دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 03:05 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني من جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟


المجموعة الثالثة:
س1: كيف كان جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
س2: متى كان جمع عثمان رضي الله عنه؟
س3: لخّص ما صحّ في كتابة المصاحف العثمانية.
س4: هل كان مصحف عثمان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر؟
س5: ما تقول في الآثار المروية في منشأ تسمية المصحف؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور في مصحف واحد؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟
س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.

س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.
س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟
س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 07:34 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
لفظ ( المُصحف) مصدره (أُصحِفَ)، أي جُعل في صحائف مضموم بعضها إلى بعض بين دفتين.
قال الخليل: ( (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).ووافقه جماعة من اللغويين كالأرهري.
قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كَمَا يُقَال: مُطرَفٌ ومِطرَفٌ، وَقَوله: "مُصحفٌ" مِن أُصْحِفَ، أَي جُمِعت فِيهِ الصُّحُف، وأُطرِف: جُعل فِي طرَفيْه العَلَمان..
فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوفٍ فَكسرتِ الْمِيم، وَأَصلُهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصلِهِ، وَمن كَسَرَهُ فلاستثقالِه الضمة)ا.هـ.
ومبدأ تسميته بالمصحف أنه عُرف عن العرب أنهم أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب إلا القليل منهم، وكانوا يكتبون ما يحتاجون إليه من المواثيق والعهود والرسائل في صحائف لا تبلغ أن تكون كتابا، ومن صحائفهم التي اشتهرت: صحيفة المتلمس، وصحيفة لقيط، والصحيفة الظالمة التي كانت فيها مقاطعة بطون قريش لبني هاشم.
وكانت العرب تسمي كتب أهل الكتاب مصاحف.
والصحيفة: تُجمع على صُحف وصحائف إذا كانت متفرقة غير مضمومة ، فإذا ضُمت سميت مصحفا، فإذا تعدد أجزاء الكتاب سميت تلك الأجزاء مصاحف، كما كماتُطلق على كتب أهل الكتاب .
وتسمية القرآن الذي تم جمعه مصحف جاري على الأصل عند العرب، ولأنه أول كتاب عندهم اشتهر فيهم ، وأصبح معروفا بالعهد الذهني عندهم
وقيل: إن تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وروي في ذلك أحاديث وآثار لكن لعلتها لا تُعتمد. ورُويت أيضا آثارا واهية في ذلك لا يُعول عليها.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟

لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، كلٌ بما أُقرئ، وبقي الناس على هذا في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولم يكن في ذلك خلاف، ولما كثرت الفتوحات في عهد عمر وانتشر الصحابة في البلدان لتعليم الناس القرآن، وكلٌ يقرأ على ما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من دخل الاسلام حديثا يجهل أمر القراءات، فاشتدالخلاف بين الناس، وكفّر بعض الجهال بعض من قرأ غير قراءته، وكادت أن تكون بينهم فتنة، وكان من الصحابة رضي الله عنهم بلحظ هذا حتى جاء حذيفة رضي الله عنه بخبر الفتنة لعثمان ، فاستشار الصحابة واجتمعت كلمتهم على جمع الناس على مصحف امام تستنسخ منه المصاحف ويلغى ما خالفه.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختلف في عدد الكتبة الذين كتبوا المصاحف العثمانية ، ففي كتاب المصاحف من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، وأن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان من كتاب المصاحف
وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.
و أن الذي كان يملي على زيد هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، وهو معدود في صغار الصحابة رضي الله عنهم.
وكأن ابتداء الأمر كان لزيد وسعيد ،ثم احتاجوا إلى من يساعد في الكتابة بحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق؛ فأضافوا إلى زيد مَن ذُكِرَ ثم استظهروا بأبيّ بن كعب في الإملاء)
وقيل أن جد الامام مالك كان منهم ، وهذا لا يثبت والظاهر أنه كان يكتب المصحف لنفسه.
وجاء في رواية فيها ( ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب أن منهم أنس بن مالك وعبد الله بن عباس، وهذا لا يثبت لوهم ابراهيم وهو متروك فلا يُقبل

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
1-جمع أبي بكر كان سببه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة، أما جمع عثمان كان سببه الفتنة التي وقعت بين المسلمين واختلافهم في الأحرف السبعة.
2-جمع أبي بكركان القصد منه جمع المصحف على أي حرف لأن الهدف من الجمع حفظ القرآن، أما جمع عثمان فكان الهدف منه القضاء على الفتنة مع حفظ الأحرف التي نزل بها القرآن. فاجتهدوا للموازنة بين الأحرف السبعة و وثبت في العرضة الأخيرة، وكتابتها على لغة قريش، وترك ما شذ عنها وتُرك.
وكان ذلك باتفاق الصحابة واجماعهم على ذلك.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

قال السيوطي: (العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض،
واللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق،
وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد،
والأكتاف: جمع "كتف" وهو العظم للبعير أو الشاة إذا جف استعملوه فكتبوا عليه.
والأقتاب: جمع "قتب" هو الخشب الذي يُستعمل على ظهر البعير للركوب عليه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 10:35 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

إجابة أسئلة المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
ج1: لقد جاءت أدلة متوافرة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، منها:
ما رواه البخاري في صحيحه وغيره، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: ((كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).
2- ما رواه الزهري في خبر عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما، وفيه: [إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام)) فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر)) فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه))] رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
3- ما رواه أحمد ومسلم وابن حبان عن أبيّ بن كعب، وفيه: [فلمَّا رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضربَ في صدري، ففضتُ عَرَقاً وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: )) يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم((].
4- ما رواه همام عن أبيّ بن كعب، قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟
قال: ((بلى))
فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟
فقال: ((بلى، كلاكما محسن مجمل)) ...... الحديث]رواه أحمد
- وأما الحكمة من ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود الأول، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا))، فيُفهم من ذلك أن الحكمة هي عدم الاختلاف الذي سيؤدي إلى الهلاك.
- وأما الصحابة رضوان الله عليهم فقد فقهوا ذلك المعنى وتأدبوا بما أدبهم به نبيهم، حتى علموه أصحابهم من التابعين.

س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
ج2: من أسباب اختيار أبي بكر رضي الله عنه لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف:
1- من أجل هذه الأسباب:معرفته بطريقته كتابة القرآن، وذلك لأنه كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم،وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وهو راضٍ عن كتابته.
2- أنه رجل عاقل، وذلك دليل على رشده وحسن تصرّفه.
3- أمانته وأنه غير متّهم، فيُطمئنّ إليه .
4- أنه رجل شابّ، وذلك فيه مظنة أنه يقوى على تتبع القرآن الذي عند الصحابة، وكتابته.
- ودليله ما رواه البخاري في صحيحه من حديث الزهري عن عبيد بن السباق، أن أبا بكرٍ قال لزيد رضي الله عنهما: [إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه].


س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
ج3: مصير مصحف عثمان رضي الله عنه يتبين لي مما فهمته من كلام شيخنا عبد العزيز الداخل، وما نقله من الآثار أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان، وأنه تغيب، كما جاء ذلك عن مالك رحمه الله، ثم ظهر بعد ذلك، ويُحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، وجُعل بالمسجد النبوي. فقد روى أبو عبيد بن سلام وابن الجزري أنهم رأوه وقراؤا فيه، وأن بالقاهرة مصحفا عليه أثر الدم عند قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}الآية، ومن الأدلة على ذلك:
- ما رواه ابن أبي داود عن ابن وهب قال: سألتُ مالكاً عن مصحف عثمان رضي الله عنه فقال لي: [ذهب].
- ما رواه أبو عمرو الداني في المقنع عن أبي عبيد القاسم بن سلام: [رأيت في الإمامِ مصحفِ عثمانَ بن عفان - استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه دمه].
- ما ذكره ابن الجزري في النشر في مسألة رسم (ولات حين: [رأيتها مكتوبة في المصحف الذي يقال له: "الإمام" مصحف عثمان رضي اللهعنه (لا) مقطوعة والتاء موصولة بحين، ورأيت به أثر الدم، وتبعت فيه ما ذكره أبو عبيد؛ فرأيته كذلك، وهذا المصحف هو اليوم بالمدرسة الفاضلية من القاهرة المحروسة].
- قال السمهودي: فيحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، وجُعل بالمسجد النبوي.
- ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة عن محرز بن ثابت مولى مسلمة بن عبد الملك، عن أبيه قال: كنت في حرس الحجاج بن يوسف، فكتب الحجاج المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار، وبعث بمصحف إلى المدينة، فكره ذلك آل عثمان، فقيل لهم: أخرجوا مصحف عثمان يُقرأ، فقالوا: أصيب المصحفُ يومَ قتل عثمان رضي الله عنه.
قال محرز: [بلغني أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان]
قال: [فلما استُخلِف المهديُّ بعثَ بمصحفٍ إلى المدينة؛ فهو الذي يقرأ فيه اليوم، وعزل مصحف الحجاج، فهو في الصندوق الذي دون المنبر].

س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
ج4:قال بهذا القول جماعة، أولهم أبو الحسن الأشعري عفا الله عنه، فقد حكى الإجماع على أنه لا يجوز منع القراءات بالأحرف التي نزل بها القرآن، و زعم أنّ حفظ القرآن شامل لحفظ الأحرف السبعة، فقد ذكر بدر الدين العيني في عمدة القارئ: [قال الشيخ أبو الحسن الأشعري: أجمع المسلمون على أنه لا يجوز حظر ما وسَّعه الله تعالى من القراءات بالأحرف التي أنزلها الله تعالى، ولا يسوغ للأمة أن تمنع ما يطلقه الله تعالى، بل هي موجودة في قراءتنا، وهي مفرقة في القرآن غير معلومة بأعيانها]، وانتصر تلميذُ تلاميذه القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المالكي وهو من كبار نُظَّار الأشاعرة ومتكلّميهم فنصر لقول أبي الحسن في كتابه "الانتصار" وأظهره في مظهر الانتصار لحفظ القرآن، وزعم أنّ ما تركه عثمان إنما هي أحرف غير معروفة ولا ثابتة، ولا شك أن هذا القول مخالف لما جاء عن الصحابة، ومشكلة هذا القول أنه مبني على أصل التلازم بين حفظ القرآن وحفظ الأحرف السبعة، وقد رد عليه تلميذه أبو عمرو الداني، ثم جاء علم الدين السخاوي فجعل هذا القول احتمالاً من احتمالين.
- وأما الصحيح أن القول بأنّ جمع أبي بكر كان حاوياً للأحرف السبعة لا يصحّ عن أحد من السلف.
فقد روى عن ابن عبد البر كلاماً مراده أن جمع أبي بكر كان على وجوه من الأحرف السبعة لم يتقيّد فيها بلسان قريش، ولا باختيار حرف بعينه.
ومن الأدلة على ضعف القول بأنّ جمع أبي بكر كان حاوياً للأحرف السبعة :
1- أن مصحف أبي بكر لم يكن شائعاً في الناس، ولم يكنِ قُرَّاءُ الصحابة كابن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وأبيّ بن كعب - وهم أشهر قراء الأمصار في زمانهم - لم يكونوا يعتمدون مصحف أبي بكر في الإقراء، وإنما كان يقرأ كلّ واحد منهم كما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرئ الناس بذلك.
2- أنه لم يوجد في الآثار المروية في جمع أبي بكر ما يدلّ على أنّه جمعه بالأحرف السبعة لا جمعاً ولا تكراراً.
3- قول مروان بن الحكم لابن عمر لما أراد إتلاف مصحف أبي بكر أنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان فيه دلالة على أنّه لم يكن جامعاً للأحرف السبعة، إذ لو كان كذلك لكان مشهوراً معروفاً، ولما احتاج إلى التعبير بالخشية مع التحقق بأنّه كان جامعاً للأحرف السبعة، وكانت حجته أظهر في إتلافه لو كان كذلك.
4- أنّ مصحف أبي بكر لو كان جامعاً للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثّق من الصحابة في صحفهم التي استلمها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها، وينسخ من مصحف أبي بكر.
- وخُلاصة هذا كله أن مصحف أبا بكر رضي الله عنه لم بكن جامعاً للأحرف السبعة، وأن القول بذلك قول ضعيف مبني على مسائل عقدية، ولا دليل ثابت عليها.

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
ج5: سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان:
أن مصحف عثمان رضي الله عنه لم تكن كتابته منقوطة ولا مشكولة، كما أنه كان بينها اختلاف في بعض المواضع في الرسم،وعثمان رضي الله عنه اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى وكان القراء يقرؤون من قراءاتهم بما وافق الرسم، ويدعون ما خالف الرسم، لأنَّ المعوَّل في القراءة والإقراء على السماع، لا على الكتابة، فقرؤوا من الأحرف السبعة ما وافق الرسم، وما بقي من الاختلاف في القراءات أربعة أنواع احتملها الرسم في المصاحف العثمانية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 08:20 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: كيف كان جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
بعد أنّ استحر القتل في وقعة اليمامة بقراء القرآن ،رأى عمر رضي الله عنه خطرا كبيرا يحدق بمصير كتاب الله تعالى ،فأسرع نحو أبي بكر رضي الله عنه بفكرة جمع القرآن في مصحف واحد؛ حفظا لكلام الله وخوفا من مقتل ما تبقى من قراءه فيذهب ما حفظ في الصدور .
وبعد تكرار محاولة إقناع أبي بكر بهذه الفكرة ؛إلى أن شرح الله صدره لهذا الأمر ،توجهت الأنظار نحو شاب عاقل ذكي حافظ لكتاب الله ،مظنة قوة واجتهاد على تكلف هذا الأمر،ذو أمانة ورشد، وأهم من ذلك كله كان من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ،فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استأمنه على كتابة الوحي ، فأي شهادة له خير من هذه ،إنّه زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه.

تولّى زيد هذا التكليف العظيم بأمر من أبي بكر رضي الله عنه،وشاركه جمع من الثقات في عمل منظم متقن ،فكانت آليه جمعه كما رواه الزهري:يقول زيد:(فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف، وصدور الرجال...) رواه البخاري في صحيحه .وجلس برفقة عمر الفاروق رضي الله عنهما على باب المسجد معلنا أن من كان معه شيء مكتوب من كتاب الله تعالى فليأتِ به برفقة شاهدين على كتابته تلك ، وكان لأبي بن كعب رضي الله عنه ومجموعة من الحفظة دورا مهما في هذا الجمع ؛ حيث كانوا يراجعون المكتوب ويعرضونه على حفظهم ، وتمّ بفضل الله جمع القرآن بمجموع ما كان عند الصحابة مع حفظ الحفاظ منهم للقرآن في صدورهم،باستثناء آخر سورة التوبة قال زيد:( وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره، {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة). رواه البخاري في صحيحه، وتحقق الحفظة من صحة ما كُتب، مجتمعين بقلوبهم متآلفين على هذا العمل دون خلاف بينهم .


______________________________
س2: متى كان جمع عثمان رضي الله عنه؟
وردت روايتان في تاريخ جمع عثمان للقرآن:
1:الرواية الأولى : رواية اسرائيل وزيد بن أبي أنيسة :
عن أبي إسحاق السبيعي عن مصعب بن سعد قال: : جلس عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( إنما عهدكم بنبيكم صلى الله عليه وسلم منذ ثلاث عشرة سنة..). رواه ابن أبي داوود.
2: الرواية الثانية: رواية غيلان بن جامع المحاربي :
روى عن أبي إسحاق عن مصعب أنه قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ، فخطب الناس ثم قال: ( إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة، وقد اختلفتم في القرآن..). رواه ابن أبي داوود.

فالروايتان متخالفتان في الزمن ، فقام ابن حجر رحمه الله وجمع بينهما كالآتي :
- بيّن أن القصة حدثت في السنة الثانية أو الثالثة من خلافة عثمان رضي الله عنه

الرواية الأولى :
الحديث كان في جمع القرآن ؛أي بعد مقتل عمر في أواخر ذي الحجة سنة 23 من الهجرة وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاث عشرة سنة إلا ثلاثة أشهر.
االرواية الثانية :
في قوله :"خمس عشرة سنة" كاملة، أي بعد مضي سنتين وثلاثة أشهر من خلافته.

- ثم بيّن ابن حجر رحمه الله تعالى بأن يجمع بينهما بجبر الكسر في الأولى بإلغاءه في الثانية فيكون ذلك بعد مضي سنة واحدة من خلافته .
وعليه سيكون ذلك في أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، وهو الوقت الذي ذكر في التاريخ فتح أرمينية فيه،حيث ولّى عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط على الكوفة.



_________________________________
س3: لخّص ما صحّ في كتابة المصاحف العثمانية.

- خطب عثمان رضي الله عنه في الناس ليعلمهم بما يرغب به في جمع القرآن ،فأطلعهم على ما رآه و بلغه من اختلاف الناس في شأن القراءات، وما لهذا الاختلاف من أثر على الأمّة من الفرقة والفتنة،فحصد بذلك اجتماعهم على الموافقة .
- أرسل عثمان بجمع المصاحف والصحف التي كتبت فيها من القرآن بأن يؤتى بها؛وما امتنع أحد من ذلك باستثناء من كان من ابن مسعود بادئ الأمر .
- كانت البينة بصحّة ما كتب من القرآن مما اشترطه عثمان على من أتوا عنده لقبول الآيات المكتوبة، وأنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه.
- أرسل عثمان لطلب المصحف الذي كتب زمن أبي بكر والذي كان موجودا عند حفصة .
- توكيل زيد بن ثابت ومن معه بجمع الصحفَ التي قامت البينة بصحتها، والمصحف الذي تم جمعه في عهد أبي بكر،في مصحف واحد.
- تولّى زيد بن ثابت عمل الجمع، وكان سعيد بن العاص يُملي عليه ، ومعهم كتبة آخرون مختلف في عددهم .
- الصحف التي تم الاتفاق عليها كتبت، وأما كان فيها من اختلاف أخروه حتى يُرفع إلى عثمان.
- الاجتهاد في الاختيار بين الأحرف المختلفة بما يوافق لسان قريش والعرضة الأخيرة.
- عرض المصحف الإمام بعد الانتهاء منه مرة أخرى على عثمان،وقيل ربما بعث عثمان إلى أبيّ بن كعب يسأله عن بعض الأحرف فيكتب له ما يختار منها.
- أشرف عثمان على العمل وتعاهده في جميع مراحله،فنظم العمل ورسم الخطة وأوكل لكل مهمته .
- عُرضت النسخة الأولى بعد الجمع مرّة أخرى على عثمان فلم يجدوا فيه شيئاً من الاختلاف لم يحسم أمره،وقد اختلفوا من قبل في (التابوت) كقراءة المهاجرين و (التابوه) قراءة الأنصار.
- أمر عثمان بنسخ مصاحف أخرى من المصحف الإمام، بعدما طابت نفسه لما تم نسخه أولا؛ وقد اختلف في عددها.
- أمر عثمان بإعادة مصحف أبي بكر إلى حفصة بعد الانتهاء من نسخ المصاحف، ثم أمر بإجماع من الصحابة بحرق بقية المصاحف ..


_________________________________
س4: هل كان مصحف عثمان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر؟
ذهب بعض أهل العلم لموافقة هذا القول وأن مصحف أبو بكر كان على العرضة الأخيرة ، لكن هذا القول فيه خطأ وصواب من أوجه :
الصواب : من حيث أن مصحف أبو بكر كان على العرضة الأخيرة، والعرضة الأخيرة لا تقتضي أن تكون على حرف واحد ، ودلّ على ذلك أن ابن مسعود وزيد بن ثابت عرضا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في العام
الذي قبض فيه مرتين وبين قراءة ابن مسعود وزيد بن ثابت اختلاف في بعض الأحرف.
أما الخطأ فمن نواحي متعددة:
1: يلزم من ذلك أنّ كل ما خالف مصحف أبو بكر فهو ليس على العرضة الأخيرة ؛ وعليه ستكون قراءة ابن مسعود وأبو موسى وأبو الدرداء وعدد من الصحابة كانوا يقرؤون الناس بالمنسوخ، وهذا باطل .
2: لو كان هناك تطابق تام ، لما احتاج عثمان لأخذ البينة على أصحاب الصحف أنها من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما احتاج لمقابلة الصحف مع مصحف أبي بكر ، ولا احتاج للاختيار بين الأحرف المختلف في قراءتها.
3: اجتهاد عثمان والصحابة مما تبيّنت من الآثار ؛دليل على أنّ هناك اختيار يخالف الأحرف التي في مصحف أبي بكر، ومما يدل على ذلك : ما رواه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن وابن جرير الطبري: أنّ هانئ البربري مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف، فأرسلني بكتف شاة إلى أبيّ بن كعب، فيها «لم يتسن» ، وفيها «لا تبديل للخلق» ، وفيها «فأمهل الكافرين».
قال: فدعا بالدواة فمحا إحدى اللامين، وكتب {لخلق الله}، ومحا «فأمهل»، وكتب {فمهّل}، وكتب {لم يتسنه} ألحق فيها الهاء).
4: ثبوت اختلاف الأحرف في المصاحف العثمانية دليل على أنّ مثل هذا الاختلاف ليس ببعيد بينها وبين مصحف أبو بكر.
5: لو أنّ هناك تطابق لما احتاج مروان بن الحكم لإتلاف المصحف الذي عند حفصة ، ولما أقرّه ابن عمر على ذلك.

________________________________
س5: ما تقول في الآثار المروية في منشأ تسمية المصحف؟
ذكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله أنّ الأحاديث والآثار في تسمية المصحف واهية لا تصح :
فمن هذه الآثار ما رواه السيوطي في موضعين :
1: ما ورد من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال: أبو بكر التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر وقال بعضهم: المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف.
2: ما ورد من طريق كهمس عن ابن بريدة قال: "أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه ثم ائتمروا ما يسمونه. فقال بعضهم: سموه السفر. قال: ذلك اسم تسميه اليهود، فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف".
فقد بيّن فضيلة الشيخ حفظه الله بأنه لا يصحّ هذا المحمل لأن سالما قُتل يوم اليمامة قبل الأمر بجمع القرآن.

وأيضا روى الزركشي أثرا ذكره المظفري في تاريخه لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم:
سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من يهود فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به.

فهذه الأخبار واهية من جهة الإسناد و لا يعول عليها.

هذا والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 جمادى الأولى 1438هـ/17-02-2017م, 08:08 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعةالثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟

المصحف هو الجامع للصحف،قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).
وقال أبو منصور الأزهري وجماعة من اللغويين بنحو هذا القول .
- ومبدأ تسميته: جارٍ على الأصل في تسمية الصحفِ المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفاً، ولأجل أنَّ المسلمين لم يكن لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف حتى جُعلت علماً عليه.
وقد قيل إن تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وروي في ذلك أحاديث وآثار لكنها معلولة، منها:
حديث محمد بن إسحق ،عن ابن عمر،وحديث مرزوق بن أبي الهذيل عن أبي هريرة،غيره،وكذلك عدد من الآثار ذكرها السيوطي في الإتقان .

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
1- اشتداد الخلاف في بعض البلدان
2- تكفير بعض الجهّال بعض من قرأ غيرقراءتهم
3- اختلاف الغلمان في القراءة تبعاً لمعلميهم حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين أنفسهم .
4- خشية تفاقم الخلاف واشتداده كما حصل للأمم السابقة من اليهود والنصارى .

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.

اختلف في عدد اسماء من كتب المصاحف العثمانية فذكروا أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، والذي أثبته الشيخ حفظه الله هولاء التسعة،وذكر أن ما عدا ذلك مستنده روايةإبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ ولا تصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه.
1- زيد بن ثابت
2- عبد الله بن الزبير
3- سعيد بن العاص
4- عبد الرحمن بن الحارث
5- أبيّ بن كعب
6- كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري
7- مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري
8- أنس بن مالك
9- عبد الله بن عباس

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما، أنّ جمع أبي بكر كان سببُه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة،فكان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات، بل كان كلّ منهم يقرأ كما عُلّم، ولا ينازِع غيره فيما أُقرئوا، لما أدّبهم به النبي صلى الله عليه وسلم .
- وجمع عثمان كان سببه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف، فكان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة، ثم انعقد إجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا بذلك الاختيار، وترك القراءة بما يخالفه، وأجمعت عليه الأمّة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

1- العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل بعد كشطه من الخوص .
2- اللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي صفائح الحجارة.
3- الرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد .
4- الأكتاف: جمع "كتف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه .
5- الأقتاب: جمع "قتب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 جمادى الأولى 1438هـ/17-02-2017م, 03:40 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
معنى المصحف:
الأصل في لفظ "المُصحف" ضَمُّ الميمِ لأنه مصدرٌ من أُصْحِفَ؛ فهو مُصحَفٌ، أي جُعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفَّتين.
قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).
مبدأ تسمية المصحف:
كانت العربُ أُمّةً أُميَّةً، لا تقرأ ولا تكتب، وأوَّل كتاب باللسان العربي هو القرآن ، ولم يكن للعرب قبل ذلك كتاب معروف بلسانهم، وكانت الكتابة فيهم قليلة جداً، وإنما يكتبون ما يحتاجون إليه من الرسائل والعهود والمواثيق في صحائف متفرقة لا تبلغ أن تكون كتاباً.
و"الصحيفة" تُجمع على صُحُف وصَحَائف إذا كانت متفرقة غير مضمومة، فإذا ضُمَّت سُميت مُصحفاً؛ فإذا تعدَّدَتْ أجزاء الكتاب سمّيت تلك الأجزاء "مصاحف".
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
لما
كثرت الفتوحات في زمن عمر ثم زمن عثمان واتّسعت بلاد المسلمين، وأقبل الناس على قراءة القرآن وحفظه ظهر الخلاف والتخاصم في القراءات؛ حتى اشتدّ الخلاف في بعض البلدان، وكفَّر بعض الجهّال بعض من قرأ غير قراءتهم، وكادت أن تكون بينهم فتنة بسبب ذلك.
فكان بعض الصحابة يلحظ ذلك وينكره، ويبلغ عثمان أنواع من الخلاف والتنازع؛ فلما تفاقم الأمر، وجاء حذيفة بخبر الفتنة التي حصلت بسبب هذا الاختلاف؛ خطب عثمان في الناس، واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم، واجتمعت كلمتهم على جَمْعِ مصحفٍ إمامٍ تستنسخ منه المصاحف، ويلغى ما خالفه.
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختُلف في عدد الكَتَبةِ الذين كتبوا المصاحف العثمانية
فقيل : أنهم اثني عشر كاتبا:
قال ابن حجر: (ووقع من تسمية بقية من كتب أو أملى عند بن أبي داود مفرقا جماعة:
- زيد بن ثابت
- منهم: مالك بن أبي عامر جدّ مالك بن أنس من روايته، ومن رواية أبي قلابة عنه.
- ومنهم: كثير بن أفلح .
- ومنهم أبيّ بن كعب .
-ومنهم سعيد بن العاص
-وعبد الله بن الزبير
-وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام
و أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب في أصل حديث الباب ،وعدهماإن كان مستنده فقط ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ فلا يصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه، وقد قال فيه البخاري: (كثيرُ الوهم في الزهري).
فهولاء تسعة عرفنا تسميتهم من الاثني عشر.
س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
1- طريقة الجمع :
جمع القران كله في مصحف واحد مع بقاء قراءات الصحابة كل يقرأ كما علم في زمن أبي بكر رضي الله عنه ،وأمّا جمع عثمان فكان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة، ثم انعقد إجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا بذلك الاختيار، وترك القراءة بما يخالفه، وأجمعت عليه الأمّة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر
2- أسباب الجمع وكيفيته:
جمع أبي بكر كان سببُه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة، فكان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة إذ كلها كافٍ شافٍ، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف.
وجمع عثمان كان سببه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف .
فكان لابد فيه من حمل الناس جميعا على القراءة من مصحف إمام تنسخ منه المصاحف كلها ويلغى ماخالفه .
س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
قال السيوطي: (العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض،
واللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق،
وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد،
والأكتاف: جمع "كتف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه،
والأقتاب: جمع "قتب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 02:39 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
قال جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقى (ت: 711هـ): (والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمٌ تَكْسِرُهَا وَقَيْسٌ تَضُمُّهَا
قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كَمَا يُقَالُ مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌَ). [لسان العرب: 9 / 186 ]
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
قال البغوي في شرح السنة: (إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرءون القرآن بعده على الأحرف السبعة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله عز وجل، إلى أن وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان، وعظم الأمر فيه، وكتب الناس بذلك من الأمصار إلى عثمان، وناشدوه الله تعالى في جمع الكلمة، وتدارك الناس قبل تفاقم الأمر، وقدم حذيفة بن اليمان من غزوة أرمينية، فشافهه بذلك، فجمع عثمان عند ذلك المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن في المصاحف على حرف واحد، ليزول بذلك الخلاف، وتتفق الكلمة، واستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فحينئذ أرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، فأرسلت إليه، فأمر زيد بن ثابت، والرهط القرشيين الثلاثة فنسخوها في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار)ا.هـ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى.
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
زيد بن ثابت
عبد الله بن الزبير
سعيد بن العاص
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أبيّ بن كعب
كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري
الدليل
في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.
- وفي كتاب المصاحف من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
- وذكر ابن سيرين أن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان من كتاب المصاحف.

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
1- أن جمع أبا بكر للقرأن كان العُسُبِ واللخافِ وصدور الرجال بينما جمع عثمان بن عفان رضى الله عنه كان من الصحف التى جمعها ابا بكر وكانت عند حفصة رضى الله عنها وما كان من قرأن بأيدى الصحابة
2- أنّ جمع أبي بكر كان سببُه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة، فكان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة إذ كلها كافٍ شافٍ، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات
بينما جمع عثمان كان سببه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف فكان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة
3- أن جمع ابو بكر للقرأن كان نسخة واحدة هى التى عند حفصة رضى الله عنها بينما جمع عثمان للقرأن اتبعه بنسخ عدة نسخ للأمصار

4- أن جمع ابو بكر للقرأن كان فى وجود صحف فى ايدى الصحابة بينما جمع عثمان للقرأن إجمع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا به ، وترك القراءة بما يخالفه، وأجمعت عليه الأمّة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر.


س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
والمقصود بها الأشياء التى كان يكتب عليها الصحابة القرأن مما توفر لديهم
ومعناها :-
العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض
واللخاف: هي الحجارة الدقاق
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد،
والأكتاف: جمع "كتف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه،
والأقتاب: جمع "قتب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 04:27 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
أسباب جمع أبي بكر- رضي الله عنه – للقرآن في مصحف واحد:
1-لما رأى كثرة من قُتِل من القراء في وقعة اليمامة فيذهب كثير من القرآن.
2- انقطاع الوحي وزال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد.
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق كان جمع القرآن في قراطيس، وكانت تلك الكتب عند أبي بكرٍ حتّى توفّي، ثمّ عند عمر حتّى توفّي، ثمّ كانت عند حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ فأرسل إليها عثمان؛ فأبت أن تدفعها إليه حتّى عاهدها ليردّنّها إليها، فبعثت بها إليه؛ فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثمّ ردّها إليها ؛فلم تزل عندها حتّى أرسل مروان فأخذها بعد وفاتها من أخيها عبد الله ،فحرّقها)،قاله سالم وخارجة عن الزهري،رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
وقيل شققهاومزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخ عثمان- رضي الله عنه-، قاله سالم عن الزهري،رواه ابن شبة في تاريخ المدينة، وأبو عبيد في فضائل القرآن، وابن حبان في صحيحه.
وقيل "غسلها غسلاً "، قاله عن خارجة بن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-.
س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
أجمع الصحابة رضي الله عنهم على استحسان ما فعله عثمان رضي الله عنه من جمع الناس على مصحف إمام، ولم يخالفه منهم أحد على أمر الجمع سوى ما ذكر عن ابن مسعود في أول الأمر ، ثم إنه رجع عن المعارضة إلى موافقة ما أجمع عليه الصحابة، واستقرّ إجماع المسلمين على القراءة بما تضمنته المصاحف العثمانية وترك القراءة بما سواها.

س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
اختلف العلماء في هل كان الجمع العثماني مشتملاًعلى الأحرف السبع أو على حرف منها على أقوال:
القول الأول: أن عثمان –رض الله عنه- حمل الناس على حرف واحد من تلك الأحرف السبعة ،وترك باقي الستة أحرف،.حتى دَرَست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيلَ لأحد اليوم إلى القراءة بها، لدثورها وعُفُوِّ آثارها،قاله الحارث المحاسبي وابن جرير الطبري وابن القيّم،وجماعة من أهل العلم.
القول الثاني:أنّ جمع عثمان –رضي الله عنه- يحتمل الأحرف السبعة كلها،أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبع،قاله الباقلاني وابن الجزري.
القول الثالث:أن عثمان – رضي اللعه عنه -اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى ،قاله أبو طالب القيسي ،وابن الجزري ، ابن حجر وهو الراجح.
س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور في مصحف واحد؟
اختلف العلماء في هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور في مصحف واحد على قولين:
القول الأول:أنّ ما جمعه أبو بكر كان في صحائف متفرقة، وأن آيات كلّ سورة فيه مرتبة، غير أنّه لم يكن مرتباً على السور،
قاله ابن التين نقله عن ابن حجر ،وابن حجر لم يتعقبه،ونقله السيوطي ولم يتعقبه أيضاً.
وهو خطأ بيّن فقد صحّ أن أبا بكر رضي الله عنه قد جمع القرآن بين دفّتين.
القول الثاني: أن أبا بكر رضي الله عنه قد جمع القرآن بين دفّتين، وهذا يستلزم أن يكون له ترتيب، وإن لم نقف على تعيينه،
والدليل:
قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (رحم الله أبا بكر، كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين). رواه ابن أبي شيبة وأبو نعيم وابن أبي داوود وغيرهم.
وهوالراجح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 11:17 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي


المجموعة الخامسة:
س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟
يعد جمع أبي بكر الصديق منقبة عظيمة له وسبب لحفظ القرآن من الضياع حيث كان القرآن محفوظا في الصدور ومفرقا في العسب واللخاف والرقاع وبعد معارك اليمامة ومقتل عدد كبير من القراء خشي على القرآن من الضياع فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد فأشار أبو بكر على زيد بن ثابت بتتبع القرآن من العسب واللخاف وجمعه في مصحف واحد كما روي ذلك في صحيح البخاري من طريق ابن شهاب الزهري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه: « إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُ لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير» فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: « إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه »
فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: « هو والله خير »
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للَّذي شرَحَ له صدرَ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللخافِ وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه) فجمع القرآن في مصحف واحد مع بقاء القراءات كل يقرأ كما علم .
أما موقف الصحابة رضي الله عنهم فقد أجمعوا على تلقيه بالقبول والرضا بهذا الجمع ومن ذلك ماروي عن علي بن أبي طالب - قال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي، قال: «رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن».
- وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان، عن السدي، عن عبد خير قال: سمعت علياً يقول: «أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع بين اللوحين»
س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.
دفّتا المصحف ضمامتاه من جانبيه، قاله الخليل بن أحمد. وهو ما يعرف بالغلاف الخارجي الذي يضم المصحف .
- والشَّرَج: عُرى المصاحف.
- والرَّصيع: زرّ عروة المصحف.
- والرَّبعة: الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.
س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.
كان عبد الله بم مسعود من السابقين إلى الإسلام وقد حفظ من في النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة , ومن معلمي القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ,وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفه معلما ,وبعث أبوموسى الأشعري معلما إلى البصرة ,وقد روى مسروق قال: كنا نأتي عبد الله بن عمرو فقال: ذكرنا عبد الله بن مسعود فقال :لقد ذكرتم رجلا لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة ». رواه مسلم.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم من طرق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل؛ فليقرأه على قراءة ابن مسعود »
فكان عبد الله بن مسعود يقرأ أهل الكوفة وأبو موسى يقرأ أهل البصرة فيختلفوا في القرآتـين فساء ذلك الإختلاف حذيفة بن اليمان فخشي أن يختلفوا في الكتاب إختلاف اليهود والنصارى فقال: والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين عثمان لأمرته أن يجعلها قراءة واحدة ,ولما تفاقم الأمر وخشي الفتنة وكان شديد التوقي من الفتن وله كلمة مسموعة عند الخلفاء أشار على عثمان بجمع المصاحف على مصحف واحد , فقام عثمان رضي الله عنه خطيبا في الناس واستشارهم في جمع القرآن فأشاروا عليه بذلك, فقال: أي الناس أقرأ ؟ قالوا: زيد بن ثابت ,قال: وأي الناس أفصح وأعرب قالوا :سعيد بن العاص قال: فليمل زيد وليكتب سعيد بن العاص.
ولما إجتمع رأي الصحابة في المدينة على ذلك وكان عبد الله بن مسعود بعيدا في العراق واختار عثمان زيد بن ثابت واختارمعه من الكتبه والمملين ولم يختر ابن مسعود معهم شق ذلك على ابن مسعود وذلك لعدة أمور
-لإن ذلك يفضي إلى ترك الأحرف التي أقرئه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- غضب عبد الله بن مسعود لإنه كان من المعلمين الأوائل منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد عثمان بما يقارب ثلاثين عاما وكان مقدما في تعليم القرآن وتعليمه ,فلما اجتمعوا لتوحيد القرآءة لم يكن معهم ويؤخذ من علمه فيه.
- كذلك أنه كان يرى أنه لو كان معهم كان ذلك أدعى لحفظ الحروف التي أقرئه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ولم يغضب لفوات منصب أوجاه أو مال كما يظن من يسيء الظن بمن لا يعرف عبد الله بن مسعود وزهده في الدنيا .
- أنه كان من سياسة عثمان رجوع الكتاب إلى مصحف أبي بن كعب ومصحف أبي يختلف عن مصحف عبد الله بن مسعود ولابد من توحيد القراءة على مصحف واحد منعا للإختلاف ولابد من ذلك .
- فلما بلغه ذلك الجمع أول الأمر استنكره لكن لما علم أن هذا هو الحق الذي صاروا إليه رضي ما رضيه الخليفة رضي الله عنه ودفع مصحفه إلى عثمان رضي الله عنه .


س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟
اختلف في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار ومن أصح هذه الأخبار ما رواه البخاري في صحيحه من طريق الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ عثمان "أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق".
- فقيل في عددها أربعه أبقى في المدينة مصحفا وأرسل إلى البصرة والكوفة مصحفا مصحفا وإلى الشام مصحفا .ويدل عليه ,ما ذكره إبراهيم النخعي: (قال رجل من أهل الشام: مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة). فذكر الخبر، وهو في كتاب المصاحف لابن أبي داوود من طريق جرير عن مغيرة عن إبراهيم.
- وروى إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال: «إنَّ أول مَن جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمانُ بن عفان، ثم وضعه في المسجد فأمر به يُقرأ كلَّ غداة»
- وقيل إنها خمسةذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري حيث قال : (واختلفوا في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق فالمشهور أنها خمسة).
فيكون خامسها المصحف الذي أمسكه لنفسه، وهو الذي يُدعى المصحف الإمام.

- وقيل سبعةذكر ذلك ابن أبي داوود قال: سمعت أبا حاتم السجستاني قال: (لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن، كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا).
- وقيل ثمانيةذكر ذلك ابن الجزري في النشرفقال : (فكتب منها عدة مصاحف، فوجه بمصحف إلى البصرةِ، ومصحف إلى الكوفةِ، ومصحف إلى الشامِ، وترك مصحفاً بالمدينة، وأمسك لنفسه مصحفاً الذي يقال له: "الإمام"، ووجَّهَ بمصحف إلى مكة، وبمصحف إلى اليمن، وبمصحف إلى البحرين)ا.هـ
وعلى أي من الأقوال فإن الناس تلقوا تلك المصاحف بالقبول ونسخوا منها مصاحف كثيرة ونشروها في الأمصار .
س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟
هذا القول أن كل ماخالف المصاحف العثمانية فإنه منسوخ بالعرضة الأخيرة ذهب إليه بعض علماء المتكلمين كأبي الحسن الأشعري وأبي بكر الباقلاني وصاحب مناهل العرفان عبد العظيم الزرقاني ,وقد رد شيخنا الفاضل عبد العزيز الداخل ذلك لعدة أمور :
- أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قبل جمع عثمان يقرأون القرآن في المجامع والصلوات والحلق ولو كانوا يقرأون بالمنسوخ لأنكر عليهم ,وقد تقع القرآءه بالمنسوخ من شخص أو شخصين لكن لا يتوقع من الكثرة , ثم لا ينكر عليهم .
- أن عبد الله بن مسعود وأبو الدرداء عندهم من الحلق والمقرئين الكثير وهم يشرفون عليهم فإذا انتهى الطالب من الملقن عرضه على أبو الدرداء وكذلك ابن مسعود وهو الذي يعلم كل آية في القرآن فيم أنزلت وأين نزلت ومتى أنزلت .
- أن الذي حمل عثمان على الجمع هو الإختلاف في القراءة على أحرف مختلفة لا أنهم يقرأون بالمنسوخ.
- إن اعتراض عبد الله بن مسعود على جمع زيد بن ثابت كان لإنه يختلف معه في الحرف الذي يقرأ به وهو الذي يعلم كل آية فيم نزلت ومتى نزلت , وهو الذي شهد العرضة الأخيرة ,وقد شهد ابن عباس لابن مسعود أن قراءته هي الأخيرة لا أن قراءته منسوخة .
- أن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت أقرئا زمنا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ابن عباس ولم ينكر على أحد منهم أنه يقرىء بالمنسوخ.
- إن أئمة القراء ردوا هذه الدعوى وقالوا إنه يلزم من ذلك القول بنسخ كل ماخالف الرسم العثماني من الأحرف السبعة وهذا باطل ,فكان مما قالوا
- قول ابن الجزري: (إذا قلنا إن المصاحف العثمانية محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله تعالى كان ما خالف الرسم يُقطع بأنه ليس من الأحرف السبعة، وهذا قول محظور لأن كثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم)ا.هـ
- وقول مكي بن أبي طالب القيسي: (ولو كانت هي السبعة كلها، وهي موافقة للمصحف لكان المصحف قد كتب على سبع قراءات، ولكان عثمان رضي الله عنه، قد أبقى الاختلاف الذي كرهه، وإنما جمع الناس على المصحف، ليزول الاختلاف)ا.هـ.



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 01:46 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
معنى مصحف: فيه لغتان
-الأصل ( مُصحف) بضم الميم لأنه مصدر من أُصحِف ، فهو مُصحف : أي جعل في صحائف مجموعة لبعضها مجموعة بين دفتين.
قاله الخليل بن أحمد وبه قال أبو منصور الأزهري وجماعة من اللغويين ،فهو شبه اتفاق على مأخذ التسمية .
-وحكي بكسر الميم وهي لغة تميم ،
-وحكي فيه فتح الميم وهي لغة غير مشتهرة ، ذكره أبو جعفر النحاس.
قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كَمَا يُقَال: مُطرَفٌ ومِطرَفٌ، وَقَوله: "مُصحفٌ" مِن أُصْحِفَ، أَي جُمِعت فِيهِ الصُّحُف، وأُطرِف: جُعل في طرفيه العلمان)
قَالَ: (فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوفٍ فَكسرتِ الْمِيم، وَأَصلُهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصلِهِ، وَمن كَسَرَهُ فلاستثقالِه الضمة)ا.هـ.
أسماء أجزاء المصحف
فدفّتا المصحف ضمامتاه من جانبيه، قاله الخليل بن أحمد.
- والشَّرَج: عُرى المصاحف.
- والرَّصيع: زرّ عروة المصحف.
- والرَّبعة: الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.
وكانت أوراق المصاحف من أُدم رِقَاق

-مبدأ تسمية مصحف:
كانت العرب أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب ، فالكتابة فيهم قليلة جدا ، يكتبون ما يحتاجونه من رسائل وعهود ومواثيق في صحائف متفرقة لا تبلغ كتابا ، ذكر بعضها في اشعارهم ، كصحيفة المتلمس وصحيفة لقيط ، والصحيفة الظالمة التي قاطعت بها قريش بني هاشم .
وقال لقيط بن معمر الإيادي في أبيات له بعث بها في صحيفة إلى قومه ينذرهم غزو كسرى:
سلام فى الصّحيفة من لقيط ... إلى مَن بالجزيرةِ من إِيادِ
بأنّ الّليث كسرى قد أتاكم ... فلا يَشْغَلكم سَوْقُ النِّقَادِ
النقاد: صغار الغنم
فأول كتاب بللسان العربي هو القرآن الكريم.فلم يكن للعرب قبل ذلك كتاب معروف بلسانهم.
وكانت العرب تسمي كتب أهل الكتب ( مصاحف)
وليس هناك خبر صحيح في أول من سمى القرآن المكتوب مصحفا، لكن تسميته بهذا الإسم جارية على الأصل في تسمية الصحف المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفاً،ولأن المسلمين ليس لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف حتى اصبحت علما عليه.
وقد قيل انه عرف بهذا التسمية قيل منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ووردت في ذلك آثار ولكنها معلولة منها

1: حديث محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو). رواه الإمام أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد بهذا اللفظ.
وقد رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو).
ومالك أثبت من ابن إسحاق.
وقد روى هذا الحديث عن نافع كلّ من: الليث بن سعد وعبيد الله العمري وأيوب السختياني وجويرية بن أسماء وعبد الله بن دينار، كلهم رووه بلفظ "القرآن" وتفرد محمد بن إسحاق بلفظ "المصحف" فدلّ ذلك على أنه أخطأ في الرواية.
2: وحديث مرزوق بن أبي الهذيل قال: حدثني الزهري قال: حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته» رواه ابن ماجه وابن خزيمة.
ومداره على مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي قال فيه البخاري: (تعرف وتنكر).
فهو مما لا يحتجّ به إذا تفرّد.
وله شاهد رواه ابن خزيمة والبزار والبيهقي في شعب الإيمان من حديث محمد بن عبيد الله العرزمي عن قتادة عن أنس، لكنه مما لا يفرح به فالعرزمي متروك الحديث.
وأعلّ بأنّ المحفوظ في هذا الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه ما رواه العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). رواه مسلم.
وله علَّة في متنه وهي أنَّ صحف القرآن لم تكُن قد أُصحفت في مُصحف على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من غير خلاف بين أهل العلم.
3: وحديث عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا أعينكم حظها من العبادة» ، قيل: يا رسول الله، ما حظها من العبادة؟، قال: «النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه» رواه أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان، وهو ضعيف جداً، بل حكم عليه الألباني بأنه موضوع، من أجل عنبسة الكوفي قال فيه أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث.
وقد روي في منشأ تسمية المصحف آثار واهية لا تصحّ:
منها ما ذكره السيوطي في الإتقان عن ابن أشته أنه أخرج في كتاب المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال: أبو بكر التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر وقال بعضهم: المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف).
وقال السيوطي في موضع آخر: ومن غريب ما ورد في أول من جمعه ما أخرجه ابن أشته في كتاب المصاحف من طريق كهمس عن ابن بريدة قال: "أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه ثم ائتمروا ما يسمونه. فقال بعضهم: سموه السفر. قال: ذلك اسم تسميه اليهود، فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف".
إسناده منقطع أيضا وهو محمول على أنه كان أحد الجامعين بأمر أبي بكر).
قلت: لا يصحّ هذا المحمل لأنَّ سالماً قُتل يوم اليمامة قبل الأمر بجمع القرآن.
وقال الزركشي: ذكر المظفري في تاريخه لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم:
سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من يهود فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به).
وهذه الأخبار واهية من جهة الإسناد لا يُعوَّل عليها.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه قد أقرأ بعض الصحابة بأحرف وأقرأ بعضهم بأحرف أخرى ، فكان كلا يقرأ بما تعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولربما أنكر بعضهم على بعض إذا سمع قراءة صاحبه ، وربما اختصما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأنكر عليهم هذا الاختلاف في القرآن ونهاهم عن ذلك نهيا شديداً، وبين لهم أن كلا منهم محسن في قراءته وهي صحيحة فالقرآن أنزل على سبعة أحرف .عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه البخاري في صحيحه، ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم.
فتأدب الصحابة رضي الله عنهم بما أدبهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاصبح الناس كل يقرأ كما تعلم من وجوه القراءات وأحرفها ، فلما توسعت الفتوحات في زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما واتسعت رقعة البلاد ، أقبل الناس على حفظ القرآن وحفظه فظهر الخلاف والتخاصم في القراءات واشتد في بعض البلد ، وكفر بعض الجهال بعض من قرأ غير قراءتهم وكادت تكون بسبب ذلك فتنة ، فلما تفاقم الأمر وجاء حذيفة بخبر هذه الفتنة ، خطب عثمان رضي الله عنه بالناس واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم واجتمعت كلمتهم على جمع مصحف إمام تستنسخ منه المصاحف ويلغى ما خالفه.
تعددت الآثار بذكر سبب جمع عثمان وكلها ترجع الى سبب واحد وهي اختلافهم في القراءة بسبب أن كلا يقرأ بالحرف الذي تُعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكادت تكون فتنة كلا يكفر الآخر بسبب اختلاف قراءته عن قراءة الآخر . ومن تلك الآثار
1- اختلاف أهل العراق والشام في قراءتهم عندما كانوا في غزوة أرمينية وأذربيجان ،أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه اجتمع لغزوة أرمينية وأذربيجان أهل الشام وأهل العراق، فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة). رواه عمر بن شبة وابن أبي داوود.
2-أن عثمان رضي الله عنه لحظ ذلك الاختلاف فأمر بجمع القرآن
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: قام عثمان فخطب الناس فقال: " أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أبيّ وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به...) رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
3- أن عثمان رضي الله عنه بلغه أن بعضهم يقول قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفر فجمع الصحابه واستشارهم في الجمع. عن سويد بن غفلة الجعفي قال: والله لا أحدثكم إلا بشيء سمعته من علي: سمعته يقول: " اتقوا الله في عثمان ولا تغلوا فيه، ولا تقولوا حراق المصاحف، فوالله ما فعل إلا عن ملأ منا أصحاب محمد، دعانا فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا "،
قلنا: فما ترى؟ قال: «أن أجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف» ، قلنا: فنعم ما رأيت، قال: «فأي الناس أقرأ؟» قالوا: زيد بن ثابت،
قال: «فأي الناس أفصح وأعرب؟»
قالوا: سعيد بن العاص، قال: «فليكتب سعيد وليمل زيد» ، قال: فكانت مصاحف بعث بها إلى الأمصار، قال علي: «والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل» رواه عمر بن شبة.
4-أن حذيفة رضي الله عنه ، حضر في حلقة في المسجد فهتف هاتف بأن يكون كل حلقة بناحية حسب من هي على قراءته ثم اختلفوا بآية من سورة البقرة ، فغضب حذيفة لهذا الأمر وبلغ الخليفة
عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة قال: وليس إذ ذاك حَجَزَةٌ ولا جَلاوزة، إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى؛ فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا (وأتموا الحج والعمرة للبيت) وقرأ هذا: {وأتموا الحج والعمرة لله}
فغضب حذيفة واحمرَّت عيناه، ثم قام ففزر قميصه في حجزته وهو في المسجد وذاك في زمن عثمان فقال: إما أن يركب إليَّ أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس فقال: «إن الله بعث محمدا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان وايم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله» رواه ابن أبي داوود.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا عمرو بن ثابت قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الشعثاء قال: (كنا جلوسا في المسجد وعبد الله يقرأ فجاء حذيفة فقال: " قراءة ابن أم عبد وقراءة أبي موسى الأشعري، والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين، يعني عثمان، لأمرته بجعلها قراءة واحدة قال: فغضب عبد الله فقال لحذيفة كلمة شديدة قال فسكت حذيفة). رواه عمر بن شبة.
وهذا مما يدلّ على أنَّ حذيفة كان يكره هذا الاختلاف من قبل لكنَّه لم يكلّم فيه عثمان حتى رأى بوادر الفتنة.

5- عن زيد بن ثابت: أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، ويقرأ أهل الشام، بقراءة أبي بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، قال: «فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفا» فكتبته، فلما فرغت منه عرضه). رواه عمر بن شبة.

6- وقيل: أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها بقراءة تخالف قراءته قال: إني أكفر بهذه . ففشى ذلك فكلم عثمان رضي الله عنه في ذلك.
عن عمرو بن الحارث أن بكيرا، حدثه: (أن ناساً كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية، فإذا قرأها قال: "فإني أكفر بهذه"، ففشا ذلك في الناس، واختلفوا في القراءة، فكُلِّمَ عثمانُ بن عفان رضي الله عنه في ذلك، فأمر بجمع المصاحف فأحرقها، وكتب مصاحف ثم بثَّها في الأجناد). رواه عمر بن شبة وابن أبي داوود.

7-وروى هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنه قال: (كان الرجل يقرأ فيقول له صاحبه: "كفرت بما تقول"، فرُفِعَ ذلك إلى ابن عفان فتعاظم في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأرسل إلى الرَّبْعَةِ التي كانت في بيت عمر رضي الله عنه، فيها القرآن "
قال: «وكان يتعاهدهم».
...الخ). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داوود في كتاب المصاحف.


8- وقيل : أن كل معلم كان يعلم قراءة الرجل فيختلف الغلمان في قراءتهم وارتفع ذلك الى المعلمين حتى كفر بعضهم بعضا.
عن أبي قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين.
قال أيوب: لا أعلمه إلا قال: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبا فقال: «أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافاً، وأشد لحناً، اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إماماً» رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف، وهو منقطع.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية
.
اختلف في عدد كتاب المصاحف العثمانية:
في البخاري أربعة وفي كتاب المصاحف في حديث ابن سيرين انهم اثنى عشر ذكره كثير بن أفلح.
والذين وردت اسماؤهم من الكتاب هم :
-زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام . ذكرهم البخاري عن أنس رضي الله عنه.وذكر زيد في كتاب المصاحف
-أبي بن كعب ، ذكر في كتاب المصاحف
-كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري. ذكره ابن سيرين
-أبان بن سعيد فعن عمارة بن غزية عن خارجة بن زيد أن الذي كان يملي على زيد هو أبان بن سعيد بن العاص،
قال الحافظ في الفتح: (قال الخطيب: ووهم عمارة في ذلك لأن أبانَ قتل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخل له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص ابن أخي أبان المذكور).ا.هـ.
-مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري،جدّ الإمام مالك،قال الإمام مالك في الموطأ: «ولا بأس بالحلية للمصحف، وإنَّ عندي مصحفا كتبه جَدّي إذْ كَتَب عثمان رضي الله عنه المصاحف، عليهِ فِضَّةٌ كثيرة». ولا يدل هذا على أنه من الكتبة بدليل أن الامام مالك ورث مصحف جده فمراد الإمام مالك أن جدّه كتب هذا المصحف لنفسه في ذلك الوقت.
- أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب. ذكره ابن حجر عن ابن أبي داوود
لكن ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ لا يصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه، وقد قال فيه البخاري: (كثيرُ الوهم في الزهري)
هذه ما علم من أسماء كتبة المصاحف العثمانية .

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
اختلف الجمعان في الاسباب والمقاصد فكان جمع أبي بكر رضي الله عنه سببه ان كثير من القراء قتل في حروب الردة فكان هناك حاجة لحفظه مكتوباً .
وسبب جمع عثمان رضي الله عنه ما وقع من فتنة في الاختلاف في الأحرف.
وبسبب اختلف السبب والمقصد فقد اختلفت طريقة الجمع، فجمع أبي بكر رضي الله يكفي فيه أن يكتب نسخة من القرآن على أي حرف من الأحرف السبعة وذلك لأن كل حرف منها كاف شاف ، والصحابة رضي عنهم على معرفة بالقراءات فكلا يقرأ كما عُلّم ولا ينازع على ذلك ، لما أدبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما جمع عثمان رضي الله عنه ، فلابد فيه من الأجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموعة الأحرف السبعة ، فكتبوه على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش ، ولا يخالف العرضة الأخيرة ، وقد انعقد إجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا بذلك الاختيار وترك القراءة بما يخالفه وأجمعت عليه الأمة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
تفسير هذه الألفاظ
العُسب: جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض. ذكره السيوطي
اللخاف: الحجارة الدقاق
وقيل: صفائح الحجارة . قاله الخطابي
الرقاع: جمع رقعة قد تكون من جلد أو رق أو كاغد .
الأكتاف: جمع كتف وهو العظم للبعير أو للشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه.
الأقتاب: جمع قتب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 07:14 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الرابعة
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن بإشارة من عمر رضي الله عنه لما رأى من كثرة من قتل من القراء في وقعة اليمامة ، وخشية ضياعه وقد انقطع الوحي ، وزال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد .
فقد روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : "أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه: « إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُ لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير» فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: « إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه »
فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: « هو والله خير »
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للَّذي شرَحَ له صدرَ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ".

س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
لما جمع زيد بن ثابت رضي الله عنه القرآن بقي المصحف عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفي ، ثم عند عمر رضي الله عنه حتى توفي ، ثم كان عند حفصة رضي الله عنها فأرسل لها عثمان بأن تدفعه إليه حتى يجمع المصحف ثم يرده إليها ، ثم بقي عندها حتى أصبح مروان أميرا للمدينة فسألها المصحف حتى يمزقه خشية اختلاف الكتاب بعضه بعضا فمنعته إياه ، فلما توفيت أرسل مروان إلى ابن عمر رضي الله عنه بعزيمة ليرسلن بها فشقها ومزقها .
روى ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن سالم بن عبد الله: أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها، أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت ، فقال مروان: "إنما فعلت ذلك لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف ، فخشيت إن طال بالناس الزمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب ، أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب " .

س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
أجمع الصحابة رضي الله عنهم على استحسان ما فعله عثمان رضي الله عنه سوى ابن مسعود في أول الأمر ، واستقر إجماع المسلمين على القراءة بما تضمنته المصاحف العثمانية وترك ما سواها .
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: (يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا في المصاحف وإحراق المصاحف؛ فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا [جميعاً] أصحابَ محمد، دعانا فقال: « ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا »
قلنا: فما ترى؟
قال: «أن أجمع الناس على مصحف واحد؛ فلا تكون فرقة ولا اختلاف»
قلنا: فَنِعْمَ ما رأيت).
قال علي: « والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل».
رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داوود في كتاب المصاحف
وقال أبو إسحاق السبيعي: سمعت مصعب بن سعد، يقول: «أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرين فما رأيت أحدا منهم عاب ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف» رواه عمر بن شبة وابن أبي داوود.
ما ورد في مخالفة عبدالله بن مسعود في أول الأمر :
خالف ابن مسعود إجماع الصحابة في أول الأمر وذلك لأنه كان نائياً في العراق، وكان عثمان قد اختار زيد بن ثابت لعلمه بالكتابة والخطّ، وكان أكتبَ الناسِ في زمانه، وجعل معه من جعل من القراء والكتبة والمملين، ولم يجعل ابن مسعود منهم شقّ ذلك على ابن مسعود لأنَّ ذلك يفضي إلى ترك بعض الأحرف التي قرأ بها وتلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يختار القراءة التي جمع عثمان عليها الناس، ولم يكن غضبُه لمجرّد أنه لم يوكل إليه جمع القرآن كما يغضب المرء على فوات منصب أو نهزة شرف، كما توهَّمه من لم يقدر فضل ابن مسعود وعلمه وزهده في المنصب وما يحرص عليه أهل الدنيا.
لكنَّه رأى أنه لو جُعل مع النفر الذين أوكل إليهم جمع القرآن وتوحيد رسمه لكان أدعى لحفظ الحروف التي يقرأ بها مما تلقّاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغضب أن تُرك مع أنه كان من المعلّمين على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الزمان، وهو نحو ثلاثين سنة أو تزيد، وكان مقدَّما في إقراء القرآن وتعليمه، فلمّا اجتمع الناس لكتابة المصاحف لم يكن ممن يُستدعى لهذا الأمر الجلل، ويؤخذ من علمه فيه. .
فقام في الناس خطيباً واستنكر هذا الجمع أوّل الأمر لمّا بلغه، ثمّ إنه لمّا تبيّن له أن المصير إليه هو الحقّ رضي ما رضيه عثمان وسائر الصحابة واجتمعت عليه كلمة المسلمين.
وكان ابن مسعود بعد ذلك يسكّن الناسَ في أمر الاختلاف في القراءات، ويخبرهم أن اختلاف الأحرف ليس باختلاف في معاني القرآن، وأنّ كلّ حرف منها كافٍ شافٍ، وأنّ من قرأ على قراءة فليثبت عليها ولا يشكنّ فيها ولا يدعنّها رغبة عنها.
قال فلفلة الجعفي: فَزعتُ فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: «إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإن الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد». رواه ابن أبي داوود.
- روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (قد سمعت القراء، فوجدتهم مقاربين، فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال). رواه عمر بن شبة.

س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال :
القول الأول : أن عثمان رضي الله عنه حمل الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة ، وقد ذهب لهذا القول ابن جرير وابن القيم وجماعة
قال ابن جرير: (وجمعهم [أي:عثمان] على مصحف واحد، وحرف واحد، وخرَّق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم على كل من كان عنده مُصحفٌ مخالفٌ المصحفَ الذي جمعهم عليه أن يخرقه؛ فاستوسقتْ له الأمة على ذلك بالطاعة .
وهذا القول لا يصحّ لأنَّ المصاحف العثمانية لم تكن منقوطة ولا مشكولة وقد وقع بينها اختلاف في بعض المواضع في الرسم، وكان القراء يقرؤون من قراءاتهم بما وافق الرسم، ويدعون ما خالف الرسم، فقرؤوا من الأحرف السبعة ما وافق الرسم، وبذلك نشأت القراءات المعروفة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليست هذه القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها باتفاق العلماء المعتبرين).
القول الثاني : أنّ جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة كلها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ذهب طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر الباقلاني وغيره؛ بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة)ا.هـ.
وهذا القول بعيد مخالف لمقصود جمع عثمان رضي الله عنه.
قال ابن الجزري في منجد المقرئين: (إذا قلنا: إنَّ المصاحف العثمانية محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله تعالى كان ما خالف الرسم يقطع بأنه ليس من الأحرف السبعة، وهذا قول محظور لأن كثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم).
القول الثالث : أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى.
قال مكيّ بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ): (فالمصحف كتب على حرف واحد، وخطه محتمل لأكثر من حرف إذ لم يكن منقوطاً ولا مضبوطاً).
وقال في موضع آخر: (إن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما يخالف خطه).
وقال أحمد بن عمار المقرئ(ت:440هـ): (أصحُّ ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن). نقله أبو شامة في المرشد الوجيز.
وقال ابن الجزري: (وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبرائيل عليه السلام - متضمنة لها لم تترك حرفا منها).
وهذا هو القول الراجح .

س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور في مصحف واحد؟
اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال :
1- القول الأول : ذهب بعض أهل العلم إلى أن ما جمعه أبو بكر كان في صحائف متفرقة، وأن آيات كلّ سورة فيه مرتبة، غير أنّه لم يكن مرتباً على السور، وأنّ عثمان هو الذي جمع القرآن في مصحف واحد ورتّبه على السور.
وقد ذهب لذلك عبدالواحد الصفاقسي المعروف بابن التين في شرحه على صحيح البخاري ولم يتعقبه ابن حجر ، كذلك نقله السيوطي في الإتقان ولم يتعقبه ، فاشتهر في كتب علوم القرآن .
وقد دلت المرويات والآثار على خطأ هذا القول
2- القول الثاني : أن أبا بكر رضي الله عنه قد جمع القرآن بين دفتين .
وقد دل على ذلك ما ورد عن علي رضي الله عنه : "رحم الله أبا بكر، كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين". رواه ابن أبي شيبة وأبو نعيم وابن أبي داوود وغيرهم.
وقال صعصعة بن صوحان العبدي وكان من القراء في زمن عثمان: «أول من جمع بين اللوحين، وورَّث الكلالةَ أبو بكر» رواه ابن أبي شيبة.
ومن ضرورة جمعه بين لوحين أن يكون له ترتيب، وإن لم نقف على تعيينه.
وهذا هو القول الراجح ، وأما الآثار التي فيها أنَّ أبا بكر جمع القرآن في قراطيس أو صحف فينبغي أن تفهم بما يوافق هذه الآثار ولا يخالفها؛ فهي في قراطيس مجموعة في مصحف واحد، وفي صحف بين لوحين.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 10:16 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟
جمعه كله في مصحف واحد للتوثيق لما في صدور الرجال بعد أن كانت الآيات والسور متفرقة في العسب واللخاف وصدور الرجال،
قال الحارث المحاسبي: (كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب).
وقال: (وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء)ا.هـ.

موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع أبي بكر الصديق للقرآن:
أجمع الصحابة على ذلك
- قال أبو عبيد القاسم بن سلام: عن علي، قال: «رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن».

س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.
- دفّتا المصحف ضمامتاه من جانبيه، قاله الخليل بن أحمد.
- والشَّرَج: عُرى المصاحف.
- والرَّصيع: زرّ عروة المصحف.
- والرَّبعة: الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.
وكانت أوراق المصاحف من أُدم رِقَاق.

س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.
بعد أن أشار حذيفة بن اليمان على عثمان رضي الله عنهم بجمع المصاحف على مصحف واحد، حتى لا يتنازع القراء فتقع بينهم فتنة وتفرّق بسبب اختلافهم وتنازعهم، عمل لجنة لذلك من اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، واختار زيد بن ثابت.لاختيار أبا بكر وعمر له لجمع القرآن في زمنهم ولأنه أكتب الناس واختار سعيد بن العاص لأنه أعرب الناس ليمل عليه .ولم يجعل ابن مسعود من اللجنة كونه نائياً في العراق شقّ ذلك على ابن مسعود لأنّه عاصر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة أو تزيد ولشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بحسن القراءة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل؛ فليقرأه على قراءة ابن مسعود » ولعلمه بالقراءات حيث قال :(ما من كتاب الله آية إلا أعلم حيث نزلت، وفيم نزلت، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني، تبلغنيه الإبل لرحلت إليه). فغضبه كان لمصلحة الأمة وخوفاً على حفظ الحروف التي يقرأ بها ولم يكن لهوى أو منفعه دنيوية ويكفيه ما قاله عنه حذيفة عندما سُئل عن رجلٍ قريب السَّمْتِ والهَدْيِ من النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتى يأخذوا عنه فقال: « ما أعرفُ أحداً أقربَ سمتاً وهدياً ودلاً بالنبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من ابن أمِّ عبْدٍ »
وما يدل على استنكاره ما روى إسرائيل، عن خُمَير بن مالك قال: ( لما أمر بالمصاحف تغير ساء ذلك عبد الله بن مسعود؛ فقال: (من استطاع منكم أن يغلَّ مصحفه فليغله، فإن من غلَّ شيئاً جاء به يوم القيامة)
وقد كره موقفه هذا جماعة من كبار الصحابة وقرائهم وأنكروه.
- وروى الأعمش عن علقمة أنه قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فقال: «كُنَّا نَعُدّ عبدَ الله حَنَّانا فما بالُه يواثِبُ الأمراء» رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ثمّ إنّ ابن مسعود رضي الله عنه قد رجع عن موقفه هذا إلى موافقة ما اجتمعت عليه كلمة الصحابة رضي الله عنهم. وأصبح يدعو الناس لعدم الاختلاف حيث روى عبد الرحمن بن عابس النخعي عن رجل من همدان من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه أنه اجتمع إلى ابن مسعود ناسٌ من أهل الكوفة فقرأ عليهم السلام، وأمرهم بتقوى الله، وألا يختلفوا في القرآن ولا يتنازعوا فيه فإنه لا يختلف ولا يتشانّ ولا يَتْفَه لكثرة الردّ..
وقال لهم: (ألا ترون أن شريعة الإسلام فيه واحدة حدودها وفرائضها وأَمْرَ اللهِ فيها، فلو كان شيء من الحرفين يأمر بشيء وينهى عنه الآخر كان ذلك الاختلاف، ولكنه جامع ذلك كله). رواه عمر بن شبة.

س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟
اختلف في العدد على أقوال:
1- أن عددها كثير أرسلت في مرات مختلفة الى البلدان وذلك ما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ عثمان "أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق".
2-أن عددها أربعة مصاحف: أبقى واحداً م في المدينة، وبعث الباقي إلى الشام والكوفة والبصرة مصحفاً مصحفاً. رجحه أبو عمرو الداني لإجماع الأئمة
3-أنها خمسة فيكون الخامس هو المصحف الإمام الذي أمسكه لنفسه مصحفاً .قال قاله ابن حجر في فتح الباري
4-أنها سبعة مصاحف، أبقى واحداً في المدينة وبعث الباقي إلى مكة، و الشام، و اليمن، والبحرين، و البصرة، وآخر إلى الكوفة.بعثها مصحفاً مصحفاً .قاله ابن أبي داوود عن السجستاني وقاله أبو عمرو الداني
5-أنها ثمانية مصاحف أبقى واحداً في المدينة وترك لنفسه مصحفاً يقال له إمام
، وبعث الباقي إلى البصرةِ، و الكوفةِ، و الشامِ، و مكة، واليمن، و إلى البحرين .مصحفاً مصحفاً .قاله ابن الجزري في النشر

س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟
هناك قولان :
1- أنّه منسوخ بالعرضة الأخيرة نحو قوله سبحانه: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} وقرأ ابن عباس هكذا [يأخذ كل سفينة صالحة غصبا] بزيادة كلمة صالحة فإنَّ هذه الكلمة لم تثبت في مصحف من المصاحف العثمانية فهي مخالفة لخطّ المصحف، لأنها منسوخة بالعرضة الأخيرة، قاله الزرقاني في مناهل العرفان واستدل على قوله بإجماع الأمة على ما في المصاحف.
2-أنه غير منسوخ ودليلهم الأسباب التالية:
1/قراءة الصحابة قبل جمع عثمان على أحرف مختلفة غير منسوخة، وكانوا يأمون بها ويتلونها في المجامع وحلق التعليم، ولو كان أحد منهم يقرأ بالمنسوخ لأُنكِرَ عليه.
2/أنه اشتهرت وقرأ بها عدد كبير من القراء فلا يعقل أن تكون منسوخة ؛ فقد كان في حِلَقِ ابن مسعود في الكوفة العدد الكثير، وكان يدور على تلك الحِلَق، ووصل العدد إلى نحو ألف رجل في حلق أبي الدرداء .
3/أن السبب في الجمع في زمن عثمان اختلافُ الناس في الأحرف، وليس أن القراء يقرؤن بالمنسوخ.فزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود شهدا العرضة الأخيرة على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، ومع ذاك اختلفت قراءتاهما في بعض الأحرف لا أنّ أحدهما يقرأ بما هو منسوخ، وكلاهما أقرأ الناسَ زمناً طويلاً بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من غير إنكار، وابن عباس قرأ على زيد بن ثابت وروي أنه أخذ بعض الأحرف من قراءة ابن مسعود، ولم ينكر على أحد منهما أنه يقرئ بالمنسوخ.
وكذلك حذيفة كان عالماً باختلاف القرَّاء، ولو كان أحدهم يُقرئ بالمنسوخ لأَنكر عليه.
4/أنّ ما خالف رسم المصحف منه ما يكون من المنسوخ تلاوة، ومنه ما يكون مما أجمع الصحابة على ترك القراءة به بعد جمع عثمان، ولذلك فإنّ الإجماع على ترك القراءة بما خالف رسم المصحف لا يقتضي القول بالنسخ مطلقاً. فكثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ابن الجزري .وبين شيخ الإسلام ابن تيمية عدم صحة القول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة، وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم وهو أوفق لهم، أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الآخرة، و إنه نسخ ما سوى ذلك.وهذا يوافق قول النسخ فيما يخالف رسم هذا المصحف كحروف أبي بن كعب وابن مسعود وغيرهما.
5/بين ابن تيمية وابن الجوزي حكم جواز الصلاة بالقراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني مثل قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما [والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى] ومثل قراءة عبد الله: [فصيام ثلاثة أيام متتابعات]. وكقراءته: [إن كانت إلا زقية واحدة] . على قولين للعلماء:
1-يجوز ذلك لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة.
2- لا يجوز ذلك وهو قول أكثر العلماء، لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني أو أنها لم تنقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة، كل هذه مآخذ للمانعين

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 10:59 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
المصحف على ثلاث لغات :
1- المُصحف ضَمُّ الميمِ لأنه مصدرٌ من أُصْحِفَ وهو الأصل، أي جُعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفَّتين. وهو شبه اتّفاق على مأخذ التسمية.ثم استثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوفٍ فَكسرتِ الْمِيم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصلِهِ، وَمن كَسَرَهُ فلاستثقالِه الضمة
2- مِصْحَف :كسر الميم وهي لغة تميم،
3- فتح الميم وهي لغة غير مشتهرة، ذكرها أبو جعفر النحاس.
مبدأ تسمية المصحف:
ذكر شيخنا حفظه الله ، أنه لم يقف على خبر صحيح في أوّل من سمَّى القرآن المكتوب مُصحفاً؛ إلا أنَّ تسميته بهذا الاسم جارية على الأصل في تسمية الصحفِ المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفاً، ولأجل أنَّ المسلمين لم يكن لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف حتى جُعلت علماً عليه، فأوَّل كتاب باللسان العربي هو القرآن ،كانت الكتابة فيهم قليلة جداً، وإنما يكتبون ما يحتاجون إليه من الرسائل والعهود والمواثيق في صحائف متفرقة لا تبلغ أن تكون كتاباً.
."الصحيفة" تُجمع على صُحُف وصَحَائف إذا كانت متفرقة غير مضمومة، فإذا ضُمَّت سُميت مُصحفاً؛ فإذا تعدَّدَتْ أجزاء الكتاب سمّيت تلك الأجزاء "مصاحف". ولذلك كانت العرب تسمّى كُتُبَ أهلِ الكتابِ "مصاحف"،

-- وقد قيل إن تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وروي في ذلك أحاديث وآثار لكنها معلولة، ومنها:
- تفرد محمد بن إسحاق بلفظ "المصحف" حديث عن نافع عن ابن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو).وكلهم رووه بلفظ "القرآن" " فدلّ ذلك على أنه أخطأ في الرواية.
- حديث عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا أعينكم حظها من العبادة» ، قيل: يا رسول الله، ما حظها من العبادة؟، قال: «النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه» وهو ضعيف جداً، بل حكم عليه الألباني بأنه موضوع،

-- وقد روي في منشأ تسمية المصحف آثار واهية لا تصحّ: حيث قيل أنه لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من يهود فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به - هذه الأخبار واهية من جهة الإسناد لا يُعوَّل عليها-


س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن بعده على الأحرف السبعة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله عز وجل، وعندما كثرت الفتوحات في زمن عمر ثم زمن عثمان واتّسعت بلاد المسلمين وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان، وعظم الأمر فيه، و اشتدّ الخلاف في بعض البلدان، وكفَّر بعض الجهّال بعض من قرأ غير قراءتهم، وكادت أن تكون بينهم فتنة بسبب ذلك.
فكان بعض الصحابة يلحظ ذلك وينكره، ويبلغ عثمان أنواع من الخلاف والتنازع؛ فلما تفاقم الأمر، وجاء حذيفة بخبر الفتنة بين أهل الشام وأهل العراق في غزوة أرمينية وأذربيجان حيث اجتمعوا ليتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة؛ فخطب عثمان في الناس، واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم، واجتمعت كلمتهم على جَمْعِ مصحفٍ إمامٍ تستنسخ منه المصاحف، ويلغى ما خالفه.



س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختُلف في عدد الكَتَبةِ الذين كتبوا المصاحف العثمانية
- على الرواية المعروفة هم زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام "هذا في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه.
- وهناك قول آخر أنهم اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار،عرف منهم تسعة ، الأربعة الأوائل هم المذكورين بالرواية المعروفة
1- زيد بن ثابت
2- عبد الله بن الزبير
3- سعيد بن العاص - الذي كان يملي على زيد هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، وهو معدود في صغار الصحابة رضي الله عنهم،
4- عبد الرحمن بن الحارث
5- أبيّ بن كعب
6- كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري
7- مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري وكان من القراء زمن عثمان بن عفان، ولم يثبت أنه من كُتّاب المصاحف العثمانية، والظاهر أنه كتبها بنفسه في ذلك الوقت حيث كَثُرَ استنساخُ المصاحف بعد أن جمع عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف إمام.
8- أنس بن مالك
9- عبد الله بن عباس
و عدّ ابن عباس وأنس بن مالك عن ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ وهذا يصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه
--الغالب كان ابتداء الأمر لزيد وسعيد ، ثم احتاجوا إلى من يساعد في الكتابة بحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق؛ فأضافوا إلى زيد مَن ذُكِرَ ثم استظهروا بأبيّ بن كعب في الإملاء

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
يختلف جمع أبي بكر وعثمان باختلاف الأسباب والمقاصد
جمع أبي بكر كان سببُه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة، فكان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة إذ كلها كافٍ شافٍ، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات، بل كان كلّ منهم يقرأ كما عُلّم، ولا ينازِع غيره فيما أُقرئوا، ولا ينازعونه فيما أقرئَ، لما أدّبهم به النبي صلى الله عليه وسلم
وجمع عثمان كان سببه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف. فكان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة، وكان هذا بإجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت وماأجمعت عليه الأمة

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل - يكشط الخوص ويكتب في الطرف العريض،
واللِخاف:جمع لَخْفة وهي الحجارة الدقاق .
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد،
والأكتاف: جمع "كتف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كُتب عليه،
والأقتاب: جمع "قتب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م, 11:33 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
لما استحر القتل بقراء الصحابة في موقعة اليمامة ، أشار عمربن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن خشية ضياع بعض آياته .
كان أبابكر متهيباً في بدء الأمر ، ومازال عمر يراجعه حتى شرح الله صدره للأمر .
وقد روى ابن أبي داود أثراً منقطعاً :(أن عمر بن الخطاب سألَ عن آيةٍ من كتاب الله؛ فقيل كانت مع فلان فقُتِل يوم اليمامة؛ فقال: «إنا لله » ، وأمر بالقرآن فجُمِع، وكان أوَّلَ من جمعه في المصحف ).

س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه مع عمر رضي الله عنه بعد وفاته ، وبعد وفاة عمر كان مع حفصة ابنته ، وبقي معها حتى بعد جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه المصحف ، فيروى أن عثمان أقسم لحفصة أن يعيد لها المصحف بعد انتهائهم من مراجعة المصحف ،وقد صدق عثمان رضي الله عنه ، وأعاد لها المصحف .
وفي عهد الخليفة مروان أرسل إلى حفصة يطلب المصحف فأبت ، ثم أرسل بعد وفاتها لابن عمر يسأله مصحف حفصة فأرسله إليه فأحرقه خشية أن يفتتن الناس بمقارنته بما في أيديهم من المصاحف .
-هناك عدة روايات تدل على هذه القصة منها ما رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف ، عن سالمٍ، وخارجة: (أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق كان جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابتٍ النّظر في ذلك، فأبى حتّى استعان عليه بعمر ففعل، وكانت تلك الكتب عند أبي بكرٍ حتّى توفّي، ثمّ عند عمر حتّى توفّي، ثمّ كانت عند حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ فأرسل إليها عثمان؛ فأبت أن تدفعها إليه حتّى عاهدها ليردّنّها إليها، فبعثت بها إليه؛ فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثمّ ردّها إليها ؛فلم تزل عندها حتّى أرسل مروان فأخذها فحرّقها ).
س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
أجمع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعون على قبول جمع عثمان ، وقد ورد أن عبد الله بن مسعود أبى في بدء الجمع ثم عاد ووافقه .
وفي وراية عند ابن شبة من طريق السدي عن مصعب بن سعد، قال: (سمعت رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: لقد أحسن).
س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
اختلف العلماء في هذه المسألة ، والوارد فيها ثلاثة مذاهب :
1- علماء قالوا بأن عثمان رضي الله عنه قد جمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة ،قال ابن جرير: (وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وخَرَّق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه )، وهذا مخالف لما حصل ولقول وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله وسع على المسلمين بهذه القراءات ، فكيف يخالفه عثمان رضي الله عنه في ذلك .
2- علماء قالوا بأن الرسم العثماني يحتمل كل الأحرف السبعة ، وقال الحافظ ابن الجزري في النشر: (ذهب جماعات من الفقهاء والقرّاء والمتكلمين إلى أن المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة، وبنوا ذلك على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها). وهذا القول يخالفه الواقع فإن المصحف العثماني لا يحتمل بعض الاختلافات الواردة في الأحرف السبعة .
3- علماء قالوا بأن عثمان رضي الله عنه أثبت ما كان موافقاً للغة قريش والعرضة الأخيرة التي عرضها الصحابة على الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقد يحتمل بعض الأحرف السبعة . وهذا القول هو القول الراجح ، قال الحافظ ابن حجر: (والحق أن الذي جُمع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به المكتوب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض ما اختلف فيه الأحرف السبعة لا جميعها، كما وقع في المصحف المكي {تجري من تحتها الأنهار} في آخر براءة وفي غيره بحذف من، وكذا ما وقع من اختلاف مصاحف الأمصار من عدة واوات ثابتة في بعضها دون بعض، وعدة هاءات، وعدة لامات، ونحو ذلك، وهو محمول على أنه نزل بالأمرين معاً) .

س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور في مصحف واحد؟
جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن مرتباً في مصحف واحد ،يدل على ذلك قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (رحم الله أبا بكر، كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين). وجمعه بين اللوحين يقتضي ترتيب سوره وآياته . وقد أخطأ بعض العلماء الذين نقلوا عن الصفاقسي قولاً أن أبا بكر جمع القرآن آيات متفرقة وسور غير مرتبة ، فلما جمع القرآن عثمان رتبها ، هذا قول مردود يخالفه قول علي وغيره من الصحابة الذين نقلوا لنا أخباراً متواترة بجمع أبي بكر للقرآن بين دفتين والله أعلم .

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:26 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه نهيا شديدا عن الاختلاف في القرآن، وبين لهم الهدى في كيفية التعامل مع القراءات الصحيحة المخالفة لقراءاتهم، وقد صح في ذلك أدلة كثيرة منها:
ما رواه ابن شهاب الزهري من طريق عمر بن الخطاب أنه سمع يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسله، اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت»، ثم قال: «اقرأ يا عمر» فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه البخاري في صحيحه، ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم.
وفي رواية عند ابن أبي شيبة أن ابن مسعود قال: (فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وفي رواية عند أحمد: (فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والحكمة من هذا النهي كما جاء في الأدلة السابقة: هو خشية الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه الهلكة؛ بسبب التنازع، والتباغض، والشحناء التي تنتج عن الاختلاف، والتي يعقبها الفشل، وتفرق الكلمة، وقد حدث بعض هذه الأمور حين انتشر الإسلام، وفتحت الأمصار؛ حتى كفر بعض القراء البعض الآخر ممن خالف قراءتهم؛ وهو ما دفع عثمان رضي الله عنه لجمع الناس على مصحف واحد.
وقد ترك هذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن أثرا عظيما على الصحابة؛ حيث تأدبوا بما أدبهم الرسول صلي الله عليه وسلم، فلم ينكر بعضهم على بعض مخالفتهم لهم في القراءة ما دامت صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا الاختلاف، والتنازع، ولقنوا هذا الأدب لأصحابهم من التابعين؛ قال شعيب بن الحبحاب: كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا.
قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم [النخعي]؛ فقال: (أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله). رواه أبو عبيد وابن جرير.

س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
كان اختيار أبي بكر رضي الله عنه لزيد بن ثابت دون غيره لكتابة المصحف لأسباب منها:
لأنه كان شابا؛ وتتبع القرآن لجمعه من صدور الرجال، ومن اللخاف، والعسب، والأكتاف، وغيرها؛ يحتاج إلى قوة، ونشاط، وهمة؛ وهذه المزايا أكثر اجتماعها في الشباب.
أنه كان شابا عاقلا؛ وذلك مفيد في حسن التعامل مع الرجال لنسخ ما كتبوه.
أنه أمين؛ فلا يخشى في كتابته للوحي من الزيادة فيه ما ليس منه، أو النقصان منه.
وهو أجل الأسباب؛ وهو أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو عارف بطريقة كتابة الوحي، وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم راض عن كتابته.

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
سئل عنه مالك رضي الله عنه فقال: (ذهب).
وقال الشاطبي إنه ليس في قول مالك مايدل على عدم المصحف بالكلية؛ لأن ما تغيب يرجى ظهوره.
وخلاصة قول السمهودي: يحتمل أن المصحف لما ظهر نقل للمدينة، ولكن يرد هذا الاحتمال أنه موجود في كل من القاهرة، ومكة مصاحف يقال عنها إنها مصحف عثمان الإمام، وعليها أثر دمه في نفس الموضع، ومعلوم أن المصحف الإمام واحد؛ وهو الذي كان بين يدي عثمان عند استشهاده، ثم قال: والذي يظهر أن بعضهم وضع خلوقا على موضع الدم تشبها بالمصحف الإمام.
ومما يؤيد ما ذهب إليه السمهودي أن آل عثمان لما قيل لهم ـ حين كرهوا بعث الحجاج مصحفا إلى المدينة ـ أخرجوا مصحف عثمان يقرأ. قالوا أصيب المصحف يوم قتل عثمان.
قال محرز: (بلغني أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان).
قال: (فلما استُخلِف المهديُّ بعثَ بمصحفٍ إلى المدينة؛ فهو الذي يقرأ فيه اليوم، وعزل مصحف الحجاج، فهو في الصندوق الذي دون المنبر).

س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
منشأ القول بكون مصحف أبي بكر كان جامعا للقراءات السبعة هو عقدي؛ وذلك أن أبا الحسن الأشعري كان يزعم أن حفظ القرآن شامل لحفظ الأحرف السبعة، وفي ذلك ما لا يخفى من مصادمة إجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك ما خالف المصحف الإمام من الأحرف الأخرى.
وكل الأقوال المشابهة لهذا القول إنما هي مبنية على أصل التلازم بين حفظ القرآن وحفظ الأحرف السبعة، أو أنها بنيت على محاولة إيجاد الفروق بين جمع أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، ومما زاد هذا القول ـ أي جمع مصحف أبي بكر للأحرف السبعة ـ شهرة هو نقل أبي عمر الداني له في كتابه "المقنع في رسم مصاحف الأمصار” فتلقاه بعض العلماء علي أنه صحيح متقرر، وهو إنما ذكره احتمالاً، وقولاً من قولين فيهما نظر.
ومن أدلة خطإ هذا القول:
أنه يلزم من هذه الدعوى أن مصحف أبي بكر كتب سبع مرات، أو أن رسم مصحف أبي بكر احتمل القراءة بالحروف السبعة؛ وهذا أمر غير ممكن؛ إذ يلزم منه أن تكرر كتابة الكلمة أو الآية التي فيها اختلاف ضبط أو اختلاف تقديم وتأخير.
قول مروان بن الحكم لابن عمر لما أراد إتلاف مصحف أبي بكر أنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان؛ إذ لو كان جامعا للأحرف السبعة لكان ذلك مشهورا؛ ولكانت حجة عثمان ظاهرة في إتلافه.
أنّ مصحف أبي بكر لو كان جامعاً للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثّق من الصحابة في صحفهم التي استلمها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها، وينسخ من مصحف أبي بكر، ولكنه أراد أن يجمع من مجموع مصاحفهم، مصحفا واحدا يجتمعون عليه.
أن عثمان رضي الله عنه كان ربما ترك بعض ما في مصحف أبي بكر ترجيحاً منه لبعض الأحرف التي في المصاحف الأخرى.

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
سبب بقاء هذا الاختلاف في القراءات هو احتمال الرسم العثماني لتلك القراءات، وهذا الاختلاف الباقي هو على أربعة أنواع:
الاختلاف في طرائق نطق بعض الحروف والكلمات؛ ويدخل في ذلك الاختلاف في الهمز والتسهيل والإبدال والإشمام والإمالة والإدغام والمدّ والقصر وغيرهاومن هذا النوع الاختلاف في نطق الصاد في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} مع اتحاد رسمها في المصاحف بالصاد.
الاختلاف في ضبط بعض الكلمات وهو على قسمين:
قسم لا يتغيّر به المعنى كالاختلاف في {ضَعْف} و{ضُعف}.
وقسم يتغيّر به المعنى كالاختلاف في قوله تعالى: {بل عجبتَ ويسخرون} قرأه حمزة والكسائي بضمّ التاء {بل عجبتُ} والباقون بفتحها.
وقريب من هذا القسم الاختلاف في نطق الأحرف المتقاربة مع اتحاد الرسم كالاختلاف في قوله: {ظنين} و{ضنين}.
الاختلاف الذي يكون سببه عدم النقط؛ مثل: قوله تعالى: {فتبينوا} قرئ: {فتثبتوا}.
ما اختلف فيه الرسم بين المصاحف العثمانية، وهي أحرف يسيرة نقلها الرواة، ومن أمثلتها: قوله تعالى في سورة التوبة {تجري تحتها الأنهار} وفي المصحف المكّي وقراءة ابن كثير: {تجري من تحتها الأنهار}.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 05:51 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
جمع أبو بكر القرآن باشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى كثرة من قتل من القراء في وقعة اليمامة
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
روى الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن مروان كان يرسل الى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه اياها قال سالم فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة الى عبد الله بن عمر ليرسلن اليه بتلك الصحف فأرسل بها اليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت
فقال مروان انما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف فخشيت أن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول أن شيء منها لم يكتب."

س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
أجمع الصحابة رضي الله عنهم على استحسان ما فعله عثمان رضي الله عنه من جمع الناس على مصحف امام
ولم يخالفه منهم أحد على أ/ر الجمع
واستقر اجماع المسلمين على القراءة بما تضمنته المصاحف العثمانية وترك القراءة بما سواها.

س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
1 ذهب ابن جرير وابن القيم وجماعة من العلماء ألى أن عثمان حمل الناس على حرف واحد من تلك الأحرف السبعة.
2 وذهب جماعة من العلماء الى أن جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة كلها وهذا بعيد مخالف لمقصود عثمان رضي الله عنه.
والراجح أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامة وبقي الرسم العثماني محتملا لما في الأحرف الاخرى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 10:11 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنه

.الأدلة على ذلك:
ما رواه ابن شهاب الزهري قال: حدثني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري، حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب، يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسله، اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت»، ثم قال: «اقرأ يا عمر» فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
وهشام بن حكيم بن حزام من مسلمة الفتح ، وهذا مما يدلّ أنَّ نزول الأحرف السبعة كان بعد فتح مكة؛ إذ لو كان قبل ذلك لعرف واشتهر، وسورة الفرقان مكية في الأصل، لكن نزول الأحرف الأخرى فيها مما تأخر عن نزول أصلها.

2. وقال شعبة بن الحجاج: حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة الهلالي، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه البخاري في صحيحه، ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم.
وفي رواية عند ابن أبي شيبة أن ابن مسعود قال: (فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وفي رواية عند أحمد: (فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).

3. وقال إسماعيل بن أبي خالد: حدثني عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جده، عن أبيّ بن كعب، قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرآ، فحسَّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسَقَطَ في نفسِي من التكذيبِ ولا إذ كنت في الجاهلية، فلمَّا رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضربَ في صدري، ففضتُ عَرَقاً وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: « يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم ». رواه أحمد ومسلم وابن حبان.

4. وقال همّام بن يحيى: حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، عن أبيّ بن كعب، قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟
قال: "بلى "
فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟
فقال: "بلى، كلاكما محسن مجمل "
قال: فقلت له: فضرب صدري،
فقال: "يا أبي بن كعب، إني أقرئت القرآن،
فقلت: على حرفين،
فقال: على حرفين، أو ثلاثة؟
فقال الملك الذي معي: على ثلاثة
فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: غفورا رحيما، أو قلت: سميعا عليما، أو عليما سميعا فالله كذلك، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب). رواه أحمد
- وهذا الحديث رواه إسرائيل بن يونس، عن جدّه أبي إسحاق السبيعي ، عن سقير العبدي، عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب، قال: سمعت رجلا يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: انطلق إليه، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا، فقال: "اقرأ " فقرأ، فقال: "أحسنت " فقلت له: أولم تقرئني كذا وكذا؟ قال: "بلى، وأنت قد أحسنت " فقلت بيدي: قد أحسنت مرتين، قال: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدري، ثم قال: "اللهم أذهب عن أبي الشكَّ " ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبي، إن ملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: زده، فقلت: زدني، قال: اقرأ على حرفين، فقال الآخر: زده، فقلت: زدني، قال: اقرأ على ثلاثة، فقال الآخر: زده، فقلت: زدني، قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على خمسة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على ستة، قال الآخر: زده، قال: اقرأ على سبعة أحرف، فالقرآن أنزل على سبعة أحرف). رواه أحمد.

5: وفي حديث شعبة عن عبد الرحمن بن عابس النخعي عن رجل من همدان من أصحاب عبد الله بن مسعود أن ابن مسعود جمعهم وقال: (إن هذا القرآن أنزل على حروف، والله إن كان الرجلان ليختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال القارئ: هذا أقرأني، قال: "أحسنت"، وإذا قال الآخر، قال: "كلاكما محسن"). رواه أحمد وغيره
ويتبين مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لهم الحكمة من اختلاف الأحرف وأنها نزلت توسعة وتخفيفا على الأمة وأنها كلها من عند الله فلا ينبغي الاختلاف في شأنها أو أن ينكر بعضهم علي بعض بل كل يقرأبما علم ولأن في الاختلاف فرقة وضياع للدين كما كان حال الأمم السابقة اختلفوا فهلكوا
وكان لهذ1ا التوجيه النبوي أثره على الصحابة رضوان الله عليهم فقد تأدبوا بهذا الأدب والتزموه فلم ينكر بعضهم على بعض ولم يخطئه بل وعلّموه أصحابهم من التابعين لهم بإحسان.
قال شعيب بن الحبحاب: كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا.
قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم [النخعي]؛ فقال: (أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله). رواه أبو عبيد وابن جرير.
والمقصود أنَّ الصحابة رضي الله عنهم وفقهاء التابعين لم يكن بينهم اختلاف ولا تنازع في القراءات بسبب ما عرفوه من الهدى في هذا الباب.

س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
1- 1-أنه رجل شاب وأن ذلك مظنة قوته واجتهاده في تتبع القرآن وتحصيل ما كتبه الصحابة وما حفظوه رضي الله عنهم
2- 2-أنه رجل عاقل وعقله دليل رشده وحسن تصرفه في تعامله مع الرجال واستنساخ ماكتبوه
3-أنه أمين غير متهم فيطمئن إلى كتابته وجمعه
4-أنه كان من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عارف بطريقة كتابة القرآن ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عن كتابته وهذه منقبة عظيمة

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه
قال ابن وهب : سألت مالكا فقال لي ذهب "رواه ابن أبي داود
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام :رأيت في الإمام مصحف عثمان -استخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه دمه -في سورة البقرة "خطيكم" بحرف واحد والتى في الأعراف بحرفين "خطيئتكم" رواه أبو عمرو الداني في المقنع
وقد رد أبو جعفر النحاس هذا الكلام بكلام مالك من أن المصحف ذهب
قال ابن الشاطبي ليس في قول مالك "تغيب " مايدل على عدم وجوده بالكلية إذ ما تغيب يرجى ظهوره
قال السمهودي :فيحتمل أنه بعدما ظهر نقل إلى المدينة بالمسجد النبوي ويرد هذا الإحتمال أن بالقاهرة مصحفا عليه أثر الدم عند قوله {فسيكفيكهم الله} كما هو بالمصحف الموجود بالمدينة ومثله بمكة والذي يظهر أن أحدهم وضع عليه خلوقا تشبيها بالمصحف الإمام
والذي يظهر أن مصحف عثمان قد ذهب والذي يؤيد هذا القول ما رواه عمر بن أبي شبة عن محرز بن ثابت مولى مسلمة بن عبد الملك عن أبيه قال :كنت في حرس الحجاج فكتب الحجاج المصاحف ثم بعث بها إلى الأمصار وبعث بمصحف إلى المدينة فغضب آل عثمان فقيل لهم أخرجوا مصحف عثمان يقرأ ؛فقالوا :أصيب المصحف يوم قتل عثمان
وقال محرز بلغنى أن المصحف صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان
قال فلما استخلف المهدي بعث بمصحف إلى المدينة وعزل مصحف الحجاج فهو الذي يقرأ فيه اليوم في الصندوق الذي دون المنبر.
.
س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
هذه المسألة حصل فيها خلاف عريض بين أهل العلم بالقراءات وغيرهم على أقوال متباينة نجملها في ما يلي:
-أن أصل ظهور هذه المسألة كان من جهة الأشاعرة وعلى رأسهم أبو الحسن الأشعري إذ أنه التزم القول بلزوم اشتمال مصحف أبي بكر على جميع الأحرف السبعة لاعتقاده أنه لايجوز منع القراءة ببعضها أو أغلبها وعلى ذلك فإن مصحف أبي بكر اشتمل على الأحرف السبعة جميعها لكنها مفرقة في المصحف كله غير معلومة بأعيانها ،وقد تبعه على هذا القول تلميذه القاضي أبو بكر الباقلاني حيث انتصر لهذا الرأي ورد على السبب في جمع عثمان رضي الله عنه المصحف مرة أخرى بأن ذلك ليرد القراءات غير المعروفة ولا الثابتة والمنقولة نقل الآحاد لا التواتر لذا أحرق عثمان رضي الله عنه المصاحف التي اشتملت على هذا التخليط درءا للمفسدة من ورائها فعنده أن جمع عثمان اشتمل على الأحرف السبعة جميعها وأن ما خالفه غير ثابت إما لكونه منسوخ أو منقول بخبر الآحاد أو مغير بسبب سوء الضبط.
-ثم جاء بعد ذلك الإمام أبو عمرو الداني من أجل إمام القراءات وأشهرهم وهو يعد من تلاميذ الباقلاني حيث أنه ابتلى بالتتلمذ على يد بعض الأشاعرة ولكنه أخذ أيضا عن أهل السنة كابن زمنين وغيره فهو من أهل السنة في الجملة إلا أنه تابع الأشاعرة في بعض المسائل التي تخص الاعتقاد وعلوم القرآن وكان له كلام في هذه المسألة في كتابه المقنع خلاصته:
أن مصحف أبي بكر كان جامعا للأحرف السبعة أيضا كما ذكره الباقلاني لكنه خالفه في أن مصحف عثمان اشتمل على حرف منها وأسقطت الأحرف الباقية فضا للنزاع والإختلاف الذي نشأبسبب اختلاف القراءات ولأن الأحرف السبعة نزلت رخصة وتخفيفا على الأمة فالقراءة ببعضها وترك بعض بمثابة التخيير في الكفارات بين العتق والصوم والإطعام،وقد اشتهر هذا القول الذي لا مستند له إذ لايعرف ما في مصحف أبي بكر بإسناد ينقل عنه وإنما هو اجتهاد من قائله للجواب على هذه المسألة وأخذه عنه بعض العلماء على أنه صحيح متقرر
وجاء بعده الشاطبي فنظم المقنع ومن بعده علم الدين السخاوي تلميذه في شرح المقنع خلاصة الكلام أن جمع أبي بكر المصحف كان للأحرف السبعة أيضا ولم يبن هذا القول على دليل أيضا
-كلام بن عبد البر الذي ذكر فيه كلاما مجملا عن مصحف أبي بكر وجمعه لأحرف السبعة فيحتمل كلامه أمرين :
-إما أراد أن مصحف أبي بكر اشتمل على بعض الأحرف السبعة لا كجميعها
-أو أراد أن المصحف قد اشتمل عليها جميعا وزعم أن علي بن أبي طالب قد جمع مصحفا اشتمل على الأحرف جميعا ثم نقحها عثمان على حرف واحد وهذا الكلام أيضا لا دليل عليه بل دعوى مجردة لا تثبت إلا بنقل صحيح
-كلام ابن الجزري وخلاصته أنه بعد النظر والتدقيق وتحرير الأقوال لجملة من أهل العلم منهم الطبري وابن عبد البر ومكي بن أبي طالب والشاطبي وغيرهم أن المصاحف التى كتبت زمن أبي بكر كانت مشتملة على الأحرف السبعة والذي يقصده والله أعلم أن مجموع الصحف التى كانت بأيدى الصحابة اشتملت على الأحرف السبعة لا مصحف أبي بكر بعينه وقد أسيء فهم كلامه رحمه الله مع أنه من أجود وأحسن ماقيل في هذه المسألة
بعد هذا العرض للأقوال في الجواب عن سؤال هل كان مصحف أبي بكر جامعا للأحرف السبعة أم لا يتبين لنا:
أن الراجح في جواب هذه المسألة
أنه لادليل على أن مصحف أبي بكر كان جامعا للأحرف السبعة إذ لو كان كذلك لما احتاج عثمان رضي الله عنه إلى التوثق من الصحابة في صحفهم التي استلمها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها وينسخ من مصحف أبي بكر
لكنه إذ فعل ذلك أراد أراد أن يجمع من مجموع ما بمصاحف الصحابة وصحفهم المتفرقة مصحفا واحدا يجتمعون عليه
والأمر الآخر أن دعوى اشتمال مصحف أبي بكر على الأحرف السبعة يلزم منه أن يكون قد كتب سبع مرات أو تكون كتابة المصحف بالجمع بين الأحرف في الرسم وهو أمر غير ممكن لأنه يلزم منه تكرار كتابة الكلمة أو الآية التي فيها اختلاف ضبط أو تقديم وتأخير وهذه دعوى محدثة إذ لم يؤثر أنه كتب نسخا متعددة بل كانت نسخة واحدة
أيضا من أوجه الرد على هذه المسألة أن مستند القراءة على السماع لا الرسم وقد كتب الصحابة بعد ذلك مصاحف بحسب ما قرؤوا فكان لابن مسعود مصحف ولأبي بن كعب مصحف ولأبي موسى مصحف وكان بين هذه المصاحف اختلاف في بعض الأحرف بحسب ما سمعوا وكان منها من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد بقيت هذه الصحف والمصاحف حتى جمع عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد
ولم يكن القراء كابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما يعتمدون مصحف أبي بكر في قراءتهم ولا إقرائهم الناس بل كل يقرأ بحسب ما أقرأه النبي ويقرىء الناس بذلك حتى حصل الخلاف في عهد عثمان
وأما الرد على من زعم بأن مصحف أبي بكر اشتمل على جميع الأحرف فهو بسبب اعتقاد أن التخلي عن القراءة بالأحرف أو بعضها يحرم ولا يجوز فالتزموا هذه المسألة وألزموا أنفسهم ومن اتبعهم ما لا يلزم ولا برهان عليه

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
الراجح أن عثمان رضي الله عنه اختار كمن الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامة
وبقي الرسم العثماني محتملا لبعض الأحرف الأخرى إذ أن خطه محتمل لأكثر من حرف فهو لم يكن مضبوطا ولا منقوطا
وإنما نشأت الإختلافات في القراءات التي يقرأ بها الناس اليوم رغم جمعهم على مصحف واحد لأن القراء التزموا القراءة بالرسم العثماني ولكن بقي من الاختلاف في القراءات أربعة أنواع كلها احتملها الرسم نفسه:
الأول : اختلاف في طرائق النطق لبعض الحروف والكلمات ويدخل فيه الهمز والتسهيل والإبدال والإشمام والمد والإمالة والإدغام
الثاني:اختلاف في ضبط بعض الكلمات على قسمين:
-قسم لا يتغير به المعنى كضعف بفتح الضاد وضمها
-وقسم يتغير به المعنى كقوله يطهرن بتسكين الطاء ويطهرن بتضعيف الطاء
-وقريب من هذا القسم الاختلاف في نطق الأحرف المتقاربة كقوله {ظنين}و{ضنين}
الثالث:اختلاف سببه عدم النقط كقوله {يعملون }و{تعملون}
الرابع:ما اختلف فيه الرسم العثمانى وهي أحرف يسيرة منها ما كتب في بعض المصاحف في سورة الحديد {فإن الله هو الغنى الحميد}وفي بعض المصاحف {فإن الله الغني الحميد}.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 11:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن


المجموعة الأولى :

هلال الجعدار : أ+
س1: - من المهم بيان صور هذا الهلاك وهو ما كاد يحصل في زمن عثمان رضي الله عنه - لولا أن عصمنا الله منه - من تكفير المسلمين بعضهم لبعض والتكذيب بالقرآن ونشوب الخلافات بين أفراد الأمة الواحدة.
- ومن آثار تأدب الصحابة بهذا الأدب ، أنه لما حصلت الفتنة بادروا بجمع القرآن على رسم واحد حمايةً للأمة من وقوع الاختلاف في القرآن.
س3: المفهوم من كلام الشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله - أن النسخ الموجودة الآن تحت مسمى " مصحف عثمان " في القاهرة ومكة والمدينة ، وجميعها عليها أثر الدم ، ليس هناك ما يثبت أنها مصحف عثمان ، ولعل الأرجح أنه تغيب وذهب كما ذكر آل عثمان.
س4: فما هو قول أبي عمرو الداني ، وعلم الدين السخاوي ؟


2: كمال بناوي :
أ+
س4: لو فصلتم بذكر الأقوال الواردة بعد أبي الحسن الأشعري وحتى وصل إلى قول أبي عمرو الداني ، مع توضيح كيف كان قولا بين قولين.
- لم يتضح من الإجابة القول الصحيح في المسألة ، وإنما اتضح بيان خطأ القول بأن مصحف أبي بكر غير جامع للأحرف السبعة ، فهل يعني هذا أنه على حرف واحد ؟

س5: ويُضاف نقطة مهمة للإجابة : أن مصحف عثمان لم يكن منقوطًا ولا مشكولا وكان المعتمد على القراءة السماع لا الكتابة ؛ فكان الصحابة يقرؤون الناس من الأحرف ما يحتمله الرسم العثماني.


3: أمل يوسف : أ
س5: لأن الاعتماد في القراءة كان على السماع لا الكتابة.
- تم الخصم للتأخير.


يُتبع بإذن الله.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م, 11:37 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي



المجموعة الثانية :

أحسنتم جميعًا ، بارك الله فيكم ونفع بكم ، والملحوظات يسيرة وتكاد تكون واحدة.

1: كوثر التايه :
أ
س2 : من تمام الإجابة الاستشهاد ببعض الآثار التي رُويت في ذلك.

2: منيرة محمد : أ
س1: لم يكن للعرب عمومًا قبل الإسلام كتاب يشتهر بينهم ، وإنام كانوا يسمون كتب أهل الكتاب مصاحف.
س3:
- رواية إبراهيم بن إسماعيل إنما هي في النص على أن أنس بن مالك وابن عباس من كتبة المصحف.
- ومالك بن أبي عامر الأصبحي إنما هو جد الإمام مالك وقد قال عنه في الموطأ : " «ولا بأس بالحلية للمصحف، وإنَّ عندي مصحفا كتبه جَدّي إذْ كَتَب عثمان رضي الله عنه المصاحف، عليهِ فِضَّةٌ كثيرة».
فلو تأملتِ هذه العبارة وجدتِ أنها لا تدل على أنه كتب مصحف عثمان ، وإنما قد يكون نسخه في ذلك الوقت لنفسه.
- المؤكد أنهم من كتبة مصحف عثمان هم من ذكروا في صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ، والاستدلال به على إجابة هذا السؤال مهم.

3: فاطمة الزهراء محمد : أ
س2: نفس الملحوظة على الأخت كوثر.
س3: راجعي الملحوظة على الأخت منيرة.

4: عائشة أبو العينين : أ
س1: ذكرتِ معنى المصحف ، وما ذكرتيه هو قول أهل اللغة في معنى الكلمة ، لكن ما مبدأ تسمية كتاب القرآن بالمصحف ؟
- أحسنتِ في إجابة باقي الأسئلة ، بارك الله فيكِ.

5: مضاوي الهطلاني : أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

6: نبيلة الصفدي : أ
س2: نفس الملحوظة على الأخت كوثر.
س3: تصحيح :
و عدّ ابن عباس وأنس بن مالك عن ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ وهذا يصحّ؛ [ لا يصح ] لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه.


المجموعة الثالثة :

1: هبة الديب : أ+ ، أحسنتِ بارك الله فيكِ.

المجموعة الرابعة :

1: مها شتا : أ
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1 ، س3 : بقي الاستشهاد بالآثار الواردة على إجابتك.
س4: وتتمة القول الثالث ، أن المصحف الإمام لم يكن منقوطًا ولا مشكولا ، وكان المعتمد في الإقراء السماع ، فكان الصحابة يتخيرون ما يحتمله المصحف الإمام مما أقرأهم إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا سبب نشأة القراءات الآن.

2: هناء هلال محمد :
أ+
أحسنتِ ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

3: ريم الحمدان :
ب+

س1: إذا كان ما رواه ابن أبي داوود منقطعًا ، فما رواه البخاري صحيحًا ، فالأولى الاستدلال به.
س3: بقي التفصيل في موقف ابن مسعود رضي الله عنه.
س4:
ما ذكرتيه في القول الأول :
تعليلك لرفضه ليس بصحيح ، ومخالف لما قررتيه أعلاه في السؤال الثالث بأن الصحابة أجمعوا على فعل عثمان ، وقد جمع الناس على رسم واحد وهذا يقتضي ترك القراءة بكثير مما جاء من الأحرف السبعة.
وللتوضيح فإن رسم المصحف العثماني كان موافقًا للغة قريش ، ولكن لم يكن المصحف منقوطًا ولا مشكولا ، ومعلومٌ أن القراءة كانت معتمدة على السماع لا الكتابة ؛ فبقي الصحابة رضوان الله عليهم في الأمصار يقرؤون الناس بما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمله رسم المصحف الإمام ؛ فظهرت القراءات الموجودة الآن.
وأرجو قراءة إجابة الأخت هناء هلال.

4:شيماء طه : ج+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- س1 ، س3 : بقي الاستشهاد بالآثار الواردة في ذلك ، والسؤال الثالث ، ينبغي أن نذكر ان ابن مسعود كان مخالفًا لفعل عثمان رضي الله عنهما في البداية ثم رجع عن ذلك ، ونذكر ما رُوي في ذلك.
- فاتكِ إجابة السؤال الخامس.
وأرجو أن تقرأي إجابة الأخت هناء هلال هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=11

المجموعة الخامسة :

1: عابدة المحمدي :
أ+

2: ميسر ياسين : أ+
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ ، وإليكِ ملحوظات يسيرة أغلبها تصحيح لبعض الألفاظ الورادة في الكتابة.
س3:
تصحيح : " لأنه عاصر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة "
وهل عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ثلاثين سنة ؟ فكيف بالمدة التي صاحب فيها ابن مسعود بعد إسلامه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ، فلعلكِ تقصدين مدة إقرائه وتعليمه للقرآن قبل وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

س4: المقصود المصاحف التي نُسخت ابتداء فهذه الخلاف في عددها على أنها أربعة أو خمسة أو سبعة أو ثمانية ، لكن قولكِ الأول قد يدل على سبب الخلاف وهو أن المصاحف نُسخت نسخًا كثيرة بعد ذلك وأرسلت لجميع الأمصار.
س5: تصحيح :
بيّن ابن تيمية وابن الجوزي [ ابن الجزري ]
على أن هناك فرقا بين لفظ ابن تيمية ولفظ ابن الجزري بينه الشيخ عبد العزيز الداخل ، وذكر أنه يعتقد أن لفظ ابن تيمية كان سببًا في منشأ القول بأن ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة.

زادكم الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10 جمادى الآخرة 1438هـ/8-03-2017م, 11:07 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
المصحف مصدرٌ من أُصْحِفَ فهو مُصحَفٌ، أي جُعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفَّتين.
قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).
ومبدأ التسمية به أنه وصف موافق أصلًا للغة العرب وكلمة مصحف ليست غريبة على العرب فقد استعملوها في أشعارهم قبل الإسلام وبعده كما ورد في صحيفة المتلمس وصحيفة لقيط حتى أنهم كانوا يطلقون على كتب أهل الكتاب مصاحف لأن في اللغة صحيفة تجمع على صحف وصحائف إذا كانت غير مضمومة فإن ضمت سميت مصحفًا ولما كانت العرب أمة أمية لم يوجد لديها كتاب قط غير بعض الصحائف المتناثرة في الشعر وغيره وكان القرآن هو أول كتاب لدي العرب مجموع بين دفتين فلهذا سمي المصحف وكان اسم علم دال على القرآن لانتفاء وجود كتاب غيره عندهم .

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
- كان القرآن كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف يجتهد كل صحابي في تعليم الناس القرآن بما تعلمه من تلك الأحرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد يجتمعوا في مسجد واحد ولكن كل معلم يعلم طلابه بحرف مختلف كما تلقاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
- ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بين الصحابة رضي الله عنهم يعلمهم ويؤدبهم بآداب الخلاف فتعلموا منه أن ذلك الاختلاف في القراءة لا حرج فيه ولا يؤثر في الأمر والنهي ولا يؤثر في أحكام الله تعالى وتشريعاته وأنه من السعة والتخفيف والرحمة بهم فتأدبوا بذلك الأدب فلم ينكر بعضهم على بعض هذا الخلاف
- ولكن كثرة الفتوحات في زمن عمر وعثمان رضي الله عنهم وزيادة عدد المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم مع اقبالهم على تعلم القرآن الكريم
- وغياب ذلك الأدب في الخلاف لحداثة إيمانهم وجهلهم زاد الخلاف بين الناس حتى كفر بعضهم بعضا
- وقد لاحظ هذا الخلاف كثير من الصحابة رضي الله عنهم وعلم به عثمان رضي الله عنه وخطب بين الناس في هذا فلما زادت الخلافات وكادت الفتنة تقع أمر عثمان رضي الله عنه بجمع القرآن على لغة واحدة وهي لغة قريش حفظًا لكتاب الله من التبديل والتغيير ودرءًا للفتنة كما روى زيدبن ثابت: أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، ويقرأ أهل الشام، بقراءة أبي بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، قال: «فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفا» فكتبته، فلما فرغت منه عرضه.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
الثابت من أسماء الكتبة أربعة كما ذكر في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.
وذكر أسماء أخرى غيرهم ومنهم :
أبي بن كعب وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري . روي عن ابن سيرين

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنه فرق في الأسباب والمقاصد تبعه فرق في طريقة الجمع وهو بالتفصيل كالآتي :
- أسباب الجمع :
جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن أثر قتل كثير من القراء في موقعة اليمامة فخشي ضياع القرآن بضياع حفظته ، بينما جمع عثمان رضي الله عنه القرآن بسبب اختلاف الناس في قراءة القرآن وتكفير بعضهم بعضًا للمخالفة في القراءة وهذا ظهر جليًا في اختلاط العجم بالعرب في موقعة أرمينية .
- مقاصد الجمع :
مقصد أبي بكر رضي الله عنه هو جمع القرآن كله مكتوبًا بين دفتين حفظًا له من الضياع فحفظه في الصدور فقط لم يعد كافيًا بسبب قتل القراء في الغزوات وغير ذلك ، بينما مقصد عثمان رضي الله عنه هو جمع الناس على قراءة واحدة لا اختلاف فيها درءًا للفتنة والاختلاف والتحريف لكتاب الله جل وعلا
- طريقة الجمع :
جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن كله الذي كان مكتوبًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعتمد في نسخه على حرف واحد إذ كلها شافية كافية أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم ، بينما جمع عثمان رضي الله عنه كان يجتهد فيه على جمع القرآن على حرف واحد ولغة واحده ولسان واحد وهو لسان قريش موافقًا لقوله تعالى وصفًا للقرآن { وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }
وبهذه الفروق يظهر اختلاف الجمع بين كلا الطريقتين ومناسبة كل جمع للوقت الذي جمع فيه وهذا كله من تيسير الله تعالى لحفظ كتابه إذ يجمع على مراحل متدرجة متتابعة حفظًا بعد حفظ مصداقًا لقوله تعالى { وإنا له لحافظون }

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
هذه الأشياء التى كان يستخدمها العرب للكتابة في بادىء الأمر فكان يُكتب عليها الوحي من القرآن والمقصود بهم :
العسب : جمع عسيب وهو جريد النخل . قاله السيوطي
اللخاف : جمع لَخفة وهي صفائح الحجارة . قاله الخطابي
الرقاع : جمع رقعة وتكون من الجلد أو الرق أو الكاغد
الأكتاف : جمع كَتِف وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا يكتبون عليه بعد جفافه .
الأقتاب : جمع قَتَب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 11 شوال 1438هـ/5-07-2017م, 07:57 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
في لفظ "المُصحف" ضَمُّ الميمِ لأنه مصدرٌ من أُصْحِفَ؛ فهو مُصحَفٌ، أي جُعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفَّتين.
قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).

مبدأ التسمية به:
كانت العرب أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب وليس لها كتاب ، وانما تكتب ما تحتاجه من الرسايئل وغيرها ، وقد اشتهرت بعض صحائفهم، ولها ذكر في أشعارهم، كصحيفة المتلمس، وصحيفة لقيط، والصحيفة الظالمة التي قاطعت فيها بطونُ قريش بني هاشم ، وأول كتاب لهم هو القرآن الكريم.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
بسبب ظهور الخلاف والتخاصم في القراءات؛ بين الناس بعد اتساع الفتوحات في عهد عثمان رضي الله عنه حتى اشتدّ الخلاف في بعض البلدان، وكفَّر بعض الجهّال بعض من قرأ غير قراءتهم، وكادت أن تكون بينهم فتنة بسبب ذلك.
فكان بعض الصحابة يلحظ ذلك وينكره، ويبلغ عثمان أنواع من الخلاف والتنازع؛ فلما تفاقم الأمر، وجاء حذيفة بخبر الفتنة التي حصلت بسبب هذا الاختلاف؛ خطب عثمان في الناس، واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم، واجتمعت كلمتهم على جَمْعِ مصحفٍ إمامٍ تستنسخ منه المصاحف، ويلغى ما خالفه.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختُلف في عدد هم:
- ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.
- وفي كتاب المصاحف من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
- وذكر ابن سيرين أن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان من كتاب المصاحف.
قال ابن حجر: (ووقع من تسمية بقية من كتب أو أملى عند بن أبي داود مفرقا جماعة:
- منهم: مالك بن أبي عامر جدّ مالك بن أنس من روايته، ومن رواية أبي قلابة عنه.
- ومنهم: كثير بن أفلح كما تقدَّم.
- ومنهم أبيّ بن كعب كما ذكرنا.
- ومنهم أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب في أصل حديث الباب.
فهولاء تسعة عرفنا تسميتهم من الاثني عشر.

قال الشيخ عبدالعزيز الداخل :...وأما عدّ ابن عباس وأنس بن مالك فإن كان مستنده إنما هو ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهريّ؛ فلا يصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه، وقد قال فيه البخاري: (كثيرُ الوهم في الزهري).

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
من ناحية الأسباب:
-جمع أبي بكر كان سببُه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة.
-وجمع عثمان كان سببه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف.

من ناحية مقاصد الجمع:
-المقصد من جمع أبي بكر : جمع القرآن في مصحف واحد ، فكان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات، بل كان كلّ منهم يقرأ كما عُلّم، ولا ينازِع غيره فيما أُقرئوا، ولا ينازعونه فيما أقرئَ، لما أدّبهم به النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم.
-وأمّا جمع عثمان فكان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة، ثم انعقد إجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا بذلك الاختيار، وترك القراءة بما يخالفه، وأجمعت عليه الأمّة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر.


س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

قال السيوطي: (العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
واللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق،
وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رَقٍّ أو كاغد.
والأكتاف: جمع "كَتِف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه،
والأقتاب: جمع "قَتَب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه)ا.هـ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir