دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > مقدمات المحدثين > مقدمة المستخرج لأبي نعيم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 25 ربيع الأول 1432هـ/28-02-2011م, 08:02 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

وجميع ما ذكرناه من الأحاديث يوجب نصا ودليلا على أن على العاقل الفاضل الذي بذل مجهوده في تحصيل ما يثبت عنده ويصح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره فقد علم وثبت أن في الأخبار المروية صحيحا ومعلولا، وأن في الرواة للأخبار معدلين أمناء ومجروحين أيضا غير مأمونين، وإذا اجتهد المرء في التمييز بينهم بإمعان النظر في أحوالهم بان له الصادق والعدل بنقله ما يوافق كتاب الله تعالى ولا يدفعه نظر ولا غيره ووقف على حال الكاذب المجروح بتفرده بالأخبار الواهية التي لا يجامعه كتاب ولا يقبله عقل، ولم يزل الأئمة من السلف يتتبعون انتقاد الحديث وطلبها من مكانها وأخذها من أهلها كما يتتبع الصيارفه جياد الورق والدراهم من رديئها ومحمولها لذا ضعيف
- حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: إنا كنا لنسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزائف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا وما أنكروا تركنا.
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد المقزي ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا طاهر بن خالد ثنا أبي قال سفيان يعني ابن عيينة وذكر مالكا فقال: رأيته لا يتتبع من الحديث إلا صحيحا ولا يأخذ إلا عن الثقات من الناس.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/51]
- وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو القاسم البغوي حدثني أحمد بن ملاعب قال: سمعت أبا نعيم يقول: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن ثلاثة حافظ له وأمين عليه وعارف بالرجال.
وأخبرت أن بعض من يستهين بقبول الآثار جمع كتابا وسماه الجامع الصحيح وأن عدد المذكورين في هذا الكتاب من نقلة الأخبار لا تبلغ ثلاثة آلاف رجل بل يبلغ المذكورين من الرجال والنساء نحو ألفي نفس ليشمت الملحدين بهم، فإن عصابة تبلغ عدتهم من لدن نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما ذكرنا من العدد ليسوا على حق وطريقة إيهاما منه أن الحق فيمن خالفهم وبلغت عدتهم أكثر من ذلك، وهذا بحمد الله ونعمته راجع عليه ودافع لضلالته فإن الذين ذكروا في هذا الكتاب مصابيح الهدى وأعلام الدين، فهل يعرف لفرقة من الناس من أئمتهم وعلمائهم ما يعرف لهذه العصابة؛ فلقد اعترف بزعمه ألفي نفس فليذكر هو من أئمته وعلمائه عشرين نفسا أو لمن شاء من سائر الفرق ممن انتحل دينا أو قال مقالة سوى أصحاب الحديث وتباع الأثر، ولقد استهل كتاب التاريخ لهذا الإمام الذي نسب هذا الزعم إليه عدد هؤلاء الأئمة على أكثر من أربعين ألفا من رواة الآثار ونقلة الأخبار وليس والحمد لله فيما طعن به مطعن ولا شماتة، ولهذا الإمام الذي احتج هذا الطاعن بعدد المذكورين في جامعه المنسوب إلى الصحيح وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله كتاب ترجمه بكتاب الضعفاء والمجروحين، يبلغ عدد المذكورين فيه من الضعفاء والجرحاء نحو سبعمائة رجل أو أقل، فإن كان هذا الطاعن جعل كتابة في الصحيح أصلا وحجة ليجعل كتابه في الضعفاء أيضا أصلا وحجة وكتابه في التاريخ حجة، وليسقط المجروحين منه وهم دون سبعمائة نفس وليأخذ بالمعدلين وهم على زعمه ألفا نفس؛ فعلى زعمه يبقى الباقون من المذكورين في التاريخ وهم نيف وثلاثون ألفا متروكين بين الباب والدار، وهذا ما لا يعترض به صاحب عقل ودين ومن يكون من أهل هذه الصنعة؛ وذلك أنه رحمه الله أعني أبا عبد الله البخاري شرط شرطا بنى كتابه عليه؛ ومتى قصد فارس من فرسان هذه الصنعة ورام الزيادة عليه في شرطه من الأصول أمكنه ذلك، لتركه رحمه الله ما لا يتعلق بالأبواب والتراجم التي بنى عليها كتابه. وكذلك مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله له شرط في صدر كتابه أنه أنزل رواة الحديث منازل ثلاثة، وانه لم يقدر له الفراغ في تخريج أحاديثهم إلا من الطبقة الأولى منهم، مع أنهما وسائر أئمتنا رحمهم الله فرقوا بين رواة الأخبار وأنزلوهم منازلهم لما جعل الله تعالى بين خلقه من التباين في كل شيء؛
فمنهم ثقة ثبت حافظ لحديثه متقن لأخذه صدوقا
[المستخرج لأبي نعيم: 1/52]
فهذا هو الذي جمع له أكثر أسباب هذه الصنعة وأداتها
ومنهم ثقة ثبت غير حافظ
ومنهم صدوق غير حافظ ولا متقن
ومنهم مؤد لما سمعه من كتابه غير معتمد على حفظه
وأحوالهم تختلف، هذا صورة المعدلين منهم.
وكذلك أيضا لهم رحمهم الله فروق في التجريح
ففرقوا بين الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين من يكذب في حديث الناس
وبين من يكذب في لقي المشايخ
وبين من يدلس
وبين من هو كثير الوهم سيئ الحفظ
وبين من ظهر منه اختلاط في ذهن أو عقل في آخر عمره فحمل عنه وأخذ منه بدءا وأخيرا
وبين من حدث من حفظه فأخطأ ثم ثبت على خطئه ومخالفه أقرانه ونظرائه
وبين المتهمين فيما رووا ولم يمكنهم تصحيح الكذب عليه
وبين من اتهم في دينه
وبين من أكثر الرواية عن الكاذبين وكان يعتمد في نفسه صادقا
كل هؤلاء أحوالهم عندهم مرتبة ومنازلهم مختلفة، ولا يتكلف البحث والتنقيب عن أحوال الرواة إلا من عني بأمر دينه وعلم أن قبول الآثار عن صاحب الشريعة دين يتدين به، فلقد كان الإمام يحيى بن سعيد يعد النظر في أحوال الرواة وذكرهم بما ظهر له منهم دينا وقربة إلى الله، وكذلك من فوقه من الأئمة مثل شعبة والثوري ومالك كانوا يعدون إظهار حال من خشوا منه حالا يوجب إسقاط عدالته دينا وقربة.
وبلغني عن أبي بكر بن خلاد أنه قال ليحيى بن سعيد: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين أسقطت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة،
فقال: فإذا كان هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمي فيقول لي حدثت عني بما رأيت أنه كذب حدثني عنه بذلك
- حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا همام قال: قدم علينا أبو داود الأعمى فحدثنا عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب وعن أصحاب
فقلنا لقتادة: إن أبا داود يحدثنا وذكرنا هؤلاء، فقال: هذا رجل كذاب إنما كان يتطفف الناس قبل طاعون الجارف.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/53]
- وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان حدثني يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ ما أوتيهم في الحديث فقالوا كلهم بين أمره.
- وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا الجوهري يعني حاتم بن الليث ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان قال: كان مالك بن أنس ينتقي الرجال ولا يحدث عن كل أحد، قال علي: ومالك أمان فيمن حدث عنه من الرجال كان مالك يقول لا يؤخذ العلم إلا عمن يعرف ما يقول.
- حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: مررت مع شعبة برجل، فقال: كذاب والله لولا أنه لا يحل لي أن أسكت أو كلمة معناها. حسن
وكان رحمه الله كثير التشدد في انتقاد الرجال شديد الاستقصاء في إظهار أحوالهم وتبين سيئاتهم حتى أنه رحمه الله كان يرى مقارفة بعض المحارم أهون من الرواية عن الكاذبين.
- حدثنا أبو إسحاق المعدل الأصبهاني النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت الحسن بن أبي الربيع يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن أبان. حسن
- وحدثنا أبو إسحاق محمد بن إسحاق قال: سمعت علي بن مسلم يقول: سمعت أبا داود يقول: حدث شعبة عن رجل فبين أمره، فقال: والله لألقينه من عنقي وأجعله في عنقك.
- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكره عنده أبو جعفر
[المستخرج لأبي نعيم: 1/54]
الخطمي وأبوه وجده، فقال: كان أبو جعفر وأبوه وجده حبيب بن خماشة قوم توارثوا الصدق بعضهم عن بعض. صحيح
- حدثنا أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة سمعت أبي يقول: ذكرت لأبي نعيم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فقال: كان هؤلاء أهل بيت يتوارثون الضعف قرنا بعد قرن. صحيح
ولعمري لقد كنت هممت أن أجعل هذا الفصل كتابا جامعا يشمل على ترتيب أحوال الرواة ومعرفة منازلهم ومقاديرهم عند أهل الصنعة، فإذا الكتاب يخرج عن الغرض المقصود له ويصير كتابا ذا فنون وأنواع فعدلت عن ذلك؛ لأن الغرض في نصرة من رأى النظر في أحوال الرواة، وتعديل من وجب تعديله، وقبول خبر من وجب قبوله، وإسقاط من وجب إساقطه، وتجويز الجمع لبعض صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام والتبيين وغيره؛ كالإمام أبي عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبي داود السجستاني وغيرهم رحمهم الله الذين صنفوا جوامعهم في السنن والأحكام وحكموا بصحتها وعدالة ناقليها، وليس كل من شرط شرط أو حذا حذوا فجمع على شرطه، حاكم بإسقاط ما لم يخرجه ولم يجمعه؛ هذا لا يتوهمه عليهم إلا الإغبياء الذين لا يتعلقون من معرفة هذا الشأن والصنعة بكبير شأن، فأما الصدور والأكابر من علماء هذه الصنعة يقولون في التعديل والجرح على كتبهم في العلل والتواريخ الذي يكون مبناهم فيه ومقصدهم على إبانة أحوال الرواة؛ فيسقطون من أسقطوه ويعدلون من عدلوه ويجرحون من جرحوه ويضعفون من ضعفوه ويوسطون من وسطوه.
ألا ترى جواب الأئمة في المسؤلين إياهم مختلف؛ فتارة يقولون بيت صدوق، وأخرى يقولون صالح، ومرة يقولون لا بأس به، وأخرى يقولون لا شيء، فأجوبتهم تختلف على قدر معرفتهم وعلمهم بحال المسئول فيه، فعلى مصنفاتهم في العلل وسؤالاتهم يعتمد في الجرح والتعديل لا على كتاب بنوا فيه على أصل وشرطوا لأنفسهم فيه شرطا.
- حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر ثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله زحر المنقري ثنا زكريا بن أبان الواسطي ثنا إسماعيل بن قعنب قال: سمعت حماد بن زيد يقول كلمنا شعبة في أبان بن أبي عياش وسألناه الكف عنه، فقال: إنه وإنه، فقلنا: تحب أن تمسك عنه، فقال: نعم، قال حماد: فبينا أنا في المنزل في يوم مطير إذا شعبة يخوض الماء أسمع خوضه فناداني يا أبا إسماعيل يا
[المستخرج لأبي نعيم: 1/55]
أبا إسماعيل فأجبته، فقال: هو ذا أمضي استعدى على أبان، فقلت له: ألم تضمن لنا أنك تمسك، فقال: لا أصبر لا أصبر ومضى. ضعيف
- حدثنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة والثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل يكاتب في الحديث فقالوا كلهم بين أمره. صحيح
- حدثنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء ثنا ابن أبي داود ثنا محمد ابن عبد الملك ثنا عفان قال: كنا عند ابن علية فذكر صالح المري، فقال رجل: ليس بثقة، فقال له رجل آخر: مه اغتبت الرجل، فقال ابن علية: اسكتوا فإنما هذا دين. صحيح
- حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت محمد بن سهل ابن عسكر يقول: سألت عبد الرزاق أي الإسناد أصح، فقال: الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي.
- حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن سهل يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول -وسئل عن أصح الإسناد- فقال: حماد عن أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي، قال محمد بن إسحاق: وسألت محمد بن إسماعيل عن أصح الأسانيد، فقال: مالك عن نافع عن ابن عمر.
وأنا إن شاء الله بعونه وحسن توفيقه ذاكر تسمية نفر من المجروحين وساقطي الشهادة في عقب هذا الفصل؛ يعلم الناظر في ذكرهم أن مثلهم لم يتركوا ولم يجرحوا إلا عن حقيقة وبصيرة كانت لهم في أمرهم منهم من وقف منه على توليد حديث لم يكن له أصل، ومنهم من عاينوا منه قبيح الزيادة
[المستخرج لأبي نعيم: 1/56]
في حديثه، ومنهم من كانوا إذا لقنوا شيئا يلقنوا على حسب اختلاف ما كانوا عليه من الأحوال وما ظهر منهم، أعاذنا الله من كل سوء وأدام لنا إسبال جميل ستره بلطفه وفضله إنه الفعال لما يريد.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir