "سعوا فيه".
المسألة الثانية: قول أبي عبيد القاسم بن سلام وجماعة:
- المراد بالأحرف السبعة أن القرآن نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أوجه ولكن يكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة.
- بعض أحياء العرب أسعد بها وأكثر حظاً فيها من بعض.
- عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن، رواه أبو عبيد، وقال: والعجز هم بنوا أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن، وبنو دارم وهم سفلى تميم، قال ابن جرير: واللغتان الأخريان قريش وخزاعة.
- ممن اختار هذا القول: ابن عطية والقاضي الباقلاني.
- استدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى: (قرآناً عربياً)، قال الباقلاني: "واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولاً واحداً – حجازها ويمنها –" ،ولا يرد عليه قول عثمان – رضي الله عنه – إنه نزل بلسان قريش؛ فإن المراد معظمه، ولذا قال ابن عبد البر: "لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشاً لا تهمز".
- ومما يستدل به أصحاب هذا القول أيضاً: ما ورد عن ابن عباس أنه كان يُسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر، رواه أبو عبيد، وقال: يعني أنه كان يتشهد به في التفسير. ثم روى ما يشهد لذلك من أمثلة منها: أن ابن عباس قال في قوله تعالى: (والليل وما وسق): "ما جمع، وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقاً"، وقال في قوله تعالى: (فإذا هم بالساهرة): الأرض، قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة، وأنه قال: كنت لا أدري ما (فاطر السموات والأرض) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها.
المسألة الثالثة: الجواب على هذا القول:
- قال ابن جرير مجيباً على هذا القول: صح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع، إذ كان معلوماً أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه.
المسألة الرابعة: قول ثالث:
- المراد أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر خاصة على اختلاف قبائلها.
- قال عثمان رضي الله عنه: "إن القرآن نزل بلغة قريش"، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، وللحديث الوارد في سنن ابن ماجه.
المسألة الخامسة: قول رابع:
- المراد وجوه القراءات؛ فهي ترجع إلى سبعة أشياء.
- وجوه القراءات السبعة:
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه، مثل: (ويضيقُ صدري) "ويضيقَ".
ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه، مثل: (فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) و "باعَد بين أسفارنا".
ومنها ما يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: (ننشزها)، و(ننشرها).
أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل (كالعهن المنفوش) أو "كالصوف المنفوش".
أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: (وطلح منضود) "وطلع منضود".
أو بالتقدم والتأخر، مثل: (وجاءت سكرة الموت بالحق)، "وجاءت سكرة الحق بالموت".
أو بالزيادة مثل: "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين"، "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
المسألة السادسة: الجواب على هذا القول:
- قال ابن جرير: أما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقرأ على سبعة أحرف بمعزل)، لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر.
المسألة السابعة: قول خامس:
- المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن، وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
المسألة الثامنة: الجواب على هذا القول:
- قال ابن عطية: "وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفاً.
- الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حرام ولا تغيير شيء من المعاني.
- قال الباقلاني: وليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها.
المسألة التاسعة: بيان رجحان القول الأول، وتوجيه دلائل الأقوال الأخرى:
- ذكر ابن جرير رجحان ما اختاره على الأقوال الأخرى، معللاً ذلك بأن ما ورد من أقوال السلف في المراد بالأحرف السبعة - مما يخالف اختياره- لم يكن إيرادهم إياها في معرض تأويل الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة، إنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه.
- وقال ابن جرير: "الأبواب السبعة من الجنة التي نزل منها القرآن هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها التهي استوجب الجنة"، وليست تفسيراً للأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن.
المقصد الفرعي الثاني: بيان كون الأحرف السبعة رخصة:
- ذكر ابن جرير: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف.
- قال أبو عمر ابن عبد البر: "كان ذلك رخصة في أول الأمر".
مسألة: الحكمة في رخصة الأحرف السبعة:
- رُخص في الأحرف السبعة تخفيفاً على الأمة؛ لأن فيهم الشيخ العاتي والعجوز الكبيرة والغلام.
- قال الطحاوي: "إنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش".
المقصد الفرعي الثالث: بيان رفع رخصة الأحرف السبعة:
- جمع عثمان بن عفان - رضي الله عنه – الناس على قراءة واحدة، على حرف واحد.
- رتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره – عليه الصلاة والسلام -.
- عزم عثمان بن عفان على الناس ألا يقرؤوا بغير المصاحف الأئمة، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة.
- فدرست تلك الأحرف الستة التي عزم عثمان على الناس في تركها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها؛ لدثورها وعفو آثارها.
المسألة الأولى: الحكمة في رفع رخصة الأحرف السبعة:
- جمع عثمان الناس على مصحف إمام بحرف واحد، ورفع رخصة الأحرف السبعة لِما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضاً.
- استوثقت الأمة لعثمان بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظراً منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها.
المسألة الثانية: الجواب عن شبهة حول شرعية رفع الأحرف السبعة:
- إن قيل: كيف جاز للناس ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟
- فالجواب: أن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة.
- القراءة بهذه الأحرف لو كانت فرضاً عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيّرين.
- إنما كان الذي جمعهم على حرف واحد أمير المؤمنين عثمان بن عفان أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم.
- أن فعل عثمان هو العزم عليهم ألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، وهذا من جنس إلزام عمر بن خطاب الناس بالطلاق الثلاث وإمضاؤه عليهم لما تتابعوا فيه.
المقصد الفرعي الرابع: الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات:
- قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصاحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
- وقال القرطبي: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الاجتماع على الصواب، وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 05:18 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير

أولا: تلخيصات جمع القرآن وكتابة المصاحف


أحسنتم بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
وأثني على اجتهادكم كون هذا المجلس أول تجربة في تلخيص المقاصد، زادكم الله من فضله.
سنضع بإذن الله بعض الملاحظات العامّة على التطبيقات، للاستفادة منها في طريقة تلخيص المقاصد، وللتعرّف على مواطن القوّة والضعف -إن وجدت- في التلخيصات المقدّمة، وأرجو أن يستغنى بها عن تكرار الملاحظات في كل تقويم.
مع الانتباه جيدا إلى أن تلخيص المقاصد فيه سعة من حيث تسمية المسائل وتصنيفها وطريقة عرضها، فليست هناك طريقة واحدة ملزمة، بل أي صورة استوفت معايير التلخيص العلمي فهو مقبول.

أولا: تجب العناية جيدا بتصنيف المسائل، فلا تجعل مسألة مثل "الجمع العثماني" مكافئة لمسألة "استحباب مدارسة القرآن في شهر رمضان"، فالأولى مسألة رئيسة وهي تعتبر أحد مقاصد الباب، أما المسألة الثانية فهي مسألة متفرّعة عن مسألة معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل بالقرآن في رمضان، لذلك نجد أن جميع المسائل التابعة لهذا المقصد -أي جمع القرآن وكتابة المصاحف- يمكن جمعها تحت خمس مسائل رئيسة تندرج تحتها عدد من المسائل المتعلّقة بها، هذه المسائل الرئيسة هي:
1. جمع القرآن في العهد النبوي.
2. جمع القرآن في عهد أبي بكر.
3. جمع القرآن في عهد عثمان.
4: تأليف القرآن وترتيبه.
5: نقط المصحف وتقسيمه.
ثانيا: لا بأس من استعمال عبارات المؤلّف، لكن تكون العبارات مركّزة مختصرة، حتى لا يصير التلخيص عبارة عن الكتاب معنونة فقراته، فيخرج عن وصف التلخيص، أو يجتهد الطالب في التعبير بأسلوبه.
ثالثا: لابد أن يدقّق في الدليل الذي يذكره ابن كثير ماذا يريد منه تحديدا، لأنه قد تساق أدلّة تكون في ظاهرها متّجهة لمسألة معيّنة وهي في الأصل سيقت للاستدلال لمسألة أخرى، فلابد عند استخلاص الغرض من سوق الدليل أن ينظر في مناسبته للموضوع الأصلي، ومن هذه الأدلة:
- أثر "عليّ أقضانا وأبيّ أقرؤنا"، فهذا الأثر في فضل أبيّ رضي الله عنه.
- أثر عائشة والسائل العراقي، فليس الهدف الكلام عن مواصفات الكفن والتعنّت في السؤال -وإن كانت تصلح هذه المسائل كفوائد استطرادية- ولكن المسألة الأصل منها حكم مخالفة ترتيب الآيات والسور، فهذا الذي يجب أن يكون عليه تركيز الطالب أثناء تلخيص المقاصد.
- الكلام عن تعدّد الأناجيل والكتب التوراتية لبيان معنى اختلاف اليهود والنصارى في كلام حذيفة بن اليمان، ومن ثمّ بيان فائدة جمع عثمان وتوحيد الأمة على مصحف واحد.
رابعا: وهو متفرّع عن الفقرة السابقة، وهو إحسان تسمية المسألة بما يناسب محتواها.
خامسا: ينتبه جيدا لترتيب المسائل، وكما اتّفقنا من قبل قد نجد موضعا لمسألة في التلخيص أفضل من موضعها في الكتاب الأصلي فتلحق به، ومنه مسألة كتابة عثمان للمصحف على العرضة الأخيرة في أول فصل، فإن الأولى إلحاقها بالجمع العثماني.
سادسا: يراعى اختصار أسانيد الأحاديث والآثار في التلخيص كما تعوّدنا في ملخّصات التفسير.
سابعا: يراعى الاقتصار على موضع الشاهد من الحديث أو الأثر حال إن كان طويلا جدا وبه تفصيلات يمكن اختصارها، ومن ذلك مثلا الأثر الوارد في تفاصيل ما حصل للجيش المسلم في موقعة اليمامة ومقتل خمسمائة من القرّاء ونحوه، فلو اختصر ذكر هذه الأحداث واكتفي بما يرتبط بالمسألة محلّ التلخيص.
ثامنا: لا يكتفى بسوق الأثر الطويل عن تفصيل مسائله المتّصلة بالمقصد الذي نلخّصه، بل تستخرج مسائله حتى يضبطها الطالب جيدا، فمثلا أثر زيد بن ثابت في جمع أبي بكر
رضي الله عنهما وتكليفه بالجمع فيه مسائل كثيرة، لكن بعض الطلاب اكتفى بوضعه دون تعليق، ومثله أثر جمع عثمان، ومن أحسن من استخلص هذه المسائل وما في مثلها الطالبة "مها محمد" وفقها الله.

معايير التقويم:
روعي تقويم التلخيصات وفق المعايير المعروفة للتلخيص وهي:
1: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس)
2: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا)
3: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها)
4: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم)
5: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه)


أفضل التلخيصات: مها محمد (
#10)
مع بعض الملاحظات اليسيرة توضّح في التقويم إن شاء الله.

التقويم:
1: مروة كامل ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأرجو مراجعة الإرشادات السابقة.
- لم تلخّصي الجمع العثماني، وعليه جزء كبير من الدرجة.

- المراد بتأليف القرآن عموما هو ترتيب آياته في السورة الواحدة، وترتيب السور في المصحف، أما ما قصده ابن كثير بأنه ترتيب سوره فالترتيب المذكور في أثر عائشة رضي الله عنها والذي كان يسأل عنه العراقي.

2: هدى محمد صبري ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأرجو مراجعة الإرشادات السابقة.
- أكثر ملاحظة على التلخيص هي الاختصار والإجمال لأنك تكتفين بذكر الأثر دون تفصيل مسائله فأدّى ذلك لغياب مسائل كثيرة مهمّة، كما يفوتك الاستدلال لبعض المسائل، وأرجو أن يفيدك تلخيص الطالبة مها محمد، بارك الله فيها.

3: منال أنور محمد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على أسلوبك في التلخيص وترتيبك.
- أوصيك بمراجعة الإرشادات أعلاه.

- استدلّي أولا على المعارضة ثم بيّني سبب تكرارها مرتين في آخر رمضان.
- طالما تكلمت عن قراء الصحابة فالأولى إفراد عنوان لجمع أبي بكر بدلا من "الجمع قبل خلافة عثمان" لأن الكلام على من جمع القرآن من الصحابة تابع لما يتعلّق بالجمع في العهد النبوي.
- العسب واللخاف ليست مسألة استطرادية لكن هو تفسير وشرح لألفاظ الآثار الواردة، وأشكر لك جدا اجتهادك في التفريق بين العماد والاستطراد.
- فاتتك مسألة "مصير مصحف أبي بكر".
- فاتك الكلام عن موقف الصحابة من جمع عثمان وعدد المصاحف التي أنفذها إلى الآفاق.
- يوجد خطأ كتابي وهو في " يقرأ القرآن منقوصا" والصحيح: "منكوسا" التنكيس هنا أي معكوسا من آخر السورة لأولها.

4: مها محمد أ+
تلخيصك أفضل تلخيص بارك الله فيك ونفع بك.
لكن الملاحظ عليه هو تصنيف المسائل، وهو ما تكلمنا عنه في الإرشادات العامّة.
- الخلاف في حكم ترتيب السور متوجّه للرسم فقط، ولم يحصل خلاف في صحّة مخالفة الترتيب حال القراءة في الصلاة وخارجها لتوافر الأدلّة على صحة ذلك، وترتيب السور في المصحف وإن كان فيه خلاف في توقيفه إلا أنه قد انعقد الإجماع عليه فلا يجوز مخالفة المصحف العثماني عند الرسم.

5: فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- نفس الملحوظة السابقة في تصنيف المسائل.
- المسألة 24 (حكم كتابة المصحف على غير الترتيب العثماني) ، وفرق بين المخالفة في القراءة والمخالفة في الرسم وينظر تصحيح مها.

6: بيان الضعيان ب+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- سمي "جمع أبي بكر"، طالما فصلت ما يتعلق بجمع الصحابة في العهد النبوي، وليس شرطا الالتزام بمسمّيات فصول المقدمة.
- فاتتك مسائل مثل موقف الصحابة من جمع أبي بكر ومصير مصحف أبي بكر.
- تصحيح: (موافقة الصحابة عليا في جمع القرآن) = موافقة الصحابة عثمان .
- اختصرتِ في مقصد تأليف القرآن وكتابة المصاحف.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

7: إشراقة جيلي محمد ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتتك مسألة "من جمع القرآن من غير الأربعة الأنصار"
- يلاحظ جمعك لعدة مسائل في مسألة واحدة مثل الفقرة الأخيرة في طريقة جمع القرآن في عهد عثمان.
- خصمت نصف درجة على التأخير.



نفع الله بكم وجعلكم مباركين أينما كنتم


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م, 01:34 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


ثانيا: تلخيصات نزول القرآن على سبعة أحرف


أحسنتم بارك الله فيكم وأحسن إليكم، وستدرسون الأحرف السبعة بتفصيل أوضح بإذن الله في مستويات متقدّمة في البرنامج.
وأوصي بمراجعة الإرشادات المذكورة في تصحيح المقصد السابق.
ونضيف إليها:

أولا: من الأمور التي نوصي بالانتباه لها جيدا أثناء التلخيص ألا تكون الرغبة في الاختصار سببا في إغفال أجزاء مهمّة من الجواب، مثل استيفاء الأدلّة ونسبة الأقوال ونحوه، فبعض الطلاب يورد دليلا واحدا على المسألة والوارد فيها أدلّة كثيرة، وهذا لا ينبغي لأن الأدلّة يعضّد بعضها بعضا.
ثانيا:
ذكرنا سابقا أن العناوين الموضوعة تحت كل مقصد هي عناوين الفصول وليست مقاصد الأبواب، وقد قسّم البعض المسائل على هذه العناوين، وليست هناك حاجة للتقسيم، فالمسائل يكفيها كلها أن تدخل تحت مقصد "نزول القرآن على سبعة أحرف".
ثالثا: ينتبه جيدا لتصنيف المسائل وترتيبها، فالكلام على الجمع العثماني مثلا لا يكون ضمن المراد بالأحرف السبعة، بل يفصل مستقلا.
رابعا: إحسان تسمية المسائل، ويستفاد من التطبيقات الجيّدة في طريقة صياغة عناوين المسائل.
- أثر ابن عباس في قول الأعرابي: "أنا فطرتها" للدلالة على أن في القرآن ما ليس من لغة قريش، حيث لم يفهمها ابن عباس -وهو قرشي- إلا بعدما سمعها من الأعرابي.

أفضل تلخيص: محمد شمس الدين فريد (
#16)

التقويم:
8: عباز محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- اقتصرت في المقصد الأول على إيراد الأدلّة، لكنك لم تقسّم هذه الأدلّة على مسائلها، وقد أتت لمسائل عدّة منها: بيان أن القرآن نزل على سبعة أحرف، والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف، وحكم المراء في الأحرف السبعة، غير مسائل أخرى لم تذكر أدلّتها.

- القول الأول في الأحرف السبعة أدخلت فيه الجمع العثماني وليس مكانه، فيفصل كمسألة مستقلّة.
- المسألة الخاصّة بالأحرف السبعة والقراءات السبع يفضّل فصلها.

9: حليمة محمد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك،
واستخلاصك وتصنيف للمسائل ممتاز.
- فاتتك بعض المسائل مثل الأثر الوارد في نزول القرآن على ثلاثة أحرف، وأثر الزهري: فيم تكون الأحرف السبعة، ومسألة حكم المراء في القرآن.
- يفضل إيراد جميع الأدلة، فإذا اخترنا منها لكثرتها فلا يكون الاختصار كبيرا لدرجة اختيار دليل واحد فقط، لأن الأدلة يعضّد بعضها بعضا،
أيضا اختصرتِ في تحرير الأقوال في المراد بالأحرف السبعة، فلم تمثّلي لكل قول من القرآن وأخصّ القولين الأول والرابع، وأنا أقدّر أنك اجتهدت في الاختصار بما يفي، بارك الله فيك.
- أول الكلام في مسألة حكم القراءة بالأحرف السبعة إنما يراد به القراءات السبع.

10: مها الحربي أ+
أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
- اختصرتِ في أدلّة إثبات الأحرف السبعة.
- تصحيح: حكم المراء في القرآن، وليس المراءاة.
- لم تعلّقي على أثر ورود القرآن على ثلاثة أحرف.

11: مريم عادل المقبل أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- تراجع الإرشادات العامّة، والنموذج الموضوع أعلاه.

12: غيمصوري جواهر الحسن ج+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- المسائل الأولى لو لاحظتها تجدها كلها في إثبات الأحرف السبعة، ثم المسائل الخاصّة ببيان الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف، فيمكن دمج المسائل المتشابهة تحت عنوان واحد، ولا داعي لتشقيقها في عناوين كثيرة.
- وفاتتك بعض المسائل يمكنك مراجعتها على النموذج الموضوع أعلاه، وفقك الله.

13: إيمان شريف ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- الملاحظة العامّة على تلخيصك هو الطول الزائد وعدم الاختصار.
- يلاحظ تداخل في بعض المسائل، وفصلك للمراد بالأحرف السبعة عن معنى الأحرف السبعة رغم أن الموضوع واحد، وقد قرأت ما كتبتيه بخصوص التزامك فصل مسائل كل مقصد على حدة، ويرجع للإرشادات العامّة لبيان هذا التقسيم، كذلك الإرشادات الموضوع في تصحيح المقصد السابق، وفقك الله.

14: فاطمة أحمد صابر أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- الأنسب فصل مسألة نسخ الأحرف السبعة والجمع العثماني عن الأقوال في معنى الأحرف السبعة، وفصلها كمسألة مستقلّة نهاية التلخيص.

15: محمد شمس الدين فريد أ
أحسنت بارك الله فيك وزادك توفيقا.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

16: محمد عبد الرازق جمعة
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
-
يبدو أنه حصل خطأ في فهم المطلوب حيث اقتصرت على تلخيص فصل واحد من فصول نزول القرآن على سبعة أحرف، فنرجو منك كرما تلخيص مسائل الفصل الآخر وهو على الرابط التالي:
- نزول القرآن على سبعة أحرف

17: رقية عبد البديع أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- لو فصلت ما يتعلّق بالجمع العثماني ونسخ الأحرف السبعة في مسألة مستقلّة.
- المسألة الأخيرة "قول آخر للقرطبي" غير واضحة، فلم يذكر أحد خلاف ذلك، واجتهدي أن يكون عنوان المسألة معبّرا عن محتواها ما أمكن.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

18: زينب الجريدي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- توجد مسائل ليست مقصودة لذاتها مثل شكّ أبي رضي الله عنه، فإنها داخلة في إثبات الأحرف السبعة، ومسألة تفسير القرآن بلغة العرب فإنها -وإن كانت صحيحة في ذاتها- سيقت لأجل بيان اشتمال القرآن على ألفاظ من غير لغة قريش، وغيرها من المسائل، فيجب التنبّه للمقصد الأساس من وراء ذكر الدليل، والتفريق بين المسائل العماد والاستطرادات.

- توجد مسائل مكررة مثل الحديث عن جمع عثمان.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

19: لولوة الحمدان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- اختصري أسانيد الأحاديث والآثار كما تعودتم في تلخيصات التفسير.
- الفصل الأول في نزول القرآن على سبعة أحرف تستخلص من أدلّته مسائل عدّة غير مسألة إثبات الأحرف السبعة، فمنها الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف، وحكم المراء في الأحرف السبعة، وقد رأيتك تعرّضت لها في مسائل الفصل الثاني لكن تدعيمها بالأدلّة مهمّ سواء قدّمت الكلام عن حكمتها أو أخّرتيه.



تمّ التقويم، والحمد لله رب العالمين
وفقكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 2 جمادى الآخرة 1438هـ/28-02-2017م, 11:26 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
16: محمد عبد الرازق جمعة
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يبدو أنه حصل خطأ في فهم المطلوب حيث اقتصرت على تلخيص فصل واحد من فصول نزول القرآن على سبعة أحرف، فنرجو منك كرما تلخيص مسائل الفصل الآخر وهو على الرابط التالي:
- نزول القرآن على سبعة أحرف

مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير.

نزول القرآن على سبعة أحرف:
تلخيص نزول القرآن على سبعة أحرف.
1- الأحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف:
ذكر ابن كثير رحمه الله تحت هذا المقصد جملة من الأدلة التي تثبت نزول القرآن على سبعة أحرف:

أولا: حديث بن عباس:
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)) رواه الشيخان.

ثانيا: أحاديث أبي بن كعب:
عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)) رواه مسلم و أحمد.
عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.وأخرجه مسلم.
عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)) رواه مسلم، وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال)).


ثالثا: حديث حذيفة:
عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).رواه أحمد.


رابعا: حديث أم أيوب الأنصارية:
عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد جاء فيها زيادات أمثال: ذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)) رواه أحمد.

تلخيص معنى الأحرف السبعة:
2- إختلاف العلماء في معنى الحروف السبعة:
وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال: قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال المشهورة.
3- قول بن كثير في أقوال العلماء:
قال بن كثير سردها القرطبي وحاصلها ما أنا مورده ملخصا
4- القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
5- أمثلة على القول الأول:
نحو:أقبل وتعال وهلم.
6- قول الطحاوي في القول الأول:
قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
7- أمثلة على الأحرف السبعة بحسب القول الأول:
روى عن ورقاء عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا" وكان يقرأ: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) "مروا فيه" و "سعوا فيه".
8- رأي الطحاوي في سبب نزول القرآن على سبعة أحرف بحسب القول الأول:
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
9- رأي بن كثير في قول الطحاوي:
قد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ لعدة أسباب وهي:
بزوال العذر
تيسير الحفظ
كثرة الضبط
تعلم الكتابة
10- قول بن كثير في توحيد القراءة بلغة قريش:
قلت: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.
11- أمثلة من أعمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.
12- القول الثانى:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات
13- أمثلة على القول الثاني:
كما في قوله: (وعبد الطاغوت) و قوله (يرتع ويلعب).
14- قول القرطبي في القول الثاني:
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى (قرآنا عربيا) ولم يقل: قرشيا.
15- قول القرطبي في عربية القرآن:
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى (فاطر السماوات والأرض) حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
16- القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
17- القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء.
18- أمثلة على القول الرابع:
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل (ويضيقُ صدري) و "يضيقَ" ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل) فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل (ننشزها) و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل(كالعهن المنفوش) أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل (وطلح منضود) "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق) أو "سكرة الحق بالموت" أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
19- القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
20- قول القرطبي فى معنى الأحرف السبعة أنها هي القرآت السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 09:37 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
فما زال هذا المجلس معلقا على إعادته وها هي الإعادة منذ وقت طويل ولم يتم إزالة التعليق حتى تاريخه
برجاء توضيح سبب استمرار تعليق هذا المجلس

ولكم جزيل الشكر والتقدير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة تفسير ابن كثير.


نزول القرآن على سبعة أحرف:
تلخيص نزول القرآن على سبعة أحرف.
1- الأحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف:
ذكر ابن كثير رحمه الله تحت هذا المقصد جملة من الأدلة التي تثبت نزول القرآن على سبعة أحرف:

أولا: حديث بن عباس:
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)) رواه الشيخان.

ثانيا: أحاديث أبي بن كعب:
عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)) رواه مسلم و أحمد.
عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.وأخرجه مسلم.
عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)) رواه مسلم، وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال)).


ثالثا: حديث حذيفة:
عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).رواه أحمد.


رابعا: حديث أم أيوب الأنصارية:
عن أم أيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد جاء فيها زيادات أمثال: ذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)) رواه أحمد.

تلخيص معنى الأحرف السبعة:
2- إختلاف العلماء في معنى الحروف السبعة:
وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال: قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال المشهورة.
3- قول بن كثير في أقوال العلماء:
قال بن كثير سردها القرطبي وحاصلها ما أنا مورده ملخصا
4- القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
5- أمثلة على القول الأول:
نحو:أقبل وتعال وهلم.
6- قول الطحاوي في القول الأول:
قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
7- أمثلة على الأحرف السبعة بحسب القول الأول:
روى عن ورقاء عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا" وكان يقرأ: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) "مروا فيه" و "سعوا فيه".
8- رأي الطحاوي في سبب نزول القرآن على سبعة أحرف بحسب القول الأول:
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
9- رأي بن كثير في قول الطحاوي:
قد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ لعدة أسباب وهي:
بزوال العذر
تيسير الحفظ
كثرة الضبط
تعلم الكتابة
10- قول بن كثير في توحيد القراءة بلغة قريش:
قلت: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.
11- أمثلة من أعمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.
12- القول الثانى:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات
13- أمثلة على القول الثاني:
كما في قوله: (وعبد الطاغوت) و قوله (يرتع ويلعب).
14- قول القرطبي في القول الثاني:
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى (قرآنا عربيا) ولم يقل: قرشيا.
15- قول القرطبي في عربية القرآن:
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى (فاطر السماوات والأرض) حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
16- القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
17- القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء.
18- أمثلة على القول الرابع:
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل (ويضيقُ صدري) و "يضيقَ" ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل) فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل (ننشزها) و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل(كالعهن المنفوش) أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل (وطلح منضود) "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق) أو "سكرة الحق بالموت" أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
19- القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
20- قول القرطبي فى معنى الأحرف السبعة أنها هي القرآت السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.

قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir