دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1436هـ/27-02-2015م, 08:10 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

التلخيص الثاني: احتمال اللفظ لأكثر من معنى

بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الدرس:
-من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:

مسائل العناصر
من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
أمثلة
حكم هذا النوع من الخلاف

من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك
الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع "
فائدة
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر

أمثلة
الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
أمثلة
مآل هذا النوع من الخلاف

-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
التعقيب على كلام المصنف
2-الالفاظ المشتركة
3-الالفاظ المتواطئة
فائدة
تلخيص المسائل:

من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذاوإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
والمشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة
كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس وقسورة والصريمِ
ونحوِ ذلك فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي.
كذلك لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ
حكم هذا النوع من الخلاف
ففى هذه الحال السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا فمِثلُ هذا يجوزُ أن يُرادَ به كلُّ المعاني فنُفَسِّرَ عليها.
من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
وذلك كما فى التنازُعِ الوارِدِ مثاله في (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ،ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع
"شيخَ الإسلامِ رحمه اللَّهُ لمَّا ذَكرَ النوعَ الأولَ من اختلافِ التنوُّعِ جعلَ الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
ولكن هنا في النَّوعِ الثاني من الاختلافِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ , كما في المشترَكِ والمتواطِئِ
فائدة
إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ
ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر
أمثلة
قولِه تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى}
السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا.

الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ
أمثلة
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ
أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه،
فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ ،
مآل هذا النوع من الخلاف
مِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
كَوْنِ الآيةِ نَزَلَتْ مَرَّتينِ فَأُرِيدَ بِهَا هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً
التعقيب على كلام المصنف
وقولُ المصنِّفِ: " إمَّا لكونِ الآيةِ نَزلتْ مرَّتين " هو احتمالٌ عقليٌّ؛ لأنَّ الأصلَ في نزولِ الآياتِ أن تنزلَ مرَّةً واحدة
2-الالفاظ المشتركة:إذا لم يكن بين المعنيين تضاد ولا يمكن الجمع بينهما مثل القرء
3-الالفاظ المتواطئة
الضابط
اللفظِ المتواطِئ يكونُ عامًّا إذا لم يكن لتخصيصه موجبٌ
مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
فائدة
يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 04:27 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
التلخيص الثاني: احتمال اللفظ لأكثر من معنى

بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الدرس:
-من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:

مسائل العناصر
من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
أمثلة
حكم هذا النوع من الخلاف

من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك
الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع "
فائدة
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر

أمثلة
الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
أمثلة
مآل هذا النوع من الخلاف

-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
التعقيب على كلام المصنف
2-الالفاظ المشتركة
3-الالفاظ المتواطئة
فائدة



تلخيص المسائل:

من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذاوإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
والمشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة
كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس وقسورة والصريمِ
ونحوِ ذلك فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي.
كذلك لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ
حكم هذا النوع من الخلاف
ففى هذه الحال السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا فمِثلُ هذا يجوزُ أن يُرادَ به كلُّ المعاني فنُفَسِّرَ عليها.
من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
وذلك كما فى التنازُعِ الوارِدِ مثاله في (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك الخلاف في جواز حمل الآية على كلا معنيي المشترك

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ،ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع لا داعي لجعلها مسألة يكفيك أن تذكريه عند التقسيم بأنه من اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى.
"شيخَ الإسلامِ رحمه اللَّهُ لمَّا ذَكرَ النوعَ الأولَ من اختلافِ التنوُّعِ جعلَ الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
ولكن هنا في النَّوعِ الثاني من الاختلافِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ , كما في المشترَكِ والمتواطِئِ
فائدة
إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ
ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر
أمثلة
قولِه تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى}
السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا.

الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ
أمثلة
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ
أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه،
فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ ،
مآل هذا النوع من الخلاف حكم حمل الآية على جميع هذه المعاني
مِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
كَوْنِ الآيةِ نَزَلَتْ مَرَّتينِ فَأُرِيدَ بِهَا هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً
التعقيب على كلام المصنف
وقولُ المصنِّفِ: " إمَّا لكونِ الآيةِ نَزلتْ مرَّتين " هو احتمالٌ عقليٌّ؛ لأنَّ الأصلَ في نزولِ الآياتِ أن تنزلَ مرَّةً واحدة
2-الالفاظ المشتركة:إذا لم يكن بين المعنيين تضاد ولا يمكن الجمع بينهما مثل القرء
3-الالفاظ المتواطئة
الضابط
اللفظِ المتواطِئ يكونُ عامًّا إذا لم يكن لتخصيصه موجبٌ
مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
فائدة
يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ
بارك الله فيك وأحسن إليك يا أمل
يلاحظ تشقيقك لبعض المسائل وليس هناك داع، وملاحظات يسيرة على صياغة عناوينها.
أما ما يتعلق بالتحرير العلمي فراجعي طريقة عرض الأمثلة في درس اختلاف التنوع، وقارنيها بعرضها هنا يتضح لك أننا نفصل الكلام على المثال في جمل مركزة كل جملة في سطر ولا نعتمد طريقة النسخ والسرد فهذا أدعى لبيان المسألة بيانا جيدا.
وهذا تقسيم أيسر لمسائل الدرس أرجو أن يفيدك، وتأملي صياغة عناوين كل عنصر ومسألة، وطريقة تحرير الأمثلة على وجه الخصوص.
وبالنسبة لأمر تشقيق المسائل فيمكنك تحت المسألة الواحدة عرض أقوال، مثل حكم حمل الآية على معنيي المشترك تعرضين فيها الحال الذي يمكن حملها عليهما معا، والحال الذي نحتاج فيه للترجيح وهكذا دون الحاجة إلى إفراد كل حكم بمسألة مستقلة.
وأذكرك بأنه يحسن فصل المسائل التي لا تتصل بالدرس مباشرة كتمهيد للملخص، مثل تعريف المشترك والمتواطيء لغة وأمثلتهما من اللغة عموما، ثم الانطلاق إلى ما يتعلق منهما باختلاف التنوع.

احتمال اللفظ لأكثر من معنى

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - مفهوم الاشتراك اللغوي.

.. - مفهوم التواطؤ.
النوع الثالث من اختلاف التنوع مما يرجع إلى أكثر من معنى.
أولا: ما كان بسبب الاشتراك.
. - مثاله
. - حكم حمل الآية على كلا معنييه
ثانيا: ما كان بسبب التواطؤ.
. أ: الضمائر
. . - مثاله
..
- حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في مفسّر الضمير
ب: الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
... - مثاله
.. - حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في تحديد الموصوف.

● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 12
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir