دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى طلاب المتابعة الذاتية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 10:45 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي

المجموعة الثالثة:


س1: ما المقصود بأساليب التفسير؟

- هي طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين ، و تقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين و مقام الحديث ؛فإنّ لكل مقام مقالاً، ولكلّ حالة ما يناسبها .
- و معرفة طالب العلم بها ، والتعرّف على طرق العلماء يفيده كثيراً في حُسن التأهّل لِتدريس التفسير، والدعوة بالقرآن، وتبليغ معانيه لأنواع من المُتلقين .


س2: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.

- أولاً: من القرآن :

1. قال الله تعالى: " إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه ".
· وجه الدلالة: ظاهر في الآية فالهاء في ( بيانه ) عائدة إلى القرآن و الضمير"نا" في علينا عائدة إلى الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .

2. وقال تعالى: " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً "
· وجه الدلالة: ظاهر من معنى الآية فَــــ(تفسيراً) تعني: بيانا وتفصيلا ، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن.

3. وقال تعالى: " وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين"
· وجه الدلالة: ظاهر من (مفصلاً) أي : مُبيّنا .

4. وقال تعالى: " قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين ، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ ".
· وجه الدلالة: ظاهر في الآية بإسناد الهداية و الإخراج من الظلمات إلى الكتاب المبين الذي هو من عند الله .

5. وقال تعالى: " حم ، والكتاب المبين".
· وجه الدلالة: أنّ هذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين؛ يبين بعضه بعضاً، ويبين للناس بيانا مفصلا ما يحتاجون إليه ليهتدوا إلى صراط الله المستقيم وينالوا رضوانه وثوابه، ويسلموا من سخطه وعقابه.

6. وقال تعالى : "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "وقال: "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
· وجه الدلالة: ضرب الله تعالى للناس في هذا القرآن من كلّ مثل، وصرّف لهم الآيات، وجعل كتابه نوراً مبيناً، وهادياً للّتي هي أقوم، وفرقاناً يفرق بين الحقّ والباطل، وعِصمة من الضلالة لمن تمسّك به، ودعا إلى اتّباعه ، وهذا يستلزم أن يكون في كلام الله من البيان ما يتيسر به اتباع الهدى ؛ كما هو صريح دلالة قول الله تعالى:"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".

7. وقال تعالى : " والسماء والطارق ، و ما أدراك ما الطارق ، النجم الثاقب "
· وجه الدلالة : في هذه الآية فسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب و هذا من التفسير الإلهي الذي ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس.

8. و قال الله تعالى:"غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنينويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
· وجه الدلالة : هذا من البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي وهو : ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده ؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ.وقد وقع في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي ومستدرك الحاكم وغيرها من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنهم سيغلبون)).قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا؛ فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((ألا جعلتها إلى دون العشر))قال: قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الروم بعد.قال: فذلك قوله:"الم. غلبت الروم"إلى قوله:"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".

- ثانياً: من السـنة :

1. ما رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والحاكم وغيرهم من طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: "هو أهل التقوى وأهل المغفرة". قال: قال الله عز وجل: (أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) .حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم في المستدرك، وضعّفه جماعة من أهل الحديث لتفرّد سهيل القطعي به وهو مضعّف عند أهل الحديث.
· وجه الدلالة: هذا حديث قدسي وقد ورد فيه ما يبيّن مراد الله جلّ وعلاببعض ما ورد في كتابه وهو من أنواع البيان الإلهي للقرآن.

2. ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقًا؟ قال:"أطولكن يدًا"؛ فأخذوا قصبةً يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فلما ماتت زينب علمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة.
وفي رواية في المستدرك عن عائشة أنها قالت: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحشٍ زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأةً قصيرةً، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة قال:"وكانت زينب امرأة صناعة اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله عز وجل".
· وجه الدلالة : هذا أيضاًمن البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي .

3. ما رواه الترمذي عن مجاهد بن جبر -رحمه الله- أنه قال : (لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت).
· وجه الدلالة: هذا الأثر يدلنا على نوع من أنواع البيان الإلهي للقرآن وهو تفسير القرآن للقرآن الذي هو على أنواع كثيرة وهذا الحديث يدل على نوع منها و هو: تفسير إحدى القراءات لغيرها.

4. ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي الكبرى من حديث الحسن البصري عن الزبير بن العوام، قال: " لما نزلت هذه الآية: "واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً"الآية ، قال: ونحن يومئذٍ متوافرون، قال: فجعلت أتعجب من هذه الآية: أي فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتى رأيناها . و في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد من حديث مطرف بن عبدالله بن الشخير عن الزبير أنه قال في هذه الآية : لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت.
· وجه الدلالة: هذا الحديث يعد أيضاً من البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي .

هذا ما تيسر استخلاصه من أدلة والله أعلم .

س3: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.

- المشتغلون بالتفسير من التابعين على ثلاث طبقات:

§ الطبقة الأولى : طبقة أئمة أهل التفسير من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، وعامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنه التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعن كبار التابعين، على تفاضل بينهم في الرواية والدراية ،
ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وخارجة بن زيد، وعليّ بن الحسين بن علي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وطاووس ،وعكرمة ،وعطاء وغيرهم كثير .

§ الطبقة الثانية : طبقة الثقات من نقلة التفسير، وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم، وإنما الذي بلغنا عنهم أنهم كانوا يروون التفسير رواية، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة.
ومنهم: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي.

§ الطبقة الثالثة :الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، بسبب كثرة خطئهم في الرواية، إما بسبب تحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات؛ أو تدليسهم؛ فهؤلاء في جانب رواية الأحاديث لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم به عناية بجمعه وروايته، وربما اجتمع لديهم من الروايات في التفسير ما لم يجتمع لكثير من الناس بسبب عدم تثبّتهم في تلقي الروايات؛ فكان من أهل العلم من يتوقّى حديثهم، ويحذّر منهم، ومنهم من يحمل عنهم التفسير لأجل ذلك؛ ويكون في أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر.
ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني المعروف بالحارث الأعور، وشهر بن حوشب، وعطية بن سعد العوفي، والسدي الكبير. وليسوا على درجة واحدة في الضعف.


س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟

لا ، فلابد من التفريق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل و بين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة ، ثم إن الرواية عن بني إسرائيل لها ضوابط يجب أن يُتنبه لها أوردها الشيخ عبدالعزيز الداخل -جزاه الله خيراً- خلاصتها :

1. أولاً: أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد ، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما تعلموه من هديه صلى الله عليه وسلم.

2. ثانياً: ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم.ويجب تكذيبه، كما كذّب ابن عباس نوفاً البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله، وإنما هو رجل آخر اسمه موسى؛ كما في الصحيحين عن سعيد بن جبير.

3. ثالثاً: أن لا يعتقد تصديقها ما لم يشهد لها دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل الإسلام.

4. رابعاً: أن بعضها قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.

5. خامساً: أن لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل؛ و متى ما تأصّل الطالب على منهج صحيح؛ فلا حرج عليه أن أن يستشهد بها لما عُرف صحته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – ، و يُستأنس ببعض ما يروى منها، وعلى ذلك يُحمل نهي ابن مسعود وابن عباس، مع ما روي عن ابن عباس من التحديث ببعض أخبار بني إسرائيل.


وعلى هذا سلف هذه الأمة كابن تيمية وابن كثير و غيرهم -رحمهم الله جميعاُ-،
فليتفطن لها طالب العلم ، والله أعلم.

  #2  
قديم 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م, 01:35 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:


س1: ما المقصود بأساليب التفسير؟

- هي طريقة تبليغ معاني القرآن للمتلقّين ، و تقريبها لهم بما يناسب حال المخاطبين و مقام الحديث ؛فإنّ لكل مقام مقالاً، ولكلّ حالة ما يناسبها .
- و معرفة طالب العلم بها ، والتعرّف على طرق العلماء يفيده كثيراً في حُسن التأهّل لِتدريس التفسير، والدعوة بالقرآن، وتبليغ معانيه لأنواع من المُتلقين .
[احرصي على الإجابة بأسلوبك نفع الله بكِ]

س2: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.

- أولاً: من القرآن :

1. قال الله تعالى: " إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه ".
· وجه الدلالة: ظاهر في الآية فالهاء في ( بيانه ) عائدة إلى القرآن و الضمير"نا" في علينا عائدة إلى الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .

2. وقال تعالى: " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً "
· وجه الدلالة: ظاهر من معنى الآية فَــــ(تفسيراً) تعني: بيانا وتفصيلا ، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن.

3. وقال تعالى: " وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين"
· وجه الدلالة: ظاهر من (مفصلاً) أي : مُبيّنا .

4. وقال تعالى: " قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين ، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ ".
· وجه الدلالة: ظاهر في الآية بإسناد الهداية و الإخراج من الظلمات إلى الكتاب المبين الذي هو من عند الله .

5. وقال تعالى: " حم ، والكتاب المبين".
· وجه الدلالة: أنّ هذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين؛ يبين بعضه بعضاً، ويبين للناس بيانا مفصلا ما يحتاجون إليه ليهتدوا إلى صراط الله المستقيم وينالوا رضوانه وثوابه، ويسلموا من سخطه وعقابه.

6. وقال تعالى : "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "وقال: "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
· وجه الدلالة: ضرب الله تعالى للناس في هذا القرآن من كلّ مثل، وصرّف لهم الآيات، وجعل كتابه نوراً مبيناً، وهادياً للّتي هي أقوم، وفرقاناً يفرق بين الحقّ والباطل، وعِصمة من الضلالة لمن تمسّك به، ودعا إلى اتّباعه ، وهذا يستلزم أن يكون في كلام الله من البيان ما يتيسر به اتباع الهدى ؛ كما هو صريح دلالة قول الله تعالى:"ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".

7. وقال تعالى : " والسماء والطارق ، و ما أدراك ما الطارق ، النجم الثاقب "
· وجه الدلالة : في هذه الآية فسّر الله تعالى المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب و هذا من التفسير الإلهي الذي ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس.

8. و قال الله تعالى:"غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنينويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
· وجه الدلالة : هذا من البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي وهو : ما يجعله الله من الآيات البينات الدالة على مراده ؛ فيقدر أموراً يظهر بها المعنى الذي أراده وقد يكون وهم فيه من وهم، وأخطأ فيه من أخطأ.وقد وقع في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي ومستدرك الحاكم وغيرها من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنهم سيغلبون)).قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا؛ فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((ألا جعلتها إلى دون العشر))قال: قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الروم بعد.قال: فذلك قوله:"الم. غلبت الروم"إلى قوله:"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".

- ثانياً: من السـنة :

1. ما رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والحاكم وغيرهم من طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: "هو أهل التقوى وأهل المغفرة". قال: قال الله عز وجل: (أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) .حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم في المستدرك، وضعّفه جماعة من أهل الحديث لتفرّد سهيل القطعي به وهو مضعّف عند أهل الحديث.
· وجه الدلالة: هذا حديث قدسي وقد ورد فيه ما يبيّن مراد الله جلّ وعلاببعض ما ورد في كتابه وهو من أنواع البيان الإلهي للقرآن.

2. ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقًا؟ قال:"أطولكن يدًا"؛ فأخذوا قصبةً يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فلما ماتت زينب علمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة.
وفي رواية في المستدرك عن عائشة أنها قالت: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحشٍ زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأةً قصيرةً، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة قال:"وكانت زينب امرأة صناعة اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله عز وجل".
· وجه الدلالة : هذا أيضاًمن البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي .

3. ما رواه الترمذي عن مجاهد بن جبر -رحمه الله- أنه قال : (لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت).
· وجه الدلالة: هذا الأثر يدلنا على نوع من أنواع البيان الإلهي للقرآن وهو تفسير القرآن للقرآن الذي هو على أنواع كثيرة وهذا الحديث يدل على نوع منها و هو: تفسير إحدى القراءات لغيرها.

4. ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي الكبرى من حديث الحسن البصري عن الزبير بن العوام، قال: " لما نزلت هذه الآية: "واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً"الآية ، قال: ونحن يومئذٍ متوافرون، قال: فجعلت أتعجب من هذه الآية: أي فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتى رأيناها . و في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد من حديث مطرف بن عبدالله بن الشخير عن الزبير أنه قال في هذه الآية : لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت.
· وجه الدلالة: هذا الحديث يعد أيضاً من البيان القدري الذي يلحق بالبيان الإلهي .

هذا ما تيسر استخلاصه من أدلة والله أعلم .

س3: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.

- المشتغلون بالتفسير من التابعين على ثلاث طبقات:

§ الطبقة الأولى : طبقة أئمة أهل التفسير من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، وعامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنه التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعن كبار التابعين، على تفاضل بينهم في الرواية والدراية ،
ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وخارجة بن زيد، وعليّ بن الحسين بن علي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وطاووس ،وعكرمة ،وعطاء وغيرهم كثير .

§ الطبقة الثانية : طبقة الثقات من نقلة التفسير، وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم، وإنما الذي بلغنا عنهم أنهم كانوا يروون التفسير رواية، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة.
ومنهم: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي.

§ الطبقة الثالثة :الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، بسبب كثرة خطئهم في الرواية، إما بسبب تحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات؛ أو تدليسهم؛ فهؤلاء في جانب رواية الأحاديث لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم به عناية بجمعه وروايته، وربما اجتمع لديهم من الروايات في التفسير ما لم يجتمع لكثير من الناس بسبب عدم تثبّتهم في تلقي الروايات؛ فكان من أهل العلم من يتوقّى حديثهم، ويحذّر منهم، ومنهم من يحمل عنهم التفسير لأجل ذلك؛ ويكون في أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر.
ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني المعروف بالحارث الأعور، وشهر بن حوشب، وعطية بن سعد العوفي، والسدي الكبير. وليسوا على درجة واحدة في الضعف.


س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟

لا ، فلابد من التفريق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل و بين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة ، ثم إن الرواية عن بني إسرائيل لها ضوابط يجب أن يُتنبه لها أوردها الشيخ عبدالعزيز الداخل -جزاه الله خيراً- خلاصتها :

1. أولاً: أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد ، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما تعلموه من هديه صلى الله عليه وسلم.

2. ثانياً: ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم.ويجب تكذيبه، كما كذّب ابن عباس نوفاً البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله، وإنما هو رجل آخر اسمه موسى؛ كما في الصحيحين عن سعيد بن جبير.

3. ثالثاً: أن لا يعتقد تصديقها ما لم يشهد لها دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل الإسلام.

4. رابعاً: أن بعضها قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.

5. خامساً: أن لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل؛ و متى ما تأصّل الطالب على منهج صحيح؛ فلا حرج عليه أن أن يستشهد بها لما عُرف صحته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – ، و يُستأنس ببعض ما يروى منها، وعلى ذلك يُحمل نهي ابن مسعود وابن عباس، مع ما روي عن ابن عباس من التحديث ببعض أخبار بني إسرائيل.


وعلى هذا سلف هذه الأمة كابن تيمية وابن كثير و غيرهم -رحمهم الله جميعاُ-،
فليتفطن لها طالب العلم ، والله أعلم.


الدرجة : ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ، نوصيكِ بالعناية بصياغة الإجابة ، فذلك أدعى لتثبيت المعلومة، والقدرة على تبليغها بما يناسب الفئة المخاطبة .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir